المجموع : 142
لَئِنَ جَرَحَت شكاتُكَ كُلَّ قَلبٍ
لَئِنَ جَرَحَت شكاتُكَ كُلَّ قَلبٍ / لَقَد قَرَّت بِصِحَّتِكَ العُيونُ
يَبيتُ مِنَ الحِذارِ بَنو سُليمٍ / عَلَيكَ وَكُلُّهُم وَجِلٌ حَزينُ
وَحُقَّ لَها بِأَن تَخشى المَنايا / عَلَيكَ وَأَنتَ مَنكِبُها اليَمينُ
فَأَنتَ لَها إِذا خانَت مُلوكٌ / وَفِيٌّ بِالزَمانِ لَها أَمينُ
وَسَيفُكَ فيهِ يَختَرِقُ المَنايا / وَبَحرُ نداكَ مَورودٌ مَعينُ
وَلَو فَقَدَتكَ قيسٌ يا فَتاها / إِذاً لَتَضَعضَعَت مِنها المُتونُ
وَلَو أَنَّ المَنونَ بَدَت لِقيسٍ / لَما نالَتكَ أَو تَفنى المَنونُ
رَأَيتُكَ لا تَستَلِذ المَطالَ
رَأَيتُكَ لا تَستَلِذ المَطالَ / وَتوفي إِذا غَدَرَ الخائِنُ
فَماذا تُؤَخِّرُ مِن حاجَتي / وَأَنتَ لِتَعجيلِها ضامِنُ
أَلَم تَرَ أَنَّ اِحتِباسِ النَوالِ / لِمَعروفِ صاحِبِهِ شائِنُ
رُوَيدَكَ إِنَّ عِزَّ الفَقرِ أَدنى
رُوَيدَكَ إِنَّ عِزَّ الفَقرِ أَدنى / إِلَيَّ مِنَ الثَراءِ مَعَ الهَوانِ
وَماذا تَبلُغُ الأَيّامُ مِنّي / بِرَيبِ صُروفِها وَمَعي لِساني
كَفاني صروفَ الدَهرِ يَحيى بنُ خالِد
كَفاني صروفَ الدَهرِ يَحيى بنُ خالِد / فَأَصبَحت لا أَرتاعُ لِلحدثانِ
كَفاني كَفاهُ اللَهُ كُلَّ مُلمَّةٍ / طِلابُ فُلانٍ مَرَّةً وَفُلانُ
فَأَصبَحَت في رَفعٍ مِنَ العَيشِ واسِع / أقلِّبُ فيهِ ناظِري وَلِساني
قَد غابَ يَحيى فَما تَرى أَحَداً
قَد غابَ يَحيى فَما تَرى أَحَداً / يَأنَسُ إِلّا بِذِكرِهِ الحَسَنِ
أوحِشَت الأَرضِ حينَ فارَقَها / مِنَ الأَيادي العِظامِ وَالمِنَنِ
لَولا رَجاءُ الإِيابِ لَاِنصَدَعَت / قُلوبُنا بَعدَهُ مِنَ الحَزَنِ
عيدانُ لا زالا يَعودانِ
عيدانُ لا زالا يَعودانِ / عَلَيكَ بِالسَعدِ يَدورانِ
في صِحَّةٍ مِنكَ وَفي نِعمَةٍ / تَدورُ ما دارَ الجَديدانِ
لَو خُيِّرَت قَيسٌ بَني آدَمٍ / كُنتُ الرِضا مِن أَلفِ إِنسانِ
يا اِبنَ يَزيد بنَ أُسيد بِكُم / تَعاظَمَت قيسُ بن عيلانِ
أَنتُم لِمُلكِ العِزِّ مِن هاشِمٍ / أَركانُ عِزٍّ أَيُّ أَركانِ
أَلا لَيتَ حَيّاً بِالعِراقِ عَهِدتَهُم
أَلا لَيتَ حَيّاً بِالعِراقِ عَهِدتَهُم / ذَوي غِبطَةٍ في عَيشِهِم وَليانِ
يَرونَ دُموعي حينَ يَشتَمِلُ الدُجى / عَلَيَّ وَما أَلقى مِنَ الحَدَثانِ
إِذَن لَرَأوا جِسماً أَضَرَّ بِهِ الهَوى / وَعَينَ مُعَنّىً جَمَّة الهملانِ
