المجموع : 129
يا أهل أسفل سافلينْ
يا أهل أسفل سافلينْ / يا شر قوم غافلينْ
أنتم شخوص سفاهة / ولذا نراكم منكرين
لمتى الجهالة بينكم / بوقوعكم في العارفين
قال اخسأوا فيها فما / أنتم من المتكلمين
أنتم شخوص ألقيت / فيكم صفات اللاعبين
وتفرقت أبصاركم / عن رؤية الحق المبين
وفسادكم هو موقع / لقلوبكم في الصالحين
سترون ما أنتم به / لذوي الهدى متلبِّسين
في الباطن الكفر الذي / بظهور رب العالمين
والظاهر الإيمان في / ه تقيّةٌ للسامعين
وغداً إذا متّم بدا / ما اليوم كنتم جاحدين
والله إن لم تسلموا / لحقائق الدين المتين
دين النبي محمد / طه الرسول لنا الأمين
لرأيتم السيف الذي / بالحق يقطع للوتين
فر إبليس عن هدى العرفانِ
فر إبليس عن هدى العرفانِ / حين قيل اسجدوا وآدم داني
فتجلى به الإله وفعلٌ / هو بالله ظاهر الحدثان
ثم إبليس ضل عنه وفيه / حسد قام واعترته الأماني
كان في القلب منه جهل وكفر / بالإله المهيمن الرحمن
فبدا الله آدماً بالتجلي / وهو الحق ليس للحق ثاني
وتبدّى علم التجلي وما كا / ن وعلم التنزيه كان معاني
ثم إن الأملاك قد علموا من / آدمٍ علمَ ذا التجلي المصان
ولإبليس علم تنزيه ربي / ما له في علم التجلي يدان
حيث جاء اسجدوا لآدم حتى / سجدوا دونه لجهل يعاني
ما اسجدوا قال ربنا أيْ لمخلو / ق وحاشا فإن ذلك فاني
إنما الله ظاهر متجلٍّ / كان في آدم العظيم الشان
وهو الله لا سواه ولكن / ظاهر في أفعاله للعيان
وهو غيب ولا تغيُّر للغي / ب سوى بالظهور في الإمكان
حاش لله أن أملاك ربي / سجدوا للمخلوق في الأكوان
هم أولوا العصمة التي هي فيهم / كلهم مع تحقق وبيان
ومحال أمر الإله بكفر / وضلال وزائد الطغيان
إنما الجاهل الذي ليس يدري / ظن سوءاً بِمُنزلِ القرآن
فأتاه كفر بما قال لما / صبغته عقيدة الشيطان
لا تقل كان قبله آدمٌ في / أمر ربي مقالة الحيران
إن هذا مثل التجلي لموسى / كان بالنار في نداء الأمان
وإذا كان قبله فتجلى / هو أيضا في مذهب العرفان
فخذ الأمر بالعموم وصرح / بالتجلي لله في كل شان
من شدة القرب كان البعد للإنسانْ
من شدة القرب كان البعد للإنسانْ / لأن هذا عليه يغلب النسيانْ
فلو تذكرْ نزلْ في ساحة الإحسانْ / وكان بالله ناطقْ في الورى مِلْسانْ
تمنيت لي عبداً ثمانون عمره
تمنيت لي عبداً ثمانون عمره / لأعتقه لما بلغت الثمانينا
فما وجدوا في الناس من عمرُهُ كذا / ولم يك معتوقاً فحيرتهم فينا
وقالوا إله الخلق أكرمُ معتقٍ / لعبد له في العمر شيءٌ وتسعونا
فماذا تظن الله يفعل بعد ذا / بعبد رقيق يخدم الشرع والدينا
فأفرحني ظني به أنه الذي / من النار في يوم القيامة ينجينا
يا نافخ الناي هذا النفخ عمن كانْ
يا نافخ الناي هذا النفخ عمن كانْ / عن نفسه أم عن النافخ عظيم الشانْ
والله نافخْ ترى أم أنت هذا الآنْ / كالبرق يلمعْ ويفنى أيها الإنسانْ
لمتى أنت في الضلال المبينِ
لمتى أنت في الضلال المبينِ / سلم الأمر واعتصم باليقينِ
يا ابن يومين لا تكن في جدال / أنت كالبرق نشؤُ حينٍ فحينِ
ربنا الله وحده يتجلى / عندنا بالتقبيح والتحسين
قال كن للورى فكانوا جميعاً / وهو أمر مرتب التعيين
حضرة بالجلال تبدو وتخفى / ظهرت بالجمال للتبيين
فبدا كل أحور الطرف أحوى / يتجلّى بوجه حور عين
إن تثنَّى فغصنُ بانٍ رطيبٍ / قابضٍ كلَّ مهجة باليمين
وهو لا شك وصف ولدان حور / حجبت بالجلال عن كل عين
دار دنيا ودار جنة خلد / واحد عند عارف مستكين
وهي عند الجهول نار تلظّى / سوف يدري بذاك من غير مين
فاكشفوا يا قلوب عمن رأيتم / ظاهراً بالوجود فالدين ديني
حجبتكم نفوسكم فجهلتم / أنه النور نور حق مبين
ونفتكم عن الهدى شهوات / من حلال ومن حرام مهين
