المجموع : 4
قل لزين الكفاة يا ذا الذي فا
قل لزين الكفاة يا ذا الذي فا / قَ بحسنِ الكفايةِ الأكفاء
إنّني أشتكي إليك دواةً / أصبحت بعد حسنها شوهاء
شمطت والقذى أحبّ إلى العي / نِ وأشهى من أن ترى شمطاء
ولديكم صافي مداد يحاكي / مقلة الظبيّ حلكة وصفاء
فآقرها منك ما يعيد لها الشي / بَ شبابا واستقر منّا الثناء
والعجيب العجاب أنك تسدي / عند تسويرها برا بيضاء
أينَ الديار فهذه الجرعاء
أينَ الديار فهذه الجرعاء / درست معالم آيها الأنواء
أم أين تلك ظبا الصريم فماثوت / بربوعها هند ولا أسماء
دمن مثلن ومحصت آثارها / أيدي البوارح زعزع ورخاء
إن كان أخلقها الهواء فللهوى / في عرصتيها جدّة وبقاء
أو كان أخلفها الندى فلمقلتي / أبداً على أطلالها أنداء
يا عاذليّ دعاملا مكما الذي / زادت به في قلبيَ الأهواء
واستطلعا شوفي فما برح الجوى / يبدي الذي أخفيه والبرحاء
أين الوصول إلى الوصال ودون من / يهوى المحبّ لقاءه البيداءُ
أم كيف يبغي القرب من بعدت به / أيدي النوى ومفازة يهاء
قف حيث أوقفك الهوى في موقف / ذلّت لوقفتها به العظماء
وأخلص ودادك للتي قد أوطنت / وادي الفضا وديارهم الخلصاء
أفتبكينّ عساك تنقع غلّةً / هيهات أن يشفي الغليل بكاءُ
لا تكلفن بسؤال ربع شانهُ / أن لا يجاب لسائليه دعاء
للّه ليلة زارني من نحوهم / طيف عليه من الظلام رداء
والدهر في سنة وفادح خطبهِ / وانٍ ولم تغطن بنا الرقباء
فخطيت من زور الخيال بخطرةٍ / في رقدة فله إليّ حباء
ومن العجائب أن طيف خبالهم / تمت لناس زوره النعماء
فتبدلت نعمي الزمان ببؤسهِ / ولدهرنا النعماءُ والبأساءُ
مزجت لنا خمر الفراق صروفهُ / فقضى علينا البين والعدواءُ
خذ في سوى ذمّ الخطوب بمدح من / قد أفصحت بمديحه الخطباءُ
الناصر الدين الحنيف ومن سمت / بوجوده وبجوده الخلفاء
فالحجّ نحو البيت فرض لازم / وكذا تزار لقصيده الزوراءُ
ملك كأنّ العالمين بما حوت / كرما وإجلالا لديه هباء
فكأنّه سبب الوجود بأسره / فلأجله تتكوّن الأشياء
وكأنما عقدَ القضاء بأمرهِ / فيصرّفُ الأقدار كيف يشاء
فالجود أعشار فجزء في الورى / ولديه تلك التسعة الأجزاء
في كل وقتٍ من سحائب جوده / في راحتيه ديمة وطفاء
أعطى فراح البحر منه مبرقعاً / خجلا وأحدث للحيا استحياء
فمكارم خطبت كريمة خاطري / وبمثلها لم توصف الكرماء
وخلائق يعي الخلائق وصفها / ومديحها ومناقب عذراء
برضاك ألبست الغزالة نورها / وبسخطك انسدلت لنا الظلماء
لولاك لم تكن البسيطة والورى / شيئا ولم يسمك عليه سماء
وبسابق التقدير أنك كائن / في الناس جاءت آدم الأسماء
وبكم نجانوح وفاز بفلكه / جن استوت حقا وغيض الماء
وبكم غدت نارُ الخليل وحرّها / بردا وعجّل للذبيح فداء
وبنوركم أنس الكليم فظنّهُ / نارا وكان به عليه خفاء
وبسرّكم راح بن مريم ىيةً / للناس معجز فعله الإحباء
