المجموع : 232
يا قِبْلَةَ العشَّاقِ يا مَنْ بهِ
يا قِبْلَةَ العشَّاقِ يا مَنْ بهِ / سِتْرُ الهوى بينَ الوَرَى مُنْتَهكْ
جَرَّدْتَ من عَيْنَيْكَ سَيْفاً فَلِمْ / أغْمَدْتَهُ في قلبِ عبدِ الملِكْ
صديقٌ لنا عالمٌ بالنجومِ
صديقٌ لنا عالمٌ بالنجومِ / يحدِّثُنا عَنْ لِسَانِ الملكْ
ويكتمُ أسْرارَ إخوانِهِ / ولكن ينمُّ بسرِّ الفَلَكْ
ويومٍ غذاءُ الجسمِ فيه محرَّمٌ
ويومٍ غذاءُ الجسمِ فيه محرَّمٌ / ولكنْ غذاءُ الروحِ فيهِ محلَّلْ
فهلْ لكَ في غيمٍ من النِّدِّ منشأً / يظلُّ بماءِ الوردِ عنديَ يهطِلُ
لهُ عبقٌ كالعرفِ منكَ نسيمُهُ / وخلقُكَ أذكى منهُ نشراً وأجملُ
ما المرءُ إلاّ بمقلوبِ اسمِهِ رجلٌ
ما المرءُ إلاّ بمقلوبِ اسمِهِ رجلٌ / بالفارسيَّةِ فافهمْ أيُّها الرجلُ
فإن يكنْ خالياً ممَّا رَمَزْتُ بهِ / بضمِّ ميمِ اسمِهِ قد جاءهُ الأجلُ
حمدتُ إلهي والزمانَ ذممتُهُ
حمدتُ إلهي والزمانَ ذممتُهُ / فقد طالَما أغرى بقلبي البلابِلا
وعنديَ من لؤمِ الزمانِ دقائقٌ / أُعِدُّ لها من فضلِ ربي جلائلا
أرى الروحَ للإنسانِ بالراحِ حاصلا
أرى الروحَ للإنسانِ بالراحِ حاصلا / فصِلْني بها نفسي فداؤكَ واصِلا
وداوِ بحرِّ الراحِ برداً مُواصِلا / مفاصِلُهُ يمسَسْنَ منَّا المفَاصِلا
فقد لبَّسَ السنجابَ غيمٌ مطبَّقٌ / وألبَسَ وجهَ الأرضِ منهُ الحواصِلا
بنفسي مريضُ الطرفِ والودِّ لم يَدَعْ
بنفسي مريضُ الطرفِ والودِّ لم يَدَعْ / لعاشقِهِ قلباً صحيحاً ولا عَقْلا
إذا ما سقاني كأسَ عينيهِ في الهوى / فحسبيَ ما في فيهِ من سُكَّرٍ نُقلا
خطِّ ابنِ مقلةَ من أرعاهُ مُقْلَتَهُ
خطِّ ابنِ مقلةَ من أرعاهُ مُقْلَتَهُ / ودَّتْ جوارِحُهُ لو حُوِّلتْ مُقَلا
فالدُّرُّ يصفرُّ لاستحسانِهِ حسداً / والبدرُ يحمرُّ من أنوارِهِ خَجَلا
أما ترى اليومَ مِسكيَّ الهواءِ وقد
أما ترى اليومَ مِسكيَّ الهواءِ وقد / مَدَّتْ يدُ الشمسِ في حافاتِها الكُللا
كأنَّما شمسُهُ قد أبصرتْ قمري / يُرْبي عليها فغطَّتْ وجهَها خَجَلا
لا زالَ مجدُكَ للسماكِ رسيلا
لا زالَ مجدُكَ للسماكِ رسيلا / وعلوُّ مجدِكَ بالخلودِ كفيلا
يا غُرَّةَ الزمنِ البهيمِ إذا غدا / أهلُ العُلى لزمانِهِم تحجيلا
يا زائراً مَدَّت سحائبُ طَوْلِهِ / ظِلاًّ عليَّ من الجمالِ ظليلا
وأتت بصَوْبِ جواهرٍ من لفظهِ / حتَّى انْتَظَمْنَ لمفرقي إكليلا
بأبي وغيرِ أبي هلالٌ نُورُهُ / يستعجِلُ التسبيحَ والتهليلا
نقشتْ حوافرُ طرْفهِ في عرصتي / نقشاً محوت رسومه تقبيلا
ولو استطعتُ فرشتُ مسقط خطوِهِ / بجفون عينٍ لا ترى التكحيلا
ونثرتُ روحي بعدَ ما ملكتْ يدي / وخررتُ بيت يَدَي هواه قتيلا
سقى اللهُ عيشاً مضى وانْقَضى
سقى اللهُ عيشاً مضى وانْقَضى / بلا رجعةٍ أرْتَضيها ونُقْله
كوجهِ الحبيبِ وقلبِ الأديب / وشعرِ الوليد وخطِّ ابن مقله
أقولُ لدهرٍ وهو يخفِضُ رُتْبتي
أقولُ لدهرٍ وهو يخفِضُ رُتْبتي / ويُنحي على مالي ويخلِفُ تأميلي
أيا حجراً صلداً مُنِيتُ ببخلِهِ / فلا هو يوريني ولا هو يوري لي
وإذا البلابلُ أفْصَحَتْ بلغاتِها
وإذا البلابلُ أفْصَحَتْ بلغاتِها / فانْفِ البلابلَ باحتساءِ بلابلِ
وسائلٍ عن دمعيَ السائلِ
وسائلٍ عن دمعيَ السائلِ / وحالِ لوني الكاسِفِ الحائلِ
