المجموع : 127
الهي فطرت الكون ابداع فاطر
الهي فطرت الكون ابداع فاطر / بغير مثال تحتذيه وصنعة
ولاثم قانون تعاليت تنتحي / إليه ولا عن فعل طبع وعلة
ويا فاطراً رتق السموات منزلاً / بأمرك جنس الروح والملكية
ويا فاطراً للأرض مخرج نبتها / وأجسامنا من عالم البرزخية
ويا فاطراً لم تفطر الكون عابثاً / ولكنه آيات حكم وحكمة
ويا فاطر الأشياء فطرة قادر / تقدس في انشائها عن معونة
ويا فاطراً للخير والشر قاضياً / لكسبهما منا اتباع المشيئة
ويا فاطر الأشياء كيف أرادها / وقدرها في عالم الصورية
ويا فاطر الأعراض حسب اختلافها / وتطبيقها في قالب الجسدية
تدارك بسر الفاطر الحق منيتي / باخراجها لي من خفا العدمية
ويا واجد الحق الإلهي لم يفت
ويا واجد الحق الإلهي لم يفت / كمالك حق من حقوق الألوهة
وجدت الغنى الذاتي يا مطلق الغنى / بلا سبق أعواز على الواجدية
وأوجدت آيات الوجود فلكها / دليل وجود اللّه والموجدية
وجدت الذي لا بد منه لذاته / من الواجب الذاتي للصفتية
وجدت الكمال المطلق السرمدي في / صفاتك والأسماء من كل رتبة
وجودك وجدان الحقائق يقتضي / على مقتضى ايجاد علم الحقيقة
وفي أوجه الأسماء ما أنت واجد / به في مقامات الشهود تجلت
فهب لي بأسرار الذي أنت واجد / فقيدي من كل الحظوظ العلية
أنا الفاقد المضطر كل مصالحي / لما تقتضيه فاقتي وعبودتي
ومن حيث وجداني وجودك واجد / غني بما أرجوه من باب وجهتي
أنلني وجداناً ووجداً ورتبة / من الحظ في ديني وفي دنيويتي
ويا متعالي الذات في جبروته
ويا متعالي الذات في جبروته / عن النقص والآفات والأشرية
ويا متعالي الذات حيث وجوبه / وتنزيهه عن مطلق الفطرية
ويا متعالي الذات حيث علوه / على كل شيء باقتدار ورفعة
ويا متعالي الذات للذات نفسه / فأين اضافاتي ونعتي ومدحتي
ويا متعالي الوصف عن درك واصف / كما ينبغي للوحدة الصفتية
ويا متعال عن علو معلل / عن الوضع والتركيب والجهتية
علوك معلوم كما أنت أهله / علو جلال وامتلاك وقدرة
فأعل علوي عن تملك فطرة / وهمي عن استصحاب كل دنية
يا متعال كل نقص وخسة / لدي إذا ألقيتني تحت خستي
وعن مركز الآفات لسني راقياً / إذا أنت لم ترفع مقامي ورتبتي
ونفسي لو جردتها من شؤونها / سواك تعالت عن سيئات النقيصة
ويا بر أهل البر يا محسناً على
ويا بر أهل البر يا محسناً على / خليقته منا بكل مبرة
تعرفت بالنعماء يا بر ظاهراً / وباطنة في الدين والدنيوية
ومن برك الأعمال يا بر والجزا / ومن برك استدعاؤنا للعطية
ومن برك الاحسان متصلاً بمن / يبارز بالعصيان والبطرية
وأعظم بر بر من سبب الرضا / وأعطى الرضا والقرب بالسببية
والطف بر من يلاطف عبده / ويرحمه قبل احتساب العبودة
وأكرم بر من يوفق عبده / ويحبو مريديه بكشف الطريقة
وبرك في الاعطاء والمنع كامل / إذا كان منعاً فيه تقدير خيرة
وفي نظر البر الرحيم كفاية / لمخلوقه في منعه والعطية
توجهت باسم البر يا بر بائساً / وأيقنت من بر الكريم بغنيتي
فاسبغ علي البر يا بر شاملاً / لعاجلتي والدين والأخروية
ويا باطن الذات اختفيت بلا اختفا
ويا باطن الذات اختفيت بلا اختفا / بطوناً عن الأفكار والنظرية
بطنت بغفران الذنوب وعفوها / وبالعلم اطلاقاً بكل حقيقة
بطنت بطوناً أن تناسب حادثاً / بحد ورسم أو بأية صورة
بطنت بتكوين الحقائق كلها / وابطان ما أودعت في الباطنية
بطنت بقدس الذات عن غير شأنها / من الحيث والتكييف والمتوية
بطنت عن التخييل والوهم سيدي / وعن شبه معقول ومحسوس فطرة
بطنت الهي بامتنانك مطلقاً / وافناء ما أوجدته من خليقة
بطنت بطوناً لا احتجاباً بحاجب / الهي بطون الحق بالصمدية
بطنت بتزيين المراشد والهدى / وبعث الحجا بالنظرة القدسية
بطنت فلا إدراك للحس والنهى / بدنيا ولا أخرى لعين الحقيقة
فقدس بنور الباطن الحق باطني / وهب لي كشف الباطنات الخفية
ويا محيِيَ الأرواح في ملكوتها
ويا محيِيَ الأرواح في ملكوتها / كما شاء من ذات وكيف وحلية
ومنشئها من بحر نور محمد / كما شاء من أشكالها الملكية
ويا محيي الأرواح سراً مخدراً / لسر حياة الأنفس الحيوية
ويا محيي الأجساد بعد انحلالها / وافنائها من عالم البرزخية
ويا محيي الأنوار في دار قدسه / حياة خلود لا تحد بمدة
ويا محيي الأنوار في دار قدسه / حياة خلود لا تحد بمدة
ويا محيي الفجار في دار عدله / معاذك من تلك الحياة المقيمة
ويا محيي الأسرار بالنور والهدى / وبالعلم والعرفان والمددية
ويا محيي الألباب منا بذكره / فقامت بحق الذكر شوقاً وحطت
ويا محيي الأحياء تحت شهوده / وهم في الهوى والمحق تحت الهوية
تقدست أدركني بتقديس باطني / وإحياء نفسي بالحياة الزكية
حياة مع الكونين أحيا بحظها / وأحيى بها موتى العمى بهدايتي
إليك مصير الكل يا آخر انتهى
إليك مصير الكل يا آخر انتهى / كما أن بدء الكل بالأولية
وعرفانك اللهم آخر منزل / إليك ووجه الرتبة الآخرية
وليس بقاء الآخر الحق منتهي / ويجري سواه في بقاء مؤقت
كتبت كتاب الحق أن ليس آخراً / سواك وتبقى أنت للأبدية
وكنت بلا تقديم غيرك أولاً / وكنت الهي آخراً لا لعلة
تعاقبت الأزمان بعد حدوثها / وأنت الهي آخر الزمنية
بدأت الهي أولية نشأتي / وقدرت تأخيري بحكم المشيئة
وتقديم من قدمت فرع ارادة / وتأخير من أخرت تقدير حكمة
الهي بسر الآخر الحق صفني / واخرج قذى الاغيار من باطنيتي
ولا يك تأخيري بذا الكون علة / ببعدي عن عرفان حق الألوهة
وقدِّره تأخيراً رضاك ختامه / أقضيه معصوماً بحفظ الربوبة