المجموع : 6
أشرقت منك في الوجود ذكاء
أشرقت منك في الوجود ذكاء / فجلا حالك الظلام الضياء
درة عن سنائها قد تشظى / صدف الفيض فاستضاء السناء
يا إماماً سما مقاما علياً / قصرت دون شأوه الجوزاء
هل نجوم السماء إلا صفات / لك زينت بزهرهن السماء
لك ذات قد أبدع الله فيها / صنعه وهو صانع ما يشاء
عبقت من أريجها نفحات / فاستطابت بنشرها الأرجاء
نفد اللفظ وانتهى كل معنى / ومعانيك ما لهن انتهاء
أنت أسنى علا وأسمى محلا / أن يداني صفاتك الإطراء
نزلت بالثناء آيات وحي / صادع في علاك منه الثناء
أنت في نعته إمام مبين / أحصيت في بيانه الأشياء
ملأ الله صدرك الرحب علماً / ضاق عن بعض ما حواه الفضاء
دل مكنونه على الغيب حتى / كشف الستر دونه والغطاء
من هداه السبيل كان ولياً / لك يا من ولاؤه الاهتداء
لا يجوز الصراط إلا محب / منك يعطى الجواز وهو الولاء
ولك الكوثر الذي منه تسقى / شبعة الحق والقلوب ظماء
عصمة الخائفين من كل هول / يوم لا عاصم ولا شفعاء
باب علم النبي خير البرايا / أنت وهو المدينة الفيحاء
عندك العلم وهو علم كتاب / سخرت طوع حكمه الأشياء
لم يكن عند آصف غير جزء / منه واستجمعت لك الأجزاء
يوم وافى بالعرش طرفة عين / وإذا الشام عنده صنعاء
أنت يا صنو أحمد منه كالضوء / من الضوء حبذا الأضواء
أنت وازرته وكنت أخاه / يوم عزت وزارة واخاء
كنت في ليلة الفراش وقاء / حين لم يلف للنبي وقاء
ثابت الجأش طامناً لا تبالي / وسيوف العدى إليك ظماء
بين فضلك الجلي ولكن / لا ترى الشمس مقلة عمياء
أبا حسن أنت الذي فاق مجده
أبا حسن أنت الذي فاق مجده / ومن فوق أيديهم غدا نقطة الفاء
تواضعت لاسم الله جل جلاله / فصرت له يا عينه نقطة الباء
يا من يؤمل بالتمني راحة
يا من يؤمل بالتمني راحة / من طول همّ مؤلم وعناء
خل التمني فهو هم شاغل / ومن الدواء مهيج للداء
أمعمرا عمر النسور إلى متى
أمعمرا عمر النسور إلى متى / تبقى وأنت الميت في الاحياء
حدث فلا حرج حديث جذيمة / ما كان قصته مع الزباء
وعن البسوس وماضيات حروبها / حدث فانك حاضر الهيجاء
حديث الدهر أصدقه الفناء
حديث الدهر أصدقه الفناء / وأكذب ما ينمقه البقاء
نؤمل في الزمان صفاء عيش / وما في هذه الدنيا صفاء
ولكنا رأيناها بعين / عليها من مساويها غطاء
هي الداء العضال وليس يرجى / بغير الاعتبار له شفاء
وما أيامها إلا ركاب / ونحن الركب والموت الحداء
ولو كان الخلود بها نعيماً / لفازت بالخلود الانبياء
وما يسترجع الباكي فقيدا / وان ادمى محاجره البكاء
الم تر كيف قوضت المنايا / بناء العلم فانتقض البناء
فقيد قد فقدنا الصبر عنه / فذل الدمع إذ عز العزاء
نسر بما سيلقي من نعيم / ولكنا لضيعتنا نساء
ولو سيم الفدا رخصت وهانت / نفوس كان يغليها الفداء
كأن مدامع الباكين مدت / بنائله فعم بها الرواء
فيا من قد رأى قمرا منيرا / يمد سنا الشموس له ضياء
غياث الملتجي في الخطب يلقي / لديه الأمن ان عظم البلاء
وغوث المرتجى يلقى لديه / وشيك النجح ان خاب الرجاء
منار هدى أضاء وكل سار / له في ضوء طلعته اهتداء
ودارت حوله العلماء شعثا / كما دارت على الورود الظماء
وشرع محمد يبكي حسيناً / بعين كان منه لها ضياء
ولا عجب وقد وسع البرايا / نداه ان يضيق بها الفضاء
وكانت تستعير ذكاء منه / سناً فاليوم كاسفة ذكاء
الحمد لله على السراء
الحمد لله على السراء / حمد شكور خالص الثناء
