القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 970
نورطه المصطفى منه جيمع الكائنات
نورطه المصطفى منه جيمع الكائنات / وبه كان الترقي في رفيع الدرجات
كفه غيث مغيث لقلوب المتقين / ومزيل عطش الأمة يوم الحسرات
كل روح هي من نورسناه ظهرت / كل جسم هو منه ظاهر بالحركات
وهو سر ليس يخلو منه شيء في الورى / لكن الستر عليه من شخوص النسمات
شاهد ذلك منا وهو مشهود لنا / يتجلى للبرايا في جميع اللمحات
وصلاتي وسلامي للذي أنواره / أشرقت في الكون حتى زال سر الظلمات
وعلى آل وصحب بهما عبد الغني / بدل الله له سوء الخطا بالحسنات
نفس بعلوة لا تزال أبية
نفس بعلوة لا تزال أبية /
زادت على كل النفوس مزية /
وحقيقة تهوى الظهور خفية /
يا درة بيضاء لا هوتية / قد ركبت صدفاً من الناسوت
داء الجميع وقد بدات بدوائهم /
عن غيرها أن جانبوا بهوائهم /
فهي التي فيها كمال صفائهم /
جهل البرية قدرها لشقائهم / وتنافسوا بالدر والياقوت
كلامنا غير ما تعطى العباراتُ
كلامنا غير ما تعطى العباراتُ / من المعاني لنا فيه اعتباراتُ
بنفسه قائم وهو المجرد عن / لفظ ومعنى معاً وهو الإشارات
هما الكثيفان والسر اللطيف له / علاقة بهما فيها التفاتات
كالروح يظهر من نفس ومن جسد / وليس يكشفه إلا العنايات
فلا تظن بأني إن وصفت حلى / شيء مرادي به تلك الإحالات
أو إن ذكرت نسيماً هب من جهة / أو نفحة هي قصدي والمرادات
كذاك البرق والأطلال أذكرها / في النظم ليست مرادي والحمامات
لا والذي جل عمّا للعقول بدا / وللحواس به الأحياء أموات
كلام أهل طريق الله سر هدى / لا دخل فيه لهم تبديه أبيات
عن المواد له التجريد مخطئة / منك التآويل فيه والقياسات
لم يدره ذو انتقاد في تعنته / لنفسه زعم علم واجتهادات
فيعرب اللفظ للمعنى فيفهمه / ولا يبين له إلا الضلالات
ومقصد القوم نور في القلوب سرى / من القلوب وما فيه التباسات
رموز أسرار قوم تستعدّ له / أرواح قوم لهم في الله راحات
روائح القوم شمتها بصائرهم / لهم إلى الحق همات ورغبات
لهم نظمنا المعاني يلمحون بها / غيب الغيوب وتخفيها العبارات
بوجودي فغذني يا قوتي
بوجودي فغذني يا قوتي / وبناري لم يحترق ياقوتي
كلنا واحد إذا نحن كنا / خارج الملك فيه والملكوت
وكثير وبعضنا غير بعض / في ثياب اللاهوت والناسوت
وأنا أنت إن تجردت عني / نحو غيب الغيوب في اللاهوت
وتنزلت في النعوت وفارق / ت وجودي إلى فضاء الثبوت
ثم جولت في ثبوتك ذوقي / وتنزلت فيك للتابوت
ولهذا أكون أنت ولا تش / عر بي أنت يا حبيس البيوت
إنني مطلق وإنك قيد / لي ببحري كيونس والحوت
وإذا ما أردت مثلك كم لي / شبح في ظهوره منحوت
أنا ساع في هدم كل بناء / دون مرأى حقيقتي المبحوت
وبجهل أراك تبني نفوساً / وجسوماً بناية العنكبوت
ليت داوود روح مثلك لو يق / تل نفساً أضل من جالوت
طريقتنا شرقية قادرية
طريقتنا شرقية قادرية / فلا نختشي قهرا وذلا ولا فوتا
وفي الشرق عبد القادر القطب شيخنا / طريقته تفضي إلى العز مثبوتا
