المجموع : 17
أبيت وفي فوادي الهم يذكو
أبيت وفي فوادي الهم يذكو / وليس لداء معسرتي دواء
وقد الغتني الدنيا فخطى / بذا الالغاء منها العمر داء
لذى الثروة الدنيا ربيع مؤبد
لذى الثروة الدنيا ربيع مؤبد / وللمعدم الكاسي العيال شتاء
ولولا اشتداد العزم في شدة البلا / لعم بني المفلسين فناء
عاهدت دنياي اني لا أرى جزعا
عاهدت دنياي اني لا أرى جزعا / على فوات نصيب تلك سيمائي
فعاهدتني على أن ليس يخطئني / سهم فقد صدقت لكن لاصمائي
اذا ما رمت من دنياك امرا
اذا ما رمت من دنياك امرا / فلا تك بالهنئ ولا المرئ
فقد طبعت على اخلاق انثى / وما خلب النساء سوى الجريء
أوفى الهناء إذا شآه عزاء
أوفى الهناء إذا شآه عزاء / وتلته بشرى بالمنى وغناء
كنا نظن الخطب لما غمنا / ان ليس يعقب ضره إرضاء
خطب به أودى سعيد وهو في / شرخ الشباب وحوله الإملاء
وإذا بصبح جلاء إسماعيل قد / كسف الغمى فانجابت الغماء
وكذا النجوم يغيب منها نير / ويذر آخر بعده دراء
فلنحمد المولى على سرائه / من بعد ما قد مسنا الضراء
هذا العزيز وكل شيء دونه / هو هين وله النفوس فداء
ولتخلعن حدادها مصر فقد / وشى رباها رونق وبهاء
ولسوف تمرع كلها في ظله / وكما يروم زكاؤها ويشاء
لو لم يكن مثل النضار ترابها / ما جاء فيمعنى الغنى الاثراء
هذا الذي من عدله ترجو الورى / ان ستوى ظمأ الثرى والماء
فالله بقضى كل ما ينوى به / عبد بنيته له وفاء
ان شح عنها النيل بعض اصابع / فله يد عنها جزت بيضاء
قد سخر اللَه القلوب له وان / من لفظة التسخير كان يساء
فليهنأ الأكار ان كراء / وكراه في امن الزمان سواء
طربت لنغمة وعده باقصد في / نهج السياسة تلكم السفراء
فرووا حديث ثنائه وتنافسوا / فيه كأنهم له شعراء
الناس منهم مفرد لكنه / في الفضل جمع ما له احصاء
يكرى الخلى عن المعالي ليله / لكنما نوم التجى اغفاء
شيم حواها عن ابيه وجده / نعم البنون ونعمت الآباء
حلت حلاه في مقام باذخ / فلذاك ينزل دونها الاطراء
من كان في ظمأ وفجر مدحها / وجد النعيم فزال عنه الداء
يا ساعة احيت قلوب عباده / اذ قال طيبوا ايها الابناء
اني لراع حقكم وولاءكم / ولكم على الامن والايلاء
ان تنعموا نعم وان تجدوا اذى / فلشكوكم من عندي الاشكاء
واللَه اولاني سياسة امركم / فاستنجدوا بي ايها الضعفاء
اني بتوفيق المهيمن كافل / لكم المنى ولمثل ذاك اشاء
اني واياكم على دين الهدى / ولكم يحق به على اخاء
انا عباد اللَه نرعى ذمة / للائذين بنا وهم غرباء
فالاقربون احق بالزلفى وان / ترعى عهودهم على ما شاؤوا
بشرى لكم يا اهل مصر بغبطة / لكم بها اللألاء والآلاء
اموالكم محمية وحقوقكم / مرعية ومناكم فناء
وحبالكم موصولة وربوعكم / ماهولة وقراكم غناء
وثغوركم مامونة واموركم / ميمونة واجوركم جماء
وحماتكم اهل السرا وقضاتكم / اتقى الورى وولاتكم امناء
