القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 970
يا نسمة من حمى قاسون لي هاجت
يا نسمة من حمى قاسون لي هاجت / حتى أجبنا التي أسرارها ناجت
قولي لمن نفسه في عشقها راجت / بع ههنا النفس أسواق الهوى راجت
أحبني وأنا المعدوم في ذاتي
أحبني وأنا المعدوم في ذاتي / وهو الوجود تجلّى بالخيالات
لما عشقني تصورني بإثبات / فصرت فيه كشكل في المراآت
أسماء ربي مزايا عقدها حلت
أسماء ربي مزايا عقدها حلت / ما حرمت أظهرت فيها وما حلت
وذاته الأصل في الأكوان ما حلت / وإنما كل أمر في الورى حلت
ترنمت المثاني والمثالث
ترنمت المثاني والمثالث / فجاء بوصفه ثان وثالث
وحيد الذات والأسماء شتى / وهن إلى تحققه بواعث
تجلى بالحجاب على أناس / طبائعهم برؤيته دمائث
فقرَّت فيه أعينهم وقوم / تحجب عندهم فيمن يحادث
وأحفته مظاهره لديهم / فكل سائل عنه وباحث
فيدني من يشاء إليه فصلاً / ويبعد من يشاء ولا مناكث
هو انفراد الكثير بما تجلى / وما قد غاب منه عن الحوادث
دنا قلبي إليه وقد تدلى / بقلبي فالتقى فان وماكث
فلم يك هاهنا أحد سواه / وقد عبثت من الكون العوابث
ترى كل العقول به حيارى / ولا يدري الشجاع به الدلاهث
ولكن من هداه هداه كشفاً / إليه فلا علوم ولا مباحث
وجل عن العلوم ومقتضاها / وما هي غير آداب الموارث
ورثناها عن السلف اقتفاء / لشأن العارفين به الملاوث
ألا يا من تجلّى في فؤادي / فذبت به وطهرت الخبائث
وكان ولم أكن وحلفت إني / كغيري لا أكون ولست حانث
وجودك منشأي وبه فنائي / كحال الأخفياء بك الأشاعث
مجرد نسبة بالوهم قامت / ومحض إضافة بالجهل كارث
شهدنا وجهك المميمون فينا / شهود فتى لعلم الغيب وارث
ونحن السابقون إليك طلقاً / وإن نبحت أكاليب لواهث
وفينا الهاشمية من قريش / مناسبة نفت سحر النوافث
تطير بنا إلى أوج المعالي / وتسري بالنجيبات الحثائث
لما انثنت ثاء الثنا الموروث
لما انثنت ثاء الثنا الموروث / هي كالفراش هنالك المبثوث
وبها تألف كل معنى نافر / كجنود حرب هاجم وبعوث
يا أيها الحرف الإمام المقتدى / لك طيب أنفاس وفتك ليوث
ملك كهاتيك الحروف مقدس / في هيكل الناموس والباغوث
ولأجل هذا جاءنا عن سبه / نهي النبي بعلمه الموروث
لكنه في عين منطلق الحجا / عبد المهيمن ليس عبد يغوث
ذهب الخوف والرجا
ذهب الخوف والرجا / ومضى المدح والهجا
وأنا اليوم مسلم / بك قلبي إليك جا
طال ما كنت في عمى / لم أجد عنه مخرجا
جامد الذات خامداً / حامداً ظلمة الدجا
وأنا في كثافة / مطري منك أثلجا
مستقيمي القويم بي / مثل قوم تعوجا
حائراً بي أتيه في / ليل وهمي الذي سجا
فبدت نارك التي / كان موسى لها التجى
فتقصدت جمرها / عندما قد تأججا
وتذاوبت فوقه / باحتراق فأنتجا
جامدي صار مائعاً / كله يا أولي الحجا
