المجموع : 970
نورطه المصطفى منه جيمع الكائنات
نورطه المصطفى منه جيمع الكائنات / وبه كان الترقي في رفيع الدرجات
كفه غيث مغيث لقلوب المتقين / ومزيل عطش الأمة يوم الحسرات
كل روح هي من نورسناه ظهرت / كل جسم هو منه ظاهر بالحركات
وهو سر ليس يخلو منه شيء في الورى / لكن الستر عليه من شخوص النسمات
شاهد ذلك منا وهو مشهود لنا / يتجلى للبرايا في جميع اللمحات
وصلاتي وسلامي للذي أنواره / أشرقت في الكون حتى زال سر الظلمات
وعلى آل وصحب بهما عبد الغني / بدل الله له سوء الخطا بالحسنات
نفس بعلوة لا تزال أبية
نفس بعلوة لا تزال أبية /
زادت على كل النفوس مزية /
وحقيقة تهوى الظهور خفية /
يا درة بيضاء لا هوتية / قد ركبت صدفاً من الناسوت
داء الجميع وقد بدات بدوائهم /
عن غيرها أن جانبوا بهوائهم /
فهي التي فيها كمال صفائهم /
جهل البرية قدرها لشقائهم / وتنافسوا بالدر والياقوت
كلامنا غير ما تعطى العباراتُ
كلامنا غير ما تعطى العباراتُ / من المعاني لنا فيه اعتباراتُ
بنفسه قائم وهو المجرد عن / لفظ ومعنى معاً وهو الإشارات
هما الكثيفان والسر اللطيف له / علاقة بهما فيها التفاتات
كالروح يظهر من نفس ومن جسد / وليس يكشفه إلا العنايات
فلا تظن بأني إن وصفت حلى / شيء مرادي به تلك الإحالات
أو إن ذكرت نسيماً هب من جهة / أو نفحة هي قصدي والمرادات
كذاك البرق والأطلال أذكرها / في النظم ليست مرادي والحمامات
لا والذي جل عمّا للعقول بدا / وللحواس به الأحياء أموات
كلام أهل طريق الله سر هدى / لا دخل فيه لهم تبديه أبيات
عن المواد له التجريد مخطئة / منك التآويل فيه والقياسات
لم يدره ذو انتقاد في تعنته / لنفسه زعم علم واجتهادات
فيعرب اللفظ للمعنى فيفهمه / ولا يبين له إلا الضلالات
ومقصد القوم نور في القلوب سرى / من القلوب وما فيه التباسات
رموز أسرار قوم تستعدّ له / أرواح قوم لهم في الله راحات
روائح القوم شمتها بصائرهم / لهم إلى الحق همات ورغبات
لهم نظمنا المعاني يلمحون بها / غيب الغيوب وتخفيها العبارات
بوجودي فغذني يا قوتي
بوجودي فغذني يا قوتي / وبناري لم يحترق ياقوتي
كلنا واحد إذا نحن كنا / خارج الملك فيه والملكوت
وكثير وبعضنا غير بعض / في ثياب اللاهوت والناسوت
وأنا أنت إن تجردت عني / نحو غيب الغيوب في اللاهوت
وتنزلت في النعوت وفارق / ت وجودي إلى فضاء الثبوت
ثم جولت في ثبوتك ذوقي / وتنزلت فيك للتابوت
ولهذا أكون أنت ولا تش / عر بي أنت يا حبيس البيوت
إنني مطلق وإنك قيد / لي ببحري كيونس والحوت
وإذا ما أردت مثلك كم لي / شبح في ظهوره منحوت
أنا ساع في هدم كل بناء / دون مرأى حقيقتي المبحوت
وبجهل أراك تبني نفوساً / وجسوماً بناية العنكبوت
ليت داوود روح مثلك لو يق / تل نفساً أضل من جالوت
طريقتنا شرقية قادرية
طريقتنا شرقية قادرية / فلا نختشي قهرا وذلا ولا فوتا
وفي الشرق عبد القادر القطب شيخنا / طريقته تفضي إلى العز مثبوتا
