القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُنَينِير الكل
المجموع : 4
قل لزين الكفاة يا ذا الذي فا
قل لزين الكفاة يا ذا الذي فا / قَ بحسنِ الكفايةِ الأكفاء
إنّني أشتكي إليك دواةً / أصبحت بعد حسنها شوهاء
شمطت والقذى أحبّ إلى العي / نِ وأشهى من أن ترى شمطاء
ولديكم صافي مداد يحاكي / مقلة الظبيّ حلكة وصفاء
فآقرها منك ما يعيد لها الشي / بَ شبابا واستقر منّا الثناء
والعجيب العجاب أنك تسدي / عند تسويرها برا بيضاء
أينَ الديار فهذه الجرعاء
أينَ الديار فهذه الجرعاء / درست معالم آيها الأنواء
أم أين تلك ظبا الصريم فماثوت / بربوعها هند ولا أسماء
دمن مثلن ومحصت آثارها / أيدي البوارح زعزع ورخاء
إن كان أخلقها الهواء فللهوى / في عرصتيها جدّة وبقاء
أو كان أخلفها الندى فلمقلتي / أبداً على أطلالها أنداء
يا عاذليّ دعاملا مكما الذي / زادت به في قلبيَ الأهواء
واستطلعا شوفي فما برح الجوى / يبدي الذي أخفيه والبرحاء
أين الوصول إلى الوصال ودون من / يهوى المحبّ لقاءه البيداءُ
أم كيف يبغي القرب من بعدت به / أيدي النوى ومفازة يهاء
قف حيث أوقفك الهوى في موقف / ذلّت لوقفتها به العظماء
وأخلص ودادك للتي قد أوطنت / وادي الفضا وديارهم الخلصاء
أفتبكينّ عساك تنقع غلّةً / هيهات أن يشفي الغليل بكاءُ
لا تكلفن بسؤال ربع شانهُ / أن لا يجاب لسائليه دعاء
للّه ليلة زارني من نحوهم / طيف عليه من الظلام رداء
والدهر في سنة وفادح خطبهِ / وانٍ ولم تغطن بنا الرقباء
فخطيت من زور الخيال بخطرةٍ / في رقدة فله إليّ حباء
ومن العجائب أن طيف خبالهم / تمت لناس زوره النعماء
فتبدلت نعمي الزمان ببؤسهِ / ولدهرنا النعماءُ والبأساءُ
مزجت لنا خمر الفراق صروفهُ / فقضى علينا البين والعدواءُ
خذ في سوى ذمّ الخطوب بمدح من / قد أفصحت بمديحه الخطباءُ
الناصر الدين الحنيف ومن سمت / بوجوده وبجوده الخلفاء
فالحجّ نحو البيت فرض لازم / وكذا تزار لقصيده الزوراءُ
ملك كأنّ العالمين بما حوت / كرما وإجلالا لديه هباء
فكأنّه سبب الوجود بأسره / فلأجله تتكوّن الأشياء
وكأنما عقدَ القضاء بأمرهِ / فيصرّفُ الأقدار كيف يشاء
فالجود أعشار فجزء في الورى / ولديه تلك التسعة الأجزاء
في كل وقتٍ من سحائب جوده / في راحتيه ديمة وطفاء
أعطى فراح البحر منه مبرقعاً / خجلا وأحدث للحيا استحياء
فمكارم خطبت كريمة خاطري / وبمثلها لم توصف الكرماء
وخلائق يعي الخلائق وصفها / ومديحها ومناقب عذراء
برضاك ألبست الغزالة نورها / وبسخطك انسدلت لنا الظلماء
لولاك لم تكن البسيطة والورى / شيئا ولم يسمك عليه سماء
وبسابق التقدير أنك كائن / في الناس جاءت آدم الأسماء
وبكم نجانوح وفاز بفلكه / جن استوت حقا وغيض الماء
وبكم غدت نارُ الخليل وحرّها / بردا وعجّل للذبيح فداء
وبنوركم أنس الكليم فظنّهُ / نارا وكان به عليه خفاء
