القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الجُرجاني الكل
المجموع : 110
أبا قاسم ما للحِجى عند معدِلُ
أبا قاسم ما للحِجى عند معدِلُ / ولا للعُلى إلا عليك مُعَوَّلُ
عَهِدتُك لا يَثنى اعتزامك حادثٌ / مُلمٌّ ولا يحتاجُ صبرَك مُعضِلُ
تأمَّل تصاريفَ الزمانِ فإنَّما / يُكشِّفُ أسرارَ الأمورِ التأمُّلُ
أتبصرُ مَغبوطاً بحالٍ تَسُرُّهُ / إذا كَمُلَت لم تَبتَد تَتَحوَّلُ
نعيشُ كما تَهوى الخطوبُ تقودُنا / مذاهبُ آمالٍ تجورُ وتَعدِلُ
إذا ما تأمَّلنا الخُطوبَ وَكرّها / علينا عَلِمنا أنَّنا نَتَعَلَّلُ
وقَصرُ الَجزوعِ الصَّبرُ لكنَّ كُلمَّا / تقدَّمَ من صَبرِ الفتى فهو أجملُ
فَتَى كَيفما مِلنَا رأينا له يداً
فَتَى كَيفما مِلنَا رأينا له يداً / بعيدةَ مَرمَى الشكر مَطلبُها سَهلُ
خفيفُ على الأعناق مَحمَلُ مَنِّهَا / ولكن على الإنكار من عَدِّها ثقلُ
وواله ما أَفضَى من المال ما نَشَا / إلى كَفِّه إلا العِنانُ أو النَّصلُ
تَفَرَّقَ طُلابُ المساعي فَكُلُّهم / إذا اجتمعوا بعضٌ وأنت له كلُّ
وما فرَّعَ الأقوامُ في المجدِ / فباهوا به إلا وأنتَ له أصلُ
لا وَجُفون يَغضُّها العذَلُ
لا وَجُفون يَغضُّها العذَلُ / عن وَجناتٍ تُذيبُهَا القُبَلُ
ومُهجة للهوى مُعَرَّضة / تعيثُ فيها القُدُودُ والُمقَلُ
ما عاش من غاب عن ذَرَاك وإن / أخَّرَ ميقاتَ يوِمهِ الأَجَلُ
أنا الوليّ الذي إذا كُشِفَت
أنا الوليّ الذي إذا كُشِفَت / أسرارُهُ قيلَ أخلصَ الرَّجُلُ
مودَّةٌ لا يشينُها ملقٌ / ونيَّةٌ لا يشوبُها دَخَلُ
إذا دَنَا فالولاءُ مُشتهرٌ / وإن نأى فالثَّناءَ مُتَّصلُ
ليَهنَ ويسعد من به سعدَ الفضلُ
ليَهنَ ويسعد من به سعدَ الفضلُ / بدارٍ هي الدنيا وسائرهُا فضلُ
بها خيَّم الإقدامُ والحزمُ والنُّهى / وفيها استقر العلمُ والحلمُ والبذلُ
تولَّى له تقديرها رحبُ صدره / على قدرِه والشَّكلُ يُعجبه الشَّكلُ
فجاءت على وفقِ الضَّمير كأنما / تصورتِ الآمال فهي لها مثلُ
بَنِيَّةُ مجدٍ تشهدُ الأرضُ أنها / ستُطوى وما حاذي السماءَ لها مثلُ
تُكلِّف أحداقَ العيونِ تخاوُصاً / إليها كأنَّ الناسَ كلَّهمُ قُبلث
منارٌ لأبصارِ السراة وربُّها / منالٌ لآمال العُفَاةِ إذا ضلُّوا
سحابٌ علا فَوقَ السَّحَاب مصاعدا / وأحرِ بأن يَعلوَ وأنت له وبلُ
وقد اسبلَ الخيريُّ كمَّي مفاخر / بصحن به للملك يجتمعُ الشَّملُ
كما طلع النَّسرُ المنيرُ مُصفِّقاً / جَنَاحيه لولا أن مطلَعه غُفل
بَنيتَ على هامِ العداةِ بَنيَّةً / تمكنَ منها في قلوبهمُ الغلُّ
ولو كنت ترضى هامهم شرفاً لها / أتوك بها جُهدَ المقلِّ ولم يألُوا
ولكن أراها لو هَمَمتَ برفعها / أبى الله أن تَعلَوَ عليك فلم تعل
تحُجُّ لها الآمالُ من كُلَّ وجهةٍ / وينحَرُ في حافاتها البخلُ والمحلُ
وما ضرَّها ألا تُقَابلُ دجلة / وفي حافتيها يلتقي الفيضُ والهطلُ
تَجَلَّى لأطراف العراقِ سُعودُها / فَعَادَ إليها الملكُ والأمنُ والعدلُ
كذا السَّعدُ قد القى عليها شعاعَه / فليس لنَحسٍ في مطارِفها فِعلُ
وقالوا تَعدَّى خلقَه في بنائها / وكان وما غيرُ النوال به شُغلُ
فقلتُ إذا لم يُلهه ذاك عن نَدىً / فماذا على العَليَاءِ إن كَانَ لا يخلو
إذا النَّصلُ لم يُذمَم نجاراً وشيمةً / تأنَّقَ في غِمدٍ يُصانُ به النَّصلُ
تملَّ على رغم الحواسد والعدا / عُلاك وعش للجود ما قَبُحَ البُخلُ
ليَهنِ الصاحبَ المسعودَ عيدٌ
