المجموع : 449
هطلت دموع العين والقلب امتلا
هطلت دموع العين والقلب امتلا / جمراً وجسمي قد تناهبه البلا
وأموت حزناً كلما خطرت على / قلبي حكايات الشهيد بكربلا
فهو الفتى المقتول ظلماً وهو من / بعلي الكرار مسنده علا
أسفي عليه ونار بثى لم تزل / تشوي الحشا مني وفكري ما سلا
أيليق سلواني وسهوة خاطري / وتغافلي عن ذكر جدي في الملا
ريحانة المختار قرة عينه / بدر السيادة عين أرباب الولا
حزنت عليه العالمون وفقده / تبكي عليه بحرقة ضب الفلا
والجن تندب والملائك في السما / والصوت من نحو المدينة قد علا
واسودت الأرجاء حتى إن بكت / لهفاً على بلوى الحسين أخي العلا
والأرض مد بها العنا لفراقه / ولفقده بكت السموات العلا
وكأن مولى الأنبياء برحبه / حزوناً عليه أفاض دمعاً مرسلا
ويد القضا نشرت على فلك الضيا / في الأفق من دمه شراعاً مخملا
حزب عليه بغى وشتت شمله / ورماه في سهم الكريهة والبلا
وأضاع حرمة حيدر ومحمد / في قطع مولى حقه أن يوصلا
وأباد ركناً أحمدياً أصله الن / نور الذي في العالم الأعلى انجلى
وأهان محترم الرسول وسبطه / عين البتول وبالهوى ولي إلى
حزب تالفٍ من أشر عصابةٍ / قامت بذنب عذره لن يقبلا
فجعت رسول العالمين بشبله / ولذاك ركن الدين معنى زلزلا
بئس العصابة إذا أطاعت ظالما / وعصت لنفع الغير أمراً منزلا
رفعت منار عدو آل محمد / فقرها في الأسلفين تنزلا
كم أحزنت قلباً سليماً طاهرا / متضرعاً ولربه متبتلا
ولكم بذا أبكت عيوناً دمعها / يروى حديث بني النبي مسلسلا
ولما دهى المولى الحسين وآله / كتب التلهف مجملاً ومفصلا
ويلاه من خطب تكرر ذكره / خطب وسيرة ذكره لن تمهلا
أخذت من الإسلام مدرك سرهم / وبها أبي القلب الشجي أن يغفلا
شرحت متون مصيبة أحزانها / بسطت كتاباً للسقام مطولا
ولحزن صاحب كربلا قد أمطرت / من سمك أحرف حجبها سحب العلا
روحي الفدا لثرى فضا أعتابه / فلقد قضى بظما المصاب مهللا
تباً لقاتله فظلما ما استحى / من ربنا بل ضل عما أنزلا
نسي الوصية في الكتاب وخانها / ومضى بأثواب العناد مسربلا
فكأنني أراءله يوم المقا / بالشر حال ناره تهرى الكلا
والبضعة الزهراء تسأل ربها / حق الحسين بلوعة لن تخذلا
واللَه يرضيها بقهر عدوها / وبنصر بضعتها الشهيد تفضلا
قسماً بأعضاء الشهيد وآله / ما طاب عيشي بعد ذاك ولا حلا
إنى يطيب لي الزمان وخاطري / من جمره واللَه يوماً ما خلا
وإذا خلا ما مر عارضَ ذكره / إلا تلهب فوق ذلك وامتلا
لم لا ونص الذكر أثبت فضله / ولسان سر اللَه مدحته تلا
هطلت على أرجائه سحب الرضى / من حضرة الرحموت ما دام الملا
وأعز مولانا العظيم مناره / ومقامه العالي الذي سامى العلا
وصلاة بارينا بكل دقيقةٍ / وحقيقة تغشى الضريح الأفضلا
قبر به مكث الحبيب المصطفى ال / هادي الذي للخلق طرا أرسلا
