القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الخَيّاط الكل
المجموع : 152
أَسُومُ الْجِبابَ فَلا خَزَّها
أَسُومُ الْجِبابَ فَلا خَزَّها / أُطِيقُ ابْتِياعاً وَلا صُوفَها
وَكَيْفَ السَّبِيلُ إِلى جُبَّةٍ / لِمَنْ لَيْسَ يَمْلِكُ تَصْحِيفَها
فإن أَمْكَنَتْ بِأَيادِي الْمَكِينِ / فَما زِلْتُ أَعْرِفُ مَعْرُوفَها
وَكَمْ بَرَزَ الرَّوْضُ فِي حُلَّةٍ / تَوَلَّتْ يَدُ الْغَيْثِ تَفْوِيفَها
أَبا حَسَنٍ أَنْتَ أَهْلُ الْجَمِيلِ
أَبا حَسَنٍ أَنْتَ أَهْلُ الْجَمِيلِ / فَهَلْ لَكَ هَلْ لَكَ فِي مَكْرُمَهْ
يُفِيدُ بِها الْحَمْدَ مَنْ نَفْسُهُ / مُتَيَّمَةٌ بِالْعُلى مُغْرَمَهُ
وَما زِلْتَ تَرْفَلُ فِي بُرْدِهِ / وَتَلْبَسُ أَثْوابَهُ الْمُعْلَمَهْ
ثَناءٌ يَعُزُّ الْوَرى جَحْدُهُ / كَما عَزَّكَ الْمِسْكُ أَنْ تَكْتُمَهْ
وَمَنْ كانَ يَبْغِي لَدَيْكَ النَّوالَ / فَلَسْتُ بِباغٍ سِوى مَقْلَمَهْ
تُرى وَهْيَ مُسْمَنَةٌ ظاهِراً / وَلكِنَّها باطِناً مُسْقَمَهْ
كَأَنَّ حَشاها فُؤادُ الْخَلِ / يِّ لَمْ يَصْلَ نارَ الْهَوى الْمُضْرَمَهْ
إِذا أُهْدِيَتْ وَهْيَ صِفْرٌ رَأَيْ / تَ صُورَةَ مُتْأَقَةٍ مُفْعَمَهْ
وَإِن جُدْتَ فِيها بِأَقْلامِه / جَمَعْتَ الذَّوابِلَ فِي مَلْحَمَهْ
فَكَمْ ثَمَّ مِنْ زاعِبِيٍّ تَخالُ / مَكانَ المِدادِ بِهِ لَهْذَمَهْ
إِذا ما طَعَنْتَ بِهِ مَطْلَباً / سَفَكْتَ بِغَيْرِ جُناحٍ دَمَهْ
كَمِثْلِ الْكِنانَةِ يَوْمَ النَّضا / لِ أَوْدَعَها نابِلٌ أَسْهُمَهْ
مُضَمَّنَةٌ آلَةً لِلسُّمُ / وِّ تُثْرِي بِها الْهِمَّةُ الْمُعْدِمَهْ
إِذا فُتِحَتْ أَبْرَزَتْ أَنْصُلاً / كَما فَغَر اللَّيْثُ يَوْماً فَمَهْ
لَكَ الفَضْلُ فِي صُنْعِها إِنَّها / بِلُطْفِكَ مَلْمُومَةٌ مُحْكَمَهْ
يَنُمُّ بِهِ ماكَسَتْها يَدا / كَ مِنْ مَعْجِزِ الْوَشْيِ وَالنَّمْنَمَهْ
كَأَنَّ عَلَيْها لأَخْلاقِكَ الْ / حِسانِ مِنَ الظَّرْفِ أَبْهى سِمَهْ
سَرى بِكَ عِلْمُكَ مَسْرى الْبُدُورِ / فَقَصَّرَ مَنْ قالَ ما أَعْلَمَهْ
وَأَكَّدَ عَقْدَك أَنَّ الْجَمِي / لَ لَيْسَ لِبانِيهِ أَنْ يَهْدِمَهْ
وَوَفْدِ ثَناءٍ بَعَثْنا إِلَيْ / كَ يَشْتاقُ أَهْلُ النُّهى مَقْدَمَهْ
جَمَعْتُ صِفاتِكَ فِي سِلْكِهِ / لِمَنْ وَجَدَ الدُّرَّ أَنْ يَنْظِمَهْ
مُلِّيتَ بَدْراً تُهَنّاهُ وَضِرْغاما
مُلِّيتَ بَدْراً تُهَنّاهُ وَضِرْغاما / تَحْوِي بِهِ لِلْعِدى كَبْتاً وَإِرْغاما
سَمّاهُ مَجْدُكَ بَهْراماً لأَنَّ لَهُ / سَعْداً يُطاوِلُ كَيْواناً وَبهْراما
قَدْ عادَ مِنْ نُورِهِ الإِظْلامُ وَهْوَ ضُحىً / مِنْ بِعْدِ ما غادَرَ الإِصْباحَ إِظْلاما