وأنائي غسلته / وبدا الصبح أبلجا
وخزامى شممت من / نفحاتي وعرفجا
إن رحماننا له / نفس قد تأرجا
كنت أشتاقه وقد / كان أوساً وخزرجا
نصرة الدين لي به / وعن الكرب فرجا
وقعت قطرتاي في / بحر أمر تموجا
كيف أمتاز بعد أن / أوضح الحق منهجا
من كفوف الهزبر وال / ناب ما واقعي نجا
واسقياني عتيقة / يا خليلي وامزجا
وعلى حيِّ ربَّةِ ال / خال بالقلب عَرِّجا
إنني مستهامهما / ولي البعد أزعجا
لم أجد مثل حسنها / قط أبهى وأبهجا
سلبتني بناظر / طرفه صار أدعجا
وسبتني بطلعة / لم يقم بعدها الدجا
وجهها قد عشقته / لا سواراً ودملجا
وأنا اليوم مغرم / حبها مهجتي شجا
كلما ناح طائر / حث شوقي وهيجا
وغدا الجفن من دمي / في بكائي مضرجا
ثم قلبي وقالبي / للفنا قد تدرجا
عرف المحبوب فابتهجا
عرف المحبوب فابتهجا / ومن الأكوان قد خرجا
مستهام ليس يقنعه / غير لحظ العين نهب رجا
ضاق حتى لو تكون له / وسعة الدارين ما انفرجا
والنوى والشوق أتلفه / لم يزل في الحب منزعجا
لو لمن يهواه كان درى / منزلاً من شوقه عرجا
آه من لي لم أجد أحدا / عنه بالإدراك لي لهجا
ليت لو ألقى له سببا / أو أرى لي نحوه درجا
ذاب صبري وانقضى جلدي / والتواني أحرق المهجا
رام بالأكوان يشغلني / عنه كي أسلو فشوقي جا
بي عليم غير أن له / حكمة تهزَى بكل حجا
قد أصبح قلبي في وهجِ
قد أصبح قلبي في وهجِ / ومدامع عيني كاللججِ
ومعاني الشوق قد اتضحت / بلسان ضنى الجسم اللهج
فعسى الألطاف تحف بنا / ويلوح النور من السرج
ولعل الرحمة تدركنا / من بعد الشدة بالفرج
ولعل علينا الله يجو / د بشرح الصدر من الحرج
والذنب يزول بمغفرة / ويصير الهالك منه نجي
كرم المولى يحكي لججاً / فاسبح في هاتيك اللجج
وادخل بيت التوفيق ولا / تصعد إلا في ذي الدرج
واعرفه به واعبده له / واسجد إن أسفر وابتهج
واسكر من خمرة طلعته / وانظر نور الوجه البهج
واترك عنك الأكوان بلا / ترك واسلك في ذا النهج
مت واغسل عنك الغير وفي / أكفان الصفوة فاندرج
يا خمرة عين الحق لنا / برضاب الحضرة فامتزجي
واذهب يا كأس فإنك من / وهم تمضي طورا وتجي
ما ثم سوى الأحكام فلا / تمدح شيأ فالشيء هجي
ذات كالروض ونحن بها / من زهر الوصف شذا الأرج
يا صاحب هذا المشرب قف / أنت المقدام لدى الرهج
جل بين صفوفك مفتخراً / واسق الأسياف من المهج
والكل سواك بغير هدى / إن شئت فسر أوشئت عج
لا تطلب غيرك إنك أن / ت مناك فَحُلْ عن ذا العوج
هذا نصحي فاقبله وكن / للجاهل حبلاً في ودج
أو كن للكل رياض هدى / أو حسناً في الخد الضرج
واشكر مولاك كما أولا / ك به واترك قول الهمج
وصلاة الله بلا أمدٍ / وسلام الله مدى الحجج
وتحية رب الخلق على / طه منجينا من وهج
وعلى الآل الأطهار له / وعلى الأصحاب أولى البلج
ما أسفر ضوء الصبح وما / ولَّى ليلٌ في الدهر دَجِي
