المجموع : 157
كلوم فؤادي برؤها كلماتي
كلوم فؤادي برؤها كلماتي / ولا بد للمصدور من نفثات
وقد حان ترحالي وجئتك سائلاً / على أي حال تنقضي عزماتي
أأشكر سعيي أم أقول تمثلاً / كما قالت الخنساء للسمرات
إذا لم يكن فيكن ظل ولا جنى / فأبعدكن الله من شجرات
لفي بنانك بالرداء وسلمي
لفي بنانك بالرداء وسلمي / تكفي الكريم إشارة بالإصبع
ومن العجائب أن يكون الأبيض
ومن العجائب أن يكون الأبيض / بحماره وسط السوابق يركض
أنى له تقريبها أو خبها / ما العير إلا أن يحث فينهض
العير عير مذلة ما لم يهن / أولاً فما إن فيه عرق ينبض
جن ابن صارة والحوادث تعرض
جن ابن صارة والحوادث تعرض / والكلب في مهوى العصا يتعرض
أغروه أن قالوا شويعر قطعة / لا شاعر فحل يمر وينقض
ولقد نزوت على القوافي نزوة / كادت لها أبكارها تتمخض
والله لولا أن يقال تجاهلاً / أني صبوت وأن رأسي أبيض
لجعلت غرمول الحمار بكفه / حتى يرى هل فيه عرق ينبض
وأغر ينتحل الكتابة خطة
وأغر ينتحل الكتابة خطة / متوقد كالحية النضناض
عشق السواد فأصبحت أسنانه / تشري السواد ببيع كل بياض
فإذا شحا فاه رأيت خنافساً / يأوين من فيه إلى مرحاض
أما الثنايا فإني منثنياً
أما الثنايا فإني منثنياً / عن الثناء عليها آخر الأبد
يبدو لطرفك منها حين تبصرها / سن كمثل مسن الصيقل الفرد
كأن جن سليمان بنوا فمه / بنيان تدمر بالصفاح والعمد
يهدي إلى السمع من ألفاظه نغماً / كأنها نفثات السحر في العقد
له فم كحر في شكل صورته / ترمي غواربه العبرين بالزبد
وأبخر قص حديثاً له
وأبخر قص حديثاً له / فقال الحضور فساء حدث
فقلت لهم بادروا بالقيام / فإن الفساء نذير الحدث
أما الزمان فرق لي من طلة
أما الزمان فرق لي من طلة / كانت تطل دمي بسيف نفاقها
الذئبة الطلساء عند نفاقها / والحية الرقشاء عند عناقها
وصاحب لي كداء البطن محبته
وصاحب لي كداء البطن محبته / يودني كوداد الذئب للراعي
يثني علي جزاه الله صالحة / ثناء هند على روح بن زنباع
تفطرت كبد العليا للؤلؤة
تفطرت كبد العليا للؤلؤة / لم تودع الترب إلا من كرامتها
نوارة ملأت أفق التقى أرجاً / فردها الدهر صوناً في كمامتها
أيا واقفاً والترب بيني وبينه
أيا واقفاً والترب بيني وبينه / ترحم على قبر الحبيب وسلم
وقل إنه قبر تضمن أعظماً / رمام عريق في الندى والتكرم
أتى يومه من دون شرخ شبابه / ولم يقض منه حاجة المتلوم
فوقفت فيها ناقتي وكأنها
فوقفت فيها ناقتي وكأنها / فدن لأقضي حاجة المثلوم
ألا يا موت كنت بنا رؤوفاً
ألا يا موت كنت بنا رؤوفاً / فجددت الحياة لنا بزورة
حماد لفعلك المشكور لما / كفيت مؤونة وسترت عورة
فأنكحنا الضريح بلا صداق / وجهزنا الفتاة بغير شورة
أصبحت ليثاً في مخالب ثعلب
أصبحت ليثاً في مخالب ثعلب / من مطلي في روغه ولواذه
أستاذه الزمن الخبيث وللفتى / شيم تلوح عليه من أستاذه
وقذ الزمان جوانحي ووقذته / فانظر إلى موقوذه ووقاذه
إن صد عن رمحي بثغرة نحره / فسنان رمحي واقع في كاذه
لولا الخراج خرجت عنه ولم تكن
لولا الخراج خرجت عنه ولم تكن / نوب الزمان خواطرا بخواطري
قالوا الخراج فقلت ضموا خاءه / فهو الخراج على سواد الناظر
الخرج أخرج رأسي من شيبته
الخرج أخرج رأسي من شيبته / فكلما افتر ثغر الشيب فيه بكى
وما الهلال بمبيض لدى مقلي / كأنه من قتير الشيب قد سبكا
أوفي دراهم قد باتت منجمة / علي كدت أسب النجم والفلكا
أرى الدينار للدنيا نسيباً
أرى الدينار للدنيا نسيباً / يحيد عن الكرام كما تحيد
هما سيان إن صحفت حرفاً / وجدت الراء تنقص أو تزيد
رأيت هواهما استولى علينا / فنحن بحكمه أبداً عبيد
يؤمل أن يصيدهما فؤادي / فيرجع عنها وهو المصيد
فكم أصغي إلى زور الأماني / ويغريني بها الحرص الشديد
وألمح من سنا الدينار برقاً / غمامته على غيري تجود
يفوز به الخلي فيحتويه / ويحرم وصله الصب العميد
بحد قاسع لا تحفل بجد / أبت لك صحبة فيه الجدود
فما حسن التناول فات سمعي / ولكن فاته الجد السعيد
إلى كم ينفر الدينار مني / ويطلب كف من عنه يحيد
ألم أنشده في وادي هيامي / به لو كان يعطفه النشيد
حبيبي أنت تعلم ما أريد / ولكن لا ترق ولا تجود
وكم غنيت حين تنكبتني / مني شيطانها أبداً مريد
يريد المرء أن يعطى مناه / ويأبى الله إلا ما يريد
بنو الدنيا بجهل عظموها
بنو الدنيا بجهل عظموها / فجلت عندهم وهي الحقيرة
يهارش بعضهم بعضاً عليها / مهارشة الكلاب على العقيرة
ولقد طلبت رضا البرية جاهداً
ولقد طلبت رضا البرية جاهداً / فإذا رضاهم غاية لا تدرك
وأرى القناعة للفتى كنزاً له / والبر أفضل ما به يتمسك
أي عذر يكون لا أي عذر
أي عذر يكون لا أي عذر / لابن سبعين مولع بالصبابة
وهو ماء لم تبق منه الليالي / في إناء الحياة إلا صبابة