المجموع : 161
أثنِ عليه وقد تثنَّى البانُ
أثنِ عليه وقد تثنَّى البانُ / وكفاهُ ما شهدت به الأغصانُ
ورنا فقيل هو الغزالُ وأينَ من / لحظاته وفتورها الغزلانُ
رَشأٌ بديعٌ الحسن أما قدُّهُ / عصنٌ وأما وجهه بستانُ
فأقاحُهُ الثغر النظيمُ ووردهُ ال / خدُّ الرقيم وصدغُه الريحانُ
ورُضَابه خمرٌ حَوتهُ جفُونُه / فلأجل ذا يُحمى بها ويُصانُ
فاشرب بكأسِ الثغرِ خمرة ريقهِ / لكن إذا أذنت لك الأجفانُ
لا تَغترِر بفتورِ طرفٍ ناعِسٍ / فالسحرُ من لحظاته يقظانُ
كم قد هممت بقطفِ وردةِ خدّه / لو كانَ لي من مقلتيه أمانُ
وشقائقاً قبَّلتها من خدهِ / حتى رثى لذبُولها نَعمَانُ
أيُّهذا الأميرُ قد أشكَلَ المَعنى
أيُّهذا الأميرُ قد أشكَلَ المَعنى / ومازلتَ عارفا بالمعاني
ظاهر البَستنَدود لم أدرِ ماذا / فيه حَملاً وباطنَ الخُشكنان
أتراني في العيد أجهلُ ذا المعنى / كجهل الحَلواء في رمضان
ما رأت عينيَ الكُنافةَ إلا / عند بَيَّاعها على الدُّكانِ
ولعمري ما عاينت مُقلتي قطراً / سوى دمعها من الحِرمانَ
ولكم ليلةٍ شبعتُ من الجوع / عشاءً إذ جُزتُ بالحلواني
حسراتٌ يسوقها الطرف للقلبَ / فويلٌ للفكر عند العيانِ
كم صدورٍ مُصَفَّفَات وكم من / شَبَكٍ دونها وكم من صَوَاني
وإذا سَحَّرَ المسحِّرُ ليلا / التقى الأمرُ فيه بالعصيان
كلما باتَ وهو يأمر بالأكل / أتى الفَقرُ مُقبلاً يَنهاني
قل لفقري إذا تَفَرعَنَ خَف موسى / فكفَّاه بالنَّدا بَحرانِ
جنى ورد خُدودِ العاتبِ الجاني
جنى ورد خُدودِ العاتبِ الجاني / إلى احتمالِ التجنِّي منه ألجاني
سرُّ القلوب تُذيعهُ الأجفانُ
سرُّ القلوب تُذيعهُ الأجفانُ / هيهاتَ ينفع مُغرَماً كِتمَانُ
طَرفُ المحبِّ فَمٌ يُذاعُ به الجَوى / والدَّمعُ إن صَمَتَ اللِّسَنَ لسانُ
يا سائلي عما تُكابد مُهجَتي / إعراب طرفي بالدموع بيانُ
تبكي الجفونُ على الكَرَا فاعجب لمن / تبكي عليه إذ نَأى الأوطانُ
يا مُسقمي مهلاً على جسدي الذي / لم يَبقَ فيه للسقَّام مكانُ
أتلفتُ روحي في هواك وإنني / راضٍ بذلكَ أيها الغضبانُ
حاشا معانيك التي أنا عَبدُها / ألا يكونَ لحسنها إحسانُ
أو أن يكونَ الوَصلُ منك مُمَنَّعاً / يوماً وحَظذُ محبَّك الهجرانُ
أشكو إليك فأنت أعلمُ بالذي / أشكوه قد ولعت بي الأشجان
يا من يروحُ الرزقَ أو يسعى إلى / تحصيله فيَعُوقُهُ الحرمَانُ
عَوِّل على الرحمن وارض بعَبده / فبعبدهِ رَحِمَ الوَرى الرَّحمنُ
طَلَبتُ من الكَتَّان فَصا فجاد لي ال
طَلَبتُ من الكَتَّان فَصا فجاد لي ال / وجيهُ بوعدٍ عَوَّضَ المَنَّ بالمَينِ
متى جِئتُهُ يدعو عليه لسانُهُ / إذا قلتُ أين الفَصُّ قال على عَيني
بانَ اصطباري والكرا منذ بان
بانَ اصطباري والكرا منذ بان / بَدرُ دُجى يَحمِلُهُ غُصنُ بان
شاهَدَهُ القلبُ وإن كان قد / غُيِّب واستوحش منه العِيَان
