المجموع : 107
تمَّ شُكري يدَ الزَّمانِ بيَومٍ
تمَّ شُكري يدَ الزَّمانِ بيَومٍ / طالَما قبَلَه ذمَمتُ الزَّمانا
فيه دارَت عليَّ كأسُ غَرامٍ / أسكرَتني ولم أزَل سَكرانا
حَمَلَتها جُفونُ عَينَي غَزالٍ / حَمَّلَتني بحَملِها الأحزانا
طرفُهُ كاسمِهِ يُقاتِل قَلبي / ولكَم صاحَ منه قَلبي الأَمانا
لئِن بانَ فالأشواقُ تَعملُ في الحَشَى
لئِن بانَ فالأشواقُ تَعملُ في الحَشَى / كما عَمِلَت أجفانُه قبلَ بَينِهِ
فوَجدي بها بَعد النَّوى كانَ مثلَها / يُشاكلُ هذا الوَجهُ ذاكَ بعَينِهِ
لا تظُنَّنَّ ما تمكَّنتُ مِنهُ
لا تظُنَّنَّ ما تمكَّنتُ مِنهُ / مِن زَماني صَنيعَةً لزَماني
أيُّما لَيلَةٍ صفَت لي يُكدِّر / ها عَليَّ ادِّكارُ من يَنساني
وَإذا ما تَكامَلَت عِندكَ القُو / وَةُ فاحذَر مُستَضعَف الأجفانِ
ما لكأسِ الأميرِ تأخذُ منَّا
ما لكأسِ الأميرِ تأخذُ منَّا / أبداً والأميرُ يأخذُ منها
نحنُ عندَ الورُودِ وهو سَواءٌ / إنَّما الفَرقُ حِين نَصدرُ عَنها
إنَّما هذه العقولُ أبا الجَي / شِ لنَظم الأشعارِ فيك فصُنها
لَم يَسقِني أحدٌ فأشكو جَورَهُ
لَم يَسقِني أحدٌ فأشكو جَورَهُ / لكِن سُروري بالأميرِ سَقاني
وجعلتُ أسكرُ من يَدي ثقةً بما / يُوليهِ مِن كرَمٍ ومِن إحسانِ
أنا كالفَراشَةِ لا تَزالُ تَطيرُ أو / يَعتاقُها لَهبٌ عنِ الطَّيَرانِ
ما سَمِعنا بخَيمةٍ تَسعُ البَح
ما سَمِعنا بخَيمةٍ تَسعُ البَح / رَ وقَد حَلَّ هذِهِ البَحرانِ
ضُربَت في عُلا الأمِيرَين في / جودِ رَبيبٍ وفي نَدَى نَبهانِ
لو تَكونُ الخِيامُ تَنطقُ يَوماً / لجَرَت هذِهِ بكلِّ لِسانِ
صَدَدتِ ولي في النَّاسِ أهلٌ وجِيرانُ
صَدَدتِ ولي في النَّاسِ أهلٌ وجِيرانُ / فَصَدَّهمُ عنِّي ملامٌ وعِصيانُ
فَما لِعزيزٍ منكِ قد هانَ مِنهُمُ / أما كلُّه لولا الصَّبابةُ هِجرانُ
رَأَوني شَديداً في هَواكِ فَشَدَّدُوا / عَليَّ فلمَّا لَم ألِن لهُمُ لانُوا
ذَرِيني فإنِّي شَرُّ من تَملِكِينَهُ / وكالشرِّ عندي حينَ لم يَك إحسانُ
ألستِ تَريني إذ وَفَوا بنَصِيحَتي / فعلتُ بهم ما كنتُ أفعلُ أو خانُوا
ومَوقِف تَوديعٍ عجبتُ لِنارِه / وقد غُرِسَت فيها مِن البانِ أغصانُ
وقد حَملَت أقمارَ كلِّ دُجُنَّةٍ / ولكن لشَحطِ البَينِ ما حَملَ البانُ
فَواحَرَّتا ما بالُ نارِ وَداعِهم / أقامَت مَعي ألا تَبِينَ كما بانُوا
أما كانَتِ الأيَّامُ فيما تَشُبُّها / تَخافُ عَليها أن يَجودَ سُليمانُ
