المجموع : 970
يا نسمة من حمى قاسون لي هاجت
يا نسمة من حمى قاسون لي هاجت / حتى أجبنا التي أسرارها ناجت
قولي لمن نفسه في عشقها راجت / بع ههنا النفس أسواق الهوى راجت
أحبني وأنا المعدوم في ذاتي
أحبني وأنا المعدوم في ذاتي / وهو الوجود تجلّى بالخيالات
لما عشقني تصورني بإثبات / فصرت فيه كشكل في المراآت
أسماء ربي مزايا عقدها حلت
أسماء ربي مزايا عقدها حلت / ما حرمت أظهرت فيها وما حلت
وذاته الأصل في الأكوان ما حلت / وإنما كل أمر في الورى حلت
ترنمت المثاني والمثالث
ترنمت المثاني والمثالث / فجاء بوصفه ثان وثالث
وحيد الذات والأسماء شتى / وهن إلى تحققه بواعث
تجلى بالحجاب على أناس / طبائعهم برؤيته دمائث
فقرَّت فيه أعينهم وقوم / تحجب عندهم فيمن يحادث
وأحفته مظاهره لديهم / فكل سائل عنه وباحث
فيدني من يشاء إليه فصلاً / ويبعد من يشاء ولا مناكث
هو انفراد الكثير بما تجلى / وما قد غاب منه عن الحوادث
دنا قلبي إليه وقد تدلى / بقلبي فالتقى فان وماكث
فلم يك هاهنا أحد سواه / وقد عبثت من الكون العوابث
ترى كل العقول به حيارى / ولا يدري الشجاع به الدلاهث
ولكن من هداه هداه كشفاً / إليه فلا علوم ولا مباحث
وجل عن العلوم ومقتضاها / وما هي غير آداب الموارث
ورثناها عن السلف اقتفاء / لشأن العارفين به الملاوث
ألا يا من تجلّى في فؤادي / فذبت به وطهرت الخبائث
وكان ولم أكن وحلفت إني / كغيري لا أكون ولست حانث
وجودك منشأي وبه فنائي / كحال الأخفياء بك الأشاعث
مجرد نسبة بالوهم قامت / ومحض إضافة بالجهل كارث
شهدنا وجهك المميمون فينا / شهود فتى لعلم الغيب وارث
ونحن السابقون إليك طلقاً / وإن نبحت أكاليب لواهث
وفينا الهاشمية من قريش / مناسبة نفت سحر النوافث
تطير بنا إلى أوج المعالي / وتسري بالنجيبات الحثائث
لما انثنت ثاء الثنا الموروث
لما انثنت ثاء الثنا الموروث / هي كالفراش هنالك المبثوث
وبها تألف كل معنى نافر / كجنود حرب هاجم وبعوث
يا أيها الحرف الإمام المقتدى / لك طيب أنفاس وفتك ليوث
ملك كهاتيك الحروف مقدس / في هيكل الناموس والباغوث
ولأجل هذا جاءنا عن سبه / نهي النبي بعلمه الموروث
لكنه في عين منطلق الحجا / عبد المهيمن ليس عبد يغوث
ذهب الخوف والرجا
ذهب الخوف والرجا / ومضى المدح والهجا
وأنا اليوم مسلم / بك قلبي إليك جا
طال ما كنت في عمى / لم أجد عنه مخرجا
جامد الذات خامداً / حامداً ظلمة الدجا
وأنا في كثافة / مطري منك أثلجا
مستقيمي القويم بي / مثل قوم تعوجا
حائراً بي أتيه في / ليل وهمي الذي سجا
فبدت نارك التي / كان موسى لها التجى
فتقصدت جمرها / عندما قد تأججا
وتذاوبت فوقه / باحتراق فأنتجا
جامدي صار مائعاً / كله يا أولي الحجا
وأنائي غسلته / وبدا الصبح أبلجا