بُشْراكَ أَنَّكَ ما تَنْفَكُّ تُلْبِسُهُ النُّ / عْمى وَتَلْبَسُ إِجْلالاً وَإِعْظاما
يا أَكْرَمَ النّاسِ آباءً وَأَشْرَفَهُمْ / عِنْدَ التَّفاخُرِ أَخْوالاً وَأَعْماما
أَطْلَعْتَ بِالشّامِ مِنْ بَهْرامَ بَدْرَ دُجىً / أَضْحى العِراقُ عَلَيْهِ يَحْسُدُ الشّاما
فَاسْعَدْ بِهِ دائِمَ النَّعْماءِ مُعْتَلِياً / عَلَى الزَّمانِ وَخَيْرُ الْعَيْشِ ما داما
دَعانِي الأَمِيرُ فَلَبَّيْتُهُ
دَعانِي الأَمِيرُ فَلَبَّيْتُهُ / وَلِمْ لا أُلَبِّيكَ يا خَيْرَ داعِ
فَوافَيْتُ أَزُهَرَ رَحْبَ الذِّراعِ / شَدِيدَ الْمِصاعِ شَريفَ المَساعِي
كَرِيمَ الْفَعالِ غَرِيبَ النَّوالِ / غَرِيمَ نِضالِ الْعِدى والْقِراعِ
وَقَدْ كُنْتُ أَنْتَجِعُ الأَكْرَمِينَ / فَقُلْ فِي كَرِيمٍ حَداهُ انْتِجاعِي
أَشَمْسَ الأَنامِ وَمَوْلى الْكِرامِ / وَتِرْبَ الْغَمامِ وَرَبَّ الزِّماعِ
سَاَشْكُرُ ما دُمْتُ فِي الْعالَمِينَ / مَكارِمَ أَحْسَنَّ فِيكَ اصْطِناعِي
أُطيلُ الثَّناءَ عَلى ماجِدٍ / أَطالَ عَلَى نُوَبِ الدَّهْرِ باعِي
قُلْتُ لِلسّاقِي وَقَدْ طافَ بِها
قُلْتُ لِلسّاقِي وَقَدْ طافَ بِها / قَهْوَةً مَصْبُوغَةً مِنْ وَجْنَتَيْهِ
أَتُرى مِنْ دَنِّهِ أَتْرَعَها / أَمْ تُرى أَتْرَعَها مِنْ مُقْلَتَيْهِ
أَمْ تَراهُ شارِباً مِنْ رِيقِهِ / ضِعْفَ ما يَشْرَبُ قَوْمٌ مِنْ يَدَيْهِ
فَأَرى أَعْطافَهُ شاهِدَةً / أَنَّهُ قَدْ جارَتِ الْكَأْسُ عَلَيْهِ
مَنْ يَكُنْ هامَ مِنَ الْوَجْدِ بِهِ / فَلَقَدْ ذُبْتُ مِنَ الشَّوْقِ إِلَيْهِ
أَتُرى أَبْصَرَهُ مِثْلِي الْقَدَحْ
أَتُرى أَبْصَرَهُ مِثْلِي الْقَدَحْ / فَغَدا زَنْدُ حَشاهُ يُقْتَدَحْ
وانْثَنَى مُنْكَسِراً مِنْ وَجْدِهِ / بِكَسِيرِ الطَّرْفِ كَالظَّبْيِ سَنَحْ
قَمَرٌ يَسْعَدُ لَوْ يُشْبِهُهُ / قَمَرُ اللَّيْلِ إِذا اللَيْلُ جَنَحْ
لَبِسَ الْحُسْنَ كَشَمْسِ الدَّوْلَةٍ الْ / مَلْكِ إِذْ يَلْبَسُ مَعْشُوقَ الْمِدَحْ
أَرُوحُ وَقَلْبِي عَنْكَ لَيْسَ بِرائِحِ
أَرُوحُ وَقَلْبِي عَنْكَ لَيْسَ بِرائِحِ / وَذِكْرُكَ باقِي الشَّوْقِ بَيْنَ الْجَوانِحِ
وَحَسْبِي شَمْسَ الدَّوْلَةِ الْمَلْكُ غايَةً / مِنَ الْفَخْرِ أَنْ تُهْدِى إِلَيْكَ مَدائِحِي
وَقَدْ كانَ شِعْرِي يَفْضَحُ الشِّعْرَ كُلَّهُ / فَأَمْسى بِما تُولِي سَماحُكَ فاضِحِي
قُلْ لِلْعَمِيدِ عِمِيدِ الْمُلْكِ إِنَّ لَهُ
قُلْ لِلْعَمِيدِ عِمِيدِ الْمُلْكِ إِنَّ لَهُ / عَزْماً يُؤَمَّلُ لِلدُّنْيا وَ لِلدِّينِ
يا خَيْرَ مَنْ شَعَفَ الْحَمْدُ الْجَزِيلُ لَهُ / قَلْباً بِغَيْرِ الْمَعالِي غَيْرَ مَفْتُونِ
ما بالُ بابِكَ مَفْتُوحاً لِداخِلِهِ / وَلَسْتُ أَلْقاهُ إِلاّ مُغْلَقاً دُونِي
