القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد فارس الشدياق الكل
المجموع : 17
أبيت وفي فوادي الهم يذكو
أبيت وفي فوادي الهم يذكو / وليس لداء معسرتي دواء
وقد الغتني الدنيا فخطى / بذا الالغاء منها العمر داء
لذى الثروة الدنيا ربيع مؤبد
لذى الثروة الدنيا ربيع مؤبد / وللمعدم الكاسي العيال شتاء
ولولا اشتداد العزم في شدة البلا / لعم بني المفلسين فناء
عاهدت دنياي اني لا أرى جزعا
عاهدت دنياي اني لا أرى جزعا / على فوات نصيب تلك سيمائي
فعاهدتني على أن ليس يخطئني / سهم فقد صدقت لكن لاصمائي
اذا ما رمت من دنياك امرا
اذا ما رمت من دنياك امرا / فلا تك بالهنئ ولا المرئ
فقد طبعت على اخلاق انثى / وما خلب النساء سوى الجريء
أوفى الهناء إذا شآه عزاء
أوفى الهناء إذا شآه عزاء / وتلته بشرى بالمنى وغناء
كنا نظن الخطب لما غمنا / ان ليس يعقب ضره إرضاء
خطب به أودى سعيد وهو في / شرخ الشباب وحوله الإملاء
وإذا بصبح جلاء إسماعيل قد / كسف الغمى فانجابت الغماء
وكذا النجوم يغيب منها نير / ويذر آخر بعده دراء
فلنحمد المولى على سرائه / من بعد ما قد مسنا الضراء
هذا العزيز وكل شيء دونه / هو هين وله النفوس فداء
ولتخلعن حدادها مصر فقد / وشى رباها رونق وبهاء
ولسوف تمرع كلها في ظله / وكما يروم زكاؤها ويشاء
لو لم يكن مثل النضار ترابها / ما جاء فيمعنى الغنى الاثراء
هذا الذي من عدله ترجو الورى / ان ستوى ظمأ الثرى والماء
فالله بقضى كل ما ينوى به / عبد بنيته له وفاء
ان شح عنها النيل بعض اصابع / فله يد عنها جزت بيضاء
قد سخر اللَه القلوب له وان / من لفظة التسخير كان يساء
فليهنأ الأكار ان كراء / وكراه في امن الزمان سواء
طربت لنغمة وعده باقصد في / نهج السياسة تلكم السفراء
فرووا حديث ثنائه وتنافسوا / فيه كأنهم له شعراء
الناس منهم مفرد لكنه / في الفضل جمع ما له احصاء
يكرى الخلى عن المعالي ليله / لكنما نوم التجى اغفاء
شيم حواها عن ابيه وجده / نعم البنون ونعمت الآباء
حلت حلاه في مقام باذخ / فلذاك ينزل دونها الاطراء
من كان في ظمأ وفجر مدحها / وجد النعيم فزال عنه الداء
يا ساعة احيت قلوب عباده / اذ قال طيبوا ايها الابناء
اني لراع حقكم وولاءكم / ولكم على الامن والايلاء
ان تنعموا نعم وان تجدوا اذى / فلشكوكم من عندي الاشكاء
واللَه اولاني سياسة امركم / فاستنجدوا بي ايها الضعفاء
اني بتوفيق المهيمن كافل / لكم المنى ولمثل ذاك اشاء
اني واياكم على دين الهدى / ولكم يحق به على اخاء
انا عباد اللَه نرعى ذمة / للائذين بنا وهم غرباء
فالاقربون احق بالزلفى وان / ترعى عهودهم على ما شاؤوا
بشرى لكم يا اهل مصر بغبطة / لكم بها اللألاء والآلاء
اموالكم محمية وحقوقكم / مرعية ومناكم فناء
وحبالكم موصولة وربوعكم / ماهولة وقراكم غناء
وثغوركم مامونة واموركم / ميمونة واجوركم جماء
وحماتكم اهل السرا وقضاتكم / اتقى الورى وولاتكم امناء