ما الشدة إلا للفرجِ
ما الشدة إلا للفرجِ / وستأتي أنواع الفرجِ
فاصبر فالله له حكم / فيما يقضيه على المهج
والكل يزول فلا تحزن / من شيء راح فسوف يجي
والدهر عجيب هالكه / وعجيب أيضا منه نجي
وتصاريف الأيام على / أهل الدنيا إحدى الحجج
العالم للبلوى خلقوا / فمن البلوى لا تنزعج
فجوابهم قد كان بلى / في الأصل لمعنى ممتزج
والله له غضبٌ ورضىً / كالظلمة تظهر والبلج
فاصعد بمراقي الخير إلى / أعلى الغرفات من الدرج
وإذا وكلت إِلَهَكَ في / أمر من أمرك فابتهج
وابشر فهو المقضيُّ ولا / تضجر منه أو تختلج
والشيء له وقت فإذا / لم يأت فكن للوقت رجي
والعسر ليسر يعقبه / فاخرج عن ضيقك والحرج
وسألتك يا مولاي بمن / يمشون على أسنى النهج
من كل رسول جاء لنا / بالحق وبالدين البهج
وبكل نبي منك أتى / بطريق ليس بذي عوج
وبنوح يشكر من غرقت / بالدعوة منه ذوو الهرج
ونجت أصحاب سفينته / من كل فتى في الله شجي
وبإبراهيم خليلك من / نجّاه الحق من الوهج
وبخلَّته وإمامته / لبنيه على مر الحجج
وبتسمية من قبل لنا / بذوي الإسلام المنتهج
وكليمك موسى من أنجى / بك أمته يوم الخلج
والفرق له كالطود غدا / في لجة بحر مختلج
وبروحك عيسى من ظهرت / أنوار هداه على السرج
أبرى الأعمى والأبرص بل / أحيى كم ميت مندرج
وبطه أحمد من بهرت / آيات هداه المنبلج
وحمى دين الإسلام وقد / وافى بالنصرة في الرهج
وأبان بمدح الدين لنا / عن ملته والكفر هجي
وبأهل البيت بأجمعهم / أرباب السبق لدى الدلج
وبأصحاب المختار ومن / بالسر أناروا كل دجي
وأبى بكر الصديق بلا / شك في الدين ولا مرج
وبشيبته وسريرته / تلك المعمورة باللهج
وبمن فر الشيطان أسىً / منه لطريق منتهج
عمر الفاروق ومن بسنا / علياه أبان عن الفلج
وبعثمان الزاكي الأخلا / ق شهيد الدار المعتلج
وببحر العلم عليٍّ مَنْ / قد فاح كروض مفترج
صهر المختار وعمدته / في الشدة والهم اللزج
وبكل ولي فاح بنا / من سيرته زاكي الأرج
أن تُفرجَ همَّ أحبتنا / وتقيهم معترك الهمج
وتزيل الغمة أجمعها / عن هذا القلب المنزعج
وادفع شر الأعداء ولا / تغرقنا منهم في اللهج
والطُف يا رب اللطف بنا / وانقذنا من هذا اللجج
وصلاة الله مع التسلي / م على ذي السر المنذحج
طه المختار وشيعته / والصحب ذوي الحظ الفرج
وعلى العبد المنسوب بهم / لغني سامي المنعرج
ما لعلع حادي النوق وما / سار الركبان على السرج
لا بد للضيق في الدنيا من الفرجِ
لا بد للضيق في الدنيا من الفرجِ / فافتح كفوف الرجا والحق بألف رجي
واعلم بأنك مفتون وممتحن / بما لديك من الإيساع والحرج
والكل يذهب إن حزناً وإن فرحاً / فكن إذا ضاق أمرٌ غير منزعج
ولا تبت من كدور الدهر منقبضاً / فإنما الدهر ميال إلى العوج
وأظهرِ البسطَ في كل الأمور وإن / ضاقت عليك فقل يا أزمة انفرجي
