القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 12
أَلا إِنَّ أَسبابَ الصَفاءِ تَصَرَّمَت
أَلا إِنَّ أَسبابَ الصَفاءِ تَصَرَّمَت / فَما لِمَوَدّاتِ الرِجالِ صَفاءُ
وَما لِجَميعِ العالِمينَ رِعايَةٌ / وَما لِجَميعِ العالِمينَ وَفاءُ
أَلا إِنَّما آوى وَعَنقاءُ مُغرِبٍ / وَعُرسٌ وَإِخوانُ الصَفاءِ سَواءُ
كَم قَد مَنَحتُكَ حُبّاً
كَم قَد مَنَحتُكَ حُبّاً / وَلَيسَ مِنهُ جَزاءُ
تَرى يَضُرُّكَ أَن لَو / يَكونُ مِنكَ وَفاءُ
لا تَبلِنا بِصُدودٍ / إِنَّ الصُدودَ بَلاءُ
بَل ما لَنا مِنكَ بُدٌّ / فَاِصنَع بِنا ما تَشاءُ
عِندَنا طيبٌ وَرَيحا
عِندَنا طيبٌ وَرَيحا / نٌ وَنَقلٌ وَغِناءُ
وَمِنَ المَشروبِ لَونا / نِ شُمولٌ وَطِلاءُ
وَمِنَ اللَحمِ خَليطا / نِ طَبيخٌ وَشِواءُ
وَمِنَ الحَلواءِ أَلوا / نٌ أُحادٌ وَثِناءُ
وَلَنا غُلمانُ صِدقٍ / أُدَباءٌ أَرباءُ
أَرسَلوا في الصَحنِ ماءً / فَكَأَنَّ الصَحنَ ماءُ
وَاِنثَنوا لِلحُسنِ عَدواً / فَحَواشيهِ رِداءُ
فَاِرشَفِ الهَمَّ عَناءُ / إِنَّما الهَمُّ بَلاءُ
وَاِغتَنِم لَذَّةَ يَومٍ / قَد تَخَطّاهُ العَناءُ
فَهُوَ يَطويكَ وَيَمضي / لَيسَ لِلدُنيا بَقاءُ
أَصبَحَت أَوجُهُ القُبورِ وَضاءَ
أَصبَحَت أَوجُهُ القُبورِ وَضاءَ / وَغَدَت ظُلمَةُ القُبورِ ضِياءَ
يَومَ أَضحى طَريدَةً لِلمَنايا / فَفَقَدنا بِهِ الغِنى وَالغِناءَ
يَومَ ظَلَّ الثَرى يَضُمُّ الثُرَيّا / فَعَدِمنا مِنهُ السَّنا وَالسَناءَ
يَومَ فاتَت بِهِ بَوادِرَ شُؤمٍ / فَرُزينا بِهِ الثَرى وَالثَراءَ
يَومَ أَلقى الرَدى عَلَيهِ جِراناً / فَحُرِمنا بِهِ الجَدا وَالجِداءَ
يَومَ أَلوَت بِهِ هَناتُ اللَيالي / فَلَبِسنا بِهِ البَلى وَالبَلاءَ
لَبِسَ الماءُ وَالهَواءُ صَفاءَ
لَبِسَ الماءُ وَالهَواءُ صَفاءَ / وَاِكتَسى الرَوضُ بَهجَةً وَبَهاءَ
فَكَأَنَّ النِهاءَ صِرنَ رِياضاً / وَكَأَنَّ الرِياضَ عُدنَ نِهاءَ
وَكَأَنَّ الهَواءَ صارَ رَحيقاً / وَكَأَنَّ الرَحيقَ صارَ هَواءَ
وَتَخالُ السَماءَ بِاللَيلِ أَرضاً / وَتَرى الأَرضَ بِالنَهارِ سَماءَ
جَلَّلَتها الأَنواءُ زَهراً وَصُفراً / يَومَ ظَلَّت تُنادِمُ الأَنواءَ
فَتَراها ما بَينَ نَوءٍ وَنَورٍ / تَتَكافا تَبَسُّماً وَبُكاءَ
وَتَظَلُّ الأَشجارُ تَتَّخِذُ الحُسنَ / قَميصاً أَوِ الجَمالَ رِداءَ
لَبِسَت حينَ أَثمَرَت خُلُداتٍ / وَإِكتَسَت حينَ أَورَقَت سيراءَ
وَتَرى السَروَ كَالمَنابِرَ تَزهى / وَتَرى الطَيرَ فَوقَها خُطَباءَ
راحٌ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ رُواقَهُ
راحٌ إِذا ما اللَيلُ مَدَّ رُواقَهُ / لاحَت تُطَرِّزُ حُلَّةَ الظَلماءِ