وهواكم هوى الجهول خبيث / لم يطب باعتبار ما في الكمين
عهد ربي ألستُ خنتُم جهاراً / ما اتبعتم صراط طه الأمين
وكتاب الأبرار يعلو علوّاً / وكتاب الفجار في سجين
جعلوا رزقهم من الضعف أن قد / كذّبوا بالدين القوي المتين
ريح التجلي وريح المصطفى ريحانْ
ريح التجلي وريح المصطفى ريحانْ / هما لنا ريح ورد فاح أو ريحانْ
والله والله يا عبد الهدى ريحانْ / أنت المقربْ وأنت الروح و الريحانْ
لا تكن إلا لمولاك أنا
لا تكن إلا لمولاك أنا / وأنا أنت كما أنت أنا
أنت لا أنت أنا لست أنا / ما خرجنا نحن عن محض الفنا
وهو وهو الله لا غير فكن / هو لا أنت تدلَّى ودنا
هو حق وسواه باطل / جاء في القرآن هذا علنا
وبه السنة أيضا وردت / فتمسك بهما تلقَ المنى
باطل أيْ عدم قدَّره / فهو تقدير هناك وهنا
لا تقل شيء سواه أبداً / منه يأتيك سرور وهنا
ما مع الله وجود للسوى / والسوى حيث التجلي وهنا
مكّن الممكن من إمكانه / لا تخالطه بواجب الغنى
وتحققه تجده واحداً / ليس مخلوطاً بمعدوم لنا
إنما المعدوم مخلوق له / لم يزل في العلم أمراً ممكنا
لا تخلط الواجب بالممكنِ
لا تخلط الواجب بالممكنِ / وكن بتمييزهما معتني
فالواجب الحق وجود وما / سواه غير العدم الممكن
لم يتغير واحد منهما / عما عليه كان قدماً بني
هذا الوجود الحق باد على / كل التقادير بما يعتني
بعلمه قامت سماواته / والأرض حتى كل شيء فني
وهو كثير في ظهوراته / وواحد في ذاته الأبين
مكوّن الذرات يأتي بها / وجوده بالقلم المقتني
يركّب الأشياء منها على / تصويرها من فاضل أو دني
حتى تراه ظاهراً بالذي / ركَّبه ينطق بالألسن
تراه في صورة ناعورة / وتارةً في شكل روض جني
وتارة في شكل بدر على / غصن مليح أهيف ينثني
وهو الذي قد جل في نفسه / عن صورة التصوير للأعين
والجاهل المنكر في غيه / وللذي يعرف عيش هني
تبارك الله الغني الذي / يعرفه بالحسِّ عبد الغني
يا جميل الوجه الذي هو داني
يا جميل الوجه الذي هو داني / لعيون الورى بلا كتمانِ
لكن الآن في العيون غبارٌ / ثائرٌ بالشخوص والأكوان
والمعاني التي تلوح وتخفى / من جميع الأنواع والألوان
والذي ينظر الوجود قليل / من قليل في سائر الأزمان
أنت نور أيا وجود علينا / تتجلى في عيننا والعيان
والمساكين نحن في غفلاتٍ / عنك يا ذا الحسنى وذا الإحسان
إن عيناً تراك في الدهر يوماً / تلك عين من العمى في أمان
ظاهرٌ لا يكون أظهر منهُ
ظاهرٌ لا يكون أظهر منهُ / غير أن الأكوان تحجب عنهُ
يتجلى في كل شيء ولكن / ما له في بصائر القوم كنهُ
زُرْ بناتِ القسوس في ديرِ هِنَّهْ
زُرْ بناتِ القسوس في ديرِ هِنَّهْ / وارتشفْ خمرهنَّ من يدِهِنَّهْ
وادخل الحان حان وصلك للغي / د اللواتي أعربن في لحنهنَّهْ
هن أصل الهوى وما هام يوماً / ذو الهوى في الأنام إلا بهنَّهْ
كل هيفاء بالتبسم تحيي / وتميتُ المشوق وجداً وحنَّهْ
إن أشارت إلى الكيان أبانت / عنه أو لا فإنه في أكِنَّهْ
وإذا ما دعت أجبنا حيارى / بنفوس في حبها مطمئنَّهْ
فق نديمي من نوم عقلك واركع / لغواني الوجود واسجد لَهُنَّهْ
وتأمل ما أنت فيه بعين / ربطتها مِلاحُها بالأَعِنَّهْ
واستمع رنة المزاهر تبدو / من خلال الستور أكمل رَنَّهْ
هذه هذه سعادة قومٍ / عملهم في الصدور لم يتسنَّهْ
كم ليلة بت في بستان في لوَّانْ
كم ليلة بت في بستان في لوَّانْ / ملون البسط فيه والهوى لوّانْ
والله لي حافظ ينفي الردى صوّانْ / وزند عشقي قدحْ قلبي له صوّانْ
شهدت القديم الحق بالحادث الفاني
شهدت القديم الحق بالحادث الفاني / وصادفني صباً غريباً فألفاني
له النعمة العظمى على كل حادث / وألف من الإكرام فينا وألفان
وجود قديم ظاهر لعقولنا / وللحس فرد واحد ما له ثاني
