المجموع : 5
وَأَيُّ الأَرضِ تَخلو مِنكَ حَتّى
وَأَيُّ الأَرضِ تَخلو مِنكَ حَتّى / تَعالَوا يَطلُبونَكَ في السَماءِ
تَرىاهُم يُنظُرونَ إِلَيكَ جَهراً / وَهُم لا يُبصِرونَ مِنَ العَماءِ
العُشقُ في أَزَلِ الآزالِ مِن قِدَمٍ
العُشقُ في أَزَلِ الآزالِ مِن قِدَمٍ / فيهِ بِهِ مِنهُ يَبدو فيهِ إِبداءُ
العُشقُ لا حَدَثٌ إِذ كانَ هُو صفةً / مِنَ الصَفاتِ لِمَن قَتَلاهُ أَحياءُ
صِفاتُهُ مِنهُ فيهِ غَيرُ مُحدَثَةٍ / وَمُحدَثُ الشَيءِ ما مَبداهُ أَشياءُ
لَمّا بدا البَدءُ أَبدى عِشقُهُ صِفَةً / فيما بَدا فَتَلَالاَ فيهِ لَألاءُ
وَاللامِ بِالأَلِفِ المَعطوفِ مُؤتَلِفٌ / كِلاهُما واحِدٌ في السَبَقِ مَعناءُ
وَفي التَفَرُّقِ إِثنانِ إِذا اِجتَمَعا / بِالإِفتِراقِ هُما عبدٌ وَمَولاءُ
كَذا الحَقائِقُ نارُ الشَوقِ مُلتَهِبٌ / عَنِ الحَقيقَةِ إِن باتوا وَإِن ناءوا
ذَلّوا بِغَيرِ اِقتِدارٍ عِندَما وَلِهوا / إِنَّ الأَعِزّا إِذا اِتاقوا أَذِلاءُ
ما يَفعَلُ العَبدُ وَالأَقدارُ جارِيَةٌ
ما يَفعَلُ العَبدُ وَالأَقدارُ جارِيَةٌ / عَلَيهِ في كُلِّ حالٍ أَيُّها الرائي
أَلقاهُ في اليَمِّ مَكتوفاً وَقالَ لَهُ / إِيّاكَ إِيّاكَ أَن تَبتَلَّ بِالماءِ
لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي
لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي / لَبَّيكَ لَبَّيكََ يا قَصدي وَمَعنائي
أَدعوكَ بَل أَنتَ تَدعوني إِلَيكَ فَهَل / نادَيتُ إِيّاكَ أَم نادَيتَ إِيّائي
يا عَينَ عَينِ وَجودي يا مدى هِمَمي / يا مَنطِقي وَعَبارَتي وَإيمائي
يا كُلَّ كُلّي وَيا سَمعي وَيا بَصَري / يا جُملَتي وَتَباعيضي وَأَجزائي
يا كُلَّ كُلّي وَكُلُّ الكُلِّ مُلتَبِسٌ / وَكُلُّ كُلِّكَ مَلبوسٌ بِمَعنائي
يا مَن بِهِ عَلِقَت روحي فَقَد تَلِفَت / وَجداً فَصِرتُ رَهيناً تَحتَ أَهوائي
أَبكي عَلى شَجَني مِن فُرقَتي وَطَني / طَوعاً وَيُسعِدُني بِالنَوحِ أَعدائي
أَدنو فَيُبعِدُني خَوفي فَيُقلِقُني / شَوقٌ تَمَكَّنَ في مَكنونِ أَحشائي
فَكَيفَ أَصنَعُ في حُبٍّ كُلِّفتُ بِهِ / مَولايَ قَد مَلَّ مِن سُقمي أَطِبّائي
قالوا تَداوَ بِهِ فَقُلتُ لَهُم / يا قَومُ هَل يَتَداوى الداءُ بِالدائي
حُبّي لِمَولايَ أَضناني وَأَسقَمَني / فَكَيفَ أَشكو إِلى مَولايَ مَولائي
إِنّي لَأَرمُقُهُ وَالقَلبُ يَعرِفُهُ / فَما يُتَرجِمُ عَنهُ غَيرُ إيمائي
يا وَيحَ روحي وَمِن روحي فَوا أَسفي / عَلَيَّ مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائي
كَأَنَّني غَرِقٌ تَبدوا أَنامِلَهُ / تَغَوُّثاً وَهوَ في بَحرٍ مِنَ الماءِ
وَلَيسَ يَعلَمُ ما لاقَيتُ مِن أَحَدٍ / إِلّا الَّذي حَلَّ مِنّي في سُوَيدائي
ذاكَ العَليمُ بِما لاقَيتُ مِن دَنَفٍ / وَفي مَشيئَتِهِ مَوتي وَإِحيائي
يا غايَةَ السُؤلِ وَالمَأمولِ يا سَكَني / يا عَيشَ روحِيَ يا ديني وَدُنيائي
قُلي فَدَيتُكَ يا سَمعي وَيا بَصَري / لِم ذي اللُجاجَةُ في بُعدي وَإِقصائي
إِن كُنتَ بالغَيبِ عَن عَينَيَّ مُحتَجِباً / فَالقَلبُ يَرعاكَ في الإِبعادِ وَالنائي
كانَت لِقَلبي أَهواءٌ مُفَرَّقَةٌ
كانَت لِقَلبي أَهواءٌ مُفَرَّقَةٌ / فَاِستَجمَعَت مُذ رَأَتكَ العَينُ أَهوائي
فَصارَ يَحسُدُني مَن كُنتُ أَحسُدُهُ / وَصِرتُ مَولى الوَرى مُذ صِرتُ مَولائي
تَرَكتُ لِلناسِ دُنياهُم وَدينَهُم / شُغلاً بِحِبِّكَ يا ديني وَدُنيائي
ما لامَني فيكَ أَحبابي وَأَعدائي / إِلّا لِغَفلَتِهِم عِن عُظمِ بَلوائي
أَشعَلتَ في كَبِدي نارَينِ واحِدَةً / بِينَ الضُلوعِ وَأُخرى بَينَ أَحشائي