ولآله منا السلام وسبطه / غوث الضعيف نصير أهل الابتلا
أواه من عشر المحرم أنه
أواه من عشر المحرم أنه / عشر به غير البكاء محرم
قتل الحسين ابن الرسول محمد / فيه وذاق الذل وهو مكرم
وي كأن السماء تلطم بالعش
وي كأن السماء تلطم بالعش / ر بعشر المحرم الأفلاكا
حزناً للحسين فالسحب تبكي / بخشوع أبكت به الأملاكا
عشر المحرم عشر حزن رعشه
عشر المحرم عشر حزن رعشه / في كل قلبٍ من بني الهادي سكن
حزن عظيم لو تنزل عشره / فوق النهار لصار كالليل السكن
لا بدع ذا عشر بلية حزنه / فقد الحسين ابن البتول أخي الحسن
لأبي بكر الذي طاب ذكراً
لأبي بكر الذي طاب ذكراً / رتبة قد علت الأفكار
أيد الدين بعد طه وأعلى / مذهب الأتباع للمختار
فهو بعد الرسول أكرم داع / بثبات إلى رضاء الباري
رفت قدره العناية حتى / زينته بأجمل الآثار
وله أنزل الإله أفضل / ثاني اثنين إذ هما في الغار
فهو صديق أحمد وخليل / ورفيق له بلا إنكار
مذهبي حبه وأمر ولاه / ركن ديني ونعمتي وافتخاري
وبه في الدنا وفي الحشر أحمى / من زماني ومن عذاب النار
فعليه الرضوان في كل آن / وزمان يهمي ليوم القرار
ما جرى ذكره الشريف بقلبي / بانخلاع عن مذهب الأغيار
وعلى سيدي أبي حفص الفا / روق والمنتقى شهيد الدار
وعلى مظهر الجلال علي / صنو طه وصهره الكرار
وعلى جملة القرابة والآ / ل وصحب أماجد أخيار
يا علياً علا المعالي علاه
يا علياً علا المعالي علاه / وجلا هيكل الدجى مجلاه
أنت مولى للمؤمنين ومن أص / بحت مولاه فالنبي مولاه
والرسول العظيم قال إلهي / ذا علي فوال من والاه
ولسر التأكيد بعد الموالا / ة دعاء وضده عاداه
قبل اللَه ذاك من غير ريب / أن طه لمستجاب دعاه
سلطان عزك في غيب الوجود جلا
سلطان عزك في غيب الوجود جلا / غيم الضلال وفي شأو الفخار علا
أنت الولي لكل المؤمنين كما / صح الحديث وبالإسناد قد نقلا
يا حيدر الغيب يا باب المدينة يا / سبع الجلالة يا وصال من فصلا
يا هيكل العلم في كل العوالم يا / صهر النبي ويا كشاف ما نزلا
لك اتحاد من المختار حكمته / مخفية لم تكن تجلى لمن جهلا
أيدته بعلي سر مظهرها / يدريه من أدرك التفصيل والجملا
لك يا علي الأوليا
لك يا علي الأوليا / في القوم معراج على
ولدي الصحابة مظهر / كالكوكب الأعلى الجلي
باب النبي الهاشمي / ي وفي الورى نعم الولي
والعلم المشهور بال / قول الصحيح الأجمل
وبذاك قد شهد الرسو / ل وقال أقضاكم على
لديوان باب اللَه حيدرة الرضى
لديوان باب اللَه حيدرة الرضى / أبى الغر أولاد النبي نحا ركبي
هو الأسد المشهور في كل حضرة / لنيل الأماني والأمان من الكرب
وزير رسول اللَه باب مدينة ال / علوم إمام الناس في الشرق والغرب
سراج قريش بعد طه وفي بني / معد هو المعروف في ساحة الحرب
ومولى جميع المؤمنين كما أتى / بنص حديث وهو للناس كالقلب