ليَهنِ الصاحبَ المسعودَ عيدٌ / تولَّته السعادُة والقبولُ
لهُ من مجدِهِ غُررٌ توالى / عليه ومن مدائِحهِ حُجُولُ
فلا زالت له الأعيادَ تَترى / تتابعُ بينها العمرُ الطويلُ
ولا بَرحَت به الأفلاكُ تجري / على شمسينِ ما لهُما أفُولُ
معاليه المنيرةُ في ذُرَاهَا / وفي الأقطار نائِلُهُ الجزيل
وكنتُ متى أَشحذ بِلفظكَ خاطِرِي
وكنتُ متى أَشحذ بِلفظكَ خاطِرِي / يَقُم لي على ما في النُّفوسِ دَليلُ
وأحسن ما قال امرؤ فيك دعوة / تلاقَت عليها نيةٌ وقَبُولُ
وشكر كأن الشَّمس تُعني بِنشرِهِ / ففي كلِّ أرضٍ مُخبِرٌ ورسولُ
يبثَّانِ عَرفَ العُرفِ حتى كأنما / تروقُ في يوم الشَّمال شمول
وكم لك نُعمى لو تصدَّى لشُكرِها / لسانٌ مُعدٌّ لاعتراهُ نُكُول
أكلَّفُ نفسي أن أقابلَ عَفوَها / بجهديِ وَهَل يُجزيِ الكثيرَ قلِيلُ
فإن أنا لم اصدع بِشُكرِك إنَّنِي / وحَاشاي من خُلقِ البخيلِ بخيلُ
التَّصابي بلا شبَابٍ مُحال
التَّصابي بلا شبَابٍ مُحال /
هذا أبو مُضر كفتنا كَفُّه
هذا أبو مُضر كفتنا كَفُّه / شكوى اللئضامِ فما نَذُمُّ لئيما
هذا الجسيمُ مَوَاهباً هذا الشري / ف مَنَاصِباً هذا المهذَّب خِيما
سمكَت كهمّتهِ السماءُ ومُثِّلت / فيها خلائقُه الشراف نُجُوما
نشوان قد جعل المحامدَ والعُلا / دون الُمدَامة ساقياً ونَديما
أعدَى الأنامَ طباعُهُ فتكَرَّمُوا / لو جاز أن يُدعَى سواه كريما
لو لم أُشرِّف بامتداحك مَنطقي / ما انقاد نحوك خاطِري مزموما
لكن رأى شَرفَ المصاهر فاغتَدى / يُهدي إليك لُبَابه المكتوما
فحباك من نَسجِ العقول بغَادَةٍ / قَطَعَت إليك مقاصداً وعُزُوماً
لما تَبَيَّنَتِ الكفاءَةَ أقسَمَت / ألا تغرب بَعدَها وتقيما
لا تبغها مَهراً فقد أمهَرتَها / نُعمَاك عندي حادثاً وقديما
ألزمتُ شكرك منطقي وأناملي / وأقمتُ فكري بالوفاءِ زَعِيما
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما / رأَوْا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم / ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا / بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
وما زلتُ مُنحازاً بعِرْضيَ جانباً / من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى / ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها / مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما / وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبت / أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما
ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه / وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما
وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ / إذا لم أَنلها وافرض العرضِ مُكرما
وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً / وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما
وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل / إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما
وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً / وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي / لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً / إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم / ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا / مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
