القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 31
أُلو الفَضلِ في أَوطانِهِم غُرَباءُ
أُلو الفَضلِ في أَوطانِهِم غُرَباءُ / تَشِذُّ وَتَنأى عَنهُمُ القُرَباءُ
فَما سَبَأوا الراحَ الكُمَيتَ لِلَذَّةٍ / وَلا كانَ مِنهُم لِلخِرادِ سِباءُ
وَحَسبُ الفَتى مِن ذِلَّةِ العَيشِ / أَنَّهُ يَروحُ بِأَدنى القَوتِ وَهوَ حِباءُ
إِذا ما خَبَت نارُ الشَبيبَةِ ساءَني / وَلَو نُصَّ لي بَينَ النُجومِ خِباءُ
أُرابيكَ في الوِدِّ الَّذي قَد بَذَلتَهُ / فَأُضعِفُ إِن أَجدى إِلَيكَ رِباءُ
وَما بَعدَ مَرَ الخَمسَ عَشرَةَ مِن صِباً / وَلا بَعدَ مَرِّ الأَربَعينَ صَباءُ
أَجِدَّكَ لاتَرضى العَباءَةَ مَلبَساً / وَلَو بانَ ما تُسديهِ قيلَ عَباءُ
وَفي هَذِهِ الأَرضِ الرَكودِ مَنابِتٌ / فَمِنها عَلَندى ساطِعٌ وَكِباءُ
تَواصَلَ حَبلُ النَسلِ ما بَينَ آدَمٍ / وَبَيني وَلَم يوصِلَ بِلامِيَ باءُ
تَثاءَبَ عَمروٌ إِذ تَثاءَبَ خالِدٌ / بِعَدوى فَما أَعَدَتنِيَ الثُؤباءُ
وَزَهَّدَني في الخَلقِ مَعرِفَتي بِهِم / وَعِلمي بِأَنَّ العالَمينَ هَباءُ
وَكَيفَ تَلافِيَّ الَّذي فاتَ بَعدَما / تَلَفَّعَ نيرانَ الحَريقِ أَباءُ
إِذا نَزَلَ المِقدارُ لَم يَكُ لِلقَطا / نُهوضٌ وَلا لِلمُخَدِراتِ إِباءُ
وَقَد نُطِحَت بِالجَيشِ رَضوى فَلَم تُبَل / وَلُزَّ بِراياتِ الخَميسِ قُباءُ
عَلى الوُلدِ يَجني والِدٌ وَلَو أَنَّهُم / وُلاةٌ عَلى أَمصارِهِم خُطَباءُ
وَزادَكَ بُعداً مِن بَنيكَ وَزادَهُم / عَلَيكَ حُقوداً أَنَّهُم نُجَباءُ
يَرَونَ أَباً أَلقاهُمُ في مُؤَرَّبٍ / مِنَ العَقدِ ضَلَّت حَلَّهُ الأُرَباءُ
وَما أَدَبَ الأَقوامِ في كُلِّ بَلدَةٍ / إِلى المَينِ إِلّا مَعشَرٌ أُدَباءُ
تَتَبُّعُنا في كُلِّ نَقبٍ وَمَخرَمٍ / مَنايا لَها مِن جِنسِها نُقَباءُ
إِذا خافَت الأُسدُ الخِماصُ مِنَ الظُبى / فَكَيفَ تَعَدّى حوكمَهُنَّ ظِباءُ
تُكَرَّمُ أَوصالُ الفَتى بَعدَ مَوتِهِ
تُكَرَّمُ أَوصالُ الفَتى بَعدَ مَوتِهِ / وَهُنَّ إِذا طالَ الزَمانُ هَباءُ
وَأَرواحُنا كَالراحِ إِن طالَ حَبسُها / فَلا بُدَّ يَوماً أَن تَكونَ سِباءُ
