المجموع : 1702
قَبيحٌ أَن يُحَسَّ نَحيبُ باكٍ
قَبيحٌ أَن يُحَسَّ نَحيبُ باكٍ / إِذا حانَ الرَدىفَقَضَيتُ نَحبي
وَلَم أَرِدِ المَنِيَّةَ بِاِختِياري / وَلَكِن أَوشَكَ الفَتَيانَ سَحبي
وَلَو خُيِّرتُ لَم أَترُك مَحَلّي / فَأَسكُنَ في مَضيقٍ بَعدَ رَحبِ
وَجَدتُ المَوتَ يَنتَظِمُ البَرايا / بِشَجبٍ مِنهُ في أَعقابِ شَجبِ
فَأُوصيكُم بِدُنيانا هَواناً / فَإِنّي تابِعٌ آثارَ صَحبي
لَيالٍ ما تُفيقُ مِنَ الرَزايا
لَيالٍ ما تُفيقُ مِنَ الرَزايا / فَوَيحي مِن عَجائِبِها وَوَيبي
أَعادَت أُسدُها أَسَداً أَكيلاً / وَأَودى ذِئبُها بِأَبي ذُؤَيبِ
يَهابُ الناسُ إيجافَ المَنايا
يَهابُ الناسُ إيجافَ المَنايا / وَهَل حادَ القَضاءُ عَنِ الهَيوبِ
إِذا كَشَّفتَ أَجناسَ البَرايا / وجَدتَ العالَمينَ ذَوي عُيوبِ
ذُيولُهُم كَثيراتُ المَخازي / لِما فَقَدوهُ مِن نُصحِ الجُيوبِ
تُحَدِّثُكَ الظُنونُ بِما تُلاقي / كَأَنَّ الظَنَّ عَلّامُ الغُيوبِ
إِذا اِصفَرَّ الفَتى لِفُراقِ روحٍ
إِذا اِصفَرَّ الفَتى لِفُراقِ روحٍ / فَأَهوِن بِالتَصَعلُكِ وَالشُحوبِ
أَحوبِيَ صاحِبي فَأُعيرَ فَضلاً / عَلَيَّ أَم اِنتُقِصتُ لِأَجلِ حَوبي
بَني الآدابِ غَرَّتكُم قَديماً
بَني الآدابِ غَرَّتكُم قَديماً / زَخارِفُ مِثلُ زَمزَمَةِ الذُبابِ
وَما شُقَراؤُكُم إِلّا ذِئابٌ / تَلَصَّصُ في المَدائِحِ وَالسِبابِ
أَضَرُّ لِمَن تَوَدُّ مِنَ الأَعادي / وَأَسرَقُ لِلمَقالِ مِنَ الزَبابِ
أُقارِضُكُم ثَناءً غَيرَ حَقٍّ / كَأَنّا مِنهُ في مَجرى سِبابِ
أَأُذهِبُ فيكُمُ أَيّامَ شَيبي / كَما أَذهَبتُ أَيّامَ الشَبابِ
مَعاذَ اللَهِ قَد وَدَّعتُ جَهلي / فَحَسبي مِن تَميمٍ وَالرَبابِ
أَحاديثَ الضَبابِ وَآلِ كَعبٍ / نَبَذتُ سَوالِكاً دَرَجَ الضَبابِ
وَما سُمُّ الحُبابِ لَدَيَّ إِلّا / كَنَظمٍ قيلَ في آلِ الحَبابِ
لِيَعدُ مَعَ الضَبابِ سَليلُ حُجرٍ / وَسائِرَ قَولِهِ في اِبنِ الضَبابِ
فَما أُمُّ الحُوَيرِثِ في كَلامي / بِعارِضَةٍ وَلا أُمُّ الرَبابِ
وَإِنَّ مُقاتِلَ الفُرسانِ عِندي / مَصارِعُ تِلكُمُ الغُنمِ الرُبابِ
وَأَلقَيتُ الفَصاحَةَ عَن لِساني / مُسَلَّمَةً إِلى العُربِ اللُبابِ
شُغولٌ يَنقَضَينَ بِغَيرِ حَمدٍ / وَلا يَرجِعنَ إِلّا بِالتَبابِ
ذَروني يَفقِدِ الهَذَيانَ لَفظي / وَأُغلِقُ لِلحِمامِ عَلَيَّ بابي