فإن قُلتَ جَدُّ العلم كابٍ فإنما / كبا حين لم يُحرسْ حماه وأُسلما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني / ولا كلُّ من في الأرضِ أرضاه مُنَعَّما
ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ / أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما
إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره / إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما
إذا زادت الأيامُ فينا تَحامُلاً
إذا زادت الأيامُ فينا تَحامُلاً / وحيفاً على الأحرار زاد تكَرُّما
فاسلم لأفراد المعاني إنها
فاسلم لأفراد المعاني إنها / تَبقَى وتَسلَمُ ما عَمَرتَ سليماً
وإذا ما عددتُ أيام عمري
وإذا ما عددتُ أيام عمري / قلتُ للشَّيب مرحباً بالظَّلوم
قَومٌ إذا خرأُوا خَلَّوهُ وانصرَفُوا
قَومٌ إذا خرأُوا خَلَّوهُ وانصرَفُوا / أليسَ ذا كَرمَاً ناهيكَ عن كَرمِ
سأَبعدُ عنكمُ وأَروضُ نفسي
سأَبعدُ عنكمُ وأَروضُ نفسي / وأنظر كيف صَبري واعتزامي
فإمَّا أن يُفارقني هواكم / وإما أن يُواصلَني حِمامي
ولي إلفانِ من شَوقٍ ودَمعِ / يُعينان السَّهَادَ على مَنامِي
أقولُ إذا الجنوبُ جَرَت بليلٍ / على حيِّ وساكنها سلامي
وقد كان الخيالُ يُعين عيناً / مؤرَّقة على دَمعٍ سِجَامِ
ولو عادَ المنامُ أعاد وَصلي / ولكن لا سبيلَ إلى المنَام
قرابك في فؤاد مستَهامٌ / وأجفانٍ مُضرَّجة دَوامي
ومشتاق إليك يَرَى التَّسَليَّ / وحُسنَ الصَّبرِ عنك من الآثام
أبي فضلهٌ أن أغتدي غيرَ شاكرٍ
أبي فضلهٌ أن أغتدي غيرَ شاكرٍ / لأنعُمهِ أو يغتدي غيرَ مُنعِمِ
وما استبعدَ الحرَّ الكريَم كنعمةٍ / يَنَالُ بها عَفواً ولم يتكَلَّمِ
سأثني وإن لم يبلغ القولُ مبلغاً / فإنَّ لسانَ الحالِ ليسَ بأعجمِ
ولو أن شكراً مدَّ من صوت شاكر / لأسمعت من بين الحطيم وزَمزمِ
إذا قيل هذا مَغنَمٌ لك مُعرِضاً / أبيتُ وقلتُ العزُّ أعظمُ مَغنَمِ
وأرى المديحَ إذا عداك نقيصةً
وأرى المديحَ إذا عداك نقيصةً / فأعافُهُ ولو أنه في حَاتمِ
فإذا امتَدحتُ سواكَ قال الشِّعر لي / لم تَرعَ حقّي إذ أَبَحتَ مَحَارمي
يهدي إلى العلماء من أَنفاسهِ
يهدي إلى العلماء من أَنفاسهِ / ما شئتَ من علمٍ وليسَ بعالم
ويشيعُ أسرار القلوب إذا جَرَي / يَنثو السرائرَ عن لسانِ كاتم
من عاذري من زمنٍ ظالم
من عاذري من زمنٍ ظالم / ليس بمستحي ولا راحم
تفعلُ بالأحرار أحداثُه / فِعلَ الهوى الدَّنفِ الهائمِ
كأنما أصبحَ يرميهمُ / عن جَفنِ مولاي أبي القاسم
يا نسيم الجنوب بالله بلغ
يا نسيم الجنوب بالله بلغ / ما يَقُولُ المتَيَّمُ المستَهامُ
قل لأحبابه فداكُم فُؤادٌ / ليس يَسلُو ومُقلةٌ لا تنامُ
بِنتُم فالسَّهادُ عندي مُقيمٌ / مذ نأيتُم والعَيشُ عِندي حِمَامُ
فعلى الكَرخِ فالقطيعةِ فالش / شَط فَبابِ الشَّعيرِ منِّي السَّلامُ
يا ديارَ السُّرورِ لا زالَ يبكي / بِكِ في مضحكِ الرِّياض غَمَامُ
رُبَّ عَيشٍ صَحبتُه فيك غَضٌّ / وجُفونُ الخُطوبِ عَنِّي نِيامُ
في ليالٍ كأنهنَّ أمانٌ / من زمانٍ كأنَّه أحلامُ
وكأن الأوقاتَ فيها كُؤُوسٌ / دائراتٌ وأنسُهنَّ مُدَامٌ
زَمَنٌ مسُعدٌ وإلفٌ وَصُولٌ / ومُنىً تستلذُّها الأوهامُ
كُلُّ أُنسٍ ولَذَّةٍ وسُرورٍ / بَعد ما بِنتُم عليَّ حرام
وَكَأَيِّن من مَعشَرٍ في أُنا / سٍ أخوهم فوقهمُ وهم كِرامُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025