المجموع : 161
ذخرتُ مديحي في النبي محمَّد
ذخرتُ مديحي في النبي محمَّد / ليوم به أهلُ الكبائرِ تُجبذُ
ذُنوبي التي اثقلت ظَهري بحملِها / تخفُّ إذا ما كانَ لي منهُ مُنقذُ
ذكرتُ بحمد اللَه فيه مدائحي / فإني بتذكاري لها أتلَذَّذُ
ذروني فإني منه بالخير واثقٌ / وحسبي قولٌ منه في الحشر يُنقذُ
ذر الخوفَ يا قلبي فثمَّ شَفاعةُ / ويمحي بها الزَّيف الذي لك جهبَذُ
ذهُولي عن العمر الذي مَرَّ ضائعا / أعاد فُؤادي وهو خوفاً مُجَذَّذُ
ذهابُ حياتي أودَع القلب حسرةً / فليس له من بعدها مُتَلذَّذُ
دمار حياة المرءِ بعد حياته / مباحٌ لأن الدهرَ يُعطي ويأخذُ
نَللتُ ولكنِّي عَززتُ بمدحِ من / به من ذُنوبي في غَدٍ أتعَوَّذُ
ذَمَمتُ قَريضاً لا يكونُ بمدحه / يِنَظَّمُ فيه لؤلؤٌ وزَبرجَدُ
رسول الهدى المبعوثُ من آل هاشمٍ
رسول الهدى المبعوثُ من آل هاشمٍ / تنافسَ في أوصافهِ النَّظمُ والنَّشرُ
رقى ليلةَ المعراج للغاية التي / تقصر عن إدراكها الأَنجمُ الزُّهرُ
رأى ثم من قدرِ الإله ووحيهِ / مفاخِرَ يغدو دُونَها من له فخرُ
رَضيتُ به لي سيِّداً أنتمى به / فإن صحَّ أني عبدُهُ فأنا الحُرُّ
رؤوفٌ رحيمٌ واسعُ الصَّدرِ مُحسنٌ / عظيمٌ فلا تيهُ لديهِ ولا كِبرُ
رأى البدر بدر التم نور جبينه / فلا غرو أن يَنشَقَّ من غيظه البدر
رمى اللَه دينَ المُشركين بدينه / فشيدَ به الإِسلامُ وانهدَم الكُفرُ
رعت مشرعَة الإيمان عزمته التي / يوافقُها في حزبهِ الفتحُ والنصرَ
رواسي ظغاةِ الكُفرِ دُكَّت ببعثه / فلم يبق منها لا يعوقُ ولا نَسرُ
رجوتُ به في الحشرِ ما هو أهلُه / فإن صحَّ لا خوفٌ هُناكَ ولا ذُعرُ
زيارة قبر المصطفى غايةُ المُنى
زيارة قبر المصطفى غايةُ المُنى / لو اني بها قبل الممات أفوزُ
زماني تقضَّى كلُّه في بطالةٍ / ولهوٍ وسهوٍ ما أراهُ يجُوزُ
زخارف آمالٍ تحوزُ عُقُولنا / ولَسنا لإدراك المرامِ نجوزُ
زيادة أطماع بها العمرُ ناقصُ / سواء بسيط يُشتهى ووجيزُ
زمامُ المعالي طوعٌ راحة أحمدٍ / وبين يديه حيثُ سارَ كُنُوزُ
رَبَت هِمَّةٌ منه على المالِ والغِنَى / فذَلَّت له الأملاكُ وهو عَزيزُ
زعمتُ بمدحي فيه أن سيُجيرني / جنيتُ وبي عما يليق نشوزُ
زللتُ ولكنِّي رجعتُ إلى الهُدى / وقد وَضَحت لقلبِ منهُ رُموزُ
زَوى عنِّيَ اللَّذاتِ ضَعفٌ وشَيبةٌ / فطلَّقتُ بِنتَ الدَّنِّ وهي عَجُوُز
سلامٌ على المُختار من آلِ هاشمٍ
سلامٌ على المُختار من آلِ هاشمٍ / ومن هوُ مبعوثٌ إلى الجِنِّ والإنسِ
سرىَ ليلةَ المعراجِ من أرضِ مكةٍ / كما جاءَ في مسراهُ ليلاً إلى القُدس
سما لمحلٍّ لم يُفز قبلَهُ به / نبيُّ ولا ملكٌ وخُصِّصَ بالأنسِ
