القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الساعاتي الكل
المجموع : 5
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ / وَحنت عليَّ البانة الهَيفاءُ
وَبَكى الغَمام عَليَّ مِن أَسَف وَقَد / كادَت تُمَزق طَوقَها الوَرقاءُ
ماذا تُريد الحادِثات مِن امرئ / مِن جُندِهِ الشعراء وَالأُمَراءُ
دَعها تَمُدّ كَما تَريد شِباكَها / فَلَرُبَما عَلَقت بِها العَنقاءُ
أَنا ذَلِكَ الصل الَّذي عَن نابِهِ / تَلوي المَنون وَتلتَوي الرَقطاءُ
وَفَمي هُوَ القَوس الأَرنّ وَمقولي / الوتر الشَديد وَأَسهُمي الانشاءُ
فكر ينظم في البَديع فَرائِداً / مِن دونِها ما يُلفظ الدأماء
لَو لَم يَكُن حَظي أَضاع فَضائلي / لتضوّعت بِأريجها الأَرجاءُ
وَلع الزَمان وَأهله بَعداوتي / ان الكرام لَها اللئام عداءُ
أَتحطّ قَدري الحادِثات وهمتي / مِن دونها المَريخ وَالجَوزاء
هَيهات تَهضم جانبي وَعَزائمي / مِثل البَواتر دَأبها الإِمضاءُ
صَبراً عَلى كَيد الزَمان فَإِنَّما / يَبدو الصَباح وَتَنجَلي الظَلماءُ
أَنا وَالمَعالي عاشِقان وَطالَما / وَعد الحَبيب فَعاقَهُ الرقباءُ
لَو كانَت الأَقدار يَوماً ساعَدَت / مثلي لَخافَت سَطوَتي الخَلفاءُ
وَأُرت بِالخَيل السَوابق عَثيرا / تَعمى إِذا اكتحَلَت بِهِ الزَرقاءُ
ثُم اِنتَضيت مِن البُروق صَوارِماً / فَرقاً تراها المُقلة العَمياءُ
وَهَززت لِلمَوت الزؤام عَوامِلاً / صَمّاً لِمَوقع طَعنِها إِصغاءُ
وَرَميت أَكباد المُلوك باسهم / مَثل الأَراقم ما لَهُنَّ رقاءُ
أَو كنت مِن أَهل الثَراء غَدَت يَدي / بِالجود وَهِيَ سَحابة وَطفاءُ
وَأَمال لي المال الذُرى فَسَموتَها / وَإِذا بخلت فَإِنَّني المِعطاءُ
وَإِذا جبنت فَأَنَّني لَيث الشَرى / أَو فهت قالوا هَكَذا البَلغاءُ
وَأَتى الزَمان مُسالِماً فَصُروفه / وَبَنوه عِندي وَالعَبيد سِواءُ
وَإِذا الآله أَرادَ خَيراً بِامرئ / أَلقَت أَزمتها لَهُ النَعماءُ
وَلَقَد بَلَوت العالمين فَلَم أَجِد / ذا ثَروة يَوماً وَفيهِ رَجاءُ
وَلَئن قَصَدت كَريمَهُم بِقَصيدة / يَوماً فَمدح المَدح منهُ عَطاءُ
أًفنيت عُمري في طلاب أَولى النَدى / متعللاً بِعِسى يجاب نِداءُ
وَأَضلَني داعي الشَبيبة وَالصبا / ان الشَبيبة فَتنة صَماءُ
غَضت عَن العَلياء طَرفي بُرهة / ثُم اِنجَلَت عَن ناظري الأَقذاءُ
فَعلمت أَن الأَكرَمين هُم الأُلى / شَرَفوا وَباقي العالمين هَباءُ
لَم يَبقَ غَير بَني النَبيّ مُحَمد / في الأَرض مَن يُعزي إِليهِ سَخاءُ
قَومٌ هَمَت جَدواهُم وَبِمَدحِهم / في كُلِ وادٍ هامَت الشُعراءُ
وَلَو اِقتَدَحَت زِناد فكرك فيهم / لأَراكَ وَصف علاهم الايراءُ
ان لم يجزك ابن النَبي لمانع / ان الشَفاعة مِن أَبيه جَزاءُ
وَلَقَد أَجَلُّ مَدائحي وَأَصونها / عَن غَيرِهم وَتَصونني العَلياءُ