ونظرته عدت بحق عبادة / وأوصافه كالدر في أبحر الكتب
وأحواله العظمى تسامت برونق / جلالته دلت على قدرة الرب
أسد اللَه فتى العزم أبا السا
أسد اللَه فتى العزم أبا السا / دة الأعيان بالفضل تدارك
يا علي القدر والاسم ويا / حصن من يمم بالأفكار دارك
يا أمير الكل يا حيدرة ال / حرب يا من شيد اللَه منارك
يا أخا المختار يا صهر الرضى / يا مشبا في حشا الأعداء نارك
أنا عبد غلبته عنوة / شوكة الأعدا وبالذل استجارك
وأبى اللَه تعلى أن يرى / فاتر الهمة من أصبح جارك
لا تضيعني وخذ لي بيدي / إنني منتظر منك انتصارك
وسلام لك يهدي بالرضى / من لد اللَه تعالى وتبارك
وإلى بنت رسول اللَه من / تميم اللَه بعلياها افتخارها
وإلى السبطين والذرية ال / غر والصحب ومن زار مزارك
وإلى أحباب هذا البيت ما / قال من يرجوك بالفضل تدارك
يا سيدي يا علي المرتضى مدداً
يا سيدي يا علي المرتضى مدداً / لعبك الملتجي يا باب كل ولي
يا صنو طه رسول اللَه يا أمل الرا / جي ويا من بحق أنت للأمل
يا زوج بضعة خير المرسلين ويا / أخاه يا من به لا زلت أنت على
يا من على ساق عرش اللَه قد كتبت / لرفعة المصطفى أيدته بعلى
قابل بسيفك أعدائي وقد لهم / حبل المآرب واطرحهم على الوجل
واطعن صدور قواهم بالمذلة كي / يرون عبرة أهل السهل والجبل
واعمل بشأنك يا كرار إن يدي / مدت إليك وحاشا ترتضي خجلي
لباب ابن الوليد شكوت خصمي
لباب ابن الوليد شكوت خصمي / وخالد لا خفا سيف الرسول
وسيف اللَه صح بذا حديث / أخذناه عن الصحب الفحول
فهذا السيف قاطع هام باغ / بماضي حد سطوته الصقيل
ألوذ بفضله وأروم نصري / وأرجو منك للعليا وصولي
وإني داخل بصفاء قلب / عليه وهو غياث الدخيل
ففي حسبي وفي نسبي إليه / أتيت ومقصدي حسن القبول
وبالإلحاق لي عتب عليه / إذا انتسب الفروع إلى الأصول
بباب أبي أيوب السيد الذي
بباب أبي أيوب السيد الذي / بهجرة خير الخلق تمت سعادته
وأكرم المختار إذ صار ضيفه / وناخت له فضلاً على الباب ناقته
ألوذ وإني مرتج برحابه / وظني أن تسدي إلي عنايته
فذاك فتى الأنصار خالد كوكب الصحا / بة من سامت ذرى النجم حالته
رئيس بني البحار سيدهم ومن / تعالت على هام السماكين رايته
حمى غراء الروم إذ ذاك مثله / مدى الدهر يحمي جنسه وعصابته
عليه رضاء اللَه ما لاح بارق / وما أدركت ملهوف قلب إغاثته
هجم الليل بعد فر النهار
هجم الليل بعد فر النهار / فمحى سطر دولة الأنوار
وجرى فوق صافن أدهم اللو / ن عبوس مستوحش سيار
يطحن الأرض بأسه برحى ال / عتم فتملى الأنحاء بالاغبرار
وترى الشمس خيفة منه تجري / باندلاس لمستقر المدار
وعيون النجوم تلحظ شزراً / بالتخافي طوارق الأقمار
بطلت نوبة الضحى حين وافى / وتغنت بلابل الأسحار
وسباع الغابات قد عمت ال / بر زئيراً وامتد ستر الوقار
واطوى النذل تحت ذيل غطاء / برئت منه ذمة الأحرار
