المجموع : 1702
إِذا عِبتَ عِندي غَيرِيَ اليَومَ ظالِماً
إِذا عِبتَ عِندي غَيرِيَ اليَومَ ظالِماً / فَأَنتَ بِظُلمٍ عِندَ غَيرِيَ عائِبي
عَرَفتُكَ فَاِعلَم إِن ذَمَمتَ خَلائِقي / وَرابَكَ بَعضي أَنَّ كُلَّكَ رائِبي
فَأَينَ الَّذي في التُربِ يُدفَنُ شَخصُهُ / وَأَسرارُهُ مَدفونَةٌ في التَرائِبِ
يَظُنُّ نَبيهٌ غائِباً مِثلَ شاهِدٍ / وَخامِلُ قَومٍ شاهِداً مِثلَ غائِبِ
وَقَد يورَثُ المالَ البَعيدَ مُضَلَّلٌ / مِنَ الناسِ يَأبى وَضعَهُ في القَرائِبِ
وَإِنَّ بَني حَوّاءَ زورٌ عَنِ الهُدى / وَلَو ضُرِبوا بِالسَيفِ ضَربَ الغَرائِبِ
وَمِن حُبِّ دُنياهُم رَمَوا في وَغاهُمُ / بَغيضَ المَنايا بِالنُفوسِ الحَبائِبِ
وَكَم غَوَّروا في مَورِدٍ وَتَظَمُّؤٍ / عُيونَ رَكيٍّ أَو عُيونَ رَكائِبِ
وَأَسرَوا عَلى الخَيلِ العِتاقِ وَأَصمَتوا / نَواطِقَها إِلّا تَحَمحُمَ هائِبِ
وَشُدَّ لِسانُ الطِرفِ خَوفَ صَهيلِهِ / فَقَد أَلجَموا أَفواهَها بِالسَبائِبِ
وَغَرَّهُمُ صُبحُ الوُجوهِ وَفَوقَهُ / جَوامِدُ لَيلٍ سُمِّيَت بِالذَوائِبِ
غَرائِزُ في شيبٍ وَمُردٍ بِمَشرِقٍ / وَغَربٍ جَرَت مَجرى الصَبا وَالجَنائِبِ
أَرادَت لَها خُضرُ المَضارِبِ وَالظُبى / جَلاءً فَلَم تَبَيَّضَّ سودُ الضَرائِبِ
يَقولُ الفَتى أُخلِصتُ غَيّاً وَلَم أَرُح / وَشائِبُ فَودَي بِالتَوَرُّعِ شائِبي
تَوَخَّ بِهَجرٍ أُمَّ لَيلى فَإِنَّها
تَوَخَّ بِهَجرٍ أُمَّ لَيلى فَإِنَّها / عَجوزٌ أَضَلَّت حَيَّ طَسمٍ وَمارِبِ
دَبيبُ نِمالٍ عَن عُقارٍ تَخالُها / بِجِسمِكَ شَرٌّ مِن دَبيبِ العَقارِبِ
وَلَو أَنَّها كَالماءِ طِلقٌ لَأَوجَبَت / قِلاها أَصيلاتُ النُهى وَالتَجارِبِ
تُحَيّي وُجوهَ الشَربِ فِعلَ مُسالِمٍ / يُضاحِكُهُ وَالكَيدُ كَيدُ مُحارِبِ
إِذا قُتِلَت خافَ الرَشادُ جِنايَةً / فَكانَ مِنَ الفِتيانِ أَوَّلَ هارِبِ
عَدُوَّةُ لُبٍّ سَلَّتِ السَيفَ وَاِعتَلَت / بِهِ القَومَ إِلّا أَنَّها لَم تُضارِبِ
وَما شامَتِ الهِندِيَّ في الكَفِّ عَنوَةً / وَلَكِن ثَنَتهُ في أَنامِلَ ضارِبِ
فَلَو كانَ سَرحُ العَقلِ أَذوادَ عامِرٍ / رَمَت كُلَّ ذَودٍ مِن سَفاهٍ بِخارِبِ
فَما أَبعَدَت إِلّا أَجَلَّ مُقارِنٍ / وَلا بَلَّغَت إِلّا خَسيسَ المَآرِبِ
