القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 1702
إِذا عِبتَ عِندي غَيرِيَ اليَومَ ظالِماً
إِذا عِبتَ عِندي غَيرِيَ اليَومَ ظالِماً / فَأَنتَ بِظُلمٍ عِندَ غَيرِيَ عائِبي
عَرَفتُكَ فَاِعلَم إِن ذَمَمتَ خَلائِقي / وَرابَكَ بَعضي أَنَّ كُلَّكَ رائِبي
فَأَينَ الَّذي في التُربِ يُدفَنُ شَخصُهُ / وَأَسرارُهُ مَدفونَةٌ في التَرائِبِ
يَظُنُّ نَبيهٌ غائِباً مِثلَ شاهِدٍ / وَخامِلُ قَومٍ شاهِداً مِثلَ غائِبِ
وَقَد يورَثُ المالَ البَعيدَ مُضَلَّلٌ / مِنَ الناسِ يَأبى وَضعَهُ في القَرائِبِ
وَإِنَّ بَني حَوّاءَ زورٌ عَنِ الهُدى / وَلَو ضُرِبوا بِالسَيفِ ضَربَ الغَرائِبِ
وَمِن حُبِّ دُنياهُم رَمَوا في وَغاهُمُ / بَغيضَ المَنايا بِالنُفوسِ الحَبائِبِ
وَكَم غَوَّروا في مَورِدٍ وَتَظَمُّؤٍ / عُيونَ رَكيٍّ أَو عُيونَ رَكائِبِ
وَأَسرَوا عَلى الخَيلِ العِتاقِ وَأَصمَتوا / نَواطِقَها إِلّا تَحَمحُمَ هائِبِ
وَشُدَّ لِسانُ الطِرفِ خَوفَ صَهيلِهِ / فَقَد أَلجَموا أَفواهَها بِالسَبائِبِ
وَغَرَّهُمُ صُبحُ الوُجوهِ وَفَوقَهُ / جَوامِدُ لَيلٍ سُمِّيَت بِالذَوائِبِ
غَرائِزُ في شيبٍ وَمُردٍ بِمَشرِقٍ / وَغَربٍ جَرَت مَجرى الصَبا وَالجَنائِبِ
أَرادَت لَها خُضرُ المَضارِبِ وَالظُبى / جَلاءً فَلَم تَبَيَّضَّ سودُ الضَرائِبِ
يَقولُ الفَتى أُخلِصتُ غَيّاً وَلَم أَرُح / وَشائِبُ فَودَي بِالتَوَرُّعِ شائِبي
تَوَخَّ بِهَجرٍ أُمَّ لَيلى فَإِنَّها
تَوَخَّ بِهَجرٍ أُمَّ لَيلى فَإِنَّها / عَجوزٌ أَضَلَّت حَيَّ طَسمٍ وَمارِبِ
دَبيبُ نِمالٍ عَن عُقارٍ تَخالُها / بِجِسمِكَ شَرٌّ مِن دَبيبِ العَقارِبِ
وَلَو أَنَّها كَالماءِ طِلقٌ لَأَوجَبَت / قِلاها أَصيلاتُ النُهى وَالتَجارِبِ
تُحَيّي وُجوهَ الشَربِ فِعلَ مُسالِمٍ / يُضاحِكُهُ وَالكَيدُ كَيدُ مُحارِبِ
إِذا قُتِلَت خافَ الرَشادُ جِنايَةً / فَكانَ مِنَ الفِتيانِ أَوَّلَ هارِبِ
عَدُوَّةُ لُبٍّ سَلَّتِ السَيفَ وَاِعتَلَت / بِهِ القَومَ إِلّا أَنَّها لَم تُضارِبِ
وَما شامَتِ الهِندِيَّ في الكَفِّ عَنوَةً / وَلَكِن ثَنَتهُ في أَنامِلَ ضارِبِ
فَلَو كانَ سَرحُ العَقلِ أَذوادَ عامِرٍ / رَمَت كُلَّ ذَودٍ مِن سَفاهٍ بِخارِبِ
