المجموع : 4
ما المالُ إِلّا ما أَفادَ ثَناءَ
ما المالُ إِلّا ما أَفادَ ثَناءَ / ما العِزُّ إِلّا ماثَنى الأَعداءَ
شَحَّت عَلى الدُنيا المُلوكُ وَعافَها / مَن لَم يُطِع في حِفظِها الأَهواءَ
باعَ الَّذي يَفنى بِما أَبقى لَهُ / ذِكراً إِذا دَجَتِ الخُطوبُ أَضاءَ
فَليَهنِ سَيفَ الدَولَةِ الشَرفُ الَّذي / لَو كانَ مَرئِيّاً لَكانَ سَماءَ
وَطَهارَةُ الخُلُقِ الَّذي لَو لَم يَكُن / عَرَضاً مِنَ الأَعراضِ كانَ الماءَ
وَرَجاحَةُ الحُلمِ الَّذي لَو حَلَّ بِال / هَضَباتِ مِن رَضوى ثَناهُ هَباءَ
بَدرٌ تَحَقَّقَتِ البُدورُ بِأَنَّها / لَيسَت وَإِن كَمُلَت لَهُ أَكفاءَ
أَلقى إِلَيهِ الدَهرُ صَعبَ قِيادِهِ / فَاِستَخدَمَ الأَيّامَ فيما اِستاءَ
أَمحَقِقِّ الآمالَ بِالكَرَمِ الَّذي / أَحيا العُفاةَ وَبَخَّلَ الكُرَماءَ
شَكَرَ الإِلهُ مِن أَهتِمامكَ بِالهُدى / ما زادَ باهِرَ نورِهِ اِستِعلاءَ
راعِيتَهُ وِسِواكَ في سَنَةِ الهَوى / ما ذادَ عَنهُ لِسَيفِكَ الأَعداءَ
وَفَدَيتَ مِن أَسرِ العَدُوِّ مَعاشِراً / لَولاكَ ما عَرَفوا الزَمانَ فِداءَ
كانوا عَبيدَ نَداكَ ثُمَّ شَرَيتَهُم / فَغَدوا عَبيدِكَ نِعمَةً وَشِراءَ
وَالأَسرُ إِحدى المَيتَتَينِ وَطالَما / خَلَدوا بِهِ فَأَعدَتهُم أَحياءَ
وَضَمِنتَ نَفسَ أَبي فِراسٍ لِلعُلا / إِذ مِنهُ أَصبحَت النُفوسُ بَراءَ
ما كانَ إِلّا البَدرُ طالَ سَرارُهُ / ثُمَّ اِنجَلى وَقَد اِستَتَمَّ بِهاءَ
يَومٌ غَذا فيهِ سَماحُكَ يَعتِقُ ال / أَسرى وَمَنَّكَ يَأسُرُ الأُمراءَ
خُصَّت بَنو حَمدانُ مِنهُ بِنِعمَةٍ / عَمَّت بِفَضلِكَ تَغلبَ الغَلباءَ
وَمُدامٍ كَأَنَّها في حَشا الدَنْ
وَمُدامٍ كَأَنَّها في حَشا الدَنْ / نِ صَباحٌ مُقارَنُ بِمَساءِ
فَهِيَ نَفسٌ لَها مِنَ الطينِ جِسمٌ / لَم تُمَتَّع فيهِ بِطولِ البَقاءِ
ما تَوَهَمتُ قَبلَها أَن في العا / لَمِ ناراً تُذكى بِقَرعِ الماءِ
بَزَلَت وَالضُحى عَنِ اللَيلِ مَحجو / بُ فَلاحَت كَالشَمسِ في الظُلماءِ
وَتَلاهُ الفَجرُ المُنيرُ فَعُفنا / هُ لِأَنّا عَن نورِهِ في غِناءِ
ما اِستَزَدنا بِهِ ضِياءً عَلى أَيسَ / رَ ما كانَ عِندَنا مِن ضِياءِ
مازَجَت جَوهَرَ الزُجاجِ فَجاءَت / كَشُعاعٍ مُمازِجٍ لِهَواءِ
وَتَجَلَّت مِن الحَبابِ بَدرٌ / يَتَلاشى بِاللَحظِ وَالإيماءِ
بَينَما تَكتَسي بِهِ زَردُ البَلو / رِ حَتّى تَرفُضُ مِثلَ الهَباءِ
فَكَأَنّا بَينَ الكُؤوسِ بِدُرٍّ / تَتَهادى كَواكِب الجَوزاءِ
وَكأَنَّ المُديرَ في الحِلَّةِ البَي / ضاءِ مِنها في حُلَّةٍ صَفراءِ
حَبَذا العَيشُ حَيثُ تَسري الأَماني / بَينَ جَدِّ الغِنا وَهَزلِ الغِناءِ
حَيثُ سُكرُ الشَبابِ أَقضى عَلى قَل / بي وَأَمضى مِن نَشوَةِ الصَهباءِ
وَأَنا الَّذي عَلِمتُ مِن طَلَبِ الغِنى
وَأَنا الَّذي عَلِمتُ مِن طَلَبِ الغِنى / كَيفَ الطَريقُ إِلى الغِنى بِرَجائِهِ
فَظَلِلتُ مَخصوصاً بِحَمدِ عُفاتِهِ / وَغَدَوتُ مَمدوحاً بِشُكرِ عَطائِهِ
وَأَفَدتُ قَدماً مُعجِزات فَضائِلي / مِن نورِ فَطنَتِهِ وَنارِ ذَكائِهِ
فَإِذا نَطَقتُ نَطَقتُ مِن أَلفاظِهِ / وَإِذا وَهَبتُ وَهَبتُ مِن نُعمائِهِ
وَقَوراءَ كَالفُلكِ المُستَديرِ
وَقَوراءَ كَالفُلكِ المُستَديرِ / تَروقُ العُيون بِلَألائِها
حَبَتها البِحارُ بِأَموجِها / وَسُحُبُ السَماءِ بِأَنوائِها
كَأَنَّ تَدَفُّقَ تَيّارِها / يَداكَ تَفيضُ بِنُعمائِها
وَجودُكَ أَغزَرُ مِن جَريِها / وَخُلقُكَ أَعذَبُ مِن مائِها