القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحسين الجزّار الكل
المجموع : 161
ذخرتُ مديحي في النبي محمَّد
ذخرتُ مديحي في النبي محمَّد / ليوم به أهلُ الكبائرِ تُجبذُ
ذُنوبي التي اثقلت ظَهري بحملِها / تخفُّ إذا ما كانَ لي منهُ مُنقذُ
ذكرتُ بحمد اللَه فيه مدائحي / فإني بتذكاري لها أتلَذَّذُ
ذروني فإني منه بالخير واثقٌ / وحسبي قولٌ منه في الحشر يُنقذُ
ذر الخوفَ يا قلبي فثمَّ شَفاعةُ / ويمحي بها الزَّيف الذي لك جهبَذُ
ذهُولي عن العمر الذي مَرَّ ضائعا / أعاد فُؤادي وهو خوفاً مُجَذَّذُ
ذهابُ حياتي أودَع القلب حسرةً / فليس له من بعدها مُتَلذَّذُ
دمار حياة المرءِ بعد حياته / مباحٌ لأن الدهرَ يُعطي ويأخذُ
نَللتُ ولكنِّي عَززتُ بمدحِ من / به من ذُنوبي في غَدٍ أتعَوَّذُ
ذَمَمتُ قَريضاً لا يكونُ بمدحه / يِنَظَّمُ فيه لؤلؤٌ وزَبرجَدُ
رسول الهدى المبعوثُ من آل هاشمٍ
رسول الهدى المبعوثُ من آل هاشمٍ / تنافسَ في أوصافهِ النَّظمُ والنَّشرُ
رقى ليلةَ المعراج للغاية التي / تقصر عن إدراكها الأَنجمُ الزُّهرُ
رأى ثم من قدرِ الإله ووحيهِ / مفاخِرَ يغدو دُونَها من له فخرُ
رَضيتُ به لي سيِّداً أنتمى به / فإن صحَّ أني عبدُهُ فأنا الحُرُّ
رؤوفٌ رحيمٌ واسعُ الصَّدرِ مُحسنٌ / عظيمٌ فلا تيهُ لديهِ ولا كِبرُ
رأى البدر بدر التم نور جبينه / فلا غرو أن يَنشَقَّ من غيظه البدر
رمى اللَه دينَ المُشركين بدينه / فشيدَ به الإِسلامُ وانهدَم الكُفرُ
رعت مشرعَة الإيمان عزمته التي / يوافقُها في حزبهِ الفتحُ والنصرَ
رواسي ظغاةِ الكُفرِ دُكَّت ببعثه / فلم يبق منها لا يعوقُ ولا نَسرُ
رجوتُ به في الحشرِ ما هو أهلُه / فإن صحَّ لا خوفٌ هُناكَ ولا ذُعرُ
زيارة قبر المصطفى غايةُ المُنى
زيارة قبر المصطفى غايةُ المُنى / لو اني بها قبل الممات أفوزُ
زماني تقضَّى كلُّه في بطالةٍ / ولهوٍ وسهوٍ ما أراهُ يجُوزُ
زخارف آمالٍ تحوزُ عُقُولنا / ولَسنا لإدراك المرامِ نجوزُ
زيادة أطماع بها العمرُ ناقصُ / سواء بسيط يُشتهى ووجيزُ
زمامُ المعالي طوعٌ راحة أحمدٍ / وبين يديه حيثُ سارَ كُنُوزُ
رَبَت هِمَّةٌ منه على المالِ والغِنَى / فذَلَّت له الأملاكُ وهو عَزيزُ
زعمتُ بمدحي فيه أن سيُجيرني / جنيتُ وبي عما يليق نشوزُ
زللتُ ولكنِّي رجعتُ إلى الهُدى / وقد وَضَحت لقلبِ منهُ رُموزُ
زَوى عنِّيَ اللَّذاتِ ضَعفٌ وشَيبةٌ / فطلَّقتُ بِنتَ الدَّنِّ وهي عَجُوُز
سلامٌ على المُختار من آلِ هاشمٍ
سلامٌ على المُختار من آلِ هاشمٍ / ومن هوُ مبعوثٌ إلى الجِنِّ والإنسِ
سرىَ ليلةَ المعراجِ من أرضِ مكةٍ / كما جاءَ في مسراهُ ليلاً إلى القُدس
سما لمحلٍّ لم يُفز قبلَهُ به / نبيُّ ولا ملكٌ وخُصِّصَ بالأنسِ