تُعَرّي الفَتى مِن ثَوبِهِ وَهوَ غافِلٌ / وَتوقِعُ حَربَ الدَهرِ بَينَ الأَقارِبِ
تَأَلّى الحِجى وَاِستَشهَدَ السِكرَ أَنَّها / ذَميمَةُ غِبٍّ لا تَحِلُّ لِشارِبِ
تَناهَبَتِ العَيشَ النُفوسُ بِغِرَّةٍ
تَناهَبَتِ العَيشَ النُفوسُ بِغِرَّةٍ / فَإِن كُنتَ تَسطيعُ النَهابَ فَناهِبِ
بَقائِيَ في الدُنيا عَلَيَّ رَزِيَّةٌ / وَهَل أَنا إِلّا غابِرٌ مِثلُ ذاهِبِ
إِذا خَلِقَ الإِنسانُ ظَلَّ حِمامُهُ / وَإِن نالَ يُسراً مَن أَجَلَّ المَواهِبِ
تَقادَمَ عُمرُ الدَهرِ حَتّى كَأَنَّما / نُجومُ اللَيالي شَيبُ هَذي الغَياهِبِ
يُهَوِّدُ باغي الحاجِ وَاللَيلُ مُسلِمٌ / عَلى كُفرِهِ وَالأَرضُ في زِيِّ راهِبِ
تَأَلُّفُ غَيِّ الناسِ شَرقاً وَمَغرِباً / تَكامَلَ فيهِم بِاِختِلافِ المَذاهِبِ
وَإِنَّ قُطوفَ الساعِ فيما عَلِمتُهُ / أَحَثُّ مُروراً مِن وَساعِ السَلاهِبِ
مَتى عَدَّدَ الأَقوامُ لُبّاً وَفِطنَةً
مَتى عَدَّدَ الأَقوامُ لُبّاً وَفِطنَةً / فَلا تَسأَليني عَنهُما وَسَليبي
أَرى عالَماً يَرجونَ عَفوَ مَليكِهِم / بِتَقبيلِ رُكنٍ وَاِتِّخاذِ صَليبِ
فَغُفرانَكَ اللَهُمَّ هَل أَنا طارِحٌ / بِمَكَّةَ في وَفدٍ ثِيابَ سَليبي
وَهَل أَرِدُ الغُدرانَ بَينَ صَحابَةٍ / يَمانينَ لَم يَبغوا اِحتِفارَ قَليبِ
أُفارِقُهُم ما العِرضُ مِنِّيَ عِندَهُم / ثَليباً وَلا عِرضٌ لَهُم بِثَليبِ
وَلَستُ بِلاحٍ مَن أَراحَِ سَوامَهُ / إِذا لَم يَجِئني مَوهِناً بِحَليبِ
وَهانَ عَلى سَمَعي إِذا القَبرُ ضَمَّني / هَريرُ ضِباعٍ حَولَهُ وَكَليبِ
عَبيدُكَ جَمٌّ رَبَّنا وَلَكَ الغِنى / وَلَم تَكُ مَعروفاً بِرِقِّ جَليبِ
وَجَدتُ عَوارِيَّ الحَياةِ كَثيرَةً
وَجَدتُ عَوارِيَّ الحَياةِ كَثيرَةً / كَأَنَّ بَقاءَ المَرءِ شِعرُ حَبيبِ
وَتَلقاهُ مِن فِرطِ الصَبابَةِ جاهِلاً / يُغَيِّرُ أَعلى رَأسِهِ بِصَبيبِ
وَما كَرِهَت خَيلٌ تُخالُ وَأَينَقٌ / بَياضاً بَدا في غُرَّةٍ وَسَبيبِ
فَإِنَّ طَريقَ الناسِ في الحَتفِ واحِدٌ / أَكُنتَ طَبيباً أَم نَقيضَ طَبيبِ
إِذا غَيَّبونِيَ لَم أُبالِ مَتى هَفا
إِذا غَيَّبونِيَ لَم أُبالِ مَتى هَفا / نَسيمُ شَمالٍ أَو نَسيمُ جَنوبِ