لاقيتُ من بعد فِراقي له / وَجداً شجاعاً وسُلُواً جَبَان
ما ضرَّهُ لو كانَ للصبِّ من / خوفٍ تَجَنِّيه عليه أمان
واحرَّ قلباهُ وللعَينِ في / خَدَّيه من حُسنهما جَنَّتَان
في صدغه الآسُ وفي خَدِّه ال / وردُ وفي مَبسمهِ الأُقحُوَان
أسكنتُهُ قلبي وفيه لظىً / والحورُ لا تَسكُنُ إلا الجنان
له من الصَّدر مكانٌ وللصَّدر / من العلياء أعلى مكان
العالمُ العاملُ والفاضل الفاصلُ / حُكماً بوَجيز البَيَان
والناظرُ اليقظانُ أغنتهُ عن / سود جفون اللَّحظ بيض الجفان
والكاملُ الفضلِ السريعُ النَّدَى / والوافرُ العرض البسيطُ البَنَان
وخُلقُهُ يُنبيك بالحسن عن / أسرارِ أخلاقٍ لديه حسان
ذو طَلعةٍ كالبدر في التِّمِّ بل / كالشمس لولا هالةُ الطيلسان
لو جَمَعَ الرحمن شملي به / تَفَرَّقت عني صروف الزمان
إذا كانَ لي مالٌ علامَ أصونُهُ
إذا كانَ لي مالٌ علامَ أصونُهُ / وما سادَ في الدنيا من البُخلُ دينه
ومن كانَ يوماً ذا يسارٍ فإنَّهُ / خليقٌ لعمري أن تجودَ يَمينُهُ
نصحتُكَ فاسمع نصيحةَ عاشقٍ
نصحتُكَ فاسمع نصيحةَ عاشقٍ / وإنِّي على ما قُلته لأمينُ
من الرأي أن لا توقع الحربَ بيننا / فإني جزَّارٌ وأنتَ سَمينُ
عدم الصبرَ فهو يُظهرُ ما يل
عدم الصبرَ فهو يُظهرُ ما يل / قَاهُ بعد الجحود والكتمان
وعنادُ الأقدار لا ينفعُ المر / ء ولكن بالصبرِ في الإمكان
تزوَّجَ الشيخُ أبي زوجةً
تزوَّجَ الشيخُ أبي زوجةً / ليس لها عقلٌ ولا ذهنُ
لو برزت صُورَتها في الدُّجَى / ما جَسُرَت تبصُرها الجنُّ
كأنَّها في فرشها رمَّةٌ / وشعرها من حَولَها قُطنُ
وقاتلٍ قل لي ماسِنُّها / فقلتُ ما في فمها سِنُّ
للّه في النارِ التي وقَعَت به
للّه في النارِ التي وقَعَت به / سرٌّ عن العقلاء لا تُخفيه
أن ليسَ يَبقى في فناهُ بقيةٌ / مما بَنَتهُ بنو أمَيَّةَ فيهِ
أذابت كُلى الشيخ تلك العجُوز
أذابت كُلى الشيخ تلك العجُوز / وأردتهُ أنفاسُها المرديه
وقد كان أوصى لها بالصداق / فما في مصيبته تَعزيَه
لأني ما خلتُ أن القتي / ل يُوصي لقاتله بالدِّيَه
إمام الورى المبعوث من آل هاشم
إمام الورى المبعوث من آل هاشم / لنا وبرسول اللَه فيه رجاءُ
إذا بعثَ الله النبيينَ في غد / وضمهمُ للهاشمي لواءُ
أتت أُمةُ المختارِ ترجو شفاعةً / يُقصّر عن إدراكها الشفعاءُ
أمنَّا به في الحشرِ مما نَخافُه / لأنَّ لنا وعداً وفيه وفاءُ
أيثربَ من لي لو ظفرتُ بتربةٍ / يزولُ بها عنّي شقى وعناءُ
إذا نظرت عيناي تُربةَ أحمدً / فحظّي منها للعليلِ شِفاءُ
أقولُ لقلبي قد وجدتَ مسرَّةً / فبُشراك بعد اليوم ليسَ تُسَاءُ
اخير الورى من غير شكِّ وريبة / ومن شُرقَت أرضُ به وسماءُ
أقل عثرتي حينَ أبعثُ في غد / أسيراً لذنبٍ عز منه فداء
إذا لم يكُن لي عند ربّك شافِعاً / فذاكَ مصابٌ ليس فيه عزَاءُ
بِرُوحي نسيمٌ هَبَّ من أرضِ طَيبةٍ