يُعَيِّرُنا لَفظَ المَعَرَّةِ أَنَّها / مِنَ العُرِّ قَومٌ في العُلا غُرَباءُ
فَإِنَّ إِباءَ اللَيثِ ماحَلَّ أَنفُهُ / بِأَنَّ مَحَلّاتِ اللُيوثِ إِباءُ
وَهَل لَحِقَ التَثريبُ سُكّانَ يَثرِبٍ / مِنَ الناسِ لا بَل في الرِجالِ غَباءُ
هُمُ ضارَبوا أَولادَ فِهرٍ وَجالَدوا / عَلى الدينِ إِذا وَشّى المُلوكَ عَباءُ
ضَراباً يُطَيِّرُ الفَرخَ عَن وَكرِ أُمِّهِ / وَيَترُكُ دِرعَ المَرءِ وَهيَ قَباءُ
وَذو نَجَبٍ إِن كانَ ما قيلَ صادِقاً / فَما فيهِ إِلّا مَعشَرٌ نُجَباءُ
هَل الدينُ إِلّا كاعِبٌ دونَ وَصلِها / حِجابٌ وَمَهرٌ مُعوزٌ وَحَياءُ
وَما قَبِلَت نَفسي مِنَ الخَيرِ لَفظَةً / وَإِن طالَ ما فاهَت بِهِ الخُطَباءُ
تَفَزَّعُ أَعرابِيَّةٌ إِن جَرَت لَها / نَواعِبُ يَستَعرِضنَها وَظِباءُ
وَما الأُرَبى لِلحَيِّ إِلّا مُسِفَّةٌ / عَلى أَنَّهُم في أَمرِهِم أُرَباءُ
تَعادَت بَنو قَيسِ بنِ عَيلانَ بِالغِنى / فَثابوا كَأَنَّ العَسجَدَ الثُؤَباءُ
وَلَولا القَضاءُ الحَتمُ أُخَبِيَ واقِدٌ / وَلَم يُبنَ حَولَ الرافِدَينَ خِباءُ
وَعادوا إِلى ماكانَ إِن جادَ عارِضٌ / رَأَوا أَنَّ رَعياً في البِلادِ رِباءُ
يُبيئونَ قَتلاهُم بِأَكثَرَ مِنهُم / وَإِن قَتَلوا حُرّاً فَلَيسَ يُباءُ
أُرائيكَ فَليَغفِر لِيَ اللَهُ زَلَّتي
أُرائيكَ فَليَغفِر لِيَ اللَهُ زَلَّتي / بِذاكَ وَدينُ العالَمينَ رِياءُ
وَقَد يُخلِفُ الإِنسانُ ظَنَّ عَشيرِهِ / وَإِن راقَ مِنهُ مَنظَرٌ وَرُواءُ
إِذا قَومُنا لَم يَعبُدوا اللَهَ وَحدَهُ / بِنُصحٍ فَإِنّا مِنهُمُ بُرَآءُ
سَأَلتُ رِجالاً عَن مَعَدٍّ وَرَهطِهِ
سَأَلتُ رِجالاً عَن مَعَدٍّ وَرَهطِهِ / وَعَن سَبَإٍ ما كانَ يَسبي وَيَسبَأُ
فَقالوا هِيَ الأَيّامُ لَم يُخلِ صَرفُها / مَليكاً يُفَدّى أَو تَقِيّاً يُنَبَّأُ
أَرى فَلَكاً مازالَ بِالخَلقِ دائِراً / لَهُ خَبَرٌ عَنّا يُصانُ ويُخبَأُ
فَلا تَطلُبِ الدُنِيا وَإِن كُنتَ ناشِئاً / فَإِنّيَ عَنها بِالأَخلّاءِ أَربَأُ
وَما نُوَبُ الأَيّامِ إِلّا كَتائِبٌ / تُبَثُ سَرايا أَو جُيوشٌ تُعَبَّأُ