وخزامى شممت من / نفحاتي وعرفجا
إن رحماننا له / نفس قد تأرجا
كنت أشتاقه وقد / كان أوساً وخزرجا
نصرة الدين لي به / وعن الكرب فرجا
وقعت قطرتاي في / بحر أمر تموجا
كيف أمتاز بعد أن / أوضح الحق منهجا
من كفوف الهزبر وال / ناب ما واقعي نجا
واسقياني عتيقة / يا خليلي وامزجا
وعلى حيِّ ربَّةِ ال / خال بالقلب عَرِّجا
إنني مستهامهما / ولي البعد أزعجا
لم أجد مثل حسنها / قط أبهى وأبهجا
سلبتني بناظر / طرفه صار أدعجا
وسبتني بطلعة / لم يقم بعدها الدجا
وجهها قد عشقته / لا سواراً ودملجا
وأنا اليوم مغرم / حبها مهجتي شجا
كلما ناح طائر / حث شوقي وهيجا
وغدا الجفن من دمي / في بكائي مضرجا
ثم قلبي وقالبي / للفنا قد تدرجا
عرف المحبوب فابتهجا
عرف المحبوب فابتهجا / ومن الأكوان قد خرجا
مستهام ليس يقنعه / غير لحظ العين نهب رجا
ضاق حتى لو تكون له / وسعة الدارين ما انفرجا
والنوى والشوق أتلفه / لم يزل في الحب منزعجا
لو لمن يهواه كان درى / منزلاً من شوقه عرجا
آه من لي لم أجد أحدا / عنه بالإدراك لي لهجا
ليت لو ألقى له سببا / أو أرى لي نحوه درجا
ذاب صبري وانقضى جلدي / والتواني أحرق المهجا
رام بالأكوان يشغلني / عنه كي أسلو فشوقي جا
بي عليم غير أن له / حكمة تهزَى بكل حجا
قد أصبح قلبي في وهجِ
قد أصبح قلبي في وهجِ / ومدامع عيني كاللججِ
ومعاني الشوق قد اتضحت / بلسان ضنى الجسم اللهج
فعسى الألطاف تحف بنا / ويلوح النور من السرج
ولعل الرحمة تدركنا / من بعد الشدة بالفرج
ولعل علينا الله يجو / د بشرح الصدر من الحرج
والذنب يزول بمغفرة / ويصير الهالك منه نجي
كرم المولى يحكي لججاً / فاسبح في هاتيك اللجج
وادخل بيت التوفيق ولا / تصعد إلا في ذي الدرج
واعرفه به واعبده له / واسجد إن أسفر وابتهج
واسكر من خمرة طلعته / وانظر نور الوجه البهج
واترك عنك الأكوان بلا / ترك واسلك في ذا النهج
مت واغسل عنك الغير وفي / أكفان الصفوة فاندرج
يا خمرة عين الحق لنا / برضاب الحضرة فامتزجي
واذهب يا كأس فإنك من / وهم تمضي طورا وتجي
ما ثم سوى الأحكام فلا / تمدح شيأ فالشيء هجي
ذات كالروض ونحن بها / من زهر الوصف شذا الأرج
يا صاحب هذا المشرب قف / أنت المقدام لدى الرهج
جل بين صفوفك مفتخراً / واسق الأسياف من المهج
والكل سواك بغير هدى / إن شئت فسر أوشئت عج
لا تطلب غيرك إنك أن / ت مناك فَحُلْ عن ذا العوج
هذا نصحي فاقبله وكن / للجاهل حبلاً في ودج
أو كن للكل رياض هدى / أو حسناً في الخد الضرج
واشكر مولاك كما أولا / ك به واترك قول الهمج
وصلاة الله بلا أمدٍ / وسلام الله مدى الحجج
وتحية رب الخلق على / طه منجينا من وهج
وعلى الآل الأطهار له / وعلى الأصحاب أولى البلج
ما أسفر ضوء الصبح وما / ولَّى ليلٌ في الدهر دَجِي