تَنوبُ الرَزايا أَعظُمي لا أَصونُها / بِمُتَّخَذٍ مِن عَرعَرٍ وَتَنوبِ
فَهَل عايَنوا في مَضجَعي لِجَرائِمي / كَتائِبَ مِن زَنجٍ تَروعُ وَنوبِ
وَهَل يَجعَلُ الأَرضَ الَّتي اِبيَضَّ لَونُها / كَلَونِ الحِرارِ الحُمسِ لَونُ ذُنوبِ
يَقولُ الثَرى كَم رَمَّ تَحتِيَ لِلوَرى / وَسائِدُ هامٍ أَو مُهودُ جُنوبِ
وَإِنّي وَإِن لَم آتِ خَيراً أَعُدُّهُ / لَآمَلُ إِرواءً بِخَيرِ ذَنوبِ
وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها
وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها / غَداةَ لَقيتَ المَوتَ غَيرَ هَيوبِ
إِذا قُرِنَ الظَنُّ المُصيبُ مِنَ الفَتى / بِتَجرِبَةٍ جاءا بِعِلمِ غُيوبِ
وَإِنَّكَ إِن أَهدَيتَ لي عَيبَ واحِدٍ / جَديرٌ إِلى غَيري بِنَقلِ عُيوبي
وَإِنَّ جُيوبَ السَردِ مِن سُبُلِ الرَدى / إِذا لَم يَكُن مِن تَحتُ نُصحِ جُيوبِ
إِذا سَكَتَ الإِنسانُ قَلَّت خُصومُهُ
إِذا سَكَتَ الإِنسانُ قَلَّت خُصومُهُ / وَإِن أَضجَعَتهُ الحادِثاتُ لِجَنبِهِ
حَسا طامِرٌ في صَمتِهِ مِن دَمِ الفَتى / فَصَغَّرَ ذاكَ الصَمتُ مُعظَمَ ذَنبِهِ
وَلَم يَكُ في حالِ البَعوضِ إِذا شَدا / لَهُ نَغَمٌ عالٍ وَأَنتَ أَذٍ بِهِ
وَإِن سَلَّ سَيفاً مِن كَلامٍ مُسَفَّهٌ / عَلَيكَ فَقابِلهُ بِصَبرِكَ تُنبِهِ
لَقَد تَرَفَّعَ فَوقَ المُشتَري زُحَلٌ
لَقَد تَرَفَّعَ فَوقَ المُشتَري زُحَلٌ / فَأَصبَحَ الشَرُّ فينا ظاهِرَ الغَلَبِ
وَإِنَّ كَيوانَ وَالمِرّيخَ ما بَقِيا / لا يُخلِيانِكَ مِن فَجَعٍ وَمِن سَلَبِ
وَكَم طَلَبتَ أُموراً لَستَ مُدرِكَها / تَبارَكَ اللَهَ مَن أَغراكَ بِالطَلَبِ
أَما رَأَيتَ رِجالاً بَعدَ شُربِهِمُ / في النَضرِ يَرضونَ أَن أَن يُسقَوا مِنَ العُلَبِ
وَما أَمِنتُ زَماني في تَصَرُّفِهِ / أَن يَنقُلَ المُلكَ مِن مِصرٍ إِلى حَلَبِ
الدَهرُ يَنسَخُ أولاهُ أَواخِرُهُ
الدَهرُ يَنسَخُ أولاهُ أَواخِرُهُ / فَلا يُطيلَن بِهَذا اللَومِ إِنصابي
داءُ الحَياةِ قَديمٌ لا دَواءَ لَهُ / لَم يَخلُ بُقراطُ مِن سُقمٍ وَأَوصابِ
تِلكَ اليَهودُ فَهَل مِن هائِدٍ لَهُمُ / وَالصائِبونَ وَكُلٌّ جاهِلٌ صابي
وَالإِنسُ ما بَينَ إِكثارٍ إِلى عَدَمِ / كَالوَحشِ ما بَينَ إِمحالٍ وَإِخصابِ