بِرُوحي نسيمٌ هَبَّ من أرضِ طَيبةٍ / فيا حبَّذا ذاكَ النسيمُ الذي هبَّا
به كلُّ مُشتاق يَهيمُ صبابةً / فما هبَّ إلا شوَّقَ الهائمَ الصّبا
بعجزي وسوء الحظ أصبحتُ مبعداً / وذلك أنَّ اللَه ما قدَّرَ القُربا
بيثربَ قبر بغيتي لو رأيتُهُ / وقبل ثغري حول أرجائهِ التُّربا
به خيرُ مبعوث إلى الخَلقِ كُلِّهم / رسالَتُه قد عمَّت العُجمَ والعُربا
بهيبته أردى الأعادي فحسبُهُم / نَبيُّ على بعد المدى يبعث الرعبا
بشيرٌ نذيرٌ ما المواهبُ والسطا / إذا هو يوماً باشر السلمَ والحربا
بساحته للواردين تزاحم / لكي يردُوا من حوضه المنهَل العذبا
براهينه لم تخفَ عن ذي بصيرةٍ / فلولاهُ ما كنا عرفنا لنا ربَّا
بأوصافه فاق النبيين كلَّهم / إذا ظهرت شمسُ الضحى اخبتُ الشُّهبا
تمنيتُ لو أني وصَلتُ لطيبَة
تمنيتُ لو أني وصَلتُ لطيبَة / فطُوبى لنفسٍ أدركت ما تَمنَّتِ
تُرى هل أرى من قبل موتي واقفاً / أُردِّدُ في خير النبيِّينَ مدحنني
تباركَ من أسرى به لسمائه / ومن خصَّهُ منه بأزكى تحيَّة
تأخر جبريلُ الأمينُ وقد رأى / له رُتبةً تسمو على كل رتبةِ
تثبَّت في ذاكَ المقامِ وقد رأى / به ما رآهُ ثمَّ أي تثبُّت
تُحيِّيهِ افلاك السِّماكين لو دعا / بأسمائها فيما أرادَت للبَّتِ
تلقى هُناك الوحيَ من ربه الذي / اصطفاهُ وأنوارُ الهدى قد تجلَّت
تردد في أمر الصلاة فردَّها / لخمسٍ وكالخمسين في الأجرِ تمَّت
تعالى الذي أعطاهُ غايةَ سُؤله / فقُل خير مبعوث إلى خير أُمَّة
تواليته حُبا له ولآلهِ / وأصحابهِ ايضاً وحُبي محبتي
تنيتُ عناني عن مطاردة الهوى
تنيتُ عناني عن مطاردة الهوى / وهل للهوى بعد الشبيبة باعثُ
تكلت فؤاداً بعد سبعين حِجَّةً / تُجدُّ المثاني لهوَهُ والمثالثُ
ثضوابُ إله الخلقِ أَولى بثائب / وإن مُدَّ حين وهو للعَهدِ ماكثُ
ثق الآن يا قلبي بمدح محمد / فإني عليه باقيَ العمر مكث
ثبتُّ على مدحي لهُ ولآله / ثُبوتاً به تنجَابُ عنِّي الحوادثُ
ثمالُ اليتامى مثلما قال عمُّه / وهل أنتَ عن تلك المفاخر باحثُ
نفيتُ بمدحي فيه وسواسَ خاطرٍ / يَرى وهو بالاهواء للهو عَابثُ
ثمارُ غراسِ المدح فيه كواعب / لهنَّ حقوق ماتلات بواعثُ
ثملت ولا واللَه ما أنا آثمٌ / بنشوةِ ما أحسُو ولا أنا حانِثُ
ثنائي عليه يفضحُ المسكَ نشرُهُ / وإني به في الحشر والبعث وارث
جلالةُ خير المرسلين عظيمةٌ
جلالةُ خير المرسلين عظيمةٌ / وأوصافُه كالرَّوضِ إذ يتأرَّجُ
جُبلنا على إخلاصنا في ولائه / فلسنا على شيءٍ سواهُ نُعَرِّجُ
جنينا الذُّنوبَ الموبقاتِ وحسبُنا / شفاعتهُ والنارُ في الحشر تُوهَجُ
جديرٌ بأن يُثنى على مُعجزاتهِ / لسانٌ يقول الحقَّ لا يتلجلجُ
جفا النومُ أجفاني اشتياقاً لقَبرهِ / وفي القلب مني لاعجٌ يتأَجَّجُ
جوادٌ علا جيدَ البُراقِ جوادُهُ / وجبريلُ روحُ اللَه في الأُفق يعرُجُ
