القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 4
أرِح المحَب فلست من نُصَحائِهِ
أرِح المحَب فلست من نُصَحائِهِ / يكفيه ما يلقاه من بُرَحائِهِ
لا داء أقتل للشجي من الهوى / وحياته في أن يموت بدائِه
لا تعذلنّ على الصبابة مغرما / يمسي ونار الشوق حشو حشائه
إن لم تكن خلاًّ تعين فلا تكن / عونا عليه وخلِّهِ بعنائه
ومهفهف كالغصن هزّته الصبا / يصبي الحليم بخطره المتتائه
عجبا لحمرة خده كيف اغتدت / تزداد فرط تضرم في مائه
بدر يتيه بشعره وظلامه / وبنور صبح جبينه وضيائه
لم أنسه إذ زارني متستراض / يترقب الغفلات من رقبائه
يخفي فتعرفه الوشاة بنفحة / من عرفه كالمسك عند ذكائه
وحياته لولا الحياء وخوفه / أكثرت من تقبيل ورد حيائه
سقيا له ما كان أحلى وصله / لو لم ينغصه بمر جفائه
لهفي على غي الشباب وإن غدا / رشد المشيب ملفعي بردائه
أيام اسكنني السواد وحسنه / من قلب ذات الخال في سودائه
جار المشيب فليته متعلم / من عدل مولانا وحسن وفائهِ
أقسمت ما طئ الثرى متخلف / أندى يدا منه ببذل ثرائه
طود منيع من ذؤابة هاشم / تجد النعفاة القيء في أفنائهِ
خضل الجناب الرحب تخضر المنى / لمؤملي جداواه في خضرائهِ
بخلائق كالروض حيّاه الحيا / سحرا وأضحك زهرة ببكائهِ
المستضي فينا بأمر أنهِهِ / والمستضاء برأيه من بطحائهِ
من معشر أضحي الحطيم وزمزم / ارثا لهم والركن من بطحائهِ
ضحكت له آيامنا واستبشرت / جذلا به وتخايلت كالتائهِ
مازال يهنأ داءها فلو أنها / ملكت لسانا أفصحت بهنائهِ
فالعدل قد ملاء البسيطة مساكناً / فيها وقد أرخى فضول ملائهِ
ملك الرعية بالجميل فأصبحوا / وهم على الإطلاق من أسرائهِ
هذا يروح متيم دعوته وذا / حدب عليه يخصه بدعائهِ
داوى مريض الفقر وهو على شفا / فأتاه عاجل بره بشفائهِ
كم حادث جلّى جلاه مفرجا / بعزيمة كالسيف عند مضائهِ
إن جاشت الحرب العوان فعنده / جيش يلوح النصر في أثنائهِ
وسوابغ كالغدر روشّتها الصَبا / وصوارم كالبَرقِ في لألائهِ
قسم المنايا والمنى لعداته / وعفاته في أخذه وعطائهِ
ما أسودّ ظن أخي رجاء مخفق / وأتاه إلا أبيض وجه رجائهِ
غيث يجود لنا بصفوةِ مالِهِ / كرماً إذا ما الغيثُ ضنَّ بمائِهِ
خلوا على آبائه وتأملوا / فبمجده شاد العلى وآبائهِ
أأبا محمد الامام دعاء من / أضحى نداك ملبِّياً لندائهِ
لقد اعتلقت من الوزير بمحصد الت / تَدبير مضاء على غلوائهِ
عضد الإله الدين منه بأروع / وَرِعٍ يحل المشكلات برائهِ
مغرى بحبك ما صفا ود امرئ / في سائر الدنيا لكم لصفائهِ
كم خاض بحر وفي إلى أعدائكم / وأهاج نار الحرب في هيجائهِ
فالله يمنعنا ويحمي سر بنا / ببقاء ملكك دائما وبقائهِ
فتهن شهرا خبَّرتك سعودُهُ / بمسو جدّ صاعد وعلائهِ
وأسلم ودم ياخير خلق يجتدى / ما لاح نجم في أديم سمائهِ
جادك في القرب والتنائي
جادك في القرب والتنائي / وسمي دمعي عن السماء
يا دمنة مذ نأيت عنها / أدمن جفني على البكاءِ
أين التي أَصبحت وأمست / دائي وفي كفها دوائي
لولا لحاظ لها مراض / ماعرنت أعين النلبساء
بيضاء في قدِّها اعتدالٌ / علمها الجور في القضا
كأنما وجهها صباح / من فوقِهِ الجعدُ كالساهِ
وثغرها أَبيض نقيّ / كأنه حضلةُ البهاءِ
فديتها من أَجل ذخرٍ / تذخر في الصيد للشتاءِ
في لعيني بأن تراها / ملفوفة الوجه في كساءِ
لكنها عند من جميع الد / دنا لديه مثل الهباءِ
ذاك الذي ما أزال أدعوا / له من الله بالبقاءِ
ذاك الذي جوده ابتداء / لسائليه بلا انتهاءِ
جذلان نائي المدى جواد / داني الأياد غمر الرداءِ
نشكره أنه كريم / تسكره خمرة الثناءِ
مستبشر بالوفود يجري / في وجنتيه ماء الحياءِ
ناديته راجيا فلبى / نداه دون الورى ندائي
كالغيث والغيث مستهل / والليث في حرمة اللقاءِ
إن كذبتني الأيام ظنا / صدق إحسانه رجائي
من معشر يعرفون قدما / بالكرم المحض والوفاءِ
على هامة الثريا / ماشيدوه من البناءِ
