المجموع : 157
طاف بأكواس مسراته
طاف بأكواس مسراته / ما بين ريحان مبراته
وراح في أبراد إيناسه / ثاني عطفى أريحياته
قل لأبي يحيى إمام الهدى
قل لأبي يحيى إمام الهدى / محيي الندى جامع أشتاته
رعاه من في الأرض سلطانه / ودونه حجب سماواته
يا ملكاً أيامه لم تزل / تجري على وفق إراداته
ومن بكفي عزمه صارم / يخاف صرف الدهر هناته
أصلته التوفيق في كفه / فابتهج الدين لاصلاته
وأقبل الفتح له رائداً / والنصر معقوداً براياته
واتصل الأنس بآصاله / واقترن الروح بروحاته
وإنما الدهر له خادم / منتقد لمح إشاراته
قد صارت الشمس إلى جريها / واستقبل اليوم بآداته
وأشرق النيروز فاستشرفت / لي الأماني نحو عاداته
في شارق أبرز مشبوبة / أشرق منها ليل مشتاته
يريك خد الورد كانونها / معصفراً في غير أوقاته
روض إذا الريح هفت نضنضت / مذهبة السن حياته
عقارب الشتوة مقتولة / بالشمس منها حول حافاته
لما بدت في أبنوسيها / ونورها في عسجدياته
منمنماً في صفح كافورها / واوات هماز ولاماته
علمت أن الحسن منها نوى / يبدي لنا معجز آياته
كأنما التاريخ أبدى لنا / وجنته عند محاذاته
أو هي شدت عقد أزراره / حتى التظى خامد جناته
في مجلس يختال عقد المنى / في رفرف من عبقرياته
زبرجد النبت على ساقه / ولؤلؤ الطل بلباته
والثلج كالهندب من كرسف / تحلجه أيدي غماماته
سقوط جدواك على آمل / همت بتكثير عطياته
فعاد يعشي طرف حساده / بياض نعماك بساحاته
رددت في جسم الندى روحه / حتى غدا ملء ملاءاته
وزار بالغيث إلى أن تتا / بعث سحاب صوب ملماته
في بلد منذ تبوأته / جر سرابيل مسراته
وكف عنا كفه حادثاً / آلمنا مس ملماته
لاحظه الله بعين الرضا / فانفتحت أبواب جناته
وأصبح الجامد من صخره / والروح يجري في جماداته
بوأ الله بفردوسه / رضوان خازن جناته
لا زلت معضوداً بتأييده / ظلاً على أرض برياته
قدمت بين يدي مديحك هذه
قدمت بين يدي مديحك هذه / والوبل يبدأ أولاً برذاذه
والسهم يبدو في ترنم قوسه / مقدار غلوته كنه نفاذه
وكذا المهند يستبان مضاؤه / في صفحتيه ولم يقع بجذاذه
والذكر منك على لسان مودتي / أحلى من البرني أو آزاذه
في قلب ليل قطعته عزائمي / فبكت فراقده عل أفلاذه
أو في رداء ضحى تراه معصفراً / عند الأصيل بحمرة من ذاذه
وسراب كل ظهيرة مترقرق / يختال عطفى في ملاء لاذه
والركب من كأس الكرى مترنح / كالشرب في الماخور من كلواذه
والشمس في كف الهواء سنجنجل / يتوقد الهندي من فولاذه
إن قابلت مرآة رأيك أبصرت / منها شبيهاً في يدي نفاذه
لو أن عدلك يحتذيه زماننا / لم يلقنا بالجور في اسحتواذه
ولكان بالإسعاف يلقى ناظري / فيطوف منك بركنه وملاذه
أصبحت ليثاً في مخالب ثعلب / من مطلبي في روغه ولواذه
أستاذه الزمن الخبيث وللفتى / شيم تلوح عليه من أستاذه
للناس عيش درت الدنيا لهم / من دوننا بنعيمه ولذاذه
أخذوه موفوراً كما شاؤوا ولم / يؤذن لنا فنكون من أخاذه
حضروا وغبنا شذذاً ولربما / حرم الغنى من كان من شذاذه
وأراهم هذوا وأبطأنا وقد / يدنو بعيد الخطو من هذاذه
ليست تؤد أخا اقتضاء عيلة / مستظهراً فيها بخفة حاذه