تنزه عن تنزيهنا وتقدست / معارفه في الخلق عن كل عرفان
تغطى عليه الغافلون بوهمهم / فليس لهم منه سوى محض حرمان
وقد أنكروا علم الإله الذي أتى / إليهم من القوم الأُلى أهل إيقان
وذلك من جهل ولم يعذروا به / وكيف يصح العذر في شرع رحمان
هو الحق وجه كله ما له قفاً / إلى كل شيء ناظر وله داني
وقل كل شيء هالك غير وجهه / كما جاء عنه القول في وحي قرآن
له أزل الأزال في كل رتبة / له أبد الآباد من غير أزمان
يشار إليه بالمعاني جميعها / وكل كلام كان من كان إنسان
وإن لم يكن علم بهذا لعالم / وإن لم يقم وزن لهذا بميزان
وكل معاني ذاته من ورا الورى / فلا هُوَ إلا هُوْ وذلك إيماني
يا كامل العقل خذ بالنقل لك حلوانْ
يا كامل العقل خذ بالنقل لك حلوانْ / عندي إلى أن مرادكْ تجعلُهْ حلوانْ
وحقِ بغداد ذات القرب من حلوانْ / حبي لقطبٍ بها واَحْلى العنب حلوانْ
يا أبا مسلمِ الفتى الخولاني
يا أبا مسلمِ الفتى الخولاني / أنت من نور حضرة الغيب داني
والتجلي عليك سراً وجهراً / من إلهٍ مهيمن رحمان
كنت في الوقت كوكباً مستنيراً / في سماء العلوم والعرفان
كاشفاً ظلمة القلوب بنور / هو لله واضح البرهان
وإليك الأمور في الغيب ألقت / سرَّها بين أهل ذاك الزمان
يا ابن علمِ التقى بغير تناهٍ / لاتِّصال بأشرف الأديان
وارثاً كنت علمَ خيرِ نبيٍّ / هو طه محمد العدناني
حلة قد لبستها منه لما / كنت في الناس للكمال تعاني
بك خولان فاخرت ما سواها / وتسامت عزّاً على العربان
يا أبا مسلم الرفيع مقاماً / يا سليل الهدى ونور العيان
لك ذرية بسرك قامت / تقتفي منك مشرق الإيقان
زادهم ربهم هدىً واتباعاً / لمعاني هداك في كل آن
خصك الله بالتحية مني / ما تغنت حمائمُ الأغصان
وشدا بالمديح عبد غنيٍّ / بك يرجو الحسنى مع الإحسان
يا مدعي للوجود أخطأت عين عينْ
يا مدعي للوجود أخطأت عين عينْ / من أين لكْ هذه الدعوى تُرى من أينْ
أنت العدم في وجودُهْ يا أسير البينْ / وجود واحدْ أحدْ يمكنْ يكون اثنينْ
من عينِ وجودهِ ظهرنا من عينْ
من عينِ وجودهِ ظهرنا من عينْ / من أين لنا الوجودُ هذا من أينْ
والواحد ربنا فقطْ لا ثاني / في الكون فلا يصير بالكون اثنينْ
يا نور هذا التجلي
يا نور هذا التجلي / بهرت حسّي وعقلي
وأنت قولي وفعلي / وأنت بعضي وكلي
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
بدا الجمال الحقيقي / عليه مزقت زيقي
فلا تقف في طريقي / يا عاذلي قصد عذلي
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
بالله يا نور عيني / من حال بينك وبيني
وأنت جمعي وأيني / في كل عقدٍ وحلِّ
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
يا طالما كنت داني / في علمه بالمعاني
واليوم لما جفاني / قاسيت بعدي وذلي
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
جمال وجه الحبائب / قلبي الشجي منه هائب
وإن إحدى العجائب / رجوع أيام وصلي
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
صلى إلهي وسلَّمْ / على نبي تكلَّمْ
بالحق لما تعلَّمْ / من ربه حكم فصلِ
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
عبد الغنيْ قام يرجو / علماً به اليوم ينجو
له من الله نهجُ / على المقام الأجلِّ
حيرني هذا الظاهر / نور الأكوان
جمال وجه الحبيب أشرق
جمال وجه الحبيب أشرق / ساجي الجفون
والمبسم العذب منه أبرق / كاس المنون
يا منيتي زدت في مطالي / كم ذا الجفا
فالجسم مني كما الخيال / كذا يكون
عندي غرام إلى غزالي / بلا حساب
وصار شوقي عليَّ والي / صعب يهون
بالسعد يا حق جد لباطل / كفى بعاد
فإن صبري عليك عاطل / يا ذا المصون
صلى إله الورى وسلَّمْ / على الرسول
عبد الغني بالثنا تكلَّمْ / والقدر دون