المجموع : 1702
لَعَمرُكَ ما غادَرتُ مَطلِعَ هَضبَةٍ
لَعَمرُكَ ما غادَرتُ مَطلِعَ هَضبَةٍ / مِنَ الفِكرِ إِلّا وَاِرتَقَيتُ هِضابَها
أَقَلُّ الَّذي تَجني الغَواني تَبرُّجٌ / يُري العَينَ مِنها حَليهَا وَخِضابَها
فَإِن أَنتَ عاشَرتَ الكَعابَ فَصادِها / وَحاوِل رِضاها وَاِحذَرَ نَّغَضابَها
فَكَم بَكَرَت تَسقي الأَمَرَّ حَليلَها / مِنَ الغارِ إِذ تَسقي الخَليلَ رُضابَها
وَإِنَّ حِبالَ العَيشِ ما عَلِقَت بِها / يَدُ الحَيِّ إِلّا وَهيَ تَخشى اِنقِضابَها
إِذا ما عَراكُم حادِثٌ فَتَحَدَّثوا
إِذا ما عَراكُم حادِثٌ فَتَحَدَّثوا / فَإِنَّ حَديثَ القَومِ يُنسي المَصائِبا
وَحيدوا عَنِ الأَشياءِ خيفَةَ غَيِّها / فَلَم تُجعَلِ اللَذاتُ إِلّا نَصائِبا
وَما زالَتِ الأَيّامُ وَهيَ غَوافِلٌ / تُسَدِّدُ سَهماً لِلمَنِيَّةِ صائِبا
اللَهُ لا رَيبَ فيهِ وَهوَ مُحتَجِبٌ
اللَهُ لا رَيبَ فيهِ وَهوَ مُحتَجِبٌ / بادٍ وَكُلٌّ إِلى طَبعٍ لَهُ جَذَبا
أَهلُ الحَياةِ كَإِخوانِ المَماتِ فَأَه / وِن بِالكُماةِ أَطالوا السُمرَ وَالعَذَبا
لايَعلَمُ الشَريُ ما أَلقى مَرارَتَهُ / إِلَيهِ وَالأَريُ لَم يَشعُر وَقَد عَذُبا
سَأَلتُموني فَأَعيَتني إِجابَتُكُم / مَن اِدَّعى أَنَّهُ دارٍ فَقَد كَذِبا
إِن يَصحَبِ الروحَ عَقلي بَعدَ مَظعَنِها
إِن يَصحَبِ الروحَ عَقلي بَعدَ مَظعَنِها / لِلمَوتِ عَنِّيَ فَأَجدِر أَن تَرى عَجَبا
وَإِن مَضَت في الهَواءِ الرَحبِ هالِكَةً / هَلاكَ جِسمِيَ في تُربي فَواشجَبا
الدَينُ إِنصافُكَ الأَقوامَ كُلَّهُمُ / وَأَيُّ دينٍ لِأَبي الحَقِّ إِن وَجَبا
وَالمَرءُ يُعيَيهِ قَودُ النَفسِ مُصبِحَةً / لِلخَيرِ وَهوَ يَقودُ العَسكَرَ اللَجِبا
وَصَومُهُ الشَهرَ ما لَم يَجنِ مَعصِيَةً / يُغنيهِ عَن صَومِهِ شَعبانَ أَو رَجَبا
وَما اِتَّبَعتُ نَجيباً في شَمائِلِهِ / وَفي الحِمامِ تَبِعتُ السادَةَ النُجُبا
وَاِحذَر دُعاءَ ظَليمٍ في نَعامَتِهِ / فَرُبَّ دَعوَةِ داعٍ تَخرُقُ الحُجُبا
لا تَفرَحَنَّ بِفَألٍ إِن سَمِعتَ بِهِ
لا تَفرَحَنَّ بِفَألٍ إِن سَمِعتَ بِهِ / وَلا تَطَيَّر إِذا ما ناعِبٌ نَعَبا
فَالخَطبُ أَفظَعُ مِن سَرّاءَ تَأمُلُها / وَالأَمرُ أَيسَرُ مِن أَن تُضمِرَ الرُعُبا
إِذا تَفَكَّرتَ فِكراً لا يُمازِجُهُ / فَسادُ عَقلٍ صَحيحٍ هانَ ما صَعُبا
فَاللُبُّ إِن صَحَّ أَعطى النَفسَ فَترَتَها / حَتّى تَموتَ وَسَمّى جِدَّها لَعِبا
وَما الغَواني الغَوادي في مَلاعِبِها / إِلّا خَيالاتُ وَقتٍ أَشبَهَت لُعَبا
زِيادَةُ الجِسمِ عَنَّت جِسمَ حامِلِهِ / إِلى التُرابِ وَزادَت حافِراً تَعَبا