هذا إذا زحف الزمان بجمعه / رفض الجميع وحل في أفذاذه
والمرء قد يجني الرضا من سخطه / كالليث يفرس وهو في أسفاذه
وقذ الزمان جوانحي ووقذته / فانظر إلى موقوذه ووقاذه
إن صد عن رمحي بثغرة نحره / فسنان رمحي واقع في كاذه
لما ذكرتك لاذ بين صروفه / يبغي النجاة ولات حين لياذه
إني منيت من الزمان بصاحب / قاسي الفؤاد خبيثه لواذه
وافيت مرسية فوافى قائلاً / بتصلف ما شئت ليست هذه
فمتى أصول عليه بابن عصامها / سياق ميدان العلى بذاذه
ومتى أرى سعيي بدهري هازلاً / وعلاه منه يجد في استنقاذه
يا ويح قلبي كم يضيق وكلمه / يسع الفجاج الفيح في إنقاذه
زادت عوائق دهره في برحه / إذ حان منها عوذه بمفاذه
قاض تقابلنا حبى أبراده / بأبي هريرة في التقى ومعاذه
ظمئت إلى ماء الفرات جوانحي / وأنا مقيم في ذرى بغذاذه
ناديت بدر التم إن شئت السنا / في غير نقص فالقه أو حاذه
فلا لقين به الزمان وأهله / في تيه قيصره وزهو قباذه
يا من عزائمه أمضى إذا انتضيت
يا من عزائمه أمضى إذا انتضيت / من الحوادث إذ يسطو بها القدر
ومن إذا بدا في أفق مكرمة / جبينه السفر استخذى له القمر
عين الرجاء إلى رؤياك شاخصة / في حاجة أنت فيها السمع والبصر
فاجر الصفوف إلى استنزالها قدماً / وصاحباك بها التأييد والظفر
حتى تلاقي من قاضي القضاة بها / شمساً أنارت بها الأحكام والسير
في حبويته إذا استقبلته ملك / مقدس الروح إلا أنه بشر
أضفى على الدين أبراد الشباب فقل / صديقه البر أو فاروقه عمر
من ادعى الشرك في أكرومة معه / فاغلظ عليه وقل للعاهر الحجر
وقل له ما ترى في روضة أنف / وافت ليسقيها من جودك المطر
هاكها كالجنوب تزجي القطارا
هاكها كالجنوب تزجي القطارا / صافح الورد نفحها والعرارا
في جبين من حالك الحبر تبدي / لك ليلاً من طرسه ونهارا
رق ديباجه فراق زلالاً / حيث دارت به النواسم دارا
تتلالا من المعاني شموس / فوق صفحيه تخطف الأبصارا
خجل الصبح من شكاتي فأهدى / سوسن الخد منه لي جلنارا
ورآني بلا عقار فكادت / صفحة منه تستهل عقارا
ورآني السحاب أسحب حالاً / ذات عدم فذاب ماءً ونارا
عثر الدهر بي وقد جئت حراً / زاكي الأصل ينعش الأحرارا
إن تكن عصمة فإن عصاماً / جده لم يزل يقيل العثارا
قاضي الشرق أشرقتني بريقي / نائبات يطلبن عندي ثارا
لا لذنب إلا لأني أديب / طاب عود منه فكان نضارا
أجلو دراً يرف حسناً وإن كا / نت ضلوعي تهفو عليه إحرارا
حاشى لي أن أزفها ثيبات / عنساً بل كواعبا أبكارا
لفحت أضلعي بها فاستهلت / بين كفيك تنشد الأشعارا
طلعت في أهله من ضلوع / لي تجلو بناتها أقمارا
أرضعتها در البلاغة منها / أمهات لم تحتلب أظآرا
وأرتك الرياض منها كمام / جادها النبل وابلاً مدرارا
ما على بابل لو استقبلتها / واجتنت من ثمارها الأسحارا
كل خمرية ولم تسق خمراً / تلبس الحسن والدلال خمارا
تذر السامعين يثنون أعطا / فاً سكارى وما هم بسكارى
لو تغلقن في مسامع رضوى / لانثنى راقصاً وخلى الوقارا
ليس في فسحة من العذر إلا / من صبا خالعاً إليها العذارا
وبها أجزل المهور فلولا / أنتن ما أدلجت بهن المهارى