فيُخمِدَها من جُودِ كفَّيهِ عارِضٌ / له هَملانٌ لا يَزالُ وتَهتانُ
أخو فِتنَةٍ قد صارَ للنَّاسِ فتنةً / بِها وكَذا المَفتونُ بالمَجدِ فَتَّانُ
وبينَهما ما لم تُكدِّرهُ فُرقَةٌ / ولم يَعترِض فيه وإن طالَ سِلوانُ
علاقَةُ حُبٍّ فارَقَتها مَسرَّةٌ / وما فارَقَت قَطُّ المحسِّنَ أحزانُ
إذا كنتَ يوماً قائلاً كان فاعِلاً / يُصدِّقُني والفِعلُ للقَولِ بُرهانُ
فليسَ يَقومُ البيتُ ما لم يَقُم لَه / أساسٌ من المَمدُوح باقٍ وأركانُ
أبا البِشرِ قِف حيثُ انتهيتَ من النَّدى / فَما جازَ هذا فهوَ جَورٌ وعُدوانُ
فإن كنتَ تَقفُو الأكرَمينَ وتَقتَدي / بهِم في الذَّي تأتي فما هكَذا كانُوا
قل لأجفانِكَ التي قَد رمَتني
قل لأجفانِكَ التي قَد رمَتني / سَلبَت لذَّةَ الكَرى أجفاني
آمِنِينا أن تَفتِنِينا وكُوني / مِن هَوانا سَليمةً في أمانِ
عَاقَدَتني يَدُ الزَّمانِ بِصَرفٍ
عَاقَدَتني يَدُ الزَّمانِ بِصَرفٍ / صَرفَتهُ يَداكَ بالأمسِ عَنِّي
فَلهذا أريقُ في كلِّ وَجهٍ / ماءَ وَجهي كأنَّه ليسَ مِنِّي
أُسائِلُ النَّائِباتِ فِيما
أُسائِلُ النَّائِباتِ فِيما / أكرهُهُ هل تَركنَ مُمكِن
يَطرقُني خَطبُهنَّ سِرّاً / لكنَّني أشتَكي فأُعلِن
أحسنتُ ما قلتُ إذ أساءت / ما فَعلت لو وَجَدتُ مُحسِن
والناسُ مِن جانِبِ اللَّيالي / وَالجودُ في جانِبِ المحسِّن
وقيلَ ما يَبلُغانِ مِنه / ما يبلغُ الغَيثُ حينَ يَهتِن
صَبراً لما فَعَلَ الزَّمَن
صَبراً لما فَعَلَ الزَّمَن / ولما جَناهُ يا أبا الحَسَن
فلَطالَما استَخدمتَهُ / بينَ المَنايا والمِنَن
وسَلكتَ فيه من المَكا / رِم والمَعالي كلَّ فَن
وجعلتَ تَصرفُ صَرفَه / عنَّا ذَليلاً مُمتَهَن
فإِذا أتاكَ بزلَّةٍ / فتَجافَ عَنها وأعلَمَن
أنَّ اللَّيالي قَد نُهينَ / عَن السُّكُونِ إلى السَّكَن
سِيما وما قَد فاتَ لَي / سَ يَردُّه طولُ الحَزَن
أفرَدتِني وأرَى العشَّاقَ أقراناً
أفرَدتِني وأرَى العشَّاقَ أقراناً / دُوني فصيَّرتِ لي من دُونهم شَانا
وكلُّنا بكِ صَبٌّ فانظُري حَسَناً / ما بَيننا واسعِفي بالوَصلِ أولانا
وقد سألتُكِ مَعروفاً بمَعرِفَةٍ / أنَّ السُّؤالَ سَيَلقَى منكِ حِرمانا
ليَعلمَ الناسُ أنِّي قد بذلت له / وَجهي إليكِ ولكِن حينه حانا
قالَت فَهل أنتَ ناسٍ ما صَنَعتَ بِنا / أذكُر فما كلُّ هذا مِنكَ نِسيانا
أيامَ كنتَ خَليّاً مِن صَبابَتِنا / ما كنتَ تَعرِفُها إلا بِشَكوانا
تَلهُو وتَلعبُ والأشواقُ لاعِيةٌ / بنا إِليكَ وتُزهَى حينَ تَلقانا