وبسرّكم راح بن مريم ىيةً / للناس معجز فعله الإحباء
يا آل عباس وأنتم صفوة ال / سرّ المصون وأنتم الشفعاء
من دوحة التقديس منبت أصلكم / من سرّ علم الله وهو ضياء
من حيث يقتبس الهدى ويكّون ال / تكوين بل تتنزّل الأنباء
بعث النبيّ مبلغا من ربّه ال / دين الأنام وأنتم الأمناء
بأبيكم العباس عمّ محمد / سقي الأنام وجادت الأنواء
وبما تفرّق من يسير علومكم / بين الورى افتخرت به العلماء
ما أم ذو أمل نداكم قاصداً / إلا وتشكر سعيه الفيغاء
لما شممت أريج عرف صفاتكم / وأضاء منها نورها الوضّاء
جرّدت آمالي لحجّ جنابكم / غذ وفقت في قصدي الآراء
وأتيت أسأل أن أجاز موجّهاً / علما وتعقبه يد بيضاء
وأعود من حلل الفتوة حاليا / ما تقتضيه المهمّة الغراء
فاسلم أمير المؤمنين لأمة / إن ناب خطب فهيَ عنك وفاء
لك أعلن الخطباء في أعوادها / بالشكر لما أفصح الفصحاء
وبما نظمت من القريض تعلّمت / مني وإن سبقتني الشعراء
لن تجسر الفهماء تجري في مبا / دين جريت بها ولا البلغاء
فانعم على مر الزمان مخلّداً / واسلم إذا اخترم النفوس فناء
الحسنُ حيثُ المقلةُ الكحلاء
الحسنُ حيثُ المقلةُ الكحلاء / والقدّ حيثُ القامة الهيفاء
والحب حيث يلوم فيه معشر / فيز يدمنه الوجد والبرجاء
ما للمحبّ لظى الغرام وإنَّما / أودى به الهجران والعدواء
أيروم وصل الغانيات وقد عذت / من دونهنّ مفازة يهماء
أم يبتغي طيب اللقاء وقد نأت / بحبيبه الشدنيّة الوجناء
ظعنت مودّعة فصبر طاعن / يوم النوى ومدامع أنواء
وظللت أسألُ بعدها دمنا غدا / قلبي بها المأهول وهي خلاء
وأطيل تسآل الديار وقلّما / يجدي سؤال الربع وهو قواء
فلأنزعنّ عن البكاء بدمنة / درست فما يدني المراد بكاء
فالعيش أن تهفو بقلبك قينة / وتغوك لبّك قهوة صهباء
أو أن يهج هواك ظبي أغيد / غنج اللحاظ وظبية غيداء
أنى انثنت فالغصن يخجل دونها / فكأنّها اليزنيّة السمراء
وكأنّما الليل النهار إذا بدت / من نورها تتبلّج الظلماء
في روضة حاك الربيع برودَها / فتقت بها نوارها الأنواء
وغديرها يحكي اللجين صفاؤهُ / فكأنّما البلور فيه الماء
وكأن نور الشمس في جنباته / شبكُ النضار تهزّها الأهواء
وكأنّ كلّ أراكة من دوحه / قدّ عليه غلالة خضراء
وترنّمُ الأطيار من ألحانها / فيه دواء للغرام وداء
والعزّ أطرافُ الأسنة والقنا / يوم الوغى وعجاجة شهباء
والبيض والبيض القواض أنجم / عند الكريهة والقتام سماء
ومقانب وكتائب ومفاضة / ومطهّم وطمّرة جرداء
وقراع كل كتيبة بكتيبة / فتبين روح أو تسيل دماء
والفخر والشرف الرفيع فضائل / تقنى فتكسبُ عندها العلياء
والمجد حيث العزّ فيه موطّد / والجود حيث الموصل الحدباء
فبها ابن عبد الله أحمد منعم / يل طما مناقت به البيداء
الواهب البدر العظام كأنما ال / أفلاك والدنيا لديه غثاء
إن جئته لم تلق إلا نعمة / عمم الورى منها حيا وحياء