فَما أَبعَدَت إِلّا أَجَلَّ مُقارِنٍ / وَلا بَلَّغَت إِلّا خَسيسَ المَآرِبِ
تُعَرّي الفَتى مِن ثَوبِهِ وَهوَ غافِلٌ / وَتوقِعُ حَربَ الدَهرِ بَينَ الأَقارِبِ
تَأَلّى الحِجى وَاِستَشهَدَ السِكرَ أَنَّها / ذَميمَةُ غِبٍّ لا تَحِلُّ لِشارِبِ
تَناهَبَتِ العَيشَ النُفوسُ بِغِرَّةٍ
تَناهَبَتِ العَيشَ النُفوسُ بِغِرَّةٍ / فَإِن كُنتَ تَسطيعُ النَهابَ فَناهِبِ
بَقائِيَ في الدُنيا عَلَيَّ رَزِيَّةٌ / وَهَل أَنا إِلّا غابِرٌ مِثلُ ذاهِبِ
إِذا خَلِقَ الإِنسانُ ظَلَّ حِمامُهُ / وَإِن نالَ يُسراً مَن أَجَلَّ المَواهِبِ
تَقادَمَ عُمرُ الدَهرِ حَتّى كَأَنَّما / نُجومُ اللَيالي شَيبُ هَذي الغَياهِبِ
يُهَوِّدُ باغي الحاجِ وَاللَيلُ مُسلِمٌ / عَلى كُفرِهِ وَالأَرضُ في زِيِّ راهِبِ
تَأَلُّفُ غَيِّ الناسِ شَرقاً وَمَغرِباً / تَكامَلَ فيهِم بِاِختِلافِ المَذاهِبِ
وَإِنَّ قُطوفَ الساعِ فيما عَلِمتُهُ / أَحَثُّ مُروراً مِن وَساعِ السَلاهِبِ
مَتى عَدَّدَ الأَقوامُ لُبّاً وَفِطنَةً
مَتى عَدَّدَ الأَقوامُ لُبّاً وَفِطنَةً / فَلا تَسأَليني عَنهُما وَسَليبي
أَرى عالَماً يَرجونَ عَفوَ مَليكِهِم / بِتَقبيلِ رُكنٍ وَاِتِّخاذِ صَليبِ
فَغُفرانَكَ اللَهُمَّ هَل أَنا طارِحٌ / بِمَكَّةَ في وَفدٍ ثِيابَ سَليبي
وَهَل أَرِدُ الغُدرانَ بَينَ صَحابَةٍ / يَمانينَ لَم يَبغوا اِحتِفارَ قَليبِ
أُفارِقُهُم ما العِرضُ مِنِّيَ عِندَهُم / ثَليباً وَلا عِرضٌ لَهُم بِثَليبِ
وَلَستُ بِلاحٍ مَن أَراحَِ سَوامَهُ / إِذا لَم يَجِئني مَوهِناً بِحَليبِ
وَهانَ عَلى سَمَعي إِذا القَبرُ ضَمَّني / هَريرُ ضِباعٍ حَولَهُ وَكَليبِ
عَبيدُكَ جَمٌّ رَبَّنا وَلَكَ الغِنى / وَلَم تَكُ مَعروفاً بِرِقِّ جَليبِ
وَجَدتُ عَوارِيَّ الحَياةِ كَثيرَةً
وَجَدتُ عَوارِيَّ الحَياةِ كَثيرَةً / كَأَنَّ بَقاءَ المَرءِ شِعرُ حَبيبِ
وَتَلقاهُ مِن فِرطِ الصَبابَةِ جاهِلاً / يُغَيِّرُ أَعلى رَأسِهِ بِصَبيبِ
وَما كَرِهَت خَيلٌ تُخالُ وَأَينَقٌ / بَياضاً بَدا في غُرَّةٍ وَسَبيبِ
فَإِنَّ طَريقَ الناسِ في الحَتفِ واحِدٌ / أَكُنتَ طَبيباً أَم نَقيضَ طَبيبِ
إِذا غَيَّبونِيَ لَم أُبالِ مَتى هَفا
إِذا غَيَّبونِيَ لَم أُبالِ مَتى هَفا / نَسيمُ شَمالٍ أَو نَسيمُ جَنوبِ