مَن يَخضُبُ الشَعَراتِ يُحسَبُ ظالِماً
مَن يَخضُبُ الشَعَراتِ يُحسَبُ ظالِماً / وَيُعَدُّ أَخرَقَ كَالظَليمِ الخاضِبِ
وَالشَيبُ في لَونِ الحُسامِ فَلا تَدَع / جَسَدَ النَجيعِ عَلى الحُسامِ القاضِبِ
عُمري غَديرٌ كُلُّ أَنفاسي بِهِ / جُرَعٌ تُغادِرُهُ كَأَمسِ الناضِبِ
جَدَثٌ أُريحُ وَأَستَريحُ بِلَحدِهِ
جَدَثٌ أُريحُ وَأَستَريحُ بِلَحدِهِ / خَيرٌ مِنَ القَصرِ الَّذي آذى بِهِ
وَصَدَقتُ هَذا العَيشَ في حُبّي لَهُ / وَاِغتَرَّني بِخِداعِهِ وَكِذابِهِ
وَجَذَبتُ مِن مَرَسِ الحَياةِ مُغارَهُ / فَالآنَ أَخشى البَتُّ عِندَ جِذابِهِ
وَلَأَشرَبَنَّ مِنَ الحِمامِ كُؤوسَهُ / ما بَينَ جامِدِهِ وَبَينَ مُذابِهِ
عَذبٌ يُعَذِّبُني البَقاءُ وَلِلرَدى / يَومٌ يُخَلِّصُ مِن فُنونِ عَذابِهِ
كَم أُمَّةٍ لَعِبَت بِها جُهّالُها
كَم أُمَّةٍ لَعِبَت بِها جُهّالُها / فَتَنَطَّسَت مِن قَبلُ في تَعذيبِها
الخَوفُ يُلجِئُها إِلى تَصديقِها / وَالعَقلُ وَيحمِلُها عَلى تَكذيبِها
وَجِبِلَّةُ الناسِ الفَسادُ فَظَلَّ مَن / يَسمو بِحِكمَتِهِ إِلى تَهذيبِها
يا ثُلَّةً في غَفلَةٍ وَأُوَيسُها ال / القَرَنِيُّ مِثلُ أُوَيسِها أَي ذيبِها
سُبحانَ مُجَمِّدِ راكِدٍ وَمُقِرِّهِ / وَمُميرِ لَجَّةِ زاخِرٍ وَمُذيبُها
قَد قيلَ إِنَّ الروحَ تَأسَفُ بَعدَما
قَد قيلَ إِنَّ الروحَ تَأسَفُ بَعدَما / تَنأى عَنِ الجَسَدِ الَّذي غَنِيَت بِهِ
إِن كانَ يَصحَبُها الحِجى فَلَعَلَّها / تَدري وَتَأبَهُ لِلزَمانِ وَعَتبِهِ
أَو لا فَكَم هَذَيانِ قَومٍ غابِرٍ / في الكُتبِ ضاعَ مِدادُهُ في كَتبِه
كَم غادَةٍ مِثلَ الثُرَيّا في العُلا
كَم غادَةٍ مِثلَ الثُرَيّا في العُلا / وَالحُسنُ قَد أَضحى الثَرى مِن حُجبِها
وَلِعُجبِها ما قَرَّبَت مِرآتَها / نَزَّهتُ خِلّي عَن مَقالي عُج بِها
إِدأَب لِرَبِّكَ لا يَلومُكَ عاقِلٌ
إِدأَب لِرَبِّكَ لا يَلومُكَ عاقِلٌ / في سَجنِ هَذي النَفسِ أَو إِدآبِها
سَنَؤوبُ في عُقبى الحَياةِ مَساكِناً / لا عِلمَ لي بِالأَمرِ بَعدَ مَآبِها
لا تَأمَنَنَّ مِنَ الدُهورِ تَغَيُّراً / حَتّى تَكونُ ظِبائُها كَذِئابِها
وَيَصيرُ في شَيبانَ مَجنى غَرسِها / وَيَعودُ مَسقِطُ ثَلجِها في آبِها
أَبقَت أَحاديثَ الرِجالِ وَأَهلَكَت / سَلَفي عُتَيبَتَهَا وَآلَ ذُؤابِها
لا رَيبَ أَنَّ اللَهَ حَقٌّ فَلتَعُد