يا آل عباس وأنتم صفوة ال / سرّ المصون وأنتم الشفعاء
من دوحة التقديس منبت أصلكم / من سرّ علم الله وهو ضياء
من حيث يقتبس الهدى ويكّون ال / تكوين بل تتنزّل الأنباء
بعث النبيّ مبلغا من ربّه ال / دين الأنام وأنتم الأمناء
بأبيكم العباس عمّ محمد / سقي الأنام وجادت الأنواء
وبما تفرّق من يسير علومكم / بين الورى افتخرت به العلماء
ما أم ذو أمل نداكم قاصداً / إلا وتشكر سعيه الفيغاء
لما شممت أريج عرف صفاتكم / وأضاء منها نورها الوضّاء
جرّدت آمالي لحجّ جنابكم / غذ وفقت في قصدي الآراء
وأتيت أسأل أن أجاز موجّهاً / علما وتعقبه يد بيضاء
وأعود من حلل الفتوة حاليا / ما تقتضيه المهمّة الغراء
فاسلم أمير المؤمنين لأمة / إن ناب خطب فهيَ عنك وفاء
لك أعلن الخطباء في أعوادها / بالشكر لما أفصح الفصحاء
وبما نظمت من القريض تعلّمت / مني وإن سبقتني الشعراء
لن تجسر الفهماء تجري في مبا / دين جريت بها ولا البلغاء
فانعم على مر الزمان مخلّداً / واسلم إذا اخترم النفوس فناء
الحسنُ حيثُ المقلةُ الكحلاء
الحسنُ حيثُ المقلةُ الكحلاء / والقدّ حيثُ القامة الهيفاء
والحب حيث يلوم فيه معشر / فيز يدمنه الوجد والبرجاء
ما للمحبّ لظى الغرام وإنَّما / أودى به الهجران والعدواء
أيروم وصل الغانيات وقد عذت / من دونهنّ مفازة يهماء
أم يبتغي طيب اللقاء وقد نأت / بحبيبه الشدنيّة الوجناء
ظعنت مودّعة فصبر طاعن / يوم النوى ومدامع أنواء
وظللت أسألُ بعدها دمنا غدا / قلبي بها المأهول وهي خلاء
وأطيل تسآل الديار وقلّما / يجدي سؤال الربع وهو قواء
فلأنزعنّ عن البكاء بدمنة / درست فما يدني المراد بكاء
فالعيش أن تهفو بقلبك قينة / وتغوك لبّك قهوة صهباء
أو أن يهج هواك ظبي أغيد / غنج اللحاظ وظبية غيداء
أنى انثنت فالغصن يخجل دونها / فكأنّها اليزنيّة السمراء
وكأنّما الليل النهار إذا بدت / من نورها تتبلّج الظلماء
في روضة حاك الربيع برودَها / فتقت بها نوارها الأنواء
وغديرها يحكي اللجين صفاؤهُ / فكأنّما البلور فيه الماء
وكأن نور الشمس في جنباته / شبكُ النضار تهزّها الأهواء
وكأنّ كلّ أراكة من دوحه / قدّ عليه غلالة خضراء
وترنّمُ الأطيار من ألحانها / فيه دواء للغرام وداء
والعزّ أطرافُ الأسنة والقنا / يوم الوغى وعجاجة شهباء
والبيض والبيض القواض أنجم / عند الكريهة والقتام سماء
ومقانب وكتائب ومفاضة / ومطهّم وطمّرة جرداء
وقراع كل كتيبة بكتيبة / فتبين روح أو تسيل دماء
والفخر والشرف الرفيع فضائل / تقنى فتكسبُ عندها العلياء
والمجد حيث العزّ فيه موطّد / والجود حيث الموصل الحدباء
فبها ابن عبد الله أحمد منعم / يل طما مناقت به البيداء
الواهب البدر العظام كأنما ال / أفلاك والدنيا لديه غثاء
إن جئته لم تلق إلا نعمة / عمم الورى منها حيا وحياء
