القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 25
انظر إلى العرش على مائة
انظر إلى العرش على مائة / سفينة تجري بأسمائِهِ
واعجبْ له من مكربٍ دائر / قد أودعَ الخلقَ بأحشائِهِ
يسبح في بحر بلا ساحلٍ / في حِندِسِ الغيب وظلمائه
وموجه أحوالُ عشّاقه / وريحه أنفاسُ أبنائه
فلو تراه بالورى سائراً / من ألِفِ الخط إلى يائه
ويرجع العود على بدئه / ولا نهايات لإبدائه
يكوِّر الصبحَ على ليلِه / وصبحه يفنى بإمسائه
فانظر إلى الحكمة سيارةً / في وسط الفلك وأرجائه
ومن أتى يرغب في شانه / يقعد في الدنيا بسيسائه
حتى يرع في نفسه فلكه / وصنعة الله بإنشائه
سُرج العلم أُسرجت في الهواء
سُرج العلم أُسرجت في الهواء / لمرادٍ بليلة الإسراءِ
أسرجتها عند المساءِ لديه / طالعاتٌ كواكبُ الجوزاء
فاهتدى كلُّ مالكٍ بسناها / من مقامِ الثرى إلى الاستواء
ثم لما توحّدوا واستقلُّوا / ردّ أعلاهمُ إلى الابتداء
هكذا حكمة المهيمنِ فينا / بين دانٍ وبين وانٍ ونائي
لمعَ البرقُ علينا عشاءً
لمعَ البرقُ علينا عشاءً / وكمثلِ الصبح ردَّ المساءُ
وسطا باسم حكيم فأخفى / زمن الصيفِ وأبدى الشتاء
زرع الحكمةَ في أرضِ قومٍ / وكساها من سناه البهاءُ
بالمالِ ينقاد كلُّ صعبٍ
بالمالِ ينقاد كلُّ صعبٍ / من عالم الأرض والسماء
يحسبه عالمٌ حجاباً / لم يعرفوا لذةَ العطاءِ
لولا الذي في النفوس منه / لم يجب الله في الدعاء
لا تحسب المال ما تراه / من عَسْجد مشرقٍ لرائي
بل هو ما كنتَ يا بنيّ / به غنياً عن السواء
فكن برب العلى غنيّاً / وعامل الحقَّ بالوفاء
ستكون خاتمة الكتاب لطيفة
ستكون خاتمة الكتاب لطيفة / من حضرة التوحيد في عليائها
تحوي وصايا العارفين وقطبهم / فهي المنار لسالكي سِيسَائِها
من كلِّ نجم واقع بحقيقة / وأهلَّة طلعتْ بأفقِِ سمائها
وأتى بها عرسا غرانيق على / من منزل الملكوتِ في ظلمائها
ليعرِّف النحرير قطب وجودِه / وبنية بدراً بنور سنائها
فمن اقتفى أثر الوصية إنه / بالحال واحد عصره في يائها
ويكون عند فطامه من ثديها / وطلابه الترشيح من أمرائها
هذي الطريقة أعلنت بعلائها / فمن السعيد يكون من أبنائها
أنا إن شئتُ شئتُ منل إلا
أنا إن شئتُ شئتُ منل إلا / أنا إن شئتُ شاء من لا يشاءُ
عجباً شئت والمشيئةُ غيري / ثم إن لم أشأ فلست تشاء
بل أنا صاحبُ المشيئةِ فاعلم / ومشيئي بها وذاتي المشاء
كيف شاءتْ مشيئةُ المتلاشي / ولها الحكم ان تشا والقضاء
بمشي المشيء شاءت فأبدت / كل شيء يصح فيه المشاء
والوجودُ بصيرٌ / عميتْ عينُ كلِّ مَن لا يشاء
كلُّ من شاءَ بالوجودِ يشاءُ / وله المجدُ في العلى والثناء
لي الأرضُ الأريضةُ والسماءُ