فاصبِر لسُنَّتِكَ الأولَى فقُلتُ لَها / لا تذكُري ما مَضَى واستأنِفي الآنا
وقلتُ يا ربِّ هَب لي ما وَهَبتَ لها / أعقَبتَها بعدَ ذاكَ الحُبِّ سُلوانا
وعانِسٍ من بَناتِ الرُّومِ مُظهِرةٍ / بنتَ الكُرُومِ لمن يَبتاعُ ألوانا
قدَّمتُ قَبلي إليها صاحِبي فَرَقاً / من أن تقدِّمَ مِكيالاً ومِيزانا
حتَّى إِذا طالَ تَردادي ألِفتُهما / وكلُّ شيءٍ إذا هَوَّنتَه هانا
أزُورُها بِبَها ليلٍ إذا عَزَمَت / نَفسي عَلى الأمر كانُوا فيه أَعوانا
وكلَّما قَطعَتني عَن زِيارتِها / قواطِعٌ من زَماني زرتُ دِميانا
لِعادةٍ من نَدى كفَّيهِ أعرفُها / إذا فَزِعتُ إلى كفَّيهِ أَحيانا
هُما اللَّتانِ إذا ولَّى الزَّمانُ بما / أهواهُ عوَّضَتاني مِنه أَزمانا
ذُو هِمَّةٍ رُفعَت عنَّا وذُو خُلُقٍ / سَمحٍ إِذا ما دَنَونا منه أَدنانا
نُهدي الثَّناءَ له قَولاً فيُسعفُهُ / بأن يُقيمَ له بالفِعلِ بُرهانا
كم بيتِ مَجدٍ بناه بالندى فغَدت / أَبياتُ شِعري لذاكَ البَيتِ أَركانا
وقالَ كلّ امرىءٍ مرَّت بمَسمعِهِ / لمَّا رأى عَجباً للنَّاسِ فَتَّانا
كيفَ استَوى وهي كالأجبالِ راسيةٌ / حملُ الرُّواةِ لها رَجلاً ورُكبانا
يا ذاكِراً ما عَساهُ أن يكونَ غَداً / من جُودِه وهوَ ناسٍ منه ما كانا
ومُظهِراً غَضَباً للنائِبَاتِ لقَد / أرضَيتَ مِنَّا بِهِ مَن كانَ غَضبانا
إنِّي ظَنَنتُ بكَ الحُسنى ولَستُ لَها / فِيمَن سِواكَ لقَد جَرَّبتُ ظَنَّانا
لمَّا ذكرتُ قَديمَ وُد
لمَّا ذكرتُ قَديمَ وُد / دِكَ هاجَني بعد السكونِ
ووَجدتُ عاقِبَة التَّجَن / نُبِ والتَّفرُّقِ بعدَ حينِ
فَلقيتُ من أسَفي عَلَي / كَ أشدَّ مِن غُصَصِ المنُونِ
وجَعَلتُ أطلبُ أن تَعُو / دَ إلى الوِصالِ فكُن مُعينِي
مَددتُ يَدي إلى يَحيَى فرُدَّت
مَددتُ يَدي إلى يَحيَى فرُدَّت / بخيبتها فقلت أمدُّ عيني
فأبكاني إلى أن صارَ دَمعي / حِجاباً بينَ رُؤيَتِه وبَيني
فصِرتُ أُحسُّهُ فِكراً وهذا / كثيرٌ مِن نوالِ ابنِ الحُسَينِ
أرَى نوبَ الأيَّام تَجني ولا أرَى
أرَى نوبَ الأيَّام تَجني ولا أرَى / من النَّاسِ من يَعدُو عَليها إِذا تَجني
وفي جُودِ عَبدِ اللَّهِ ما رَدَّ صَرفَها / كَما لا يُحبُّ الدَّهر مُنصَرَفاً عَنِّي
أُلام عَلى حالي وطُولِ رُزُوحِها / كأنَّ الَّذي بي مِن نَوائِبهِ مِنِّي
وما حِيلةُ الباني إذا كانَ دَهرُهُ / أبَا البِشرِ لا ينفَكُّ يَهدِمُ ما يَبنِي
فدُونَكَ فانظُر لي فإن كنتَ مُنكِراً / لما أنا فيهِ من يَدِ الدَّهرِ فانظُرني
