المجموع : 148
ينتابني في كل وقت صيف
ينتابني في كل وقت صيف / ضيف على الرجل شديد الحيف
يركض في بتر ليالي الصيف / مقدار ألفي فرسخ ونيف
يبهرج النقد كثير الزيف / أبو المحال واسمه طويف
لما نزلنا بالمنى فالخيف / وذلك بوادي فيف
هب إلينا كهبوب الهيف / ولم يسر قدر غرار السيف
يا نائم الفطنة قل لي كيف /
دارك بالبعد وسيري ضعيفْ
دارك بالبعد وسيري ضعيفْ / يا معجزي بعد سقوط النصيفْ
إن لم يكن لا بد من دعوتي / فابعث إلى الضيفِ بمثل المضيف
مهلاً أبا بكْرٍ فزندك أضيقُ
مهلاً أبا بكْرٍ فزندك أضيقُ / وأخْرَسْ فإن أخاك حيٌّ يُرزقُ
يا أَحمقاً وكفاك تِلك فضيحة / جربت نارَ معرتي هل تحرق
يا شيخ أي رفاق السير مسبوق
يا شيخ أي رفاق السير مسبوق / أأنت أم أنا أم عزمي أم النوق
آثرتُكن ولولا المجد آثرني / كاس وكن وندمان ومعشوق
وفارسي كوجه الفيل مضطرب / ينحى عليه رشيق القد ممشوق
وفتية كنجوم الليل مسعدة
وفتية كنجوم الليل مسعدة / كل إذا لاح سامي الطرف مرموق
في فاغم النور مَوشيّ جوانبه / كأنه من خصال الشيخ مسروق
واهاً لشُوس القوافي كيف أبذلها / وكل واحدة منهن عيوق
لا لا أزفك إلا كفؤ مكرمة / ولا أبيعك حتى ينفق السوق
شمي يمين وزير المشرقين غدا / فإنه بنسيم النجم مخفوق
شمي يداً للمعالي فوق كل يد / وتحت كل فم أنيابه روق
قالت أما دون بلخ للمنى غرض / أدنى ودون وزير الشرق مخلوق
بلى بلاد وأقوام وأهل غنى / بي عنهمُ وبهم عن همتي ضيق
كم رائع الجسم إلا أنه طلل / وهائل الصوت إلا أنه بوق
إني امرؤ في مقام الفخر يحرمني / عطاء غيرك إني منك مرزوق
بما جمعت تفاريق الكمال غداً / بين الملوك وبيني منك فاروق
فإن مددت يدي يوماً فلا رجعت / حتى يعود على ستسه النوق
مجد أروض على مكروهه خلقي / إن الرياضة للأخلاق راووق
أقر السلام وزير الشرق في سحر / نسيمه بذكي المسك مفتوق
وأنت يا نومة الفجر ابتغي نفقاً / إن القرار ولما ألقه موق
وانعم صباحاً وزير المشرقين ولا / يفُتْك في أمل عزم وتوفيق
فضل المزية أن المكرمات به / مجموعة وهي في الدنيا تفاريق
ومطفل من بنات الزنج يخدُمها / من آلة طبعتها الهند إبريق
تمجّ حيّاتا ريق الحياة وإن / ينشط فلا قوت إلا ذلك الريق
طاعت ليمناك واسطاعت رياضتها / فشأنها الدهر ترقيع وتمزيق
إذا دجا ليل خطب أطلعت شمعاً / يجلو الدجى بدمى فيها تزاويق
شمع يداك له شمع حِجاك له / دمع سجيته جمع وتفريق
كأن يمناك بحر وهي زورقه / أليس من آلة البحر الزواريق
ووابل صعدته الريح لحت له / والبحر فرغ له والدلو انبيق
فارتد منك على أعقابه خجلاً / ولم تفض دمعَه تلك الحماليق
وأينق كقسي النبع ليس لها / إلا الحقائب حملاً والصناديق
أخذن منك مواثيقاً مغلظة / إن الكرام سجاياهم مواثيق
وعزمةٍ لا ينال النجم مصعدها / لا يستقل بها هضب ولا نيق
نامت عيون الورى عنها فطرت لها / كفِلقة الصخر مجَّتها المجانيق
