أَكُلُّ مَدِيحٍ بِالتَّغَزُّلِ يُبْدَأُ
أَكُلُّ مَدِيحٍ بِالتَّغَزُّلِ يُبْدَأُ / أَلاَ إِنَّ مِثْلِي إِنْ تَغَزَّلَ مُخْطِىءُ
كَأَنَّ الْهَوَى فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مَادِحٍ / فَتَارِكُهُ عَمْداً يُذَمُّ وَيُشْنَأُ
وَعُذْرِيَ مِنْهَا سُنَّةٌ شَاعِرِيَةٌ / بِهَا الهَزْلُ يَا لِلَّهِ بِالجِدِّ يَهْزَأُ
وَلَيْسَ الْمَدِيحُ الْحَقُّ إِلاَّ الَّذِي لَهُ / بِغَيْرِ أَضَالِيلِ التَّغَزُّلِ مَبْدَأُ
وَمَا كَانَ لِلرَّاجِي النَّوَالَ تَهَجُّمٌ / عَلَيْهِ وَلِلْقَصْدِ الْمُرَادِ تَهَيُؤُ
وَكَمْ مِنْ مَدِيْحٍ عَادَ بِالسُّؤْلِ وَالْمُنَى / فَأَضْحَتْ بِهِ نَارُ الصَّبَابَةِ تُطْفَأُ
كَمِثْلِ مَدِيحِ ابْنِ الْخِلِيفَةِ يُوسُفٍ / إِذَا مَا غَدَا يَقْرِي الضُّيُوفَ وَيَقْرَأُ
إِمَامُ الْهُدَى الْمُسْدِي عَلَى الْخَلْقِ أَنْعُماً / عَلَى وِرْدِهَا ظِلُّ الْمُنَى مُتَفيَّأُ
مُحَمَّدٌ الْمَحْمُودُ ذُو الشَّرَفِ الَّذِي / بِأُفْقِ الْعُلاَ أَنْوَارُهُ تَتَلأْلأُ
سُلاَلَةُ أَنْصَارِ النَّبِيِّ الَّذِي لَهُ / مَدَائِحُ عَنْهَا أُعْجِزَ الْمُتَنَبِّىء
أَجَلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ ذَاتاً وَمَنْصِباً / وَأَكْرَمُ مَأْمُولٍ لَهُ الخَلْقُ تَلْجَأُ
وَخَيْرُ السَّلاَطِينِ الَّذِينَ هُمُ هُمُ / إذا الطَّعْنُ عَنْ وِرْدِ الحَيَاةِ مُحَلِّيءُ
أَقَاصِدَهُ بُشْرَاكَ وَانْزِلْ بِسَرْحِهِ / بِهِ السَّعْدُ يَرْقَى وَالْمَدَامِعُ تُرْقَأُ
وَأَلْقِ عَصَا التَّسْيَارِ فِي خَيْرِ مَرْبَعٍ / بِأَرْجَائِهِ كَأْسُ الْمَبَاهِجِ تُمْلأُ
وَلُذ مِنْهُ فِي النَّادِي بِأَرْوَعَ وَصْفُهُ / تُقَصِّرُ عَنْهُ عَبْدُ قَيْسٍ وَطَيِّىءُ
وَدُوْنَكَ فَاسْبَحْ فِي نَدَاهُ بِأَبْحُرٍ / مَدِيحِيَ يَاقُوتٌ بِهِنَّ وَلُؤْلُؤُ
وَإِنْ جِئْتَهُ فِي العَالَمِينَ مُهَنِّئاً / فَكُلُّ مُلُوكِ العَالَمِينَ تُهَنِّىءُ