واشكر على كل حال أنت فيه فما / عن حكمة قد خلا أمر إليك يجي
واصبر وصابر لأحكام الإله ولا / تضجر وإياك في الدنيا من اللَّجَج
وأطلق النفس من سجن الهموم يفز / غريق قلبك يا هذا من اللُجَج
فربما رفعة من خفضة ظهرت / وسافل فرَّ في عال من الدرج
وظلمة الليل إن زادت فإن لها / نوراً أعدّ من الأقمار والسرج
والضدُّ للضد مجعول يزول به / وليس ماض مع الآتي بممتزج
يا حالة النقص ما عني الكمال نأى / ونفحة المسك في ضمن الدم اللزج
وكل شيء له وقت يكون به / فلا تكن في القضايا غير مبتهج
وحكم ربك فاصبر في الوجود له / فإن حجته تعلو على الحجج
وارفع وساوسك اللاتي تسوق إلى / أتعاب نفسك واترك سيرة الهمج
واذكر إلهَكَ في سرٍّ وفي علن / تنجو غداً من لهيب النار والوهج
وبالصلاة تَوَلَّعْ والسلام على / طه الرسول إلينا واضح النَّهَج
والآل والصحب والأتباع أجمعهم / بالخير ما هب ريح طيب الأرج
وما تكامل بنيان فزدت له / فرداً وأرخت رمها قاعة الفرج
إن بحر الوجود بالإختلاجِ
إن بحر الوجود بالإختلاجِ / لم يزل مكثراً من الأمواجِ
واسمها الكائنات حساً وعقلاً / في نهار يضي وليل داجي
لا تظن الوجود زاد وهذا / غير أنواع زينة وابتهاج
عدمٌ كلُّ ما ترى فتحقق / بوجود في ظلمة كالسراج
عينته شؤونه وهي منه / وبها بعضه لبعض يناجي
عظم الأمر وهو باطن خلق / وهو عين الأفراد والأزواج
قف هنا عند وحدة الأمر واشهد / كثرة الخلق عين ما أنت راجي
واحد أظهر المراتب منه / في حساب الألوف للمحتاج
إن ترده في كل شيء تجده / واحداً ظاهراً بغير علاج
فانظر الرتبة التي هو فيها / ثم دعها وكنه بالإمتزاج
وليكن ظاهرا بما أنت فيه / ظاهر فهو مادح أو هاجي
وعليك الحكم الذي منه باد / لا عليه فهالكٌ أو ناجي
صور تارة نقول وطوراً / لمعات من نوره الوهاج
إن تكن عارفاً عذرتَ قصوراً / في كلامي ولم تقل باحتجاج
وإذا كنت جاهلاً فتوقى / حي ميت من هذه الأمواج
إن الوجود بموجوداته امتزجا
إن الوجود بموجوداته امتزجا / وهماً بغير امتزاج فاعرف الدرجا
رفيعها درجات كلهن له / ذو العرش عرش محيط بالعوالم جا
هي المراتب فيها نازل أبداً / مراتبٌ عنه عنها كلها خرجا
وهي اعتباراته في نفسه ظهرت / به له فيه بالترتيب لا عوجا
وكلها عدم وهو الوجود لها / يضاف عند أولى عقل وأهل حجا
وإنما هي تحقيقاً تضاف له / عندي كما جاء في القرآن منبلجا
لله ما في السموات كذاك وما / في الأرض بل كل شيء هكذا لهجا
ولم يزل هو فيما فيه من نعم / من التنزه عنها فانشق الأرجا
فإن عرفت فقل ما شئت فيه وإن / جهلته فالزم التقييد والحرجا
جل الوجود الذي لا غير طلعته / في كل شيء كنور والجميع دُجا
كالبحر والكل كالأمواج منه له / منزه هو عنها فاحذر اللججا