سيادته أزرَت بكيوانَ رفعةً / وطلعته فاقت سنا البدرِ والشَّمسِ
سلُوا عنه كسرى فهو يوم ظُهوره / تيقَّن أنَّ العُربَ تقوى على الفُرس
سعدتُ بما حَبرتُهُ من مديحَه / فأصبحتُ بعدَ العيِّ افصحَ من قَسِّ
سَواءٌ على مُشتافه الصبحُ والدُّجى / فيغدُو من الوجدِ الشَّديدِ كما يُمسى
سويداءُ قلبي أودعَت سرَّ حُبِّه / كما تُودَع الأسرارُ بالنفسَ في الطرس
سأسلو بلثم القبر قبر محمد / فمنها كنت أروى من مراشفها اللُّعس
سلامٌ إله الخلقِ في القربِ والنَّوى / على ذلك الجسم الموسَّدِ في الرَّمُس
شفاعة خير المرسلين ذخيرةٌ
شفاعة خير المرسلين ذخيرةٌ / إذا نحنُ خِفنا يوم ميقاتنا فُحشا
شَجاني شوقي للنبيِّ محمد / فلو زرته أُمّنتُ من كلّ ما أخشى
شفاءٌ غليلِ القلبِ لثمُ تُرابِهِ / وبرد جوى بين الجوانحِ والأَحشا
شعاعُ محيَّاهُ الكريم يروُقُ مَن / رآه فكم جلى دُجى الليَّل إذ يَغشا
شفيعُ الورى والنار تأخذ كلَّ من / تعاطى على حكم الهوى الظُّلم والفُحشا
شهدنا بأن اللَه أسرى بجسمهِ / إلى أن رأى الكُرسيَّ في الأُفقِ والعرشا
شمائله قد أعجزت كل شاعِرٍ / فلم يستَطعها لا الكمُيتُ ولا الأعشى
شغفنا به حباً بلغنا به هُدى / أَمِنّا به مكرا نسينا به غشَّا
شكرتُ إلها قد هداني لمدحه / لإدراك امرٍ حينَ أستودَعُ النَّعشا
شعاري حسنُ الظنّ باللَه لم أزلَّ / ومدحُ نبيٍّ طاهِر الخيمِ والمنشَا
صِفُوا لي أخلاقَ النبيِّ محمَّدٍ
صِفُوا لي أخلاقَ النبيِّ محمَّدٍ / فإني عليها اليومَ في غاية الحِرصِ
صفاتٌ غدَت تُربى على الرَّمل والحَصى / فمن ذا الذي يوماً لتعدادها يُحصى
صفا خاطري لما أجدتُ مديحَهُ / وزاد ازدياداً لا يؤول إلى نَقصِ
صلاةُ إله الحقِّ في كلِّ ساعةٍ / على خيرِ مبعوث بذا الوَصف مُختَص
صدوق إذا ما قالَ قولاً وجدته / يوافقُ ما قد جاءَ في الوحي بالنَّص
صنائعُهُ في موقفِ الحَشر تُرتَجَس / فسيَّان منها من يُطيع ومن يعصى
صفوحٌ عن الجاني صبورٌ على الأذى / إذا خاف يوماً من جنى بأسِ مُقتصّ
صوارمُه في الحرب قد أفنت العدا / فقل لمغازيه التي اشتهرت قُصى
صديد هلِ الشركِ ذَلتَّ لباسه / فطوبى لمن يُدنى وويلٌ لمن يقصى
صحابتُه قد شيَّدُوا الدينَ بعدَهُ / كما شيدُوا البُنيانَ أُتقِنَ بالجصِّ
ضننتُ على نفسي وقد كنتُ قادراً
ضننتُ على نفسي وقد كنتُ قادراً / فدعني إلى أن يَقضي اللَه ما يقضي
ضَلَلتُ على علمٍ لكوني لم أزر / أجلَّ رسُولٍ فازَ بالشَّرفَ المحضِ
ضريحُ رسول اللَه غايةُ مقصدي / ولا سيما من بعد تأديةِ الفَرضِ
ضرعت لربِّ العرشِ في أن يُنيلني / وصولا إلى ذاكَ المحلِّ وأَن أقضي
ضمانٌ عليه أن يُرى لي شافعاً / إذا أنا خفتُ النارَ في موقفِ العَرضِ
