القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو المحاسن الكربلائي الكل
المجموع : 6
أشرقت منك في الوجود ذكاء
أشرقت منك في الوجود ذكاء / فجلا حالك الظلام الضياء
درة عن سنائها قد تشظى / صدف الفيض فاستضاء السناء
يا إماماً سما مقاما علياً / قصرت دون شأوه الجوزاء
هل نجوم السماء إلا صفات / لك زينت بزهرهن السماء
لك ذات قد أبدع الله فيها / صنعه وهو صانع ما يشاء
عبقت من أريجها نفحات / فاستطابت بنشرها الأرجاء
نفد اللفظ وانتهى كل معنى / ومعانيك ما لهن انتهاء
أنت أسنى علا وأسمى محلا / أن يداني صفاتك الإطراء
نزلت بالثناء آيات وحي / صادع في علاك منه الثناء
أنت في نعته إمام مبين / أحصيت في بيانه الأشياء
ملأ الله صدرك الرحب علماً / ضاق عن بعض ما حواه الفضاء
دل مكنونه على الغيب حتى / كشف الستر دونه والغطاء
من هداه السبيل كان ولياً / لك يا من ولاؤه الاهتداء
لا يجوز الصراط إلا محب / منك يعطى الجواز وهو الولاء
ولك الكوثر الذي منه تسقى / شبعة الحق والقلوب ظماء
عصمة الخائفين من كل هول / يوم لا عاصم ولا شفعاء
باب علم النبي خير البرايا / أنت وهو المدينة الفيحاء
عندك العلم وهو علم كتاب / سخرت طوع حكمه الأشياء
لم يكن عند آصف غير جزء / منه واستجمعت لك الأجزاء
يوم وافى بالعرش طرفة عين / وإذا الشام عنده صنعاء
أنت يا صنو أحمد منه كالضوء / من الضوء حبذا الأضواء
أنت وازرته وكنت أخاه / يوم عزت وزارة واخاء
كنت في ليلة الفراش وقاء / حين لم يلف للنبي وقاء
ثابت الجأش طامناً لا تبالي / وسيوف العدى إليك ظماء
بين فضلك الجلي ولكن / لا ترى الشمس مقلة عمياء
أبا حسن أنت الذي فاق مجده
أبا حسن أنت الذي فاق مجده / ومن فوق أيديهم غدا نقطة الفاء
تواضعت لاسم الله جل جلاله / فصرت له يا عينه نقطة الباء
يا من يؤمل بالتمني راحة
يا من يؤمل بالتمني راحة / من طول همّ مؤلم وعناء
خل التمني فهو هم شاغل / ومن الدواء مهيج للداء
أمعمرا عمر النسور إلى متى
أمعمرا عمر النسور إلى متى / تبقى وأنت الميت في الاحياء
حدث فلا حرج حديث جذيمة / ما كان قصته مع الزباء
وعن البسوس وماضيات حروبها / حدث فانك حاضر الهيجاء
حديث الدهر أصدقه الفناء
حديث الدهر أصدقه الفناء / وأكذب ما ينمقه البقاء
نؤمل في الزمان صفاء عيش / وما في هذه الدنيا صفاء
ولكنا رأيناها بعين / عليها من مساويها غطاء
هي الداء العضال وليس يرجى / بغير الاعتبار له شفاء
وما أيامها إلا ركاب / ونحن الركب والموت الحداء
ولو كان الخلود بها نعيماً / لفازت بالخلود الانبياء
وما يسترجع الباكي فقيدا / وان ادمى محاجره البكاء
الم تر كيف قوضت المنايا / بناء العلم فانتقض البناء
فقيد قد فقدنا الصبر عنه / فذل الدمع إذ عز العزاء
نسر بما سيلقي من نعيم / ولكنا لضيعتنا نساء
ولو سيم الفدا رخصت وهانت / نفوس كان يغليها الفداء
كأن مدامع الباكين مدت / بنائله فعم بها الرواء
فيا من قد رأى قمرا منيرا / يمد سنا الشموس له ضياء
غياث الملتجي في الخطب يلقي / لديه الأمن ان عظم البلاء
وغوث المرتجى يلقى لديه / وشيك النجح ان خاب الرجاء
منار هدى أضاء وكل سار / له في ضوء طلعته اهتداء
ودارت حوله العلماء شعثا / كما دارت على الورود الظماء
وشرع محمد يبكي حسيناً / بعين كان منه لها ضياء
ولا عجب وقد وسع البرايا / نداه ان يضيق بها الفضاء
وكانت تستعير ذكاء منه / سناً فاليوم كاسفة ذكاء
الحمد لله على السراء
الحمد لله على السراء / حمد شكور خالص الثناء
