المجموع : 1702
إِنَّ كُؤوسَ المُدامِ تُشبِهُها السُ
إِنَّ كُؤوسَ المُدامِ تُشبِهُها السُ / يوفُ وَالمَوتُ في مَضارِبِها
شُموسُها شَمسُ باطِلٍ شَرَقَت / فَلا يَكُن فوكَ مِن مَغارِبِها
وَنَملُها إِن تَدِبَّ في جَسَدٍ / أَضَرُّ لِلنَفسِ مِن عَقارِها
وَكُلُّ ما أَذهَبَ العُقولَ وَإِن / خالَفَها فَهوَ مِن أَقارِبِها
جَرَّبَها عالِمٌ بِشيمَتِها / وَيَذهَبُ اللُبُّ في تَجارِبِها
وَقَد تُقَضّى الحَياةُ راضِيَةً / بِدونِ ما نيلَ مِن مَآرِبِها
إِن شَرِبَت راحَها زَنَت وَجَنَت / فَلتَتَّقِ اللَهَ في مَشارِبِها
خَف دَنِيّاً كَما تَخافُ شَريفاً
خَف دَنِيّاً كَما تَخافُ شَريفاً / صالَ لَيثُ الشَرى بِظُفرٍ وَنابِ
وَالصِلالُ الَّتي يَخافُ رَداها / شَرُّها في الرُؤوسِ وَالأَذنابِ
هَل جَنابٌ نَحُلُّهُ غَيرَ دُنيا / نا فَإِنّا مِنها بِشَرِّ جَنابِ
عُلِّقَ الحَينُ في الحَضارَةِ بِالخِد / رِ وَفي البَدوِ شُدَّ بِالأَطنابِ
لا تَدَرَّع مِنَ القَضاءِ فَما سَي / فُ المَنايا عَنِ الدُروعِ بِنابِ
زارَتِ الشامَ وَالعِراقَ وَكُلَّ الأَر / ضِ ما جانَبَت قَطينَ الجَنابِ
كَلَّ عِلمُ الطَبيبِ عَن مَرَضِ المَو / تِ وَقَد نابَ فيهِ كُلَّ مَنابِ
نَطَقَت أَلسُنُ الحِمامِ وَبِالإي / جازِ جاءَت وَكَثرَةِ الإِطنابِ
لا يَكادُ الفَتى يُجَهَّزُ إِلّا / عَن بَديلٍ مَكانَهُ مُستَنابِ
أَسطُرٌ لابَ حَولَهُنَّ جَهولٌ
أَسطُرٌ لابَ حَولَهُنَّ جَهولٌ / فَهوَ يَرجو هَدياً بِأَسطَرلابِ
لا تَقِسني عَلى الَّذي شاعَ عَنّي / إِنَّ دُنياكَ مَعدِنٌ لِلخِلابِ
قَد يُسَمِّيَ الفَتى الجَبانَ أَبوهُ / أَسَداً وَهوَ مِن خِساسِ الكِلابِ
وَالبَرايا لَفظُ الزَمانِ وَلابُدَّ / لَهُ مِن تَغَيُّرٍ وَاِنقِلابِ
عَجِبَ اللَيلُ مِن سُرورِكَ فيهِ / وَأَتى العَينَ ثاكِلاً في سِلابِ
إِذا اِبنا أَبٍ واحِدٍ أُلفِيا
إِذا اِبنا أَبٍ واحِدٍ أُلفِيا / جَواداً وَعَيراً فَلا تَعجَبِ
فَإِنَّ الطَويلَ نَجيبَ القَريضِ / أَخوهُ المَديدُ وَلَم يَنجُبِ
وَيَشجُبُ كُلُّ اِمرِئٍ في الزَمانِ / مِن آلِ عَدنانَ أَو يَشجُبِ
تُشاوِرُ بِكرَكَ في نَفسِها
تُشاوِرُ بِكرَكَ في نَفسِها / وَتَنسى مُشاوَرَةَ الثَيِّبِ
وَأَنتَ سَفيهٌ رَأى مِثلَهُ / فَقالَ السَفاهُ لَهُ عَيِّبِ
أَيا جَسَدَ المَرءِ ماذا دَهاكَ / وَقَد كُنتَ مِن عُنصُرٍ طَيّبِ
تَخَبَّثتَ إِذ جُمِعَت أَربَعٌ / لَدَيكَ وَأَضحَكتَ في الحَيِّ بي
