المجموع : 232
إذا الصَّبا بنسيمِ الوردِ والزَّهرِ
إذا الصَّبا بنسيمِ الوردِ والزَّهرِ / تعطَّرَتْ وجرَتْ في آخرِ السَّحَرِ
حمَّلتُها من سَلامي ما تبلِّغُهُ / مَن دارُهُ بين سمعِ الملكِ والبصرِ
أعني به الشيخَ مولانا العميدَ أبا / نصرِ بنِ مشكانَ فردَ الدهرِ والبشرِ
إذا تناوبت الأخبارُ مفخرةً / زادتْ محاسنُ لقياهُ على الخبرِ
وإن تداولتِ الأسحارُ سؤددهُ / صلَّى عليهِ لسان الشعرِ في السَّمَرِ
أنظر إلى البدرِ في أسرِ الكسوف بدا
أنظر إلى البدرِ في أسرِ الكسوف بدا / مستسلِماً لقضاء اللهِ والقَدَرِ
كأنَّهُ وجهُ معشوقٍ أدلَّ على / عشاقِهِ فابتلاهُ اللهُ بالشَّعَرِ
كتبتُ إليكَ من سكرِ السرورِ
كتبتُ إليكَ من سكرِ السرورِ / وكاساتٌ تدورُ على بدورِ
وماءُ الوردِ يهطلُ من سحاب ال / بُخورِ على السَّوالفِ والنُّحورِ
وعينُ الدهرِ قد نامتْ فقامتْ / لنا سوقُ الملاهي والسرورِ
وقد قادَ الغلامُ إليكَ طِرفي / فرأيُكَ لا عدمتكَ في الحضورِ
نظرتُ فلم أجِدْ لكَ من نظيرِ
نظرتُ فلم أجِدْ لكَ من نظيرِ / ولم أسْمَعْ بمثلِكَ من وزيرِ
كريمِ الخيمِ مرموقِ السجايا / شريفِ المُنْتَمى عفِّ الضميرِ
بديع اللفظ سَحَّارِ المعاني / فسيحِ الخطوِ في الأدبِ الغزيرِ
على الأعداءِ كالقدرِ المُبيرِ / وللأصحابِ كالقمرِ المنيرِ
الغيمُ بينَ مُمَسَّكٍ ومُعَصْفَرِ
الغيمُ بينَ مُمَسَّكٍ ومُعَصْفَرِ / والماءُ بينَ مُصَنْدَلٍ ومُعَنْبَرِ
والروضُ بينَ مُدَمْلَجٍ ومُتوَّجِ / والوردُ بينَ مدرهَمٍ ومدنَّرِ
والأرضُ قَدْ لَبِسَتْ قميصاً أخضراً / تختالُ فيه بطيلسانٍ أحمرِ
لتروقَنا بظرائفٍ ولطائفٍ / من حسنِ منظرِها وطيبِ المخبرِ
سبحانَ مُحْيِي الأرض بعد مماتِها / وكذاكَ يحيي الخلقَ يومَ المحشرِ
كم في ضميرِ الغيبِ من أسرارِ
كم في ضميرِ الغيبِ من أسرارِ / تهدي اليسارَ إلى ذوي الإعسارِ
فاسْتَشْعِرِ الظنَّ الجميلَ تَوَقُّعاً / لمناجحِ الأوطارِ في الأطوارِ
إنِّي بُليتُ بسيِّدٍ كالدهرِ إذْ
إنِّي بُليتُ بسيِّدٍ كالدهرِ إذْ / يُنْحي بسطوتِهِ على الأحرارِ
فرطُ الفظاظَةِ والصلابةِ دأْبُهُ / وأنا لديهِ بذُلَّةٍ وصَغَارِ
بي فاقةٌ غطَّيْتُها بتجمُّلٍ
بي فاقةٌ غطَّيْتُها بتجمُّلٍ / وتحمُّلٍ وتَخَمُّلٍ وتَسَتُّرِ
فالحالُ ظاهرُها مروءة موسِرٍ / لكنَّ باطِنَها خَصَاصَةُ ومعسرِ
يا لابساً لنقابِ وردٍ أحمرِ
يا لابساً لنقابِ وردٍ أحمرِ / يا فارشاً وجهي بوردٍ أصفرِ
حتَّامَ تُنْحِلُني بخصرٍ ناحلٍ / وتُعِلُّني بعليلِ طرفٍ أحورِ
يا واحداً في الحُسْنِ ها أنا واحدٌ / في الحُزْنِ أُصْلى حَرَّ نارٍ مضمرِ
وأَظَلُّ بينَ تذلُّلٍ وتَحَيُّرِ / إذ أنتَ بينَ تدلُّلٍ وتَجَبُّرِ
ما لي بوصفِكَ سيدي من طاقةٍ / ولوَ انَّني استمليتُ طبعَ البُحْتري
يا ربِّ أنتَ وهبتَها ليَ نعمةً
يا ربِّ أنتَ وهبتَها ليَ نعمةً / أضحَتْ تُعينُ على الزمانِ بِبِرِّها
ووهبتَ منها نعمةً لا تُلْهِني / يا ربِّ أنتَ بسُكْرِها عن شُكرِها
حاجيتُ شمسَ العلمِ فردَ العَصْرِ
حاجيتُ شمسَ العلمِ فردَ العَصْرِ /
نديمَ مولانا الأميرِ نَصْرِ /
ما حاجةٌ لكلِّ أهلِ مِصْرِ /