لَو كُنتُمُ أَهلَ صَفوٍ قالَ ناسِبُكُم
لَو كُنتُمُ أَهلَ صَفوٍ قالَ ناسِبُكُم / صَفوِيَّةٌ فَأَتى بِاللَفظِ ما قُلِبا
جُندٌ لِإِبليسَ في بَدليسَ آوِنَةً / وَتارَةً يَحلِبونَ العَيشَ في حَلَبا
طَلَبتُمُ الزادَ في الآفاقِ مِن طَمَعٍ / وَاللَهُ يُوجَدُ حَقاً أَينَما طُلِبا
وَلَستُ أَعني بِهَذا غَيرَ فاجِرِكُم / إِنَّ التَقِيَّ إِذا زاحَمتَهُ غَلَبا
كَالشَمسِ لَم يَدنُ مِن أَضوائِها دَنَسٌ / وَالبَدرُ قَد جَلَّ عَن ذَمٍّ وَإِن ثُلِبا
وَما أَرى كُلَّ قَومٍ ضَلَّ رُشدُهُمُ / إِلّا نَظيرَ النَصارى أَعظَموا الصُلُبا
يا آلَ إِسرالَ هَل يُرجى مَسيحُكُمُ / هَيهاتَ قَد مَيَّزَ الأَشياءَ مَن خُلِبا
قُلنا أَتانا وَلَم يُصلَب وَقَولُكُمُ / ما جاءَ بَعدُ وَقالَت أُمَّةٌ صُلِبا
جَلَبتُمُ باطِلَ التَوراةِ عَن شَحَطٍ / وَرُبَّ شَرٍّ بَعيدٍ لِلفَتى جُلَبا
كَم يُقتَلُ الناسُ ما هَمُّ الَّذي عَمَدَت / يَداهُ لِلقَتلِ إِلّا أَخذُهُ السَلَبا
بِالخُلفِ قامَ عَمودُ الدينِ طائِفَةٌ / تَبني الصُروحَ وَأُخرى تَحفُرُ القُلُبا
الأَمرُ أَيسَرُ مِمّا أَنتَ مُضمِرُهُ
الأَمرُ أَيسَرُ مِمّا أَنتَ مُضمِرُهُ / فَاِطرَح أَذاكَ وَيَسِّر كُلَّ ما صَعُبا
وَلا يَسُرُّكَ إِن بُلِّغتَهُ أَمَلٌ / وَلا يَهُمُّكَ غِربيبٌ إِذا نَعبا
إِن جَدَّ عالَمُكَ الأَرضِيُّ في نَبَإٍ / يَغشاهُمُ فَتَصَوَّر جِدَّهُم لَعِبا
ما الرَأيُ عِندَكَ في مَلكٍ تَدينُ لَهُ / مِصرٌ أَيَختارُ دونَ الراحَةِ التَعَبا
لَن تَستَقيمَ أُمورُ الناسِ في عُصُرٍ / وَلا اِستَقامَت فَذا أَمناً وَذا رَعِبا
وَلا يَقومُ عَلى حَقٍّ بَنو زَمَنٍ / مِن عَهدِ آدَمَ كانوا في الهَوى شُعَبا
قَد يَسَّروا لِدَفينٍ حانَ مَصرَعُهُ
قَد يَسَّروا لِدَفينٍ حانَ مَصرَعُهُ / بَيتاً مِنَ الخُشبِ لَم يُرفَع وَلا رَحُبا
يا هَؤُلاءِ اِترُكوهُ وَالثَرى فَلَهُ / أُنسٌ بِهِ وَهوَ أَولى صاحِبٍ صُحِبا
وَإِنَّما الجِسمُ تُربٌ خَيرُ حالَتِهِ / سُقيا الغَمائِمِ فَاِستَسقوا لَهُ السُحُبا
صارَ البَهيجُ مِنَ الأَقوامِ خَطَّ سَفا / وَقَد يُراعُ إِذا ما وَجهُهُ شَحُبا
سِيّانِ مَن لَم يَضِق ذَرعاً بُعَيدَ رَدىً / وَذارِعٌ في مَغاني فِتيَةٍ سُحُبا
فَاِفرِق مِنَ الضَحِكِ وَاِحذَر أَن تُحالِفهُ / أَما تَرى الغَيمَ لَمّا اِستُضحِكَ اِنتُحِبا
مِن قِلَّةِ اللُبِّ عِندَ النُصحِ أَن تَأبى
مِن قِلَّةِ اللُبِّ عِندَ النُصحِ أَن تَأبى / وَأَن تَرومَ مِنَ الأَيّامِ إِعتابا
خَلِّ الزَمانَ وَأَهليهِ لِشَأنِهِمُ / وَعِش بِدَهرِكَ وَالأَقوامِ مُرتابا