ضَفَى ظلِّهُ والنارُ ذاتُ توقُّد / تَحضُّ على إرهابنا غايةَ الحضِّ
ضجيعاهُ رضوان الإله عليهما / بَريئان ممنَ كان يُعزى إلى الرَّفضِ
ضياءُ رسول اللَه والحشر مظلمٌ / ستشرقُ ما بينَ السموات والأرضِ
ضَممتُ إساءاتي رجاءَ مُشفَّعٍ / لدى الحشر عن زلات أمَّتهِ يُغضي
ضَميري يحمد اللَه راضٍ بأحمدٍ / فحسبي إذا ألقاهُ ذا العمل المُرضي
طربتُ اشتياقاً للنَّبي محمَّد
طربتُ اشتياقاً للنَّبي محمَّد / فمن لي لو أني رُزقتُ نشاطا
طُبعتُ على حُبِّي له ولآله / وأصحابه فاخترتُ ذاكَ صراطا
طَمعت بإدراكِ الشفاعةِ في غَدٍ / إذا الخوفُ من كلِّ الجهات أحاطا
طَوَيتُ على نارِ اشتياقي أضلعي / فيا ليتَ أنَّ القرب منه أماطا
طريقُ الهُدى بادٍ فمن لي بسرعةٍ / وقد قضت الأقدارُ أن أتباطأ
طولَ الليالي بتُّ باللغُّو لاهياً / وقد بسطَت تحتي الذنوبُ بساطا
طلبتُ بمدح المصطفى أمنَ خائِفٍ / أحلُّ به مما حشتُ رباطا
طماعيةً مني الرجاء فويح مَن / تعاطى من الزَّلات ما أَتعاطى
طعين المعاصي لا تزالُ تنوشُهُ / رِماحٌ تجاوَزنَ النُّجُومَ شطاطا
طَموحٌ لعفوِ اللَه طرفُ رجائِهِ / على عظم ما داجي عليه وَواطا
ظهور رُسولِ اللَه أظهرَ دِيننا
ظهور رُسولِ اللَه أظهرَ دِيننا / وهيهَات تخفى الشمسُ عمن لهُ الَحظُ
ظفرنا به بعدَ الضَّلالة فاعتلى / بارشادهِ فوقَ السماء لنا حَظُّ
ظَمئتُ إلى تقبيل تُربةِ أحمدٍ / وحَسبي وعظُ الشَّيبِ إن لم يَكُن وعظَ
ظلالُ جِنانَ الخُلدِ تحتَ لوائه / فحسب امرئ يرعاهُ من جاهِهِ حِفظُ
ظُباهُ التي أَفتت عداهُ حماسةً / وما هو يوماً عند أمته فَظُّ
ظلامُ دياجي الشّكِّ يُمحى بنُوره / به الحقُّ من بعد الضَّلالِ له دَلظُ
ظلفت بحمد اللَه نفسي من الهوى / دوماً وافقَ المعنى كما وافقَ اللفظُ
ظواهرُ الفاظي خلت من بواطنٍ / فعندي بما اخفيتُ من أمرها كنظُ
ظلومُ فتى لم يتعظم بمخافة / فما وجهُ امني والزَّمانُ له وعظُ
ظلمتُ بجهلي النفسَ فيما اعتمدته / وفي ردّها عما به غدرت شظ
على المُصطفى المُختار من آل هاشمٍ
على المُصطفى المُختار من آل هاشمٍ / صلاة الذي فينا أقامَ به الشَّرعا
علمنا بحمد اللَه أن نبينا / أجلُّ الورى أصلاً وأزكاهُمُ فرعا
علينا به حصنٌ حصين فحسبُنا / بأنَّا رعايا وهي أضحى لنا يرعى
علِقنا بحَبلٍ من حبالِ محمَّدٍ / أَمنَّا به في ديننا الوَهنَ والصدعا
عقيدتُنا قد أُحكِمت بولايةٍ / دفعنا بها ضرّاً ونلنا بها نفعاً
عَصمنا به من كلِّ شركٍ وربية / فطوبى لمن ألقى إلى قوله السَّمعا
عفا اللَه عنَّا مُذ رجعنا لأمرهِ / ونرجُوا أماناً إذ إلى ربنا الرُّجعى
علمنا له المدحَ الذي راقَ نظمُهُ / مهما رِقَةً قد فاقت الوشي من صنعا
