القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كاظِم الأُزْري الكل
المجموع : 3
عبثت بلبك وجنة حمراء
عبثت بلبك وجنة حمراء / أم لاعبتك ذؤابة سوداء
أم مرت النفحات وهي بليلة / فتحركت بحراكها الأهواء
أم اسهرت عينيك أخبار الألى / منعوا الرضا فتمنع الاغفاء
أم جاد المام الخيال بزورة / ثم أرعوى فألمت البرحاء
أم جددت ذكرى الشباب لك الأسى / أين الشباب وأين منه وفاء
كم مر في الماضين مثلك مدنف / عز الدواء له وأعيا الداء
ولو أن دائرة النجوم تعشقت / ما دار في قطب لها أرحاء
ومن التعلل ان تطارحك المنى / ما في مطارحة المنى استغناء
يا صاحبي ما عز قط لطالب / إلا الصديق واخته العنقاء
هل فيك من صلة فتطرق بي الحمى / جادتك يا نادي الحمى انداء
حي يروقك منه كيف لحظته / رشأ أغن وروضة غناء
وإذا سألت عن الفؤاد فإنما / هتفت به يوم الحمى ورقاء
تشدو فيسعدها البكاء على الأسى / ولربما نقع الغليل بكاء
ولقد ذكرت بذي الأراكة منزلا / نشرت جناحيها به السراء
حيث الكؤوس كأنهن حمائم / وكأن لجلجلة الكؤوس غناء
ومذائب الفدران يطفح ماؤها / والدوح ترقص تحته الأفياء
واللثم يمتص الخدود كأنها / ديم الندى ظفرت به رمضاء
حلت به حلل الشقيق كأنما / صبغت حواشي جانبيه دماء
الراح تسكب في الزجاج كأنها / نار أحاط بجانبيها الماء
والجو وعث بالغيوم قد التقت / فيه الصفوف وضاق منه فضاء
فكان مرتكم السحاب عساكر / وكأن خافقة البروق لواء
للَه من لو هم يسكب كأسها / غابت على آثاره الندماء
حتى إذا دبت بهم نشوانها / خروا لها موتى وهم أحياء
من عاذري في وجنة موشية / زرت عليها اللامة الخضراء
لا تعجبن من اصفراري في رشا / حجبته عني الكلة الصفراء
علقت بأذيله النوى فكأنما / طارت بلب حشاشتي الكوماء
لم يشجني إلا ترقرق مرشف / تحميه عني الطعنة النجلاء
ويروقني للثم خد مقرطق / تنشق عنه شقيقة حمراء
ويشوقني الشنب الشتيت كأنما / نفضت عليه صباغها الصهباء
كل المحاسن للقلوب جواذب / وأخصهن المقلة الكحلاء
يا قلب جعجع عن هواك فقد ذوت / تلك الرياض وجف ذاك الماء
لا تطمعن من الهوى بمخائل / هي ضلة للدهر واستهزاء
إن ضاع شعرك في الغرام فإنما / بمديح أسعد تسعد الشعراء
ملك كأن الجود أقسم باسمه / أن لا ترى بوجوده فقراء
آلاؤه مثل النجوم سوافرا / في كل ناحية لها لألاء
علم يمد العلم من أنواره / فأنما هو للضياء ضياء
فلك أحاط بكل شيء وسعه / فالبحر فيه والخليج سواء
ولكل ليث من سطاه تحذر / ولكل غيث في نداه رجاء
يرعى المعالي الغر خير رعاية / فكأنهن الأهل والأبناء
يرنو بنور اللَه حيث تراكمت / حجب الغيوب وطبق الأخفاء
متهلل بالمكرمات كأنما / غذيت نمير لبانه الوطفاء
صلت الجبين كأن غر هباته / درر النجوم وداره الجوزاء
في كل يوم للنضار كتائب / وله عليها الغارة الشعواء
لم يبق باق للضلال برشده / إن الظلام تميته الأضواء
قد صافحت منه المكارم سيدا / بفعاله تتوج العلياء
ويهزه بذل النوال فينثني / فكأن راح الأريحي عطاء
ظفرت يد الرواد منه بمخصب / ثبتت براحة كفه الآلاء
