القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صالِح الكَوّاز الحِلّي الكل
المجموع : 2
باسم الحُسين دَعا نَعاءِ نَعاءِ
باسم الحُسين دَعا نَعاءِ نَعاءِ / فَنَعى الحياةَ لسائرِ الأحياءِ
وقَضى الهلاكُ على النُّفوسِ وإنما / بقيتْ ليبقى الحُزنُ في الأحشاءِ
يومٌ به الأحزانُ مازجَتِ الحَشى / مثلَ امتزاجِ الماءِ بالصهباءِ
لم أنسَ إذ تركَ المدينةَ وراداً / لا ماءَ مَدْينَ بل نجيعَ دِماءِ
قد كانَ موسى والمنيةُ إذ دَنتْ / جاءتهُ ماشيةً على استِحْياءِ
وله تجَلّى اللهُ جلَّ جَلالُهُ / من طورِ وادي الطَّفِّ لا سَيناءِ
فهُناكَ خرَّ وكلُّ عُضوٍ قد غَدا / منه الكليمُ مُكَلَّمَ الأحشاءِ
يا أيُّها النبأُ العظيمُ إليك في / أَبْناكَ مني أعظمَ الأنباءِ
إِنَّ اللّذَيْنِ تَسرَّعا يَقِيانِكَ الـ / أَرْماحَ في صِفّينَ بالهَيْجاءِ
فَأَخَذْتَ في عَضُدَيهِما تَثْنيهِما / عَمّا أمامَك من عظيمِ بَلاءِ
ذا قاذفٌ كبِدًا لهُ قِطَعاً وذا / في كَرْبلاءَ مُقطَّعُ الأعْضاءِ
مُلقًى على وَجْهِ الصَّعيدِ مُجرَّداً / في فتيةٍ بِيضِ الوُجوهِ وِضاءِ
تلكَ الوُجوهُ المُشْرِقاتُ كأنَّها / الأقمارُ تَسبحُ في غَديرِ دِماءِ
رَقَدوا وما مرَّتْ بهم سِنَةُ الكَرى / وَغَفَت جُفونُهُمُ بِلا إِغفاءِ
مُتَوَسِّدينَ من الصَّعيدِ صُخورَهُ / مُتَمَهِّدينَ خُشونةَ الحَصْباءِ
مُدَّثِرينَ بَكَربلا سَلَبَ القَنا / مُزَّمِلينَ عَلى الرُّبى بِدِماءِ
خُضِبوا وما شابوا وكان خِضابُهُمْ / بِدَمٍ مِن الأَوْداجِ لا الحِنّاءِ
أطفالُهُم بَلَغوا الحُلومَ بِقُربِهِم / شَوقاً من الهَيجاءِ لا الحَسناءِ
وَمُغَسَّلينَ ولا مِياهَ لهم سِوى / عَبراتِ ثَكلى حَرَّةِ الأحْشاءِ
أَصواتُها بَحَّت فهُنَّ نَوائِحٌ / يَنْدُبْنَ قَتْلاهُنَّ بالإيماءِ
أنّى التَفَتْنَ رأَيْنَ ما يُدْمي الحَشى / من نَهبِ أَبياتٍ وَسَلبِ رِداءِ
تَشكو الهوانَ لنَدْبِها وكأنَّهُ / مُغْضٍ وما فيه من الإغْضاءِ
وتَقولُ عاتبةً عليه وما عسى / يُجْدي عِتابُ مُوَزَّعِ الأَشلاءِ
قد كُنتَ للبُعَداءِ أَقرَبَ مُنْجِدٍ / واليومَ أبعدُهُم عَن القُرباءِ
أَدعوكَ مِن كَثَبٍ فَلَم أَجِدُ الدُّعا / إلا كما ناديتَ للمُتَنائي
قد كُنتُ في الحَرَمِ المَنيعِ خَبيئةً / واليومَ نَقْعُ اليَعْمَلات خِبائي
أُسْبى ومِثلُكَ مَن يَحوطُ سُرادِقي / هذا لَعَمْري أَعظَمُ البُرَحاءِ
ماذا أَقولُ إذا التقيتُ بِشامتٍ / إنّي سُبيتُ وإخْوَتي بِإزائي
حَكَمَ الحِمامُ عَلَيكُمُ أن تُعرِضوا / عنّي وأَنْ طَرَقَ الهَوانُ فِنائي
ما كُنتُ أَحْسَبُ أَنْ يَهونَ عَليكُمُ / ذُلّي وتَسْييري إلى الطُّلَقاءِ
هذي يَتاما كُمْ تَلوذُ بِبَعْضِها / ولكُمْ نِساءٌ تَلتَجي لِنِساءِ
عَجباً لقَلْبي وهْوَ يَأْلَفُ حُبَّكُم / لِمْ لا يَذوبُ بِحُرقَةِ الأَرْزاءِ
وَعَجِبتُ مِن عَيني وقَدْ نَظَرَتْ إِلى / ماءِ الفُراتِ فَلَمْ تَسَلْ في الماءِ
وأَلومُ نَفْسي في امتْدادْ بَقائِها / إذْ لَيسَ تَفْنى قَبْلَ يَومْ فَناءِ
ما عُذْرُ من ذَكَرَ الطُّفوفَ فلَمْ يَمُتْ / حُزناً بِذِكرِ الطّاءِ قَبلَ الفاءِ
إنّي رَضيتُ مِن النَّواظِرِ بالبُكا / ومِن الحَشى بِتَنَفُّسِ الصُعَداءِ
ما قَدْرُ دَمْعي في عَظيمِ مُصابِكم / إلا كَشُكرِ اللهِ في الآلاءِ