فَلا تَجزَعَنَّ إِذا ما الحِمامُ / صاحَ بِوَفدِ الضَنى هِيَّ بي
تَصيرُ طَهوراً إِذا ما رَجِعتَ / إِلا الأَصلِ كَالمَطَرِ الصَيِّبِ
وَما لَكَ مالٌ وَإِن جُزتَهُ / فَأَعطِ عُفاتَكَ أَو خَيِّبِ
مَعاصٍ تَلوحُ فَأوصيكُمُ
مَعاصٍ تَلوحُ فَأوصيكُمُ / بِهِجرانِها لا بِإِغبابِها
كَأَنَّ المُهَيمِنَ أَوصى النُفوسَ / بِعِشقِ الحَياةِ وَإِحبابِها
إِذا دَفَنَت في الثَرى هالِكاً / تَناسَت عُهوداً لِأَحبابِها
أَلَبَّت عَلى غَيرِ نَفعٍ لَها / وَذاكَ لِقِلَّةِ أَلبابِها
تَوَلّى الخَليلُ إِلى رَبِّهِ / وَخَلّى العَروضَ لِأَربابِها
فَلَيسَ بِذاكِرِ أَوتادِها / وَلا مُرتَجٍ فَضلَ أَسبابِها
أَما وَالرِكابِ وَأَقتابِها
أَما وَالرِكابِ وَأَقتابِها / تَجوبُ الفَلاةَ بِمُجتابِها
تُنَصُّ بِكُلِّ فَتىً ناسِكٍ / صَحيحِ النُهى غَيرِ مُرتابِها
مَتى ذُكِرَت عِندَهُ مومِسٌ / فَلَيسَ حِذاراً بِمُغتابِها
وَأَجبالِ فِهرٍ وَأَحجارِها / وَكَعبَةِ كَعبٍ وَمُنتابِها
وَكُتبٍ يَبينُ اِتِّقاءُ المَليكِ / في دارِسيها وَكُتّابِها
لَقَد عُتِبَت هَذِهِ الحادِثاتُ / فَلَم تُرضِ خَلقاً بِإِعتابِها
تُحِلُّ إِذا اِستَرَبتُ بِكَ اِهتِضامي
تُحِلُّ إِذا اِستَرَبتُ بِكَ اِهتِضامي / وَأَنتَ فَعَلتَ أَفعالَ المُريبِ
ضَريبُكَ في بَني الدُنيا كَثيرٌ / وَعَزَّ اللَهُ رَبُّكَ عَن ضَريبِ
وَما العُلَماءُ وَالجُهّالُ إِلّا / قَريبٌ حينَ تَنظُرُ مِن قَريبِ
مَتى ما يَأتِني أَجَلي بِأَرضي / فَنادِ عَلى الجَنازَةِ لِلغَريبِ
أَكاشِرُ مَن لَقيتُ عَلى حِذارٍ / وَلَيسَ عَلى اِعتِقادي مِن عَريبِ
يا أَيُّها المَغرورُ لَبَّ مِنَ الحِجى
يا أَيُّها المَغرورُ لَبَّ مِنَ الحِجى / وَإِذا دَعاكَ إِلى التُقى داعٍ فَلَب
إِنَّ الشُرورَ لَكَالسَحابَةِ أَثجَمَت / لاكِ السُرورُ كَأَنَّهُ بَرقٌ خَلَب
وَأَبُرُّ مِن شُربِ المَدامَةِ صُفِّنَت / في عَسجَدٍ شُربُ الرَثيئَةِ في العُلَب
جاءَتكَ مِثلَ دَمِ الغَزالِ بِكَأسِها / مَقتولَةً قَتَلَتكَ فالَهُ عَنِ السَلب
حَلَبِيَّةٌ في النِسبَتَينِ لِأَنَّها / حَلَبُ الكُرومِ وَأَنَّ مَوطِنَها حَلَب
وَالعَقلُ أَنفَسُ ما حُبيتَ وَإِن يُضَع / يَوماً يَضَع فَغوى الشَرابِ وَما حَلَب
وَالنَفسُ تَعلَمُ أَنَّها مَطلوبَةٌ / بِالحادِثاتِ فَما تُراعُ مِنَ الطَلَب
وَالدَهرُ أَرقَمُ بِالصَباحِ وَبِالدُجى / كَالصِلِّ يَفتُكُ بِاللَديغِ إِذا اِنقَلَب
وَأَرى المُلوكَ ذَوي المَراتِبِ غالَبوا / أَيّامَهُم فَاِنظُر بِعَيشِكَ مِن غَلَب