من ذا الذي ما سره بشرى بها / عاش السرور وزالت البرحاء
اذ قام اسماعيل يحكم آمرا / بالحق والتقوى له سيماء
ما ضر ارضا قد سقاها عدله / ان لم تجدها ديمة وكفاء
فالعدل اعمر للبلاد من الحيا / ولئن يكن في ضمن ذا الاحياء
واللَه ناصره ومعلى امره / حتى تذل لرايه الاراء
اجدر بمن قد حاز كل فضيلة / ان ليس يذكر مع علاه علاء
يا ايها الشعراء ان صغتم له / مدحا يليق فانتم الامراء
لا تنفقوا ذا الكنز في غزل ولا / في رسم دار قد عراه عفاء
او في مدام قطبت او عتقت / وتعددت الفا لها الاسماء
فالقول في هذا ضياع وهو في / مدح العزيز تضوع وضياء
من شاقه وصف المحاسن فليصف / عظمى حلاه فانها الحسناء
وهي المعاهد يستطاب حديثها / وهي الصبا والروح والصهباء
تبدى المعالي ذاته العليا كما / بالنور يمكن ان ترى الاشياء
دام الزمان لما يروم مسخرا / وعلى المدى يهدى اليه ثناء
تقابلنا الدنيا ببرد بقدر ما
تقابلنا الدنيا ببرد بقدر ما / بردنا عن المطلوب منا اداؤه
فمن اجل هذا جاء نيسان ناعيا / ككانون من فيه يرق رداؤه
أرى الدنيا كآل ما
أرى الدنيا كآل ما / به ريّ لذي ظمأ
ولولا ذاك لم يرفع / بها ما خسّ من جمأ
متى بسمت دنياك خادنك العدى
متى بسمت دنياك خادنك العدى / وان كلحت ألفيت أهلك أعداء
ففي وجهها داء الفتى ودواؤه / ولكنها من نقصها تؤثر الداء
إنما الدنيا نعيم وشقاء
إنما الدنيا نعيم وشقاء / وهما في اللفظ ان عدا سواء
لكن المد مع الهمز له / في الشقا معنى به فات استواء
انما الدنيا عناء
انما الدنيا عناء / وشقاء وبلاء
فاذا فاتك هذا / لم يكن الا الفناء
لإسماعيل تجديد الثناء
لإسماعيل تجديد الثناء / كما ليديه تجديد العطاء
مليك لم يزل يرقى علاء / يقصر عنه مدح أبي العلاء
فما كدنا لنحسن فيه قولا / وخلنا دونه نجم السماء
ولكن حلم مولانا لراج / كعظم مهابة منه لراء
هنيئاً للبلاد يحل فيها / ولو يوما فتنعم بالهناء
اذا شرفت بمرآه حماها / على الايام من جهد البلاء
فما يزكو بها الا زكاء / ولا ينمى لها غير النماء
تزين الدين والدنيا حلاه / كما بعلاه احلاء الثناء
يلذ له غناء الناس طرا / ولذة من سواه في الغناء
بصير بالعواقب ليس منها / قبالة رايه ادنى خفاء
فما يقصر ينل فالله هاد / له ومثيبه خير الجزاء
ووفقه لكل عظيم امر / فانجزه بجد واعتناء
فتمم كل ما قدما نواه / ابوه وجده دون امتراء
فعم الناس كلهم امان / وعدل سابغين على السواء
ورب عزيمة في الخطب امضى / من السيف المصمم ذي المضاء
ملوك الارض تكرمه احتراما / وتطمع منه في صلة اللقاء
وتعظم ما قضى في ارض مصر / من السعي المسدد والحباء
فاي الناس ينكص عن ثناء / عليه في الصباح وفي المساء
وايهم يرى في العمر فرضا / احق عليه من فرض الدعاء
اذا لم يوفق مدحته لسان / قضاها القلب عنه على وفاء
ومن قصد البلاغة في القوافي / ترنم باسمه في الابتداء