إِنِّي أَعُوذُ بِعَطْفٍ مِنْكَ أَعْرِفُهُ / ما زالَ يَقْتُلُ أَعْدائِي وَيُحْيِينِي
مِنْ أَنْ يَكُونَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمُ / شَيْئاً سِوى الْحَظِّ يُدْنِيهِمْ وَيُقْصِينِي
وكُنْتُ إِذا ما رابَنِي الدَّهْرُ مَرَّةً
وكُنْتُ إِذا ما رابَنِي الدَّهْرُ مَرَّةً / وَقَدْ وَلَدَ الدَّهْرُ الْكِرامَ فَأَنْجَبا
دَعَوْتُ كَرِيماً فَاسْتَجابَ لِدَعْوَتِي / أَغَرَّ إِذا ما رادَهُ الظَّنُّ أَخْصَبا
إِذا كُنْتَ راجِي نِعْمَةٍ مِنْ مُؤَمَّلٍ / فَحَسْبِيَ أَنْ أَرْجُو الْعَمِيدَ الْمُهَذَّبا
عَسى جُودُهُ الْمأْمُولُ يَنْتاشُ هالِكاً / أَسِيرَ زَمانٍ بِالْخُطُوبِ مُعَذَّبا
أَرى الدَّهْرَ لا يَزْدادُ إِلاّ فَظاظَةً / عَلَيَّ وَلا أَزْدادُ إِلاّ تَعَتُّبا
فَكُنْ لِبَنِي الأَحْرارِ حِصْناً وَمَعْقِلاً / إِذا خانَهُمْ صَرْفُ الزَّمانِ وَخَيَّبا
سِواكَ يُعابُ الْمادِحُونَ بِنَيْلِهِ / وَغَيْرُكَ مَنْ آبى لِجَدْواهُ مَطْلَبا
أَيا ناهِضَ الْمُلْكِ أَيُّ الثَّناءِ
أَيا ناهِضَ الْمُلْكِ أَيُّ الثَّناءِ / يَقُومُ بِشُكْرِكَ أَوْ يَنْهَضُ
وَمَنْ ذا يَراكَ فَيَدْعُو سِوا / كَ يَوْماً لِخَطٍْ إِذا يُرْمِضُ
وَكَيْفَ وَلَمّا تَزَلْ لِلنَّدى / مُحِباًّ إِذا كَثُرَ المُبْغِضُ
فَتَعْطِفُ غِنْ صَدَّ عَنْهُ اللِّئامُ / وَتُقْبِلُ بِالوُدِّ إِنْ أَعْرَضُوا
دَعانِيَ بِشْرُكَ قَبْلَ النَّوالِ / وَأَثْرى بِهِ الأَمَلُ الْمُنْفِضُ
وَأَحْرى الحَيا أَنْ يُرَوِّي الثَّرى / حَياً باتَ بارِقُهُ يُومِضُ
وَأَطْعَمَنِي فِي نَداكَ الْجَزِيلِ / خَلائِقُ يُشْفى بِها الْمُمْرَضُ
وَوَجْهُكَ وَالْفِعْلُ إِذْ يُشْرِقانِ / كَأَنَّهُما عِرْضُكَ الأَبْيَضُ
فَإِمّا وَهَبْتَ فَنِعْمَ الْوَهُوبُ / وَإِلاّ فَكَالواهِبِ الْمُقْرِضُ
عِشْتَ لِلْمَجْدِ أَطْوَلَ الأَعْمارِ
عِشْتَ لِلْمَجْدِ أَطْوَلَ الأَعْمارِ / بالِغاً فِيهِ اَفْضَلَ الإِيثارِ
وَشَفاكَ الإِلهُ مِنْ كُلِّ داءٍ / وَوَقاكَ الْمَخُوفَ مِنْ كُلِّ طارِي
يا عَلِياً عَنْ كُلِّ ضِدٍّ وَنِدٍّ / وَبَرِياً مِنْ كُلِّ عَيْبٍ وَعارِ
أَنْتَ بَدْرُ العُلى فَكَيْفَ وَقَدْ ضُمَّ / تْ إِلَيْهِ زُهْرُ النُّجُومِ الدَّرارِي
قَدْ أَتاكَ الْهَناءُ يَرْفُلُ فِي ثَوْ / بِ ثَناءٍ باقٍ عَلى الآثارِ
بِهِلالٍ كَأَنَّما غُرَّةُ الشَّهْ / رِ بِرُؤْياهُ لَيْلَةُ الإِبْدارِ
وَجَوادٍ حازَ الْمَدى وهْوَ فِي الْمَهْ / دِ سَلِيمِ الْخُطى أَمِينِ الْعِثارِ
وَحُسامٍ قَدْ قُلِّدَ الْمَجْدَ ماضٍ / غَيْرِ خالِي الْقِرابِ ماضِي الْغِرارِ