يعطي وليس الوجه منه مقطّبا / أبدا ولا أنفاسه الصعداء
سبق الألى للمكرمات وإنما / منه استفاد السؤدد الكرماء
شرفت بك الدول التي شيّدتها / وتفاخرت تيها بك الأمراء
فالأرض تحسدها السماء لمجدكم / فتودّ لو كانت هيَ الغبراء
في كل وقتٍ منحة وعطيّة / ليست تطاق بها لك الأعباء
نطقت بسؤددك المكارم والعلا / إذا أفحمت في وصفك الفصحاء
فطن إذا ما المشكلات تعرّضت / عرضت لها العزمات والأراء
فذكاؤهُ إن عنّ أمر معضل / يلغى لدى ظلم الأمور ذكاء
فيذود عن نفسٍ لديه أبيّةٍ / يأبى الدنيّة نورها الوضاء
والسيف يعرف منه ما هو صانع / والرمح والأبطال والهيجاء
ضرّاب هامات العدى مستأصل ال / أرواح ترجف خوفهُ الأعضاء
تجرى الدماء على يديه من العدى / أبدا كما تجري بها النعماء
فالحرب يفني آخذي أمواله / فيزيد ما قد نقّص الإعطاء
يغني ويغني من يديه كأنما / جمع بها السراء والضراء
يا من به ركن الحنيفة ثابت / وله به مر كالزمان بقاء
البيت يهوى أن يراك تزورهُ / فرحاً بكم والركن والبطحاء
والخمر عادت مذ هجرت كؤوسها / مربّدةً فكأنّها سوداء
كيف الهناء ولم يلق بك منزل / في الأرض لكنّ السماء بناء
ولو أن أحجار البناء كواكبُ / لم ترضكم ولو أنها الجوزاء
لكن أهنيّ الدار منك بمالكٍ / شرفت به بشرى وساد هناء
خذها فللشعراء يعجزُ تنظمها / حقّا ويفحم دونها الخطباء
فكأنها لمعات وشيء أبهجت / وكأنما فكرى لها صنعاء
فلو أنّ عقد نظامها متقدّم / نطقت بحسن صفاتها الأنباء
واستجل بكرا لو بذلت لمهرها / مصرا لقلّ لها المهور هداءُ
أنّى تنوشدَ نظمها في مجلس / فيخال فيه مندل وكباء
لا يستطيع ذوو الفضائل مثلها / أبدا ولو جمعت لها الشعراء
فاسلم فما في الناس من يلوى به / أمل ولا يلغى لديه رجاء
إلّاك يا ملكا تهدّل جوده / للخلق حتى عمّت النعراء
راح يخشى في حبّه الرقباء
راح يخشى في حبّه الرقباء / ويسر الغرام والبرحاء
ويفيض الدموع حتى لقد أص / بح بين الأحباب منه عزاء
لا يلمني العذول في فيض دمع / علّمتني يد الفراق البكاء
عاذل غادر الفؤاد عليلا / بملام أجرى الدموع دماء
كيف لا أغتدي صريع اشتياق / ومغاني الأحباب أضحت خلاء
بان عنها ألافها فغدت من / بعد ما كنّ آهلات قواء
يا مغاني الأحباب حيث الغواني / أو طنو الهضب منك فالجرعاء
لا تخطّى مرّ النسيم ربا من / ك ولا كان سيره إبطاء
واستهلّت بك السحائب تحدو / ديمة فيك ديمة وطفاء
رب عيش لما تذكرته في / ك غدت نحوه النفوس ظماء
إذ غزال الصريم لم يصرم الود / د اعلالا ولا تناسى الوفاء
وفؤادي أضحى أسيرا لديه / في وثاق وأدمعي طلقاء
واغتدت أوجه البشاشة بشرا / تتجلّى نضارةً وبهاء
بأبي ذلك الزمان وقد سا / عفنا العيش صبحه والمساء
وإذا امارفا الحبيب بطرف / أورث القلب سكرةً وانتاء
تمثل الراح نشوة منه حقا / حين يعدي إسكاره الصهباء
وعفاة تسنموا خطر الاه / وال بالبيد يعملون بالرجاء
