المجموع : 5
قم يا نديمي فهذه الصهباء
قم يا نديمي فهذه الصهباء / قد باكرت حانتها الندماء
وانهض بنا نخطب عروساً ما لها / غير الملوك ذوي الصفا ألفاء
وأزل بها ضراء صحوي حيث ما / لي في سوى سكري بها سراء
راح إذا مزجت يروح مركباً / منها لأدواء الهموم دواء
يا قوتة في جوهر من فوقها / حبب لآلئه لها لألاء
ما الكيمياء سوى المعتقة التي / قد أحكمت أكسيرها الحكماء
شمس على الأقمار بات يديرها / بدر له فلك اللبهاء سماء
ساق عن الجنات تغني المجتني / من وجنتيه الروضة الغناء
يسقيكما والنقل من شفتيه وال / مصباح منه غرة غراء
للَه رب ملاحة أبداً على / عرش الجمال لذاته استيلاء
وأمير حضرة رقة وخلاعة / تسعى لطاعة أمره الأدباء
متناقض الأوصاف مجتمع به / لهب على ورد الخدود وماء
ريم فما البيض الحداد إذا رنا / وإذا انثنى ما الصعدة السمراء
يسطو على أسد الشرى فيصدها / بلواحظ هي والقضاء سواء
لا تنكرون منه ابتساماً كلما / غلبت علي صبابة وبكاء
برق ثناياه وبين جوانحي / رعد وعيني مزنة وطفاء
ملك الحسان كأنما من فرعه / للنصر منشور عليه لواء
قم يا نديم فهذه الصهباء
قم يا نديم فهذه الصهباء / قد بكرت حاناتها الندماء
وانهض بنا نخطب عروسا ما لها / غير الملوك ذوي الصفا اكفاء
وأزل بها ضراء صحوي حيث ما / لي في سوى سكري بها سراء
راح إذا مزجت يروح مركبا / منها لا دواء الهموم دواء
ياقوتة في جوهر من فوقها / حبب لألئه لها لاءلاء
ما الكيمياء سوى المعتقة التي / قد أحكمت إكسيرها الحكماء
شمس على الأقمار بات يديرها / بدر له فلك البهاء سماء
مشمولة من كف أغيد وجهه / شمس النهار وشعره الظلماء
ساق عن الجنات تغني المجتني / من وجنتيه الروضة الغناء
يسقيكها والنقل من شفتيه وال / مصباح منه غرة غراء
للَه رب ملاحة أبدا على / عرش الجمال لذاته استيلاء
وأمير حضرة رقة وخلاعة / تسعى لطاعة أمره الأدباء
متناقض الأوصاف مجتمع به / لهب على ورد الخدود وماء
ريم فما البيض الحداد إذا رنا / وإذا انثنى ما الصعدة السمراء
يسطو على أسد الشرى فيصيدها / بلواحظ هي والقضاء سواء
لا تنكروا منه ابتساما كلما / غلبت علي صبابة وبكاء
برق ثناياه وبين جوانحي / رعد وعيني مزنة وطفاء
ملك الحسان كأنما من فرعه / للنصر منشور عليه لواء
حاشاه من جور وعند قوامه / عن عدل سلطان الورى أنباء
مر العباد الصالحين الوارثين / الأرض علما أنهم أمناء
هم آل عثمان الذين بهم أتى / رمز الكتاب وقرر العلماء
من كل سلطان يجل مقامه / عن أن يقال محله الجوزاء
ومتوج بعظيم تاج مهابة / وجلالة تعنو لها العظماء
ربي أدم واحرس وأيد ملكه / ما دامت الغبراء والخضراء
ذاك المضاف إلى الحميد عبادة / إذ بالمسمى تحمد الأسماء
مدد الإله وظله في أرضه / ووليه وأمينه المعطاء
وعلى خليقته خليفته الذي / آباؤه من قبله الخلفاء
وأمير كل المؤمنين أمامهم / نعم الإمام وهكذا الأمراء
ملك ملائكة السماء تود لو / كانوا لخدمته هم الوزراء
وصف السعيد الآصفي وزيره / صدر العدالة عينها النجلاء
أعظم به صدرا وجيها قلبه / لصفا المراحم والعفاف أناء
مجلا سماء معارف أفكاره / شهب ثواقب والذكاء ذكاء
ما بين لا منه وقولته نعم / تجري الأمور بما القضا يشاء