من ذا الذي ما سره بشرى بها / عاش السرور وزالت البرحاء
اذ قام اسماعيل يحكم آمرا / بالحق والتقوى له سيماء
ما ضر ارضا قد سقاها عدله / ان لم تجدها ديمة وكفاء
فالعدل اعمر للبلاد من الحيا / ولئن يكن في ضمن ذا الاحياء
واللَه ناصره ومعلى امره / حتى تذل لرايه الاراء
اجدر بمن قد حاز كل فضيلة / ان ليس يذكر مع علاه علاء
يا ايها الشعراء ان صغتم له / مدحا يليق فانتم الامراء
لا تنفقوا ذا الكنز في غزل ولا / في رسم دار قد عراه عفاء
او في مدام قطبت او عتقت / وتعددت الفا لها الاسماء
فالقول في هذا ضياع وهو في / مدح العزيز تضوع وضياء
من شاقه وصف المحاسن فليصف / عظمى حلاه فانها الحسناء
وهي المعاهد يستطاب حديثها / وهي الصبا والروح والصهباء
تبدى المعالي ذاته العليا كما / بالنور يمكن ان ترى الاشياء
دام الزمان لما يروم مسخرا / وعلى المدى يهدى اليه ثناء
تقابلنا الدنيا ببرد بقدر ما
تقابلنا الدنيا ببرد بقدر ما / بردنا عن المطلوب منا اداؤه
فمن اجل هذا جاء نيسان ناعيا / ككانون من فيه يرق رداؤه
أرى الدنيا كآل ما
أرى الدنيا كآل ما / به ريّ لذي ظمأ
ولولا ذاك لم يرفع / بها ما خسّ من جمأ
متى بسمت دنياك خادنك العدى
متى بسمت دنياك خادنك العدى / وان كلحت ألفيت أهلك أعداء
ففي وجهها داء الفتى ودواؤه / ولكنها من نقصها تؤثر الداء
إنما الدنيا نعيم وشقاء
إنما الدنيا نعيم وشقاء / وهما في اللفظ ان عدا سواء
لكن المد مع الهمز له / في الشقا معنى به فات استواء
انما الدنيا عناء
انما الدنيا عناء / وشقاء وبلاء
فاذا فاتك هذا / لم يكن الا الفناء
لإسماعيل تجديد الثناء
لإسماعيل تجديد الثناء / كما ليديه تجديد العطاء
مليك لم يزل يرقى علاء / يقصر عنه مدح أبي العلاء
فما كدنا لنحسن فيه قولا / وخلنا دونه نجم السماء
ولكن حلم مولانا لراج / كعظم مهابة منه لراء
هنيئاً للبلاد يحل فيها / ولو يوما فتنعم بالهناء
اذا شرفت بمرآه حماها / على الايام من جهد البلاء
فما يزكو بها الا زكاء / ولا ينمى لها غير النماء
تزين الدين والدنيا حلاه / كما بعلاه احلاء الثناء
يلذ له غناء الناس طرا / ولذة من سواه في الغناء
بصير بالعواقب ليس منها / قبالة رايه ادنى خفاء
فما يقصر ينل فالله هاد / له ومثيبه خير الجزاء
ووفقه لكل عظيم امر / فانجزه بجد واعتناء
فتمم كل ما قدما نواه / ابوه وجده دون امتراء
فعم الناس كلهم امان / وعدل سابغين على السواء
ورب عزيمة في الخطب امضى / من السيف المصمم ذي المضاء
ملوك الارض تكرمه احتراما / وتطمع منه في صلة اللقاء
وتعظم ما قضى في ارض مصر / من السعي المسدد والحباء
فاي الناس ينكص عن ثناء / عليه في الصباح وفي المساء
وايهم يرى في العمر فرضا / احق عليه من فرض الدعاء
اذا لم يوفق مدحته لسان / قضاها القلب عنه على وفاء
ومن قصد البلاغة في القوافي / ترنم باسمه في الابتداء
وكل اسم يذكرنيه شوقا / فانسى كل معنى وطاى