وتراءت أعلام عسكره ال / جرار تبدو من داخل الأستار
هكذا دولة القفار وفي النها / ر شأن ومثله في البحار
تحت أذيالها من العالم الما / ئي صوت الإقرار بالاقتدار
وبجبر الهوية المحض لل / كل أنين وجحفل الليل ساري
وحنين من طي دائرة الأك / وان يبدي رقائق الاعتذار
ومن الهيكل المطلسم مدت / راحة الاحتياج والافتقار
وصنوف الحاجات ترفع في أي / دي صفوف الأملاك للقهار
وخوافي الأسرار تنزل بالأق / دار من دار دورة الأقدار
هكذا الليل إن في الليل دي / وان التجلي وجلوة الاعتبار
واجتماع القوم الأكارم في الغا / ر وتفريق جمعة الأسرار
واطوا حكمة الشؤن ونشر ال / مدد الخالص الرفيع المنار
وحضور الأرواح من حضرة ال / إحسان للمجلس العظيم الفخار
وانعقاد الميدان من حضرات الر / رسل حول المؤيد المختار
وورا صف عزهم حلق ال / أصحاب والأوليا الصدور الكبار
وتجاه النبي بالجانب الأي / من غوث الزمان قطب الديار
خلف ظهر الصفى آدم والمو / لى خليل الرحمن زاكي النجار
ولديه الإمام الأول والثا / ني وصف الأفراد ذو الاشتهار
وعلى نسبة المراتب حزب / عن يمين وآخر عن يسار
وجناب الغوث الجليل عليه / طيلسان التعظيم والانتصار
وله يصدر الخطاب من ال / محمود طه بكل أمر جاري
وهو بالصدق والرضا يتلقى / من لسان الرسول أمر الباري
وبفيض النبي يفيض على ال / غياب سر المراد والحضار
ويدير الأمر المطاع على الذ / ذرات قبل البروز والإظهار
ويمد الشراع من ساحل البح / ر بنشر الإيراد والإصدار
قدس اللَه سره وحباه / بمزيد التكريم والافتخار
وأعز الإله فيه حمى الدي / ن ليعلو علاه في الأقطار
وعليه الكريم عطف قلب ال / مصطفى نور أعين الإبراز
وعلى حزبه الجليل ذوي الدي / وان والأوليا ذوي الأطوار
وعلينا والمسلمين فأنا / لسعتنا عقارب الأكدار
ولجاء الرسول طه التجأنا / بانخلاع عن جملة الأعذار
واتينا رحابه بذنوب / قد مزجنا صغارها بالكبار
وانطوينا بذيله وهو باب اللَ / ه باب الوصول للغفار
وجعلنا وسيلة القرب منه / شيخنا الغوث مصدر الأسرار
وأخذنا القطب الرفاعي بابا / منقذاً بالرضا من الأخطار
ودخلنا بجاهه وبجاه ال / قوم آبائه بني الكرام
وبعين العيون فاطمة الزه / راء أم الأئمة الأخيار
وبأولادها وكل ولي / وبأهل الخشوع والأذكار
والرسول الكريم حاشاه إن يط / رد عبداً أتاه بالانكسار
فيه لذنا لنيل كل مراد / دنيوي ووصلة الجبار
ولكف ألاذا ودفع البلايا / وحصول الشفا ومحو العار
ولحسني سلامة الدين والدن / يا وللأمن من عذاب النار
ولحسن الشهود من غير قطع / وصفاء الأوقات والأفكار
وعليه الصلاة في كل آن / وزمان لمنتهى الأدوار
وعلى آله الأئمة والصح / ب نجوم الهدى لذي الأبصار
وعلى الصالحين ما قال حاد / هجم الليل بعد فر النهار
لذ بباب الغوث الجليل الرفاعي