فَهِيَ الكَواكب لا ترام وَمالَها / إِلّا ابن عَون في الوجود سَماءُ
ملك سَما سُلطانَهُ وَتَقاصَرَت / عَنهُ المُلوك لِأَنَّها أَسماءُ
وَلو اِرتَقوا يَوماً لأَخمصه اِنتَهوا / لِمَراتب ما فَوقَهنَّ عَلاءُ
وَصلتهُ أَبكار العَلاء كَواعِباً / مِن قَبل ما وَصلتهم الشَمطاءُ
ذكرى لَهُم عَبث أَذا ذَكر اسمَهُ / ما لِلنُجوم مَع الصَباح بَقاءُ
رذ بحر جَدواه يُنلك جَواهِراً / وَدَع السُيول فَاِنَهُنَّ غَثاءُ
ضربت سرادقها المَهابة فَوقَهُ / فَإِذا بَدا بادَت بِهِ الأَعداءُ
تَخشى الأُسود الغلب سَطوة بَأسَهُ / أَبَداً كَما تَخشى الأُسود الشاءُ
وَتَهابَهُ شمّ الأُنوف لِطول ما / شئت عَلَيها الغارة الشَعواءُ
عَزم كَما يَمضي القَضاء وَهمة / كَالدَهر لا أَمَدٌ وَلا اِستقصاءُ
يَخشى وَيرجى سَيفه وَنَواله / ما لاحَ بَرقٌ أَو هَمَت أَنواءُ
وَتَراه يَختَرط الحسام براحة / سالَ النضار بها وَقام الماءُ
فَإِذا حبا أَحيَ بِفَيض غَمامه / وَإِذا سَطا شَقيت بِهِ الأَحياءُ
يا أَيُّها الملك المُفدّى دَعوة / يا مَن لَديهِ لا يَخيبُ دُعاءُ
أَولَيتني الآلاء ثُمَ تَرَكتَني / مِثل الَّذي حَلّت بِهِ اللأواءُ
ما كانَ ذا أَملي الَّذي أَملتهُ / فيكُم وَأَنتُم سادة كُرماءُ
أَوَ لَستمُ أَدرى بِما كُنتُم بِهِ / تعدونني وَمَتى يَكون أَداءُ
إِن كانَ دائي سوء حَظي رُبَما / يَشقى الفَصيح وَتَنعم العَجماءُ
وَالشَمس تُشرق في السَماء وَطالَما / بالغيم قَد حجبت لَها أَضواءُ
وَالأَرض واحدة وَلَكن رُبَما / تَظما الرياض وَتَرتَوي الصَحراءُ
لَكن أَحكام الآله بِذا قَضَت / يَعطى الغَبيّ وَتحرم الفَصحاءُ
يا خَير مَن غرَرُ المَكارم تَنتَمي / لندى يَديه وَتَعتَزى الأَنداءُ
لا تَحسَبَنّي بِالوَضيع مَكانة / في القائِلين وَما أَقول هُذاءُ
لَئِن اِنتَمى لَكَ كُل فعل في اللقا / فَقَد اِنتَمى لي القَول وَالالقاءُ
وَسَليقَتي تلكَ الَّتي أَبَداً لَها / كَحسامك الماضي الحَديد مضاءُ
أَنتَ الَّذي شَهد السَحاب لِجوده / وَأَنا الَّذي شهدت لي الأُدَباءُ
لي في اِمتِداح علاك باع طائل / أَبَداً وَأَنتَ لَكَ اليَد البَيضاءُ
مني المَدائح وَالمَنائح مِنكُم / لا غبنَ ان كِلَيهما آلاءُ
تَعتاض مِن بَذل النضار جَواهِراً / هَذا بِذاك وَفي البَقاء نَماءُ
رفقاً وَرَعياً لِلحُقوق فَإِنَّما / بِالزَهر تَزهو الرَوضة الغَناءُ
ما زلت أَجلو وَصفكم حَتّى بَدا / كَالشَمس لا رَمزٌ وَلا إِيماءُ
وَحَبوتموني بَعدَها بِقَطيعةٍ / أَكَذا يَكون تَكرّمٌ وَحَباءُ
مِن لي بِحَظ الأَغبياء فعلتي / عزَّ الدَواءُ لَها وَجلَّ الداءُ
أَقسَمت بِالبَيت الحَرام وَزَمزم / وَالمشعرين وَما حَواه حَراءُ
اني أَراكُم خَيرَ مِن وطئ الثَرى / فيمَن أَراه وَما لَكُم نظراءُ
محضتكم صَفوَ الوِداد محبة / فيكم وَفي مثلي يَكون وَفاءُ