طريقة ذل وانكسار لأجل ذا / إلى الشرق مُدَّتْ سنَّةً أرجل الموتى
ملاعب الوهم أمثال الصخور النحتْ
ملاعب الوهم أمثال الصخور النحتْ / أحوالهم لو تشاهدها عليهم نحتْ
لهم علامَهْ رفقي لو تراها سحتْ / لا يشربون التُتُنْ بل يأكولن السحتْ
لا تلمني إن السماع يقيت
لا تلمني إن السماع يقيت / وهو يحيي بطيبه ويميت
وهو باب لبيت سر عظيم / بيت حق جداره التثبيت
نفحات من الغيوب تبدت / بث مسك منه لدينا حتيت
وعلى الجاهلين ريح كريه / فائح منه عندهم كبريت
والذي عندهم هزار وبوم / لم يغيره منهما التصويت
حيوان في الطبع لا إنسان / وهو حي وفي الحقيقة ميت
حبذا حبذا سماع الأغاني / والنشيد الذي إليه دعيت
تتثنى به الرجال انطراباً / كغصون لها الصبا قال هيت
سيما والدفوف منطرقات / والمزامير مالها تفويت
وفم الناي نافخ بثنايا / منه لاح المحيى بنا المميت
إنَّ لِلْثَاءِ فِي الحُروفِ ثَبَات
إنَّ لِلْثَاءِ فِي الحُروفِ ثَبَات / وَلِبَادِي ثَبَاتِهِ وَثَبَات
حرف سر سرى بلا سريان / في المعاني جمع له وشتاتُ
هو هذا هذا وهذا وهذا / تتسامى آياتُهُ البيناتُ
وهو أمر محقق في أمور / كشخوصٍ تُريكَها المرآةُ
أخذت ظاهراً وأعطت خفياً / فسكارى شهودها وصحاةُ
لكعبة الوصف ذات قبلها ذاتُ
لكعبة الوصف ذات قبلها ذاتُ / فهي الذوات ثلاث المستعزاتُ
كما الصفات ثلاث في مراتبها / غيب وغيب وغيب فهي غيباتُ
وبالوراثة يبدو ما أقول لكم / يا معشر القوم والورّاث أمواتُ
قامت قيامة أهلي في معارفهم / واللموازين بالأعمال وزنات
هي الستارة تخفي ما به ظهرت / وتظهر الأمر حيث النفي إثبات
لاح الصباح فبيت الله حضرته / والطائفون لهم بالبيت حضرات
وزمزم القرب منه القوم قد شربوا / وفيه دارت على الأكوان كاسات
لهب النار في الفتيلة كالرو
لهب النار في الفتيلة كالرو / ح لدى الجسم والغذا كالزيت
والذي يحرق الفتيلة منها / في لهيب كالنفس ذات الصيت
إن أزالوه أشرق النور حساً / فأضاءت به جهات البيت
وإذا أهملوه زاد سواداً / وعلا النور ظلمة التفويت
فاعتبر أيها المريد وصولاً / لجناب المحيي لنا والمميت
دللناك يا من أنت ذمي ديننا
دللناك يا من أنت ذمي ديننا / فلا تتحير واستمع لمقالتي
نعم قد قضى ربي بكفرك عندنا / ولم يرضه لكن قضى بالإرادة
كقاض بقصد قد قضى بجناية / عليك ولا يرضى بتلك الجناية
فإن قبيح الفعل لم يرض عاقل / به والقضا حق شريف المزية
وما فعل القاضي قبيحاً وإنما / فعلت قبيحاً أنت بين البرية
فألزمك الرحمن أن ترض بالقضا / ولا ترض بالمقتضيِّ فافهم طريقتي
فإن كان خيراً ما قضى كان راضياً / وإن كان شراً ليس يرضى بشرة
قضى بضلال فيك وهو يضل من / يشاء ويهدي من يشاء لحكمة
فكن بالقضا من ربك الحق راضياً / ولا ترض بالمقضيِّ أي بالشقاوة
وقد شاء ربي أن تشاء لما يشا / فإن شئت عصياناً عصيت بجهلة
وما أنت مجبور وربك خالق / لك الإختيار المحض من غير مرية