إن المناقب كلهن بقية / من بعض ما تركت له الآباء
لم يقترن بدنية ومن الهدى / والفضل والتقوى له قرناء
يقضي على المتمردين بأنمل / للناس منها نعمة وشقاء
وتدور شهب المكرمات بداره / فكأنما أرض الكريم سماء
طلق اليدين تكاد أنواء الحيا / تحكيه لو لم تسقط الأنواء
تلقي إلى يده الأمور عنانها / فيصرف الأشياء كيف يشاء
كحلت به عين السعود وركبت / في ساعديه شجاعة وسخاء
وبل تسيل بل البطحاء وبارق / في كل مقتدح له إيراء
ملك متى طلعت طلائع رأيه / نكصت على أعقابها الآراء
من آل أحمد والمقدسة التي / للمجد منها الطلعة الزهراء
ومطلق الدنيا ثلاثا لم يكن / لتغره البيضاء والصفراء
شهدت له سود الوقائع إنه / في كلهن له اليد البيضاء
يا أيها الهادي إلى طرق التقى / وكذا هداة العالم العلماء
أشكو إليك حوادثا دهرية / ضلت بها من قبلنا القدماء
تغضي عن السفل الرعاع ومالها / عن وجه ذي الشيم العلى أغضاء
فإليك معتصم الطريد ثوت به / لحضيضها البأساء والضراء
إن الهدى علم وأنت مناره / إن العلى قمر وأنت سماء
ولانت أكرم جوهر من معشر / بيض إذا اعتكر الزمان أضاؤا
يحمى نزيلهم ويأمن جارهم / ولو استجارت فيهم الأعداء
أنتم بنو المختار ليس بمنكر / لكم الندى والعفو والإعفاء
ما شأنكم نقض العهود وشأنكم / إبرام عهد المجد والإيفاء
فاجدر ذيول الفخر إن أصوله / وفروعه أسلافك النجباء
بكم تشرف جبرئيل وأوجبت / لكم عليه مودة وولاء
أني اهنئكم بعيد أكبر / ووجوهكم شرف له وهناء
بل أنتم للعيد عيد أكبر / بأساؤه بوجودكم سراء
لازلتم عون الضعيف وركنه / ما ضوعت بولاكم النعماء
لمعت بروقهم على الدهناء
لمعت بروقهم على الدهناء / فانحل عقد الدمعة الحمراء
عرب متى انتشق العليل عرارهم / كانت رياحهم رياح شفاء
من كل مكحول اللحاظ باثمد / يجلو غشاء الطخية العمياء
يستل من جفنيه أرهف صارم / فخرت به الموتى على الأحياء
وإذا ذكرت حديث ربرب ضارج / لا تنس ذكر أهلة الزوراء
بلد يفور الحسن من جنباته / فوران غيث من عيون سماء
هي بلدة أم جنة أم وجنة / شرقت بماء الدمية الادماء
لم أنس ذكر الغيد إذ صارمنني / وعلمن أن بقاءهن بقائي
أيام كانت للملاح موردا / تنشق عنه مصادر الاهواء
أيام ما كانت تفيق من الهوى / حتى استدارت دورة الاسواء
أترى الزمان درى بما أوعى لنا / إن الزمان وعاء كل بلاء
ونفائس الدنيا لأهل زمانها / كالماء خانته فروج إناء
للَه قوم كلما غلت النوى / رخصت نفوسهم على الأهواء
وجدوا بمفنية الغرام بقاءهم / فمشوا إليها مشية الغرماء
فهموا إشارات الهوى قبل الهوى / ما أقنع الأكياس بالإيماء
اشقيتموني بعد إسعادي بكم / والمرء بين سعادة وشقاء
نبهتموني للغليل وإن أكن / عن لذة الإغفاء في إغفاء
لي فيكم قلب يقلبه الجوى / في بردتين مودة ووفاء
ومحاجر نجل الجراح كأنها / شرقت بوخز الطعنة النجلاء
يا أهل ودي هل يضيء زماننا / فيعود فيء الدوحة الخضراء
حي اللويلات التي سلفت لنا / ما بين سالفتي سنى وسناء
حيث الصبا حالي الأديم كأنما / تلوى عليه ضفيرة الجوزاء
لا تنكروا دمع المحب فإنه / كرة تدفق من كرات الماء