يعطي وليس الوجه منه مقطّبا / أبدا ولا أنفاسه الصعداء
سبق الألى للمكرمات وإنما / منه استفاد السؤدد الكرماء
شرفت بك الدول التي شيّدتها / وتفاخرت تيها بك الأمراء
فالأرض تحسدها السماء لمجدكم / فتودّ لو كانت هيَ الغبراء
في كل وقتٍ منحة وعطيّة / ليست تطاق بها لك الأعباء
نطقت بسؤددك المكارم والعلا / إذا أفحمت في وصفك الفصحاء
فطن إذا ما المشكلات تعرّضت / عرضت لها العزمات والأراء
فذكاؤهُ إن عنّ أمر معضل / يلغى لدى ظلم الأمور ذكاء
فيذود عن نفسٍ لديه أبيّةٍ / يأبى الدنيّة نورها الوضاء
والسيف يعرف منه ما هو صانع / والرمح والأبطال والهيجاء
ضرّاب هامات العدى مستأصل ال / أرواح ترجف خوفهُ الأعضاء
تجرى الدماء على يديه من العدى / أبدا كما تجري بها النعماء
فالحرب يفني آخذي أمواله / فيزيد ما قد نقّص الإعطاء
يغني ويغني من يديه كأنما / جمع بها السراء والضراء
يا من به ركن الحنيفة ثابت / وله به مر كالزمان بقاء
البيت يهوى أن يراك تزورهُ / فرحاً بكم والركن والبطحاء
والخمر عادت مذ هجرت كؤوسها / مربّدةً فكأنّها سوداء
كيف الهناء ولم يلق بك منزل / في الأرض لكنّ السماء بناء
ولو أن أحجار البناء كواكبُ / لم ترضكم ولو أنها الجوزاء
لكن أهنيّ الدار منك بمالكٍ / شرفت به بشرى وساد هناء
خذها فللشعراء يعجزُ تنظمها / حقّا ويفحم دونها الخطباء
فكأنها لمعات وشيء أبهجت / وكأنما فكرى لها صنعاء
فلو أنّ عقد نظامها متقدّم / نطقت بحسن صفاتها الأنباء
واستجل بكرا لو بذلت لمهرها / مصرا لقلّ لها المهور هداءُ
أنّى تنوشدَ نظمها في مجلس / فيخال فيه مندل وكباء
لا يستطيع ذوو الفضائل مثلها / أبدا ولو جمعت لها الشعراء
فاسلم فما في الناس من يلوى به / أمل ولا يلغى لديه رجاء
إلّاك يا ملكا تهدّل جوده / للخلق حتى عمّت النعراء
راح يخشى في حبّه الرقباء
راح يخشى في حبّه الرقباء / ويسر الغرام والبرحاء
ويفيض الدموع حتى لقد أص / بح بين الأحباب منه عزاء
لا يلمني العذول في فيض دمع / علّمتني يد الفراق البكاء
عاذل غادر الفؤاد عليلا / بملام أجرى الدموع دماء
كيف لا أغتدي صريع اشتياق / ومغاني الأحباب أضحت خلاء
بان عنها ألافها فغدت من / بعد ما كنّ آهلات قواء
يا مغاني الأحباب حيث الغواني / أو طنو الهضب منك فالجرعاء
لا تخطّى مرّ النسيم ربا من / ك ولا كان سيره إبطاء
واستهلّت بك السحائب تحدو / ديمة فيك ديمة وطفاء
رب عيش لما تذكرته في / ك غدت نحوه النفوس ظماء
إذ غزال الصريم لم يصرم الود / د اعلالا ولا تناسى الوفاء
وفؤادي أضحى أسيرا لديه / في وثاق وأدمعي طلقاء
واغتدت أوجه البشاشة بشرا / تتجلّى نضارةً وبهاء
بأبي ذلك الزمان وقد سا / عفنا العيش صبحه والمساء
وإذا امارفا الحبيب بطرف / أورث القلب سكرةً وانتاء
تمثل الراح نشوة منه حقا / حين يعدي إسكاره الصهباء