وحيث اختيار فيك خلقة ربنا / كباقي صفات مثل حول وقوة
فإنك مختار ولا جبر هاهنا / وكلفك المولى بأنواع كلفة
وما الشرط في المخلوق يقدر أنه / يخالف حكم الخالق المتثبت
فكن راضياً بالله رباً وبالنبي / نبياً وبالدين الحنيفي ملتي
تكن مسلماً مثلي ومثل معاشري / وتلحق بنا أهل الكمال الأئمة
وإلا فدم في الكفر والشرك والردى / تؤدي الخراج الحتم من بعد جزية
حقيراً ذليلاً إن أبيت تخطفت / حشاك حداد السمر والمشرفية
وهذا جوابي أحمد الله بعده / وأهدي إلى المختار أسنى تحية
وقد قاله عبد الغني بربه / تبارك لا بالنفس تلك الفقيرة
ورضوان ربي جل عن آل أحمد / وأصحابه جمعاً وبالخير تمت
مقالة ابن الرفاعي كان حاصلها
مقالة ابن الرفاعي كان حاصلها /
لحجرة المصطفى شوقا يخاللها /
قد جاء هائم ناداها يسائلها /
في حالة البعد روحي كنت أرسلها / تقبّل الأرض عني وهي نائبتي
لواعج الشوق في أحشائه استعرت /
والقلب يرعد والأجفان قد مطرت /
يا طالما عين قلبي وجهك انتظرت /
وهذه دولة الأشباح قد حضرت / فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
خلوة القبر أشرف الخلوات
خلوة القبر أشرف الخلوات / بلقاء الحبيب في الجلوات
خلوة القبر للتجرد عما / يشغل الروح عن إتم الصفات
خلوة القبر لذةٌ ونعيمٌ / لسعيد قد ذاق سرَّ الممات
خلوة القبر راحةٌ وسرور / ودخول في أشرف الجنات
حضرة تجمع المتيم فيها / أي جمع في أكمل الحالات
فهي لولا أتى لنا النهي عنها / بالتمني لها لكانت نجاتي
هي سعد لكل عبد سعيد / يترقى بها علا الدرجات
وهي سجن لكل عبد شقي / يتدلى بها إلى الدركات
ليس والله من يمت فهو ميت / إنما الموت موت هذي الحياة
كل من قام في الحياة بنفس / قام بالوهم والأسى والشتات
والذي قام بالإله فحي / بحياة الإله في الأوقات
ترك الجسم والكثائف عنه / طاهراً من خبائث الأدوات
خالعاً ما كسته منه طباع / لابساً للملابس الطاهرات
حركات سكناتُ
حركات سكناتُ / كلها تجدداتُ
ظهرت عن أمر ربي / فَسَرَتْ فيها الحياة
إنها خلق وأمر / وصفات وذوات
ووجود خالص قد / لونته الفانيات
مثل لمح البصر الكل / ل وهن الكائنات
أي هذا الحجر الجا / مد والأرض الموات
قم تجدد واكشف الأم / ر لتأتيك الهبات
وانظر البرق لموعاً / ماله عنك فوات
إنه أنت إذا كا / ن له منك التفات
كل شيء غير وجه ال / له فان ورفات
وهي لولاها لما كا / ن له قط ثبات
فوجود الكون قول ال / له كن هم كلمات
فهي كن لا غيرها قا / م بها القوم الثقات
يعبدون الله سراً / وجهاراً ثم ماتوا
إن عرفتم غير هذا ال / حق يا قوم فهاتوا
لقد بت من فرط الأسى طول ليلتي
لقد بت من فرط الأسى طول ليلتي /
أقلب قلبي في الهموم الشديدة /
أقول مدى صوتي لتفريج كربتي /
إلهي بتقديس النفوس الزكية / وتجريدها عن عالم البشرية
لعفوك أرجو عن ذنوب تضرنا /
ومن أنت يا مولى الموالي ومن أنا /
حقير ذليل كم أنادي لمن دنا /
أزل عن فؤادي ما ألاقي من العنا / فإني قليل الصبر عند البلية