لي الأرضُ الأريضةُ والسماءُ / وفي وَسطي السواءُ والاستواءُ
ليَ المجدُ المؤثَّلُ والهَباءُ / وسرُّ العالمين والاعتلاء
إذا ما أتَتِ الأفكارُ ذاتي / يحيرّها على البعد العماءُ
فما في الكون من يدري وجودي / سوى من لا يقيدهُ الثَّناء
له التصريفُ والأحكام فينا / هو المختارُ يفعل ما يشاءُ
إذا سدَّسَ الذاتَ النزيهةَ عارفٌ
إذا سدَّسَ الذاتَ النزيهةَ عارفٌ / وأدرجَ في بدرِ التمامِ ذُكاء
وألحقَ أرواحَ العُلى بنفوسِها / وأعطاك من نور السَّناء ضياء
وأحكم أشياءَ وأرسلَ حكمةً / وصيرَّ أعمالَ الكيانِ هَباء
فذاك الذي يجري إلى غير غاية / ويطلع أقمارَ الشهودِ عشاء
وتبصره يعطي صباحاً حياتَه / ويقبضها جوداً عليك مساء
لبستْ صفيةُ خرقةَ الفقراءِ
لبستْ صفيةُ خرقةَ الفقراءِ / لمّا تحلتْ حِلية الأمناءِ
وأتتْ بكلِّ فضيلةِ وتنزَّهتْ / عن ضدّها فعلَتْ على النظراءِ
وتكالمت أخلاقها وتقدَّست / وتخلَّقتْ بجوامعِ الأسماء
جاءت لها الأرواح في محرابها / فهي البَتُول أُخيَّة العذراءِ
وهي الحَصانُ فما تزنُّ بريبته / وهي الرَّزانُ شقيقةُ الحمراءِ
نزلتْ تبشِّرها ملائكة السما / ليلاً بنيلِ وراثةِ النباء
لما رأيتُ منازلَ الجوزاءِ
لما رأيتُ منازلَ الجوزاءِ / خفيتْ عليَّ حقائق الأنباء
وعلمتُ أنَّ الله يحجبُ عبدَه / عن ذاتِه لتحقق الأنساء
إن الدليلَ مقابلُ مدلولِه / حكم التقابلِ بنفسه الإنشاء
انظر إلى أسمائه الحسنى تجد / أعياننا من حضرةِ الأسماء
فإذا بدا بالوجه أظهرَ كوننا / بالنسخةِ المشهودة الغَرَّاء
زلنا عن الأمثالِ لا بل ضربها / لله إذ كنا من الجهلاء
أين الذراعُ وهقعةٌ وتحيةٌ / من فرضٍ قدر فوقهم مُتنائي
في أطلس ما فيه نجمٌ ثابتٌ / يبدو يشاهد نوره للرائي
وله الرطوبةُ والحرارة إذْ له / طبعُ الحياةِ وسرُّه في الماء
عصرُ الشبابِ له وليس لكونه / في الرتبة العلياءِ برجُ هواء
والدالي والميزانُ أمثالٌ له / فالحكمُ مختلفٌ بغيرِ مِراء
حكم المنازلِ قد تخالفُ طبعه / كيفَ الشفاءُ وفيه عينُ الداء
حار المكاشف في الدجى خياله / مثل المفكر إذ هما بسواء
الأمر أعظم أن يحاط بكنهه / ومع النَّزاهة جاء بالأنواء
حرنا وحار العقل في تحصيله / إذ ليس منحصراً على استيفاء
لولا ثبوتُ المنع قلتُ بجودِه / المنعُ يُذهبُ رتبةَ الكرماء
لا تفرحنَّ بما ترى من شَاهدٍ / يبدو لعينِك عند كشفِ غِطاء
من شانه المكر الذي قد قاله / في محكمِ الآياتِ والأنباء
القصد في علمِ الأمور كما جَرَتْ / ما القصد في حَمَل ولا جَوزاءِ
إن الطبيعة كالعروسِ إذا انجلتْ / والبعلُ من تدريه بالإيماء
عنها تولدتِ الجسومُ بأسرها / وتعاقبَ الإصباحُ والإمساء
فهي الأميمة للكثيفِ وروحُه / وهو لها للنشء كالأبناء