حُزْتَ فِيهِ الْمُنى فَأَطْلَعْتَ مِنْهُ / قَمَرَ الْمَجْدِ فِي سَماءِ الْفَخارِ
فَازَ مَنْ فازَ مِنْهُ يَوْمَ تَجَلَّى / بِجِلاءِ الْقُلُوبِ وَالأَبْصارِ
وَأَقْرَّ الْعُيُونَ مِنُْ بِمَأْمُو / لٍ لَهُ الْمَكْرُماتُ دارُ قَرارِ
قَدْ تَحَلَّتْ بِذِكْرِهِ غُرَّةُ المَجْ / دِ وَسارَتْ شَوارِدُ الأَشْعارِ
حَسَرَ الدَّهْرُ عَنْهُ وانْجابَ غَيْمُ ال / غَيْثِ عَنْ كَوْكَبِ الْعَلاءِ السَّارِي
فَتَمَلَّ الْهَناءَ وَاسْعَدْ بِهِ حِلْ / فَ سُرُورٍ صافٍ مِنَ الأَكْدارِ
وَلَئِنْ خِلْتَهُ صَغِيراً فَما زا / لَ صِغارُ الْكِرامِ غَيْرَ صِغارِ
والْفَتى عِنْدَ قَدْرِهِ وَعُلاهُ / وَكِبارُ اللِّئامِ غَيْرُ كِبارِ
فَوقاكَ الإِلهُ فِيهِ وَفِي مَجْ / دِكَ ما يُتَّقَى مِنَ الأَقْدارِ
أبَداً ما اسْتَقَلَّ رَكْبٌ وما جا / دَ بِرِيِّ الْبِلادِ صَوْبُ قِطارِ
كَوْكَبٌ تَسْتَنِيرُ حَتّى تَراهُ / قَمَراً باهِراً أَبا أَقْمارِ
سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشَقِ الْمَجْدَ عاشِقُ
سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشَقِ الْمَجْدَ عاشِقُ / وَغَيْرِي لِمَنْ لَمْ يَصْطَفِ الْحَمْدَ وامِقُ
عَزَفْتُ عَنِ الأَحْبابِ غَيْرَ ذَوِي النُّهى / فَلَسْتُ بِمُشْتاقٍ وَغَيْرُكَ شائِقُ
أُحِبُّكَ ما حَنَّتْ سَلُوبٌ وما شَدا / طَرُوبٌ وَما تاقَ الْعَشِيّاتِ تائِقُ
وَمالِيَ لا يَقْتادُنِي نَحْوَكَ الْهَوى / وَعِنْدِيَ حادٍ مِنْ هَواكَ وَسائِقُ
أَأَثْنِي عِنانِي عَنْكَ أَطْلُبُ مَطْلَباً / وَأَتْرُكُ خَيْراً مِنْهُ إِنِّي لَمائِقُ
يُطِيعُ النَّوى مَنْ خافَ فِي أَرْضِهِ الطَّوى / وَلَوْلا احْتِباسُ الْغَيْثِ ما شِيمَ بارِقُ
أَيا بْنَ عَلِيٍّ إِنْ تَرَدَّيْتَ فاشْتَمِلْ / رِداءَ الْمَعالِي إِنَّهُ بِكَ لا ئِقُ
فَأَنْتَ الْحَقِيقُ بِالْعَلاءِ وَبِالثَّنا / إِذا الْحَقُّ يَوْماً أَوْجَبْتْهُ الْحَقائِقُ
لَعَمْرِي لَئِنْ كُنْتُ امْرَأً فاتَهُ الْغِنى / فَحَسْبِي غِنىً أَنِّي بِجُودِكَ واثِقُ
وَقَدْ عَلِقَتْنِي النّائِباتُ فَوَيْحَها / أَما عَلِمَتْ أَنِّي بِحَبْلِكَ عالِقُ
أَلَمْ تَدْرِ أَنِّي مِنْ أَبِي الْيُمْنِ نازِلٌ / بِحَيْث ُتَحامانِي الخُطُوبُ الطَّوارِقُ
أَلَمْ يغْنِنِي بَحْرٌ جُودِكَ زاخِرٌ / أَلَمْ يَحْمِنِي طَوْدٌ بِعِزِّكَ شاهِقُ
أَلَمْ يَكُ لِي مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ صارِمٌ / لِهامِ الْعِدى والْفَقْرِ وَالدَّهْرُ فالِقُ
لَقَدْ بَرَّحَتْ كَفّاكَ فِي الْجُودِ بِالْحَيا / فَلا عاقَها إِلاّ عَنِ الْبُخْلِ عائِقُ
سَماؤُكَ مِدْرارٌ وَرِيحُكَ غَضَّةٌ / وَعِزُّكَ قَهّارٌ وَمَجْدُكَ باسِقُ