بشرى لقوم بالسعدي مطالعا / حازوا الملاذ لأنهم سعداء
إذ من عنايته غدت سيواس في / حقي يحق لأهلها السراء
شكراً على شكر بان قد أحرزت / شرفا به تتشرف الشرفاء
ولها الهناء ببدر حق اشرقت / منه على بلدانها الأضواء
نعم الولاية حيث واليها الذي / قدمت لها بقدومه النعماء
وآل ولاة الأمر تعرف أنه / حقي حكم لم يشبه هراء
في الكون قد شاعت مأثره سنا / إذ ما على شمس النهار خفاء
حتى أقرت حاسدوه بفضله / والفضل ما شهدت به الأعداء
غصن نما في دوحة العدل التي / لا تستميل غصونها الأهواء
عف المآزر لا يدنسه هوى / نفس أغرله الحياء رداء
ماك الرقاب مكارما ومراحماً / إذ هكذا الكرماء والرحماء
فاق الشمول لطافة بشمائل / يحلو بها الأنشاد والأنشاء
شهم حماه جنة وسعادة / لكن على الطاغي لظى وشقاء
في قلبه التقوى علتها رأفة / وجراة وسماحة ووفاء
سيواس لا برحت به مغبوطة / تبدو عليها بهجة وبهاء
من للشئام به ليعلو الحق في / سورية وتعمها النعماء
روحي الفداء لذلك الباشا الذي / ما إن له إلا النفوس فداء
ورث النجابة والسيادة كابراً / عن كابر أباؤه كبراء
وجنى المحامد والفخار ففضله / والمجد فيه وراثة وشراء
شبل التقي الصالح المبرور وال / آباء من أسرارها الأبناء
هو ذلك الباشا علي الشأن من / سبقت له الألاء والنعماء
أنعم به سلفاتي من بعده / خلف أماجد كلهم نجباء
والميت حي لم يمت ما دام في ال / دنيا عليه ترحم الأحياء
يا حبذا الآثار حسن ماثر / لم تغن والذكر الجميل بقاءُ
مولاي يا والي أجل ولاية / بك جادها من جودها الأنداء
ما أنت إلا الحق ضدك مبطل / وبضدها تتميز الأشياء
لا زلت شمسا في سماء معارف / متشرفون بمدحك الفصحاء
كفو لكل بديعة عربية / خود إليك تزفها الشعراء
واسلم ودم اغنى الورى قلبا له / تدعو بطول بقائك الفقراء
يا منحة من المليك بها على / سيواس كي تحيا بها الأملاء
بلد لها تشدو التهاني أرخوا / قامت بمنحة حقها العلياء
أولى الورى بالغادة الحسناء
أولى الورى بالغادة الحسناء / اكفاؤها حقا بنو الأكفاء
حسن الصفات بأهلها ذاتية / وبغيرهم اسم من الأسماء
للَه در بني الشقلى إنهم / درر فرائد في عقود بهاء
لا سيما بن الراغب الندب الفتى / المصطفى من صفوة الكرماء
المستحق مفاخر التشريف من / ملك الملوك سلالة الخلفاء
بشرى له بخريدة شرفت به / وله أتت تمشي على استحياء
انعم بأوحد حاز ثالث رتبة / فاقت بحايزها على الجوزاء
غراء قد وافت أغرغدت عن ال / أولى تبوح بأصدق الأنباء
نعماء من ظل الإله فياله / ظلا على الغبراء كالخضراء
سلطاننا عبد الحميد أمامنا ال / كنز المطلسم أعظم العظماء
شمس العدالة من به عنا انجلى / ظلم المظالم وانمحت بضياء
بالنصر والفتح المبين احفظه يا / نعم النصير له على الأعداء
شكرا لنعمته على بدر سما / بذكائه الوقاد فوق ذكاء
بدر به دار الطباعة دارة / فاقت على أعلى سماء سناء
ما بابل إذ في الكنانة كاتب / سحر النهى ان شاء بالإنشاء
خمر حلال في دمشق مديره / ساق شمائله صفا صهباء
ماذا أقول بمن مزايا فضله / جلت لكثرتها عن الأحصاء
أحسن به من محرز تاريخه / جل الكمال برتبة العلياء
فهي أفضت بنا إلى شر دار
فهي أفضت بنا إلى شر دار / للأسأة أخذها والعطاء
بئس دار مشوه منتهاها / كل من مبتداه طين وماء