ما الشدة إلا للفرجِ
ما الشدة إلا للفرجِ / وستأتي أنواع الفرجِ
فاصبر فالله له حكم / فيما يقضيه على المهج
والكل يزول فلا تحزن / من شيء راح فسوف يجي
والدهر عجيب هالكه / وعجيب أيضا منه نجي
وتصاريف الأيام على / أهل الدنيا إحدى الحجج
العالم للبلوى خلقوا / فمن البلوى لا تنزعج
فجوابهم قد كان بلى / في الأصل لمعنى ممتزج
والله له غضبٌ ورضىً / كالظلمة تظهر والبلج
فاصعد بمراقي الخير إلى / أعلى الغرفات من الدرج
وإذا وكلت إِلَهَكَ في / أمر من أمرك فابتهج
وابشر فهو المقضيُّ ولا / تضجر منه أو تختلج
والشيء له وقت فإذا / لم يأت فكن للوقت رجي
والعسر ليسر يعقبه / فاخرج عن ضيقك والحرج
وسألتك يا مولاي بمن / يمشون على أسنى النهج
من كل رسول جاء لنا / بالحق وبالدين البهج
وبكل نبي منك أتى / بطريق ليس بذي عوج
وبنوح يشكر من غرقت / بالدعوة منه ذوو الهرج
ونجت أصحاب سفينته / من كل فتى في الله شجي
وبإبراهيم خليلك من / نجّاه الحق من الوهج
وبخلَّته وإمامته / لبنيه على مر الحجج
وبتسمية من قبل لنا / بذوي الإسلام المنتهج
وكليمك موسى من أنجى / بك أمته يوم الخلج
والفرق له كالطود غدا / في لجة بحر مختلج
وبروحك عيسى من ظهرت / أنوار هداه على السرج
أبرى الأعمى والأبرص بل / أحيى كم ميت مندرج
وبطه أحمد من بهرت / آيات هداه المنبلج
وحمى دين الإسلام وقد / وافى بالنصرة في الرهج
وأبان بمدح الدين لنا / عن ملته والكفر هجي
وبأهل البيت بأجمعهم / أرباب السبق لدى الدلج
وبأصحاب المختار ومن / بالسر أناروا كل دجي
وأبى بكر الصديق بلا / شك في الدين ولا مرج
وبشيبته وسريرته / تلك المعمورة باللهج
وبمن فر الشيطان أسىً / منه لطريق منتهج
عمر الفاروق ومن بسنا / علياه أبان عن الفلج
وبعثمان الزاكي الأخلا / ق شهيد الدار المعتلج
وببحر العلم عليٍّ مَنْ / قد فاح كروض مفترج
صهر المختار وعمدته / في الشدة والهم اللزج
وبكل ولي فاح بنا / من سيرته زاكي الأرج
أن تُفرجَ همَّ أحبتنا / وتقيهم معترك الهمج
وتزيل الغمة أجمعها / عن هذا القلب المنزعج
وادفع شر الأعداء ولا / تغرقنا منهم في اللهج
والطُف يا رب اللطف بنا / وانقذنا من هذا اللجج
وصلاة الله مع التسلي / م على ذي السر المنذحج
طه المختار وشيعته / والصحب ذوي الحظ الفرج
وعلى العبد المنسوب بهم / لغني سامي المنعرج
ما لعلع حادي النوق وما / سار الركبان على السرج
لا بد للضيق في الدنيا من الفرجِ
لا بد للضيق في الدنيا من الفرجِ / فافتح كفوف الرجا والحق بألف رجي
واعلم بأنك مفتون وممتحن / بما لديك من الإيساع والحرج
والكل يذهب إن حزناً وإن فرحاً / فكن إذا ضاق أمرٌ غير منزعج
ولا تبت من كدور الدهر منقبضاً / فإنما الدهر ميال إلى العوج
وأظهرِ البسطَ في كل الأمور وإن / ضاقت عليك فقل يا أزمة انفرجي