بَني الدَهرِ مَهلاً إِن ذَمَمتُ فِعالَكُم
بَني الدَهرِ مَهلاً إِن ذَمَمتُ فِعالَكُم / فَإِنّي بِنَفسي لا مَحالَةَ أَبدَأُ
مَتى يَتَقَضّى الوَقتُ وَاللَهُ قادِرٌ / فَنَسكُنُ في هَذا التُرابِ وَنَهدَأُ
تَجاوَرَ هَذا الجِسمُ وَالرَوحُ بُرهَةٌ / فَما بَرِحَت تَأَذى بِذاكَ وَتَصدَأُ
يَأتي عَلى الخَلقِ إِصباحٌ وَإِمساءُ
يَأتي عَلى الخَلقِ إِصباحٌ وَإِمساءُ / وَكُلُّنا لِصُروفِ الدَهرِ نَسّاءُ
وَكَم مَضى هَجَرِيٌّ أَو مُشاكِلُهُ / مِنَ المَقاوِلِ سَرّوا الناسَ أَم ساءوا
تَتوى المُلوكُ وَمِصرٌ في تَغَيُّرِهِم / مِصرٌ عَلى العَهدِ وَالأَحساءُ أَحساءُ
خَسِستِ يا أُمَّنا الدُنيا فَأُفِّ لَنا / بَنو الخَسيسَةِأَوباشٌ أَخِسّاءُ
وَقَد نَطَقتِ بِأَصنافِ العِظاتِ لَنا / وَأَنتِ فيما يَظِنُّ القَومُ خَرساءُ
وَمن لِصَخر بنِ عَمرٍو أَنَّ جُثَّتَهُ / صَخرٌ وَخَنساءَهُ في السِربِ خَنساءُ
يَموجُ بَحرُكِ وَالأَهواءُ غالِبَةٌ / لِراكِبَيهِ فَهَل لِلسُفنِ إِرساءُ
إِذا تَعَطَّفتِ يَوماً كُنتِ قاسِيَةً / وَإِن نَظَرتِ بِعَينٍ فَهيَ شَوساءُ
إِنسٌ عَلى الأَرضِ تُدمي هامَها إِحَنٌ / مِنها إِذا دَمِيَت لِلوَحشِ أَنساءُ
فَلا تَغُرَّنكَ شُمٌّ مِن جِبالِهِمُ / وَعِزَّةٌ في زَمانِ المُلكِ قَعساءُ
نالوا قَليلاً مِنَ اللَذّاتِ وَاِرتَحَلوا / بِرَغمِهِم فَإِذا النِعماءُ بَأساءُ
إِنَّ الأَعِلّاءَ إِن كانوا ذَوي رَشَدٍ
إِنَّ الأَعِلّاءَ إِن كانوا ذَوي رَشَدٍ / بِما يُعانونَ مِن داءٍ أَطِبّاءُ
وَما شَفاكَ مِنَ الأَشياءِ تَطلُبُها / إِلّا الأَلِبّاءُ لَو تُلفى الأَلِبّاءُ
نَفِرُّ مِن شُربِ كَأسٍ وَهيَ تَتبَعُنا / كَأَنَّنا لِمَنايانا أَحِبّاءُ
إِن مازَتِ الناسُ أَخلاقٌ يُعاشُ بِها
إِن مازَتِ الناسُ أَخلاقٌ يُعاشُ بِها / فَإِنَّهُم عِندَ سوءِ الطَبعِ أَسواءُ
أَو كانَ كُلُّ بَني حَوّاءَ يُشبِهُني / فَبِئسَ ما وُلِدَت في الخَلقِ حَوّاءُ
بُعدي مِنَ الناسِ بُرءٌ مِن سَقامِهِمُ / وَقُربُهُم لِلحِجى وَالدينِ أَدواءُ
كَالبَيتِ أُفرِدَ لا ايطاءَ يُدرِكُهُ / وَلا سَنادٌ وَلا في اللَفظِ إِقواءُ