لَم يُثبِتوا بِقِياسٍ أَصلَ دينِهِمُ / فَيَحكُموا بَينَ رُفاضٍ وَنُصّابُ
ما الرُكنُ في قَولِ ناسٍ لَستُ أَذكُرُهُم / إِلّا بَقِيَةُ أَوثانٍ وَأَنصابِ
لا أَستَقيلُ زَمانِيَ عَثرَةً أَبَداً / ماشاءَ فَلَيَأتِ إِنَّ الشَهدَ كَالصابِ
إِذا رَأَيتُم كَريماً عِندَ غَيرِكُمُ
إِذا رَأَيتُم كَريماً عِندَ غَيرِكُمُ / فَأَكرِموهُ عَلى يُسرٍ وَإِنضابِ
فَالسَيفُ تَعرِفُ ذاتُ الخِدرِ مَوضِعَهُ / مِن قَومِها وَهيَ لَم تَضرِب بِقِرضابِ
وَالشَرُّ يَنشُرُ بَعدَ الخَيرِ مَيِّتَهُ / كَما أَصابَ عُمَيراً ما جَنى ضابي
يَأتي الرَدى وَيُواري إِثلَبٌ جَسَداً
يَأتي الرَدى وَيُواري إِثلَبٌ جَسَداً / فَاِفعَل جَميلاً وَجانِب كُلَّ ثَلّابِ
وَالناسُ كَالخَيلِ ما هُجنٌ بِمُعطِيَةٍ / في مَريِها كَعَطايا آلِ حَلّابِ
فَاِسمَع كَلامي وَحاوِل أَن تَعيشَ بِهِ / فَسَوفَ أَعُوِزُ بَعدَ اليَومِ طُلّابي
اِستَغفِرِ اللَهَ وَاترُك ماحَكى لَهُمُ / أَبو الهُذَيلِ وَما قالَ اِبنُ كَلّابِ
فَالدينُ قَد خَسَّ حَتّى صارَ أَشرَفُهُ / بازاً لِبازَينِ أَو كَلباً لِكَلّابِ
وَالظُلمُ عِندي قَبيحٌ لا أُجَوِّزُهُ / وَلَو أُطِعتُ لَما فاؤُوا بِأَجلابِ
إِنَّ السَوادَ لَجِنسٌ خَيرُهُ زَمِرٌ / فَقِس بَني آدَمٍ مِنهُ عَلى اللابِ
لا تُنبِتُ الحَرَّةُ المَرعى وَلَو سُقِيَت / بِعارِضٍ لِمِياهِ البَحرِ حَلّابِ
لا يَكتَسونَ قَميصاً في دِيارِهِمُ / كَالأَرضِ لَم تُكسَ مِن نَبتٍ بِأَسلابِ
دَهري قَتادٌ وَحالي ضالَةٌ ضَؤُلَت / عَمّا أُريدُ وَلَوني لَونُ لِبلابِ
وَإِن وَصَلتُ فَشُكري شُكرُ بَروَقَةٍ / تَرضى بِبَرقٍ مِنَ الأَمطارِ خَلّابِ
فَدارِ خَصمَكَ إِن حَقٌّ أَنارَ لَهُ / وَلا تُنازِع بِتَمويهٍ وَإِجلابِ
وَحُبُّ دُنياكَ طَبعٌ في المُقيمِ بِها / فَقَد مُنيتُ بِقِرنٍ مِنهُ غَلّابِ
لَمّا رَأَيتُ سَجايا العَصرِ تُرخِصُني / رَدَدتُ قَدري إِلى صَبري فَإِغلابي
أَسوانُ أَنتَ لِأَنَّ الحَيَّ نِيَّتُهُم
أَسوانُ أَنتَ لِأَنَّ الحَيَّ نِيَّتُهُم / أَسوانُ أَيُّ عَذابٍ دونَ عيذابِ
وَالعَقلُ يَسعى لِنَفسي في مَصالِحِها / فَما لِطَبعٍ إِلى الآفاتِ جَذّابِ
الحَظُّ لي وَلِأَهلِ الأَرضِ كُلِّهِمُ