ودعوا حجاب البين فيما بيننا / يا شمس لا تتبرقعي بسماء
يا صاحبي ترفقا بي إنني / كالريح قد علقت بذيل هباء
لا تطلبا مني الهدواء فإنني / أعددته هديا ليوم لقائي
ومتى دعا داعي الصلاح فإن لي / أذنا إليه شديدة الاصفاء
ضمئت لبارقة الفراق مفارقي / فليهنهن اليوم ري بكائي
تسقى بأدمعي الديار كأنها / غلل تبل بديمة وطفاء
يا بينهم كن كيف شئت فإنما / برحائي الأولى بهم برحائي
هيهات توقفني على سلوانهم / سارت مطايا الحب في الأعضاء
يا بعد أن غطى حجابك عنهم / فالشوق يهتك ستر كل غطاء
أنا من علمت رضعت ثدي وصالهم / وعلى الولاء طبعت والإيفاء
إن عيل صبري من أذاك فإنما / ذاك الزناد كبا عن الإيراء
كنا نشاوى اللهو قبل وداعهم / واليوم طارت نشوة الصهباء
أتروم مني اللهو صوح عوده / هيهات أدلي في المحال دلائي
يا محدرا بالبيض دون مزاره / سيل البطاح بأنفس الأمراء
لم أطو كشحا عن هواك وإنما / علق الفراق بأذيل الرفقاء
كم بت أرعى السائرات كأنني / منها أراقب أعين الرقباء
خانت بذمتي الخطوب وهل لها / إلا الكريم بقية الكرماء
المدرك الأمد البعيد بسابق / من دون خطوته بلوغ ذكاء
الخارق النوب الشداد برأيه / خرق الصباح غلالة الظلماء
شغف الصبا منه بأبلج واضح / سالت عليه غدائر العلياء
يحيي براحته السخاء وربما / تؤذي شحيح الطبع ريح سخاء
القاتل الآلاف يوم كريهة / والواهب الآلاف يوم عطاء
والطاعن البهم الكماة بنافذ / يمضي مضاء النار في الحلفاء
قناص حرب يعتري آسادها / فيصيدها بالصعدة السمراء
وأخو السجايا المفدقات كأنها / أخلاق كل ملثة وطفاء
ريحانة الأدباء بل ياقوتة / الأمراء بل اقليدس الحكماء
ذو راحتين يد على العادي ردى / ويد جدى وندى على الفقراء
وأغر في مرآة جوهر علمه / لاحت وجوه غوامض الأشياء
ينبوع روحانية الحكم التي / تنهل بالأنوار والأنواء
قيسي رأي لا ترى آراءه / إلا ملوك رعية الآراء
عبل الجلاد رقيق حاشية الندى / للمجد فيه مجامع الأهواء
لم تنكر الأيام حدة عزمه / فأتته ماشية على استحياء
يا ابن الذين إذا تعطلت الوغى / كانوا حلي عواطل الهيجاء
والمرتقين إلى ثنيات المنى / بسراة كل طمرة جرداء
والسائقين إلى الملوك سحائبا / لا تستهل بغير ماء دماء
إن شف وصفك عن ملاحظة النهى / فالماء لا يبدو لعين الرائي
وإذا اتخذت لك النوال تميمة / فالمكرمات تمائم الكرماء
خفيت معانيك الحسان عن الورى / والكيمياء أحق بالإخفاء
فاسلم ودم في عيشة شرفية / تنحط عنها همة الشرفاء
للسعد في كلتا يديك أزمة / ولحادثات الدهر طوع أماء
فأنا ابن ودكم الطبيعي الذي / كانت مودته من القدماء
يا آل بيت اللَه كل من ابتلى
يا آل بيت اللَه كل من ابتلى / لم ينج إلا فيكم أهل الولا
لكم كأبراج السماوات العلى / حفر بطيبة والغرّي وكربلا
وبطوس والزّورا وسامراء /
يا من غداة قضوا بنو الدنيا قضت / ومجامع الخيرات منذ مضوا مضت
إلا قبوراً كالبوارق أو مضت / ما جئتهم في حاجة إلا انقضت
وتبدل الضراء بالسراء /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025