المجموع : 3
يا صاحب الفتيا لك الفضل الذي
يا صاحب الفتيا لك الفضل الذي / تثنى لديه أخادع العظماء
لو كان يعطى المرء غاية قدره / لعنت لقدرك هامة الجوزاء
حسب الامام وأنت افضل عالم / أربى بحكمته على العلماء
الأزهر المعمور بعدك دارس / صفر من العقلاء والحكماء
لو كنت منك رغبت عن بث الهدى / في أمة بضلالها عمياء
يفنى الزمان وليس يفنى للفتى / بغض من الحساد والأعداء
ما اضحك النبلاء في أيامهم / الا تبجح معشر جهلاء
هم ينبحونك والضلال حليفهم / نبح الكلاب فراقد الزرقاء
ورأوك خير مملك متبوئ / بين العباد أريكة الافتاء
أبعد المدح ننشدك الرثاء
أبعد المدح ننشدك الرثاء / ويرضى الدهر فيك بان نساء
أنرثى العلم أم كرم السجايا / أم الفضل الغزير أم الاخاء
أنبكي الخير أم نبكي العطايا / أم الود الصريح أم السخاء
أليس من الرزايا ان ننادي / عليك ولا تجيب لنا نداء
ولو خيرتنا من قبل كانت / نفوس الخلق اجمعهم فداء
وسار النعش مثل الروض يزهو / وعين القوم تسقيهِ الدماء
فلو أبصرتهُ أبصرت ركباً / عليهِ الدهر قد خلع البهاء
وصحبك من رحيلك في ذهول / وراء النعش قد ملأُوا الفضاء
لقد كنت الدواء لكل داء / فمالك هجت في الأحشاء داء
أيرجى بعد من أودى شفاءٌ / وقد فقدَ العليلُ بهِ الدواء
نقولا نم بقبرك بين بر / ضمنت بهِ المثوبةَ والجزاء
ولازال الحيا يسقى ضريحاً / دفنا في جوانبهِ العلاء
أخصك بالرثاء ولا أعزى / سوى نفسي اذا طلبت عزاء
فأنت لديَّ مثلُ أخي وإني / لأَعظم من ذوي القربى بلاء
سيدركنا الحمام وبعد حين / نزايلها اقتداءً واقتفاء
وزير العلم رفقاً بالقوافي
وزير العلم رفقاً بالقوافي / فوصفك لا يحيط به ثناءُ
زجرت اليك طير الشعر حتى / يكون لها الى السعد اهتداء
ستفتخر المعارف يوم تعلى / لها شأنا كما افتخر القضاء
فانعم نظرة في حال قوم / اساء الجهل حالهم فساؤا
وفي مصر عقول لو سقتها / يد العرفان كان لها نماء
بها سقم وانت له طبيب / وادواء وانت لها دواء
وكم من أمة قطعت سراها / على جهل فادركها الفناء
وضعنا فيك آمالاً كبارا / يضيق لرحبها هذا الفضاء
فإن حققتها أحييت قوماً / لهم من قبلُ بالعلم ارتقاء