القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 1702
قَبيحٌ أَن يُحَسَّ نَحيبُ باكٍ
قَبيحٌ أَن يُحَسَّ نَحيبُ باكٍ / إِذا حانَ الرَدىفَقَضَيتُ نَحبي
وَلَم أَرِدِ المَنِيَّةَ بِاِختِياري / وَلَكِن أَوشَكَ الفَتَيانَ سَحبي
وَلَو خُيِّرتُ لَم أَترُك مَحَلّي / فَأَسكُنَ في مَضيقٍ بَعدَ رَحبِ
وَجَدتُ المَوتَ يَنتَظِمُ البَرايا / بِشَجبٍ مِنهُ في أَعقابِ شَجبِ
فَأُوصيكُم بِدُنيانا هَواناً / فَإِنّي تابِعٌ آثارَ صَحبي
لَيالٍ ما تُفيقُ مِنَ الرَزايا
لَيالٍ ما تُفيقُ مِنَ الرَزايا / فَوَيحي مِن عَجائِبِها وَوَيبي
أَعادَت أُسدُها أَسَداً أَكيلاً / وَأَودى ذِئبُها بِأَبي ذُؤَيبِ
يَهابُ الناسُ إيجافَ المَنايا
يَهابُ الناسُ إيجافَ المَنايا / وَهَل حادَ القَضاءُ عَنِ الهَيوبِ
إِذا كَشَّفتَ أَجناسَ البَرايا / وجَدتَ العالَمينَ ذَوي عُيوبِ
ذُيولُهُم كَثيراتُ المَخازي / لِما فَقَدوهُ مِن نُصحِ الجُيوبِ
تُحَدِّثُكَ الظُنونُ بِما تُلاقي / كَأَنَّ الظَنَّ عَلّامُ الغُيوبِ
إِذا اِصفَرَّ الفَتى لِفُراقِ روحٍ
إِذا اِصفَرَّ الفَتى لِفُراقِ روحٍ / فَأَهوِن بِالتَصَعلُكِ وَالشُحوبِ
أَحوبِيَ صاحِبي فَأُعيرَ فَضلاً / عَلَيَّ أَم اِنتُقِصتُ لِأَجلِ حَوبي
بَني الآدابِ غَرَّتكُم قَديماً
بَني الآدابِ غَرَّتكُم قَديماً / زَخارِفُ مِثلُ زَمزَمَةِ الذُبابِ
وَما شُقَراؤُكُم إِلّا ذِئابٌ / تَلَصَّصُ في المَدائِحِ وَالسِبابِ
أَضَرُّ لِمَن تَوَدُّ مِنَ الأَعادي / وَأَسرَقُ لِلمَقالِ مِنَ الزَبابِ
أُقارِضُكُم ثَناءً غَيرَ حَقٍّ / كَأَنّا مِنهُ في مَجرى سِبابِ
أَأُذهِبُ فيكُمُ أَيّامَ شَيبي / كَما أَذهَبتُ أَيّامَ الشَبابِ
مَعاذَ اللَهِ قَد وَدَّعتُ جَهلي / فَحَسبي مِن تَميمٍ وَالرَبابِ
أَحاديثَ الضَبابِ وَآلِ كَعبٍ / نَبَذتُ سَوالِكاً دَرَجَ الضَبابِ
وَما سُمُّ الحُبابِ لَدَيَّ إِلّا / كَنَظمٍ قيلَ في آلِ الحَبابِ
لِيَعدُ مَعَ الضَبابِ سَليلُ حُجرٍ / وَسائِرَ قَولِهِ في اِبنِ الضَبابِ
فَما أُمُّ الحُوَيرِثِ في كَلامي / بِعارِضَةٍ وَلا أُمُّ الرَبابِ
وَإِنَّ مُقاتِلَ الفُرسانِ عِندي / مَصارِعُ تِلكُمُ الغُنمِ الرُبابِ
وَأَلقَيتُ الفَصاحَةَ عَن لِساني / مُسَلَّمَةً إِلى العُربِ اللُبابِ
شُغولٌ يَنقَضَينَ بِغَيرِ حَمدٍ / وَلا يَرجِعنَ إِلّا بِالتَبابِ
ذَروني يَفقِدِ الهَذَيانَ لَفظي / وَأُغلِقُ لِلحِمامِ عَلَيَّ بابي