سِيّانَ عِندي مادِحٌ مُتَخَرِّصٌ / في قَولِهِ وَأَخو الهِجاءِ إِذا ثَلَب
لِلرِزقِ أَسبابٌ تَسَبَّب
لِلرِزقِ أَسبابٌ تَسَبَّب / وَالعَيشُ مَأمولٌ مَحَبَّب
وَصَبابَةُ الإِنسانِ بِالدُن / يا أَرَتكَ دَماً تَصَبَّب
شَرِبَ اِمرُؤٌ مِن قَهوَةٍ / شامِيَّةٍ حَتّى تَحَبَّب
وَأَخوهُ يَكرَهُ نُغبَةً / في الرَفدِ مِن ذَهَبٍ يُضَبَّب
وَالمَوتُ طِبٌّ لَيسَ يُب / رِئُهُ الحَكيمُ وَإِن تَطَبَّب
يا طِرفُ إِن بِتَّ الأَقَ / بَّ وَصَمَّ حافِرُكَ المُقَبَّب
وَجَبَبتَ في الجَري الخُيو / لَ وَكُنتَ مِن وَضحٍ مُجَبَّب
فَليُدرِكَنَّكَ مَرَّةً / ما أَدرَكَ الخَرِقُ المُرَبَّب
وَالصَمتُ يَلزَمُهُ الفَتى / مِن بَعدِ ما غَنّى وَشَبَّب
جَنى اِبنُ سِتّينَ عَلى نَفسِهِ
جَنى اِبنُ سِتّينَ عَلى نَفسِهِ / بِالوَلَدِ الحادِثِ ما لا يُحِبّ
تَقولُ عِرسُ الشَيخِ في نَفسِها / لا كُنتَ يا شَرَّ خَليلٍ صُحِب
أَنفَعُ مِنهُ عِندَها بُرجُدٌ / أَذهَبَ قُرّاً أَو سِقاءٌ سُحِب
كَأَنَّما الأَجسادُ إِن فارَقَت
كَأَنَّما الأَجسادُ إِن فارَقَت / أَرواحَها صَخرٌ ثَوى أَو خُشُب
وَما دَرى المَيتُ أَأَكفانُهُ / مُخلِقَةٌ في رَمسِهِ أَم قُشُب
شابَ عَلَينا أَمرَنا شائِبٌ / وَقَد وَدِدنا أَنَّهُ لَم يَشُب
طَوبى لِطَيرٍ تَلقُطُ الحَبَّةَ المُلقاةَ / أَو وَحشٍ تَقَفّى العُشُب
لا تَألَفُ الإِنسَ وَلا تَعرِفُ القَن / سَ وَلا تَسمو إِلَيها الأُشُب
فَلا تَشُبُّ الحَربَ وَقّادَةً / فَخامِدٌ في نَفسِهِ مَن يَشُبّ
قَد أَعزَبَ العالَمُ أَحلامَهُم
قَد أَعزَبَ العالَمُ أَحلامَهُم / يا عازِبَ الحِلمِ عَنِ الناسِ ثُب
نيرانُ حِقدٍ بَينَ أَحشائِهِم / فَلَفظُهُم عَنها شَرارٌ وَثَب
تُنسيهُمُ العارِفَةَ الهيفُ كَالأَغ / صانِ وَالأَعجازُ مِثلُ الكُثُب
أَخبَرتَ عَن كُتبِكَ أُعجوبَةً
أَخبَرتَ عَن كُتبِكَ أُعجوبَةً / وَرُبَّ مَينٍ ضُمِّنَتهُ الكُتُب
تُواصِلُ الغَيَّ وَلَو لَم يَكُن / فيكَ حِجىً ما عَتَبَتكَ العُتُب
وَطَبعُكَ الشَرُّ فَإِن أَمكَنَت / تَوبَةُ لَيلٍ مِن سَوادٍ فَتُب
وَيَطلُبُ النِقلَةَ عَن خيمِهِم / ناسٌ عَلى كُلِّ قَبيحٍ رُتُب
إِنّي وَنفَسي أَبَداً في جِذاب
إِنّي وَنفَسي أَبَداً في جِذاب / أُكذُبُها وَهيَ تُحِبُّ الكِذاب
إِن أَدخُلِ النارَ فَلي خالِقٌ / يَحمِلُ عَنّي مُثقَلاتِ العَذاب
يَقدِرُ أَن يُسكِنَني رَوضَةً / فيها تَرامى بِالمِياهِ العِذاب
لا أُطعَمُ الغِسلينَ في قَعرِها / وَلا أُغادى بِالحَميمِ المُذاب