وهم الشقائقُ يُنسَبون إليهما / بالفعلِ لا بالتحامِ النائي
مَن دانَ بالإحصاء دانَ بكلِّ ما / دلَّت عليه حقائقُ الإحصاءِ
لا تلق ألواحاً تضمن رحمته / وادفع بهن شماتة الأعداء
واسلك بنا النهجَ القويمَ ملبياً / صوتَ المنادي عند كلِّ نهداء
هو حاجب البابِ الذي خضعتْ له / غلبُ الرقابِ وآمرُ الأمراء
إني وذكر مَن يأتي فيذكرني
إني وذكر مَن يأتي فيذكرني / بأفضلِ الذكر في نفسٍ وفي ملأ
ذاك الإله الذي عمَّت عوارفه / أتى به السيد المعصومُ في النبأ
كما أتى نبأ من هدهد صدقت / أخباره لنبيِّ الريحِ من سبأ
فالذكر يحجبني والذكر يكشفُ لي / خَبأَ السماءِ وخبأ الأرض في نبأ
صِدقٌ ويعضد وما لا أفوه به / فيه وإني في خصبٍ من الكلأ
أشاهد العين في ضيقٍ وفي سعةٍ / لما جلوتُ مرآة القلبِ من صَدأ
وكلما وطئت رجلي مجالسَه / مجالس الذكر بالأغيار لم تطأ
غير أن ما منع السؤال من بخلٍ / لكنه لاقتضاء العلم لم يشأ
إن الوجودَ الذي أبصرته عجبٌ / فيه الخسارةُ والأرباحُ إن يشأ
أخبره بالحال يا حالي إذا سألت / آياته البينات الغرُّ عن نبىء
بأنني من بلاد أنتَ ساكنها / ولستُ والله من سَلمى ولا أجأ
إنْ كان أوجدني الرحمن من ملأ / فالفردُ أوجدني من قبل ملأ
إني وجدت علوماً ليس ينكرها / إلا الذي هو في جهدٍ وفي عنأ
بشرى من الله الكريم أتت بها
بشرى من الله الكريم أتت بها / أرواحُ أملاكٍ من الأمناءِ
لرجالٍ أهلِ ولايةٍ معلومة / معصومةِ الأنحاءِ والأرجاءِ
لعناية سبقت لهم من صدقهم / حصلوا بها في رتبةِ النبآء
بوراثةٍ مرعيةٍ محفوظة / لرجالٍ أهلِ رسالةٍ ووَلاءِ
نالوا بها حسناه من إحسانهم / في ساعةٍ مشهودةٍ غرَّاء
ورثوا النبيَّ تحققاً وتخلقاً / بمعالم الكلماتِ والأسماءِ
فهم الذين يقال فيهم إنهم / أبناؤهم وهمُ من الآباء
إنَّ النبوةَ يستمرُّ وجودُها / دنيا وآخرةً بلا استيفاء
ونبوّةُ التشريعِ أُغلق بابها / فلذاك حازوا رتبةَ السمراء
فهم الملوكُ من سواهم سوقة / لا يشهدون مواقعَ الأشياء
نظموا حديثَ سميرهم فأنالهم / نظمَ الحديثِ فصاحة البلغاء
فهم الضنائن في حفاظٍ مصاون / من حرّها جرم بدار بلاء
حتى إذا انقلبوا إلى الأخرى بدت / أعلامُهم بسَنا لهم وسَناءِ
خلقي من الماء والباقي له تبع
خلقي من الماء والباقي له تبع / من العناصر فاطلبني على الماء
والماءُ ليس له حدٌّ يحيط به / كذا أنا في وجودي عند أسمائي
لله في الماء أوصافٌ منوَّعةٌ / تغني مشاهدها عن حكمِ إيماءِ
قد جاء في خلقه ما قال من عرق / تكفي الإشارة عن تصريح إنباءِ
يقرّر المنعم النعما إذا شاء
يقرّر المنعم النعما إذا شاء / على الذي شاءه ومثله جاءَ
امتنَّ جوداً فأعطاه عنى وهدى / معنى وحِسَّاً وإيجاداً وإيواءَ