نوديتَ أَلوَيتَ فَاِنزِل لا يُرادُ أَتى / سَيري لِوى الرَملِ بَل لِلنَبتِ إِلواءُ
وَذاكَ أَنَّ سَوادَ الفَودِ غَيَّرَهُ / في غُرَّةٍ مِن بَياضِ الشَيبِ أَضواءُ
إِذا نُجومُ قَتيرٍ في الدُجى طَلَعَت / فَلِلجُفونِ مِنَ الإِشفاقِ أَنواءُ
أَكفِئ سَوامَكَ في الدُنيا مُياسَرَةً
أَكفِئ سَوامَكَ في الدُنيا مُياسَرَةً / وَأَعرِضَن عَن قَوافي الشِعرِ تُكفِئُها
إِنَّ الشَبيبَةَ نارٌ إِن أَرَدتَ بِها / أَمراً فَبادِرهُ إِنَّ الدَهرَ مُطفِئُها
أَصابَ جَمرِيَ قُرٌّ فَاِنتَبَهتُ لَهُ / وَالنارُ تُدفِئُ ضَيفي حينَ أُدفِئُها
أَلقى عَلَيها جَليسي في الدُجى حُمَماً / فَقامَ عَنها بِأَثوابٍ يُرَفِّئُها
قَد حُجِبَ النورُ وَالضِياءُ
قَد حُجِبَ النورُ وَالضِياءُ / وَإِنَّما دينُنا رِياءُ
وَهَل يَجودُ الحَيا أُناساً / مُنطَوِياً عَنهُمُ الحَياءُ
يا عالمَ السَوءِ ما عَلِمنا / أَنَ مُصَلّيكَ أَتقِياءُ
لا يَكذِبَنَّ اِمرُؤٌ جَهولٌ / ما فيكَ لِلَّهِ أَولِياءُ
وَيا بِلاداً مَشى عَليها / أُولوا اِفتِقارٍ وَأَغنِياءُ
إِذا قَضى اللَهُ بِالمَخازِي / فَكُلُّ أَهليكِ أَشقِياءُ
كَم وَعَظَ الواعِظونَ مِنّا / وَقامَ في الأَرضِ أَنبِياءُ
فَاِنصَرَفوا وَالبَلاءُ باقٍ / وَلَم يَزُل داؤُكِ العَياءُ
حُكمٌ جَرى لِلمَليكِ فينا / وَنَحنُ في الأَصلِ أَغبِياءُ
تَعالى رازِقُ الأَحياءِ طُرّاً
تَعالى رازِقُ الأَحياءِ طُرّاً / لَقَد وَهَتِ المُروءةُ وَالحَياءُ
وَإِنَّ المَوتَ راحَةُ هِبرِزِيٍّ / أَضَرَّ بِلُبِّهِ داءٌ عَياءُ
وَما لي لا أَكونُ وَصيَّ نَفسي / وَلا تَعصي أُمورِيَ الأَوصِياءُ
وَقَد فَتَّشتُ عَن أَصحابِ دينٍ / لَهُم نُسكٌ وَلَيسَ لَهُم رِياءُ
فَأَلفَيتُ البَهائِمَ لاعُقولٌ / تُقيمُ لَها الدَليلَ وَلا ضِياءُ
وَإِخوانَ الفَطانَةِ في اِختِيالٍ / كَأَنَّهُمُ لَقَومٍ أَنبِياءُ
فَأَمّا هَؤُلاءِ فَأَهلُ مَكرٍ / فَأَمّا الأَوَّلونَ فَأَغبِياءُ
فَإِن كانَ التُقى بَلَهاً وَعِيّاً / فَأَعيارُ المَذَلَّةِ أَتقِياءُ
وَأَرشَدُ مِنكَ أَجرَبُ تَحتَ عِبءٍ / تَهُبُّ عَلَيهِ ريحٌ جِربِياءُ