حمداً على الأحسان والأفضال / بلغنا نهاية الامال
نلنا المنى في أرض سامراء / حيث الندى ومعدن الالاء
سرنا ونفاح النسيم هادى / للعسكري والامام الهادي
وأينعت لنا ثمار البشر / في غيبة الندب امام العصر
وكم لامال الورى من حجة / في كعبة تشرفت بالحجة
فيا نسيم اللطف كن قبولا / في زورة تستمنح القبولا
وبعده يا أيها الجواد / من قصرت عن شأوه الجياد
فإنني على تنائي الدار / طويل شوق دائم التذكار
وان سئلت سيدي عن حال / فالعيش لولا البعد عنكم حال
فواصل المساء والصباحا / في حضوة قد طالت الضراحا
في معدن الفيوض طاب وردى / به دعائي راق لي ووردي
ولا يفى مدحي ولا اطرائي / عذوبة في الماء والهواء
وهكذا البطيخ والرقي / كلاهما مستعذب شهي
قد اشبها العاشق والمعشوقا / في اللون والشائق والمشوقا
ورب يوم قامت المفاخرة / بينهما وطالت المناظرة
فابتدر الرقي للفخار / مستبقاً في ذلك المضمار
وقال اني الجوهر الممجد / اني أنا الياقوت والزبرجد
قد حزت لونين بصنع الباري / كالخد ان طرز بالعذار
هذا النضار مثل لوني احمر / وفضله بين الورى لا ينكر
وفي لماي العذب للغليل / ري وقد أوصف للعليل
رب لهيف ذي أوام حر / بي استعان في هجير الحر
رأيت جمر الحر زاد وقدا / فقلت يا جمر الحشا كن بردا
اني أنا المستمجد الفخور / فما الذي عندك يا عنجور
فابتدر البطيخ وهو قائل / قد انصف القارة من يناضل
لبث قليلا يلحق الهيجا حمل / واربع على ضلع إذا الليث حمل
لا فخر الا الذي إذا افتخر / صدقه الرجال من ذوي الفكر
وان شر الناس من تشدقا / مفتخرا ولم يجد مصدقا
وأنت والناس جميعا تدري / قليل لب وكثير قشر
اني أنا الطيب نشراً وارج / بنشر انفاسي ترتاح المهج
اضوع مسكا وافوح عنبرا / والطعم يحكى شهدة وسكرا
في الجسم واللون حكيت البدرا / فهل تعد مثل هذا فخرا
وهيئتي تحكيه مستقلة / ثم تعود بعدها أهله
وجيدك المستصعب العسير / وجيدي المستسهل اليسيبر
لا تحرز السكين منك طائلا / الا فطيراً يستحيل باطلا
ويا زبيري كذبت فاغتدى / وجهك ما بين البرايا اسودا
ان كان في لوني اصفرار بادي / فانها من حلية الزهاد
ما فرغ البطيخ من كلامه / حتى انبرى الرقي في خصامه
وقال يا بطيخ قد جزت المدى / ان المسود لا يباهي السيدا
قد ظلم الدهر الكرام وجفا / فحاول الوضيع شاؤ الشرفا
لكنما الدهر على التصريف / لا يلحق الوضيع بالشريف
ورب ذي فضل اضيع فضله / لا يعرف الفاضل الا مثله
اسمي من الرقة مشتقاً غدا / واسمك مثل الطبع كل جمدا
يا أيها المستثقل الكثيف / هل يستوي الثقيل والخفيف
يا من حشاه معدن للدود / يجمع بين بيضها والسود
كم ميت عن موته لو سئلا / لقال يا بطيخ صافحت البلا
قد جعل الله الشفاء بالعسل / ولو اكلت معه فواراً قتل
فهاجت البطيخ سورة الغضب / وهب كالليث الهزبر وانتدب
وقال يا رقي يا رقي / يا بارد اللهجة يا خلي
كيف تدحرجت إلى الميدان / مسابقاً ولست من فرساني
أنت الذي يوهن جسم الاكل / وآكلي يغدو بعزم باسل
أنا الذي قبلك اجنى يانعاً / وأنت من بعدي تجيء تابعا
رطب المزاج حظه منك الفلج / يلقى بك الشدة طالب الفرج
نعم تبل غلة الضلوع / ولا تسد خلة من جوع
وتستدر الاكل الضعيفا / بالبول حتى يسكن الكنيفا
ولو سكت عن عيوب الناس / لم تفتضح في اعين الجلاس
فوقر الناس تجد توقرا / ان تحتقرهم تعش محقرا
إلى هنا قد انتهى الفخار / وختم الخصام والحوار
وقد نقلت ما جرى من كلم / وأنت يا فاضل خير حكم