القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 129
يا أهل أسفل سافلينْ
يا أهل أسفل سافلينْ / يا شر قوم غافلينْ
أنتم شخوص سفاهة / ولذا نراكم منكرين
لمتى الجهالة بينكم / بوقوعكم في العارفين
قال اخسأوا فيها فما / أنتم من المتكلمين
أنتم شخوص ألقيت / فيكم صفات اللاعبين
وتفرقت أبصاركم / عن رؤية الحق المبين
وفسادكم هو موقع / لقلوبكم في الصالحين
سترون ما أنتم به / لذوي الهدى متلبِّسين
في الباطن الكفر الذي / بظهور رب العالمين
والظاهر الإيمان في / ه تقيّةٌ للسامعين
وغداً إذا متّم بدا / ما اليوم كنتم جاحدين
والله إن لم تسلموا / لحقائق الدين المتين
دين النبي محمد / طه الرسول لنا الأمين
لرأيتم السيف الذي / بالحق يقطع للوتين
فر إبليس عن هدى العرفانِ
فر إبليس عن هدى العرفانِ / حين قيل اسجدوا وآدم داني
فتجلى به الإله وفعلٌ / هو بالله ظاهر الحدثان
ثم إبليس ضل عنه وفيه / حسد قام واعترته الأماني
كان في القلب منه جهل وكفر / بالإله المهيمن الرحمن
فبدا الله آدماً بالتجلي / وهو الحق ليس للحق ثاني
وتبدّى علم التجلي وما كا / ن وعلم التنزيه كان معاني
ثم إن الأملاك قد علموا من / آدمٍ علمَ ذا التجلي المصان
ولإبليس علم تنزيه ربي / ما له في علم التجلي يدان
حيث جاء اسجدوا لآدم حتى / سجدوا دونه لجهل يعاني
ما اسجدوا قال ربنا أيْ لمخلو / ق وحاشا فإن ذلك فاني
إنما الله ظاهر متجلٍّ / كان في آدم العظيم الشان
وهو الله لا سواه ولكن / ظاهر في أفعاله للعيان
وهو غيب ولا تغيُّر للغي / ب سوى بالظهور في الإمكان
حاش لله أن أملاك ربي / سجدوا للمخلوق في الأكوان
هم أولوا العصمة التي هي فيهم / كلهم مع تحقق وبيان
ومحال أمر الإله بكفر / وضلال وزائد الطغيان
إنما الجاهل الذي ليس يدري / ظن سوءاً بِمُنزلِ القرآن
فأتاه كفر بما قال لما / صبغته عقيدة الشيطان
لا تقل كان قبله آدمٌ في / أمر ربي مقالة الحيران
إن هذا مثل التجلي لموسى / كان بالنار في نداء الأمان
وإذا كان قبله فتجلى / هو أيضا في مذهب العرفان
فخذ الأمر بالعموم وصرح / بالتجلي لله في كل شان
من شدة القرب كان البعد للإنسانْ
من شدة القرب كان البعد للإنسانْ / لأن هذا عليه يغلب النسيانْ
فلو تذكرْ نزلْ في ساحة الإحسانْ / وكان بالله ناطقْ في الورى مِلْسانْ
تمنيت لي عبداً ثمانون عمره
تمنيت لي عبداً ثمانون عمره / لأعتقه لما بلغت الثمانينا
فما وجدوا في الناس من عمرُهُ كذا / ولم يك معتوقاً فحيرتهم فينا
وقالوا إله الخلق أكرمُ معتقٍ / لعبد له في العمر شيءٌ وتسعونا
فماذا تظن الله يفعل بعد ذا / بعبد رقيق يخدم الشرع والدينا
فأفرحني ظني به أنه الذي / من النار في يوم القيامة ينجينا
يا نافخ الناي هذا النفخ عمن كانْ
يا نافخ الناي هذا النفخ عمن كانْ / عن نفسه أم عن النافخ عظيم الشانْ
والله نافخْ ترى أم أنت هذا الآنْ / كالبرق يلمعْ ويفنى أيها الإنسانْ
لمتى أنت في الضلال المبينِ
لمتى أنت في الضلال المبينِ / سلم الأمر واعتصم باليقينِ
يا ابن يومين لا تكن في جدال / أنت كالبرق نشؤُ حينٍ فحينِ
ربنا الله وحده يتجلى / عندنا بالتقبيح والتحسين
قال كن للورى فكانوا جميعاً / وهو أمر مرتب التعيين
حضرة بالجلال تبدو وتخفى / ظهرت بالجمال للتبيين
فبدا كل أحور الطرف أحوى / يتجلّى بوجه حور عين
إن تثنَّى فغصنُ بانٍ رطيبٍ / قابضٍ كلَّ مهجة باليمين
وهو لا شك وصف ولدان حور / حجبت بالجلال عن كل عين
دار دنيا ودار جنة خلد / واحد عند عارف مستكين
وهي عند الجهول نار تلظّى / سوف يدري بذاك من غير مين
فاكشفوا يا قلوب عمن رأيتم / ظاهراً بالوجود فالدين ديني
حجبتكم نفوسكم فجهلتم / أنه النور نور حق مبين
ونفتكم عن الهدى شهوات / من حلال ومن حرام مهين