سيادته أزرَت بكيوانَ رفعةً / وطلعته فاقت سنا البدرِ والشَّمسِ
سلُوا عنه كسرى فهو يوم ظُهوره / تيقَّن أنَّ العُربَ تقوى على الفُرس
سعدتُ بما حَبرتُهُ من مديحَه / فأصبحتُ بعدَ العيِّ افصحَ من قَسِّ
سَواءٌ على مُشتافه الصبحُ والدُّجى / فيغدُو من الوجدِ الشَّديدِ كما يُمسى
سويداءُ قلبي أودعَت سرَّ حُبِّه / كما تُودَع الأسرارُ بالنفسَ في الطرس
سأسلو بلثم القبر قبر محمد / فمنها كنت أروى من مراشفها اللُّعس
سلامٌ إله الخلقِ في القربِ والنَّوى / على ذلك الجسم الموسَّدِ في الرَّمُس
شفاعة خير المرسلين ذخيرةٌ
شفاعة خير المرسلين ذخيرةٌ / إذا نحنُ خِفنا يوم ميقاتنا فُحشا
شَجاني شوقي للنبيِّ محمد / فلو زرته أُمّنتُ من كلّ ما أخشى
شفاءٌ غليلِ القلبِ لثمُ تُرابِهِ / وبرد جوى بين الجوانحِ والأَحشا
شعاعُ محيَّاهُ الكريم يروُقُ مَن / رآه فكم جلى دُجى الليَّل إذ يَغشا
شفيعُ الورى والنار تأخذ كلَّ من / تعاطى على حكم الهوى الظُّلم والفُحشا
شهدنا بأن اللَه أسرى بجسمهِ / إلى أن رأى الكُرسيَّ في الأُفقِ والعرشا
شمائله قد أعجزت كل شاعِرٍ / فلم يستَطعها لا الكمُيتُ ولا الأعشى
شغفنا به حباً بلغنا به هُدى / أَمِنّا به مكرا نسينا به غشَّا
شكرتُ إلها قد هداني لمدحه / لإدراك امرٍ حينَ أستودَعُ النَّعشا
شعاري حسنُ الظنّ باللَه لم أزلَّ / ومدحُ نبيٍّ طاهِر الخيمِ والمنشَا
صِفُوا لي أخلاقَ النبيِّ محمَّدٍ
صِفُوا لي أخلاقَ النبيِّ محمَّدٍ / فإني عليها اليومَ في غاية الحِرصِ
صفاتٌ غدَت تُربى على الرَّمل والحَصى / فمن ذا الذي يوماً لتعدادها يُحصى
صفا خاطري لما أجدتُ مديحَهُ / وزاد ازدياداً لا يؤول إلى نَقصِ
صلاةُ إله الحقِّ في كلِّ ساعةٍ / على خيرِ مبعوث بذا الوَصف مُختَص
صدوق إذا ما قالَ قولاً وجدته / يوافقُ ما قد جاءَ في الوحي بالنَّص
صنائعُهُ في موقفِ الحَشر تُرتَجَس / فسيَّان منها من يُطيع ومن يعصى
صفوحٌ عن الجاني صبورٌ على الأذى / إذا خاف يوماً من جنى بأسِ مُقتصّ
صوارمُه في الحرب قد أفنت العدا / فقل لمغازيه التي اشتهرت قُصى
صديد هلِ الشركِ ذَلتَّ لباسه / فطوبى لمن يُدنى وويلٌ لمن يقصى
صحابتُه قد شيَّدُوا الدينَ بعدَهُ / كما شيدُوا البُنيانَ أُتقِنَ بالجصِّ
ضننتُ على نفسي وقد كنتُ قادراً
ضننتُ على نفسي وقد كنتُ قادراً / فدعني إلى أن يَقضي اللَه ما يقضي
ضَلَلتُ على علمٍ لكوني لم أزر / أجلَّ رسُولٍ فازَ بالشَّرفَ المحضِ
ضريحُ رسول اللَه غايةُ مقصدي / ولا سيما من بعد تأديةِ الفَرضِ
ضرعت لربِّ العرشِ في أن يُنيلني / وصولا إلى ذاكَ المحلِّ وأَن أقضي
ضمانٌ عليه أن يُرى لي شافعاً / إذا أنا خفتُ النارَ في موقفِ العَرضِ