أبصرتها النجوم أشرق منها / فسرت تخبط الظلام حيارى
أشيع أيامي بعل وليتما
أشيع أيامي بعل وليتما / وأشغل أوصافي بما و كأنما
وأزمع يأساً ثم أذكر أنني / بحضرة أزكى الناس فرعاً ومنتمى
فأرتقب العتبى وأشدو نعلاً / عسى وطن يدنو بهم ولعلما
أفضه علينا كوثرياً لعله / يبرد ناراً في الحشا من جهنما
ورد جوابي وهي تثني صوامتاً / كفاها لسان الحال أن تتكلما
فما جئت جالينوس مستشفياً به / ولا علتي حين المسيح بن مريما
الله أكبر قد وافيت قرطبة
الله أكبر قد وافيت قرطبة / دار العلوم وكرسي السلاطين
وقد تهلل لي وجه النجاح بها / طلق الأسرة من وجه ابن حمدين
تزهى العلى بمساعيه إذا ذكرت / زهو الأنوف بأنفاس الرياحين
لم يرضه عرض الدنيا فجاد به / وضن بالأكرمين العرض والدين
شأوت في سيري إليه عزيمة
شأوت في سيري إليه عزيمة / قرنت بسعي لا يخيب نجيح
لم أدر حين علوت متن براقه / أعلى البراق نزوت أم في اللوح
يجتاب أردية العجاج وتحته / أشلاء ذمر أو صفيح ضريح
شيحان لم يعرف دريس قميصه / عرف الكباء سوى دخان الشيح
وأنا الذي أخفيت جهد خصاصتي
وأنا الذي أخفيت جهد خصاصتي / من بعد ما ارتشفت بلالة روح
حتى بدا ماء الندى مترقرقاً / في صفحتي طلق اليدين صفوح
وأجلت منه نواظري في غرة / تستنطق الأفواه بالتسبيح
قاضي القضاة المجتبى من معشر / كسبي المديح بهم حلى مديح
أنا يا بن حمدين وتلك مقالة / برئت شهادتها من التجريح
ممن ترف له عليك جوانح / فيها صحيح مودة وجنوح
كم قلت إذ قالوا زمان قابض / منه الكريم على عنان جموح
إن طاف من حدثانه بي / فمكارم القاضي سفينة نوح
سافر فإن الفتى من بات مفتتحاً
سافر فإن الفتى من بات مفتتحاً / قفل النجاح بمفتاح من السفر
إن شئت خضرتها يا بن الرجاء فكن / في طي غمر الفيافي ثائي الحضر
ولا يذودنك من وجه تصعيه / قد ينبع الكوثر السلسال من حجر
تنمر الدهر لي حتى سرقت له / من قسورى الدياجي فروة النمر
ولا بد أن يقع المطلوب في شركي / ولو بنى وكره في دارة القمر
قاضي الجماعة في دار الأمارة لي / قاض على الدهر إن لم يقض لي وطري
لولا ضلوع تواري نار فطنته / لأحرقت وجنات الشمس بالشرر
فلست أنشد والقاضي بقرطبة / يسير بالعدل في الأحكام والسير
جار الزمان علينا في تصرفه / وأي دهر على الأحرار لم يجر
ولا أقول وعندي من تهمه / ما يطرد الهم عن نفسي وعن فكري
عندي من الدهر ما لو أن أيسره / يلقى على الفلك الدوار لم يدر
أصغرت من زمني ما كنت أكبره / لما نظرت إلى آياته الكبر
وهاك بكراً تريك الحسن في خفر / إذا تجلت وحسن البكر في الخفر
لها بذكرك أنفاس معطرة / كما تنفست الأزهار في السحر
طالع بغرتك الميمون طائرها / نواظراً بك في أمن من الطير
ولا تدعني في كف الزمان سدى / كالقوس عطلها الرامي من الوتر
وقد تلين الليالي بعد قسوتها / ويسمح الورد بعد الشوك بالزهر
لم ألق في الورد إلا ما أنست به / وأنت لي وزير من وحشة الصدر
أيها البدر لا عداك التمام
أيها البدر لا عداك التمام / وسقانا من راحتيك الغمام
لح طليقاً بصفح صقيل / مثل ما رقرق الفرند الحسام
وأجل ثغراً نشيم الأماني / بارقاً للسماح فيه ابتسام