واشكر على كل حال أنت فيه فما / عن حكمة قد خلا أمر إليك يجي
واصبر وصابر لأحكام الإله ولا / تضجر وإياك في الدنيا من اللَّجَج
وأطلق النفس من سجن الهموم يفز / غريق قلبك يا هذا من اللُجَج
فربما رفعة من خفضة ظهرت / وسافل فرَّ في عال من الدرج
وظلمة الليل إن زادت فإن لها / نوراً أعدّ من الأقمار والسرج
والضدُّ للضد مجعول يزول به / وليس ماض مع الآتي بممتزج
يا حالة النقص ما عني الكمال نأى / ونفحة المسك في ضمن الدم اللزج
وكل شيء له وقت يكون به / فلا تكن في القضايا غير مبتهج
وحكم ربك فاصبر في الوجود له / فإن حجته تعلو على الحجج
وارفع وساوسك اللاتي تسوق إلى / أتعاب نفسك واترك سيرة الهمج
واذكر إلهَكَ في سرٍّ وفي علن / تنجو غداً من لهيب النار والوهج
وبالصلاة تَوَلَّعْ والسلام على / طه الرسول إلينا واضح النَّهَج
والآل والصحب والأتباع أجمعهم / بالخير ما هب ريح طيب الأرج
وما تكامل بنيان فزدت له / فرداً وأرخت رمها قاعة الفرج
إن بحر الوجود بالإختلاجِ
إن بحر الوجود بالإختلاجِ / لم يزل مكثراً من الأمواجِ
واسمها الكائنات حساً وعقلاً / في نهار يضي وليل داجي
لا تظن الوجود زاد وهذا / غير أنواع زينة وابتهاج
عدمٌ كلُّ ما ترى فتحقق / بوجود في ظلمة كالسراج
عينته شؤونه وهي منه / وبها بعضه لبعض يناجي
عظم الأمر وهو باطن خلق / وهو عين الأفراد والأزواج
قف هنا عند وحدة الأمر واشهد / كثرة الخلق عين ما أنت راجي
واحد أظهر المراتب منه / في حساب الألوف للمحتاج
إن ترده في كل شيء تجده / واحداً ظاهراً بغير علاج
فانظر الرتبة التي هو فيها / ثم دعها وكنه بالإمتزاج
وليكن ظاهرا بما أنت فيه / ظاهر فهو مادح أو هاجي
وعليك الحكم الذي منه باد / لا عليه فهالكٌ أو ناجي
صور تارة نقول وطوراً / لمعات من نوره الوهاج
إن تكن عارفاً عذرتَ قصوراً / في كلامي ولم تقل باحتجاج
وإذا كنت جاهلاً فتوقى / حي ميت من هذه الأمواج
إن الوجود بموجوداته امتزجا
إن الوجود بموجوداته امتزجا / وهماً بغير امتزاج فاعرف الدرجا
رفيعها درجات كلهن له / ذو العرش عرش محيط بالعوالم جا
هي المراتب فيها نازل أبداً / مراتبٌ عنه عنها كلها خرجا
وهي اعتباراته في نفسه ظهرت / به له فيه بالترتيب لا عوجا
وكلها عدم وهو الوجود لها / يضاف عند أولى عقل وأهل حجا
وإنما هي تحقيقاً تضاف له / عندي كما جاء في القرآن منبلجا
لله ما في السموات كذاك وما / في الأرض بل كل شيء هكذا لهجا
ولم يزل هو فيما فيه من نعم / من التنزه عنها فانشق الأرجا
فإن عرفت فقل ما شئت فيه وإن / جهلته فالزم التقييد والحرجا
جل الوجود الذي لا غير طلعته / في كل شيء كنور والجميع دُجا
كالبحر والكل كالأمواج منه له / منزه هو عنها فاحذر اللججا