وحاسد كذبته النفس قلت له / هذي الحقيقة لا تلك المخاريق
وعجوز كأنها قوس لام
وعجوز كأنها قوس لام / فلقوها من نبعة شر فلقِ
كاتبتني شوقاً إلي وقالت / أخذ اللّه يا بُنيّ بحقي
قلت لا أستطيع ترك بلاد / قد وفى اللّه في ثراها برزقي
لك الخير من طيف على النأي طارقِ
لك الخير من طيف على النأي طارقِ / ثَوَى ريْثَما ولّى ولا لمع بارِق
سبى ما جنى من وصله بصدوده / رجاء ووصلاً من تلافي مفارق
ألمّ بنا والليل في درع ثاكل / لِواحدِها والنجم في لون عاشق
فثرنا إلى الأكوار والعيس نوَم / تؤُمَ بنا أقصى بلاد المشارق
نهاجر دار العامرية والحمى / إلى أرض غزلان الظُّبى والمناطق
أبادية الأعراب أهلَكِ إنني / ببادية الأتراك نيطت علائقي
وأرضَك يا نجل العيون فإنني / فتنت بذاك الفاتر المتضايق
خليلَي واهاً لليالي وصرفها / لقسد ثقَّفَتْ إلا كعوب خلائقي
ألم ترني بعد النُّهى وبلوغها / رجعت لأوطار الشباب الغرانق
إذا سجع القُمريّ راسلت لحنه / بإيقاع دمع للغناء موافق
حياء لأحلامي لِصِيتي لهمتي / لعزمي لتحريدي لهدي المفارق
ألم يك في خمس وعشرين حجة / تسنَّمتها هاد لمُثلى الطرائق
وليل كذكراه كمعناه كاسمه / كدِين ابن عبَّاد كادبار فائق
شققنا بأيدي العيس برد فلاته / وبتنا على وعد من الصبح صادق
تزجّ بن الأسفار في كل شاهق / أنا كُرة في ظهره غير لائق
كأن مطايانا شفار كأنما / تمد إليهن الفلا كف سارق
كأن الفلا في خندق من ظلامه / دجى والدجى من أُفقه في سرادق
كأن نجوم الليل نظارة لنا / تعجب من آمالنا والعوائق
كأن نسيم الصبح فرصة آيس / كأن سراب القيظ خجلة وامق
كأن هدير الرعد ضجة ناشز / شكت من وميض البرق ضربة فالق
كأن سماء الدّجن لولا انقشاعها / يَدَا خلَفٍ عند الندا والصواعق
لعمري لئن منّ الوزير فإنما / يمن على عبد بنعماه ناطق
إذا اقتضت منه خراسان لفظة / أماطت نساء العرب در المخانق
يلح على شوس القوافي وصيدها / فيلبسها ماء المعاني الدقائق
أبعد وزير المشرقين أزفها / على مِلك رُدّت إذنْ في حمالقي
لئن صوَّت الرعد في أفقِهِ
لئن صوَّت الرعد في أفقِهِ / وأبدَى السحاب سنا بَرْقِهِ
تطاير لبُّك فاستقْرِه / وأفنيتَ دمعك فاستَبْقِه
وخِشف تحير فيه الجما / ل من قدميه إلى فَرقه
إذا ما التوى الصدغ في خدّه / تلوّى المحب على شِقه
ولما شكوت الهوى قال لي / سحبتَ الرّداءَ ولم تلقه
تعرَّض والعود في حجره / يريني المهارة في حذقه
فطوراً يميل على بطنه / وطوراً يشد على حلقه
ولما استقر على نقره / وأجرى الغناء على وفقه
شققت الصّدار ولو كان لي / فؤاد لملت إلى شقه
أتاني البشير برأي الأمير / وبَذْل الإجابة من حقه
وقَلَّ لحضرته أن أجو / ب غرب الطلاع إلى شرقه
حنانيك لَبَّيْك حَبْواً إليك / لك الأمر جيديَ في ربقه
أنا العبد قرطك في أُذنه / مطيعاً وطَوْقك في عنقه