وَجَدتُ الناسُ كُلُّهُمُ فَقيرٌ / وَيُعدَمُ في الأَنامِ الأَغنِياءُ
نُحِبُّ العَيشَ بُغضاً لِلمَنايا / وَنَحنُ بِما هَوينا الأَشقِياءُ
يَموتُ المَرءُ لَيسَ لَهُ صَفيٌّ / وَقَبلَ اليَومِ عَزَّ الأَصفِياءُ
أَتَدري الشَمسُ أَنَّ لَها بَهاءً / فَتَأسَفَ أَن يُفارِقَها الأَياءُ
أَراهُم يَضحَكونَ إِلَيَّ غِشّاً
أَراهُم يَضحَكونَ إِلَيَّ غِشّاً / وَتَغشاني المَشاقِصُ وَالحِظاءُ
فَلَستُ لَهُم وَإِن قَرُبوا أَليفاً / كَما لَم تَأتَلِف ذالٌ وَظاءُ
أَسَيتُ عَلى الذَوائِبِ أَن عَلاها
أَسَيتُ عَلى الذَوائِبِ أَن عَلاها / نَهارِيُّ القَميصِ لَهُ اِرتِقاءُ
لَعَلَّ سَوادَها دَنَسٌ عَلَيها / وَإِنقاءُ المُسِنِّ لَهُ نَقاءُ
وَدُنيانا الَّتي عُشِقَت وَأَشقَت / كَذاكَ العِشقُ مَعروفاً شَقاءُ
سَأَلناها البَقاءَ عَلى أَذاها / فَقالَت عَنكُمُ حُظِرَ البَقاءُ
بُعادٌ واقِعٌ فَمَتى التَداني / وَبَينٌ شاسِعٌ فَمَتى اللِقاءُ
وَدِرعُكَ إِن وَقَتكَ سِهامَ قَومٍ / فَما هِيَ مِن رَدى يَومٍ وِقاءُ
ولَستُ كَمَن يَقولُ بِغَيرِ عِلمٍ / سِواءٌ مِنكَ فَتكٌ وَاِتِّقاءُ
فَقَد وَجَبَت عَلَيكَ صَلاةُ ظُهرٍ / إِذا وافاكَ بِالماءِ السَقاءُ
لَقَد أَفنَت عَزائِمَكَ الدَياجي / وَأَفرادُ الكَواكِبِ أَرفِقاءُ
فَيا سِربي لِتُدرِكنا المَنايا / وَنَحنُ عَلى السَجِيَّةِ أَصدِقاءُ
أَرى جَرعَ الحَياةِ أَمَرَّ شَيءٍ / فَشاهِد صِدقَ ذَلِك إِذ تُقاءُ
ما لي غَدَوتُ كَقافِ رُؤبَةٍ قُيِّدَت
ما لي غَدَوتُ كَقافِ رُؤبَةٍ قُيِّدَت / في الدَهرِ لَم يُقدَر لَها إِجراؤُها
أُعلِلتُ عِلَّةَ قالَ وَهيَ قَديمَةٌ / أَعيا الأَطِبَّةَ كُلَّهُم إِبراؤُها
طالَ الثَواءُ وَقَد أَنى لِمَفاصِلي / أَن تَستَبِدَّ بِضَمِّها صَحراؤُها
فَتَرَت وَلَم تَفتُر لِشُربِ مَدامَةٍ / بَل لِلخُطوبِ يَغولُها إِسراؤُها
مَلَّ المُقامُ فَكَم أُعاشِرُ أُمَّةً / أَمَرَت بِغَيرِ صَلاحِها أُمَراؤُها
ظَلَموا الرَعيَّةَ وَاِستَجازوا كَيدَها / فَعَدَوا مَصالِحَها وَهُم أُجَراؤُها
فِرَقاً شَعَرتُ بِأَنَّها لا تَقتَني / خَيراً وَأَنَّ شِرارَها شُعَراؤُها