لا رَيبَ أَنَّ اللَهَ حَقٌّ فَلتَعُد / بِاللَومِ أَنفُسُكُم عَلى مُرتابِها
وَغَدَت عُقولُكُمُ تُعاتِبُ أَنفُساً / لَيسَت تَريعُ لِنُصحِها وَعِتابَها
هَلّا تَتوبُ مِنَ الذُنوبِ خَواطِئٌ / قَبلَ اِعتِراضِ المَوتِ دونَ مَتابِها
بَنَتِ النَصارى لِلمَسيحِ كَنائِساً / كانَت تَعيبُ الفِعلَ مِن مُنتابِها
وَمَتى ذَكَرتُ مُحَمَّداً وَكِتابَهُ / جاءَت يَهودُ بِجَحدِها وَكِتابِها
أَفَمِلَّةُ الإِسلامِ يُنكِرُ مُنكِرٌ / وَقَضاءُ رَبِّكَ صاغَها وَأَتى بِها
أَينَ الهُدى فَنَرومَهُ بِمَشَقَّةٍ / في البيدِ ساطِيَةٍ عَلى مُجتابِها
وَالعَيسُ أَقتابٌ لَها مَستورَةٌ / شَكَتِ الَّذينَ سَرَوا عَلى أَقتابِها
لا تَلبَسِ الدُنيا فَإِنَّ لِباسَها
لا تَلبَسِ الدُنيا فَإِنَّ لِباسَها / سَقَمٌ وَعَرِّ الجِسمَ مِن أَثوابِها
أَنا خائِفٌ مِن شَرِّها مُتَوَقِّعٌ / إِكآبَها لا الشُربَ مِن أَكوابِها
فَلتَفعَلِ النَفسُ الجَميلَ لِأَنَّهُ / خَيرٌ وَأَحسَنُ لا لِأَجلِ ثَوابِها
في بَيتِهِ الحَكَمُ الَّذي هُوَ صادِقٌ / فَأتوا بُيوتَ القَومِ مِن أَبوابِها
وَتَخالُفُ الرُؤَساءِ يَشهَدُ مُقسِماً / إِنَّ المَعاشِرَ ما اِهتَدَت لِصَوابِها
وَإِذا لُصوصُ الأَرضِ أَعيَت والِياً / أَلقى السُؤالَ بِها عَلى تُوّابِها
جيبَت فَلاةٌ لِلغِنى فَأَصابَهُ / نَفَرٌ وَصينَ الغَيبُ عَن جَوّابِها
آوى بِها اللَهُ الأَنامَ فَما أَوى / لِمُحالِفي دَدِها وَلا أَوّابِها
أَهلاً بِغائِلَةِ الرَدى وَإِيابِها
أَهلاً بِغائِلَةِ الرَدى وَإِيابِها / كَيما تُسَتِّرُني بِفَضلِ ثِيابِها
دُنياكَ دارٌ إِن يَكُن شُهّادُها / عُقَلاءَ لا يَبكوا عَلى غُيّابِها
قَد أَظهَرَت نُوَباً تَزيدُ عَلى الحَصى / عَدَداً وَكَم في ضَبنِها وَعِيابِها
تَفريهِمُ بِسُيوفِها وَتَكُبُّهُم / بِرِماحِها وَتَنالُهُم بِصُيابِها
ما الظافِرونَ بِعِزِّها وَيَسارِها / إِلّا قَريبو الحالِ مِن خُيّابِها
أَنيابُ جامِعَةِ السِمامِ فَمُ الَّتي / أَطغَت فَخِلتُ الراحَ في أَنيابِها
إِنَّ المَنِيَّةَ لَم تَهَب مُتَهَيَّباً / فَالعَجزُ وَالتَفريطُ في هُيّابِها
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ كُلّاً راغِبٌ / في أُمِّ دَفرٍ وَهوَ مِن عُيّابِها
فَاِتفُل عَنِ التُربِ الفَصاحَةَ إِنَّها / تَقضي لِناعيها عَلى زُريابِها
خَبِرَ الحَياةَ شُرورَها وَسُرورَها
خَبِرَ الحَياةَ شُرورَها وَسُرورَها / مَن عاشَ عِدَّةَ أَوَّلِ المُتَقارِبِ