تَنوبُ الرَزايا أَعظُمي لا أَصونُها / بِمُتَّخَذٍ مِن عَرعَرٍ وَتَنوبِ
فَهَل عايَنوا في مَضجَعي لِجَرائِمي / كَتائِبَ مِن زَنجٍ تَروعُ وَنوبِ
وَهَل يَجعَلُ الأَرضَ الَّتي اِبيَضَّ لَونُها / كَلَونِ الحِرارِ الحُمسِ لَونُ ذُنوبِ
يَقولُ الثَرى كَم رَمَّ تَحتِيَ لِلوَرى / وَسائِدُ هامٍ أَو مُهودُ جُنوبِ
وَإِنّي وَإِن لَم آتِ خَيراً أَعُدُّهُ / لَآمَلُ إِرواءً بِخَيرِ ذَنوبِ
وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها
وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها / غَداةَ لَقيتَ المَوتَ غَيرَ هَيوبِ
إِذا قُرِنَ الظَنُّ المُصيبُ مِنَ الفَتى / بِتَجرِبَةٍ جاءا بِعِلمِ غُيوبِ
وَإِنَّكَ إِن أَهدَيتَ لي عَيبَ واحِدٍ / جَديرٌ إِلى غَيري بِنَقلِ عُيوبي
وَإِنَّ جُيوبَ السَردِ مِن سُبُلِ الرَدى / إِذا لَم يَكُن مِن تَحتُ نُصحِ جُيوبِ
إِذا سَكَتَ الإِنسانُ قَلَّت خُصومُهُ
إِذا سَكَتَ الإِنسانُ قَلَّت خُصومُهُ / وَإِن أَضجَعَتهُ الحادِثاتُ لِجَنبِهِ
حَسا طامِرٌ في صَمتِهِ مِن دَمِ الفَتى / فَصَغَّرَ ذاكَ الصَمتُ مُعظَمَ ذَنبِهِ
وَلَم يَكُ في حالِ البَعوضِ إِذا شَدا / لَهُ نَغَمٌ عالٍ وَأَنتَ أَذٍ بِهِ
وَإِن سَلَّ سَيفاً مِن كَلامٍ مُسَفَّهٌ / عَلَيكَ فَقابِلهُ بِصَبرِكَ تُنبِهِ
لَقَد تَرَفَّعَ فَوقَ المُشتَري زُحَلٌ
لَقَد تَرَفَّعَ فَوقَ المُشتَري زُحَلٌ / فَأَصبَحَ الشَرُّ فينا ظاهِرَ الغَلَبِ
وَإِنَّ كَيوانَ وَالمِرّيخَ ما بَقِيا / لا يُخلِيانِكَ مِن فَجَعٍ وَمِن سَلَبِ
وَكَم طَلَبتَ أُموراً لَستَ مُدرِكَها / تَبارَكَ اللَهَ مَن أَغراكَ بِالطَلَبِ
أَما رَأَيتَ رِجالاً بَعدَ شُربِهِمُ / في النَضرِ يَرضونَ أَن أَن يُسقَوا مِنَ العُلَبِ
وَما أَمِنتُ زَماني في تَصَرُّفِهِ / أَن يَنقُلَ المُلكَ مِن مِصرٍ إِلى حَلَبِ
الدَهرُ يَنسَخُ أولاهُ أَواخِرُهُ
الدَهرُ يَنسَخُ أولاهُ أَواخِرُهُ / فَلا يُطيلَن بِهَذا اللَومِ إِنصابي
داءُ الحَياةِ قَديمٌ لا دَواءَ لَهُ / لَم يَخلُ بُقراطُ مِن سُقمٍ وَأَوصابِ
تِلكَ اليَهودُ فَهَل مِن هائِدٍ لَهُمُ / وَالصائِبونَ وَكُلٌّ جاهِلٌ صابي
وَالإِنسُ ما بَينَ إِكثارٍ إِلى عَدَمِ / كَالوَحشِ ما بَينَ إِمحالٍ وَإِخصابِ