لنعم المعالي لقد حازها / أبو قاسم فهي في رقه
كذا المجد طال ذرى فرعه / علينا وطاب ثرى عرقه
فأجرى الملوك لغاياتهم / فكان المبرز في سبقه
جُعلت فداءك بشرتني / ولكن غسلت ولم تنقه
فهلا مع الإذن لي في الرحي / ل أعنت ركابي على طرقه
ليبتسم الركب عن مقدمي / كما انفجر البحر عن فلقه
عقدت بهامته فارعَها / وأنبتها شجراً فاسقه
حديقة الجو غضي هذه الحدقا
حديقة الجو غضي هذه الحدقا / يا ويح طرفك ما أغرى به الأرقا
غوري لطيبة الأردان تمطلني / مطل الغني حياء منك أو فرقا
يا قرة العين ما هذا الشماس فقد / حسنت خلقاً فهلا مثله خلقا
تصرّم الليل إلا معتلى نفس / هلا قضيناه تقبيلاً ومعتنقا
والليل منسدل الأعراف منتظم الأ / طراف محتمل الأعطاف ما وسقا
بحر ولكنه طاف جواهره / طام علينا ولكن نأمن الغرقا
كأنما البدر معشوق وقد نثرت / يد الثريا عليه العين والورقا
نفسي فداؤك من ليل على قمر / على قضيب مُنثالِ حقف نقما
فرب آهة وجد لو لفحت بها / إلى الحديد غداة البين لانفلقا
وزفرة يوم ساروا لو دلفت بها / إلى المودّع قيد الرمح لاحترقا
أتبعتها زفرات بعد ما ظعنوا / فهن يغمرن في أجفاني الطرقا
أللحبيبة أمشي وهي ظاعنة / أم للشبيبة أنْضو بُردها خلَقا
جاء الشباب بليل لم يكن ظلماً / وأطلع الشيب صبحاً لم يكن فلقا
هو الزمان أتى إلا على رمقي / وقد تطاول يبغي ذلك الرمقا
وهمة في المعالي قد سحبت لها / على المكاره من أذيالها سرقا
أمطت عنها لثام الشك معترفاً / ونطتها بسواد الليل منفلقا
فمل أقل لهموم النفس قد كذبت / ولم أقل للسان الفجر قد صدقا
ولم يرُعني طرف البيد مطّرفاً / ولا ثناني طرف الليل منطبقا
وما شربت بكاس العز مصطبحاً / حتى تجشمت ورد الليل مغتبقا
ولم أبت بيد الحسناء معتصما / حتى ظللت بعرف الليل معتنقا
ولا أبيت الحشايا ما حييت فقد / هجعت في صهوات الخيل مرتفقا
فليهنني المجد مرفوعاً دعائمه / فقد تصبب فيه سالفي عرقا
ولتهنني الحضرة الشماء أخدُمها / فقد سريت إليها الوخد والعنقا
ولتهن شمس المعالي أنك ابنُ أب / ورثته خَرَزاتِ الملك والخِرقا
يا ملء عِطف الليالي أنت من مِلك / وملء عين المعالي منظراً أنقا
صغ المجرة طوقاً والسها شنفاً / لما ركضت فقد أعيا وقد سبقا
واجعل له فلك الجوزاء مرتبَطاً / وأجره فوق قرن المشتري طلقا
واحلل عن الملك شداً أنت عاقده / على مطامح نفس تملأ الأفقا
بهمة تطأ الجوزاء مفتَرَعا / وعزمة تسَعَ الدَّهْناء مخترقا
ثم ابنِ فوق الطباق الخضر من شرف / يفرخ الدهر في أظلالها طبقا
يا من روى لِيَ من أخباره سِيَراً / وناط بالشمس من آثاره أفقا
لو أنها شجر لادّاركت زهراً / وأسّاقطت ثمراً واثّاقلت ورقا
فانهض إلى الملك طلاّباً إليه يداً / واتلع إلى المجد طلاعاً له عنقا
يا عائف الورد لم تعذب موارده / فإن وردت فلا طرقاً ولا رنقا
وتارك الأمر غير الحلم رائده / فإن ترده فلا طَيْشاً ولا نَزَقا