جميلُ المحيا لا يزالُ جبينُه / ينافسُ ضوءَ الصُّبح إذ يتبلَّجُ
جزيلُ هبات الكَفِّ إن بخل الحَيا / به في غد عنا الخطوبُ تُفَرَّجُ
جنابُ رسولِ اللَه في الحشرِ مأمَنٌ / نَلوذُ بظلٍّ منه والظلُّ سجسَج
جرى ذكرُ خير المرسلين كأنما / تنفسَ وردٌ بَينَنا وبَنفسَجُ
حبيبُ إله العالمينَ محمدٌ
حبيبُ إله العالمينَ محمدٌ / به يُخَتمُ الذكرُ الجميلُ ويُفتحُ
حوى سؤدداً لم يحوِ كيوانُ بعضَهُ / وحلما عدا كالطَّودِ بل هو أرجَحُ
حَبانا بإرشادٍ دعانا إلى الهُدى / نبيُّ به نهجُ الهدايةِ مُوضَحُ
حليمٌ إذا ما اَمَّ مَغناهُ مُذنبٌ / يُؤَمِّلُ منه العَفو يعفُو ويصفَحُ
حَمدنا إله الخلقِ إذ خَصَّنَا به / ونحمدُه بعد الإله ونمدَحُ
حميدُ المساعي كم حوت كفهُ الحصى / فراحَت بإذن اللَه وهي تُسَبِّحُ
حُسامٌ لنصرِ الحقِّ أضحى مجرداً / على قدمِ التجريدَ يُمسى ويُصبحُ
حَرامٌ على عَينيَّ نومُهما الذي / ينفِّرهُ دمعٌ بخديَّ يسفَّحُ
حفظت عُهوداً للحبيب الذي لهُ / بقَلبي وأن لم يَدنُ وجدٌ مُبرِّحُ
حمامَ اللوى عَرِّض بشَكواكَ إنَّني / أعرِّضُ بالشكوى وطَوراً أُصَرِّحُ
خُذوا في رسول اللَه عني مدائحاً
خُذوا في رسول اللَه عني مدائحاً / تَعِزُّ بما حازته منه وتشمخُ
خلت فكرتي من نظم أوصاف غيره / ولي منطقٌ بالطيب منه مُضمَّخُ
خسرتُ زماناً لم أقل فيه مدحه / فعَقدُ التزامي مدحهُ ليسُ يُفسَخُ
خصمت ذنوبا اثقلت كاهلي بما / أُحَرِّرُه من مدحه حين تُنسخُ
خضوعي لخوف اللَه أضحى مكفرا / ليالي فيها كنت بالجهل أبذخ
خفارتُه للمذنبين معدّةٌ / اذا قام إسرافيل في الصُّور يَنفَخُ
خذ الأمن منهُ إذ توافيهِ مُسلماً / فلا القلبُ مرتاعٌ ولا العينُ تنضَخُ
خلعتُ عذاري في الصِّبا بجهَالتي / ولكنَّ رَوعي بالشَّفاعَة يُفرِخُ
خمائلُ زَهرِ الروضِ دُون صفاتِهِ / كما قد رَوى الرَّاوُون عنهُ وأرخَّوُا
خبت نارُ كسرى إذا بَدَا نُورا أحمدٍ / وما زالَ نورُ الصُّبحِ لليَّلِ ينسَخُ
دعاني اشتياقي للنّبي محمدٍ
دعاني اشتياقي للنّبي محمدٍ / فَلبَّيتهُ لمَّا دعاني على بُعدِ
دَوائي من داءِ الجَوَى لثمُ قبره / فمن لي لو عَفَّرتُ في تُربهِ خَدِّي
دَواعي الهوى مالي إليك ضَرُورةٌ / وعندي من فقدِ الشَّبيةِ ما عندي
دُنوِّي من قبرِ النبي محمدٍ / فيا ليتني أحظى به مُنتهى قَصدي
دموعُ جُفوني ساعديني على الاسى / وإن كُنت ما أطفأتُ ما بي من الوجدِ
دراري سماءِ الأفق صَحبُ محمَّد / وطلعتُهُ كالبدرِ في طالع السَّعدِ
دنا ليلةَ الإسراء من عرش رَبِّهِ / فناهيكَ من ربِّ قريب ومن عبدِ
دهت كلّ من عاداهُ من يوم بعثهِ / نوازلُ آفات تزيدُ عن الحدِّ
دمارُ أعاديهِ بنُصرتهِ التي / حبَاهُ بها الرَّحمنُ من قدمِ العهدِ
دفاعُ إله الخلقِ عَمَّا يَسُوؤهُ / ويدفَعُ عنه اليأسَ مُذ كانَ في المَهدِ