وافهم كلامي كفهمي أو فدعه ولا / تتبع أولى الجهل فينا واترك الهمجا
إنا علمنا وكنا جاهلين به / فنعرف الجهل إذ منه الفؤاد نجا
والجاهلون به من قبل ما علموا / به فلا يعرفون العلم والنهجا
الله أكبر هذا وجه خالقنا / فينا بدا فرأينا الضيق والفرجا
ونحن منه تقادير تلوح به / فأهل يأس وإقناط وأهل رجا
مقدر نفسه أشياء ظاهرة / به له من أتاه أو إليه لجا
قد أتينا الحمى على منهاجِ
قد أتينا الحمى على منهاجِ / فانظروا عندكم له من هاجي
سيرة أحمدية سرت فيها / مستضيئاً بنور ذاك السراج
جل وجه عز العوالم يعلو / بكمال الجمال والإبتهاج
جنة الخلد جنة الخلد لكن / تستر القلب عن بديع التناجي
فتجرد عن السوى وبجيم ال / جمع فافرق قاف البقا في الدياجي
إنما الجمع نور سرِّ التجلّي / وبه الفرق بغية المحتاج
جف جف المداد من أقلامٍ / جاريات السواد في لوح عاج
فاكتبوا بالنضار يا أهل ودي / في لجين الخدود والأوداج
جل جل الجليل حيث تجلّى / بحلى الإنفراد والإزدواج
عدم للوجود كالأمواجِ
عدم للوجود كالأمواجِ / في امتزاج به بغير امتزاجِ
ثم إنّا ثلاثة وهو فرد / ووجود حق عظيم ابتهاج
نحن في ذاتنا وفي العلم أيضاً / والكلام النفسي أصل التناجي
عدم نحن في الثلاث وأما / هو فهو الوجود والأزواج
ربنا الحق قد تنزه عنا / مستحيل الأولاد والأزواج
ما ظهرنا به سوى بكلام / أزليٍّ يضيء في ظل داجي
وهو أيضا مراتب ليس تخفى / عن أمام مكمل المعراج
رتبة الذات قبل رتبة علم / بعدها رتبة الكلام المناجي
وهو فرد حق ونحن كثير / باطل في كلامنا كالسراج
فافهموا ما أقول يا قوم مني / إنني البحر فيه ذو الأمواج
هذه هذه بديعة وقت / سمح الله فيه بالإفراج
يا حسن بستان في اللوان اسمه البرج
يا حسن بستان في اللوان اسمه البرج / سرنا إليه مسير الشمس نحو البرج
وفيه كنا وقد غنى حمام البرج / وقلعة الأمن قد بتنا بها في البرج
لي قصر عالي نصبتو من خشب كالبرج
لي قصر عالي نصبتو من خشب كالبرج / في وسط بستان في اللوان يسمى البرج
وبت فيه بيات الشمس وسط البرج / حتى المغنون لي فاقوا حمام البرج
جئنا بحكم التجلي قرية الفيجه
جئنا بحكم التجلي قرية الفيجه / على طريق لها كم فيه تدريجه
والله حافظنا في كل تعويجه / حتى شهدنا لضيق الأمر تفريجه
من صالحيتنا طرنا بأجنحة
من صالحيتنا طرنا بأجنحة / هي السرور لبستان يسمى البرجْ
ونحن في تختنا كالنجم في فلك / ما فارق البرج إلا وهو وسط البرجْ
حتى كأنا حمام جاء في قفص / ثم استقر وأمسى بائتاً في البرجْ
زينة العبد فقره واحتياجُهْ
زينة العبد فقره واحتياجُهْ / والغنى بالإله لاق ابتهاجُهْ
وهو في غيره مجرد وهمٍ / كم به رادت الردى أفواجه
والجهول الذي يظن بشيء / من متاع الدنيا يصح مزاجه