ضَفَى ظلِّهُ والنارُ ذاتُ توقُّد / تَحضُّ على إرهابنا غايةَ الحضِّ
ضجيعاهُ رضوان الإله عليهما / بَريئان ممنَ كان يُعزى إلى الرَّفضِ
ضياءُ رسول اللَه والحشر مظلمٌ / ستشرقُ ما بينَ السموات والأرضِ
ضَممتُ إساءاتي رجاءَ مُشفَّعٍ / لدى الحشر عن زلات أمَّتهِ يُغضي
ضَميري يحمد اللَه راضٍ بأحمدٍ / فحسبي إذا ألقاهُ ذا العمل المُرضي
طربتُ اشتياقاً للنَّبي محمَّد
طربتُ اشتياقاً للنَّبي محمَّد / فمن لي لو أني رُزقتُ نشاطا
طُبعتُ على حُبِّي له ولآله / وأصحابه فاخترتُ ذاكَ صراطا
طَمعت بإدراكِ الشفاعةِ في غَدٍ / إذا الخوفُ من كلِّ الجهات أحاطا
طَوَيتُ على نارِ اشتياقي أضلعي / فيا ليتَ أنَّ القرب منه أماطا
طريقُ الهُدى بادٍ فمن لي بسرعةٍ / وقد قضت الأقدارُ أن أتباطأ
طولَ الليالي بتُّ باللغُّو لاهياً / وقد بسطَت تحتي الذنوبُ بساطا
طلبتُ بمدح المصطفى أمنَ خائِفٍ / أحلُّ به مما حشتُ رباطا
طماعيةً مني الرجاء فويح مَن / تعاطى من الزَّلات ما أَتعاطى
طعين المعاصي لا تزالُ تنوشُهُ / رِماحٌ تجاوَزنَ النُّجُومَ شطاطا
طَموحٌ لعفوِ اللَه طرفُ رجائِهِ / على عظم ما داجي عليه وَواطا
ظهور رُسولِ اللَه أظهرَ دِيننا
ظهور رُسولِ اللَه أظهرَ دِيننا / وهيهَات تخفى الشمسُ عمن لهُ الَحظُ
ظفرنا به بعدَ الضَّلالة فاعتلى / بارشادهِ فوقَ السماء لنا حَظُّ
ظَمئتُ إلى تقبيل تُربةِ أحمدٍ / وحَسبي وعظُ الشَّيبِ إن لم يَكُن وعظَ
ظلالُ جِنانَ الخُلدِ تحتَ لوائه / فحسب امرئ يرعاهُ من جاهِهِ حِفظُ
ظُباهُ التي أَفتت عداهُ حماسةً / وما هو يوماً عند أمته فَظُّ
ظلامُ دياجي الشّكِّ يُمحى بنُوره / به الحقُّ من بعد الضَّلالِ له دَلظُ
ظلفت بحمد اللَه نفسي من الهوى / دوماً وافقَ المعنى كما وافقَ اللفظُ
ظواهرُ الفاظي خلت من بواطنٍ / فعندي بما اخفيتُ من أمرها كنظُ
ظلومُ فتى لم يتعظم بمخافة / فما وجهُ امني والزَّمانُ له وعظُ
ظلمتُ بجهلي النفسَ فيما اعتمدته / وفي ردّها عما به غدرت شظ
على المُصطفى المُختار من آل هاشمٍ
على المُصطفى المُختار من آل هاشمٍ / صلاة الذي فينا أقامَ به الشَّرعا
علمنا بحمد اللَه أن نبينا / أجلُّ الورى أصلاً وأزكاهُمُ فرعا
علينا به حصنٌ حصين فحسبُنا / بأنَّا رعايا وهي أضحى لنا يرعى
علِقنا بحَبلٍ من حبالِ محمَّدٍ / أَمنَّا به في ديننا الوَهنَ والصدعا
عقيدتُنا قد أُحكِمت بولايةٍ / دفعنا بها ضرّاً ونلنا بها نفعاً
عَصمنا به من كلِّ شركٍ وربية / فطوبى لمن ألقى إلى قوله السَّمعا
عفا اللَه عنَّا مُذ رجعنا لأمرهِ / ونرجُوا أماناً إذ إلى ربنا الرُّجعى
علمنا له المدحَ الذي راقَ نظمُهُ / مهما رِقَةً قد فاقت الوشي من صنعا
عداهُ لدى الدارين قد خابَ سعيهم / كفى اللَه من ولاه من خيبةٍ المعنى