رأيت الظِّبى في الحمى راتعاتْ
رأيت الظِّبى في الحمى راتعاتْ / فشاهدت أسماءها والصفاتْ
ولما تجلت عدمنا الذوات / وقلنا هي الغيب والغيب فات
ألا فالتفت يا مدير الكؤوس / ولا تنسني قد أطلت الجلوس
أقمني لأشهد وجه العروس / وهات اسقني فضلة الكأس هات
حبيبي سطا بالعيون الحسان / علينا فناديت منها الأمان
وأهديت مني له كل آن / سلاماً سلاماً وأوفى صلات
كذا آله والصحاب الكرام / ذوو المجد مَن فضلهم لا يرام
بهم نال عبد الغني المقام / ونال الرسوخ بهم والثبات
تأمل فما فات شيء أتى
تأمل فما فات شيء أتى / ولا يعرف الأمر إلا الفتى
شربت الوجود ولم أرتوي / من الحب يا ليت شعري متى
متى أرتوي منه وهو الذي / نفاني ولكنه أثبتا
فأثبتني فيه من غير أن / أرى لي وجوداً سواه أتى
فويلاه ويلاه مني ومن / تدليه لما دنا ملفتا
ألا يا لقومي قفوا هاهنا / فإن له صارماً مصلتا
خذوا من تعاريف آياته / به لا بكم واقصدوا المثبتا
محب حبيب لذات له / إذا ما تجلى لنا أبهتا
بعيني عمىً عن سوى وجهه / وأذناي عن غيره صمتا
هو الحق يبدو ويخفى ومن / أراد اجتماعا به شتتا
وما الجمع إلا به والذي / تعدى فعن أمره قد عتا
هي هذه الحركات والسكناتُ
هي هذه الحركات والسكناتُ / يأتي بها الفلك الذي هو ذاتُ
كرة تدور على تحقق علمها / بالله كشفاً والعقول صفات
هي وحدة في كثرة هي كثرةٌ / في وحدة تتلى بها الآيات
وحقيقة فيها الحقائق كلها / أضدادها جمعٌ بها وشتات
قلم إلهي ولوح لم يزل / بالخلق فيه المحو والإثبات
تفنى بأجمعها وترجع عمرها / مائة مكملة هي السنوات
كالطفل تنشأ بالخلائق جملة / وتعود نسخاً فيه تغليظات
وشبابها مثل الشباب فرونق / غض وأيام بها شهوات
لا تنكروا تقديمها الصبيان وال / تأخير للأشياخ وهي فتاة
حتى إذا كهلت رأيت كهولها / تحيى وصبيان الحمى أموات
وإذا بنا شاخت فإن شيوخنا / تعلو وتظهر والكهول رفات
أبدا كذلك كلما كانت لها / مائة السنين فإنها النشآت
هي نشأة من بعد أخرى مثلها / حتى تتم أولئك الحركات
ويعود أمر الغيب للبدء الذي / عنه بدا وتسرمد الحالات
لتحققوا بمقالنا وتبينوا / تجدوا الشموس وتكشف الظلمات
قمر الغيب بدا في الظلمات
قمر الغيب بدا في الظلمات / فحضرنا منه كل الحضرات
وانقضى الموت به والسكرات / وفنينا في بقاء اللمحات
يا شخوصاً كسراب ظهرت / لغرور العقل حتى بهرت
طلعة الحق علينا اشتهرت / وعجيب كيف تبقى الغفلات
أيها الظاهر بي خلف حجاب / كل من يدعوك بالأسما يجاب
أمرك الحق هو الأمر العجاب / وهو كالبرق ونحن اللمعات
هذه روحي وهذا جسدي / ليس شيء منهما طوع يدي
وهما عندك يا ذا المدد / من قبيل الظل تحت الشجرات
وعلى طه صلاتي والسلام / وجميع الآل والصحب الكرام
ما رأى عبد الغني نور المقام / فتلاشى في رفيع الدرجات
إن آل النبي في كل عصر
إن آل النبي في كل عصر / من زمان مضى وما هو آت
شمس فضل بها القلوب أضاءت / فرأينا الأعمال بالنيات