أَثَرَت أَحاديثَ الكِرامِ بِزَعمِها / وَأَجادَ حَبسَ أَكُفِّها إِثراؤُها
وَإِذا النُفوسُ تَجاوَزَت أَقدارَها / حَذوَ البَعوضِ تَغَيَّرَت سَجَراؤُها
كَصَحيحَةِ الأَوزانِ زادَتها القُوى / حَرفاً فَبانَ لِسامِعٍ نَكراؤُها
كَرِيَت فَسُرَّت بِالكَرى وَحَياتُها / أَكرَت فَجَرَّ نَوائِباً إِكراؤُها
سُبحانَ خالِقِكَ الَّذي قَرَّت بِهِ / غَبراءُ توقَدُ فَوقَها خَضراؤُها
هَل تَعرِفُ الحَسَدَ الجِيادُ كَغَيرِها / فَالبُهمُ تُحسَدُ بَينَها غَرّاؤُها
وَوَجَدتُ دُنيانا تُشابِهُ طامِثاً / لا تَستَقيمُ لِناكِحٍ أَقراؤُها
هُوِيَت وَلَم تُسعِف وَراحَ غَنِيُّها / تَعِباً وَفازَ بِراحَةٍ فُقَراؤُها
وَتَجادَلَت فُقَهاؤُها مِن حُبِّها / وَتَقَرَّأَت لِتَنالَها قُرّاؤُها
وَإِذا زَجَرتُ النَفسَ عَن شَغَفٍ بِها / فَكَأَنَّ زَجرَ غَويِّها إِغراؤُها
دُنياكَ ماوِيَّةٌ لَها نُوَبٌ
دُنياكَ ماوِيَّةٌ لَها نُوَبٌ / شَتّى سَماوِيَّةٌ وَأَنباءُ
أُفٍّ لَها جُلُّ ما يُفيدُ بِها / مَن فازَ فيها الطَعامُ وَالباءُ
جُدَّ مُقيمٌ وَخابَ ذو سَفَرٍ / كَأَنَّهُ في الهَجيرِ حِرباءُ
أَقَضِيَةٌ لا تَزالُ وارِدَةٌ / تَحارُ في كَونِها الأَلِبّاءُ
قامَ بَنو القَومِ في أَماكِنِهِم / وَغُيِّبَت في التُرابِ آباءُ
وَزالَ عِزُّ الأَميرِ وَاِفتَرَقَت / أَحباؤُهُ عَنهُ وَالأَحِبّاءُ
وَكُلَّ حينٍ حَوبٌ وَمَعصِيَةٌ / زادَتها في الذُنوبِ حَوباءُ
فُقِدَت في أَيّامِكَ العُلَماءُ
فُقِدَت في أَيّامِكَ العُلَماءُ / وَاِدلَهَمَّت عَلَيهِمُ الظَلماءُ
وَتَغَشّى دَهماءَنا الغَيُّ لَمّا / عُطِّلَت مِن وُضوحِها الدَهماءُ
لِلمَليكِ المُذَكَّراتُ عَبيدٌ / وَكَذاكَ المُؤَنَّثاتُ إِماءُ
فَالهِلالُ المُنيفُ وَالبَدرُ وَالفَر / قَدُ وَالصُبحُ وَالثَرى وَالماءُ
وَالثُرَيّا وَالشَمسُ وَالنارُ وَالنَث / رَةُ وَالأَرضُ وَالضُحى وَالسَماءُ
هَذِهِ كُلُّها لِرَبِّكَ ماعا / بَكَ في قَولِ ذَلِكَ الحُكَماءُ
خَلِّني يا أَخيَّ أَستَغفِرُ اللَ / هَ فَلَم يَبقَ فِيَّ إِلّا الذَماءُ
وَيُقالُ الكِرامُ قَولاً وَما في ال / عَصرِ إِلّا الشُخوصُ وَالأَسماءُ