وَما بَرِحَتْ مِنْكَ الْخَلائِقُ تَعْتَلِي / إِلى سُؤْدَدٍ لا تَدَّعِيهِ الْخَلائِقُ
إِذا ما تَنُوخِيٌّ سَما لِفَضِيلَةٍ / تَخَلَّى مُجارِيِهِ وَقَلَّ الْمُرافِقُ
تَوَسَّطْتَ مِنْهُمْ بَيْتَ فَخْرٍ عِمادُهُ / صُدُورُ الْقَنا وَالْمُرْهَفاتُ الذَوالِقُ
بَنى أَوَّلٌ مِنْهُمْ وَشَيَّدَ آخِرٌ / إِلى مِثْلِهِ تَسْمُو الْعُيُونُ الرَّوامِقُ
سَمَتْ بِسَعِيدٍ فِي تَنُوخَ وَغَيْرِها / ذَوائِبُ مَجْدٍ بِالنُّجُومِ لَواصِقُ
بِأَزْهَرَ لَوْ أَلْقَى عَلى الْبَدْرِ مَسْحَةً / بِبَهْجَتِهِ لَمْ يَمْحَقِ الْبَدْرَ ماحِقُ
أَغَرُّ إِذا أَجْرى الْكِرامُ إِلى مَدىً / شَآهُمْ جَوادٌ لِلسَّوابِقِ سابِقُ
فَتىً عَطَّرى الأَيامَ مِنْ طِيبِ ذِكْرِهِ / شَذىً تَتَهاداهُ الأُنُوفُ النَّواشِقُ
وَزِينَتْ بِهِ الدُّنْيا فَباهَتْ وَطاوَلَتْ / مَغارِبُها تِيهاً بِهِ وَالْمَشارِقُ
أَنامِلُهُ لِلْمَكْرُماتِ مَفاتِحٌ / عَلَى أَنَّها لِلْحادِثاتِ مَغالِقُ
غَمائِمُ غُرٌّ لَيْسَ تُدْرى هِباتُها / أَهُنَّ سُيُوبٌ أَمْ سُيُولٌ دَوافِقُ
تَأَلى عَلَى الإِسْرافِ فِي بَذْلِ مالِهِ / فَلَمْ يَقْتَصِرْ وَالصّادقُ الْعَزْمِ صادقُ
فَوَاللهِ ما أَدْرِي أَتِلْكَ مَواعِدٌ / تَقَدَّمْنَ مِنْ إِحْسانِهِ أَمْ مَواثِقُ
بَقِيتَ لِعَبْدٍ عائِدٍ بِكَ سَعْدُهُ / وَعِشْتَ لِعَيْشٍ خالِدٍ لا يُفارِقُ
وَلا زِلْتَ مَأْمُولاً لأَيّامِ عِزِّكَ الْ / بَواقِي وَمَأْمُوناً عَلَيْكَ الْبَوائِقُ
نَطَقْتُ بِمَدْحٍ أَنْتَ أَهْلٌ لِخَيْرِهِ / وَمِنْ شَرَفِي أَنِّي بِمَدْحِكَ ناطِقُ
شَرُفْتُ بِهِ وَالْفَخْرُ فَخْرُكَ مِثْلَ ما / تَعَطَّرَ مِنْ فَضِّ اللَّطِيمَةِ فاتِقُ
وَلَسْتُ أُبالِي عِنْدَ مَنْ باتَ كاسِداً / إِذا هُوَ أَضْحى وَهْوَ عِنْدَكَ نافِقُ
غَرائِبُ مِنْ أَبْكارِ مَدْحٍ كَأَنَّها / كَرائِمُ مِنْ أَزْهارِ نَوْرٍ فَتائِقُ
تَشُوقُ وَتُصْبِي السّامِعِينَ كَأَنَّما / بِها يَتَغَنّى مَعْبَدٌ أَوْ مُخارِقُ
تَمُرُّ بِأَفْواهُ الرَّواةِ كَأَنَّها / مُصَفَّقَةٌ مِنْ خَمْرِ عانَةَ عاتِقُ
لَقَدْ حَدَقَتْ بِي مِنْ أَيادِيكَ أَنْعُمٌ / فَعِنْدِي مِنْ شُكْرِي لَهُنَّ حَدائِقُ
فَإِنْ أَنا لَمْ أُطْلِقُ لِسانِي بِحَمْدِها / فَأُمُّ الْعُلى وَالْمَجْدِ مِنِّيَ طالِقُ
يا حُسْنَهُ قَمَراً وَأَنْتَ سَماؤُهُ
يا حُسْنَهُ قَمَراً وَأَنْتَ سَماؤُهُ / أَطْلَعْتَهُ فَجَلا الظَّلامَ ضِياؤُهُ
يا سَعْدَهُ مِنْ قادِمٍ سُرَّ السُّرُو / رُ بِهِ وَهُنَّئَ بِالخُلُودِ هَناؤُهُ
وافاكَ فِي جَيْشِ الْفَخارِ مُتَوَّجاً / بِالْحَمْدِ خَفّاقاً عَلَيْهِ لِواؤُهُ