لذ بباب الغوث الجليل الرفاعي / ولك الأمن من ملم الدواعي
وتململ برحبه فحماه / حرم الوصل قاطع الانقطاع
وهو فرد الرجال قطب صدور ال / أولياء العظام عالي المساعي
علم العارفين شيخ البرايا / منجد الملتجي طويل الباع
أسد بأس سره وتجلي / ه بعزم أذل دهم السباع
وبحسن الخضوع والذل للَ / ه أعز الأحباب في كل قاع
ورث المصطفى أباه بخلق / وكمال عالٍ وخير اتباع
فهدى الناس للمهيمن حتى / عظمت فيه رتبة الأتباع
وسرى نفع فضله بين كل ال / خلق كالشمس غند نشر الشعاع
أظهرت فيه حكمة اللَه شأن ال / قرب في طي عالم الإبداع
وانجلى في حضائر المدد العا / لي وليا من عهد آن الرضاع
وجلا ظلمة الضلال برشد / جاذب بالهدى غلاظ الطباع
فهو في العارفين كعبة بيت ال / وصل محراب جامع الانتفاع
وإمام للسالكين وشيخ / لذمام المريد خير مراعي
أخمد النار بالكرامة والعز / م وأخفى آثار سم الأفاعي
وطغى بحر فضله فهو بحر / علوى وماله من شراع
وهو كنز تضمن العلم والعر / فان خلقاً وطال بالارتفاع
وأزال الأرصاد عن مضمرات السر / ر جهراً بالكشف والإطلاع
مرشد جاب عن مرايا قلوب السا / لكين العمى بغير نزاع
رضى اللَه عنه إذ ذاك فحل ال / قوم مقدامهم بيوم القراع
وإمام الأفراد في كل باب / ورحاب وعين أهل السماع
وسليل النبي لاثم كف ال / مصطفى الهاشمي بالإجماع
بطل في عريكة الحرب كم جن / دل شهماً وكم رمى من شجاع
وكراماته الشريفة تتلى / بلسان الثنا على الأسماع
نشر الهدى في بطاح عراق / فروى نشره جميع البقاع
ودعاه المولى له بلسان ال / فضل قدماً فصار أعظم داعي
قدس اللَه سره كم له من / همم جربت لكشف القناع
ويد بالتصرف الأزلي إن / صدمت زلزلت متين القلاع
ولكم من مواهب منه سحت / فأطالت شأوي قصير الذراع
وله دولة تكرم فيها اللَه قا / مت به مع الاختراع
هو للمصطفى وسيلتي العظ / مى وذخري لصدمة الإزماع
وملاذي وملجئي ونصيري / ومغيثي ومنقذي من ضياعي
فعليه الرضى من اللَه ما صل / لى مصل وطاف بالبيت ساعي
وعلى حزبه الأكارم أهل اللَ / ه أهل الإحسان والاصطناع
ما تغنى الحادي وقال محب / لذبباب الغوث الجليل الرفاعي
كشفت حجاب الطمس عن حيطة الأسما
كشفت حجاب الطمس عن حيطة الأسما / وغبت فلم تعرف سعاد ولا أسما
وسدت صدور القوم في كل حضرةٍ / بشأن وفي الديوان أعظمهم أسما
وفي سدة التصريف في سدرة العلا / أخذت مقراً من مقام العلا أسمى
ولاذت بك الأفراد في كل وجهةٍ / وأصبح في علياك خائفهم يحمي
ولم لا وأنت السيد السند الذي / عن المصطفى معنى شهدنا به رسما
أبو العلمين الغوث أحمد مرشد ال / وجود وأوفى الأوليا مدداً قسما
رفاعي أهل اللَه أرفع حزبهم / محلاً وأعلاهم وأكثرهم علما
وأقربهم من سيد الأنبيا يدا / وأوسعهم صدراً وأوفرهم حلما
ومد يمين الهاشمي إشارة / لقدرك لكن لا تحيط بها فهما