وَأَحاديثُ خَبَّرَتها غُواةٌ / وَاِفتَرَتها لِلمَكسِبِ القُدَماءُ
هَذِهِ الشُهبُ خِلتُها شَبَكَ الدَه / رِ لَها فَوقَ أَهلِها إِلماءُ
عَجَباً لِلقَضاءِ تَمَّ عَلى الخَل / قِ فَهمَّت أَن تُبسِلَ الحَزماءُ
أَو ما يُبصِرونَ فِعلَ الرَدى كَي / فَ يَبيدُ الأَصهارُ وَالأَحماءُ
غَلَبَ المَينُ مُنذُ كانَ عَلى الخَل / قِ وَماتَت بِغَيظِها الحُكَماءُ
فَاِرقُبي يا عَصامِ يَوماً وَلَو أَنَّ / كِ في رَأسِ شاهِقٍ عَصماءُ
وَأَرى الأَربَعَ الغَرائِزَ فينا / وَهيَ في جُثَّةِ الفَتى خُصَماءُ
إِن تَوافَقنَ صَحَّ أَو لا فَما يَن / فَكُّ عَنها الإِمراضُ وَالإِغماءُ
وَوَجَدتُ الزَمانَ أَعجَمَ فَظّاً / وَجُبارٌ في حُكمِها العَجماءُ
إِنَّ دُنياكَ مِن نَهارٍ وَلَيلٍ / وَهيَ في ذاكَ حَيَّةٌ عَرماءُ
وَالبَرايا حازوا دُيونَ مَنايا / سَوفَ تُقضى وَيَحضُرُ الغُرَماءُ
وَرَدَ القَومَ بَعدَما ماتَ كَعبٌ / وَاِرتَوى بِالنُمَيرِ وَفدٌ ظِماءُ
حَيوانٌ وَجامِدٌ غَيرُ نامٍ / وَنَباتٌ لَهُ بِسُقيا نَماءُ
وَلَو أَنَّ الأَنامَ خافوا مِنَ العُق / بى لَما جارَت المِياهَ الدِماءُ
أَجدَرُ الناسِ بِالعَواقِبِ في الرَح / مَةِ قَومٌ في بَديِهِمُ رُحَماءُ
وَغَضِبنا مِن قَولِ زاعِمِ حَقٍّ / إِنَّنا في أُصولِنا لُؤَماءُ
أَنتَ يا آدَمٌ آدَمُ السِربِ حَوّا / ؤُكَ فيهِ حَوّاءُ أَو أَدماءُ
قَرَمَتنا الأَيّامُ هَل رَثَتِ النَحّ / امَ لَمّا ثَوى بِها قَرماءُ
عالَمٌ حائِرٌ كَطَيرِ هَواءٍ / وَهَوافٍ تَضُمُّها الدَأماءُ
وَكَأَنَّ الهُمامَ عَمرو بنِ دَرما / ءَ فَلَتهُ مِن أُمِّهِ دَرماءُ
وَالبَهارُ الشَميمُ تَحميهِ مِن وَط / ءِ مُعاديكَ أَرنَبٌ شَمّاءُ
وَعَرانا عالى الحُطامِّ ضِرابٌ / وَطِعانٌ في باطِلٍ وَرِماءُ
أَسوَدُ القَلبِ أَسوَدٌ وَمَتى ما / تُصغِ أُذني فَأُذنُهُ صَمّاءُ
قَد رَمى نابِلٌ فَأَنمى وَأَصمى / وَلَياليكَ ما لَها إِنماءُ
إِنَّ رَبَّ الحِصنِ المَشيدِ بِتَيما / ءَ تَوَلى وَخُلِّفَت تَيماءُ
أَو مَأَت لِلحِذاءِ كَفُّ الثُرَيّا / ثُمَّ صُدَّ الحَديثُ وَالإيماءُ
شَهَدَت بِالمَليكِ أَنجُمُها السِتَّ / ةُ ثُمَّ الخَضيبُ وَالجَذماءُ