ومن ارواه ورد من معين / فما اغناه عن حمأ الدلاء
الا انا باسماعيل نغنى / عن الكرماء من دان وناء
وانا ان توخينا سواه / بخسنا الشعر بخس الاغبياء
اذا قتل الرجاء مطال قوم / فناد نداه يا محبي الرجاء
فغايتنا من الدنيا واقصى / حظانا ان يمتع بالبقاء
قرير العين بالانجال دوما / مطاع الامر مقصود الفناء
متى بسمت دنياك خادنك العدى
متى بسمت دنياك خادنك العدى / وان كلحت الفيت اهلك اعداء
ففي وجهها داء الفتى ودواؤه / ولكنها من نقصها تؤثر الداء
كأن همومي وهي تحت مخدَّتي
كأن همومي وهي تحت مخدَّتي / إذا بتُّ تغري بي الهراء لتُذرئه
تقول عليّ اليوم كان بُواله / وإنّ عليك الليل ذا أن تخرّئه
لمن أشكو وقلبي اليو
لمن أشكو وقلبي اليو / م من أكبر أعدائي
لمن أشكو وعقلي اليو / م معقول بأهوائي
وطرفي مُبسل لبّي / ولبي جالب دائي
ولوّامي من كانوا / إذا غبت أودّائي
ولا وأي من الألو / عن الألى من اللائي
وقد أفسد آرابي / جميعا بعضها اللائي
رأى نار الهوى تذكو / لإحراق وإصلاء
فما بالي بإصلائي / تلظيها وأسلائي
يقول الحتف من لمج / وكوني ميت أحياء
أحبّ إليّ من عيشي / يوماً عيش تيتاء
حياة الصَر تكدير / وصفوتها بأصفاء
وما ينجع نصح فيه / لو كان بأتلاء
فهل من حكَم ما بيننا / يقروا بإفتاء
عواديه ودعواه / بإصباحي وإمسائي
وثورته ورثأته / لأخزاي وأختائي
طغا خطبي فما لي اليو / م من آس وأسوائي
فأسوائي لا ينفك / من لهج بأسواء
فلا يشغلكم هجوي / وتقريظي وإطرائي
فراسي اليوم إمرة / لداعي نكس أهوائي
فلا مطمع في رشد / خليع رقّ أغوائي
إذا وقصت به عنقي / فلا تشكوا لأذمائي
وأن شجت به رأسي / فلا تبكوا لإدمائي
وأن هثمت به سنّي / فلا تعموا عن المائي
وأن بُخفت به عيني / فلا تكروا لإعمائي
جرى المقدور من قدم / بتضليلي وإشقائي
فلو شاء لأبقاني / معافيً أي إبقاء
ولو شاء لأعمانِ / يَ عن لقاء سوقاء
دعوا ذا الوجد يشقيني / ويمنيني بإشفاء
وهذا العشق يضنيني / ولا تعنوا بإشفائي
فذا عظمي وذا جلدي / وذا شأني وإنشائي
فما يدخل ما بيني / وبين هوى بأحشائي
سوى فظّ فضولي / زنيمٍ شر مشاء
إذا أسمعكم عتْباً / فعدوني من الشاء
ولا تبقوا على طوقي / وجلبابي وأعضائي
فإن الفدْم مَن يسمع / ذا عذْل بإغضاء
وإن الحر من يُسمع / عَتْباً تِلو إرضاء
وربَّ حزنٍ القلب عن سفه
وربَّ حزنٍ القلب عن سفه / كما يصون إناءَ واهياً صدأه
وما انقضى عن لذاذات الهوى عجلا / سيّان غايته عندي ومبتدأه
أفكّر في لئامة طبع زوجي
أفكّر في لئامة طبع زوجي / فأكره كل أنثى في النساء
واحسب إنهن مغايرات / لها فأحّبهن على السواء
أو ما كفاني اليوم طول تناء
أو ما كفاني اليوم طول تناء / عمن أحب ولات حين لقاء
يا راحلين وفي الفؤاد مقامهم / كم ذا أقول سكنتم أحشائي
ولكم أعاتب سوء حظي فيكم / لكن دهري لا يجيب ندائي