يا قفا طاهِرٍ وكَفَّ أبي مل
يا قفا طاهِرٍ وكَفَّ أبي مل / بسِ كيفَ اجتَمعتُما في مَكانِ
أينَ هَذا وذا ومَا صَنعةُ الفَق / قاعِ مِن جِنسِ صَنعةِ الدِّيوانِ
هذا حَديثي ولم أُمسِك لمعتَبَةٍ
هذا حَديثي ولم أُمسِك لمعتَبَةٍ / يُطوى لها السِرُّ أو يُبدَى لها العَلَنُ
ولا حكمتُ بِعِلمي في جَفائِكَ لي / وإن تَطاوَلَ بي في ضُرِّهِ الزَّمَنُ
بل قلتُ للنَّفسِ تَقلِيداً لِفعلكَ بي / لَو لم يَكُن حَسَناً لم يَرضَه حَسَنُ
وإنِّي لأعدُو من بَراغِيثَ جَمَّةٍ
وإنِّي لأعدُو من بَراغِيثَ جَمَّةٍ / إِلى واحدٍ مِنهنَّ ذي جَرَيانِ
يُعلِّلُني مِن حرِّهِنَّ بِبَردِه / ومن ذا يُداوي القَرصَ بالقَرَصانِ
لا يَفجَعنَّكَ غُصنُ البانِ إن بانا
لا يَفجَعنَّكَ غُصنُ البانِ إن بانا / واخرُج أعوِّضكَ منه اليوم أغصانا
هَيهاتَ ذاكَ الَّذي فارَقتَ مُنفَرِداً / من أن تُحسَّ لَه ما عِشتَ أقرانا
مركَّبٌ من كَثِيبٍ في نَقىً عَسِرٌ / أن يُرتَقَى خَشِنُ المَسعَى وإن لانا
قد كان مثلَكَ مِن كأسٍ وحامِلها / ما يَمنعُ اللَّيلَ أن يَدجُو ويَغشانا
فإن صَبرتَ على كتمانِ ما فَعَلا / وما فَعلتَ تَكُن عِندي كَما كانا
فهَل سمِعتُم بمِثلي كانَ مُتَّخِذاً / بلَيلِهِ من ضِياءِ الصُّبحِ نَدمانا
كأنَّما ابنُ سُرورٍ باتَ يَبعَثُ لي / في سائِر الطُّرقِ أنواراً ونيرانا
وأذكُر ابنَ سُرورٍ في مَكارمِهِ / وقُربهِ فأمِنتُ اليومَ نِسيانا
يزيدُهُ الجُودُ حُسناً حِين يَسلبُه / والسَّيفُ أحسَنُ ما تَلقاهُ عُريانا
والجارُ يَأوي إلى رُكنٍ وأنتَ فَقَد / نَصبتَ أبنِيةً حَولي وأَركانا
وأذكُر ابنَ سُرورٍ بالسُّرورِ بِه / إذا انتَشَيتُ وراحَ الهمُّ سَكرانا
وصرتُ ليسَ أرَى إلا مَكارمَهُ / حَولي قِياماً يَراها النَّاسُ أعيانا
حيثُ التَفتُّ وجَدتُ الجُود مُعتَرِضاً / مشمِّراً لانتِظارِ الأمرِ يَقظانا
إِن قُلتُ صدَّقَني فيكَ النَّدى وأَتى / بِمِثل قَولي وآلى فيه أَيمانا
سُبحانَ من نَسخَ الجَفنِيَّ مِن كَرَمٍ / في واحدٍ من بَنِيهِ اليومَ سُبحانا
ويَعجبُ الناسُ مِن أنِّي انفَرَدتُ به / واللَّهُ أفرَدَهُ جُوداً وإحسانا
وإنَّما أنا مَوقُوفُ الثَّناءِ فمَن / كانَ ابنُ جَفنَةَ مِنهم كنتُ حَسَّانا
كلُّ إنسانٍ لهُ مَن
كلُّ إنسانٍ لهُ مَن / زِلةٌ في الثَّقلَينِ
فَلماذا كلُّ نِصفٍ / يدَّعِي مَنزِلَتَينِ
تِه عَلى النَّاسِ بخَلقٍ / وبِخُلقٍ مُضحِكينِ
فلِهذا التّيهِ ألهُو / بكَ يا سُخنَةَ عينِ