قَمَرٌ كَفى الأَقمارَ سَعْداً أَنَّها / أَشْباهُهُ فِي الْمَجْدِ أَوْ أَكْفاؤُهُ
يُمْسِي وَيُصْبِحُ فِي الْبَقاءِ شَرِيكَها / أَبَداً كَما هِيَ فِي الْعُلى شُرَكاؤُهُ
كَفَلَتْ عُلاكَ لَهُ بِكُلِّ فَضِيلَةٍ / إِنَّ النَّبِيهَ نَبِيهَةٌ أَبْناؤُهُ
مَنْ كُنْتَ أَنْتَ أَباهُ كانَ لِمَجْدِهِ / أَنْ يَسْتَطِيلَ وَأَنْ يُشادَ بِناؤُهُ
تُنمى الْفُرُوعُ إِلى الأُصُولِ وَخَيْرُها / وَأَجَلُّها فَرْعٌ إِلَيْكَ نَماؤُهُ
مَنْ كانَ مِنْ نَجْلِ الْبُدُورِ وَنَجْرِها / لَمْ يَعْدُها إِشْراقُهُ وَعَلاؤُهُ
وَلَقَدْ ثَلَثْتَ النَّيِّرَيْنِ بِثالِثٍ / لَوْلاكَ أَعْجَزَ ناظِراً نُظَراؤُهُ
لا فَرْقَ بَيْنَهُما يُعَدَّ وَبَيْنَةُ / فِي الْفَضْلِ لولا بَأْسُهُ وَسَخاؤُهُ
مَنْ ذا يَذُمُّ الشَّمْسَ عَمَّ ضِياؤُها / أَمْ مَنْ يَعِيبُ الْبَدْرَ تَمَّ بَهاؤُهُ
وَهُما هُما لكِنَّ مَنْ لِمُؤَمِّلٍ / أَكْدَتْ مَطالِبُهُ وَخابَ رَجاؤُهُ
وَطَرِيدِ خَوْفٍ لا يُحاوَلُ مَنْعُهُ / سُدَّتْ مَطالِعُهُ وَعَزَّ نَجاؤُهُ
وَأَسِيرَ دَهْرٍ لا يُرامُ فَكاكُهُ / وَقَتِيلِ فَقْرٍ لا يُرى إِحْياؤُهُ
لَمْ يُعْطَ هذا الدَّهْرُ قَطُّ فَضِيلَةً / كَنَدى أَبِي الْيُمْنِ الْجَزِيلِ عَطاؤُهُ
إِنَّ الْكِرامَ لِداءٍ كُلِّ مُلِمَّةٍ / أَعْيا عَلَى الْفَلَكِ الْعَلِيِّ دَواؤُهُ
ما مَرَّ خَطْبٌ مُمْرِضٌ إِلاّ وَفِي / أَيْدِي بَنِي عَبْدِ اللَّطِيفِ شِفاؤُهُ
إِنّ الْمُيَسَّرِ وَهْوَ كَوْكَبُ سَعْدِهِمْ / لَيَجِلُّ عَنْ رَأْدِ الضُّحى إِمْساؤُهُ
وَلَدٌ إِذا فَخَرَتْ بِآباءِ الْعُلى / أَوْلادُها فَخَرَتْ بِهِ آباؤُهُ
مَنْ رامَ مُشْبِهَهُ سِوى أَسْلافِهِ / فِي الْمَكْرُماتِ الْغُرِّ طالَ عَناؤُهُ
مَلَكَ الْجَمالَ فَأَشْرَقَتْ لأْلاؤُهُ / وَحَبا الْجَمِيلَ فَأَغْرَقَتْ آلاؤُهُ
مِثْلُ الْحَيا سَطَعَتْ لَوامِعُ بَرْقِهِ / فِي أُفْقِهِ وَتَبَجَّسَتْ أَنْواؤُهُ
قُلِّدْتَ مِنْهُ مُهَنَّداً ما سُلَّ إِ / لا راق رَوْنَقُهُ وَراعَ مَضاؤُهُ
تَسْمُو بِأَخْمَصِهِ الْمَنابِرُ واطِئاً / وَتَتِيهُ إِنْ رُقِيَتْ بِها خُطَباؤُهُ
وَيُجِلُّ قَدْرَ الْمَدْحِ عاطِرُ مَدْحِهِ / وَيَطُولُ عَنْ حُسْنِ الثَّناءِ ثَناؤُهُ
وَكَأَنَّما أَخْلاقُهُ أَعْراقُهُ / وَكَأَنَّما أَفْعالُهُ أَسْماؤُهُ
جارى الأُصُولَ فَجِدُّهُ مِنْ جَدِّهِ / فِي النّائِباتِ وَمِنْ أَبِيهِ إِباؤُهُ
فتَهَنَّهُ وَتَمَلَّ عَيْشَكَ لابِساً / فَضْفاضَ عَيْشٍ لا يَضِيقُ فَضاؤُهُ
وَتَهَنَّ إِخْوَتَهُ الَّذِينَ وُرُودُهُمْ / دَيْنٌ عَلَى الأَيّامِ حَلَّ قَضاؤُهُ
حَتّى تَراهُمْ مِنْ تَنُوخٍ أُسْرَةً / كَرُمَ الزَّمانُ بِأَنَّهُمْ كُرَماؤُهُ