مَن يَخضُبُ الشَعَراتِ يُحسَبُ ظالِماً
مَن يَخضُبُ الشَعَراتِ يُحسَبُ ظالِماً / وَيُعَدُّ أَخرَقَ كَالظَليمِ الخاضِبِ
وَالشَيبُ في لَونِ الحُسامِ فَلا تَدَع / جَسَدَ النَجيعِ عَلى الحُسامِ القاضِبِ
عُمري غَديرٌ كُلُّ أَنفاسي بِهِ / جُرَعٌ تُغادِرُهُ كَأَمسِ الناضِبِ
جَدَثٌ أُريحُ وَأَستَريحُ بِلَحدِهِ
جَدَثٌ أُريحُ وَأَستَريحُ بِلَحدِهِ / خَيرٌ مِنَ القَصرِ الَّذي آذى بِهِ
وَصَدَقتُ هَذا العَيشَ في حُبّي لَهُ / وَاِغتَرَّني بِخِداعِهِ وَكِذابِهِ
وَجَذَبتُ مِن مَرَسِ الحَياةِ مُغارَهُ / فَالآنَ أَخشى البَتُّ عِندَ جِذابِهِ
وَلَأَشرَبَنَّ مِنَ الحِمامِ كُؤوسَهُ / ما بَينَ جامِدِهِ وَبَينَ مُذابِهِ
عَذبٌ يُعَذِّبُني البَقاءُ وَلِلرَدى / يَومٌ يُخَلِّصُ مِن فُنونِ عَذابِهِ
كَم أُمَّةٍ لَعِبَت بِها جُهّالُها
كَم أُمَّةٍ لَعِبَت بِها جُهّالُها / فَتَنَطَّسَت مِن قَبلُ في تَعذيبِها
الخَوفُ يُلجِئُها إِلى تَصديقِها / وَالعَقلُ وَيحمِلُها عَلى تَكذيبِها
وَجِبِلَّةُ الناسِ الفَسادُ فَظَلَّ مَن / يَسمو بِحِكمَتِهِ إِلى تَهذيبِها
يا ثُلَّةً في غَفلَةٍ وَأُوَيسُها ال / القَرَنِيُّ مِثلُ أُوَيسِها أَي ذيبِها
سُبحانَ مُجَمِّدِ راكِدٍ وَمُقِرِّهِ / وَمُميرِ لَجَّةِ زاخِرٍ وَمُذيبُها
قَد قيلَ إِنَّ الروحَ تَأسَفُ بَعدَما
قَد قيلَ إِنَّ الروحَ تَأسَفُ بَعدَما / تَنأى عَنِ الجَسَدِ الَّذي غَنِيَت بِهِ
إِن كانَ يَصحَبُها الحِجى فَلَعَلَّها / تَدري وَتَأبَهُ لِلزَمانِ وَعَتبِهِ
أَو لا فَكَم هَذَيانِ قَومٍ غابِرٍ / في الكُتبِ ضاعَ مِدادُهُ في كَتبِه
كَم غادَةٍ مِثلَ الثُرَيّا في العُلا
كَم غادَةٍ مِثلَ الثُرَيّا في العُلا / وَالحُسنُ قَد أَضحى الثَرى مِن حُجبِها
وَلِعُجبِها ما قَرَّبَت مِرآتَها / نَزَّهتُ خِلّي عَن مَقالي عُج بِها
إِدأَب لِرَبِّكَ لا يَلومُكَ عاقِلٌ
إِدأَب لِرَبِّكَ لا يَلومُكَ عاقِلٌ / في سَجنِ هَذي النَفسِ أَو إِدآبِها
سَنَؤوبُ في عُقبى الحَياةِ مَساكِناً / لا عِلمَ لي بِالأَمرِ بَعدَ مَآبِها
لا تَأمَنَنَّ مِنَ الدُهورِ تَغَيُّراً / حَتّى تَكونُ ظِبائُها كَذِئابِها
وَيَصيرُ في شَيبانَ مَجنى غَرسِها / وَيَعودُ مَسقِطُ ثَلجِها في آبِها
أَبقَت أَحاديثَ الرِجالِ وَأَهلَكَت / سَلَفي عُتَيبَتَهَا وَآلَ ذُؤابِها
لا رَيبَ أَنَّ اللَهَ حَقٌّ فَلتَعُد
لا رَيبَ أَنَّ اللَهَ حَقٌّ فَلتَعُد / بِاللَومِ أَنفُسُكُم عَلى مُرتابِها