عداهُ لدى الدارين قد خابَ سعيهم / كفى اللَه من ولاه من خيبةٍ المعنى
عكفتُ على مدحي له متيقنا / بدفعِ خطوبٍ لا أطبقُ لها دفعا
غياثُ الوَرى يومَ القيامة أحمَدُ
غياثُ الوَرى يومَ القيامة أحمَدُ / لامته جناتُ عدن تُسوغُ
غياهبُ أهل الشركِ زالت بنورِهِ / وما زال ضوءُ الصُّبح لليل يدمَغُ
غلبنا به الاعداءَ في كل موطنٍ / ولم نخشَ شيطاناً غداوهو ينزغُ
غَنينا بما ابداهُ من وحي رَبِّو / وما هو من حُكم الإله يُبلغُ
غمامُ يديه راحَ يُغنى عن الحيا / فلا يستطيعُ المحل ينمى وينبغُ
غفرتُ ذنوبَ الدَّهر إن زرتُ قَبرَهُ / فطُوبى لوجه في ثراهُ يُمَرَّغُ
غليلي إذ لم آت قبر محمد / يريد وقلبي بالكآبه يلدغ
غوائلُ دهرٍ عاقني عن لقائه / تخاف فوا حزني متى اتفرغ
غوايهُ جهلٍ قد بكيتُ دماً لها / فرُحت وخدِّي من دُمُوعي يُصبغ
غدوتُ بأوزاري وإِن كنتُ مفصِحاً / بَليغاً كأني حين أنطقُ ألثغُ
فضائلُ خير المرسلين عظيمةٌ
فضائلُ خير المرسلين عظيمةٌ / تزيدُ على الزُّهرِ الدراري وتَشرفُ
فسبحان من أعطاهُ من لم يُفز به / سواهُ عطاءً لم يشبهُ تكلُّفُ
فطَلعته كالبدرِ ليلةَ تمِّد / وكالشمس إلا أنها ليس تُكسفُ
فقُل حين يجري وسط نادٍ حديثهُ / لقد هبَّ عَرفُ الرَّوضِ وهوُ مفوَّفُ
فوا حزنا إن لم أصل لجنابه / وللطرف مع بعد إليه تشوفُ
فؤادي لبُعدي عنه فيه تلهب / فمن لي لو شاهدته أتلهف
فيا كبدي ذوبي اشتياقاً لقبره / ويا دمع عيني لا أعتراكَ توقُّفُ
فصفهُ وبالغ في مناقبه بما / أردت وأدرى أنّ وصفَك يضعُفُ
فأيُّ مقالٍ منك يُدرِكُ شأوَه / وما يَستوي ديوانُ شعرٍ ومصحَفُ
فصلى عليك اللَه ما لاحَ بارِقٌ / وما مال غُصنٌ مائسُ العطف هيَفُ
قفوا فاسمعوا منّي مديحَ محمَّد
قفوا فاسمعوا منّي مديحَ محمَّد / فأيُّ دعى فيه أو في وأوفى
قريضي أولى أن يكونَ لمدحه / إذا قيل انِّي جيدُ الشِّعر مُفلقُ
قدومي عليه في القيامه مسلما / يصحح ما أملته ويحقق
قد اخترت رأيا أن اوفر خاطري / عليه وهد الرأي رأي موفق
قصدتُ كريم الخيم للعيب ساترا / فلا القصدُ مردودٌ ولا السعي مخفق
قواعدُ هذا الدِّين قد أُسِّست به / وأعلامه بالنَّصر والفتح تخفقُ
قطعتُ به كيد الأَعادي فحولَنا / بهمَّته سور مدار وخندق
قرانا إذا جئنا القيامة جاهُه / ومن مثلُه يحنو علينا ويُشفقُ
قبيلتُه أزكى الأَنام قَبيلةً / وسؤددُهُ في شأوه ليسَ يُلحَقُ
قُلوبُ مُحبِّيهِ به مُطمئنَّةٌ / ومنها إليه حيثُ كان تشوُّقُ
كفى ما جرى يا عينُ من دَمع حسرةٍ
كفى ما جرى يا عينُ من دَمع حسرةٍ / على عُمُر أذهَبته في سِوَى النُّسك
كتبتُ الذي عندي من الحُزن والأَسى / وهل ينفعُ الكتمانُ من طرقُه يبكي
كرِهتُ حياةً ما بلغتُ بها مُنىً / فعيشي بها في غاية الضِّيق والضَّنك