أَمِن بِئرٍ مَيمونٍ يَحِنُّ صَبابَةً / إِلى أَهلِ بَغدادَ وتِلكَ أَماني
بَعدت وَبَيت اللَهِ مِمَّن تُحِبُّهُ / هَواكَ عِراقِيٌّ وَأَنتَ يَماني
إِذا ذُكِرَت بَغدادُ لي فَكَأَنَّما / تَحَرَّكَ في قَلبي شَباةُ سِنانِ
إِنّ خَراسان وَقَد أَصبَحَت
إِنّ خَراسان وَقَد أَصبَحَت / تَرفَعُ مِن ذي الهِمَّةِ الشانا
لَم يَحبُ هارونُ بِها جَعفَراً / وَإِنَّما حابى خُراسانا
داءٌ قَديمٌ في بَني آدَمٍ
داءٌ قَديمٌ في بَني آدَمٍ / صَبوَة إِنسانٍ بِإِنسانِ
لا زِلتَ تَنشُرُ أَعياداً وَتَطويها
لا زِلتَ تَنشُرُ أَعياداً وَتَطويها / تمضي بِها لَكَ أَيّامٌ وَتُثنيها
مُستَقبِلاً بَهجَةَ الدُنيا وَلذَّتَها / أَيّامُها لَكَ نَظمٌ في لَياليها
العيدُ وَالعيدُ وَالأَيّامُ بَينَهُما / مَوصولَةٌ بِكَ لا تَفنى وَتُفنيها
وَلا تَقَضَّت بِكَ الدُنيا وَلا بَرِحَت / يَطوي لَكَ الدَهرُ أَيّاماً وَتَطويها
وَلِيَهنكَ الفَتحُ وَالأَيّامُ مُقبِلَةٌ / إِلَيكَ وَالنَصرُ مَعقودٌ نَواصيها
أَمسَت هِرقلَةُ مَكلوماً جَوانِبها / وَناصِرُ الدينِ بِالتَدبيرِ يَرميها
مَلَكتَها وَقَتَلَت الناكِثينَ بِها / بِنَصرِ مَن يَملِكُ الدُنيا وَما فيها
ما روعِيَ الدينُ وَالدُنيا عَلى قَدَمٍ / بِمِثلِ هارونَ راعيهِ وَراعيها
لَئِن أَنا لَم أُدرِك مِنَ الدَمعِ ثارِيا
لَئِن أَنا لَم أُدرِك مِنَ الدَمعِ ثارِيا / وَلَم أَشفِ قَرحاً داخِلاً في فُؤادِيا
لَتَختَرِمَنّي الحادِثاتُ وَحَسرَتي / بِأَحمَدَ في سَوداءِ قَلبي كَما هِيا
لَقَد أَفسَدَ الدُنيا عَلَيَّ فِراقُهُ / وَكَدَّرَ مِنها كُلَّ ما كانَ صافِياً
وَأَذكُرُ أَلّا نَلتَقي فَكَأَنَّما / أُعالِجُ أَنفاسَ المَنايا القَواضِيا
تَخَلَّصَت الأَيّامُ لا دَرَّ دَرُّها / حَبالَ اِبنِ أمي أَحمَدٍ مِن حِبالِيا
وَباعَدَ ما قَد كانَ بَيني وَبَينَهُ / مِنَ القُربِ أَيّامٌ تَسوقُ اللَيالِيا
كَأَنَّ يَميني يَومَ فارَقتُ أَحمَداً / أَخي وَشَقيقي فارَقَتها شمالِيا
وَما كانَتِ الأَيّامُ بَيني وَبَينَهُ / وَلا فَرحُ اللَذّاتِ إِلّا عَوارِيا
خَليلَيَّ لا تَستَبطِئا ما اِنتَظَرتُما / فَإِنَّ قَريباً كُلُّ ما كانَ آتِياً
أَلا تَرَيانِ اللَيلَ يَطوي نَهارَهُ / وَضوءَ النَهارِ كَيفَ يَطوي اللَيالِيا
هُما الفَتَيانِ المُترَفانِ إِذا اِنقَضت / شيبَة يَومَ عادَ آخرُ ناشِيا
وَيَمنَعُني مِن لذَّةِ العَيشِ أَنَّني / أَراكَ إِذا قارَفتَ لَهواً تَرانِيا
