المجموع : 645
أيا طرفُ مالك لا ترقد
أيا طرفُ مالك لا ترقد / وما لدموعِك لا تجمدُ
أليس على الخد مما جرى / على الدمع ما بالهوى يشهدُ
وثائرةٍ في الفؤاد الذي / تقسّمه الشوق لا تخمدُ
إذا بثّ خيف على مدنفٍ / من الوجد زفرته تهمدُ
عليلُ صباباتٍ أصبنَ فؤادي
عليلُ صباباتٍ أصبنَ فؤادي / وَصيرنَ أجفاني بغيرِ رقادِ
أقامَ له بينَ الضلوعِ توهج / له أثرٌ باقٍ بجسمي وأنكادِ
أيا مقلةً تبكي عليها بدمعِها / بها ندبٌ من عبرةٍ وسُهادِ
كأنكِ عاديتِ الفؤادَ وإنما / أصابكِ هذا مذ أصبتِ فؤادي
يا أحسنَ العالمين قداً
يا أحسنَ العالمين قداً / من أينَ للغصنِ مثل قدّك
وأين في نورِ كلّ أرضٍ / ووردهِ مثلُ وَردِ خدِّك
أقسم بالحسنِ كل شيءٍ / أنكِ فيه نسيجُ وحدِك
قرَّةُ حسنٍ وروحُ دنيا / طوبى لمن نال بعضَ ودِّك
شُغلت بالدمع مكان الرقاد
شُغلت بالدمع مكان الرقاد / حتى رثى للعين طول السهادِ
وَمل خدي ووسادي يدي / جعلتها بيني وبين الوساد
يا زفرةً موصولةً بالحشا / من حسرةٍ ساكنةٍ في الفؤادِ
لولاكَ ما ذلت لطولِ الهوى / نفسي ولم أحفل بطولِ البعادِ
جدَّد الله لك النع
جدَّد الله لك النع / مةَ في اليومِ الجديدِ
بمرورِ الطائرِ الأس / عدِ بالجَدِّ السعيدِ
يا فتى العرباءِ من كل / لِ شبيه ونديدِ
في فعالٍ ونوالٍ / وسماحاتٍ وجودِ
خذ بنا في صدرِ هذا ال / يومِ في القَصفِ البعيدِ
بشرابٍ ورياحينٍ / وطنبورٍ وعودِ
بينَ فتيانٍ كرامٍ / من بني النعمةِ صيدِ
واندِ بالمحمودِ عِند / اللَه ذي الفعل الحميدِ
وبعيسى سرَّهُ اللَه / على رغمِ الحسودِ
واسقِني وانشُد جميعَ ال / قوم بالحبِّ السديدِ
بادكاراتِ عُيونٍ / فاتراتٍ وخدودِ
عليكَ تصدعَت كَبدِي
عليكَ تصدعَت كَبدِي / وفيكَ بليتَ بالسهُدِ
وما لي فيكَ إلا الحُز / نُ أو كمدٌ على كَمَدِ
أعيذُكَ منتهى أملي / بوجهِ الواحدِ الصَّمَدِ
فلا وجلالِ وجهِكَ لا / سلوتكَ آخِر الأبَدِ
بِندَّاتِ دَمعِ العينِ مزدحم الصَّبرِ
بِندَّاتِ دَمعِ العينِ مزدحم الصَّبرِ / فَخدُكَ ما ينفكُّ من عَبرةٍ تَجرِي
وألَّفَ بين الجسم والسقمِ كامِنٌ / من الشوقِ عاقَ الصبرَ عن ساحةِ الصدرِ
أإن بان من تهوى ركنتَ إلى الأسى / ونادى منادِي الشوقِ قبلك بالذكرِ
فما قرَّ مذ فارقته في مكانهِ / ولا كانَ إلا طارئاً ضل عن فكري
أحادثُ نفساً ترتقي كل ساعةٍ / فأحبسُها بين الترائبِ والنحرِ
ويبلغنيها غصتي وكأنها / ملذعةٌ بين الجوانحِ بالجمرِ
أجِب قد دعاكَ الجِسمُ إن كنتَ لا تدري
أجِب قد دعاكَ الجِسمُ إن كنتَ لا تدري / ألا إن إخواني أباحت حمى وَكري
ولم أشك ما بالقلب مما أرى به / من الشوقِ حتى كاد يخرجُ من صدري
إذا زفرةٌ غصَّت فؤادي بحسرةٍ / بعثت بها من مقلتي عبرةً تجري
وهل يقدر المحزون إلا على الرضا / وحسبُ اشتياقي إذ هتكتُ له ستري
أبيت كأن الليلَ قال لنجمهِ / أقِم لا تجب داعي الصباحِ ولا تسرِ
وأضحى جديدُ الهم والشوق بالياً / ولا أحسبُ الآفاتِ إلا من الهجرِ
يا عزيز المثلِ في البشرِ
يا عزيز المثلِ في البشرِ / جلَّ عن ندٍّ وعن قدرِ
أكبرتهُ العينُ فانصرفت / وهي بينَ الدمعِ والسهَرِ
طرفُها حيرانُ ليس يَرى / صورةً تحكيهِ في الصورِ