من جودِه كان شكرُ الجودِ في خبر / كان الحديثُ عن النعماءِ نعماء
رِفقاً من الله للجل الذي عجبتْ / نفوسُنا فيه إذ أنشأن إنشاء
إن المنازعَ في الأمثالِ ذو حسد / ما شئته لم يشأُ ما لم أشاء
وقد يكون لنا خيراً نفوز به / لعلمنا أنَّ ظلَّ المثلِ قد فاء
لما سمعت بأنَّ الحقَّ يطلبني
لما سمعت بأنَّ الحقَّ يطلبني / وقد علمت عناه قلتُ بالداءِ
غرقتُ في عبرات ما لأبحرها / من ساحلٍ فافهموا قصدي وإيمائي
وقد أحاطت بي الأنواء واتسعت / بحارها للذي فيه من أسماء
ولم أجد غيره يشفي فأطلبه / هو العليلُ المعلُ السامعُ الرائي
سمعتُ بيتاً رواه الناسُ في صفتي / من قبلِ كوني، فيه شرحُ أنبائي
ما أنتَ نوح فتنجيني سفينته / ولا المسيحُ أنا أمشي على الماء
انظر إلى الحقِّ من مدلول أسماء
انظر إلى الحقِّ من مدلول أسماء / وكونه عين كُلّي عين أجزائي
إن كان ينصفني من كان يعرف ما / يبدو إليه إعراضي وإنحائي
أسماء ربي لا يُحصى لها عددٌ / ولا يُحاط بها كمثلِ أسمائي
إن قلتُ قلت به أو قال قال بنا / تداخل الأمر كالمرئيّ والرائي
العينُ واحدةٌ والحكمُ مُختلفٌ / فانظر به منك في تلويح إيمائي
النورُ ليس له لونٌ يميزه / وبالزجاجِ له الألوان كالماء
الماءُ ليس له شكلٌ يقيده / إلا الوعاءُ في تقييده دائي
الداء داءٌ دفينٌ لا علاجَ له / كيف العلاجُ ودائي عينُ أدوائي
أروم بُرءاً لداءٍ لا يزايلني / هيهاتِ كيفَ يُداوى الداءُ بالداء
أقولُ باللامِ لا بالباء إنَّ لنا / شخصاً ينازعني في القولِ بالباء
ريان فلكي عين الحق تحفظه
ريان فلكي عين الحق تحفظه / وهو السفينة والأمواج والماءُ
تجري بأعينه والعينُ واحدةٌ / ممن وقل لي إلى من فهي أسماءُ
ما في الوجود سوى هذا وكان لنا / في كل حادثة رمز وإيماء
الله يحفظنا منه ويحفظه / منا فتحن الأذلاء الأعزاء
به اعتززنا كما بنا يعزّ وهل / يحلُّ رمزي إلا الواو والهاءُ
مضى وجودي به عني فلستُ أنا / ولستُ هن وهي أغراضٌ وآراء
قد قلت ذلك عن علمٍ وعن ثقة / بما أقول وراح اللام والياء
فلا به كان كون لا و لا وله / وعنه كان فأمراضٌ وأدواء
لذاك قيل بمعلولٍ وعلة / من أجل ذا ثَم أسرارٌ وأشياءُ
ونحن نعلمها وهو العليم بها / حين التوالد آباء وأبناء
هو الشخيص الذي لا ريبَ يلحقنا / فيه ونحن ظلالاتٌ وأفياء
لولا السنا ما بدت منه الظلالُ و لا / إليه يقبض فالأنوار آباء
والشخص أم لها وعنه قد ظهرتْ / وفيه كانت فإظهار وإخفاء
سبحانَ من كوَّن السماءَ
سبحانَ من كوَّن السماءَ / والأرضَ والماءَ والهواءَ
وكوَّن النار اسطقاً / فاكتملتْ أربعاً وفاءَ
صعد ما شاءَهُ نجاراً / وحلل المعصِراتِ ماء
ولم يكن ذاك عن هواها / لكنه كان حين شاء