لَم يُثبِتوا بِقِياسٍ أَصلَ دينِهِمُ / فَيَحكُموا بَينَ رُفاضٍ وَنُصّابُ
ما الرُكنُ في قَولِ ناسٍ لَستُ أَذكُرُهُم / إِلّا بَقِيَةُ أَوثانٍ وَأَنصابِ
لا أَستَقيلُ زَمانِيَ عَثرَةً أَبَداً / ماشاءَ فَلَيَأتِ إِنَّ الشَهدَ كَالصابِ
إِذا رَأَيتُم كَريماً عِندَ غَيرِكُمُ
إِذا رَأَيتُم كَريماً عِندَ غَيرِكُمُ / فَأَكرِموهُ عَلى يُسرٍ وَإِنضابِ
فَالسَيفُ تَعرِفُ ذاتُ الخِدرِ مَوضِعَهُ / مِن قَومِها وَهيَ لَم تَضرِب بِقِرضابِ
وَالشَرُّ يَنشُرُ بَعدَ الخَيرِ مَيِّتَهُ / كَما أَصابَ عُمَيراً ما جَنى ضابي
يَأتي الرَدى وَيُواري إِثلَبٌ جَسَداً
يَأتي الرَدى وَيُواري إِثلَبٌ جَسَداً / فَاِفعَل جَميلاً وَجانِب كُلَّ ثَلّابِ
وَالناسُ كَالخَيلِ ما هُجنٌ بِمُعطِيَةٍ / في مَريِها كَعَطايا آلِ حَلّابِ
فَاِسمَع كَلامي وَحاوِل أَن تَعيشَ بِهِ / فَسَوفَ أَعُوِزُ بَعدَ اليَومِ طُلّابي
اِستَغفِرِ اللَهَ وَاترُك ماحَكى لَهُمُ / أَبو الهُذَيلِ وَما قالَ اِبنُ كَلّابِ
فَالدينُ قَد خَسَّ حَتّى صارَ أَشرَفُهُ / بازاً لِبازَينِ أَو كَلباً لِكَلّابِ
وَالظُلمُ عِندي قَبيحٌ لا أُجَوِّزُهُ / وَلَو أُطِعتُ لَما فاؤُوا بِأَجلابِ
إِنَّ السَوادَ لَجِنسٌ خَيرُهُ زَمِرٌ / فَقِس بَني آدَمٍ مِنهُ عَلى اللابِ
لا تُنبِتُ الحَرَّةُ المَرعى وَلَو سُقِيَت / بِعارِضٍ لِمِياهِ البَحرِ حَلّابِ
لا يَكتَسونَ قَميصاً في دِيارِهِمُ / كَالأَرضِ لَم تُكسَ مِن نَبتٍ بِأَسلابِ
دَهري قَتادٌ وَحالي ضالَةٌ ضَؤُلَت / عَمّا أُريدُ وَلَوني لَونُ لِبلابِ
وَإِن وَصَلتُ فَشُكري شُكرُ بَروَقَةٍ / تَرضى بِبَرقٍ مِنَ الأَمطارِ خَلّابِ
فَدارِ خَصمَكَ إِن حَقٌّ أَنارَ لَهُ / وَلا تُنازِع بِتَمويهٍ وَإِجلابِ
وَحُبُّ دُنياكَ طَبعٌ في المُقيمِ بِها / فَقَد مُنيتُ بِقِرنٍ مِنهُ غَلّابِ
لَمّا رَأَيتُ سَجايا العَصرِ تُرخِصُني / رَدَدتُ قَدري إِلى صَبري فَإِغلابي
أَسوانُ أَنتَ لِأَنَّ الحَيَّ نِيَّتُهُم
أَسوانُ أَنتَ لِأَنَّ الحَيَّ نِيَّتُهُم / أَسوانُ أَيُّ عَذابٍ دونَ عيذابِ
وَالعَقلُ يَسعى لِنَفسي في مَصالِحِها / فَما لِطَبعٍ إِلى الآفاتِ جَذّابِ
الحَظُّ لي وَلِأَهلِ الأَرضِ كُلِّهِمُ
الحَظُّ لي وَلِأَهلِ الأَرضِ كُلِّهِمُ / أَلّا يَرانِيَ أُخرى الدَهرِ أَصحابي