ما لطرفٍ كان يلحظُهُ / كيفَ لا يثنى عن القمرِ
شمسُ حسنٍ صحنُ وجنتهِ / تدهشُ الأبصار للنظرِ
القلب يحسدُ عيني لذةَ النظر
القلب يحسدُ عيني لذةَ النظر / والعينُ تحسدُ قلبي لذةَ الفكرِ
يقولُ قلبي لعيني كلما نظرت / كم تنظرين رماك الله بالسهرِ
العين تورثه هماً فتشغله / والقلب بالدمع ينهاها عن النظر
هذان خصمان لا أرضى بحكمهما / فاحكم فديتك بين القلب والبصر
قل من يصبر إلا قدرا
قل من يصبر إلا قدرا / والهوى يحمده من صبرا
طوعُ من أهواهُ قلبي وله / أبداً يسرع فيما أمرا
حسب عيني أن ترى صورته / سلَّمَ اللهُ لعيني النظَرا
لامني فيهِ خلِّي قلبه / ما أبالي لا مني أو عذرا
صَبرتُ وإنَّ الصبر عنك عسيرُ
صَبرتُ وإنَّ الصبر عنك عسيرُ / وموتُ محبٍّ في هواكَ يسيرُ
أما رحمت عيناك من في فؤاده / عليكَ غليلٌ دائمٌ وزفيرُ
وكسرةُ جفنٍ ما تكادُ تقلهُ / وفترة طرفٍ ما تكادُ تدورُ
لأنت الذي ما إن أرى لك مشبها / كما ما لمن يهواكَ فيه نظيرُ
لم يبكِ إلا وهو مهجورُ
لم يبكِ إلا وهو مهجورُ / إن نفدَ الدمعُ فمعذورُ
غايةُ من ليسَ له حيلةٌ / ألا يرى في الحبِّ تقصيرُ
إن قلتُ للعاذلِ لا سرَّني / منه وكتمانٌ وتعذيرُ
يا نائما عن ساهرٍ مدنفٍ / عزاءُ صبرٍ كلهُ نشورُ
بوجنتيهِ يحسنُ الجلّنار
بوجنتيهِ يحسنُ الجلّنار / ونورُ خديهِ بهاءُ البهار
ونورٌ بجبهتهِ إن بدا / يموتُ الظلامُ ويحيا النهار
ففي كل أنوارهِ المشرقاتُ / فللشمسِ شمسٌ وللنارِ نار
ومن بعض صُورتها نزهةٌ / ضياءُ تباشيرها مستعار
ما كنتُ أخشى ممَّن أسرُّ به
ما كنتُ أخشى ممَّن أسرُّ به / خلفاً ولا اضطرني إلى الحذرِ
أيأملُ من لم يَراك تعش / نفسي من الاجتماعِ والنظر
قد ضَمِنَ الشوقُ لي الوفاءَ على / حافظِ عهدي سراً من القدرِ
فحالَ بيني وبينَهُ مطرٌ / ينتقِمُ اللَه لي من المَطَرِ
لو أنَّ طرفي يراهُ ما سهرا
لو أنَّ طرفي يراهُ ما سهرا / ولا جرى منه دمعهُ دُررا
لا أمل القلبُ عندَ سلوتهِ / ولا أرادَ السلوَّ ما قدرا
أشكو إلى اللَه من محاسنهِ / أكثرَ مما أن يشبهَ القمرا
لو أنَّ من لينهِ ورقتهِ / بقلبهِ ما جفا ولا هجرا
غصنٌ ليسَ كالغصونِ نضيرُ
غصنٌ ليسَ كالغصونِ نضيرُ / كلُّ حسن من حسنهِ يستعيرُ
من إلى وجنتيهِ ينتسبُ الور / دُ ومن وجهه سراجٌ منيرُ
شهدَ العاذلونَ حينَ رأوهُ / أنني في الهوى بهِ معذورُ
أقتل الناسِ للنفوسِ بطرفٍ / صائبِ اللحظِ كانَ منه الفتورُ
ألبستَ قلبي ذلة الفكَرِ
ألبستَ قلبي ذلة الفكَرِ / وتركتهُ كلا على نصري
لا نلتُ منكَ منىً أسرُّ بها / وقضيتُ منكَ بحسرةِ النظرِ
إن لم أكن بهواكَ معترفاً / من طُولِ حبكَ غيرَ معتذِرِ
يا زَهرةَ الدنيا وبهجتها / ومملكَ اللحظاتِ للسرِّ
لم ترَ عينٌ نظرَت
لم ترَ عينٌ نظرَت / أحسنَ من منظرهِ
الفوزُ والنِّعمة والن / نَّعمةُ في مخبرهِ
ما تصِل الألسنُ في ال / وَصفِ إلى أكثرهِ
كيفَ بِمن تنتسبُ الش / شمسُ إلى جوهرهِ
لا تمتحِن صبريَ بالهجرِ
لا تمتحِن صبريَ بالهجرِ / فإنني صفرٌ من الصبرِ
وكُن على قدركَ لي واصلاً / لا زلتَ واهجرني على قدرِي
يا من على وجنتهِ رونقٌ / من مانع النوم بها نحرِي
ومَن إذا أبصرهُ عاذلي / في الحبِّ لم يحتج إلى عُذرِ