حَتّى إِذا مُزِجَت أَراكَ حُبابُها / زَهَراتِ أَرضٍ أَو نُجومَ سَماءِ
وَبَرَكَةٍ مُترَعَةَ الأَرجاءِ
وَبَرَكَةٍ مُترَعَةَ الأَرجاءِ / فارِغَةً مِن سُبُلِ الأَنواءِ
يَغسِلُ فيها حُلَّةَ الظُلَماءِ / أَقامَت النارَ مَقامَ الماءِ
نارٌ كَوَجهِ غادَةٍ حَسناءَ / تَرقُصُ في مَبدَعَةٍ صَفراءِ
وَالجَمرُ في حُلَّتِهِ الحَمراءُ / مِثلَ بَنانٍ عُلَّ بِالحِنّاءِ
وَأَسهُمٌ تُصبَغُ بِالدِماءِ / فَهاكَها رَيحانَةَ الشِتاءِ
وَإِشرَب عَلَيها حَلَبَ الصَهباءَ / فَشُربِ صَهباءَ عَلى صَفراءِ
يَطرُفُ عَينُ البُؤسِ وَالضِراءِ /
لَيلٍ كَفَرعِ الخودِ تَخلُفُهُ ضُحىً
لَيلٍ كَفَرعِ الخودِ تَخلُفُهُ ضُحىً / زَهراءُ مِثلَ عَوارِضٍ زَهراءِ
عَبِقَت بِأَنفاسِ الرِياضِ كَأَنَّما / نَفَضَ الرَقيبُ غُلالَةَ الدَلتاءِ
إِلى كَم تَستَمِرُّ عَلى الجَفاءِ
إِلى كَم تَستَمِرُّ عَلى الجَفاءِ / وَلا تَرعى حُقوقَ الأَصدِقاءِ
فَمَن لي أَن أَرى لَكَ مِثلَ فِعلي / فَنُصبِحُ في الوِدادِ عَلى إِستِواءِ
أَلا إِنّي لَأَعرِفُ كُلَّ شَيءٍ / سِوى خُلُقِ الرِعايَةِ وَالوَفاءِ
عَرَيتَ مِنَ الوَفاءِ وَلَيسَ بِدعاً / لِأَنَّكَ قَد عُريتَ مِنَ الحَياءِ
فَإِن تَرجِع إِلى الحُسنى وَإِلّا / فَما الإِجداءُ إِلّا في التَنائي
فيها مُؤانِسَةٌ لَنا وَحشِيَّةٌ
فيها مُؤانِسَةٌ لَنا وَحشِيَّةٌ / تومي بِناظِرِها إِلى ظَمياءِ
تَختالُ في مُتَصَندِلٍ مُتَكَفِّرٍ / تِبراً أَضَرَّ بِفِضَّةٍ بَيضاءِ
وَدَقيقَةَ الأَطرافِ وَهيَ جَسيمَةٌ / رَيّا تُمَرمِرُ في مُتونِ ظِماءِ
وَمُغَنِّياتٍ مِن وَراءِ سَتائِرٍ / مَشقوقَةَ الأَوساطِ وَالأَحناءِ
غَنَّت فَلَم تُحوَج إِلى مَشهورَةٍ / وَشَدَت فَلَم تَفقَر إِلى المَيلاءِ
تَبدو عَلى أَعناقِهِنَّ أَهِلَّةٌ / سودٌ تَبَدَّلُ ظُلمَةً بِضِياءِ
لَيسَ حَدُّ الحُسامِ أَكفى وَأَغنى
لَيسَ حَدُّ الحُسامِ أَكفى وَأَغنى / مِن أَخٍ ذي كِفايَةٍ وَغِناءِ
وَأَخو المَرءِ عِصمَةٌ في بَلاءِ / يَعتَريهِ وَزينَةٌ في الرَخاءِ
باكَرَنا الدَهرُ بِسَرّائِهِ
باكَرَنا الدَهرُ بِسَرّائِهِ / وَكَفَّ عَنّا بَأسَ بَأسائِهِ
وَجاءَنا أَيلولُ مُستَبشِراً / يَثني عَلى الدَهرِ بِآلائِهِ
أَما تَرى الرِقَّةَ في جَوِّهِ / تُناسِبُ الرِقَّةَ في مائِهِ
أُنظُر إِلى أَنواعِ أَثمارِهِ / قَد ضَمَّها في بَردِ أَحشائِهِ
راحَت عَلَيها نَسَماتُ الصِبا / تَقرُصُها في بَردِ أَفنائِهِ
أَما تَرى حُسنَ مُلاحِيِّهِ / يُهدى إِلى بَهجَةِ شَعرائِهِ
أُنظُر إِلى رُمّانِهِ ضاحِكاً / حَمراؤُهُ في وَجهِ بَيضائِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025