المجموع : 6
تَفديك أَنفُسنا من الأَسواءِ
تَفديك أَنفُسنا من الأَسواءِ / وَتَقيكَ شَرَّ حوادث الضَرّاءِ
وَبَقيتَ ما بَقيَ الزَمانُ مهنّأً / بالسَعد مَنصوراً على الأَعداءِ
وَهِمَ الَّذي قالَ اِعتللت مخبراً / ما اِعتلَّ غَيرُ المجد وَالعَلياءِ
أَنتَ الَّذي أَضحى الزَمانُ بجوده / متبلِّجاً عَن غَرَّةٍ بَيضاءِ
وَلكم شَفى الآمال كَفُّك بالنَدى / من علَّة إِذ لاتَ حينَ شفاءِ
فاسلم سلمتَ من المَكاره راقياً / دَرَجَ العُلى متبوّئ النعماءِ
هَذه الأَرضُ قد سقتها السَماءُ
هَذه الأَرضُ قد سقتها السَماءُ / فاِسقِياني سَقَتكما الأَنواءُ
بنتَ كَرمٍ قَد هامَ كُلُّ كَريم / في هَواها وَطابَ منها الهَواءُ
واِجلواها عَذراءَ تَحكي عروساً / أَلبسَتها نطاقَها الجَوزاءُ
وأَعيدا مَديح يحيى ليحيا / مَيتُ هَجرٍ قد عزَّ منه الشِفاءُ
هُوَ عَوني عَلى العُلى وَرَجائي / حبَّذا العَونُ في العُلى وَالرَجاءُ
وَهوَ أنسي في وحشَتي وَسُروري / في هُمومي وَديمتي الوطفاءُ
شملَ الخَلقَ فضلُه فَأَقرَّت / بنداهُ الأَمواتُ والأَحياءُ
فَبِيَحيى لا يَبرح الفَضلُ يحيا / وَالمَعالي به لهنَّ اِعتلاءُ
أَحكَم الوُدّ منه عقد إِخائي / هَكَذا هَكَذا يَكونُ الإِخاءُ
أَشرقت في غلالةٍ زَرقاءِ
أَشرقت في غلالةٍ زَرقاءِ / فأَغارَت شمسَ الضحى في السَماءِ
وَأَضاءَت في غَيهَب الشعرِ الوَح / فِ فأَزرَت بالبَدر في الظَلماءِ
وَتَحَلَّت من مُنتَقى اللّؤلؤ الرّط / بِ وِشاحاً أَبهى منَ الجَوزاءِ
وَثنت سَمهريَّ قامتها اللَّد / نَ فأَلوت بالصَعدة السَمراءِ
وَتَجَلَّت تَختالُ في حِبَرات ال / عُجبِ تيهاً وحُلَّة الكبرياءِ
يا لبيضاءَ زانَت الوجنة الحم / راءَ منها بالشامة الخَضراءِ
أَنا من فَرقها ومن فَرعها الفا / حِم في صَبوَةٍ صباحَ مَساءِ
ذاتَ قَلبٍ أَقسى على الصبِّ من صخ / رٍ وَجِسمٍ أَرقَّ من صهباءِ
بَسمت فاِنثنيتُ أثني على تِل / كَ الثَنايا وأَينَ منها ثَنائي
وَعَجيبٌ والطَرفُ منها / كَيفَ أَدمَت بحدِّه أَحشائي
هيَ مَعنى هِندٍ وَدَعدٍ وأَسما / ءَ وَما هذه سِوى أَسماءِ
لَو أَبانَت حجابَها أَسماءُ
لَو أَبانَت حجابَها أَسماءُ / ما أَبانَت عَن غيرها الأَسماءُ
سَترت حُسنها بحُجبِ سَناها / فعَدانا عنها سَنىً وَسَناءُ
هي أَسمى من أَن تَراها بعينٍ / كُلُّ عَينٍ من دونها عَمياءُ
شَهِدَ القَلبُ حُسنَها فهَداهُ / بهداهُ إذ ضَلَّت الآراءُ
عَقَل العَقل كُنهُها عَن وصولٍ / فَأَقَرَّت بِعجزها العُقَلاءُ
واِختفَت بالجَلال حينَ تَجَلَّت / فَلَها بالظُهور منها خَفاءُ
كَم أَضَلَّت وكَم هَدت من أُناسٍ / وَلِكُلٍّ فيما أرته اِرتياءُ
ضَلَّ من ضَلَّ في هَواها ولَم يَد / رِ أَمامٌ سَبيلُها أَم وَراءُ
واِهتَدى مَن هَدَته بَدءاً وَلَكِن / لَيسَ يَدري ما يَقتَضيه القَضاءُ