في كلِّ ما دار وكلّ قصْرِ /
ليست تُرى إلاّ بُعَيْدَ العصْرِ /
يا واصفَ الكأسِ بتشبيهها
يا واصفَ الكأسِ بتشبيهها / دونَكَ وصفاً عاليَ القَدْرِ
كأنَّ عينَ الشمسِ قد أُفْرِغَتْ / في قالبٍ صيغَ من البَدْرِ
ويومِ سَعْدٍ حَسَنِ البِشْرِ
ويومِ سَعْدٍ حَسَنِ البِشْرِ / عَذْبِ السَّجايا طَيِّبَ النَّشْرِ
لم تَقْذَ عيني بأذاهُ ولم / يَطِرْ فُؤادي بيَدِ الذُّعْرِ
ولم يَرُعْني لا ولا ساءَني / كعادةِ الأيامِ في الشرِّ
شبَّهْتُهُ منتزعاً من يد ال / أحداثِ ذات الشرِّ والضرِّ
باللبنِ السائغ ذاكَ الذي / من بينِ فرثٍ ودمٍ يجري
أنسيمُ الرياضِ حولَ الغديرِ
أنسيمُ الرياضِ حولَ الغديرِ / مازَجَتْ ريَّا الحبيبِ الأثيرِ
أو ورودُ البشيرِ بالنُّجحِ مِن فَ / كِّ أسيرِ أو يسرُ أمرٍ عسيرِ
في ملاءٍ من الشبابِ جديدٍ / تحتَ أيكٍ من التصابي نضيرِ
أم كتابُ الأميرِ سيِّدِنا الغم / رِ فيا حبَّذا كتابُ الأميرِ
وثمارُ الصدورِ وما أجتنيهِ / من سطورٍ فيها شفاءُ الصدورِ
نَمَّقَتْها أناملٌ تفتقُ الأن / وارَ والزهرَ في رياضِ السطورِ
كالمُنى قد جُمعنَ في النِّعَمِ الغُ / رِّ معَ الأمنِ من صروفِ الدهورِ
يا أبا الفضلِ وابنَهُ وأخاهُ / جَلَّ باريكَ من لطِيفٍ خبيرِ
شِيَمٌ يرتضِعْنَ دُرَّ المعالي / ويعبِّرْنَ عن نسيمِ العبيرِ
وسجايا كأنَّهُنَّ لدى النش / رِ رضابُ الحيا بأريٍ مشورِ
ومحيًّا لدى الملوك محيَّا / صادقُ البشر مخجلٌ للبدورِ
سقياً لدهرِ سُرُوري
سقياً لدهرِ سُرُوري / والعيشِ بينَ السَّراري
إذ طيرُ سعدِي جوارٍ / مع امتلاكِ الجواري
أيامَ عيشي كعُودي / وقد ملكتُ اختياري
وغيمُ لهوي مطيرٌ / وزَنْدُ أُنْسِيَ وارِي
أجري بغيرِ عذارٍ / أجني بغير اعتذارِ
كأنَّ خوارِزْمشاهَ ال / همامَ أصبحَ جاري
من ريبِ دهرٍ خؤونٍ / بغيرِ ما سَرَّ جارِ
ذاكَ المليكُ الذي قد / حَكَتْ يداهُ السَّواري
وقد حمى الدينَ لمَّا / جلاهُ يومَ الفخارِ
فظلَّ سوراً عليهِ / وتارةً كسوارِ
لا زال خوارِزْمشاه / يحوي الغنى باقتدارِ
صدراً بغير مبَارٍ / بدراً بغير سِرارِ
كتبتُ من صومعةٍ
كتبتُ من صومعةٍ / تسمحُ بالقوت العَسِرْ
والدهرُ من جفائِهِ / يلبس لي جلدَ النَّمِرْ
فماءُ عيشي كَدِرٌ / ونجمُ حالي مُنْكدِرْ
بعثتُ إلى سيِّدي سُكَّراً
بعثتُ إلى سيِّدي سُكَّراً / حلاوتُهُ في قرارِ الصدورْ
وشمعاً يمزِّقُ ثوبَ الدُّجى / ويُلْبِسُ جيرانَهُ ثوبَ نورْ
نسيمُ الصَّبا وبشيرُ المطرْ
نسيمُ الصَّبا وبشيرُ المطرْ / ورَيَّا الرياحينِ حينَ السَّحَرْ
وسجعُ الحمائِمُ فوق الغصون / يجاوبهنَّ لسانُ الوتَرْ
ولفظُ العميدِ ابنِ مشكانَ في / ترسُّلِهِ مرسلاً للغُرَرْ
يذكِّرُني طيب عيشٍ صفا / من الهمِّ قبلَ اعتراضِ الكَدَرْ
هذا عذارُكَ بالمشيبِ مُطَرَّزُ
هذا عذارُكَ بالمشيبِ مُطَرَّزُ / فقَبُولُ عذرِكَ في التصابي مُعْوِزُ
ولقد علمتَ وما علمتَ توهُّماً / أنَّ المشيبَ بهدمِ عمرِكَ يرمزُ
لنا مَلِكٌ تاجُهُ المُشتري
لنا مَلِكٌ تاجُهُ المُشتري / فما أحدٌ غيرُهُ لابِسُهْ
ومُلْكُ الورى فَرَسٌ مُلْجَمٌ / وما أحدٌ غيرُهُ فارِسُهْ
وقد فتحَ الريَّ فراشُهُ / وكرمانُ يَفْتَحها سائِسُهْ