قد حططنا الرحال في ظل دوح / أثمر البر فيه والإكرام
ورأينا تواضعاً من مهيب / بمعاليه تسوج الأعظام
قاعد والزمان بين يديه / قائم والصروف والأيام
كلها سامع إليه مطيع / ينفذ النقض فيه والإبرام
من يطع ربه تطعه الليالي / وتجئه الورى وهم خدام
هو رضوان في سكينة رضوى / رضي الله عنه والإسلام
يا كتابي بالله قبل يديه / بدلاً من فمي ففيه احتشام
ثم بين له بأن ثوائي / كان عاماً والآن جاء عام
ولبيد لم يشترط لبكاء / غير حول مضى وقال سلام
قل له قد أتته منا القوافي / كالأزاهير شق عنها الكمام
جالبات من المديح إليه / مسك دارين فض عنه الختام
فأدرنا فرائد المدح بحراً / يغرق الدر فيه وهو تؤام
والأماني شبائب لم تفارق / غرة العيش والرجاء غلام
يتغنى من المديح بلحن / فهمته منه الأيادي الجسام
رش وطوق فإنما أنت دوح / رف بالمكرمات وهي جمام
حثنا للرحيل عنك اضطرار / ولا رواحنا لديك مقام
للرزق أسباب ومن أسبابه
للرزق أسباب ومن أسبابه / أعمال ناجية وشد حزام
حرق كأني فوق عوج ضلوعها / ألف أقيمت فوق عطفه لام
وكأن زورتها ربابة ياسر / لزت بأربعة من الأزلام
لم يبق منها نصها إلا سفا / كالريح تمسكه يدي بزمام
من نام عن حاجاته لم يلقها / إلا بواسطة من الأحلام
شيئان في الأسفار يكتنفانها / كسب الخطير وصحة الأجسام
لا أم لي إن لم أيمم مسلكاً / يهدي الحياة إلي فيه حمامي
فالعذب يأجن طعمه ما لم يكن / ينساب بين أباطح وآكام
والعضب يدركه الصدا ما لم يبل / في كل معركة بضرب الهام
خيمت من حنق بأرض مضيعة / والرأي خلفي والهوى قدامي
حتى رأيت العجز أودى بي كما / أودى الغرام بعروة بن حزام
أكل الخمول بها بنات خواطري / أكل الوصي ذخائر الأيتام
يا دهر دعوة من يؤمل أن يرى / بعلاك منتصفاً من الأيام
فأثيل مجدك نلته عن آدم / وسمو قدرك حزته عن سام
وإذا تغالى لحمها وتحسرت
وإذا تغالى لحمها وتحسرت / وتقطعت بعد الكلال خدامها
فلها هياب في الزمام كأنها / صهباء خف مع الجنوب جهامها
خلق الوزير أبي العلاء خوارج
خلق الوزير أبي العلاء خوارج / لكنها ليست ترى التحكيما
بحر وصارمه الدامي براحته
بحر وصارمه الدامي براحته / نهر على ضفتيه يانع الثمر
روض المنايا على أن الدماء به / وإن تخالفن أبدال من الزهر
أشعر الناس يوسف بن حنين
أشعر الناس يوسف بن حنين / باتفاق من البرية فيه
غير أن الزمان جار عليه / فكساه الحرمان خفي أبيه
لها قسمة بين الرواة وبينكم
لها قسمة بين الرواة وبينكم / فمن قسمة ضيزى إلى قسمة عدل
بأفواههم منا جنى النحل كلما / رووها وفي أستاهكم إبر النحل
يا ذئاباً بدت لنا
يا ذئاباً بدت لنا / في ثياب ملونة
أحلالاً رأيتم / أكلنا في المدونة
أهل الرياء لبستم ناموسكم
أهل الرياء لبستم ناموسكم / كالذئب يذبح في الظلام العاتم
فملكتم الدنيا بمذهب مالك / وقسمتم الأموال بابن القاسم
وركبتم شهب البغال بأشهب / وبأصبغ صبغت لكم في العالم
ملاك أمري والذي أرتجي
ملاك أمري والذي أرتجي / هين على الرحمن في قدرته
ألف من الشقر وأقلل بها / لعالم أربى على بغيته
بأخذها زرياب في دفعة / وصنعتي أشرف من صنعته