وَغَدَت عُقولُكُمُ تُعاتِبُ أَنفُساً / لَيسَت تَريعُ لِنُصحِها وَعِتابَها
هَلّا تَتوبُ مِنَ الذُنوبِ خَواطِئٌ / قَبلَ اِعتِراضِ المَوتِ دونَ مَتابِها
بَنَتِ النَصارى لِلمَسيحِ كَنائِساً / كانَت تَعيبُ الفِعلَ مِن مُنتابِها
وَمَتى ذَكَرتُ مُحَمَّداً وَكِتابَهُ / جاءَت يَهودُ بِجَحدِها وَكِتابِها
أَفَمِلَّةُ الإِسلامِ يُنكِرُ مُنكِرٌ / وَقَضاءُ رَبِّكَ صاغَها وَأَتى بِها
أَينَ الهُدى فَنَرومَهُ بِمَشَقَّةٍ / في البيدِ ساطِيَةٍ عَلى مُجتابِها
وَالعَيسُ أَقتابٌ لَها مَستورَةٌ / شَكَتِ الَّذينَ سَرَوا عَلى أَقتابِها
لا تَلبَسِ الدُنيا فَإِنَّ لِباسَها
لا تَلبَسِ الدُنيا فَإِنَّ لِباسَها / سَقَمٌ وَعَرِّ الجِسمَ مِن أَثوابِها
أَنا خائِفٌ مِن شَرِّها مُتَوَقِّعٌ / إِكآبَها لا الشُربَ مِن أَكوابِها
فَلتَفعَلِ النَفسُ الجَميلَ لِأَنَّهُ / خَيرٌ وَأَحسَنُ لا لِأَجلِ ثَوابِها
في بَيتِهِ الحَكَمُ الَّذي هُوَ صادِقٌ / فَأتوا بُيوتَ القَومِ مِن أَبوابِها
وَتَخالُفُ الرُؤَساءِ يَشهَدُ مُقسِماً / إِنَّ المَعاشِرَ ما اِهتَدَت لِصَوابِها
وَإِذا لُصوصُ الأَرضِ أَعيَت والِياً / أَلقى السُؤالَ بِها عَلى تُوّابِها
جيبَت فَلاةٌ لِلغِنى فَأَصابَهُ / نَفَرٌ وَصينَ الغَيبُ عَن جَوّابِها
آوى بِها اللَهُ الأَنامَ فَما أَوى / لِمُحالِفي دَدِها وَلا أَوّابِها
أَهلاً بِغائِلَةِ الرَدى وَإِيابِها
أَهلاً بِغائِلَةِ الرَدى وَإِيابِها / كَيما تُسَتِّرُني بِفَضلِ ثِيابِها
دُنياكَ دارٌ إِن يَكُن شُهّادُها / عُقَلاءَ لا يَبكوا عَلى غُيّابِها
قَد أَظهَرَت نُوَباً تَزيدُ عَلى الحَصى / عَدَداً وَكَم في ضَبنِها وَعِيابِها
تَفريهِمُ بِسُيوفِها وَتَكُبُّهُم / بِرِماحِها وَتَنالُهُم بِصُيابِها
ما الظافِرونَ بِعِزِّها وَيَسارِها / إِلّا قَريبو الحالِ مِن خُيّابِها
أَنيابُ جامِعَةِ السِمامِ فَمُ الَّتي / أَطغَت فَخِلتُ الراحَ في أَنيابِها
إِنَّ المَنِيَّةَ لَم تَهَب مُتَهَيَّباً / فَالعَجزُ وَالتَفريطُ في هُيّابِها
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ كُلّاً راغِبٌ / في أُمِّ دَفرٍ وَهوَ مِن عُيّابِها
فَاِتفُل عَنِ التُربِ الفَصاحَةَ إِنَّها / تَقضي لِناعيها عَلى زُريابِها
خَبِرَ الحَياةَ شُرورَها وَسُرورَها
خَبِرَ الحَياةَ شُرورَها وَسُرورَها / مَن عاشَ عِدَّةَ أَوَّلِ المُتَقارِبِ
