المجموع : 480
والنفسُ خالِفها وناقِض أمرَها
والنفسُ خالِفها وناقِض أمرَها / تُطفِي شِرَارَ نِزَاعِهَا بنزوع
والنفسُ راغبَةٌ إذا رغّبتها
والنفسُ راغبَةٌ إذا رغّبتها / وإذا تُرَدُّ إِلى قَلِيلٍ تَقنَعُ
يا أيها المُمسِكُ البخيلُ
يا أيها المُمسِكُ البخيلُ / إلهك المُنفِقُ الكفيلُ
أنفِق وثِق بالإلِهِ تَربَح / فإنَّ إحسَانَهُ جزيلُ
وقدّم الأقربين واذكر / ما روى ابدأ بِمَن تَعوُلُ
فليسَ شبابُ المرءِ يُرجِعُهُ لَهُ
فليسَ شبابُ المرءِ يُرجِعُهُ لَهُ / عُصَارَةَ حَنَّاءٍ بِشَيبٍ مُرَجّل
ألا يا أيها المرءُ الذي رامَ توبَةً
ألا يا أيها المرءُ الذي رامَ توبَةً / فصدته عنها النفس معكوس آمالِ
وقد أيقَنَت علماً بباطن أمره / بأنَّ الفَتَى يَهذِي وليس بفَعَّالِ
إلى كم ترجي العمر والعمرُ ذاهبٌ / بتضييع أوقاتٍ وتبديد أحوالِ
تَدَّعي الحبَّ ثم تَنسَى الحَبِيبَا
تَدَّعي الحبَّ ثم تَنسَى الحَبِيبَا / لَستَ فيما ادَّعيتَ إلا كَذُوبا
إنما الحبُّ أخذةٌ تَملِكُ القَل / بَ جَمِيعاً فليس تُبقِي نَصِيبَا
وإذا مَسَّ القلب طيفُ تناسٍ / كان سلطان حبه محجوبا
لي حَبِيبٌ أجابني ودعاني / فله الفَضلُ داعياً ومجيبا
إن قُربي غليه غاية بُعدي / فأراني منه بَعِيداً قَريبا
فبقائي به فنائيَ عنّي / وحُضُوري أراه عني مغيبا
يا جَنَانِي ويا لِسَانِي اذكرَاهُ / لا تَغِيبَا عن ذِكرِهِ فَتَخِيبَا
ذكره قد تقدَّم الذِّكرُ مِنِّي / رُبَّ أمرٍ رأيته مقلُوبَا
وإذا ماحَقَقتَ فالذاكر المذذ / كور فانظر تَجِدهُ سِرّاً عجيبا
وبِخَيرِ الوَرَى اعتِصَامِي وحسبي / بِشَفِيعِي لكلِّ داءٍ طبيباَ
فَصلاةٌ عليه ثُمَّ سَلاَمٌ / يملآنِ السماءَ والأرضَ طِيبَا
هذي بدائعُ حِكمَةٍ سَطَّرتُهَا
هذي بدائعُ حِكمَةٍ سَطَّرتُهَا / بإشارةِ المولى أبي الحجاج
وسِعَ الأنامَ بعدلِهِ وبِفَضلِهِ / وبعِلمِهِ وبوجُودِهِ التَّجَّاح
من آلِ نَصرٍ نخبة الملك الرضا / أمنُ المَرُوعِ هُمُ وغيثُ الراجي
من آلِ قيلةَ ناصرِي خيرِ الوَرَى / والخلقُ بينَ تَخَاذُلٍ ولجَاجٍ
مَاذا أقول وكل قول قاصر / في وصف بحر زاخر الأمواج
منه لباغي العُرفِ درّ فاخر / ولمن يعادي الدين هولٌ فاج
دامت سعودك في مزيد والمُنى / تلقاك أفواجاً على أفواج
ما أنت إلا ذرة مكنونة
ما أنت إلا ذرة مكنونة / قد أودعت في نطفةٍ أمشاجِ
فاجهد على تَخلِيصِها من طَبعِها / تعرج بها في أرفَعِ المِعرَاج