عكفتُ على مدحي له متيقنا / بدفعِ خطوبٍ لا أطبقُ لها دفعا
غياثُ الوَرى يومَ القيامة أحمَدُ
غياثُ الوَرى يومَ القيامة أحمَدُ / لامته جناتُ عدن تُسوغُ
غياهبُ أهل الشركِ زالت بنورِهِ / وما زال ضوءُ الصُّبح لليل يدمَغُ
غلبنا به الاعداءَ في كل موطنٍ / ولم نخشَ شيطاناً غداوهو ينزغُ
غَنينا بما ابداهُ من وحي رَبِّو / وما هو من حُكم الإله يُبلغُ
غمامُ يديه راحَ يُغنى عن الحيا / فلا يستطيعُ المحل ينمى وينبغُ
غفرتُ ذنوبَ الدَّهر إن زرتُ قَبرَهُ / فطُوبى لوجه في ثراهُ يُمَرَّغُ
غليلي إذ لم آت قبر محمد / يريد وقلبي بالكآبه يلدغ
غوائلُ دهرٍ عاقني عن لقائه / تخاف فوا حزني متى اتفرغ
غوايهُ جهلٍ قد بكيتُ دماً لها / فرُحت وخدِّي من دُمُوعي يُصبغ
غدوتُ بأوزاري وإِن كنتُ مفصِحاً / بَليغاً كأني حين أنطقُ ألثغُ
فضائلُ خير المرسلين عظيمةٌ
فضائلُ خير المرسلين عظيمةٌ / تزيدُ على الزُّهرِ الدراري وتَشرفُ
فسبحان من أعطاهُ من لم يُفز به / سواهُ عطاءً لم يشبهُ تكلُّفُ
فطَلعته كالبدرِ ليلةَ تمِّد / وكالشمس إلا أنها ليس تُكسفُ
فقُل حين يجري وسط نادٍ حديثهُ / لقد هبَّ عَرفُ الرَّوضِ وهوُ مفوَّفُ
فوا حزنا إن لم أصل لجنابه / وللطرف مع بعد إليه تشوفُ
فؤادي لبُعدي عنه فيه تلهب / فمن لي لو شاهدته أتلهف
فيا كبدي ذوبي اشتياقاً لقبره / ويا دمع عيني لا أعتراكَ توقُّفُ
فصفهُ وبالغ في مناقبه بما / أردت وأدرى أنّ وصفَك يضعُفُ
فأيُّ مقالٍ منك يُدرِكُ شأوَه / وما يَستوي ديوانُ شعرٍ ومصحَفُ
فصلى عليك اللَه ما لاحَ بارِقٌ / وما مال غُصنٌ مائسُ العطف هيَفُ
قفوا فاسمعوا منّي مديحَ محمَّد
قفوا فاسمعوا منّي مديحَ محمَّد / فأيُّ دعى فيه أو في وأوفى
قريضي أولى أن يكونَ لمدحه / إذا قيل انِّي جيدُ الشِّعر مُفلقُ
قدومي عليه في القيامه مسلما / يصحح ما أملته ويحقق
قد اخترت رأيا أن اوفر خاطري / عليه وهد الرأي رأي موفق
قصدتُ كريم الخيم للعيب ساترا / فلا القصدُ مردودٌ ولا السعي مخفق
قواعدُ هذا الدِّين قد أُسِّست به / وأعلامه بالنَّصر والفتح تخفقُ
قطعتُ به كيد الأَعادي فحولَنا / بهمَّته سور مدار وخندق
قرانا إذا جئنا القيامة جاهُه / ومن مثلُه يحنو علينا ويُشفقُ
قبيلتُه أزكى الأَنام قَبيلةً / وسؤددُهُ في شأوه ليسَ يُلحَقُ
قُلوبُ مُحبِّيهِ به مُطمئنَّةٌ / ومنها إليه حيثُ كان تشوُّقُ
كفى ما جرى يا عينُ من دَمع حسرةٍ
كفى ما جرى يا عينُ من دَمع حسرةٍ / على عُمُر أذهَبته في سِوَى النُّسك
كتبتُ الذي عندي من الحُزن والأَسى / وهل ينفعُ الكتمانُ من طرقُه يبكي
كرِهتُ حياةً ما بلغتُ بها مُنىً / فعيشي بها في غاية الضِّيق والضَّنك