حمداً على الأحسان والأفضال / بلغنا نهاية الامال
نلنا المنى في أرض سامراء / حيث الندى ومعدن الالاء
سرنا ونفاح النسيم هادى / للعسكري والامام الهادي
وأينعت لنا ثمار البشر / في غيبة الندب امام العصر
وكم لامال الورى من حجة / في كعبة تشرفت بالحجة
فيا نسيم اللطف كن قبولا / في زورة تستمنح القبولا
وبعده يا أيها الجواد / من قصرت عن شأوه الجياد
فإنني على تنائي الدار / طويل شوق دائم التذكار
وان سئلت سيدي عن حال / فالعيش لولا البعد عنكم حال
فواصل المساء والصباحا / في حضوة قد طالت الضراحا
في معدن الفيوض طاب وردى / به دعائي راق لي ووردي
ولا يفى مدحي ولا اطرائي / عذوبة في الماء والهواء
وهكذا البطيخ والرقي / كلاهما مستعذب شهي
قد اشبها العاشق والمعشوقا / في اللون والشائق والمشوقا
ورب يوم قامت المفاخرة / بينهما وطالت المناظرة
فابتدر الرقي للفخار / مستبقاً في ذلك المضمار
وقال اني الجوهر الممجد / اني أنا الياقوت والزبرجد
قد حزت لونين بصنع الباري / كالخد ان طرز بالعذار
هذا النضار مثل لوني احمر / وفضله بين الورى لا ينكر
وفي لماي العذب للغليل / ري وقد أوصف للعليل
رب لهيف ذي أوام حر / بي استعان في هجير الحر
رأيت جمر الحر زاد وقدا / فقلت يا جمر الحشا كن بردا
اني أنا المستمجد الفخور / فما الذي عندك يا عنجور
فابتدر البطيخ وهو قائل / قد انصف القارة من يناضل
لبث قليلا يلحق الهيجا حمل / واربع على ضلع إذا الليث حمل
لا فخر الا الذي إذا افتخر / صدقه الرجال من ذوي الفكر
وان شر الناس من تشدقا / مفتخرا ولم يجد مصدقا
وأنت والناس جميعا تدري / قليل لب وكثير قشر
اني أنا الطيب نشراً وارج / بنشر انفاسي ترتاح المهج
اضوع مسكا وافوح عنبرا / والطعم يحكى شهدة وسكرا
في الجسم واللون حكيت البدرا / فهل تعد مثل هذا فخرا
وهيئتي تحكيه مستقلة / ثم تعود بعدها أهله
وجيدك المستصعب العسير / وجيدي المستسهل اليسيبر
لا تحرز السكين منك طائلا / الا فطيراً يستحيل باطلا
ويا زبيري كذبت فاغتدى / وجهك ما بين البرايا اسودا
ان كان في لوني اصفرار بادي / فانها من حلية الزهاد
ما فرغ البطيخ من كلامه / حتى انبرى الرقي في خصامه
وقال يا بطيخ قد جزت المدى / ان المسود لا يباهي السيدا
قد ظلم الدهر الكرام وجفا / فحاول الوضيع شاؤ الشرفا
لكنما الدهر على التصريف / لا يلحق الوضيع بالشريف
ورب ذي فضل اضيع فضله / لا يعرف الفاضل الا مثله
اسمي من الرقة مشتقاً غدا / واسمك مثل الطبع كل جمدا
يا أيها المستثقل الكثيف / هل يستوي الثقيل والخفيف
يا من حشاه معدن للدود / يجمع بين بيضها والسود
كم ميت عن موته لو سئلا / لقال يا بطيخ صافحت البلا
قد جعل الله الشفاء بالعسل / ولو اكلت معه فواراً قتل
فهاجت البطيخ سورة الغضب / وهب كالليث الهزبر وانتدب
وقال يا رقي يا رقي / يا بارد اللهجة يا خلي
كيف تدحرجت إلى الميدان / مسابقاً ولست من فرساني
أنت الذي يوهن جسم الاكل / وآكلي يغدو بعزم باسل
أنا الذي قبلك اجنى يانعاً / وأنت من بعدي تجيء تابعا
رطب المزاج حظه منك الفلج / يلقى بك الشدة طالب الفرج
نعم تبل غلة الضلوع / ولا تسد خلة من جوع
وتستدر الاكل الضعيفا / بالبول حتى يسكن الكنيفا
ولو سكت عن عيوب الناس / لم تفتضح في اعين الجلاس
فوقر الناس تجد توقرا / ان تحتقرهم تعش محقرا
إلى هنا قد انتهى الفخار / وختم الخصام والحوار
وقد نقلت ما جرى من كلم / وأنت يا فاضل خير حكم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025