واشدد يديك معاً على حَبلِ التُّقَى / فإن اعتَصَمتَ بِهِ فأنتَ النَّاجي
بقيتَ لنصر الدين ما ذر شارقٌ
بقيتَ لنصر الدين ما ذر شارقٌ / وما جَدَّدتَ ورقاء في غُصُنٍ مَدحا
واهنأ بفتح عظيمٍ جلَّ موقعه
واهنأ بفتح عظيمٍ جلَّ موقعه / بما لدين الهدى والملك قد مهدا
أولاك ربُّكَ أقصى ما تُؤَمِّلُ في / هذي الحياة وفي دار النعيمِ غدَا
فاهنأ به في عِزَّةٍ وسعادةٍ
فاهنأ به في عِزَّةٍ وسعادةٍ / ولِمُلكِكَ التمكينُ والتخليدُ
وبلغتَ في الولدين ما أمَّلتَهُ / من نِعمَةٍ ولدى الإله مزيدُ
فاللهُ يُجزي أبي خيرَ الجزاء بما
فاللهُ يُجزي أبي خيرَ الجزاء بما / حقاً بما من كتابِ الله عَلَّمَنِي
والله يسبغ نعماه فإن بنا / فَقرٌ إلى وجودِهِ المأمُولِ وهو غني
والحمد لله ختماً بعد فاتحة / ما لاحَ نَجمٌ وغَنَّى الطير في فنن
لا زلتَ في نَصرٍ وَمُلكٍ غَالِبٍ
لا زلتَ في نَصرٍ وَمُلكٍ غَالِبٍ / واللهُ يُعلِي قَدرَهُ وَيَزِيدُهُ
وبلغتَ في الأمراءِ ما أمّلتَهُ / مُلكاً على أعقابِكُم تَخلِيدُه
بحق ياسين وطه وكاف
بحق ياسين وطه وكاف / وبالحَوَامِيمِ ونُونِ وَقاف
وكل ذِكرٍ أنتَ أنزَلتَهُ / هُدًى ونوراً فهو شافٍ وكاف
والكعبة العُظمى وما حولها / وكل من حَجَّ ولَبَّى وطاف
وروضةِ القُدسِ وَمَن حَلَّها / ثَلاَثَةٌ فَضلُهُم غَيرُ خاف
وكلِّ شيء لَكَ فيه رِضا / يَسِّر شِفَاءَ العَبدِ يا خَيرَ شَاف
مولاي مُنَّ بالشِفا
مولاي مُنَّ بالشِفا / بجاهِ خَيرِ مصطفى
وعافِنِي يا خَيرَ مَن / أعفَى وعَافَى وعَفا
رحماك بالعبد الضعي / فِ يا رحيم الضُّعَفَا
مَا لِي سِوَاكَ ملجأ / حَسبِي رِضَاكَ وكَفَى
يا إلهي وملجئي ومجيري ومؤملي
يا إلهي وملجئي ومجيري ومؤملي / قد توجهت ضارعاً لك فارحم تملمي
وأجرني مما أعاني ويسّر توبتي / بنبيّ الهدى توسلت فاقبَل توسّلي
بشفيع مشفع وحبيب مفضّل / وصلاة الإله تترى على خير مرسل
عيدٌ أظلَّكَ في الرمالِ غَرِيبَا
عيدٌ أظلَّكَ في الرمالِ غَرِيبَا / تتجاذَبُ الأشواقُ فيه قُلُوبَا
فأرى بعين البكر فيه أحِبَّتِي / يتطارحون من الشجونِ ضُروبَا
لا يلبثُ الشوقُ المبرح لمحةً / حتى يَمُرَّ إليهمُ ويؤوبَا
فتراهُ خَطفَةَ بَارقٍ سُرعَانَ ما / شَمِلً الشَّمَالَ سَناً أضاءَ جَنوبَا
أذكى لهيباً من زفيرٍ صاعدٍ / فانهَلَّ ماءُ العينِ مِنهُ صَبِيبَا
أذكرتني يا عيدُ أعياداً مَضَت / بلَّغت منها قَصدِيَ المرغوبَا
فجمعتَ شملاً للأحبَّة نَاظِماً / ولبست بُرداً للسُرور قَشِيبَا