لا تَحسَبوا أَني نَسيت عهودَكُم / فوداد مثلي لَيسَ فيهِ جَفاء
وَأَرى المُلوك فَإِن أَرَدت مَديحَهُم / أَغدو كَأَنّي أَبكَمٌ فَأَفاء
وَتَطيعني الغرر الشَوارد فيكُم / فَكَأَنَّها مِن وَصفكم املاءُ
وَلَقَد بَعَثت اليكم بيتيمة / غَرّاءَ لَيسَ كمثلها غَرّاءُ
كَالشَمس تَمحو الشُهب طَلعَتها وَقَد / تلغى القباح وَتذكر الحَسناءُ
وَلَئن بَقيت مدحتكم بِقَلائد / تَعنو لِفَصل خطابها الخَطباءُ
وَلأُثنينَّ عَلَيكُمُ بِفَرائد / تَبقى وَإِن أَفنى يَدوم ثَناءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ / سَماها سَنا مِن نوره وَسَناءُ
عَلَيكَ لِواءُ الحَمد ظل مظللا / عَلاه مِن النَصر العَزيز لواءُ
لِأَنك أَولى الناس بِالمَجد وَالعُلا / كَما لَكَ بِالفَضل العَميم وَلاءُ
لَكَ الملك فاحكم كَيفَ شئت عَلى الثَرى / فَما الأَرض إِلّا مَصر وَهِيَ ثَراءُ
مُبَوأ صدق وَهِيَ أَنضَر رَبوة / مَقامٌ كَريمٌ حلهُ كُرَماءُ
وَذاتُ قَرار وَهِي خَير مَدينة / وَملك عَظيم أَهله عُظَماءُ
عَلى أَنَّها مِن جَنةَ الخُلد غَيضة / رياض بِها عين وَأَنتَ ضياءُ
تَجَلَت عَلى الدُنيا بِأَنوار طَلعة / وَخَير بِهِ عَمَ العُموم رضاءُ
فَأَمعنَت فكري في مَعاني صِفاتِها / لأغلم ما قَد قَرر العُلَماءُ
فَأَبصَرَت فَردوساً تَدانَت قُطوفها / وَللنيل فيها كَوثر وَشِفاءُ
وَأَورَثَها المَولى المَجيد أَئمة / لَهُم كُل أَملاك البِلاد فِداءُ
لَها اِبن إِبراهيم مَجد مؤثل / وَعَهد قَديم دامَ منهُ وَفاءُ
أَنارَت باسماعيل مِنها قُصورَها / فَنَجم الثُريا وَالثَرى قَرناءُ
بِها عَين شَمس مِنه ما الشَمس في الضُحى / باشرق منها وَالشُموس سواءُ
بِها ارم ذات العِماد يَزينها / بَهاءٌ وَنور وَالخلاف هَباءُ
وَمَصر هِيَ الدُنيا جَميعاً وَرَبُها / عَزيز وَأَهلوها هُمُ النُجَباءُ
لَقَد جَمَعت ما بَينَ شَرق وَمَغرب / كَذَلِكَ بِالفُرقان جاءَ ثَناءُ
خَزائن أَرض اللَه مَصر وَكَم أَتى / حَديث رَوته السادة القُدَماءُ
لَقَد صَير الباري ثَراها وَأَهلها / وَرَوّى رباها كَيفَ شاءَ وَشاءوا
إِذا فاضَ نَهر النيل فيها يمده / نَوال مليك وَفده وَزراءُ
تَسامَت باسماعيل قَدراً وَمَنصِباً / وَقد هَزَّ قَطريها بِهِ خَيلاءُ
تَعالى عَلى كُرسيها فَتَرَنَحَت / وَقَرَّت بِهِ عَيناً وَزالَ عَناءُ
وَأَسس فيها مُلكَهُ فَتَشَرَفَت / وَطاول مِنهَ الفرقدين بِناءُ
وَقَد قَضي الأَمر الَّذي كانَ يُرتَجى / فَلا خابَ للاسلام فيكَ رَجاءُ
وأَنتَ عِماد الدين لا زلتَ قائِماً / وَيَلقاكَ مَن عاداكَ وَهُوَ لفاءُ
وَدُمتَ وَدامَ الفرع وَالأَصل ثابت / دَوام الدراري ما اِستَهَل سَماءُ
فإِن سَرير الملك قَرَّ قَراره / وَعَمَّ الأَهالي بِالسُرور هَناءُ