ليس يغنى الفقير شيء ولو سي / ق إليه من الوجود خراجه
ولهذا تراه والحرص في حا / ل افتقار وغنية معراجه
وهي من داء حب دنياه مازا / ل مريضاً أعيى الجميع علاجه
والغني الغني بالذات لا بال / عرَض الزائل المثار عجاجه
يا ابن يومين لا تخف قطع رزق / كم فتى قبلك اكتفى محتاجه
وكم ارتاب عائل في كفاف / وعليه في العيش ضاقت فجاجه
ثم لما أن سلم الأمر أثرت / خادموه وأيسرت أزواجه
فُزْ بِراحات قلبك الغر يا من / زادَ من فَوْتِ ما يروم انزعاجه
واطرح الهمَّ عن فؤادك واربح / صفوَ عيشٍ إن طبت طاب نتاجه
لا تقل قل دون غيري رزقي / كل رزق مقدر إخراجه
قسمة الله لا زيادة فيها / لا ولا نقص عذبه وأجاجه
والفتى غير رزقه لم ينله / ولو احتال واستطال لجاجه
كم شجاع أراد رزق سواه / يحتويه فقطعت أوداجه
ولكم ضم رزق إنسان حصن / فغزوه وهدمت أبراجه
صاح لو كان فيك رزقك ما لم / يفتح الله عاقك استخراجه
ولو انضم تاج كسرى على رز / ق فتى ذل وانزوى عنه تاجه
كل ضيق وإن تطاول دهراً / عن قريب لا بد يأتي انفراجه
هذه عادة المهيمن فينا / وعليها لقد جرى منهاجه
أي وقت يمر من غير نوع / من عطاء كسا الكساد رواجه
كم لمولاي في الورى من أياد / عند عبد بها استقام اعوجاجه
وله كل ساعة وزمان / بحر فضل تدفقت أمواجه
ثق بلطف الإله في كل حال / فهو في الخلق مستنير سراجه
وإذا ضاق أو تعسر أمر / ثم أبطا انفساحُه وانبلاجه
وغدا القلب منه في سجن همٍّ / زائد الظلم لم يمت حجاجه
فتوكل وارمِ السلاحَ ودعْ ما / أنت فيه وليمض عنك هياجه
واجعل الكون كله لم يكن من / قبلُ يذهبْ عن الفؤاد ارتجاجه
وتر الخير في الذي أنت فيه / لكن الجهل سود الوجه زاجه
والذي عنده الأمور تساوت / ثم في طاجن الحجا إنضاجه
من لصب متيم ملتاحِ
من لصب متيم ملتاحِ / أخذ العلم عن خدود الملاحِ
فقَّهته في الدين قامات غيد / إن تثنت تزري بسمر الرماح
وأرته ملاحة الحق حقاً / فعصى في اتباعه كل لاحي
وغدا باطل الملامة شيئاً / باطلاً في اجتنابه إصلاحي
طار قلبي على معاطف ظبيٍ / ما على من يحبه من جناح
يتجلى بطلعة أرشدتني / لكمالي وخيرتي وفلاحي
يا كثيفاً يلومني في لطيف / إن هذا الملام غير مباح
رمت مني والله شيأ محالاً / كيف تسلو زجاجتي مصباحي
لِمَتى أنت هكذا في عناءٍ / أنا لا أرعوي إلى النصاح
وإذا كنت ليس عندك فرق / بين لون الدجا ولون الصباح
أتظن المشوق مثلك أعمى / عن بروق الحمى وتلك النواحي
اعشقِ الحسنَ إن أردت التلاقي / واتصال الأرواح بالأرواح
وتهتك بكل أحور طرف / كل أطوار وجهه أقداحي
نسمات من داخل الستر هبت / بعبير فأسكرت كل صاح
هي محبوبتي بدت في وشاح / رقمت فيه لون كل وشاح
وتثنت تيهاً وقد ألبستني / ثوبها وهو موذن بافتضاحي
وأعارتني الجناح انتساباً / فأنا طائر بذاك الجناح