وفتحتَ باباً للبشائِرِ شارِعاً / وهصَرتَ غُصناً للدنوِّ رَطِيبَا
يا سيدي عَلَمَ القضاة إليكها / وجدت مَجالاً للكلامِ رَحِيبَا
يا وارثاً بالعلم والنَّسبِ الرِّضَا / فَلأَنتَ أوفَرُ وارِثِيهِ نَصِيبَا
فَبَعثتُهَا لتجدِّدَ العَهدَ الذي / ما زالَ يَحفَظُ مَشهَداً ومَغِيبَا
أقسَمتُ ما أبصَرتُ مِثلَكَ فاضلاً / قَد أحرَزَ المورُوثَ والمكسُوبَا
لي فيكَ حُبٌ صادقٌ ألقَى به / عِندَ الرَّسُولِ البشرَ والتَّقرِيبَا
بَعدَ المَزَارُ فلا تَسَل عن غُربَةٍ / قد أوحَشَت قَلباً بها مقلوباً
وعليكَ يا معنى الكمالِ تحيةً / كالمسكِ قد ملأ المَسَالِكَ طِيبَا
لاَ مَرحَباً بالناشِزِ الفارِك
لاَ مَرحَباً بالناشِزِ الفارِك / إذ جَهِلَت رِفعَةَ مِقدارِك
لو أنَّها قد أوتِيَت رُشدَهَا / ما بَرِحَت تَعشُو إلى نَارِك
أقسَمتُ بالنُّور المُبِينِ الذي / مِنهُ بَدَت مِشكاةُ أنوارِك
ومَظهر الحُكمِ الحَكيمِ الذي / يَتلُو عليهِ طِيبَ أخبارِك
ما ألِفَت مِثلُكَ كُفؤاً ولا / أوَت إلى أكرَمَ من دَارِك
زارت ولو زارت على ميعاد
زارت ولو زارت على ميعاد / لطوى المراحِلَ للقاءِ فؤادي
عَرَبيةٌ لكنَّها من بَابِلٍ / وإن انتَمَت بلسانها لإيادِ
لو أنها قامت بسوق عكاظ لم / تترك لِقُسِّ حفل ذاك النادي
فلثمتُها و ظَنَنتُها مملوكَتِي / وهي التي ظَفِرَت بِمُلك قِيَادِي
إن شئتَ شرحَ الحالِ فاعلم أنَّنِي / هدفٌ أبادَتهُ سِهَامُ أعادِي
إبليسُ والدُنيَا ونَفسي والهَوَى / هذا جِهَادِي إن تَشَأ وجلادِي
لكنَّني قاتَلتُهُم بِمَحَبَّتِي / لِلّهِ رَبِي والرسولِ الهادِي
ورجوتُ أنِّي غالبٌ لِجموعهم / طراً وإني ظافر بمرادي
يا سيدي بِجَلالِ قَدرٍ صَاعِدٍ / وأخي صريح محبَّةٍ وَوِدادِ
أهدَيتَهَا لي تحفةً قابلتها / مني بشكرٍ دائمِ التردادِ
ورأيتُ في صفحاتها بالحسن وال / معنى سَناً مِن فِكرِكَ الوقادِ
ذكرتني العَهدَ القَدِيمَ بها فَكَم / مشن مِثلَهَا لِيَ رائحٌ أو غادِ
فجزَاكَ رَبِّي خَيرَ ما يُجزَى به / أهلُ الوفاءِ الواضحِ الأشهادِ
ثم السلامُ عليكَ مِنِّي مَا شَدَت / ورقاءُ فوقَ قَضِيبِهَا الميادِ
حرسَ الرحمنُ تلكَ السيادة
حرسَ الرحمنُ تلكَ السيادة / وحباها بالرِّضا والسعادة
وحَمَاها ووقاها وأجرَى / مجدَها الأرضَى على خَيرِ عادة
وَرَدَ الطِرسُ الكريمُ الذي قد / جاء بالحسنى معاً والزيادة
وافدٌ لو أبذل النَّفسَ فيهِ / لَم أوفِّ حَقِّ تِلكَ الوفادة