فيا أبا القسم استمعها / أرق لفظا من الهواءِ
لا زلت تفني العدا وتبقى / جم الندى مشرف العطاءِ
كيف الشفاء ومن جفونك دائي
كيف الشفاء ومن جفونك دائي / يا طاعن النجلاء بالنجلاءِ
أغربتَ في الهجران حتى أعربت / رسل المدامع عن جوى البرحاءِ
بعد السلو وقد بليت بوجنة / حمراء منك ومقلة حوراءِ
اخجل بقامتك الغصون تثنيا / واكسر بلحظك سورة الصهباءِ
وأما وخمر من رضابك حشوة / برد يبرد غلة الأحشاءِ
لا خالفن العاذلات على الهوى / وأحالفن صبابتي وعنائي
هيهات أن ينسى الغرام متيم / ذكر الكثيب الفرد من تيماءِ
ذو عيشة لم تحل بعد فراقه / وجوانح لم تخل من برحاءِ
عقلته من بعد الفكاك بجوه / الحاظ كل عقيلة حسناءِ
سكرى الجفون كأن صبح جبينها / من فرعها في ليلة ليلاءِ
تبدو كما تبدو الغزالة في الضحى / وتريك جيد غزالة جيداءِ
ومدامة حمراء من يد طفلة / بيضاء رضت بروضة خضراءِ
غناء للورق السواجع في ذري / أوراق دوحتها الذّغناءِ
والأقحوان الطلق في أرجائها / ريان يضحك من بكاء الأنواءِ
ردت جداولها ذكاء عسجدا / أصلا وكن كفضة بيضاءِ
ومهومين على الرحال تناقلوا / تحت الظلام سلافة الأعياءِ
قد أنكحوا أخفاف كل مطية / أجواز كل تنوفه عذراءِ
وافوا على خوص برتهن البرى / فرأيت أنضاء على أنضاءِ
أموا بها نادى أبي الفرج الذي / أضحى نداه مفرج الغماءِ
رب اليد البيضاء عام الجدبة الش / هباء والأثفية السوداءِ
لك من أنامله سماء ثرة / بل من خلائقه نجوم سماءِ
صدر كصِرِ السيف أطلق حده / طلق الرواء مشيع الآراءِ
ذو همة قد جاوزت بعلوها / فرق السماك وهامة الجوزاءِ
في نوء راحته وصفحة خده / ما شئت من صوبي حيا وحياءٍ
مثر من المدح الذي بطلابه / أضحى أخا عدمٍ من الإثراءِ
ألقى عليه من القلوب محبَّة / ما عنده للهاه من بغضاءِ
تلقاه يوم الحرب خائض غمرة / وتراه يوم السلم غمر رداءِ
كلفا بسمراء الإهاب يعيدها / حمراء تحت عجاجة كلفاءِ
أحرى الورى في حلمه برزانة / أضحت تخف بها متون حراءِ
حلو السجايا والخلال مؤمل / مرا الآباء ممدح الآباءِ
يا ابن الدوامي من يقيسك غالط / بالغيث أو بالليث والدأماءِ
أزرت يمينك بالسحاب لأنها / تندى بمال والسحاب بماءِ
وصبا لك المرهوب فالليث الذي / في الغاب غاب مخافة الهيجاءِ
ونداك بالبحر الممنع ماؤه / وحليه بملوحة وشقاءِ
يا ماجدا تأتي مكارم كفه / سؤاله شفعا بلا شفعاءِ
أسلم تقلد كل طوق منة / منا كطوق حمامة ورقاءِ
إن ضنَّ جفنك أن يجود بمائه
إن ضنَّ جفنك أن يجود بمائه / فالقلب موقوف على برحائهِ
يا عاذلي دعني أكابد لوعتي / لج الغرام ولست من أكفائهِ
قل للحبيب الهاجري طيب الكرى / عن مغرم متفرد ببلائهِ
قف بالطول على اللوى وسل الحمى / أني سرت عيس النوى بظبائهِ
الفاتنات لحاظهن عقولنا / النائبات من اللبيب ذكائهِ
يا هند جوديَ بالوصال على فتى / نار الهوى والشوق في أحشائهِ
صدق المودة للحبيب مصافيا / فازوَّر عنه وصار من أعدائهِ
فنفى الكرى عن مقلتيه فراقه / من بعد ما قد كان من خلفائهِ
رشأ عليه من الجمال مهابة / فالبدر يخجله سني بهائهِ
يصمي القلوب بقده في خده / ورد يعلّ من الشباب بمائهِ
ما يوسف في الحسن من أشكاله / والشمس ليست فيه من نظرائهِ
لو أن رضوى صافحته يمينه / لصبا إليه وصار من أسرائهِ
فبمن الوذ والتجي من جوره / ليصده عن مستمر جفائهِ
ويجيرني من صده وملاله / وبعيد عذبا من لذيذ صفائهِ
فإلى همام الدين أكرم ماجد / ورث العلى والمجد من آبائهِ
صممت عزمي والرجاء يحثني / طلبا لصاف من لذيذ إخائهِ
بطل برد القِرن صدر حسامه / يوم الوغى متضرجا بدمائهِ
وإذا ألم به مؤمل رفده / سبق السوال له جزيل عطائهِ
أصفيته ودّي وبحت بحبه / إذ لا يلذ متيّم بخفائهِ
فأسلم همام الدين ما هب الصبا / وسرت جيوش الصبح في ظلمائهِ
وتهن من شهر الصيام بنعمة / في صومه وصلاته ودعائهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025