المجموع : 148
نحن من العيش في ظنون
نحن من العيش في ظنون / وفي يقين من المنون
ثُمّتَ لا نرقب المنايا / أليس ذا غاية الجنون
ليل الصِّبا ونهارُه سكرانُ
ليل الصِّبا ونهارُه سكرانُ / حَدَثان لم يدركهما حدثان
يا زَفرة لا يكاد أزيزها / يَسَعُ الضلوع إليكِ يا هَمَذانُ
قسماً لقد فَقَدَ الفراق بي امرأً / ليست تجود بردّه البلدانُ
يا دهر إنك لا محالة مزعجي / عن خطتي ولكل دهر شان
فاعمد براحلتي هراة فإنها / عَدن وأنت رئيسها عدنان
فلا يثقل عليك أذى عدوّ
فلا يثقل عليك أذى عدوّ / يهب إليك مثل الكلب عاوي
فكم من روضة رضت الأعادي / فعاد العود منها وهو ذاوِ
مدحتُ الأمير وأيامه
مدحتُ الأمير وأيامه / فضاءت وجوه وسيئت وجوهْ
وهل يجحد الشمس إلا العميُّ / وهل يعرف الفضل إلا ذووهْ
أقضي العمر تشبيهاً
أقضي العمر تشبيهاً / على الناس وتمويها
أرى الأيام لا تبقى / على حالٍ فأحكيها
فيوم شرها في / ويوم شرتي فيها
كذا مَن شام بارقة الثنايا
كذا مَن شام بارقة الثنايا / وغر بما تمنيه الصبايا
فأدنى ما يعنُّ له الدواهي / وأيسر ما يلم به الرزايا
أظاعنة ولما أحظَ منها / لتغزيني من الوجد السرايا
أجاعلة الموَاعد لي نقوداً / وتاركة الوفاء بها سنايا
وعدتِ زيارة وقعدتِ عنها / وأوسَعت المنى ليّاً ولايا
قِفي لا بِرَّ أيْسر من سلام / أتدَّخرينني حتى التحايا
بروج شاخصات أم حدوج / وأفلاك طوالع أم مطايا
وراقته الملاح فلم يبيت / رويَّة حازم فيصيب رَايا
وقد أتبعتها نظراً غليظاً / إلى أن جزت أسنمة السبايا
فلا سُقِيت نَداً تلك الثنايا / ولا وقيت ردى تلك النجايا
وَرَين جوانحاً فأرين نكراً / أليس بكل مخزية خزايا
وفي الأظعان لو رحموا أسارى / تفديها وأفئدة سبايا
غدت بشعوبهم نفسي شعاعاً / وقلبي في تشطيهم شظايا
إذا ما عُددت بُكر الغدايا / عليّ وأُحصيت حمر المشايا
فلا يوم كيومك حين بانوا / ولا ليل كليلة جرجرايا
نزلت عن الأسرة والحشايا / وقلت وقد تلاحقت المطايا
لك الخيرات إن حاولت دَلاً / ولي الويلات إن أزمعت نايا
وما أحظى من الحسناء إلا / بما يحظى الشجي من الخلايا
وإن يك حظه منهن حظّاً / على المرباع منا والصفايا
تَطَيَّر أن رأت رأسي خضيباً / وتحت غلائل الخطر البلايا
عذيري من عذارى في ليال / وأيام فرين بها الفرايا
وقالت ما خضبت الشيب لكن / لففت به بلايا في ولايا
وتعجب لاختياري أن رأتني / أرى بحراً وأمتاح الركايا
سأنتاب الوزير فإن أتيحت / زيارته وساعدت القضايا
أنَلْ ما شئت من كرم لديه / وأحظ بما أردت من العطايا
أُعاود وِرده والعود خير / وأرجع إن للرجعى مزايا
عسى الأيام تعتب في ذراه / وتوصي الدهر بي خير الوصايا
ندى كافي الكفاة إليك أشكو / زماناً غير مرضيّ السجايا
زممت إليك آمالي عجافاً / وهمي بعد بدنتها رزايا
ضمنَّ ليَ الغنى بمسير شهر / لتعزم عنك أخلاق الرضايا
عجمت مكاسراً طابت نضاراً / وزدت مكارماً كرمت زكايا
أإسماعيل من راع زعيم / إذا ما نام لم تنم الرعايا
أعرني فضل عارفة وفضلاً / ترى ابن جلا وطلاع الثنايا
يَشيم العز في نوء الدواهي / ويرعى المجد في أرض المنايا
أيا من تعرض للداهيهْ
أيا من تعرض للداهيهْ / ولم يتلزم سنَنَ العافيهْ