الحَظُّ لي وَلِأَهلِ الأَرضِ كُلِّهِمُ / أَلّا يَرانِيَ أُخرى الدَهرِ أَصحابي
وَشِقوَةٌ غَشِيَت وَجهي بِنَضرَتِهِ / أَبَرُّ بي مِن نَعيمٍ جَرَّ إِشحابي
حابي كَثيرٌ وَما نَبلي بِصائِبَةٍ / وَكَيفَ لي في مَراميهِنَّ باِلحابي
قَد كُنتُ صَعباً وَلَكِن أَرهَفَت غِيَرٌ / حَتّى تَبَيَّنَ كُلُّ الناسِ أَصحابي
فَاِحذَر مِنَ الإِنسِ أَدناهُم وَأَبعَدَهُم / وَإِن لَقوكَ بِتَبجيلٍ وَتَرحابِ
إِستَنبَطَ العُربُ لَفظاً وَاِنبَرى نَبَطٌ
إِستَنبَطَ العُربُ لَفظاً وَاِنبَرى نَبَطٌ / يُخاطِبونَكَ مِن أَفواهِ أَعرابِ
كَلَّمتُ بِاللَحنِ أَهلَ اللَحنِ أَنفُسَهُم / لِأَنَّ عَيبِيَ عِندَ القَومِ إِعرابي
دُنيايَ لا كُنتِ مِن أُمٍّ مُخادِعَةٍ / كَم ميسَمٍ لَكَ في وَجهي وَأَقرابي
أُشرِبتُ حُبَّكِ لا يَنفيهِ عَن جَسَدي / سِوى ثَرىً لِدِماءِ الإِنسِ شَرّابِ
عِندَ الفَراقِدِ أَسراري مُخَبَّأَةٌ / إِذ لَستَُ أَرضى لِآرابي بِآرابي
تَرائِبي وَهيَ مَغنى السِرِّ ما عَلِمَت / بِهِ لَدَيَّ فَهَل نالَتهُ أَترابي
ضَرَبتَني بِحُسامٍ أَو بِقاطِعَةٍ / مِن مَنطِقٍ وَعَنِ الجُرحَينِ إِضرابي
ما شَدَّ رَبُّكَ أَزراً بي فَيَنقُصني / مِن رُتبَةٍ لِيَ مَن بِالقَولِ أَزرابي
أَضَعتُ ما كُنتُ أَفنَيتُ الزَمانِ بِهِ / بَل جَرَّ ما كانَ أَعدائي وَحُرّابي
كَقينَةِ الكَأسِ إِذ باتَت مُطَرِّبَةً / بَينَ الشُروبِ وَلَيسَت ذاتَ إِطرابِ
وَالشَرُّ جُمٌّ وَمَن تَسلَم لَهُ إِبِلٌ / مِن غارَةِ الجَيشِ يَترُكها لِخُرّابِ
أَسرى بِيَ الأَمَلُ اللاهي بِصاحِبِهِ / حَتّى رَكِبتُ سَرايا بَينَ أَسرابِ
هَرَبتُ مِن بَينِ إِخواني لِتَحسِبَني / في مَعشَرٍ مِن لِباسِ الذامِ هُرّابِ
كَأَنَّني كُلَّ حَولٍ مُحدِثٌ حَدَثاً / يَرى بِهِ مَن تَوَلّى المِصرَ إِغرابي
السَيفُ وَالرُمحُ قَد أَودى زَمانُهُما / فَهَل لِكَفِّكَ في عودٍ وَمِضرابِ
اِنفُض ثِيابَكَ مِن وُدّي وَمَعرِفَتي
اِنفُض ثِيابَكَ مِن وُدّي وَمَعرِفَتي / فَإِنَّ شَخصي هَباءٌ في الضُحى هابي
وَقَد نَبَذتُ عَلى جَمرٍ خَبا يَبَساً / فَإِن يَكُن فيهِ سِقطٌ يَذكُ إِلهابي
وَقَد نَصَحتُكَ فَاِحذَر أَن تَرى أُذُناً / تَرمي إِلى السَهبِ إِكثاري وَإِسهابي
الحَمدُ لِلَّهِ ما في الأَرضِ وادِعَةٌ