وَشِقوَةٌ غَشِيَت وَجهي بِنَضرَتِهِ / أَبَرُّ بي مِن نَعيمٍ جَرَّ إِشحابي
حابي كَثيرٌ وَما نَبلي بِصائِبَةٍ / وَكَيفَ لي في مَراميهِنَّ باِلحابي
قَد كُنتُ صَعباً وَلَكِن أَرهَفَت غِيَرٌ / حَتّى تَبَيَّنَ كُلُّ الناسِ أَصحابي
فَاِحذَر مِنَ الإِنسِ أَدناهُم وَأَبعَدَهُم / وَإِن لَقوكَ بِتَبجيلٍ وَتَرحابِ
إِستَنبَطَ العُربُ لَفظاً وَاِنبَرى نَبَطٌ
إِستَنبَطَ العُربُ لَفظاً وَاِنبَرى نَبَطٌ / يُخاطِبونَكَ مِن أَفواهِ أَعرابِ
كَلَّمتُ بِاللَحنِ أَهلَ اللَحنِ أَنفُسَهُم / لِأَنَّ عَيبِيَ عِندَ القَومِ إِعرابي
دُنيايَ لا كُنتِ مِن أُمٍّ مُخادِعَةٍ / كَم ميسَمٍ لَكَ في وَجهي وَأَقرابي
أُشرِبتُ حُبَّكِ لا يَنفيهِ عَن جَسَدي / سِوى ثَرىً لِدِماءِ الإِنسِ شَرّابِ
عِندَ الفَراقِدِ أَسراري مُخَبَّأَةٌ / إِذ لَستَُ أَرضى لِآرابي بِآرابي
تَرائِبي وَهيَ مَغنى السِرِّ ما عَلِمَت / بِهِ لَدَيَّ فَهَل نالَتهُ أَترابي
ضَرَبتَني بِحُسامٍ أَو بِقاطِعَةٍ / مِن مَنطِقٍ وَعَنِ الجُرحَينِ إِضرابي
ما شَدَّ رَبُّكَ أَزراً بي فَيَنقُصني / مِن رُتبَةٍ لِيَ مَن بِالقَولِ أَزرابي
أَضَعتُ ما كُنتُ أَفنَيتُ الزَمانِ بِهِ / بَل جَرَّ ما كانَ أَعدائي وَحُرّابي
كَقينَةِ الكَأسِ إِذ باتَت مُطَرِّبَةً / بَينَ الشُروبِ وَلَيسَت ذاتَ إِطرابِ
وَالشَرُّ جُمٌّ وَمَن تَسلَم لَهُ إِبِلٌ / مِن غارَةِ الجَيشِ يَترُكها لِخُرّابِ
أَسرى بِيَ الأَمَلُ اللاهي بِصاحِبِهِ / حَتّى رَكِبتُ سَرايا بَينَ أَسرابِ
هَرَبتُ مِن بَينِ إِخواني لِتَحسِبَني / في مَعشَرٍ مِن لِباسِ الذامِ هُرّابِ
كَأَنَّني كُلَّ حَولٍ مُحدِثٌ حَدَثاً / يَرى بِهِ مَن تَوَلّى المِصرَ إِغرابي
السَيفُ وَالرُمحُ قَد أَودى زَمانُهُما / فَهَل لِكَفِّكَ في عودٍ وَمِضرابِ
اِنفُض ثِيابَكَ مِن وُدّي وَمَعرِفَتي
اِنفُض ثِيابَكَ مِن وُدّي وَمَعرِفَتي / فَإِنَّ شَخصي هَباءٌ في الضُحى هابي
وَقَد نَبَذتُ عَلى جَمرٍ خَبا يَبَساً / فَإِن يَكُن فيهِ سِقطٌ يَذكُ إِلهابي
وَقَد نَصَحتُكَ فَاِحذَر أَن تَرى أُذُناً / تَرمي إِلى السَهبِ إِكثاري وَإِسهابي
الحَمدُ لِلَّهِ ما في الأَرضِ وادِعَةٌ
الحَمدُ لِلَّهِ ما في الأَرضِ وادِعَةٌ / كُلُّ البَرِيَّةِ في هَمٍّ وَتَعذيبِ