للّه أنت وأمر أنت بالغه / وبالْحَرَى في المنى باللّه أن تثقا
للّه مكنون سر أنت بالغه / يوماً أغر يناجي صبحه فلقا
ليدنِيَ اللّه أمراً ظل مبتعداً / ويفتح اللّه باباً بات منغلقا
كأنني بين أيام وقد كشفت / غطاءه ولسان الدهر قد نطقا
أنا في اعتقادي للتسن
أنا في اعتقادي للتسن / ن رافضيّ في ولائك
وإن اشتغلت بهؤلا / ء فلست أغفل عن أولئك
يا دار منتجع الرسا / لة بيت مختلف الملائك
يا ابن الفواطم والعوا / تك والترائك والأرائك
أنا حائك إن لم أكن / عبداً لعبدك وابن حائك
يا قلب ما أغفلك
يا قلب ما أغفلك / عن حركات الفلك
ويحك هذا الردى / إليك يسعى ولك
أنت على سفرة / يشيب منها الحلك
من انتحى نهجه / بغير واد هلك
أنت في دنياك هذي
أنت في دنياك هذي / بين أمواج المهالك
ويك يا غافل لم لا / يخطر الموت ببالك
تلبس لباس الرضا
تلبس لباس الرضا / وخل الأمور لمن يملكُ
تقدّرُ وجاري القضا / ء مما تقدر يضحك
قرة عيني بذكا
قرة عيني بذكا / محبتي أي فلكا
تريد أن تقتلني / نه درست كردي درلكا
وانهَ حمى ليلك أن / ينصب دوني شركا
أما كفى صدغك لي / إلى الردى معتركا
وأنني لا أرقد ال / ليل وأرعى الفلكا
كأنما ألتحف ال / جمر وأعلو الحسكا
أذابني فرط الضنا / وهدّني طول البكا
أبحت روحي ودمي / بنى هداد روحكا
ورنه دهى بوسه زلب / بهل بَبُوسَمْ لَبَكا
فغاظه قولي له / فقال بس وي نه وكا
تريد تقبيل فمي / إليك لا أم لكا
لو لم ينم لم يحتلم / أحلست كلي فاركا
يا طرة قد سلبت / من الغراب الحلكا
ومقلة من نفثت / فيه بسحر هلكا
هواك إذ أجحف بي / بأي علق فتكا
تفعل ألحاظك بي / ما تفعل الخمر بكا
وكرتو دا دم نه دِهي / يا من إليه المشتكى
يَكَرْزم جامَه دَرَمْ / سسي قاضي وحكا
وقال إذ هدّدته / سبحان من ارفعكا
قاض إذا ما جنّهُ اللّي / ل يصيد السمكا
ينصِب في أسفله / لكل حوت شبكا
أُفٍّ لقاض يبتغي / من المعاصي دركا
لو كانت النيرات أخمصكا
لو كانت النيرات أخمصكا / وكنت ممن يسامر الفلكا
ما كنت إلا مؤاجراً حلقاً / إذا رأى وجه دانق بركا
الشعر أَصْعَبُ مذهباً ومصاعِداً
الشعر أَصْعَبُ مذهباً ومصاعِداً / من أن يكون مطيعُهُ في فكِّه
والنظمُ بحرٌ والخواطرُ معبرٌ / فانظر إلى بحرِ القريض وفلكهِ
فمتى تَراني في القريضِ مقصراً / عرضت أذن الامتحان لِعَرْكه
سماء الدجى ما هذه الحدق النجل
سماء الدجى ما هذه الحدق النجل / أصدر الدجى حالٍ وجيد الضحى عُطل
لك اللّه من عزم أجوب جيوبه / كأني في أجفان عين الردى كحل
كأن الدجى نقع وفي الجو حرمة / كواكبها جند طوائرها رسل
كأن مطايانا سماء كأننا / نجوم على أقتابها برجها الرحل
كأن القُرى سكْرى ولا سكر بالقرى / كأن الربا ثكلى وما بالربا ثكل
كأن السرى ساقٍ كأن الكرى طلا / كأنا لها شرب كان المنى نقل
كأن الفلا نادٍ به الجن فتية / عليه الثرى فرش حشيته الرمل