مقام عن الأبصار دق مكانه / وشأن سما في أمر طولته مرمى
ودولة سر في مدار الخفا انجلت / فجلت وما اسطاع الخفا دونها كتما
تكلمت في غلف من المهد جهرةً / وأعطيت في معنى الكلام به حزما
وجاءت لك الأسماك من بحر بصرة / لساحله تسعى إلى بحرك الأهمى
ونخلة جرعاء البطائح قد مشت / إليك على منوال دعوتك العظمى
وشاة الولى الراعي حين لمتها / وقد ضعفت لحماً وقد وهنت عظما
فعادت بإذن اللَه كاملة القوى / ودرت حليباً بعد أن كلفت عزما
وبستان إسمعيل لما اشتريته / بقصر وقد أرهته الخط والختما
وذاك بدار الخلد في ساحة الرضا / فصدقك الملوى ووعدك قدتما
ومجلسك المشهور للوعظ لم تزل / به تسمع الأطروش ما قلت والبكما
وعن بعد يوم في النواحي وفي القرى / كلامك مسموع كمجلسك الأسمى
وريقك كم داوى عليلاً من البلا / وكم أفسدت في الجسم شربته سما
وكم من فؤاد قد عضب ضارب / بنفثة ريق منك صح وما أدمى
ونار الغضا الحمرا بذكرك تنطفي / وتنقشع الأكدار والليلة الدهما
تطرز آثار الرجال مناقباً / بذكر صفات منك تستغلب الوهما
جلالة قدر نلتها بوراثة / خفية الحاق لخير الورى تنمى
حديث اتصال مسند ومسلسل / لأشرف كف نلت من وجهها لثما
وطبت بها قلباً ونورت قالباً / وذبت صفا مذ حزت من عطرها شما
وغبت بها عن كل بادٍ وحاضر / فلا هند في قلب هناك ولا سلمى
أمولاي يا شبل البتول وبضعة الر / رسول ويا أوفى شيوخ الورى سهما
ويا نائب المختار في كل مشهد / ويا بدل المقتول في كربلا ظلما
ويا نجل كرار الرجال الذي جلا / لنا بضيا إشراق حكمته عتما
بجدك زين العابدين وبابنه / وجعفر والشهم الذي استصحب الكظما
أبى الفضل موسى الاصطفا وعلى الرضى / وسيدنا الهادي ومن تمموا النظما
أئمة أهل البيت ساداتنا ومن / محبتهم يجلى بها البصر الأعمى
بجملة أصحاب الرسول جميعهم / نجوم الهدى من شيدوا الدين والحكما
باتباعهم والأولياء وحزبهم / وأهل التقى من أسسوا الرشد والعلما
تداركني الغوث الغياث فإنني / ضعيف قوي لا عزم عند و لا حزما
وجار عدوي وافترى وأساءني / وصار صديقي لي لهدم الرجا خصما
وذاب وجودي من شماتة حاسد / وحرت لذا هما وغبت بذا غما
علي قد استولت كروبي وقد فشت / عيوبي وضاع الرأي من فكرتي مما
وليس لأعتاب الرسول وآله / وسيلة قرب تكشف الخطب إن عما
سواك فتى الأقطاب يا خير مرشد / ويا علم السادات يا شيخهم قدما
عرفتك غوثاً لي وجداً وناصرا / وحصناً به من كل نائبةٍ أحمى
وسيفاً لقطع الحبل من كل ظالم / وركناً فلا أعرى لديه ولا أظما
عليك رضاء اللَه يا غوث سدة ال / وجود مدى ما طبت بين الملا أسما
وأشرف ختم بالصلاة على الذي / غدا لكرام الرسل والأنبيا ختما
إمام صدور المرسلين الذي ارتقى / إلى قاب قوسين الشهود كما هما
وكان هو المعروف في حضرة العمى / بل العالم الموصوف في عالم الأسما
