القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفَرَج البَبْغاء الكل
المجموع : 4
ما المالُ إِلّا ما أَفادَ ثَناءَ
ما المالُ إِلّا ما أَفادَ ثَناءَ / ما العِزُّ إِلّا ماثَنى الأَعداءَ
شَحَّت عَلى الدُنيا المُلوكُ وَعافَها / مَن لَم يُطِع في حِفظِها الأَهواءَ
باعَ الَّذي يَفنى بِما أَبقى لَهُ / ذِكراً إِذا دَجَتِ الخُطوبُ أَضاءَ
فَليَهنِ سَيفَ الدَولَةِ الشَرفُ الَّذي / لَو كانَ مَرئِيّاً لَكانَ سَماءَ
وَطَهارَةُ الخُلُقِ الَّذي لَو لَم يَكُن / عَرَضاً مِنَ الأَعراضِ كانَ الماءَ
وَرَجاحَةُ الحُلمِ الَّذي لَو حَلَّ بِال / هَضَباتِ مِن رَضوى ثَناهُ هَباءَ
بَدرٌ تَحَقَّقَتِ البُدورُ بِأَنَّها / لَيسَت وَإِن كَمُلَت لَهُ أَكفاءَ
أَلقى إِلَيهِ الدَهرُ صَعبَ قِيادِهِ / فَاِستَخدَمَ الأَيّامَ فيما اِستاءَ
أَمحَقِقِّ الآمالَ بِالكَرَمِ الَّذي / أَحيا العُفاةَ وَبَخَّلَ الكُرَماءَ
شَكَرَ الإِلهُ مِن أَهتِمامكَ بِالهُدى / ما زادَ باهِرَ نورِهِ اِستِعلاءَ
راعِيتَهُ وِسِواكَ في سَنَةِ الهَوى / ما ذادَ عَنهُ لِسَيفِكَ الأَعداءَ
وَفَدَيتَ مِن أَسرِ العَدُوِّ مَعاشِراً / لَولاكَ ما عَرَفوا الزَمانَ فِداءَ
كانوا عَبيدَ نَداكَ ثُمَّ شَرَيتَهُم / فَغَدوا عَبيدِكَ نِعمَةً وَشِراءَ
وَالأَسرُ إِحدى المَيتَتَينِ وَطالَما / خَلَدوا بِهِ فَأَعدَتهُم أَحياءَ
وَضَمِنتَ نَفسَ أَبي فِراسٍ لِلعُلا / إِذ مِنهُ أَصبحَت النُفوسُ بَراءَ
ما كانَ إِلّا البَدرُ طالَ سَرارُهُ / ثُمَّ اِنجَلى وَقَد اِستَتَمَّ بِهاءَ
يَومٌ غَذا فيهِ سَماحُكَ يَعتِقُ ال / أَسرى وَمَنَّكَ يَأسُرُ الأُمراءَ
خُصَّت بَنو حَمدانُ مِنهُ بِنِعمَةٍ / عَمَّت بِفَضلِكَ تَغلبَ الغَلباءَ
وَمُدامٍ كَأَنَّها في حَشا الدَنْ
وَمُدامٍ كَأَنَّها في حَشا الدَنْ / نِ صَباحٌ مُقارَنُ بِمَساءِ
فَهِيَ نَفسٌ لَها مِنَ الطينِ جِسمٌ / لَم تُمَتَّع فيهِ بِطولِ البَقاءِ
ما تَوَهَمتُ قَبلَها أَن في العا / لَمِ ناراً تُذكى بِقَرعِ الماءِ
بَزَلَت وَالضُحى عَنِ اللَيلِ مَحجو / بُ فَلاحَت كَالشَمسِ في الظُلماءِ
وَتَلاهُ الفَجرُ المُنيرُ فَعُفنا / هُ لِأَنّا عَن نورِهِ في غِناءِ
ما اِستَزَدنا بِهِ ضِياءً عَلى أَيسَ / رَ ما كانَ عِندَنا مِن ضِياءِ
مازَجَت جَوهَرَ الزُجاجِ فَجاءَت / كَشُعاعٍ مُمازِجٍ لِهَواءِ
وَتَجَلَّت مِن الحَبابِ بَدرٌ / يَتَلاشى بِاللَحظِ وَالإيماءِ
بَينَما تَكتَسي بِهِ زَردُ البَلو / رِ حَتّى تَرفُضُ مِثلَ الهَباءِ
فَكَأَنّا بَينَ الكُؤوسِ بِدُرٍّ / تَتَهادى كَواكِب الجَوزاءِ
وَكأَنَّ المُديرَ في الحِلَّةِ البَي / ضاءِ مِنها في حُلَّةٍ صَفراءِ
حَبَذا العَيشُ حَيثُ تَسري الأَماني / بَينَ جَدِّ الغِنا وَهَزلِ الغِناءِ
حَيثُ سُكرُ الشَبابِ أَقضى عَلى قَل / بي وَأَمضى مِن نَشوَةِ الصَهباءِ
وَأَنا الَّذي عَلِمتُ مِن طَلَبِ الغِنى
وَأَنا الَّذي عَلِمتُ مِن طَلَبِ الغِنى / كَيفَ الطَريقُ إِلى الغِنى بِرَجائِهِ
فَظَلِلتُ مَخصوصاً بِحَمدِ عُفاتِهِ / وَغَدَوتُ مَمدوحاً بِشُكرِ عَطائِهِ
وَأَفَدتُ قَدماً مُعجِزات فَضائِلي / مِن نورِ فَطنَتِهِ وَنارِ ذَكائِهِ
فَإِذا نَطَقتُ نَطَقتُ مِن أَلفاظِهِ / وَإِذا وَهَبتُ وَهَبتُ مِن نُعمائِهِ
وَقَوراءَ كَالفُلكِ المُستَديرِ
وَقَوراءَ كَالفُلكِ المُستَديرِ / تَروقُ العُيون بِلَألائِها
حَبَتها البِحارُ بِأَموجِها / وَسُحُبُ السَماءِ بِأَنوائِها
كَأَنَّ تَدَفُّقَ تَيّارِها / يَداكَ تَفيضُ بِنُعمائِها
وَجودُكَ أَغزَرُ مِن جَريِها / وَخُلقُكَ أَعذَبُ مِن مائِها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025