قلتُ لهُ والأرضُ في ناظري / أضيقُ منها كُفَّةُ الحابلِ
بُليتُ واللهِ بمملوكةٍ / في مقلتيها مَلَكا بابلِ
أو سيفُ مأمونِ بن مأمون ال / قرمِ الهمامِ الملكِ العادلِ
فإنْ لحاني عاذلٌ في الهوى / يوماً فما العاذلُ بالعادلِ
سبحانَ ربِّي تبارَكَ اللهُ ما
سبحانَ ربِّي تبارَكَ اللهُ ما / أشْبَهَ بعضَ الكلامِ بالعَسَلِ
والمِسْكِ والسحرِ والرُّقى وابنةِ ال / كَرْمِ وحَلْيِ الحسانِ والحللِ
مثل كلامِ الأميرِ سَيِّدِنا / نظماً ونثراً يسيرُ كالمَثَلِ
يا كعبةَ المعالي
يا كعبةَ المعالي / وقِبْلَةَ الآمالِ
وغرَّة الجمالِ / وصورة الكمالِ
وطالِعَ الإقبالِ / وعارِضَ الإِفضالِ
وآفةَ الأموالِ / بدرَ بني ميكالِ
كم لكَ من مقالِ / أصفى من الزلالِ
أحلى من السَّلْسالِ / أبهى من اللآلي
أزكى من الغوالي / أمضى من العوالي
أقضى من النصالِ / أضوا من الهلالِ
أسرى من الخيالِ / أبقى من الجبالِ
فاسلم على الليالي / ودم بخير حالِ
قلبيَ وجداً مشتعِلْ
قلبيَ وجداً مشتعِلْ / على الهمومِ مشتملْ
وقد كستني في الهوى / ملابسَ الصبِّ الغَزِلْ
إنسانةٌ فتَّانةٌ / بدر الدُّجى منها خَجِلْ
إذا زَنَتْ عيني بها / فبالدموعِ تغتسلْ
الفتحُ منتظمٌ والدهرُ مبتسمُ
الفتحُ منتظمٌ والدهرُ مبتسمُ / وظلُّ شمسِ المعالي كلهُ نِعَمُ
والعدلُ منبسطٌ والحقُّ مُرْتَجَعٌ / والشِّعْبُ ملتئمٌ والجورُ مُصْطَلَمُ
ألقتْ مقاليدَها الدنيا إلى مَلِكٍ / ما زال وقفاً عليهِ المجدُ والكرمُ
شمسِ المعالي وغيث المشرقين ومَنْ / به يتيهُ العُلى والمُلْكُ والحشَمُ
هو الإِمامُ هو القَرْمُ الهمام هو ال / بَدْرُ التمامُ هو الصمصامُ والعلمُ
هو الغمامُ الذي تُخشى صواعقُهُ / قهراً وترجُو نداه العُرْبُ والعَجَمُ
هو المقيمُ وقد سارَتْ مآثِرُهُ / كأنَّ علياهُ من دنياهُ تنتظِمُ
والماءُ من جودِهِ المبذولِ منسَكِبٌ / والنارُ من بأسِهِ المرهوبِ تضطرمُ
والأرضُ من صدرِهِ والريحُ من يدِهِ / والرَّوْضُ من خُلْقِهِ للخَلقِ يبتسمُ
اللهُ جارُكَ يا مَنْ جارُ حضرتِهِ / يلقى السعودَ عليه الدهرَ تزدَحِمُ
أَبْشِرْ فقد جاءَ نصر الله مُؤْتَنِفاً / وعاشرَ الفتحَ منشوراً لهُ عَلَمُ
يا مَنْ إذا اعتصَمَتْ صيدُ الملوكِ بهِ / أمسى وأصبحَ بالرحمنِ يعتصِمُ
أَبْلِ الجديدينِ بالعمرِ الجديدِ ودُمْ / للملكِ يخدِمُكَ التوفيقُ والقَسَمُ
أتى هنا النثارُ على نظامٍ
أتى هنا النثارُ على نظامٍ / وجاءَ الخيرُ إذ جاءَ الغمامُ
فللوسميِّ في أرضي بكاءٌ / وللزرعِ ابتهاجٌ وابتسامُ
سَعِدَتْ بغُرَّةِ وجهِكَ الأيَّامُ
سَعِدَتْ بغُرَّةِ وجهِكَ الأيَّامُ / وتزيَّنَتْ ببقائِكَ الأعوامُ
وتصرَّفَتْ بكَ في المعالي هِمَّةً / تعيا بها الأفهامُ والأوهامُ
ولقد فَرَشْتَ مهادَ عدلِكَ فاغْتَدَتْ / تتواردُ الآسادُ والآرامُ
وافتضَّ سيفُ عُلاكَ كلَّ مدينةٍ / بكرٍ عليها للإياسِ خِتامُ
هذي زرنجُ استغلقت وتمنَّعَتْ / فكأنَّها إلاّ عليكَ حرامُ
ففتحتَها وأَبحتَها ومَنَحتَها / نفراً هُمُ لفنائِكَ الخدَّامُ
وقَدِمتَ والأيامُ تُنْشِدُ في الورى / بيتاً تجيدُ نشيدَهُ الأيامُ
قد جاءَ نصرُ اللهِ والفتحُ الذي / تُزْهى بكتبةِ وصفِهِ الأقلامُ
بأجَلِّ أحوالٍ وأيمنِ مقدمٍ / وأتمِّ إقبالٍ يليه دوامُ