وعفاة تسنموا خطر الاه / وال بالبيد يعملون بالرجاء
يقطعون الفلاة وخدا وإعنا / قاً ولا يسمعون إلا الحداء
والمطايا تبديها البيد حتى / رحن من شدّة الرجا أنضاء
ترتمي بالفلاة والليل قد م / على الخانقين منه رداء
قلت لما بدا لهم فلقُ الصب / ح فأهدى للناظرين الضياء
أيها السائق المجد ترفّق / بالمطايا فقد أتيت السماء
قف ترى أحمد الأمير أبا العب / باس ذا الجود إذ ترى الحدباء
ملك كوّن الإله له الأق / دار فيما يريده كيف شآء
فهو ظل الله الظليل همى جو / دا دراكالإ خجل في الأنواء
وهو يفني السؤال إذ بمنخ السا / ئل سيبا كيما يجود ابتداء
فإذا ما أى ذوو القصد أبدى / من سنا وجهه لهم لألاء
فهو يولي الجزيل عفوا فإن أث / نوا عليه أعطى العظيم جزآء
كرم الله في الورى وابن عبد / الله راحا بين الأنام سواء
لو ذعيّ الآراء في كلّ أمر / معضل الوقع أفحم الأراء
يقظ العزم في القضاء بحكم / الله يلفي في حكمه الأهواء
ملك لا ترى له في الورى شب / ها وتلقى لغيره نظراء
عزمات رقت إلى الغاية القص / وى علُوّا فليس تبقي انتهاء
وجرى في العلى وكل ذوي فض / ل فجلى الورى وحاز العلاء
وإذا ما الحروب قامت على سا / ق غدا مقعد الحروب مضاء
فالمنايا بكفّه والعطايا / فهو يجرى اللهى ويذري الدماء
وطئت منه أمهات الأعادي / جمرات من ثكلها الأبناء
ثم راحت منه البنان ذوى وي / ل طويل إذ تفقد الآباء
وإذا ما سالت يافا أجابت / بلسانٍ غادرته فأفاء
شهدت منك موقفا صعقت من / ه وقد كاد أن يهدّ البناء
فاختلست النفوس حتى لقد غا / درت ضربا جموعهم أشلاء
ظلت في معرك تحطّ على الرو / م من الموت صخرة صماء
فرفعت الغداة للدين فيها / بطوال المثقفات لواء
وأقمت الصلاة في ذلك الدر / ب وقد كانت الصلاة مكاء
وتلون القرآن فيها افضل ال / ردم حتى تخيّلوه غناء
وجعلت الصليب منعفرا في / هم وقد كان عزة قعساء
أسد الدين والذي إن دجا خط / ب ملمّ بالحادثات أضاء
بأبي أنت بل بروحي مفدى / ي ولكن أقل ذاك الفداء
بك أغضيت عن زماني وأصبر / ت برؤياك أطرر الغماء
وأغيظ الحساد عن ثقة من / ك اعتلاء واكبت الأعداء
قد تمسكن منك بالعروة الوث / قى رجاء أن تستجيب الدعاء
ليس لي في الأنام غيرك والل / ه عليم أني محضت الولاء
بك قد عاد عصبة أغنياء / حين راحوا ن قبلها فقراء
فهنيء للناس منك مليك / قد تروّى الزمان منه علاء
عقد الدهر للمكارم من جو / دك والفضل في الأنام لواء
حسدتني عصابة حين ألغت / موضعي منك رفعة واعتلاء
فاتخذني عبدا تجدني في كل / ل مهم صعب أباري القضاء
وافترعها بكرا غدت من معاين / ها وتثقيف لفظها عذراء
تطرب السامعين ألفاظها العز / ر بمعنى أحكمت فيه البناء
يعجز القائلون عن مثلها حق / قا ولو أصبح الورى شعراء
كل شعر يأتي به بعدها الغي / ر سيغدو عند القياس عواء
فتمتع بما اقول لتبقى / مدحي فيك عن سواي أكنفاء