وهواكم هوى الجهول خبيث / لم يطب باعتبار ما في الكمين
عهد ربي ألستُ خنتُم جهاراً / ما اتبعتم صراط طه الأمين
وكتاب الأبرار يعلو علوّاً / وكتاب الفجار في سجين
جعلوا رزقهم من الضعف أن قد / كذّبوا بالدين القوي المتين
ريح التجلي وريح المصطفى ريحانْ
ريح التجلي وريح المصطفى ريحانْ / هما لنا ريح ورد فاح أو ريحانْ
والله والله يا عبد الهدى ريحانْ / أنت المقربْ وأنت الروح و الريحانْ
لا تكن إلا لمولاك أنا
لا تكن إلا لمولاك أنا / وأنا أنت كما أنت أنا
أنت لا أنت أنا لست أنا / ما خرجنا نحن عن محض الفنا
وهو وهو الله لا غير فكن / هو لا أنت تدلَّى ودنا
هو حق وسواه باطل / جاء في القرآن هذا علنا
وبه السنة أيضا وردت / فتمسك بهما تلقَ المنى
باطل أيْ عدم قدَّره / فهو تقدير هناك وهنا
لا تقل شيء سواه أبداً / منه يأتيك سرور وهنا
ما مع الله وجود للسوى / والسوى حيث التجلي وهنا
مكّن الممكن من إمكانه / لا تخالطه بواجب الغنى
وتحققه تجده واحداً / ليس مخلوطاً بمعدوم لنا
إنما المعدوم مخلوق له / لم يزل في العلم أمراً ممكنا
لا تخلط الواجب بالممكنِ
لا تخلط الواجب بالممكنِ / وكن بتمييزهما معتني
فالواجب الحق وجود وما / سواه غير العدم الممكن
لم يتغير واحد منهما / عما عليه كان قدماً بني
هذا الوجود الحق باد على / كل التقادير بما يعتني
بعلمه قامت سماواته / والأرض حتى كل شيء فني
وهو كثير في ظهوراته / وواحد في ذاته الأبين
مكوّن الذرات يأتي بها / وجوده بالقلم المقتني
يركّب الأشياء منها على / تصويرها من فاضل أو دني
حتى تراه ظاهراً بالذي / ركَّبه ينطق بالألسن
تراه في صورة ناعورة / وتارةً في شكل روض جني
وتارة في شكل بدر على / غصن مليح أهيف ينثني
وهو الذي قد جل في نفسه / عن صورة التصوير للأعين
والجاهل المنكر في غيه / وللذي يعرف عيش هني
تبارك الله الغني الذي / يعرفه بالحسِّ عبد الغني
يا جميل الوجه الذي هو داني
يا جميل الوجه الذي هو داني / لعيون الورى بلا كتمانِ
لكن الآن في العيون غبارٌ / ثائرٌ بالشخوص والأكوان
والمعاني التي تلوح وتخفى / من جميع الأنواع والألوان
والذي ينظر الوجود قليل / من قليل في سائر الأزمان
أنت نور أيا وجود علينا / تتجلى في عيننا والعيان
والمساكين نحن في غفلاتٍ / عنك يا ذا الحسنى وذا الإحسان
إن عيناً تراك في الدهر يوماً / تلك عين من العمى في أمان
ظاهرٌ لا يكون أظهر منهُ
ظاهرٌ لا يكون أظهر منهُ / غير أن الأكوان تحجب عنهُ
يتجلى في كل شيء ولكن / ما له في بصائر القوم كنهُ
زُرْ بناتِ القسوس في ديرِ هِنَّهْ
زُرْ بناتِ القسوس في ديرِ هِنَّهْ / وارتشفْ خمرهنَّ من يدِهِنَّهْ
وادخل الحان حان وصلك للغي / د اللواتي أعربن في لحنهنَّهْ
هن أصل الهوى وما هام يوماً / ذو الهوى في الأنام إلا بهنَّهْ
كل هيفاء بالتبسم تحيي / وتميتُ المشوق وجداً وحنَّهْ
إن أشارت إلى الكيان أبانت / عنه أو لا فإنه في أكِنَّهْ
وإذا ما دعت أجبنا حيارى / بنفوس في حبها مطمئنَّهْ
فق نديمي من نوم عقلك واركع / لغواني الوجود واسجد لَهُنَّهْ
وتأمل ما أنت فيه بعين / ربطتها مِلاحُها بالأَعِنَّهْ
واستمع رنة المزاهر تبدو / من خلال الستور أكمل رَنَّهْ
هذه هذه سعادة قومٍ / عملهم في الصدور لم يتسنَّهْ
كم ليلة بت في بستان في لوَّانْ
كم ليلة بت في بستان في لوَّانْ / ملون البسط فيه والهوى لوّانْ
والله لي حافظ ينفي الردى صوّانْ / وزند عشقي قدحْ قلبي له صوّانْ
شهدت القديم الحق بالحادث الفاني
شهدت القديم الحق بالحادث الفاني / وصادفني صباً غريباً فألفاني
له النعمة العظمى على كل حادث / وألف من الإكرام فينا وألفان
وجود قديم ظاهر لعقولنا / وللحس فرد واحد ما له ثاني
تنزه عن تنزيهنا وتقدست / معارفه في الخلق عن كل عرفان