وَأَشرَق تاج الفَخر وَاِنعَقَدَ اللوا / وَأَشرَق فَوقَ الأُفق مِنهُ عَلاءُ
فَلَيس الَّذي عاديت باقٍ وَإِنَّما / إِلى ملك مصر كَيفَ شئت بَقاءُ
بَقيت مَليك الأَرض بالعز ما سَما / لِسَعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ / وَسناً تبلج ساطِعاً بِسَناءِ
وَكَواكب كَمواكب بسعودها / قرنت دراريها بَدر ثَناءِ
جاري جَواريها نَظيم قَلائدي / وَجَلا ذُكاءَ بِها بَهاءُ ذَكائي
مِن بَعد ما عدل التَمني في السَرى / عَن مَنهج أَندى مِن الأَنداءِ
يممته ومذ اهتديت أَخذت في / حُسن الرَجاء بِأَحسن الأَرجاءِ
وافيت كَالصادي لِبَحر واسمه / مَنصور يحيى حَيث يَحيا الطائي
ذاكَ الَّذي طَلَعَت نُجوم سُعوده / بِصعوده لِمَنازل العَلياءِ
وَتَسابَقَت فيهِ المَعاني سَبقها / في مَدحِهِ وَالسَبق لِلنَعماءِ
أَسفي عَلى السَلف الألى لَو أَكرَموا / بِلِقائِهِ بَشَرتَهُمِ بِبَقاءِ
لَو أَنَّهُم بَصَروا بِهِ لَتَنافَسَت / في وَصفِهِ الأَحياءُ بِالأَحياءِ
وَلَخَلَدوا فيهِ الثَناءَ وَخَلَدوا / لِبَقائِهِ فيهِ لِيَوم لِقاءِ
دانَت لَهُ الدُنيا وَدانَ قَصيها / حَتّى أَحاطَ بِها في الدأماءِ
ورث الأَكارم في المَكارم وَاِقتَدى / بَعدَ السَحاب بِهِ أَولو الآلاءِ
فَهُوَ المُشير إِلى الغَوادي بِالنَدى / لاعانة العاني بَغَير نِداء
ارسلت مِن نَظمي إَلَيهِ تَشَكُراً / بِفَرائد تَزهو عَلى الزَهراءِ
يا لَيتَني مِن يمنه وَيَساره / في راحة تُرجى بِدون عَناءِ
كَم حَلَ في الميزان بَدر فَاِرتَقى / بِكَمالِهِ لِكَواكب الجَوزاءِ
أَرجو مِن المَولى الكَريم بِفَضلِهِ / نَقلي مِن الأَموات لِلأَحياءِ
وَأَريد مِن زَمَني تَنقل طالِعي / بِمَنازل السَراء لا الضَرّاءِ
أَجري وَأَجري لا يوازن راحَتي / إِن قَسَت كُل سَعادة بِشَقاءِ
فَأَنحت بِالباب الكَريم مَطيَتي / متفيئاً مِنهُ بظل وَفاءِ
فَإِذا العِناية صادَفتني أَسرَعت / بإِغاثتي مِن شَدة لرخاءِ
وَجَلَوت مِن غُرر البَديع أهلة / كَسوابق في حَلبة الغَلواءِ
لا زلت يا اِبنَ الأَكرَمين مُمتِعاً / وَبَني أَبيك السادة الكَرماءِ
ما دامَ لِلبَدر الكَمال تمده / شَمس النَهار بِباهر الأَضواءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ / لحمى الوفود وَأَطيب الأَرجاءِ
نَطوي المَنازل وَالبِلاد تَشَوقاً / لِلنازِلين بِتونس الخَضراءِ
المُكرَمين لِمَن أَتاهُم وافِداً / وَالمنعمين بأَوفر النَعماءِ
قَوم إِذا أَمّ الغَريب ديارهم / رَفَعوه فَوقَ مَناكب الجَوزاءِ
وَهُم الكِرام وَمِن بِحُسن صِفاتهم / تَطوي المطيّ سَباسبَ البَيداءِ
وَهُم الذينَ لَهم أَيادٍ في الوَرى / تَدني البَعيد لَها بذكر النائي
وَهُم النُجوم تحف بِالبَدر الَّذي / يَعلو سَناه فَوقَ كُل سَماءِ
بحر المَكارم مَورد الجَدوى وَمِن / فَضح الحيا بنداه في الأَحياءِ