وأكرم أنواع السلام لآله / وأصحابه ما مدحهم عطر النطما
ولابن الرفاعي ما به قال مادح / كشفت حجاب الطمس عن حيطة الأسما
سيد الأولياء يا جداه
سيد الأولياء يا جداه / يا رفاعي الرجال يا غوثاه
يا إمام الشيوخ في كل عصر / يا مربى الزمان يا مقتداه
يا رفيع المقام يا ابن الرفاعي / يا ولياً تعاظمت علياه
يا دليل الإرشاد للقوم يا با / ب علي ووارثاً لعلاه
يا أجل الأقطاب شأناً وقدراً / ومقاماً ومن علا مرقاه
يا مغيث الضعيف والعاجز ال / مذنب يا سيداه يا مرشداه
أنت مولى به المكارم قامت / واستمذ الأفراد من نعماه
وله مدت الموائد في ال / غيب وغنى شكل الورى بثناه
ورجال الإعراب والعجزم طافت / بحماه وعمهم بنداه
وكرامته الشريفة جلت / على حساب وقد علت أسماه
ولا حسانه العناية تنمي / وهو ذخر لخائف ناداه
أحمد الصالحين بحر المزايا / كوكب العارفين حام حماه
ما تعلى فن الطريقة في النا / س ببأس وصوله لولاه
وهو عند الرسول شبل عزيز / ولهذا مدت له يمناه
غوث أهل الطريق بحر المعاني / بدر فضل لازال يعلو ضياه
كان في عالم البرية غوثاً / وعليه غيباً تجلى اللَه
لواء المجد والتعظيم يعقد
لواء المجد والتعظيم يعقد / بأنواع الثنا للغوث أحمد
إمام الأوليا الأسد الرفاعي / أبى العلمين ذي الركن المشيد
فتى مهما تقادم وقت عصر / يرى فيه له الذكر المجدد
هو البحر الذي عظمت جلالا / غوامض در معناه المنضد
هو الحبر الذي كبرت كمالاً / دقائق سلك مذهبه المؤيد
هو الغيث الذي فاضت جمالاً / حقائق سحب نائله المؤبد
هو الحرم الأمين ومن أتاه / بصدق والنجا بحماه يسعد
هو الغوث الجليل أبو المعالي / أجل الصالحين علا واوحد
تسلطن رتبة وسما مقاما / ففيد أكابر الأقطاب ترشد
وفي أبوابه زبد المعاني / بموج للقيامة ليس يجمد
علت أحوال دولته مكاناً / فكان هو المكين بكل مرصد
وكم من آية كبرى تجلت / له ويد ليوم الحشر تحمد
ويكفيه افتخاراً في البرايا / على الأفراد مد يمين أحمد
فمن فيض الرسول بكل آن / رفيع رحابه المعمور يقصد
كذا آل الرسول لهم إياد / على هام العلا بالعز تمتد
وجدهم أجل الرسل قدراً / وأعلاهم برحب الغيب مسند
عليه اللَه صلى كل آن / مدى ما ذكره الممدوح ينشد
وأصحاب وأولد كرام / بهم قمري روض السعد غرد
وعزة اللَه ما شوقي إلى العلم
وعزة اللَه ما شوقي إلى العلم / ولا لنار بدت ليلاً بذي سلم
ولا لدار ولا حي نشأت به / ولا لعمر ولا زيد من الأمم
ولا لرهط ولا حزب ولا فرق / ولا لطفل ولا ألوى لذي رحم
بل كل شوقي وأشجاني وما انجبلت / بلابلي فيه يقظاناً وفي حلمي
لنظرة من إمام القوم تحصل لي / ونفحة فيهما يرقى العلا قدمي
وشرب كاس هلال الشرق روقه / للعارفين وأسداهم من النعم
هو الذي ظهرت في الكون همته / فصار أشهر من نار على علم
هو الذي ضجت الدنيا بنوبته / هو الذي سار في الأعراب والعجم
