القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ حَمْدِيس الكل
المجموع : 5
إِلى مَتى مِنكُمُ هَجري وإقْصَائي
إِلى مَتى مِنكُمُ هَجري وإقْصَائي / ويلي وجدتُ أحِبّائي كأعْدائي
هُمْ أظمؤُوني إلى ماءِ اللّمى ظمأً / تَرَحّلَ الرِّيُّ بي منهُ عنِ الماءِ
وخالفونيَ فيما كنْتُ آمُلُهُ / منهمْ وَرُبَّ دواءٍ عادَ كالداءِ
أَعيا عَليّ وعُذري لا خفاءَ بِهِ / رِياضَةُ الصعبِ مِن أَخلاقِ عذراءِ
يا هَذِهِ هَذِهِ عَيني الَّتي نَظَرتْ / تَبلّ بالدَّمْعِ إِصباحي وَإِمسائي
مِن مُقلَتَيكَ كَساني ناظِري سَقَماً / فَما لِجسميَ فَيءٌ بيْنَ أفيَاءِ
وَكُلُّ جَدْبٍ لَه الأنوَاءُ ماحِيةٌ / وَجَدْبُ جسميَ لا تمحوهُ أنْوَائي
إنّي لَجَمرُ وَفاءٍ يُستَضاءُ بهِ / وأنْتِ بالغدرِ تختارينَ إطفائي
حاشاكِ مما اقتضاهُ الذمّ في مثلٍ / قد عادَ بعد صَنَاعٍ نقضُ خرقاءِ
ما في عتابِكِ من عُتْبَى فأرقبها / هل يُسْتَدَلّ على سلمٍ بِهَيْجاءِ
ولا لوعدكِ إنجازٌ أفوزُ بهِ / وكيف يُرْوي غليلاً آلُ بيداءِ
مُؤنِّبي في رَصينِ الحلم حين هَفَا / لم يَهْفُ حلميَ إلّا عند هيفاءِ
دعْ حيلةَ البُرْءِ في تبريح ذي سَقَم / إنّ المشارَ إليه ريقُ لمياءِ
مُضنى يردّ سلامَ العائداتِ له / مثلَ الغريق إذا صلّى بإيماءِ
كأنّه حينَ يستشفيْ بغانيةٍ / غيرِ البخيلة يَرْمي الداءَ بالداءِ
ما في الكواكب من شمس الضحى عوَضٌ / ولا لأسماءَ في أترابِ أسماءِ
نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ
نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ / لقد أظلمَ الشيبُ لمّا أضاءَ
قضيتُ لظلّ الصبا بالزوالِ / لمّا تحوّلَ عنّي وفاءَ
أتعرفُ لي عن شبابي سُلُوّاً / ومَن يجدِ الداءَ يبغِ الدواءَ
أأكسو المشيبَ سوادَ الخضاب / فأجعلَ للصبح ليلاً غطاءَ
وكيفَ أُرَجّي وفاءَ الخضاب / إذا لم أجِدْ لشبابي وفاءَ
وريحٍ خفِيفَةٍ رَوْحِ النّسِيمِ / أطّتْ بليلاً وهبّت رُخاءَ
سرت وحياها شقيقُ الحياةِ / على مَيّت الأرض تُبكي السماءَ
فمن صَوْتِ رَعدٍ يسوق السحابَ / كما يسمعُ الفحلُ شولاً رغاءَ
وتُشْعِلُ في جانبيها البروقُ / بريقَ السيوف تُهزّ انتضاءَ
فبتّ من الليل في ظلمةٍ / فيا غُرّةَ الصبح هاتي الضياءَ
ويا ريحُ إمّا مَرَيْتِ الحيا / ورَوّيْتِ منه الربوعَ الظماءَ
فسوقي إليّ جهامَ السحاب / لأملأهنّ من الدمع ماءَ
ويسقي بكائيَ ربع الصبا / فما زالَ في المحل يسقي البكاءَ
ولا تعطِشي طللاً بالحمى / تَدَانى على مُزْنَةٍ أو تنائى
وإن تَجْهَلِيهِ فَعِيدانُهُ / لظى الشمس تلذَعُ منها الكباءَ
ولا تعجبي فمغاني الهوى / يطيّب طيبُ ثراها الهواءَ
ولي بينها مهجةٌ صَبّةٌ / تزودتُ في الجسم منها ذماءَ
ديارٌ تمشّتْ إليها الخطوبُ / كما تتمشّى الذئابُ الضراءَ
صحبتُ بها في الغياض الأسودَ / وزرتُ بها في الكناس الظباءَ
وراءَك يا بحرُ لي جَنّةٌ / لبستُ النّعيم بها لا الشقاءَ
إذا أنا حاولت منها صباحاً / تعرضتَ من دونها لي مساءَ
فلو أنّني كنتُ أُعطى المنى / إذا مَنَعَ البحرُ منها اللّقاءَ
ركبتُ الهلالَ به زورقاً / إلى أن أعانقَ فيها ذُكاءَ
إِشرَبْ على بركة نَيْلُوْفَرٍ
إِشرَبْ على بركة نَيْلُوْفَرٍ / مُحْمرّةِ النّوّارِ خضراءِ
كأنما أزهارُهَا أخرجتْ / ألسنةَ النارِ من الماءِ
يا سالباً قَمَرَ السّماء جَمالَهُ
يا سالباً قَمَرَ السّماء جَمالَهُ / ألبَستَني للحزْنِ ثوبَ سمائِهِ
أضرَمْتَ قلبي فارتمى بشرارةٍ / وَقَعَتْ بخدّكَ فانطَفَتْ من مائِهِ
وأخضر لولا آيةٌ ما ركبتُهُ
وأخضر لولا آيةٌ ما ركبتُهُ / وللّه تصريفُ القضاءِ كما شاءَ
أقول حذاراً من ركوب عبابه / أيا ربّ إن الطينَ قد ركبَ الماءَ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025