يَدَّعي وصلَها الجَهولُ وحاشا / أَن يَنال المصونَ منها اِدِّعاءُ
رامَ من رامَ أَن يَراها عياناً / فاِنثَنى لَم يَنَله إِلّا العَناءُ
دُكدِكت دونَها جِبالٌ فأَضحَت / وَهيَ مِن نورها المَضيء هَباءُ
دَع دَعاوى قَومٍ أَتوها بِجَهلٍ / فالدَعاوى أَبناءُها أدعياءُ
واِتَّبع سُبلَ من دَعَتهم إِلَيها / رَغبَةً لم يَشُب صَفاها رياءُ
واِقضِ وَجداً في حُبِّها تحيَ ما شِئ / تَ فأَمواتُ حبِّها أَحياءُ
وَسائِلٍ ليَ عَن أَشياءَ كَيفَ أَتَت
وَسائِلٍ ليَ عَن أَشياءَ كَيفَ أَتَت / مَمنوعةَ الصرف في القرآن أَشياءُ
وَكَيفَ لَم يَمنَعوا أَمثالَها زِنَةً / فَجاءَ بالصَرف أَسماءٌ وأَبناءُ
فَقُلتُ إِنّي كَفيلٌ بالجَوابِ لَها / فاِسمع فِللقَوم في أَشياء آراءُ
فَقائِلٌ إِنَّها في الأَصلِ شَيّاءُ / كمثل حَلفاء وَزناً فهيَ فَعلاءُ
لكنَّهم قَلبوا من لفظها فأَتَوا / باللّام أَوَّلها فالوَزنُ لَفعاءُ
فَلَم تَكُن جمعَ شَيءٍ فهيَ مُفرَدَةٌ / فَلَيسَ يُشبهُها في الوَزن أَسماءُ
وعلَّةُ المَنعِ فيها عنده أَلِفُ الت / تأنيثِ وهوَ جَوابٌ فيه إِرضاءُ
وَقائِلٍ أَنَّها جَمعٌ ومُفردُها / شيءٌ وَمثلُهما فيءٌ وأَفياءُ
لكنَّها أَشبَهت حَمراءَ فاِمتنعَت / صَرفاً كَما اِمتنعَت في النَحوِ حَمراءُ
وَوجهُ شِبهِهما إِيرادُ جَمعِهما / مِثلَينِ في الوَزنِ والأَلفاظِ أَسواءُ
وَقائِلٍ إِنَّها جَمعٌ وواحدُها / شيءٌ ولكنَّها في الوَزنِ أَفعاءُ
وأَصلُها أَفعلاءُ ثمّ حوَّلها / أَفعاءَ حَذفٌ له في الصَرف إِبداءُ
وعلَّةُ المَنعِ فيها أَنَّ آخرَها / مدٌّ كَما مُنِعت للمدِّ صَحراءُ
وَقيل جَمعُ شُييءٍ وَهو مُفردُها / عَلى فُعَيلٍ كَما قالوا أَخِلّاءُ
فَأَصلُها أَفِعلاءٌ ثمَّ أَنَّهم / أَتوا بِحَذفٍ إِلى أَن قيل أَفعاءُ
وَقيلَ بَل أَصلُ شيءٍ فَيعِلٌ زِنةً / كهيِّن وَلِهَذا الإسم أَسماءُ
وَخفَّفوه بِحَذفٍ مثل فِعلهمُ / في هَيِّن وَلهذا الحَذف أَنحاءُ
فَجَمعُه أَشيياءٌ عند قائلِهِ / كأهوِناء وبعد الحَذف أَشياءُ
وَقيلَ بَل هيَ أَفعالٌ وَقَد سُمعَت / ممنوعةً وهي للأَقوال إِيفاءُ
فَتِلكَ سِتَّةُ أَقوالٍ مُنضَّدةٍ / ما شانَ ناظمَها عيُّ وإِعياءُ
وَالقَولُ ما قال عَمرٌو وهو أَوَّلُها / وَكَم لأَقواله في النَحو إِمضاءُ
فَقُل لمن يدَّعي علماً أَعندك من / هذي المَذاهبِ في أَشياءَ أَنباءُ
فإِن أَجابَكَ أَو أَولاكَ مَعرفةً / فلِلأَفاضِل إِفضالٌ وإِيلاءُ
وإِن توقَّفَ جَهلاً بالجَوابِ فَقُل / حَفِظتَ شَيئاً وَغابَت عنك أَشياءُ
ثُمَّ الصَلاةُ عَلى أَعلى الوَرى شَرفاً / وآلهِ ما شَدَت في الأَيك وَرقاءُ
وَلَقَد حَلَلتُ من المَنازِل وادياً
وَلَقَد حَلَلتُ من المَنازِل وادياً / مَحلَ الجوانب إسمُه البَيضاءُ
فرحلتُ عنه وَقُلتُ للركب اِرحَلوا / عنه عليه الرايةُ السَوداءُ