وافهم كلامي كفهمي أو فدعه ولا / تتبع أولى الجهل فينا واترك الهمجا
إنا علمنا وكنا جاهلين به / فنعرف الجهل إذ منه الفؤاد نجا
والجاهلون به من قبل ما علموا / به فلا يعرفون العلم والنهجا
الله أكبر هذا وجه خالقنا / فينا بدا فرأينا الضيق والفرجا
ونحن منه تقادير تلوح به / فأهل يأس وإقناط وأهل رجا
مقدر نفسه أشياء ظاهرة / به له من أتاه أو إليه لجا
قد أتينا الحمى على منهاجِ
قد أتينا الحمى على منهاجِ / فانظروا عندكم له من هاجي
سيرة أحمدية سرت فيها / مستضيئاً بنور ذاك السراج
جل وجه عز العوالم يعلو / بكمال الجمال والإبتهاج
جنة الخلد جنة الخلد لكن / تستر القلب عن بديع التناجي
فتجرد عن السوى وبجيم ال / جمع فافرق قاف البقا في الدياجي
إنما الجمع نور سرِّ التجلّي / وبه الفرق بغية المحتاج
جف جف المداد من أقلامٍ / جاريات السواد في لوح عاج
فاكتبوا بالنضار يا أهل ودي / في لجين الخدود والأوداج
جل جل الجليل حيث تجلّى / بحلى الإنفراد والإزدواج
عدم للوجود كالأمواجِ
عدم للوجود كالأمواجِ / في امتزاج به بغير امتزاجِ
ثم إنّا ثلاثة وهو فرد / ووجود حق عظيم ابتهاج
نحن في ذاتنا وفي العلم أيضاً / والكلام النفسي أصل التناجي
عدم نحن في الثلاث وأما / هو فهو الوجود والأزواج
ربنا الحق قد تنزه عنا / مستحيل الأولاد والأزواج
ما ظهرنا به سوى بكلام / أزليٍّ يضيء في ظل داجي
وهو أيضا مراتب ليس تخفى / عن أمام مكمل المعراج
رتبة الذات قبل رتبة علم / بعدها رتبة الكلام المناجي
وهو فرد حق ونحن كثير / باطل في كلامنا كالسراج
فافهموا ما أقول يا قوم مني / إنني البحر فيه ذو الأمواج
هذه هذه بديعة وقت / سمح الله فيه بالإفراج
يا حسن بستان في اللوان اسمه البرج
يا حسن بستان في اللوان اسمه البرج / سرنا إليه مسير الشمس نحو البرج
وفيه كنا وقد غنى حمام البرج / وقلعة الأمن قد بتنا بها في البرج
لي قصر عالي نصبتو من خشب كالبرج
لي قصر عالي نصبتو من خشب كالبرج / في وسط بستان في اللوان يسمى البرج
وبت فيه بيات الشمس وسط البرج / حتى المغنون لي فاقوا حمام البرج
جئنا بحكم التجلي قرية الفيجه
جئنا بحكم التجلي قرية الفيجه / على طريق لها كم فيه تدريجه
والله حافظنا في كل تعويجه / حتى شهدنا لضيق الأمر تفريجه
من صالحيتنا طرنا بأجنحة
من صالحيتنا طرنا بأجنحة / هي السرور لبستان يسمى البرجْ
ونحن في تختنا كالنجم في فلك / ما فارق البرج إلا وهو وسط البرجْ
حتى كأنا حمام جاء في قفص / ثم استقر وأمسى بائتاً في البرجْ
زينة العبد فقره واحتياجُهْ
زينة العبد فقره واحتياجُهْ / والغنى بالإله لاق ابتهاجُهْ
وهو في غيره مجرد وهمٍ / كم به رادت الردى أفواجه
والجهول الذي يظن بشيء / من متاع الدنيا يصح مزاجه
ليس يغنى الفقير شيء ولو سي / ق إليه من الوجود خراجه