الحَمدُ لِلَّهِ ما في الأَرضِ وادِعَةٌ / كُلُّ البَرِيَّةِ في هَمٍّ وَتَعذيبِ
جاءَ النَبِيُّ بِحَقٍّ كَي يُهَذِّبَكُم / فَهَل أَحَسَّ لَكُم طَبعٌ بِتَهذيبِ
عَودٌ يُصَدِّقُ أَو غِرٌّ يُكَذِّبُ أَو / مُرَدَّدٌ بَينَ تَصديقٍ وَتَكذيبِ
وَلَو عَلِمتُم بِداءِ الذِئبِ مِن سَغَبٍ / إِذاً لَسامَحتُمُ بِالشَاةِ لِلذيبِ
لا يَحسَبُ الجودَ مِن رَبِّ النَخيلِ جَداً
لا يَحسَبُ الجودَ مِن رَبِّ النَخيلِ جَداً / حَتّى تَجودَ عَلى السودِ الغَرابيبِ
ما أَغدَرَ الإِنسُ كَم خَشفٍ تَرَبَّبَهُم / فَغادَروهُ أَكيلاً بَعدَ تَربيبِ
هَذي الحَياةُ أَجاءَتنا بِمَعرِفَةٍ / إِلى الطَعامِ وَسَترٍ بِالجَلابيبِ
لَو لَم تُحِسَّ لَكانَ الجِسمُ مُطَّرِحاً / لَذعَ الهَواجِرِ أَو وَقعَ الشَآبيبِ
فَاِهجُر صَديقَكَ إِن خِفتَ الفَسادَ بِهِ / إِنَّ الهِجاءَ لَمَبدوءٌ بِتَشبيبِ
وَالكَفُّ تُقطَعُ إِن خيفَ الهَلاكُ بِها / عَلى الذِراعِ بِتَقديرٍ وَتَسبيبِ
طُرقُ النُفوسِ إِلى الأُخرى مُضَلَّلَةٌ / وَالرُعبُ فيهِنَّ مِن أَجلِ الأَعابيبِ
تَرجو اِنفِساحاً وَكَم لِلماءِ مِن جِهَةٍ / إِذا تَخَلَّصَ مِن ضيقِ الأَنابيبِ
أَما رَأَيتَ صُروفَ الدَهرِ غادِيَةً / عَلى القُلوبِ بِتَبغيضٍ وَتَحبيبِ
وَكُلُّ حَيٍّ إِذا كانَت لَهُ أُذُنٌ / لَم تُخلِهِ مِن وِشاياتٍ وَتَخبيبِ
عَجِبتُ لِلرومِ لَم يَهدِ الزَمانُ لَها / حَتفاً هَداهُ إِلى سابورَ أَو بيبِ
إِن تَجعَلِ اللَجَّةَ الخَضراءَ واقِيَةٌ / فَالمُلكُ يُحفَظُ بِالخُضرِ اليَعابيبِ
إِذا قَضى اللَهُ أَمراً جاءَ مُبتَدِراً
إِذا قَضى اللَهُ أَمراً جاءَ مُبتَدِراً / وَكُلُّ ما أَنتَ لاقيهِ بِتَسبيبِ
ظَلَّت مُلاحِيَةً في الشَيءِ تَفعَلُهُ / جَهلاً مُلاحِيَةٌ مِن بَعدِ غِربيبِ
لَو لَم يُصيبوا مُداماً مِن غِراسِهِمُ / لَجازَ أَن يُمطِروها في الشَآبيبِ
وَلاِمتَرَتها وَخَيلُ القَومِ جائِلَةٌ / أَيدي الفَوارِسِ مِن صُمِّ الأَنابيبِ
دُنياكَ تُكنى بِأُمِّ دَفرٍ
دُنياكَ تُكنى بِأُمِّ دَفرٍ / لَم يَكنِها الناسُ أُمَّ طيبِ
فَأذَن إِلى هاتِفٍ مُجيدٍ / قامَ عَلى غُصنِهِ الرَطيبِ
يَكونُ عِندَ اللَبيبِ مِنّا / أَبلَغَ مِن واعِظٍ خَطيبِ
يَحلِفُ ما جادَت اللَيالي / إِلّا بِسُمٍّ لَنا قَطيبِ