لمحة هذه الحياة إذا فك / رت فالابتداء منها انتهاء
فاسئل النيرات عمن اظلت / هم على الأرض قبلنا الخضراء
قرض الأجمعين مقراض دهر / نصلتاء صباحه والمساء
فلك للحصاد والدرس منه / أطلعت سجل الهلال السماء
والجديدان كم بعتقهما أخ / لق خلقا بلاهما والبلاء
زينة للدنا الزوال حلاها / ومئال البهاء منها هباء
تلك آثار من مضى سوف تمضي / ثم تنسى الذوات والأسماء
يا سليل العظام يا سبط باز / وقفت في رحابه الأولياء
هون الأمر حيث لا حيلة وآل / ترك أولى إذا اضمحل الرجاء
وإذا الفقد كان لا بد منه / صاح فالحزن والسرور سواء
كيف لا نرتضي بحكم قضاء / قد تساوى فيه بنا الأنبياء
هات نبكي مدى الزمان ولكن / ليت شعري ماذا يفيد البكاء
يا ترى هل أحس صخر بما قد / أنشدت بعد فقده الخنساء
ليس الأذكرى محاسن موتا / كم به الأجر أيها الأحياء
نور اللَه مرقدا ضم بدرا / أظلمت في مغيبه الأحياء
بدر سعد هوى لاشرف لحد / زانه المجد والوفا والحياء
حبذا فرقد توارى فودت / لو ترى مرقدا له الجوزاء
شرف الترب مثلما خلف الذك / ر فطاب الثرى به والرثاء
فهنيئا لذلك الجدث المر / موس فيه النعيم والنعماء
والحبيب الذي بفقديه مني / اشنفت الحاسدون والأعداء
والوالي الحميم لو كان يبقى / لحميم مع الزمان ولاء
ما غراب البين المروع إلا / فرقة بعدها اللقا عنقاء
آه مما لا بد من فتكها هي / هات أين المفر والاتقاء
ساعة بينما تراها أماما / فإذا ذلك الإمام وراء
تركت هاشما صريعا وقد هب / ت عليه من الردى النكباء
غيبت ذلك المحيا الذي كا / ن بمجلي جماله بستضاء
فجعتنا بقصم غصن شباب / اقفرت منه روضة الغناء
لهف قلبي على سراج منير / قد خلت من سنائه العلياء
أطفأت نوره الليالي ففي أع / يننا الدهر كله ظلماء
سبق اللاحقين فيه إلى ما / سبقته أجداده الوزراء
ومضى مسرعا لدار بها قد / وعد المتقون والأصفياء
فبروحي ضريح ريحانة من / روحها كان عطرنا والكباء
واحبيباه ما احتيالي بمكرو / ه إلى ورده دعاك الفضاء
ما سوى فقدك المصيبة والدا / هيه المد لهمة الدهماء
ليتنا لم نكن لهذا ولكن / قضي الأمر وانتهى الإمضاء
لجميلكم مني الدعاء جزاء
لجميلكم مني الدعاء جزاء / إذ لم يحط فيه عليه ثناء
يا كوكب الشام الذي آراءه / شهب كما أن الذكاء ذكاءُ
يا من دمشق الشام لا برحت به / يعلو محاسنها سنا وسناء
أنت الذي حق الفخار لمجلس ال / بلدي فيك وهكذا الرؤساء
لم لا وقد شيدته ركنا له / فوق العلاء الرتبة العلياء
ما غيرها فوق الثرى أرض بها / لذرى السماء تفاخر الغبراء
بلد لها تسعى الورى وتود لو / حجت إليها الكعبة الغراء
بلد بها العظمي محمد كيف لا / تأوي إلى تعظيمها العظماء
المقتفي أثر الجدود وحبذا / فرع نمته أصوله الوزراء
والملبس الحظ العظيم لجلق / عن همة من دونها الجوزاء
يا صاح لذ بحمى سعادته تفز / فاللائذون بظله سعداء
ما الكيمياء سوى عنايته إذا / حلت فما البيضاء والصفراء
لخصيصه البشرى بكل مسرة / بين الأنام وحبذا السراء
شهم قد اختار الأمين محمد / لوظيفة سرت لها الأعضاء
لم يتخذ إلا الأمير لسره / إذ الأمانة أهلها الأمناء
والحزم كل الحزم بين ذوي النهى / بمحلها لن توضع الأشياء
والحق فاز به الأحق مؤرخا / ولقد جرت لمقرها النعماء