كأن الربا كُوم كأن هزالها / لكثرة ما يغتالها الخف والنعل
كأن الذي تنفى الحوافر في الثرى / خطوطٌ مساميرُ النعال لها شكل
كأنا جياع والمطيّ لنا فم / كأن الفلا زاد كأن السرى أكل
كأن بصدر العيس حقداً على الثرى / فمن يدها خبط ومن رجلها نكل
كأن ينابيع الثرى ثدي مرضع / وفي حجرها مني ومن ناقتي طفل
كأنا على أُرجوحة من مسيرنا / لغورٍ بها نهوي ونجدٍ بها نعلو
كأنا على سير السواني مسافة / لمجهلة تمضي ومجهلة تتلو
كأن الدجى جفن كأن نجومه / على ظهره حليٌ كأنا له نصل
كأن بني غبراء حين لقيتهم / ذئاب كأني بين أنيابهم سخل
كأن أبانا أودع الملك الذي / قصدناه كنزاً لم يسَع ردَّه مطل
كأن يدي في الطرس غواص لجة / بها كلمي درّ به قيمتي تغلو
كأن فمي قوس لساني له يد / مديحي له نزع به أملي نبل
كأن دواتي مطفِل حبشية / بناني لها بعل ونفسي لها نسل
كان بنيها عكس أبناء عصرنا / فإن يُرضَعوا يبكوا وإن يفْطموا يسلو
وإن ضربت أعناقهم عاش ميتهم / فقتلهم أن لا يعمهم القتل
كأن ألهمت فضل الذي باسمه جرت / فسارت وما غير الرؤوس لها رجل
كأن الأمير اختصها فاعتلت به / معارجُ أسبابُ السماء لها سفل
وإلا فما بالُ الملوك نراهمُ / عبيد قناة لا تمر ولا تحلو
ألا عَتَبَتْ جُمْل وبيني وبينها / من البيد عذرٌ لو به علمت جمل
تعجب من شكواي دهري كأنني / شَكوت لما لم يشكه الناس من قبل
يذكرني قرب العراق وديعة / لدى اللّه لا يسليه مال ولا أهل
حنته النوى عني وأضنته غَيبتي / وعهدي به كالليث جؤجؤه عبل
إذا ورد الحجاج لاقى رفاقَهم / بفوَّارتي دمع هما السجل والنجل
يسائلهم أين ابنه كيف حاله / إلامَ انتهى لِمْ لَمْ يَعُد هل له شغل
أضاقت به حال أطالت له يد / أأخّره نقص أقَدَّمه فضل
أفيصوا عن الفرع الذي أنا أصله / وما بال فرع ليس يحضره الأصل
يقولون وافى حضرة الملك الذي / له الكنف المأمول والنائل الجزل
فَقِيدَ له طِرف وحُلّت له حبى / وخِير له قصر ودرَّ له نزْل
وفاضت عليه مطرة خلفية / بها للغوادي عن ولايتها عزل
يذكرهم باللّه ألاّ صدقتم / لديّ أجدُّ ما تقولون أم هزل
فدى لك ما أبناء دهرك من غدا / ولا قوله علم ولا فعله عدل
طوينا للقياك الملوك وإنما / بمثلك عن أمثالهم مثلنا يسلو
ولما بلوناكم تلونا مديحكم / فيا طيب ما نبلو ويا صدق ما نتلو
ويا ملكاً أدنى مناقبه العلى / وأيسر ما فيه السماحة والبذل
هو البدر إلا أنه البحر زاخراً / سوى أنه الضرغام لكنه وبل
محاسن يبديها العيان كما ترى / وإن نحن حدثنا بها دفع العقل
فقولا لِوَسّام المكارم باسمه / ليهنك إذ لم تبقِ مكرمة غفل
وجاراكَ أفراد الملوك إلى العلى / فحقاً لقد أعجزتهم ولك الخصل
سما بك من عمرو بن يعقوب محتد / كذا الأصل مفخوراً به وكذا النسل
إن لم يكن هذا الصدود فصالا
إن لم يكن هذا الصدود فصالا / فانهَيْ خيالكِ أن يزور خيالا