كفاني رجائي في النبيّ محمد / فلا فرقَ بين الأخذ عندي أو الترك
كريمُ المُحيَّا يفضحُ البدر نورُه / وأوصافُه تُزرى على الدُّرِّ في المسِّلك
كلوُني إلى ما ترتجي من شفاعةٍ / له في غد تمحو الذي كان من إفكي
كأني بنفسي وافقا عند حوضه / وقد ختمت تلكَ الأباريقُ بالمسك
كبرتُ وقد ولَّى الشبابُ ووقته / وإنّي لارجو العفو من مالك المُلك
كما جاء في القرآن يغفر ذنوبنا / إذا شاء كلَّ السيئات سوى الشِّرك
كأن بياضَ الشَّيبِ ثوبٌ إنابَةٍ / لبست له بعد الدُّعابة والضحك
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة / وما فزتُ من قبر النبيّ بسُولِ
لقد ضاع عمرٌ لم أكن فيه واصلاً / إلى خير مبعوث وخير رَسُول
لك الخير يا خيرَ النبيينَ كُلهِّم / ومن فضله لم يفتقر لدَليلِ
لبَابُكَ يومَ الخوفِ أعظمُ مأمنٍ / يُسكِّنُ مِنَّا حَرَّ كُلِّ غليلِ
لِجاهِكَ نأوي حين نَخشى جَهنَّما / فجاهُك ذو ظلٍّ هُنَاك ظَليلِ
لَعلَّ زماني أن يبلِّغَني المُنى / فأسعدُ من قبلِ الرَّدى بوصُولي
لعمري لقد أرجُو الوصُولَ ليثربٍ / وحسبي لديها إنني ابنُ سَبيلِ
لهوتُ وقد كانت للهوى دولةٌ / فما دَام ذاك اللهُو غير قليلِ
لبستُ ثياباً للمعَاصي طويلةً / فجرّرتُ منها في الشَّبابِ ذُيُولي
لجأت لعفوِ اللَه سِرّاً وجَهرةً / لأحظى بسترٍ في المَعادِ جَميلِ
متى تبلغُ النفسُ المشوقُ سؤالَها
متى تبلغُ النفسُ المشوقُ سؤالَها / بإنشاد مدحي في أجلِّ مَقَامِ
مَقامِ رسول اللَه حيَّاهُ ربُّه / بكل تَحيَّاتٍ وكلّ سَلامِ
مرامى أنِّي لو بلغتُ لقبرِهِ / فمن لي لو أنِّي بلغتُ مَرامي
محمدٌ المُختارُ من آل هاشمٍ / فقل في كريمِ الأَصلِ نجلِ كِرَامِ
مناقبةُ تُربى على الرَّملِ والحَصَى / وراحتُه أزرَت بكلِّ غَمامِ
محيَّاهُ مثلُ البَدر ليلةَ تمِّهِ / فقد زانَ فيه الأفقَ بدر تمامِ
محلُّ رسولِ اللَه عندَ إلاههِ / عظيمٌ فمن ذا في الفخار كسَامي
مكارمُه تُنسي المكارم كُلها / فأكرم بغيثٍ في المواهب هَامِ
مدائحه أرجو بها الأَمن في غد / فما أختَشي والنارُ ذاتُ ضرامِ
من اللَه أرجو أن أفوزَ بمدحة / تجاه ضريحٍ منه وهُوَ أمامي
هنيئا لعينٍ قد رأت قبر أحمدٍ
هنيئا لعينٍ قد رأت قبر أحمدٍ / وبُشرى لقلب نالَ منه مُناهُ
هو المصطفى المُختارُ من آلِ هاشم / ومن بهَرت زهرَ النُّجُومِ عُلاهُ
هُداهُ الذي قد ردَّنا عن ضلالنا / فيا ويحَ قلبٍ لم يَلجه هواهُ
هل الفخر منسوب لغير محمدٍ / فأقسمُ ما حازَ الفخارَ سواهُ
هدمتُ بمدحي فيه ما شيَّد الهوى / فويلٌ لمن شاد الذنوبَ هواهُ
هربتُ بذنبي قاصداً نحو مدحهِ / وطوبى لمن قدامة ونحاهُ
هبوا أنني حزتُ الكبائِر كلها / أأخشى ولي من قصد أحمدَ جاهُ