طريقة ذل وانكسار لأجل ذا / إلى الشرق مُدَّتْ سنَّةً أرجل الموتى
ملاعب الوهم أمثال الصخور النحتْ
ملاعب الوهم أمثال الصخور النحتْ / أحوالهم لو تشاهدها عليهم نحتْ
لهم علامَهْ رفقي لو تراها سحتْ / لا يشربون التُتُنْ بل يأكولن السحتْ
لا تلمني إن السماع يقيت
لا تلمني إن السماع يقيت / وهو يحيي بطيبه ويميت
وهو باب لبيت سر عظيم / بيت حق جداره التثبيت
نفحات من الغيوب تبدت / بث مسك منه لدينا حتيت
وعلى الجاهلين ريح كريه / فائح منه عندهم كبريت
والذي عندهم هزار وبوم / لم يغيره منهما التصويت
حيوان في الطبع لا إنسان / وهو حي وفي الحقيقة ميت
حبذا حبذا سماع الأغاني / والنشيد الذي إليه دعيت
تتثنى به الرجال انطراباً / كغصون لها الصبا قال هيت
سيما والدفوف منطرقات / والمزامير مالها تفويت
وفم الناي نافخ بثنايا / منه لاح المحيى بنا المميت
إنَّ لِلْثَاءِ فِي الحُروفِ ثَبَات
إنَّ لِلْثَاءِ فِي الحُروفِ ثَبَات / وَلِبَادِي ثَبَاتِهِ وَثَبَات
حرف سر سرى بلا سريان / في المعاني جمع له وشتاتُ
هو هذا هذا وهذا وهذا / تتسامى آياتُهُ البيناتُ
وهو أمر محقق في أمور / كشخوصٍ تُريكَها المرآةُ
أخذت ظاهراً وأعطت خفياً / فسكارى شهودها وصحاةُ
لكعبة الوصف ذات قبلها ذاتُ
لكعبة الوصف ذات قبلها ذاتُ / فهي الذوات ثلاث المستعزاتُ
كما الصفات ثلاث في مراتبها / غيب وغيب وغيب فهي غيباتُ
وبالوراثة يبدو ما أقول لكم / يا معشر القوم والورّاث أمواتُ
قامت قيامة أهلي في معارفهم / واللموازين بالأعمال وزنات
هي الستارة تخفي ما به ظهرت / وتظهر الأمر حيث النفي إثبات
لاح الصباح فبيت الله حضرته / والطائفون لهم بالبيت حضرات
وزمزم القرب منه القوم قد شربوا / وفيه دارت على الأكوان كاسات
لهب النار في الفتيلة كالرو
لهب النار في الفتيلة كالرو / ح لدى الجسم والغذا كالزيت
والذي يحرق الفتيلة منها / في لهيب كالنفس ذات الصيت
إن أزالوه أشرق النور حساً / فأضاءت به جهات البيت
وإذا أهملوه زاد سواداً / وعلا النور ظلمة التفويت
فاعتبر أيها المريد وصولاً / لجناب المحيي لنا والمميت
دللناك يا من أنت ذمي ديننا
دللناك يا من أنت ذمي ديننا / فلا تتحير واستمع لمقالتي
نعم قد قضى ربي بكفرك عندنا / ولم يرضه لكن قضى بالإرادة
كقاض بقصد قد قضى بجناية / عليك ولا يرضى بتلك الجناية
فإن قبيح الفعل لم يرض عاقل / به والقضا حق شريف المزية
وما فعل القاضي قبيحاً وإنما / فعلت قبيحاً أنت بين البرية
فألزمك الرحمن أن ترض بالقضا / ولا ترض بالمقتضيِّ فافهم طريقتي
فإن كان خيراً ما قضى كان راضياً / وإن كان شراً ليس يرضى بشرة
قضى بضلال فيك وهو يضل من / يشاء ويهدي من يشاء لحكمة
فكن بالقضا من ربك الحق راضياً / ولا ترض بالمقضيِّ أي بالشقاوة
وقد شاء ربي أن تشاء لما يشا / فإن شئت عصياناً عصيت بجهلة
وما أنت مجبور وربك خالق / لك الإختيار المحض من غير مرية
وحيث اختيار فيك خلقة ربنا / كباقي صفات مثل حول وقوة