وافى بِذَلِكَ أَربَعينَ فَما لَهُ / عُذرٌ إِذا أَمسى قَليلَ تَجارُبِ
يا ضارِبَ العَودِ البَطيءِ وَظَهرُهُ / لا وِزرَ يَحمِلُهُ كَوِزرِ الضارِبِ
أُرفُق بِهِ فَشَهِدتُ أَنَّكَ ظالِمٌ / في ظالِمينَ أَباعِدٍ وَأَقارِبِ
قُل لِلمُدامَةِ وَهيَ ضِدٌّ لِلنُهى / تَنضو لَها أَبَداً سُيوفَ مُحارِبِ
لَو كانَ لَم يَحظُركِ غَيرَ أَذيَّةٍ / شَيءٌ لَبِتِّ مُباحَةً لِلشارِبِ
لَكِن حَماكِ العَقلُ وَهوَ مُؤَمَّرٌ / فَاِنأَي وَراءَكِ في التُرابِ التارِبِ
البابِلِيَّةُ بابُ كُلِّ بَلِيَّةٍ
البابِلِيَّةُ بابُ كُلِّ بَلِيَّةٍ / فَتَوَقَّيَنَّ هُجومَ ذاكَ البابِ
جَرَّت مُلاحاةَ الصَديقِ وَهَجرَهُ / وَأَذى النَديمِ وَفُرقَةَ الأَحبابِ
أُمُّ الحَبابِ وَإِن أُميتَ لَهيبُها / بِمَزاجِها وافَت كَأُمِّ حُبابِ
هَتَكَت حِجابَ المُحَصَناتِ وَجَشَّمَت / مُهَنَ العَبيدِ تَهَضُّمُ الأَربابِ
وَتُوَهِّمُ الشَيبَ المَدالِفَ أَنَّهُم / لَبِسوا عَلى كِبَرٍ بُرودَ شَبابِ
وَإِذا تَأَمَّلتَ الحَوادِثَ أُلفِيَت / صُهُبُ الدَنانِ أَعادِيَ الأَلبابِ
شُربي عَلى المُقلَةِ في مَقلَتٍ
شُربي عَلى المُقلَةِ في مَقلَتٍ / وَأَكلِيَ المَشرِقَ بِالمَغرِبِ
آثَرُ عِندي مِن طَعامٍ لَهُم / يُشفَعُ بِالمُطرِفِ وَالمُطرِبِ
يا تَرِبَ الحالَةِ كُلٌّ إِلى التُر / بِ فَجَنِّب حَسَدَ المُترِبِ
ماوِيَّةُ المَرأَةِ لا تَصحَبُ الما
ماوِيَّةُ المَرأَةِ لا تَصحَبُ الما / وِيَّةَ المَرأَةَ مِن عُجبِها
لِعِلمِها أَنَّ الَّذي صاغَها / آثَرَها بِالحُسنِ في حُجبِها
لَو كانَتِ الدُنيا لَها مَنزِلاً / ما قُلتُ عَن مَعرِفَةٍ عُج بِها
سيرَ بِنا فَاِنظُر إِلى رُفقَةٍ / لا تَضَعُ الأَكوارَ عَن نُجبِها
إِتبَع طَريقاً لِلهُدى لاحِباً
إِتبَع طَريقاً لِلهُدى لاحِباً / وَخَلِّ آثاراً بِمَلحوبِ
أُفٍّ لِدُنيايَ فَإِنّي بِها / لَم أَخلُ مِن إِثمٍ وَمِن حوبِ
قُلتُ لَها اِمضي غَيرَ مَصحوبَةٍ / فَقالَت اِذهَب غَيرَ مَصحوبِ
قَد أَهمَلَت لِلخِياطِ إِبرَتَها
قَد أَهمَلَت لِلخِياطِ إِبرَتَها / فَصادَفَت إِبرَةً لِعَقرَبِها
فَهيَ تُسَقّى الحَليبَ لَيلَتَها / وَلَم يَكُن مِن لَذيذِ مَشرَبِها
وَإِنَّما الخَودَ في مَسارِبِها / كَرَبَّةِ السُمِّ في تَسَرُّبِها
فَلا تَكوني مِثلَ الَّتي لَدَغَت / تَبدَأُ في شَرِّها بِأَقرَبِها