كفاني رجائي في النبيّ محمد / فلا فرقَ بين الأخذ عندي أو الترك
كريمُ المُحيَّا يفضحُ البدر نورُه / وأوصافُه تُزرى على الدُّرِّ في المسِّلك
كلوُني إلى ما ترتجي من شفاعةٍ / له في غد تمحو الذي كان من إفكي
كأني بنفسي وافقا عند حوضه / وقد ختمت تلكَ الأباريقُ بالمسك
كبرتُ وقد ولَّى الشبابُ ووقته / وإنّي لارجو العفو من مالك المُلك
كما جاء في القرآن يغفر ذنوبنا / إذا شاء كلَّ السيئات سوى الشِّرك
كأن بياضَ الشَّيبِ ثوبٌ إنابَةٍ / لبست له بعد الدُّعابة والضحك
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة
لحَى اللَه أيا ما مضت في بطالة / وما فزتُ من قبر النبيّ بسُولِ
لقد ضاع عمرٌ لم أكن فيه واصلاً / إلى خير مبعوث وخير رَسُول
لك الخير يا خيرَ النبيينَ كُلهِّم / ومن فضله لم يفتقر لدَليلِ
لبَابُكَ يومَ الخوفِ أعظمُ مأمنٍ / يُسكِّنُ مِنَّا حَرَّ كُلِّ غليلِ
لِجاهِكَ نأوي حين نَخشى جَهنَّما / فجاهُك ذو ظلٍّ هُنَاك ظَليلِ
لَعلَّ زماني أن يبلِّغَني المُنى / فأسعدُ من قبلِ الرَّدى بوصُولي
لعمري لقد أرجُو الوصُولَ ليثربٍ / وحسبي لديها إنني ابنُ سَبيلِ
لهوتُ وقد كانت للهوى دولةٌ / فما دَام ذاك اللهُو غير قليلِ
لبستُ ثياباً للمعَاصي طويلةً / فجرّرتُ منها في الشَّبابِ ذُيُولي
لجأت لعفوِ اللَه سِرّاً وجَهرةً / لأحظى بسترٍ في المَعادِ جَميلِ
متى تبلغُ النفسُ المشوقُ سؤالَها
متى تبلغُ النفسُ المشوقُ سؤالَها / بإنشاد مدحي في أجلِّ مَقَامِ
مَقامِ رسول اللَه حيَّاهُ ربُّه / بكل تَحيَّاتٍ وكلّ سَلامِ
مرامى أنِّي لو بلغتُ لقبرِهِ / فمن لي لو أنِّي بلغتُ مَرامي
محمدٌ المُختارُ من آل هاشمٍ / فقل في كريمِ الأَصلِ نجلِ كِرَامِ
مناقبةُ تُربى على الرَّملِ والحَصَى / وراحتُه أزرَت بكلِّ غَمامِ
محيَّاهُ مثلُ البَدر ليلةَ تمِّهِ / فقد زانَ فيه الأفقَ بدر تمامِ
محلُّ رسولِ اللَه عندَ إلاههِ / عظيمٌ فمن ذا في الفخار كسَامي
مكارمُه تُنسي المكارم كُلها / فأكرم بغيثٍ في المواهب هَامِ
مدائحه أرجو بها الأَمن في غد / فما أختَشي والنارُ ذاتُ ضرامِ
من اللَه أرجو أن أفوزَ بمدحة / تجاه ضريحٍ منه وهُوَ أمامي
هنيئا لعينٍ قد رأت قبر أحمدٍ
هنيئا لعينٍ قد رأت قبر أحمدٍ / وبُشرى لقلب نالَ منه مُناهُ
هو المصطفى المُختارُ من آلِ هاشم / ومن بهَرت زهرَ النُّجُومِ عُلاهُ
هُداهُ الذي قد ردَّنا عن ضلالنا / فيا ويحَ قلبٍ لم يَلجه هواهُ
هل الفخر منسوب لغير محمدٍ / فأقسمُ ما حازَ الفخارَ سواهُ
هدمتُ بمدحي فيه ما شيَّد الهوى / فويلٌ لمن شاد الذنوبَ هواهُ
هربتُ بذنبي قاصداً نحو مدحهِ / وطوبى لمن قدامة ونحاهُ
هبوا أنني حزتُ الكبائِر كلها / أأخشى ولي من قصد أحمدَ جاهُ