فإنك مختار ولا جبر هاهنا / وكلفك المولى بأنواع كلفة
وما الشرط في المخلوق يقدر أنه / يخالف حكم الخالق المتثبت
فكن راضياً بالله رباً وبالنبي / نبياً وبالدين الحنيفي ملتي
تكن مسلماً مثلي ومثل معاشري / وتلحق بنا أهل الكمال الأئمة
وإلا فدم في الكفر والشرك والردى / تؤدي الخراج الحتم من بعد جزية
حقيراً ذليلاً إن أبيت تخطفت / حشاك حداد السمر والمشرفية
وهذا جوابي أحمد الله بعده / وأهدي إلى المختار أسنى تحية
وقد قاله عبد الغني بربه / تبارك لا بالنفس تلك الفقيرة
ورضوان ربي جل عن آل أحمد / وأصحابه جمعاً وبالخير تمت
مقالة ابن الرفاعي كان حاصلها
مقالة ابن الرفاعي كان حاصلها /
لحجرة المصطفى شوقا يخاللها /
قد جاء هائم ناداها يسائلها /
في حالة البعد روحي كنت أرسلها / تقبّل الأرض عني وهي نائبتي
لواعج الشوق في أحشائه استعرت /
والقلب يرعد والأجفان قد مطرت /
يا طالما عين قلبي وجهك انتظرت /
وهذه دولة الأشباح قد حضرت / فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
خلوة القبر أشرف الخلوات
خلوة القبر أشرف الخلوات / بلقاء الحبيب في الجلوات
خلوة القبر للتجرد عما / يشغل الروح عن إتم الصفات
خلوة القبر لذةٌ ونعيمٌ / لسعيد قد ذاق سرَّ الممات
خلوة القبر راحةٌ وسرور / ودخول في أشرف الجنات
حضرة تجمع المتيم فيها / أي جمع في أكمل الحالات
فهي لولا أتى لنا النهي عنها / بالتمني لها لكانت نجاتي
هي سعد لكل عبد سعيد / يترقى بها علا الدرجات
وهي سجن لكل عبد شقي / يتدلى بها إلى الدركات
ليس والله من يمت فهو ميت / إنما الموت موت هذي الحياة
كل من قام في الحياة بنفس / قام بالوهم والأسى والشتات
والذي قام بالإله فحي / بحياة الإله في الأوقات
ترك الجسم والكثائف عنه / طاهراً من خبائث الأدوات
خالعاً ما كسته منه طباع / لابساً للملابس الطاهرات
حركات سكناتُ
حركات سكناتُ / كلها تجدداتُ
ظهرت عن أمر ربي / فَسَرَتْ فيها الحياة
إنها خلق وأمر / وصفات وذوات
ووجود خالص قد / لونته الفانيات
مثل لمح البصر الكل / ل وهن الكائنات
أي هذا الحجر الجا / مد والأرض الموات
قم تجدد واكشف الأم / ر لتأتيك الهبات
وانظر البرق لموعاً / ماله عنك فوات
إنه أنت إذا كا / ن له منك التفات
كل شيء غير وجه ال / له فان ورفات
وهي لولاها لما كا / ن له قط ثبات
فوجود الكون قول ال / له كن هم كلمات
فهي كن لا غيرها قا / م بها القوم الثقات
يعبدون الله سراً / وجهاراً ثم ماتوا
إن عرفتم غير هذا ال / حق يا قوم فهاتوا
لقد بت من فرط الأسى طول ليلتي
لقد بت من فرط الأسى طول ليلتي /
أقلب قلبي في الهموم الشديدة /
أقول مدى صوتي لتفريج كربتي /
إلهي بتقديس النفوس الزكية / وتجريدها عن عالم البشرية
لعفوك أرجو عن ذنوب تضرنا /
ومن أنت يا مولى الموالي ومن أنا /
حقير ذليل كم أنادي لمن دنا /
أزل عن فؤادي ما ألاقي من العنا / فإني قليل الصبر عند البلية
رأيت الظِّبى في الحمى راتعاتْ