هو الذي مداتي نور الطريق بدا / هو الذي أغرق المحتاج بالكرم
جوامع الكلم العظمى حقيقته / ونطقه كله من مجمع الكلم
مظاهر الحكم الحسنا طريقته / وسيره حكمة من أبدع الحكم
فرع من المنشأ العالي الشريف نشا / فطاب أصلاً لطيب الأصل بالقدم
راياته في بلاد اللَه قد خفقت / وصوت جلجاله قد رن في الحرم
هو الإمام الرفاعي الذي خرجت / له يد المصطفى المبعوث للأمم
وظاهراً بين كل الخلق قبلها / وفاز في همة تعلو على الهمم
لا غرو فهو ابنه من آل فاطمه / بل من أجل بني الإشراف كلهم
سليل حضرة مولانا الحسين بلا / شك ووارثه في رفعة القدم
عين العيون إمام الصالحين ومن / له سباع الفلا من جملة الخدم
بحر بصولته كم في الورى خمدت / نار وكم أنقذ العاني من الظلم
وكم جهولٌ لجا في باب دولته / بعد الشقاوة أضحى من ذوي الحكم
وكم ضعيف به أحواله انتهضت / إلى المعالي واتجاه من النقم
نعم الولي الذي لا شك فيه ولا / ريب ومحسوبه عار من الندم
من مظهر الصمد امتدت عنايته / من ثابت قدماً عن ثابت القدم
أحواله في كبار الأوليا عرفت / وذاته بين أهل اللَه كالعلم
إني أناديه والأحشا بها لهب / والدمع جار وقد مليت من المي
والفقد والبعد والهجران حل على / صندوق فكري وقد حارت لذا هممي
يا أحمد الأوليا يا سيد الصلحا / يا جهبذ الأصفاي يا صاحب العلم
يا فخر سادات أهل العصر يا سندي / يا مخرج المغرم الداعي من النقم
غوثاه بالمصطفى والمرسلين وفي / كل الصحابة أهل المجد والهمم
بالصالحين بأشياخ الطريق كذا / بالأربعين بسادات ذوي الشيم
بالقطب بالسبعة الأفراد سادتنا / بالعارفين بأهل الحال والكرم
أسرع وقم واكفني شر الزمان وجد / عطفاً بنظرة لطفٍ تحمي لي عدمي
وانهض بهمتك العليا وقل حصل ال / مقصود صدقاً وأسعف وأرع لي ذممي
وكن وسيلة أمري أنت واسطتي / للَه في نيل ما أرجوه من نعم
لا تشمتن بي الأعدا فقد حكموا / أني تلفت وأموري آل للعدم
غوثاه يا ابن رسول اللَه خذ بيدي / يا سيد الوليا يا ثابت القدم
ما لي لباب رسول اللَه واسطةً / إلاك فاسمح وقل لا تخش من ندم
عبد لبابك بالخوف الوفي أتى / وأتقن المدح من نثر ومنتظم
وقال هلا وصلتم بعد صدكم / لطفاً ليشفي الجوى الفاني من السقم
كم ذا ينوح على الأعتاب من شجن / وكم يصيح على الأبواب من ألم
أبو الهدى أحقر الطلاب خادمكم / لا تطردوه بفضل البيت والحرم
صلى الإله على المختار جدكم / خير الفريقين من عربٍ ومن عجم
والآل والصحب والأتباع سادتنا / والتابعين لهم سيراً على القدم
توسل يا أبا العلمين عند النبي
توسل يا أبا العلمين عند النبي / ي بنيل مأربي القصي
لأنك يا رفاعي القوم غوثي / وواسطتي لوالدك النبي
وأنت ملاحظي في كل حال / فداركني وشيد ركن حيي
وقد حصل المراد بفضل طه / وعترته وسيدنا علي
وأصحاب الرسول ذوي المعالي / عليهم رحمة الرب القوي