وكل اسم يذكرنيه شوقا / فانسى كل معنى وطاى
ومن ارواه ورد من معين / فما اغناه عن حمأ الدلاء
الا انا باسماعيل نغنى / عن الكرماء من دان وناء
وانا ان توخينا سواه / بخسنا الشعر بخس الاغبياء
اذا قتل الرجاء مطال قوم / فناد نداه يا محبي الرجاء
فغايتنا من الدنيا واقصى / حظانا ان يمتع بالبقاء
قرير العين بالانجال دوما / مطاع الامر مقصود الفناء
متى بسمت دنياك خادنك العدى
متى بسمت دنياك خادنك العدى / وان كلحت الفيت اهلك اعداء
ففي وجهها داء الفتى ودواؤه / ولكنها من نقصها تؤثر الداء
كأن همومي وهي تحت مخدَّتي
كأن همومي وهي تحت مخدَّتي / إذا بتُّ تغري بي الهراء لتُذرئه
تقول عليّ اليوم كان بُواله / وإنّ عليك الليل ذا أن تخرّئه
لمن أشكو وقلبي اليو
لمن أشكو وقلبي اليو / م من أكبر أعدائي
لمن أشكو وعقلي اليو / م معقول بأهوائي
وطرفي مُبسل لبّي / ولبي جالب دائي
ولوّامي من كانوا / إذا غبت أودّائي
ولا وأي من الألو / عن الألى من اللائي
وقد أفسد آرابي / جميعا بعضها اللائي
رأى نار الهوى تذكو / لإحراق وإصلاء
فما بالي بإصلائي / تلظيها وأسلائي
يقول الحتف من لمج / وكوني ميت أحياء
أحبّ إليّ من عيشي / يوماً عيش تيتاء
حياة الصَر تكدير / وصفوتها بأصفاء
وما ينجع نصح فيه / لو كان بأتلاء
فهل من حكَم ما بيننا / يقروا بإفتاء
عواديه ودعواه / بإصباحي وإمسائي
وثورته ورثأته / لأخزاي وأختائي
طغا خطبي فما لي اليو / م من آس وأسوائي
فأسوائي لا ينفك / من لهج بأسواء
فلا يشغلكم هجوي / وتقريظي وإطرائي
فراسي اليوم إمرة / لداعي نكس أهوائي
فلا مطمع في رشد / خليع رقّ أغوائي
إذا وقصت به عنقي / فلا تشكوا لأذمائي
وأن شجت به رأسي / فلا تبكوا لإدمائي
وأن هثمت به سنّي / فلا تعموا عن المائي
وأن بُخفت به عيني / فلا تكروا لإعمائي
جرى المقدور من قدم / بتضليلي وإشقائي
فلو شاء لأبقاني / معافيً أي إبقاء
ولو شاء لأعمانِ / يَ عن لقاء سوقاء
دعوا ذا الوجد يشقيني / ويمنيني بإشفاء
وهذا العشق يضنيني / ولا تعنوا بإشفائي
فذا عظمي وذا جلدي / وذا شأني وإنشائي
فما يدخل ما بيني / وبين هوى بأحشائي
سوى فظّ فضولي / زنيمٍ شر مشاء
إذا أسمعكم عتْباً / فعدوني من الشاء
ولا تبقوا على طوقي / وجلبابي وأعضائي
فإن الفدْم مَن يسمع / ذا عذْل بإغضاء
وإن الحر من يُسمع / عَتْباً تِلو إرضاء
وربَّ حزنٍ القلب عن سفه
وربَّ حزنٍ القلب عن سفه / كما يصون إناءَ واهياً صدأه
وما انقضى عن لذاذات الهوى عجلا / سيّان غايته عندي ومبتدأه
أفكّر في لئامة طبع زوجي
أفكّر في لئامة طبع زوجي / فأكره كل أنثى في النساء
واحسب إنهن مغايرات / لها فأحّبهن على السواء
أو ما كفاني اليوم طول تناء
أو ما كفاني اليوم طول تناء / عمن أحب ولات حين لقاء
يا راحلين وفي الفؤاد مقامهم / كم ذا أقول سكنتم أحشائي
ولكم أعاتب سوء حظي فيكم / لكن دهري لا يجيب ندائي
سافرتم للبرء مما نالكم / فمتى يكون بقربكم إبرائي