وإنما قلتُ حين شاء / من أجل مَن شرَّع الثناء
مع القبولِ الذي لديها / فميّزَ الداءَ والدواء
منازل الممكنات ليستْ / في كلِّ ما تقتضي سواء
فالأمر دور لذاك كانت / في الشكل كالأكرة ابتداء
تحرّكتْ للكمال شوقاً / تطلبْ في ذلك اعتلاء
والأمر لا يقضيه هذا / بل يقتضي أمرها انتماء
لولا وجودُ الذي تراه / ما أوجد الصبحَ والمساء
والحكم بي ما استقلَّ حتى / أوجد في عينها ذُكاء
من ضدّه كان كل ضدٍّ / فلم يكن ذلك اعتداء
أضحكني بسطُه ولما / أضحكني قبضه تناءى
من كونه مانعاً بخلنا / والمعطي أعطى لنا السخاء
فلو علمتَ الذي علمنا / رأيتَه كله عطاء
صيرني للذي تراه / على عيونِ النُّهى غطاء
وأنبت الحكم ما تراه / من خيرٍ أو ضدَّه جزاء
وهو صحيح بكلِّ وجهٍ / أثبتَه الشارع ابتلاء
فقال هذا بذا ففكِّر / إذ تسمعِ القولَ والنداء
والجودُ ما زال مستمّرا / أودعه الأرضَ والسماء
قد جعلَ الله ما تراه / منها ومن أرضها ابتناء
فقال إني جعلت أرضي / فراشها والسما بناء
فالأمر أنثى تمدُّ أنثى / لكنه رجح الخفاء
من غيرةٍ كان ما تراه / مما به خاطب النسا
فذكر البعلَ وهو أنثى / وعند ذاك استوى استواء
من يعرقِ السر فيه يعثر / على الذي قلته ابتداء
يساعد تعظيم الإزار ردائي
يساعد تعظيم الإزار ردائي / بتكبيره فالقول قول إمائي
كنفسي وما لي من صفات تنزَّهَتْ / عن الكيفِ والتشبيه فهو مرائي
يرى ناظري فيها الوجودَ بأسرِه / وذلك عند الكشفِ كشفِ غطائي
فقلتُ ومن قد جاد لي بعطائه / فقال لي المطلوب ذاك عطائي
فخفتُ على نفسي لسبحة وجهه / فجاد على نفسي بأخضَرَ ماءِ
من العلم ما يحيى به ما أماته / يفكر جهلي إذ وفى لوفائي
أنا عبده ما بين عالٍ وسافلٍ / كما هو في أرض له وسماء
فيوقفني ما بين نورٍ وظلمةٍ / بما كان عندي من سنا وسناء
ويشهدني حباً لنا وعناية / بما أنا فيه من حياً وحياء
فنوري كنور الزبرقان إذا بدا / ملاء بما يعطيه نورُ ذُكاء
فأصبحت في عيشٍ هنيء وغبطةٍ / يقلبني فيه رخاءُ رخائي
فيخدمني من كان إذ كنت في الثرى / بجانب ذاتي خدمة لثرائي
ألا ليت شعري هل أرى رسمَ دارٍ من / يرى ذا هوى فيه صريعُ هواء
من أجل سلامٍ ساقه في هبوبه / من الملأ الأعلى من النجباء
غن الطبيعةَ أعطت في عناصرها
غن الطبيعةَ أعطت في عناصرها / أحكامها بالذي فيها من أسماءِ
يبس الترابِ إلى برد المياهِ إلى / تسخينِ نارٍ إلى ترطيبِ أهواء
لأجل ذا كان خلقُ الناسِ من حمأ / ومن هواء ومن نارٍ ومن ماء
فتلك أربعة أعطتك أربعة / دماً وبلغمٌ في صَفراً وسوداء
أعوانهم مثلهم جذبٌ ودفعُ أذى / عنا وهضمٌ وإمساك لأدواء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025