سيأتي القضاء فلا تأته / ولا تقعدنّ على القافيه
ويا من يلم به نكبة / وألطاف خالقه خافيه
سيلبسها سابغاً ضافياً / ويشربها عذبة صافيه
وليس الغنى أن يقول الغنيّ / عقاري وداري وأمواليه
ولا أسرج الطِّرف لي يا غلام / ولا نضِّدي الفرش يا جاريه
ولكنها غير ما عنده / من اللّه وافية واقيه
وكلني بالهم والكآبة
وكلني بالهم والكآبة / طَعّانَةٌ لعانةٌ سَبَّابَهْ
للسلفِ الصالح والصحابَهْ / أساءَ سمعاً فأساء جابه
تأمَّلُوا يا كبراء الشيعة / لعشرةِ الإسلامِ والشريعه
أتستحلُّ هذه الوقيعة / في تبع الكفرِ وأهل البيعه
فكيفَ من صدقَ بالرسالهْ / وقام للدِّين بكُلِّ آلهْ
واحرز اللّه يد العقبى له / ذَلِكُمُ الصديقُ لا مَحَالَهْ
إمام من أُجمع في السقيفه / قطعاً عليهِ أنهُ الخليفهْ
ناهيكَ من آثاره الشريفه / في رَدِّهِ كيد بني حنيفه
سَلِ الجبالَ الشُّمَّ والبحارا / وسائلِ المنبر وَالْمَنَارَا
واستعلمِ الآفاقَ والأقطارا م / ن أظهر الدين بها شِعارا
ثم سَلِ الفرسَ وبيت النار / من الذي فَلَّ شبا الكفار
هل هذه البيضُ من الآثارِ / إلا لثاني المصطفى في الغارِ
وسائِلِ الإسلام من قوَّاهُ / وقال إذْ لم تَقُلِ الأفواهُ
واستنجز الوعدَ فأوْمى اللّهُ / من قامَ لما قعدوا إلا هو
ثاني النبي في سِني الولادهْ / ثانيهِ في القبر بلا وسادهْ
أتأمُلُ الجنة يا شتامهْ / ليست بمأواك ولا كرامَهْ
إنَّ امرأً أثنى عليه المصطفى / ثُمَّت والاَه الوصيُّ المرتضى
واجتمعت على معاليه الوَرَى / واختارهُ خليفةً رَبُّ العُلاَ
واتبعتهُ أُمَّةُ الأُمِّيِّ / وبايعتهُ راحةُ الوَصِيِّ
وباسمٍهٍ استسقى حَيَا الوسمي / ما ضرَّهُ هجو الخوارزميِّ
سبحان من لم يُلقمِ الصخرَ فمه / ولم يُعدهُ حجراً ما أَحْلَمَهْ
يا نذل يا مأبُونُ أفطِرت فمه / لشد ما اشتاقت إليك الحطمه
إن أميرَ المؤمنين المرتضى / وجعفر الصادِقَ أو مُوسَى الرِّضَى
لو سمعوك بالخنا مُعَرّضَا / ما ادَّخَروا عنك الحسامَ المنتضَى
ويلك لم تنج يا كلب القمر / ما لك يا مأبونُ تغتاب عُمَرْ
سيد من صامَ وحج واعتمر / صَرِّحْ بإلحادِكِ لا تمشي الخمرْ
يا مَنْ هجا الصِّدِّيق والفاروقَا / كيما يقيمَ عند قومٍ سُوقا
نفخت يا طبلُ عليْنا بوقا / فما لك اليومَ كذا موهوقاً
إنك في الطعنِ على الشيخين / والقدح في السَّيِّد ذي النورين
لواهِنُ الظهر سخين العين / معترضٌ للحين بعد الحين
هلا شغلت باستك المغلومه / وهامةٍ تحمِلُهَا ميشومه
هلا نهتك الوجنة الموشومه / عن مشتري الخلد ببئر رومه
كفى من الغيبة أدنى شمه / من استجاز القدح في الأئمّهْ
ولم يعظم أمناءَ الأُمَّهْ / فلا تلوموه ولومُوا أمَّهْ
ما لكَ يا نذل وللزكيَّهْ / عائشة الراضية المرضيهْ
يا ساقِطَ الغيرة والحمية / ألم تكن للمصطفى حظيَّهْ
من مبلغٌ عنِّي الخوارزميَّا / يخبره أنَّ ابنهُ عَليَّا
قد اشترينا مِنهُ لحمانيَّا / بشرطِ أَنْ يفهمنا المعنيَّا
يا أَسَدَ الخلوة خنزير الملا / مَا لَكَ في الجري تقود الجملا
يا ذَا الذي يثلبني إذا خلا / وفي الْخلا أطعِمُهُ ما في الخلا
وقُلتُ لَمَّا احتفل المِضمارُ / واحتفتْ الأسماعُ والأبصَارُ
سوفَ ترى إذَا انْجَلى الغبارُ / أفرسٌ تحتي أم حِمَارٌ