سارَ الشَبابُ فَلَم نَعرِف لَهُ خَبَراً / وَلا رَأَينا خَيالاً مِنهُ مُنتابا
وَحُقٌّ لِلعَيسِ لَو نالَت بِنا بَلَداً / فيهِ الصِبا كَونُ عودِ الهِندِ أَقتابا
أَلقى الكَبيرُ قَميصَ الشَرخِ رَهنَ بِلىً / ثُمَّ اِستَجَدَّ قَميصَ الشَيبِ مُجتابا
مازالَ يَمطُلُ دُنياهُ بِتَوبَتِهِ / حَتّى أَتَتهُ مَناياها وَما تابا
خَطُّ اِستِواءٍ بَدا عَن نُقطَةٍ عَجَبٍ / أَفنَت خُطوطاً وَأَقلاماً وَكُتّابا
لَو كُنتَ رائِدَ قَومٍ ظاعِنينَ إِلى
لَو كُنتَ رائِدَ قَومٍ ظاعِنينَ إِلى / دُنياكَ هَذي لَما أَلفَيتَ كَذّابا
لَقُلتَ تِلكَ بِلادٌ نَبتُها سَقَمٌ / وَماؤُها العَذبُ سُمٌّ لِلفَتى ذابا
هِيَ العَذابُ فَجُدّوا في تَرَحُّلِكُم / إِلى سِواها وَخَلّوا الدارَ إِعذابا
وَما تَهَذَّبَ يَومٌ مِن مَكارِهِها / أَو بَعضُ يَومٍ فَحُثّوا السَيرَ إِهذابا
خَبَّرتُكُم بِيَقينٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ / وَلمَ أَكُن في حِبالِ المينِ جَذّابا
أَثرى أَخوكَ فَلَم يَسكُب نَوافِلَهُ
أَثرى أَخوكَ فَلَم يَسكُب نَوافِلَهُ / وَحَلَّ رُزءٌ فَظَلَّ الدَمعُ مَسكوبا
أَما تُبالي إِذا عَلَّتكَ غانِيَةٌ / مِن كوبِها الراحَ أَن أَصبَحتَ مَنكوبا
أَينَ الَّذينَ تَوَلّوا قَبلَنا فَرَطاً / أَما تُسائِلُ عَمَّن بانَ أُركوبا
لَو كُنتَ يَعقوبَ طَيرٍ كُنتَ أَرشَدَ في
لَو كُنتَ يَعقوبَ طَيرٍ كُنتَ أَرشَدَ في / مَسعاكَ مِن أُمَمٍ تُنمى لِيَعقوبا
ضَلّوا بِعِجلٍ مَصوغٍ مِن شُنوفِهِمُ / فَاِستَنكَروا مِسمَعاً لِلشَنفِ مَثقوبا
وَلَن يَقومَ مَسيحٌ يُجمَعونَ لَهُ / وَخِلتَ واعِدَهُم مِنَ الخُلفِ عُرقوبا
وَإِنَّ دُنياكَ هَذي مِثلُ قائِبَةٍ / وَسَوفَ يَقطَعُ مِنها رَبُّها القوبا
يُغنيكَ مَنسوجُ بارِيٍّ تُصانُ بِهِ / عَن بُسطِ مُحكَمَةٍ مِن نَسجِ قُرقوبا
فَاِحذَر لُصوصَ الأَماني فَهِيَ سارِقَةٌ / رَدَّت عَنِ الَّدينِ قَلبَ المَرءِ مَنقوبا
سُرحوبُ عَمَّن سَرى لِلَّهِ مُبتَعَثاً
سُرحوبُ عَمَّن سَرى لِلَّهِ مُبتَعَثاً / وَجَناءَ في الكورِ أَو في السَرحِ سُرحوبا
في لاحِبٍ لا يَعودُ السالِكونَ بِهِ / مِثلَ اِبنِ الأَبرَصِ لَمّا عادَ مَلحوبا
أَمّا الأَنامُ فَقَد صاحَبتُهُم زَمَناً / فَما رَضيتُ مِنَ الخِلّانِ مَصحوبا
لا تَغشَهُم كَوُلوجِ الهَمِّ يَطرُقُهُم / بِالكُرهِ بَل مِثلَ وَسقِ الخَيرِ مَصحوبا
إِن كُنتَ صاحبَ إِخوانٍ وَمائِدَةٍ
إِن كُنتَ صاحبَ إِخوانٍ وَمائِدَةٍ / فَاِحبُ الطُفَيلِيَّ تَأهيلاً وَتَرحيبا