سافرتم للبرء مما نالكم / فمتى يكون بقربكم إبرائي
ومتى يتيح لي الزمان لقاءكم / ويكف كف البين عن إيذائي
شرقتم فأنا بغُصَّة غربتي / في الغرب ذو شرق وذو أشجاء
يا من يرق لذي جراحٍ مدنفٍ / أنا ذو الجراح ملازم الأدواء
فصفن لي ما أنت واصفه لمن / أشفى وكن فطناً إلى الأشفاء
لا يغررنَّك ما ترى من بزَّتي / تحت القشيب طهامل الأعضاء
أنا والذي يحيي ويفنى لست في ال / هلكي أعدّ ولا مع الأحياء
أنا إن سلت عني الأحبة لم أكن / أسلوهم في البؤس والضراء
إني على ما بي أرقّ لعاشق / مثلي وإن هو كان من أعدائي
ما البعد يخمد نار شوقي إنما / بُعد الغزالة علة الإحماء
ما أن يحل حشاشتي من بعدهم / حب وليس يحلّ نسخ وفائي
حال الورى طُرّاً تحول وحالتي / هي ما ترى في غدوتي ومسائي
الدمع موقوف على جريانه / والعين مُعفاة من الإغفاء
وأرى الذي مثلي بكى من فرقة / مع من مناه بعده ببكاء
عجباً لدهري لم يزل بي مُبْصراً / وضناي واراني عن الرقباء
عجباً لدمعي مدنفي استحمامه / والناس يشفيهم حميم الماء
عجباً لعمري كيف طال من النوى / والأرض ضاقت عن مدار رجائي
عجباً لليل الناس يسرع صبحه / وصباح ليلي دائم الإبطاء
تبنى الرجاء خواطري فيه على / أسّ المحال فبئس أسّ بناء
ويخيّل الشوق المقيم بأضلعي / لي أنني مغف وهم ضجعائي
حتى إذا أصبحت بانت إنها / لي لم تكن إلاّ حبال هباء
يا أهل ودي ليس من داء لكم / عدوى فعودوا وائمنوا من دائي
سقمي من الطرف السقيم ومنحليال / خصر النحيل عداكم أعدائي
ما إن أكلفكم سوى ذكر اسم من / أهوى فحسبي ذاك عن أسماء
لو كان يجدي الفال كنت اليوم من / أحظى الأنام وأسعد السعداء
إذ كل غاد باسمهم متفوّه / أم ذاك وسواس الهوى الغواء
أم بعض ما ذا الوجد يوجد أنه / يُلهي بمعدوم من الأشياء
يا ليت قلب الناس لي أو جدَّهم / إن عزّ طعن فالتزم عزاء
أوليت أحبابي بما بي قد دروا / فيسارعوا شفقا إلى أنجائي
حاشاهم إن يهجروا كلفاً بهم / يكفيه ما يلقي من الإقصاء
ومع النوى يرى النوى سهلاً كما / أن الدنوّ مع الجفاء تناء
لهفي على زمن تولى وانقضى / معه السرور لديهم وهنائي
فلأي بث بعدها ورزيئة / أبقتني الأيام شرّ بقاء
كيف التصبر للفراق وما ترى / عيني شبيههم من الأرناء
إن أشك لم أجد امرءا لي مشاكياً / وشماتة المشكين شرّ بلاء
وإذا سكت توهم السلوان بي ال / رائي وذلك دون فعل الرائي
يا ليت شعري ما أمال أحبتي / عني من التحذير والإغراء
بخلوا عليَّ بنفحة من فيهم / تأتي الصبا نحوي بها لشفائي
إن أستمر حديد قلبهم على / نار الهوى بي لم يلن لدعائي
فلعلهم وجدوا علي ملامة / فأرتهم الحسنى من الأسواء
هبني أسأت فها أنا مستغفر / والعفو مأمول من الكرماء
بُرْئي عليهم هين وهو الرضى / سيّان فيه من دنا والنائي
إن لم يصرح فيه قول فلينب / إضمار ذكر عنه فهو كفائي
إني بحسن القصد منكم قانع / ولئن يكن قد فاتني إرضائي