فَهِمُ الناسِ كَالجُهولِ وَما يَظ / فَرُ إِلا بِالحَسرَةِ الفُهَماءُ
تَلتَقي في الصَعيدِ أُمٌّ وَبِنتٌ / وَتَساوى القَرناءُ وَالجَمّاءُ
وَأَنيقُ الرَبيعِ يُدرِكُهُ القَي / ظُ وَفيهِ البَيضاءُ وَالسَحماءُ
وَطَريقي إِلى الحِمامِ كَريهٌ / لَم تُهَب عِندَ هَولِهِ اليَهماءُ
وَلَو أَنَّ البَيداءَ صارِمُ حَربٍ / وَهيَ مِن كُلِّ جانِبٍ صَرماءُ
كَيفَ لا يُشرِكُ المُضيقَينِ في النِع / مَةِ قَومٌ عَلَيهِمُ النَعماءُ
رُوَيدَكَ قَد غُرِرتَ وَأَنتَ حُرٌّ
رُوَيدَكَ قَد غُرِرتَ وَأَنتَ حُرٌّ / بِصاحِبِ حيلَةٍ يَعِظُ النِساءَ
يُحَرِّمُ فيكُمُ الصَهباءَ صُبحاً / وَيَشرَبُها عَلى عَمَدٍ مَساءَ
تَحَسّاها فَمِن مَزجٍ وَصِرفٍ / يَعُلُّ كَأَنَّما وَرَدَ الحِساءَ
يَقولُ لَكُم غَدَوتُ بِلا كِساءٍ / وَفي لَذَّتِها رَهَنَ الكِساءَ
إِذا فَعَلَ الفَتى ماعَنهُ يَنهى / فَمِن جِهَتَينِ لا جِهَةٍ أَساءَ
نَرجو الحَياةَ فَإِن هَمَّت هَواجِسُنا
نَرجو الحَياةَ فَإِن هَمَّت هَواجِسُنا / بِالخَيرِ قالَ رَجاءُ النَفسِ إِرجاءَ
وَما نُفيقُ مِنَ السُكرِ المُحيطِ بِنا / إِلّا إِذا قيلَ هَذا المَوتُ قَد جاءَ
قَد نالَ خَيراً في المَعاشِرِ ظاهِراً
قَد نالَ خَيراً في المَعاشِرِ ظاهِراً / مَن كانَ تَحتَ لِسانِهِ مَخبوءا
باءَ الكَلامُ بِمَأثَمٍ وَالصَمتُ لَم / يَكُ في الأَعَمِّ بِمَأثَمٍ لِيَبوءا
إِن يَرتَفِع بَشَرٌ عَلَيكَ فَكَم غَدا / عَلَمٌ بِتابِعِ فِتنَةٍ مَربوءا
مَهلاً أَمِن وَباءٍ فَرَرتَ وَهَل تَرى / في الدَهرِ إِلّا مَنزِلاً مَوبوءا
تُسبى الكَرائِمُ وَالكُمَيتُ شَرابُها / يُلفى لِأَلأَمِ شارِبٍ مَسبوءا
حِلفُ العَباءَةِ سَوفَ يُصبِحُ مِثلَهُ / مَلِكٌ وَيُترَكُ طَيبَهُ المَعبوءا
عَلِّموهُنَّ الغَزلَ وَالنَسجَ وَالرَد
عَلِّموهُنَّ الغَزلَ وَالنَسجَ وَالرَد / نَ وَخَلّوا كِتابَةً وَقِراءَه
فَصَلاةُ الفَتاةِ بِالحَمدِ وَالإِخ / لاصِ تُجزي عَن يونُسَ وَبَراءَه
تَهتِكُ السِترَ بِالجُلوسِ أَمامَ السِ / ترِ إِن غَنَّتِ القِيانُ وَراءَه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025