عاقِبَةُ المَيِّتِ مَحمودَةٌ
عاقِبَةُ المَيِّتِ مَحمودَةٌ / إِذا كَفى اللَهُ أَليمَ العِقاب
لَيسَ عَذابُ اللَهِ مَن خانَهُ / كَالقَطعِ لِلأَيدي وَضَربِ الرِقاب
لَكِنَّهُ مُتَّصِلٌ فَاِحتَقِب / ما شِئتَ لا يوضَعُ كَوَضعِ الحِقاب
وَنارُهُ لا تُشبِهُ النارَ في / إِفنائِها ما أُطعِمَت مِن ثِقاب
كَم عَمَلٍ أَهمَلُهُ عامِلٌ / يَحفَظُهُ خالِقُنا بِاِرتِقاب
وَإِنَّما غودِرَ في مُدَّني / كَقابِ قَوسٍ مُدَّ أَو بَعضِ قاب
لَيتي هَباءٌ في قَناتَي لَأيً / أَو قَطرَةُ بَينَ جَناحَي عُقاب
أَو كُنتُ كُدرِيّاً أَخا قَفرَةٍ / مَشرَبُهُ مِن آجِناتِ الوِقاب
دُنياكَ وَرهاءُ لَها شارَةٌ / وَقُبحُها يُستَرُ تَحتَ النِقاب
يا ناقَةً في ضَرعِها قاتِلٌ / تُعِلُّهُ مُرتَضِعاتُ السِقاب
هَل وَأَلَت مُغفِرَةٌ بِالذُرى / أَو أُفعُوانٌ ساكِنٌ بِالشَقاب
آهٍ لِضَعفي كَيفَ بي هابِطاً / في الوادِ أَو مُرتَقِياً في العِقاب
ما أَجَلي في أَجَلى حاضِرٌ
ما أَجَلي في أَجَلى حاضِرٌ / مِن بَعدِ ما جَرَّبتُ أَهلَ الجَريب
كَأَنَّ حَوّاءَ الَّتي زَوجُها / آدَمُ لَم تَلقَح بِشَخصٍ أَريب
قَد كثُرَت في الأَرضِ جُهّالُنا / وَالعاقِلُ الحازِمُ فينا غَريب
وَإِن يَكُن في مَوتِنا راحَةٌ / فَالفَرَجُ الوارِدُ مِنّا قَريب
هَل مِن عَريبٍ أَو ذَوي جُرهُمٍ / أَو إِرَم أَو آلِ طَسمٍ عَريب
مَن جالَسَ المُغتابَ فَهوَ مُغتاب
مَن جالَسَ المُغتابَ فَهوَ مُغتاب / لَستُ عَلى كُلِّ جَنىً بِعَتّاب
وَلا مُجازٍ مُخطِياً إِذا تاب / وَكَيفَ لي بِوِردِ نُسكٍ مُؤتاب
أَقطَعُ مِنهُ حِندِساً وَأَجتاب / وَتَضمِرُ الأَقتابُ فَوقَ الأَقتاب
تُزعِجُني ذاتُ وَجيفٍ رَتّاب / تَخُطُّ في الأَرضِ سُطورَ الكُتّاب
إِنّي بِنَفسي في التُقى لَمُرتاب / وَلا أَشُكُّ في الحِمامِ المُنتاب
إِذا وَهَبَ اللَهُ لي نِعمَةً
إِذا وَهَبَ اللَهُ لي نِعمَةً / أَفَدتُ المَساكينَ مِمّا وَهَب
جَعَلتُ لَهُم عُشرَ سَقيِ الغَمامِ / وَأَعطَيتُهُم رُبعَ عُشرِ الذَهَب
وَإِلّا فَلَيسَ عَلى قادِحٍ / إِذا ما كَبا الزَندُ دَفعُ اللَهَب
وَلَو أُرسِلَت في المَهَبِّ الجَنوب / لَما عَجَزَت عَن سُلوكِ المَهَبّ
يَحِلُّ بِمَهرٍ رَحيقُ الرُضابِ
يَحِلُّ بِمَهرٍ رَحيقُ الرُضابِ / وَلَيسَ يَحِلُّ رَحيقُ العِنَب
يُعيدُ الفَتى كَالَّذي نابَهُ / جُنونٌ عَلى أَنَّهُ لَم يُنِب
وَما أَخَذَ العَقلَ مِن أَهلِهِ / وَإِن هُوَ غَرَّ اللَمى وَالشَنَب