القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو مُسلم البَهْلاني الكل
المجموع : 127
الهي فطرت الكون ابداع فاطر
الهي فطرت الكون ابداع فاطر / بغير مثال تحتذيه وصنعة
ولاثم قانون تعاليت تنتحي / إليه ولا عن فعل طبع وعلة
ويا فاطراً رتق السموات منزلاً / بأمرك جنس الروح والملكية
ويا فاطراً للأرض مخرج نبتها / وأجسامنا من عالم البرزخية
ويا فاطراً لم تفطر الكون عابثاً / ولكنه آيات حكم وحكمة
ويا فاطر الأشياء فطرة قادر / تقدس في انشائها عن معونة
ويا فاطراً للخير والشر قاضياً / لكسبهما منا اتباع المشيئة
ويا فاطر الأشياء كيف أرادها / وقدرها في عالم الصورية
ويا فاطر الأعراض حسب اختلافها / وتطبيقها في قالب الجسدية
تدارك بسر الفاطر الحق منيتي / باخراجها لي من خفا العدمية
ويا واجد الحق الإلهي لم يفت
ويا واجد الحق الإلهي لم يفت / كمالك حق من حقوق الألوهة
وجدت الغنى الذاتي يا مطلق الغنى / بلا سبق أعواز على الواجدية
وأوجدت آيات الوجود فلكها / دليل وجود اللّه والموجدية
وجدت الذي لا بد منه لذاته / من الواجب الذاتي للصفتية
وجدت الكمال المطلق السرمدي في / صفاتك والأسماء من كل رتبة
وجودك وجدان الحقائق يقتضي / على مقتضى ايجاد علم الحقيقة
وفي أوجه الأسماء ما أنت واجد / به في مقامات الشهود تجلت
فهب لي بأسرار الذي أنت واجد / فقيدي من كل الحظوظ العلية
أنا الفاقد المضطر كل مصالحي / لما تقتضيه فاقتي وعبودتي
ومن حيث وجداني وجودك واجد / غني بما أرجوه من باب وجهتي
أنلني وجداناً ووجداً ورتبة / من الحظ في ديني وفي دنيويتي
ويا متعالي الذات في جبروته
ويا متعالي الذات في جبروته / عن النقص والآفات والأشرية
ويا متعالي الذات حيث وجوبه / وتنزيهه عن مطلق الفطرية
ويا متعالي الذات حيث علوه / على كل شيء باقتدار ورفعة
ويا متعالي الذات للذات نفسه / فأين اضافاتي ونعتي ومدحتي
ويا متعالي الوصف عن درك واصف / كما ينبغي للوحدة الصفتية
ويا متعال عن علو معلل / عن الوضع والتركيب والجهتية
علوك معلوم كما أنت أهله / علو جلال وامتلاك وقدرة
فأعل علوي عن تملك فطرة / وهمي عن استصحاب كل دنية
يا متعال كل نقص وخسة / لدي إذا ألقيتني تحت خستي
وعن مركز الآفات لسني راقياً / إذا أنت لم ترفع مقامي ورتبتي
ونفسي لو جردتها من شؤونها / سواك تعالت عن سيئات النقيصة
ويا بر أهل البر يا محسناً على
ويا بر أهل البر يا محسناً على / خليقته منا بكل مبرة
تعرفت بالنعماء يا بر ظاهراً / وباطنة في الدين والدنيوية
ومن برك الأعمال يا بر والجزا / ومن برك استدعاؤنا للعطية
ومن برك الاحسان متصلاً بمن / يبارز بالعصيان والبطرية
وأعظم بر بر من سبب الرضا / وأعطى الرضا والقرب بالسببية
والطف بر من يلاطف عبده / ويرحمه قبل احتساب العبودة
وأكرم بر من يوفق عبده / ويحبو مريديه بكشف الطريقة
وبرك في الاعطاء والمنع كامل / إذا كان منعاً فيه تقدير خيرة
وفي نظر البر الرحيم كفاية / لمخلوقه في منعه والعطية
توجهت باسم البر يا بر بائساً / وأيقنت من بر الكريم بغنيتي
فاسبغ علي البر يا بر شاملاً / لعاجلتي والدين والأخروية
ويا باطن الذات اختفيت بلا اختفا
ويا باطن الذات اختفيت بلا اختفا / بطوناً عن الأفكار والنظرية
بطنت بغفران الذنوب وعفوها / وبالعلم اطلاقاً بكل حقيقة
بطنت بطوناً أن تناسب حادثاً / بحد ورسم أو بأية صورة
بطنت بتكوين الحقائق كلها / وابطان ما أودعت في الباطنية
بطنت بقدس الذات عن غير شأنها / من الحيث والتكييف والمتوية
بطنت عن التخييل والوهم سيدي / وعن شبه معقول ومحسوس فطرة
بطنت الهي بامتنانك مطلقاً / وافناء ما أوجدته من خليقة
بطنت بطوناً لا احتجاباً بحاجب / الهي بطون الحق بالصمدية
بطنت بتزيين المراشد والهدى / وبعث الحجا بالنظرة القدسية
بطنت فلا إدراك للحس والنهى / بدنيا ولا أخرى لعين الحقيقة
فقدس بنور الباطن الحق باطني / وهب لي كشف الباطنات الخفية
ويا محيِيَ الأرواح في ملكوتها
ويا محيِيَ الأرواح في ملكوتها / كما شاء من ذات وكيف وحلية
ومنشئها من بحر نور محمد / كما شاء من أشكالها الملكية
ويا محيي الأرواح سراً مخدراً / لسر حياة الأنفس الحيوية
ويا محيي الأجساد بعد انحلالها / وافنائها من عالم البرزخية
ويا محيي الأنوار في دار قدسه / حياة خلود لا تحد بمدة
ويا محيي الأنوار في دار قدسه / حياة خلود لا تحد بمدة
ويا محيي الفجار في دار عدله / معاذك من تلك الحياة المقيمة
ويا محيي الأسرار بالنور والهدى / وبالعلم والعرفان والمددية
ويا محيي الألباب منا بذكره / فقامت بحق الذكر شوقاً وحطت
ويا محيي الأحياء تحت شهوده / وهم في الهوى والمحق تحت الهوية
تقدست أدركني بتقديس باطني / وإحياء نفسي بالحياة الزكية
حياة مع الكونين أحيا بحظها / وأحيى بها موتى العمى بهدايتي
إليك مصير الكل يا آخر انتهى
إليك مصير الكل يا آخر انتهى / كما أن بدء الكل بالأولية
وعرفانك اللهم آخر منزل / إليك ووجه الرتبة الآخرية
وليس بقاء الآخر الحق منتهي / ويجري سواه في بقاء مؤقت
كتبت كتاب الحق أن ليس آخراً / سواك وتبقى أنت للأبدية
وكنت بلا تقديم غيرك أولاً / وكنت الهي آخراً لا لعلة
تعاقبت الأزمان بعد حدوثها / وأنت الهي آخر الزمنية
بدأت الهي أولية نشأتي / وقدرت تأخيري بحكم المشيئة
وتقديم من قدمت فرع ارادة / وتأخير من أخرت تقدير حكمة
الهي بسر الآخر الحق صفني / واخرج قذى الاغيار من باطنيتي
ولا يك تأخيري بذا الكون علة / ببعدي عن عرفان حق الألوهة
وقدِّره تأخيراً رضاك ختامه / أقضيه معصوماً بحفظ الربوبة

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025