إني وإن حلت عقودي لوعة / لأعز نفساً لم تكن لتذالا
أقلي وريعان الشباب ذريعة / فلو اكتحلت قذى وشبت قذالا
أمطيعة العذال لست بحرة / إن لم أطع في حبك العذالا
إن تصرمي صباً فقد شجيت به / لعساءُ يشجي ساقها الخلخالا
أو تسهريه فربما سهرت له / هيفاء لا تسع العيون جمالا
ومريضة الألحاظ وادعة الْخُطى / تطأ الجفون ولا تكاد دلالا
ترنو إليّ بمقلة ترنو بها / نحو الجبال فتحدر الأوعالا
باتت ترخص لي وباتت عفتي / عذراء تجتال اللمى والخالا
إني ليقعدني الهوى ويحلني / لكن خلقنا يا خلوب رجالا
من قطع رحم الكرى ومهجهج / إثر القوافي يمنة وشمالا
يزع اللفوف فلن يفوت نداءه / ويلي العطوف فلن يطوف ضلالا
إن أرتع الألفاظ أشبع أو سقى / أروى وإن منع الورود أحالا
حتى إذا أعييتني أرسلتها / طرداً كأسراب القطا أرسالا
لك يا عماد المشرقين وإنها / كالنجم دونك أو أعز منالا
فلئن سلبنك خاتميك لقد غدت / تاجاً عليك فهل نقصنك حالا
فليبلغ العيوق فصك وليكن / مثل الشقائق وليزن مثقالا
أيُّ الفصوص وإن علت أضعافه / ليست على هذي الفصوص عيالا
هذا ابن مامة والحديث يطوله / ذو خصلة وقد افترعت خصالا
ويح الزمان من اللذين أراهما / نعيا إليّ المجد والأفضالا
هذا يقول سل الإمام سواهما / إني أراك قد التمست محالا
ويقول خيرهما مقالاً لا تطل / في الخاتمين ولا تكن هيالا
قسماً لأنتزعنه بعروقه / ثقة بفضلك يا إمام وقالا
ومهوسين مهوشين تجمعوا / نسل الفداء وتبذل الأموالا
يا قوم أَنتجعُ السحاب واسألُ ال / بحر المحيط وأَجتدي ميكالا
الذنب للشيخ الإمام لأنه / ساد الورى فليحمل الأثقالا
كرم هنالك لم ترثه كلالة / كلا وفص لم ترثه كلالا
ها إنه أصل لمجدك تابع / فإذا أقلت المكرمات أقالا
يا ذا الذي أنا مشرفيُّك في العدى / أفلا تزيد المشرفيَّ صقالا
لَعَمر المعالي إن مطلبها سهلُ
لَعَمر المعالي إن مطلبها سهلُ / سوى أنها دار وليس لها أهل
حنانيك من حر ألمَّ بمعشر / هم الشاء رِسل ما أدرّت ولا رسل
فحاول أن يستل بالشعر ما لهم / وذلك ما لم يفعل اليد والفعل
شكا الْجَدَّ والأيام إذ لم تُواته / فلم يشك إلا ما شكا الناس من قبل
عزاء ففي هذي الخطوب لنا يد / وصبراً ففي هذا القطيع لنا سخل
ألم تدر أن الجود والمجد والنهى / أمان متى تحلم بها وجب الغسل
ألا لا يغرنك الحسين وَجودُه / فترجوَ قوماً ليس في كأسهم فضل
فما كل وقت مثله أنت واجد / ولا كل أرض للحسين بها مثل
أعيذك أن تلقى الورى في لباسه / وفي شكله يا بعد ما يقع الشكل
فما كل جنس تحته النوع داخل / ولا كل ما أبصرت من شجر نخل
ولن تفعل الأقوام مثل فَعاله / ولا سائر الذبان ما تفعل النحل
وما جلّ هذا الناس إن تبلهم أبو / عليّ حسين أو أبو طيب سهل
أيا ناقةً بلّغتِنيه محرّم / عليك السرى لا بل على ظهركِ الرحل
ألا يهنىء الشيخ الموفق إنه / فتاه ولولا الفرع ما شرف الأصل