يقطعون الفلاة وخدا وإعنا / قاً ولا يسمعون إلا الحداء
والمطايا تبديها البيد حتى / رحن من شدّة الرجا أنضاء
ترتمي بالفلاة والليل قد م / على الخانقين منه رداء
قلت لما بدا لهم فلقُ الصب / ح فأهدى للناظرين الضياء
أيها السائق المجد ترفّق / بالمطايا فقد أتيت السماء
قف ترى أحمد الأمير أبا العب / باس ذا الجود إذ ترى الحدباء
ملك كوّن الإله له الأق / دار فيما يريده كيف شآء
فهو ظل الله الظليل همى جو / دا دراكالإ خجل في الأنواء
وهو يفني السؤال إذ بمنخ السا / ئل سيبا كيما يجود ابتداء
فإذا ما أى ذوو القصد أبدى / من سنا وجهه لهم لألاء
فهو يولي الجزيل عفوا فإن أث / نوا عليه أعطى العظيم جزآء
كرم الله في الورى وابن عبد / الله راحا بين الأنام سواء
لو ذعيّ الآراء في كلّ أمر / معضل الوقع أفحم الأراء
يقظ العزم في القضاء بحكم / الله يلفي في حكمه الأهواء
ملك لا ترى له في الورى شب / ها وتلقى لغيره نظراء
عزمات رقت إلى الغاية القص / وى علُوّا فليس تبقي انتهاء
وجرى في العلى وكل ذوي فض / ل فجلى الورى وحاز العلاء
وإذا ما الحروب قامت على سا / ق غدا مقعد الحروب مضاء
فالمنايا بكفّه والعطايا / فهو يجرى اللهى ويذري الدماء
وطئت منه أمهات الأعادي / جمرات من ثكلها الأبناء
ثم راحت منه البنان ذوى وي / ل طويل إذ تفقد الآباء
وإذا ما سالت يافا أجابت / بلسانٍ غادرته فأفاء
شهدت منك موقفا صعقت من / ه وقد كاد أن يهدّ البناء
فاختلست النفوس حتى لقد غا / درت ضربا جموعهم أشلاء
ظلت في معرك تحطّ على الرو / م من الموت صخرة صماء
فرفعت الغداة للدين فيها / بطوال المثقفات لواء
وأقمت الصلاة في ذلك الدر / ب وقد كانت الصلاة مكاء
وتلون القرآن فيها افضل ال / ردم حتى تخيّلوه غناء
وجعلت الصليب منعفرا في / هم وقد كان عزة قعساء
أسد الدين والذي إن دجا خط / ب ملمّ بالحادثات أضاء
بأبي أنت بل بروحي مفدى / ي ولكن أقل ذاك الفداء
بك أغضيت عن زماني وأصبر / ت برؤياك أطرر الغماء
وأغيظ الحساد عن ثقة من / ك اعتلاء واكبت الأعداء
قد تمسكن منك بالعروة الوث / قى رجاء أن تستجيب الدعاء
ليس لي في الأنام غيرك والل / ه عليم أني محضت الولاء
بك قد عاد عصبة أغنياء / حين راحوا ن قبلها فقراء
فهنيء للناس منك مليك / قد تروّى الزمان منه علاء
عقد الدهر للمكارم من جو / دك والفضل في الأنام لواء
حسدتني عصابة حين ألغت / موضعي منك رفعة واعتلاء
فاتخذني عبدا تجدني في كل / ل مهم صعب أباري القضاء
وافترعها بكرا غدت من معاين / ها وتثقيف لفظها عذراء
تطرب السامعين ألفاظها العز / ر بمعنى أحكمت فيه البناء
يعجز القائلون عن مثلها حق / قا ولو أصبح الورى شعراء
كل شعر يأتي به بعدها الغي / ر سيغدو عند القياس عواء
فتمتع بما اقول لتبقى / مدحي فيك عن سواي أكنفاء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025