أَضحى نَوال يمينه بَينَ الورى / مُتَفَرِقاً في جَمع كُل ثَناءِ
صارَت مَواهبه مَطايا ذكره / وَسَمَت عَطاياه عَطايا الطائي
ذكرٌ جَميل في البِلاد كَأَنَّهُ / يَدعو بَني الآمال بالايماءِ
فَأَتيت مُمتَدِحاً لِأَحمَد عَودَتي / بِنداه بَينَ الساكني البَطحاءِ
أَحسَنت ظَني فيهِ أَن سَيعيدني / أَزهو بِما يولي مِن الآلاءِ
لا زالَ في عزّ يَدوم ورفعة / تَسمو بَهمته لِكُل عَلاءِ
وَكَذاك لا برحت مَواهب كفه / بَينَ الوَرى تَشفي مِن البَرحاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ / وَعَليكَ مِن حُسن الثَناء لِواءُ
سر في سُرور بَينَ أَعلام الهُدى / بِالعزّ يَرفعها سناً وَسَناءُ
لِنَرى الجَواري المُنشئات وفَوقها / بَحر النَوال وَدونَها الدَأماءُ
وَقِلاعها مَثل القِلاع شَواهق / تَحتَ البُنود وَمشيها خَيلاءُ
تَتَنفس الصَعداء مِن ظَمإٍ بِها / فتعلها مِن جودك الأَنداءُ
تجري عَلى عَجل يَكاد زَفيرها / يَرقى إِلى الأَفلاك لَولا الماءُ
تَرمي مَصابيح السَماء بِمثلها / شَرراً وَيمنعها الوصول هَواءُ
تَسري الكَواكب كَالمَواكب دونَها / فَتَجوز مَجرى تَحتَهُ الجَوزاءُ
تَنسابُ مثل الصَل فوقَ الماء قَد / تبعتهُ مِنهُ حَية رَقطاءُ
كَالنَجم ذي الذَنب الَّذي يَجري عَلى / نَهر المَجَرة لَو لَهُ ضَوضاءُ
كَالسُحب في الجَو المُحيط شواظها / جون وَمُضطَرم اللَهيب ذَكاءُ
تَلقى بِأَمثال الصَواعق صوتَها / كَالرَعد قَد قذَفَت بِها الأَنواءُ
وَكَأَنَك البَدر المُنير وَحَولَهُ / زَهر الدراري وَالسَفين سَماءُ
تَجري ببرّ فَوقَ بَحر خَضرم / كَنواله لَو كانَ فيهِ سَخاءُ
وَتؤمّ خَير المُرسلين محمدا / وَلهاً بِأَنوار السَعيد هداءُ
ملك تَتوَّج بِالوَقار عَلَيهِ مِن / حلل المَهابة وَالكَمال رِداءُ
يَسعى إِلى الحَرَم الشَريف مُسربلا / بِخُشوعه وَأَمامه الأَضواءُ
في طاعة الرَحمَن نَحوَ رَسوله / قَصد القُبول وَفي القُبول جَزاءُ
قَد أَمّ مهبط وَحيه مِن يَثرب / لِلهاشميّ تظله الآلاءُ
وَسحائب الغُفران تقطر فوقه / وَأَمامه الرُضوان حَيث يَشاءُ
وَلأَعظم القربات وَالطاعات قَد / بعثتَهُ تلك الهمة القَعساءُ
أَرضى ابن هاشم حينَ يمم أَرضه / وَثَواب مَن أَمَّ النبيّ رضاءُ
وَجبت شَفاعته لزائر قبره / وَكَذا الحَديث وَفي الحَديث شِفاءُ
يا أَيُّها الملك المهاب وَمن عنت / لجلاله الأُمراء وَالوزراءُ
سِر في سُرور نَحوَ مَن سارَت لَهُ / شمّ الأَنوف السادة الخُلفاءُ
وَلَديكَ أَعلام القُبول خَوافق / وَعَليكَ مِن تلكَ الديار ثَناءُ
شوقت أَرض المُصطفى فعيونها / كَقلوب أَهليها اليك ظماءُ
فَاِستجل أَنوار النَبي محمد / وَالعود أَحمَد وَالهموم جَلاءُ
لا زلت بِالملك الجليل مُتَوجاً / تَلقى اليك زمامها العَلياءُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025