تغطى عليه الغافلون بوهمهم / فليس لهم منه سوى محض حرمان
وقد أنكروا علم الإله الذي أتى / إليهم من القوم الأُلى أهل إيقان
وذلك من جهل ولم يعذروا به / وكيف يصح العذر في شرع رحمان
هو الحق وجه كله ما له قفاً / إلى كل شيء ناظر وله داني
وقل كل شيء هالك غير وجهه / كما جاء عنه القول في وحي قرآن
له أزل الأزال في كل رتبة / له أبد الآباد من غير أزمان
يشار إليه بالمعاني جميعها / وكل كلام كان من كان إنسان
وإن لم يكن علم بهذا لعالم / وإن لم يقم وزن لهذا بميزان
وكل معاني ذاته من ورا الورى / فلا هُوَ إلا هُوْ وذلك إيماني
يا كامل العقل خذ بالنقل لك حلوانْ
يا كامل العقل خذ بالنقل لك حلوانْ / عندي إلى أن مرادكْ تجعلُهْ حلوانْ
وحقِ بغداد ذات القرب من حلوانْ / حبي لقطبٍ بها واَحْلى العنب حلوانْ
يا أبا مسلمِ الفتى الخولاني
يا أبا مسلمِ الفتى الخولاني / أنت من نور حضرة الغيب داني
والتجلي عليك سراً وجهراً / من إلهٍ مهيمن رحمان
كنت في الوقت كوكباً مستنيراً / في سماء العلوم والعرفان
كاشفاً ظلمة القلوب بنور / هو لله واضح البرهان
وإليك الأمور في الغيب ألقت / سرَّها بين أهل ذاك الزمان
يا ابن علمِ التقى بغير تناهٍ / لاتِّصال بأشرف الأديان
وارثاً كنت علمَ خيرِ نبيٍّ / هو طه محمد العدناني
حلة قد لبستها منه لما / كنت في الناس للكمال تعاني
بك خولان فاخرت ما سواها / وتسامت عزّاً على العربان
يا أبا مسلم الرفيع مقاماً / يا سليل الهدى ونور العيان
لك ذرية بسرك قامت / تقتفي منك مشرق الإيقان
زادهم ربهم هدىً واتباعاً / لمعاني هداك في كل آن
خصك الله بالتحية مني / ما تغنت حمائمُ الأغصان
وشدا بالمديح عبد غنيٍّ / بك يرجو الحسنى مع الإحسان
يا مدعي للوجود أخطأت عين عينْ
يا مدعي للوجود أخطأت عين عينْ / من أين لكْ هذه الدعوى تُرى من أينْ
أنت العدم في وجودُهْ يا أسير البينْ / وجود واحدْ أحدْ يمكنْ يكون اثنينْ
من عينِ وجودهِ ظهرنا من عينْ
من عينِ وجودهِ ظهرنا من عينْ / من أين لنا الوجودُ هذا من أينْ
والواحد ربنا فقطْ لا ثاني / في الكون فلا يصير بالكون اثنينْ
يا نور هذا التجلي
يا نور هذا التجلي / بهرت حسّي وعقلي
وأنت قولي وفعلي / وأنت بعضي وكلي
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
بدا الجمال الحقيقي / عليه مزقت زيقي
فلا تقف في طريقي / يا عاذلي قصد عذلي
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
بالله يا نور عيني / من حال بينك وبيني
وأنت جمعي وأيني / في كل عقدٍ وحلِّ
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
يا طالما كنت داني / في علمه بالمعاني
واليوم لما جفاني / قاسيت بعدي وذلي
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
جمال وجه الحبائب / قلبي الشجي منه هائب
وإن إحدى العجائب / رجوع أيام وصلي
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
صلى إلهي وسلَّمْ / على نبي تكلَّمْ
بالحق لما تعلَّمْ / من ربه حكم فصلِ
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
عبد الغنيْ قام يرجو / علماً به اليوم ينجو
له من الله نهجُ / على المقام الأجلِّ
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
جمال وجه الحبيب أشرق
جمال وجه الحبيب أشرق / ساجي الجفون
والمبسم العذب منه أبرق / كاس المنون
يا منيتي زدت في مطالي / كم ذا الجفا
فالجسم مني كما الخيال / كذا يكون
عندي غرام إلى غزالي / بلا حساب
وصار شوقي عليَّ والي / صعب يهون
بالسعد يا حق جد لباطل / كفى بعاد
فإن صبري عليك عاطل / يا ذا المصون
صلى إله الورى وسلَّمْ / على الرسول
عبد الغني بالثنا تكلَّمْ / والقدر دون

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025