تشابهتما فضلاً ومجداً فلم يبن / أألأصل أزكى في القياس أم النسل
كذا الدهر يقضي في عداهم وفيهم / بنجم لهم يهوي ونجم لهم يعلو
يا ملك الشرق عمدة الدولِ
يا ملك الشرق عمدة الدولِ / ويا علا المكرمات لا الحيل
يا أسد الملك لا الغياض ويا / سيف السنا والسناء لا الخِلل
ويا سحاب العقيان لا بلل ال / قطر عُقاب الملوك لا الحجل
أصبح منك الزمان في وجل / ومن نداك الغمام في خجل
طلعت للناس مبتدا أمل / وللمعادين منتهى أجل
بنت لك المكرمات منزلة / أسس أركانها على زحل
فامدد إلى الشعريينِ منك يداً / مخلوقة للعطاء والقبل
إذا هَمَت راحتاك يوم ندى / فالغيم والبحر نطفتا وشل
وإن طمَى عسكراك يوم ردى / فالسيل والليل واردا فشل
يا من يرى الحرب منتحى قنص / والضرب والطعن مجتنى عسل
رسمت لي أن أجرّ في صفة ال / سيف وأسمائه مدى الطول
فانكدر النجم دون ظنك بي / وانتقل الفرض دون أمرك لي
ومن سمت في العلا همته / يخطب ما خطبت من قبلي
لا جرم اجتبت كل مخترق / فيه وادّخلت كل مدّخَل
وشِمتَ دون السيوف سيف فمي / وقلت لا ذا عمى ولا شلل
فسفت بالقلب أين أنت وبال / صدر تشمّر وبالطبع حَيَّهَلِ
له أسامٍ شتى فأشهرَها ال / سيف فقد سار سائر المثل
والسيف من لفظه السُّواف قدِ اش / تق ففيه الرداء للرجل
والصارم النافذ الشَبا الْجُرا / ز المقاطع الحد غير منتصل
والمنصل السيف واستفيد له ال / نعت من النصل أو من النصل
والمِقضب الكاسر الشَّبا وكذا ال / مِفصل معناه هاشم البطل
والمفصل السيف وهو من فَ / صَل العظم إذا قده على عجل
والمقضب الفاصل العظام كما ال / قَضّاب يفري مفاصل الجمل
والمقصل السيف لا يصان عن ال / أشجار فهو البطيء في العمل
وفي السيوف الكهام هو الذي / يفتك لكن بالقرع والبصل
وفي السيوف المِجذ والجد معن / نىً سواء في الرعب والوجل
وقد يقال المهز وهو الذي / يهتز كالغصن ساعة العمل
وهو مِقَدّ إن خاض في مفرق ال / رأس مِقطّ لها من الكفل
ثم القَساسي وهو منتسب / إلى قساسٍ مدينة العمل
والمشرفيّ انتَمى إلى حِلل / قالوا من الريف عذبة الحلل
والأبرص السيف لا سواد به / كأنه شعلة من الشعل
والأبيض السيف راع منظره / كأنه من سناك في حلل
والْمُرهَفُ السيف رق جانبه / حتى كأني أعرته غَزَلي
والمِبعج السيف واللسان له / رأس طويل كهامة الأسل
والباضع السيف من بَضَعْت يدَ ال / خصم بضعت غارب الجمل
وبعض أسمائه الْمُبَضِّعُ وه / و القاطع العظمَ عند مقتتل
وقد يسمونه المطبّق وهو / و الضارب العظم ساعةَ الوَهَل
والباتر السيف وهو من بتر ال / عمر إذا نادت الكماة هلِ
والمهر سيف بمتنه ربد / والقضب ما لم يقف على فلل
وبعض أسمائه المذكر وه / و إن رمتَ علمَه فسل
تلك سيوف شفارها ذكر / من عمل الجزيرة النمل
والباهر السيف نور منظره / يبهر نور العيون والمقل
والمخذَم السيف إن خذمت مدى ال / عمر وأفنيت مدة الْمَهل