وكِلاهُما لا يَنْهَضانِ بِواجِبٍ / أَبَداً لدى الآلاءِ والأَرْزاءِ
زَعَمَتْ أُمَيَّةُ أنَّ وَقْعَةَ دارِها / مِثْلُ الطُّفوفِ وذاكَ غَيرُ سَواءِ
أَينَ القَتيلُ عَلى الفِراشِ بِذِلَّةٍ / مِن خائِضِ الغَمَراتِ في الهَيْجاءِ
شَتّانَ مَقتولٌ عليهِ عِرْسُهُ / تَهوي وَمَقتولٌ عَلى الوَرْهاءِ
لَيْسَ الذي اتَّخَذَ الجِدارَ مِنَ القَنا / حِصْناً كَمُقْريهِنَّ في الأَحْشاءِ
هاتف بالنعي سد الفضاءا
هاتف بالنعي سد الفضاءا / وأحال الصبح المنير مساءا
وأضل الوفود ساعة أهدى / بنعي المهدي ذعراً عناءا
وفقيد خص الكرام فأضحى / الناس طراً برزئةٍ شركاءا
أسف الماجدون حزناً عليه / فهم كاظمون فيه العناءا
فكأن كل واحدٍ منهم يع / قوب قد جاءه بنوه عشاءا
كيف بالصبر في رزية ندب / طبق الري والعراق بكاءا
فكأن العراق والري قاما / مأتماً واحداً وناحا سواءا
جاء يقتاده اشتياق مزار / لقبور بها الوجود أضاءا
فمضى وهو زائر في جنان / الخلد منها نفوسها الأزكياءا
وكأنه اختار المنية كيلا / عنهم بعد قربه يتنائى
وهم حين عاينوا مننه قلباً / صادقاً في ودادهم وولاءا
قربوا جسمه إليهم وأدنوا / في الرفيع الأعلى له حوباءا
فغدا وهو فائزٌ في نعيم / ليس يخشى عليه ثم شقاءا
لست أدري أنهنه الوجد فيه / أم بعظم الفراق أزداد داءا
أم ألوم الزمان فيما تجري / وإل المحسنين فيه أساءا
لا أذم الزمان وهو محلىً / بأبي المصطفى علاً وبهاءا
الذي غنت الحداة عليه / حيث حلوا من الفجاج ثناءا
والذي سار ذكره حيث سارت / نيرات السما وأهدت سناءا
والذي يفرج الشدائد حتى / ليس تلقى الزمان إلا رخاءا
فاق فيه العراق فخراً إلى أن / كاد يغدو على السماء سماءا
من يقس نيله بنيلٍ سواه / فلقد قاس بالسراب الماءا
سبق السابقين بالمجد حتى / ترك الأقدمين سبقاً وراءا
ما ابن يحيى ما حاتم ما اب / ن عباد وإن في الأنام فاقوا علاءا
ذاك عصر يدعو بينه إلى ال / جود فلا غرو أن دوا أسخياءا
ربما قلت الوفود على من / قد رأى في العلا له أكفاء
أي الفخر للسخي بعصر / كل أهليه أصبحوا بخلاءا
وهو من بينهم كشمس نهارٍ / لا ترى الخلق من سواها ضياءا
لا تزال الدنيا لديه ذلولاً / آخذاً في زمامها حيث شاءا
مده اللَه بالعطاء كما في / حبه لم يزل يمد العطاءا
وحباه من فضله بالأماني / وكفاه الأهوال والأرزاءا
لم أفه بالعزاء علماً بأني / فيه أهدي إلى البحار الماءا
من يقل للجبال كوني جبالاً / فلقد فاه بالمقال هذاءا
لم يزده العزاء إلا كما قد / زاد ضوء المصباح نوراً ذكاءا
لا أرى صبره سوى سد ذي ال / قرنين قد عاق عن حشاه العناءا
بدر مجدٍ تحوطه من ذويه / شهب عنه ترجم اللئماءا
طهروا عنصراً وطابوا فروعاً / وأمدوا على الورى أفياءا
في بيوت مثل الربيع لدى من / نزلوا ساحها مصيفاً شتاءا
قد أقروا بساحهن شقيقي / مذا غدا لا يرى الفضاء فضاءا
ورأى اليسر نائياً منه حتى / حل في ربعهم رآه أزاءا
وتردى به وأقبل يسعى / في سرور يجر ذاك الرداءا
سكنوا روعة له وأعادوا / فقره بالسماح منهم غناءا
جمعوا شملنا به بعد صدع / جمع اللَه شملهم والعلاءا
كدت أفنى شوقاً إليه إلى أن / قيل بشراً قد حل ذاك الفناءا
وأعادوا لي الحياة أمات اللَ / ه من أصبحوا لهم أعداءا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025