هَرقتُ دُموعَ العين مِنّي تأسُّفاً / على عُمرٍ ما كنتَ أعرفَ ما هو
هجرتُ لذيذَ العيشِ مذ هجر الصِّبا / وهل لذةُ الإِنسان غير صِبَاهُ
همومٌ سألتُ اللَه عني كشفَها / وأعظم ما أرجوهُ منه رِضَاهُ
نويت مسيري نحو قبر محمدٍ
نويت مسيري نحو قبر محمدٍ / ليتقِنَ قلبي مدحَه ولساني
نعيبي بحمد اللَه منه موفر / وحسبي عزمي بعد طول هوان
ندمت على التقصير إذ كنت قادرا / على أنني أسعى لكسبِ مكانِ
نوائب دهري عوقتني عن المُنى / وما لي لدفعِ الحادِثات يَدان
نمت حُرقُ الأَشواقِ بين أضَالعي / ولبّيتُ داعي الوجد حينَ دَعاني
نسيمَ الصَّبا أهل لي إلى قبرِ أحمدٍ / وصولٌ فإنَّ البُعدَ عنه شَجَاني
نُزوعي إلى ذاكَ الجَناب ولم أقم / إليه كألفاظٍ بغير مَعاني
نَبذتُ من اللذات ما كنتُ حاملا / إليه لأن العجز عنه نهائي
نهاية سؤلي العفو عما جنيتُه / بجهلي وربّ العالمين يَراني
نفى النومَ عن عينيَّ خوفُ عواقبي / فيا ربِّ جُد لي في غدٍ بأمَانِ
وصلتُ على إنفاق عُمري تأسُّفي
وصلتُ على إنفاق عُمري تأسُّفي / وصولَ منيبٍ تائبِ قطعَ اللَّهوا
وعدت إلى مدح النبي محمدٍ / فأوسعتُ هاتيكَ الذنوب بها مَحوَا
وكنتُ شكوتُ الدّاءَ ما جَنيتُهُ / لربٍّ رَحيمٍ لم يَزل يسمَعُ الشَّكوى
وأخلصتُ في حالِ الدُّعاء لأنَّني / وثقتُ بربٍّ يكشفُ الضّرَّ والبَلوى
وما لي لا أدعُو إلهي مُخلصا / ولي جسدٌ إن باشَر النَّار لا يَقوى
ومدحُ رسولِ اللَه خيرُ ذخيرة / أرجِّي بها من خالقي كرمَ المثوى
وحسبي شبابُ لم أنل منه طائلاً / كأنّي به قد كنتُ أخبطُ في عَشوا
ولم أدّعي أني أنبتُ وأنَّني / لأَسعَد خلقِ اللَه إن صحَّت الدَّعوى
وكأن شبابي في الحقيقة سكرةً / فلما انقضى أصبحتُ أَلتزمُ الصَّحوا
وما حيلتي إِن لم يُدارِك بعفوِهِ / إله كريم طالَما وهبَ العَفوَا
يميناً لقد نلنا بدينِ مُحمدٍ
يميناً لقد نلنا بدينِ مُحمدٍ / رَشَاداً تَحَاشَى أن يُداخِلَه نَثيُّ
يجرّد في الأَعداءِ بِيضَ سُيوفِهِ / فحسبُ عداهُ في الوغَى القتلُ والسَّبيُ
يُقرَّبَنا من خالِق الخَلقِ دينُهُ / ويرشدُنا من قولهِ الأَمرُ والنَّهي
يعمُّ الورَى بالعدلِ والأمنِ شرعَهُ / فليس يخافُ الليثَ في ملكه الظَّبيُ
يصونُ حِمَى الإسلام عن أمرِ ربِّه / بما جاءَ في القرآن إذ هَبط الوَحيُ
يُرى كلُّ ذي نطق لديه مقصّرا / ولا حصرُ يعدو عليه ولا عي
ينابيعُ أسرار الفصاحةِ فُجِّرَت / بمنطقِهِ أو عَمَّ أمتَهُ السَّقي
يُميتُ ويُحيي بُعدُه ودُنُوُّهُ / وما يتساوى في الورى الميتُ والحيُّ
يفوز بجنات القلوب محبه / وملبسه فيها حرير له وشي
يُسلّي فؤادي عن نسيبي مدحُهُ / فلا كان غيلان ولا ذُكِرت مَيُّ