جاءَ النَبِيُّ بِحَقٍّ كَي يُهَذِّبَكُم / فَهَل أَحَسَّ لَكُم طَبعٌ بِتَهذيبِ
عَودٌ يُصَدِّقُ أَو غِرٌّ يُكَذِّبُ أَو / مُرَدَّدٌ بَينَ تَصديقٍ وَتَكذيبِ
وَلَو عَلِمتُم بِداءِ الذِئبِ مِن سَغَبٍ / إِذاً لَسامَحتُمُ بِالشَاةِ لِلذيبِ
لا يَحسَبُ الجودَ مِن رَبِّ النَخيلِ جَداً
لا يَحسَبُ الجودَ مِن رَبِّ النَخيلِ جَداً / حَتّى تَجودَ عَلى السودِ الغَرابيبِ
ما أَغدَرَ الإِنسُ كَم خَشفٍ تَرَبَّبَهُم / فَغادَروهُ أَكيلاً بَعدَ تَربيبِ
هَذي الحَياةُ أَجاءَتنا بِمَعرِفَةٍ / إِلى الطَعامِ وَسَترٍ بِالجَلابيبِ
لَو لَم تُحِسَّ لَكانَ الجِسمُ مُطَّرِحاً / لَذعَ الهَواجِرِ أَو وَقعَ الشَآبيبِ
فَاِهجُر صَديقَكَ إِن خِفتَ الفَسادَ بِهِ / إِنَّ الهِجاءَ لَمَبدوءٌ بِتَشبيبِ
وَالكَفُّ تُقطَعُ إِن خيفَ الهَلاكُ بِها / عَلى الذِراعِ بِتَقديرٍ وَتَسبيبِ
طُرقُ النُفوسِ إِلى الأُخرى مُضَلَّلَةٌ / وَالرُعبُ فيهِنَّ مِن أَجلِ الأَعابيبِ
تَرجو اِنفِساحاً وَكَم لِلماءِ مِن جِهَةٍ / إِذا تَخَلَّصَ مِن ضيقِ الأَنابيبِ
أَما رَأَيتَ صُروفَ الدَهرِ غادِيَةً / عَلى القُلوبِ بِتَبغيضٍ وَتَحبيبِ
وَكُلُّ حَيٍّ إِذا كانَت لَهُ أُذُنٌ / لَم تُخلِهِ مِن وِشاياتٍ وَتَخبيبِ
عَجِبتُ لِلرومِ لَم يَهدِ الزَمانُ لَها / حَتفاً هَداهُ إِلى سابورَ أَو بيبِ
إِن تَجعَلِ اللَجَّةَ الخَضراءَ واقِيَةٌ / فَالمُلكُ يُحفَظُ بِالخُضرِ اليَعابيبِ
إِذا قَضى اللَهُ أَمراً جاءَ مُبتَدِراً
إِذا قَضى اللَهُ أَمراً جاءَ مُبتَدِراً / وَكُلُّ ما أَنتَ لاقيهِ بِتَسبيبِ
ظَلَّت مُلاحِيَةً في الشَيءِ تَفعَلُهُ / جَهلاً مُلاحِيَةٌ مِن بَعدِ غِربيبِ
لَو لَم يُصيبوا مُداماً مِن غِراسِهِمُ / لَجازَ أَن يُمطِروها في الشَآبيبِ
وَلاِمتَرَتها وَخَيلُ القَومِ جائِلَةٌ / أَيدي الفَوارِسِ مِن صُمِّ الأَنابيبِ
دُنياكَ تُكنى بِأُمِّ دَفرٍ
دُنياكَ تُكنى بِأُمِّ دَفرٍ / لَم يَكنِها الناسُ أُمَّ طيبِ
فَأذَن إِلى هاتِفٍ مُجيدٍ / قامَ عَلى غُصنِهِ الرَطيبِ
يَكونُ عِندَ اللَبيبِ مِنّا / أَبلَغَ مِن واعِظٍ خَطيبِ
يَحلِفُ ما جادَت اللَيالي / إِلّا بِسُمٍّ لَنا قَطيبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025