لا تَلقَيَنهُ بِتَعبيسٍ لِتوحِشُهُ / فَالزادُ يَفنى وَلا يُبقي الأَصاحيبا
يَقفو اللَئيمُ كَريمَ القَومِ مُكتَسِباً / إِنَّ السَراحينَ يَتبَعنَ السَراحيبا
لَم يَقدُرِ اللَهُ تَهذيباً لِعالَمِنا
لَم يَقدُرِ اللَهُ تَهذيباً لِعالَمِنا / فَلا تَرومَنَّ لِلأَقوامِ تَهذيبا
وَلا تُصَدِّقُ بِما البُرهانُ يُبطِلُهُ / فَتَستَفيدُ مِنَ التَصديقِ تَكذيبا
إِن عَذَّبَ اللَهُ قَوماً بِاِجتِرامِهِمُ / فَما يُريدُ لِأَهلِ العَدلِ تَعذيبا
يَغدو عَلى خِلِّهِ الإِنسانُ يَظلِمُهُ / كَالذيبِ يَأكُلُ عِندَ الغِرَّةِ الذيبا
يا راعِيَ المُصرِ ما سَوَّمتَ في دَعَةٍ
يا راعِيَ المُصرِ ما سَوَّمتَ في دَعَةٍ / وَعِرسُكَ الشاةُ فَاِحذَر جارَكَ الذيبا
تَرومُ تَهذيبَ هَذا الخَلقُ مِن دَنَسٍ / وَاللَهُ ما شاءَ لِلأَقوامِ تَهذيبا
وَما رَوِيتَ بِعَذبٍ حَلَّ في قُلُبٍ / حَتّى تَكَلَّفتَ إِعناتاً وَتَعذيبا
فَاِعرِف لِصادِقِكَ الأَنباءَ مَوضِعَهُ / واجِزِ الكَذوبَ عَلى ما قالَ تَكذيبا
يا آلَ غَسّانَ أَقوى مِنكُمُ وَطَنٌ
يا آلَ غَسّانَ أَقوى مِنكُمُ وَطَنٌ / تَغشى العُفاةُ بِهِ الشُبّانَ وَالشيبا
تَسقونَهُم مِن حَليبِ الجَفنِ صافِيَةً / بِبارِدٍ كَحَليبِ الجَفنِ ما شيبا
إِن كُنتَ يَعسوبَ أَقوامٍ فَخَف قَدَراً
إِن كُنتَ يَعسوبَ أَقوامٍ فَخَف قَدَراً / ما زالَ كَالطِفلِ يَصطادُ اليَعاسيبا
وَإِن تَكُن بِمِنا سيبٍ لِمَهلَكَةٍ / فَكَم طَوى الدَهرُ أَقيالاً مَناسيبا
إِذا كانَت لَكَ اِمرَأَةٌ عَجوزٌ
إِذا كانَت لَكَ اِمرَأَةٌ عَجوزٌ / فَلا تَأخُذ بِها أَبَداً كَعابا
فَإِن كانَت أَقَلَّ بَهاءَ وَجهٍ / فَأَجدَرُ أَن تَكونَ أَقَلَّ عابا
وَحُسنُ الشَمسِ في الأَيّامِ باقٍ / وَإِن مَجَّت مِن الكِبَر اللُعابا
لا تَكذِبَنَّ فَإِن فَعَلتَ فَلا تَقُل
لا تَكذِبَنَّ فَإِن فَعَلتَ فَلا تَقُل / كَذِباً عَلى رَبِّ السَماءِ تَكَسُّبا
فَاللَهُ فَردٌ قادِرٌ مِن قَبلِ أَن / تُدعى لِآدَمَ صورَةٌ أَو تُحسَبا
وَإِذا اِنتَسَبتَ فَقُلتَ إِنّي واحِدٌ / مِن خَلقِهِ فَكَفى بِذاكَ تَنَسُّبا
أَشباحُ إِنسٍ يَخضِبونَ صَوارِماً / تَحتَ العَجاجِ وَيَركُضونَ الشُسبا
وَيُمارِسونَ مِنَ الظَلامِ غَياهِباً / وَيُواصِلونَ فَيَقطَعونَ السَبسَبا
وَمُرادُهُم عَذبٌ خَسيسٌ قَدرُهُ / شَرِبوا لَهُ مَقراً لِكَيما يَلسِبا
وَلَقَد عَلِمتُ فَما التَمَضُّرُ نافِعي / أَنّي سَأَتبَعُ نَيسَباً لِاِبنَي سَبا
سَبَأَ المُدامَةَ فَاِستَدامَ مَسَرَّةً / فيما يُظَنُّ وَلَم يَرِع لمّا سَبى
روحٌ إِذا رَحَلَت عَنِ الجِسمِ الَّذي / سَكَنَت بِهِ فَمَآلُهُ أَن يَرسُبا