ولهذا تراه والحرص في حا / ل افتقار وغنية معراجه
وهي من داء حب دنياه مازا / ل مريضاً أعيى الجميع علاجه
والغني الغني بالذات لا بال / عرَض الزائل المثار عجاجه
يا ابن يومين لا تخف قطع رزق / كم فتى قبلك اكتفى محتاجه
وكم ارتاب عائل في كفاف / وعليه في العيش ضاقت فجاجه
ثم لما أن سلم الأمر أثرت / خادموه وأيسرت أزواجه
فُزْ بِراحات قلبك الغر يا من / زادَ من فَوْتِ ما يروم انزعاجه
واطرح الهمَّ عن فؤادك واربح / صفوَ عيشٍ إن طبت طاب نتاجه
لا تقل قل دون غيري رزقي / كل رزق مقدر إخراجه
قسمة الله لا زيادة فيها / لا ولا نقص عذبه وأجاجه
والفتى غير رزقه لم ينله / ولو احتال واستطال لجاجه
كم شجاع أراد رزق سواه / يحتويه فقطعت أوداجه
ولكم ضم رزق إنسان حصن / فغزوه وهدمت أبراجه
صاح لو كان فيك رزقك ما لم / يفتح الله عاقك استخراجه
ولو انضم تاج كسرى على رز / ق فتى ذل وانزوى عنه تاجه
كل ضيق وإن تطاول دهراً / عن قريب لا بد يأتي انفراجه
هذه عادة المهيمن فينا / وعليها لقد جرى منهاجه
أي وقت يمر من غير نوع / من عطاء كسا الكساد رواجه
كم لمولاي في الورى من أياد / عند عبد بها استقام اعوجاجه
وله كل ساعة وزمان / بحر فضل تدفقت أمواجه
ثق بلطف الإله في كل حال / فهو في الخلق مستنير سراجه
وإذا ضاق أو تعسر أمر / ثم أبطا انفساحُه وانبلاجه
وغدا القلب منه في سجن همٍّ / زائد الظلم لم يمت حجاجه
فتوكل وارمِ السلاحَ ودعْ ما / أنت فيه وليمض عنك هياجه
واجعل الكون كله لم يكن من / قبلُ يذهبْ عن الفؤاد ارتجاجه
وتر الخير في الذي أنت فيه / لكن الجهل سود الوجه زاجه
والذي عنده الأمور تساوت / ثم في طاجن الحجا إنضاجه
من لصب متيم ملتاحِ
من لصب متيم ملتاحِ / أخذ العلم عن خدود الملاحِ
فقَّهته في الدين قامات غيد / إن تثنت تزري بسمر الرماح
وأرته ملاحة الحق حقاً / فعصى في اتباعه كل لاحي
وغدا باطل الملامة شيئاً / باطلاً في اجتنابه إصلاحي
طار قلبي على معاطف ظبيٍ / ما على من يحبه من جناح
يتجلى بطلعة أرشدتني / لكمالي وخيرتي وفلاحي
يا كثيفاً يلومني في لطيف / إن هذا الملام غير مباح
رمت مني والله شيأ محالاً / كيف تسلو زجاجتي مصباحي
لِمَتى أنت هكذا في عناءٍ / أنا لا أرعوي إلى النصاح
وإذا كنت ليس عندك فرق / بين لون الدجا ولون الصباح
أتظن المشوق مثلك أعمى / عن بروق الحمى وتلك النواحي
اعشقِ الحسنَ إن أردت التلاقي / واتصال الأرواح بالأرواح
وتهتك بكل أحور طرف / كل أطوار وجهه أقداحي
نسمات من داخل الستر هبت / بعبير فأسكرت كل صاح
هي محبوبتي بدت في وشاح / رقمت فيه لون كل وشاح
وتثنت تيهاً وقد ألبستني / ثوبها وهو موذن بافتضاحي
وأعارتني الجناح انتساباً / فأنا طائر بذاك الجناح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025