واسْتَعْلِ وَابْقَ فَما لِراجٍ مُنْيَةٌ / إِلا بَقاؤُكَ لِلْعُلى وَبَقاؤُهُ
إِنِّي هَجَرْتُ الْعالَمِينَ إِلى الَّذِي / هَجَرَ الْغَبِيَّ إِلى الأَبِيِّ صَفاؤُهُ
شُكْراً وَكَيْفَ جُحُودُ فَضْلِ مُؤَمَّلٍ / شَهِدَتْ بِباهِرِ فَضْلِهِ أَعْداؤُهُ
لا يُصْلِتُ الْبَطَلُ الْمُقارِعُ سَيْفَهُ / إِلاّ إِذا ما الرُّمْحُ قَلَّ غَناؤُهُ
ما عَلَى فَضْلِكَ ذا مِنْ مُفْضِلِ
ما عَلَى فَضْلِكَ ذا مِنْ مُفْضِلِ / يا أَبا اليُمْنِ سَعِيدَ بْنَ عَلِي
مَنْ يَكُنِ مِثْلَكَ فِي الْجُودِ يَكُنْ / غايَةَ الضّارِبِ عِنْدَ الْمَثَلِ
أَنْتَ بَدْرُ التِّمِّ فِي السَّعْدِ إِذا / ذُكِرَ السَّعْدُ وَشَمْسُ الْحَمَلِ
مِثْلَ ما كُنِّيتَ أَوْ سُمِّيتَ لا / زِلْتَ محْرُوسَ الْعُلى والأَجَلِ
فابْقَ وَاسْلَمْ واسْمُ وَاسْعَدْ أَبَداً / واعْلُ وافْخَرْ واعْدُ وَاقهَر وَطُلِ
ما هَمى غَيْثٌ حَكى بِرَّكَ بِي / وَصَفا عَيْشُ حَكى وُدِّكَ لِي
اَيا ما أَحْسَنَ الْمَنْثُو
اَيا ما أَحْسَنَ الْمَنْثُو / رَ مَنْظُوماً وَمَنْثُورا
وَما أَطْيَبَهُ نَشراً / وَما أَشْرَقَهُ نُورا
وَيا لِلْوَرْدِ ما أَبْها / هُ مَنْظُوراً وَمَخْبُورا
يَقِلُّ الْمِسْكُ مَفْتُوقاً / لَهُ والرَّوْضُ مَمْطُورا
كَاَنَّ عَوارِضاً غُرَّاً / بِهِ أَوْ أَعْيُناً حُورا
تَراهُ كَأنَّما أَهْدى / أَكْفّاً لَمْ تَزِرْ زُورا
عَذارى غُلْنَ أَيْدِيَهُ / نَّ تَخْتِيماً وَتَسْوِيرا
قَصَرْنا عِنْدَهُ عَيْشاً / عَلَى اللَّذاتِ مَقْصُورا
سُرُوراً وَالْفَتى مَنْ صا / حَبَ الأَيّامَ مَسْرُورا
كَأَنّا بِاَبِي الْيُمْنِ / صَحِبْنا الْعُمْرَ مَعْمُورا
صَفاءً ما نَرى فِيهِ / مَدى الأَيامِ تَكْدِيرا
مَوْلايَ تَصْبِرُ عَنْ أَدِيبِكْ
مَوْلايَ تَصْبِرُ عَنْ أَدِيبِكْ / حَقّاً وَتُعْرِضُ عَنْ حَبِيبِكْ
أَوَ ما نِصابُكَ مِنْ عَلِ / يٍّ وَالْعُلى أَدْنى نَصِيبِكْ
أَوَ ما ضَرَبْتَ فَهَلْ قَدِرْ / تَ عَلَى شَبِيهِكَ أَوْ ضَرِيبِكْ
مَنْ مِثْلُ شاعِرِكَ الَّذِي / بَهَرَ الْبَرِيَّةَ أَوْ خَطِيبِكْ
يُهْدِي إِلَيْكَ مَحاسِناً / تَدَعُ الْمَحاسِنَ مِنْ عُيُوبِكْ
نَفَحاتِ مَدْحٍ لَمْ تَزَلْ / تُغْنِيكَ عَنْ نَفَحاتِ طِيبِكْ
أَمّا دِمَشْقُ فَقَدْ حَوَتْ / قَمَراً تَطَلَّعَ مِنْ جُيُوبِكْ
لَوْلا طُلُوعُكَ لَمْ تُنِرْ / فَاللهُ يُؤْمِنُ مِنْ مَغِيبِكْ
للهِ رَوْحُ صَباكَ كَمْ / تَرِدُ الْمُنى وَنَدى جَنُوبِكْ
كَمْ تَكْتُمُ النُّعْمى وَما / يَنْفَكُّ جُودُكَ أَنْ يَشِي بِكَ
طَرِبْتُ وَما كانَ ذاكَ الطَّرَبْ
طَرِبْتُ وَما كانَ ذاكَ الطَّرَبْ / إِلى دَعَجٍ فِي الْمَها أَوْ شَنَبْ