رأيت الظِّبى في الحمى راتعاتْ / فشاهدت أسماءها والصفاتْ
ولما تجلت عدمنا الذوات / وقلنا هي الغيب والغيب فات
ألا فالتفت يا مدير الكؤوس / ولا تنسني قد أطلت الجلوس
أقمني لأشهد وجه العروس / وهات اسقني فضلة الكأس هات
حبيبي سطا بالعيون الحسان / علينا فناديت منها الأمان
وأهديت مني له كل آن / سلاماً سلاماً وأوفى صلات
كذا آله والصحاب الكرام / ذوو المجد مَن فضلهم لا يرام
بهم نال عبد الغني المقام / ونال الرسوخ بهم والثبات
تأمل فما فات شيء أتى
تأمل فما فات شيء أتى / ولا يعرف الأمر إلا الفتى
شربت الوجود ولم أرتوي / من الحب يا ليت شعري متى
متى أرتوي منه وهو الذي / نفاني ولكنه أثبتا
فأثبتني فيه من غير أن / أرى لي وجوداً سواه أتى
فويلاه ويلاه مني ومن / تدليه لما دنا ملفتا
ألا يا لقومي قفوا هاهنا / فإن له صارماً مصلتا
خذوا من تعاريف آياته / به لا بكم واقصدوا المثبتا
محب حبيب لذات له / إذا ما تجلى لنا أبهتا
بعيني عمىً عن سوى وجهه / وأذناي عن غيره صمتا
هو الحق يبدو ويخفى ومن / أراد اجتماعا به شتتا
وما الجمع إلا به والذي / تعدى فعن أمره قد عتا
هي هذه الحركات والسكناتُ
هي هذه الحركات والسكناتُ / يأتي بها الفلك الذي هو ذاتُ
كرة تدور على تحقق علمها / بالله كشفاً والعقول صفات
هي وحدة في كثرة هي كثرةٌ / في وحدة تتلى بها الآيات
وحقيقة فيها الحقائق كلها / أضدادها جمعٌ بها وشتات
قلم إلهي ولوح لم يزل / بالخلق فيه المحو والإثبات
تفنى بأجمعها وترجع عمرها / مائة مكملة هي السنوات
كالطفل تنشأ بالخلائق جملة / وتعود نسخاً فيه تغليظات
وشبابها مثل الشباب فرونق / غض وأيام بها شهوات
لا تنكروا تقديمها الصبيان وال / تأخير للأشياخ وهي فتاة
حتى إذا كهلت رأيت كهولها / تحيى وصبيان الحمى أموات
وإذا بنا شاخت فإن شيوخنا / تعلو وتظهر والكهول رفات
أبدا كذلك كلما كانت لها / مائة السنين فإنها النشآت
هي نشأة من بعد أخرى مثلها / حتى تتم أولئك الحركات
ويعود أمر الغيب للبدء الذي / عنه بدا وتسرمد الحالات
لتحققوا بمقالنا وتبينوا / تجدوا الشموس وتكشف الظلمات
قمر الغيب بدا في الظلمات
قمر الغيب بدا في الظلمات / فحضرنا منه كل الحضرات
وانقضى الموت به والسكرات / وفنينا في بقاء اللمحات
يا شخوصاً كسراب ظهرت / لغرور العقل حتى بهرت
طلعة الحق علينا اشتهرت / وعجيب كيف تبقى الغفلات
أيها الظاهر بي خلف حجاب / كل من يدعوك بالأسما يجاب
أمرك الحق هو الأمر العجاب / وهو كالبرق ونحن اللمعات
هذه روحي وهذا جسدي / ليس شيء منهما طوع يدي
وهما عندك يا ذا المدد / من قبيل الظل تحت الشجرات
وعلى طه صلاتي والسلام / وجميع الآل والصحب الكرام
ما رأى عبد الغني نور المقام / فتلاشى في رفيع الدرجات
إن آل النبي في كل عصر
إن آل النبي في كل عصر / من زمان مضى وما هو آت
شمس فضل بها القلوب أضاءت / فرأينا الأعمال بالنيات

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025