قَد سارَ دَهرٌ بِبَني بَرمَك
قَد سارَ دَهرٌ بِبَني بَرمَك / وَلَم يَدَع فيهِم لَنا بُقيا
كانوا أولي الخَيرِ وَهُم أَهلُهُ / فَاِرتَفَعَ الخَيرُ عَنِ الدُنيا
الآنَ أَرَحنا وَاِستَراحَت رِبكابُنا
الآنَ أَرَحنا وَاِستَراحَت رِبكابُنا / وأَمسَكَ مَن يُجدي وَمَن كانَ يَجتَدي
فَقُل لِلمَطايا قَد أَمِنتِ مِنَ السُرى / وَطَيِّ الفَيافي فَدفداً بَعدَ فَدفَدِ
وَقُل للعَطايا بَعدَ فَضلٍ تَعَطّلي / وَقُل لِلرَزايا كُلَّ يَومٍ تَجَدّدي
وَدونَكَ سَيفاً بَرمَكِيّاً مُهَنَّداً / أُصيبَ بِسَيفٍ هاشِمِيٍّ مُهَنّدِ
لِلّهِ سَيفٌ في يَدي نَصرِ
لِلّهِ سَيفٌ في يَدي نَصرِ / في حَدِّهِ ماءُ الرَدى يَجري
بَديهَتُهُ وَفِكرَتُهُ سَواءٌ
بَديهَتُهُ وَفِكرَتُهُ سَواءٌ / إِذا ما نابهُ الخَطبُ الكَبيرُ
وَأَحزَمُ ما يَكونُ الدَهرَ رَأياً / إِذا عي المُشاوِرُ وَالمُثيرُ
وَصَدرٌ فيهِ لِلهَمِّ اِتِّساعٌ / إِذا ضاقَت بِما تَحوي الصُدورُ
أَتَظُنُّ يا إِدريسُ أَنَّكَ مُفلِتٌ
أَتَظُنُّ يا إِدريسُ أَنَّكَ مُفلِتٌ / كَيدَ الخَليفَةِ أَو يَقيكَ فِرارُ
فَليُدرِكَنَّكَ أَو تَحلّ بِبَلدَةٍ / لا يَهتَدي فيها إِلَيكَ نَهارُ
إِنَّ السُيوفَ إِذا اِنتَضاها سُخطهُ / طالَت وَتَقصُرُ دونَها الأَعمارُ
مَلكٌ كَأَنَّ المَوتَ يَتبَعُ أَمرَهُ / حَتّى يُقالَ تُطيعهُ الأَقدارُ
ماذا عَلى مادِحٍ يُثني عَلَيكَ فَقَد
ماذا عَلى مادِحٍ يُثني عَلَيكَ فَقَد / ناجاكَ بِالوَحيِ تَقديسٌ وَتَطهيرٌ
غَرُبَت بِالمَشرِقِ الشَم
غَرُبَت بِالمَشرِقِ الشَم / سُ فَقُل لِلعَينِ تَدمَع
ما رَأَينا قَطُّ شَمساً / غَرُبَت مِن حَيثُ تَطلَع
إِلَيكَ أَبا العبّاسِ سارَت نَجائِبٌ
إِلَيكَ أَبا العبّاسِ سارَت نَجائِبٌ / لَها هَمٌّ تَسري إِلَيكَ وَتَنزِعُ
بِذِكرِكَ تَحدوها إِذا ما تَأَخَّرَت / فَتَمضي عَلى هَولِ المضيِّ وَتُسرِعُ
فَما لِلِسانِ المَدحِ دونَكَ مشرعٌ / وَما لِلمَطايا دونَ بابِكَ مفزعُ
إِذا ما حِياضُ المَجدِ قَلَّت مِياهُها / فَحَوضُ أَبي العَبّاسِ في الجودِ مُترَعُ
فَزُرهُ تَزُر حِلماً وَعِلماً وَسُؤدُداً / وَبَأساً بِهِ أَنفُ الحَوادِثِ يُجدَعُ
أَلبَسَكَ اللَهُ مِنهُ عافِيَة
أَلبَسَكَ اللَهُ مِنهُ عافِيَة / في نَومِكَ المُعتَري وَفي أَرقِك
يُخرِجُ مِن جِسمِكَ السَقامُ كَما / أُخرِجَ ذُلُّ السُؤالِ مِن عُنُقِك