ومتى يتيح لي الزمان لقاءكم / ويكف كف البين عن إيذائي
شرقتم فأنا بغُصَّة غربتي / في الغرب ذو شرق وذو أشجاء
يا من يرق لذي جراحٍ مدنفٍ / أنا ذو الجراح ملازم الأدواء
فصفن لي ما أنت واصفه لمن / أشفى وكن فطناً إلى الأشفاء
لا يغررنَّك ما ترى من بزَّتي / تحت القشيب طهامل الأعضاء
أنا والذي يحيي ويفنى لست في ال / هلكي أعدّ ولا مع الأحياء
أنا إن سلت عني الأحبة لم أكن / أسلوهم في البؤس والضراء
إني على ما بي أرقّ لعاشق / مثلي وإن هو كان من أعدائي
ما البعد يخمد نار شوقي إنما / بُعد الغزالة علة الإحماء
ما أن يحل حشاشتي من بعدهم / حب وليس يحلّ نسخ وفائي
حال الورى طُرّاً تحول وحالتي / هي ما ترى في غدوتي ومسائي
الدمع موقوف على جريانه / والعين مُعفاة من الإغفاء
وأرى الذي مثلي بكى من فرقة / مع من مناه بعده ببكاء
عجباً لدهري لم يزل بي مُبْصراً / وضناي واراني عن الرقباء
عجباً لدمعي مدنفي استحمامه / والناس يشفيهم حميم الماء
عجباً لعمري كيف طال من النوى / والأرض ضاقت عن مدار رجائي
عجباً لليل الناس يسرع صبحه / وصباح ليلي دائم الإبطاء
تبنى الرجاء خواطري فيه على / أسّ المحال فبئس أسّ بناء
ويخيّل الشوق المقيم بأضلعي / لي أنني مغف وهم ضجعائي
حتى إذا أصبحت بانت إنها / لي لم تكن إلاّ حبال هباء
يا أهل ودي ليس من داء لكم / عدوى فعودوا وائمنوا من دائي
سقمي من الطرف السقيم ومنحليال / خصر النحيل عداكم أعدائي
ما إن أكلفكم سوى ذكر اسم من / أهوى فحسبي ذاك عن أسماء
لو كان يجدي الفال كنت اليوم من / أحظى الأنام وأسعد السعداء
إذ كل غاد باسمهم متفوّه / أم ذاك وسواس الهوى الغواء
أم بعض ما ذا الوجد يوجد أنه / يُلهي بمعدوم من الأشياء
يا ليت قلب الناس لي أو جدَّهم / إن عزّ طعن فالتزم عزاء
أوليت أحبابي بما بي قد دروا / فيسارعوا شفقا إلى أنجائي
حاشاهم إن يهجروا كلفاً بهم / يكفيه ما يلقي من الإقصاء
ومع النوى يرى النوى سهلاً كما / أن الدنوّ مع الجفاء تناء
لهفي على زمن تولى وانقضى / معه السرور لديهم وهنائي
فلأي بث بعدها ورزيئة / أبقتني الأيام شرّ بقاء
كيف التصبر للفراق وما ترى / عيني شبيههم من الأرناء
إن أشك لم أجد امرءا لي مشاكياً / وشماتة المشكين شرّ بلاء
وإذا سكت توهم السلوان بي ال / رائي وذلك دون فعل الرائي
يا ليت شعري ما أمال أحبتي / عني من التحذير والإغراء
بخلوا عليَّ بنفحة من فيهم / تأتي الصبا نحوي بها لشفائي
إن أستمر حديد قلبهم على / نار الهوى بي لم يلن لدعائي
فلعلهم وجدوا علي ملامة / فأرتهم الحسنى من الأسواء
هبني أسأت فها أنا مستغفر / والعفو مأمول من الكرماء
بُرْئي عليهم هين وهو الرضى / سيّان فيه من دنا والنائي
إن لم يصرح فيه قول فلينب / إضمار ذكر عنه فهو كفائي
إني بحسن القصد منكم قانع / ولئن يكن قد فاتني إرضائي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025