هَرقتُ دُموعَ العين مِنّي تأسُّفاً / على عُمرٍ ما كنتَ أعرفَ ما هو
هجرتُ لذيذَ العيشِ مذ هجر الصِّبا / وهل لذةُ الإِنسان غير صِبَاهُ
همومٌ سألتُ اللَه عني كشفَها / وأعظم ما أرجوهُ منه رِضَاهُ
نويت مسيري نحو قبر محمدٍ
نويت مسيري نحو قبر محمدٍ / ليتقِنَ قلبي مدحَه ولساني
نعيبي بحمد اللَه منه موفر / وحسبي عزمي بعد طول هوان
ندمت على التقصير إذ كنت قادرا / على أنني أسعى لكسبِ مكانِ
نوائب دهري عوقتني عن المُنى / وما لي لدفعِ الحادِثات يَدان
نمت حُرقُ الأَشواقِ بين أضَالعي / ولبّيتُ داعي الوجد حينَ دَعاني
نسيمَ الصَّبا أهل لي إلى قبرِ أحمدٍ / وصولٌ فإنَّ البُعدَ عنه شَجَاني
نُزوعي إلى ذاكَ الجَناب ولم أقم / إليه كألفاظٍ بغير مَعاني
نَبذتُ من اللذات ما كنتُ حاملا / إليه لأن العجز عنه نهائي
نهاية سؤلي العفو عما جنيتُه / بجهلي وربّ العالمين يَراني
نفى النومَ عن عينيَّ خوفُ عواقبي / فيا ربِّ جُد لي في غدٍ بأمَانِ
وصلتُ على إنفاق عُمري تأسُّفي
وصلتُ على إنفاق عُمري تأسُّفي / وصولَ منيبٍ تائبِ قطعَ اللَّهوا
وعدت إلى مدح النبي محمدٍ / فأوسعتُ هاتيكَ الذنوب بها مَحوَا
وكنتُ شكوتُ الدّاءَ ما جَنيتُهُ / لربٍّ رَحيمٍ لم يَزل يسمَعُ الشَّكوى
وأخلصتُ في حالِ الدُّعاء لأنَّني / وثقتُ بربٍّ يكشفُ الضّرَّ والبَلوى
وما لي لا أدعُو إلهي مُخلصا / ولي جسدٌ إن باشَر النَّار لا يَقوى
ومدحُ رسولِ اللَه خيرُ ذخيرة / أرجِّي بها من خالقي كرمَ المثوى
وحسبي شبابُ لم أنل منه طائلاً / كأنّي به قد كنتُ أخبطُ في عَشوا
ولم أدّعي أني أنبتُ وأنَّني / لأَسعَد خلقِ اللَه إن صحَّت الدَّعوى
وكأن شبابي في الحقيقة سكرةً / فلما انقضى أصبحتُ أَلتزمُ الصَّحوا
وما حيلتي إِن لم يُدارِك بعفوِهِ / إله كريم طالَما وهبَ العَفوَا
يميناً لقد نلنا بدينِ مُحمدٍ
يميناً لقد نلنا بدينِ مُحمدٍ / رَشَاداً تَحَاشَى أن يُداخِلَه نَثيُّ
يجرّد في الأَعداءِ بِيضَ سُيوفِهِ / فحسبُ عداهُ في الوغَى القتلُ والسَّبيُ
يُقرَّبَنا من خالِق الخَلقِ دينُهُ / ويرشدُنا من قولهِ الأَمرُ والنَّهي
يعمُّ الورَى بالعدلِ والأمنِ شرعَهُ / فليس يخافُ الليثَ في ملكه الظَّبيُ
يصونُ حِمَى الإسلام عن أمرِ ربِّه / بما جاءَ في القرآن إذ هَبط الوَحيُ
يُرى كلُّ ذي نطق لديه مقصّرا / ولا حصرُ يعدو عليه ولا عي
ينابيعُ أسرار الفصاحةِ فُجِّرَت / بمنطقِهِ أو عَمَّ أمتَهُ السَّقي
يُميتُ ويُحيي بُعدُه ودُنُوُّهُ / وما يتساوى في الورى الميتُ والحيُّ
يفوز بجنات القلوب محبه / وملبسه فيها حرير له وشي
يُسلّي فؤادي عن نسيبي مدحُهُ / فلا كان غيلان ولا ذُكِرت مَيُّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025