وافى بِذَلِكَ أَربَعينَ فَما لَهُ / عُذرٌ إِذا أَمسى قَليلَ تَجارُبِ
يا ضارِبَ العَودِ البَطيءِ وَظَهرُهُ / لا وِزرَ يَحمِلُهُ كَوِزرِ الضارِبِ
أُرفُق بِهِ فَشَهِدتُ أَنَّكَ ظالِمٌ / في ظالِمينَ أَباعِدٍ وَأَقارِبِ
قُل لِلمُدامَةِ وَهيَ ضِدٌّ لِلنُهى / تَنضو لَها أَبَداً سُيوفَ مُحارِبِ
لَو كانَ لَم يَحظُركِ غَيرَ أَذيَّةٍ / شَيءٌ لَبِتِّ مُباحَةً لِلشارِبِ
لَكِن حَماكِ العَقلُ وَهوَ مُؤَمَّرٌ / فَاِنأَي وَراءَكِ في التُرابِ التارِبِ
البابِلِيَّةُ بابُ كُلِّ بَلِيَّةٍ
البابِلِيَّةُ بابُ كُلِّ بَلِيَّةٍ / فَتَوَقَّيَنَّ هُجومَ ذاكَ البابِ
جَرَّت مُلاحاةَ الصَديقِ وَهَجرَهُ / وَأَذى النَديمِ وَفُرقَةَ الأَحبابِ
أُمُّ الحَبابِ وَإِن أُميتَ لَهيبُها / بِمَزاجِها وافَت كَأُمِّ حُبابِ
هَتَكَت حِجابَ المُحَصَناتِ وَجَشَّمَت / مُهَنَ العَبيدِ تَهَضُّمُ الأَربابِ
وَتُوَهِّمُ الشَيبَ المَدالِفَ أَنَّهُم / لَبِسوا عَلى كِبَرٍ بُرودَ شَبابِ
وَإِذا تَأَمَّلتَ الحَوادِثَ أُلفِيَت / صُهُبُ الدَنانِ أَعادِيَ الأَلبابِ
شُربي عَلى المُقلَةِ في مَقلَتٍ
شُربي عَلى المُقلَةِ في مَقلَتٍ / وَأَكلِيَ المَشرِقَ بِالمَغرِبِ
آثَرُ عِندي مِن طَعامٍ لَهُم / يُشفَعُ بِالمُطرِفِ وَالمُطرِبِ
يا تَرِبَ الحالَةِ كُلٌّ إِلى التُر / بِ فَجَنِّب حَسَدَ المُترِبِ
ماوِيَّةُ المَرأَةِ لا تَصحَبُ الما
ماوِيَّةُ المَرأَةِ لا تَصحَبُ الما / وِيَّةَ المَرأَةَ مِن عُجبِها
لِعِلمِها أَنَّ الَّذي صاغَها / آثَرَها بِالحُسنِ في حُجبِها
لَو كانَتِ الدُنيا لَها مَنزِلاً / ما قُلتُ عَن مَعرِفَةٍ عُج بِها
سيرَ بِنا فَاِنظُر إِلى رُفقَةٍ / لا تَضَعُ الأَكوارَ عَن نُجبِها
إِتبَع طَريقاً لِلهُدى لاحِباً
إِتبَع طَريقاً لِلهُدى لاحِباً / وَخَلِّ آثاراً بِمَلحوبِ
أُفٍّ لِدُنيايَ فَإِنّي بِها / لَم أَخلُ مِن إِثمٍ وَمِن حوبِ
قُلتُ لَها اِمضي غَيرَ مَصحوبَةٍ / فَقالَت اِذهَب غَيرَ مَصحوبِ
قَد أَهمَلَت لِلخِياطِ إِبرَتَها
قَد أَهمَلَت لِلخِياطِ إِبرَتَها / فَصادَفَت إِبرَةً لِعَقرَبِها
فَهيَ تُسَقّى الحَليبَ لَيلَتَها / وَلَم يَكُن مِن لَذيذِ مَشرَبِها
وَإِنَّما الخَودَ في مَسارِبِها / كَرَبَّةِ السُمِّ في تَسَرُّبِها
فَلا تَكوني مِثلَ الَّتي لَدَغَت / تَبدَأُ في شَرِّها بِأَقرَبِها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025