وَلكِنْ إِلى كُلِّ ماضِي الْجَنا / نِ سَبْطِ الْبَنانِ كَرِيمِ الْحَسَبْ
كَمِثْلِ أَبِي الْيُمْنِ فِي الْعالَمِينَ / وَهَلْ مِثْلُ نائِلِهِ فِي السُّحُبْ
إِذا كُنْتَ جاراً لِجارٍ لَهُ / فَكَيْفَ تَخافُ صُرُوفَ النُّوَبْ
يَطُولُ بِأَطْولِ أَسْلٍ وَفَرْعٍ / وَيُنْمى إِلى خَيْرِ جَدٍّ وأَبْ
يَدُلُّ عَلَيْهِمْ وَهَل لِلْهِلا / لِ مَعْدىً عَنِ الْبَدْرِ إِمّا انْتَسَبْ
يَرى الْمَجْدَ أَفْضَلَ ما يَقْتَنِي / هِ وَالْحَمْدَ أَشْرَفَ ما يُكْتَسَبْ
شَرِيفُ الْمَرامِ مُنِيفُ الْمَقامِ / غَرِيبُ النَّدى وَالنُّهى وَالأَدَبْ
فَتىً بِالْعُلى أَبَداً مُغْرَمٌ / وَِالْجُودِ مُغْرىً وَبِالْمَجْدِ صَبْ
تَعَوَّدَ بِالْجُودِ صَرْفَ الْمُهِمِّ / وَدَفْعَ الْمُلِمِّ وَكَشْفَ الْكُرَبْ
كَمْ تَوالَتْ يا سَعِيدُ بْنَ عَلِي
كَمْ تَوالَتْ يا سَعِيدُ بْنَ عَلِي / لَكَ عِنْدِي مِنْ أَيادٍ هُطُلِ
بادِئاتٍ عائِداتٍ أَبَداً / لا تَرى الْوَسْميَّ إِلاّ بِالْوَلِي
كُلَّما وافَتْ يَدٌ بَعْدَ يَدٍ / هَوَّنَ الآخِرُ قَدْرَ الأَوَّلِ
كَرَمٌ يَضْعُفُ شُكْرِي عِنْدَهُ / وَنَدىً يَقْصُرُ عَنْهُ أَمَلِي
وَسَجايا لَوْ عَدَتْ أَخْلاقَهُ / لَمْ تَجِدْها فِي الْغَمامِ الْمُسْبِلِ
شامِلُ الْفَضْلِ غَرِيبُ الْحِلْمِ لا / يَنْظُرُ الْعَلْياءِ إِلاّ مِنْ عَلِ
أَمَدَّ اللهُ ظِلَّكَ يا سِعِيدُ
أَمَدَّ اللهُ ظِلَّكَ يا سِعِيدُ / عَلَيَّ فَإِنَّهُ الظِّلُّ الْمَدِيدُ
وَعِشْتَ تُصاحِبُ الدُّنْيا خُلُوداً / وَتَصْحَبُكَ الأَيامِنُ وَالسُّعُودُ
إِذا ما كانَ مِثْلُكَ لِي مُجِيراً / وَمِثْلُكَ لا يَجُودُ بِهِ الْوُجُودُ
فَإِنَّ بَعِيدَ ما أَرْجُو قَرِيبٌ / وَإِنَّ قَرِيبَ ما أَخْشى بَعِيدُ
عَلَوْتَ بَنِي الوَرى كَرَماً وَجُوداً / وَحَسْبُكَ مِنْ عُلىً كَرَمٌ وَجُودُ
نَماكَ أَبٌ نَماهُ خَيْرُ جَدٍّ / كَذا الآباءُ تَنْمِيها الْجُدُوُدُ
هُمُ بَدَءُوا الْعُلى فَسَمَوْا عُلُوَّاً / وَأَنْتَ لِخَيْرِ ما بَدَؤُوا مُعِيدُ
وَما جُحِدَتْ مَحاسِنُ فَخْرِ قَوْمٍ / خَلائِقُكَ الْحِسانُ بِها شُهُودُ
وَلَوْ سَجَدَ الوَرَى لأَبَرِّ خَلْقٍ / يَداً وَنَدىً لَحُقَّ لَكَ السُّجُودُ
وَسُدْتَ فَما أَحَقَّ بِكُلِّ مَجْدٍ / سِواكَ إِذا تَفَرَّدَ مَنْ يَسُودُ
كُنْتُ أَدْعُوكَ فِي مُداواةِ حالِي
كُنْتُ أَدْعُوكَ فِي مُداواةِ حالِي / بِنَداكَ الْفَيّاضِ مِنْ كُلِّ سُقْمِ
وَقَدِ اعْتَلَّ بَعْدُ جِسْمِي فَما عِنْ / دَ أَيادِيكَ مِنْ مُداواةِ جسْمِي
وَإِذا كُنْتَ لِي عَلَى الدَّهْرِ عَوناً / فَمُحالٌ أَنْ يُمْكِنُ الدَّهْرَ ظُلْمِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025