القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 88
أيّها الشّيخُ إنّ مَن ثَوَّرَ الصَّي
أيّها الشّيخُ إنّ مَن ثَوَّرَ الصَّي / دَ كمن صاده بحُكمِ العقولِ
هِجتَ مِنِّي على القوافي جَناناً / لم يكن عن بديعها بكليلِ
فطمى بحرُ خاطري فترامى / فيه قولي من غير معنىً مقولِ
ذلك الفضل إذ دللتَ على الفض / لِ ولابدّ في السُّرى من دليلِ
ألا إنّ قلبِيَ من بعدكمْ
ألا إنّ قلبِيَ من بعدكمْ / أفاق وفارقني باطلي
فأصبحتُ خلوَ ضمير الفؤاد / وقد كان في شُغُلٍ شاغلِ
وما لِيَ يا قومُ تعريجةٌ / بذاتِ حُليٍّ ولا عاطِلِ
ولا أنا أطمعُ في جائدٍ / ولا أنا أيْأَسُ من باخلِ
ولا بتّ أشتاق من صبوةٍ / إلى غاربٍ بالنّوى آفلِ
ولا كنتُ أحفل في بلدةٍ / مقيماً بمُستَوْفِزٍ راحلِ
ومن عجبٍ أنّ ذات السّوار / تواصِلُ مَن ليس بالواصلِ
يُصبُّ بها يَمَنِيُّ النِّجار / وتسكن وسْطَ بني وائلِ
وتعتاض من جانبٍ فاهقٍ / من الخِصْبِ بالجانب الماحِلِ
أُعيذك من مُهبِلاتِ الزّمان / حكمن على الرّجل العاقلِ
ومن نفحاتٍ عَدَوْن النَّبيه / وعُجن على منزلِ الخاملِ
ومن آنفٍ أضرعته الخطو / بُ حتّى تعرّض للنّائلِ
ومن كَلِمٍ جَدَّ بالسامعين / وجدّ عن المنطقِ الهازلِ
ومن طمعٍ للفتى خائبٍ / ومن أَمَلٍ في الغنى حائلِ
ومن صَبْوَةٍ نحو مُسْتَقلعِ ال / غُروسِ وشيكِ النّوى زائلِ
ومن خُدَعٍ لبُدور النُّضار / وهبن المذلّةَ للسّائلِ
وقد علم القومُ أنّي شَطَطْتُ / بسَرْحِيَ عن مَسْقَطِ الوابلِ
وأَجْمَمتُه يرتعيه العدوّ / نجاءً عن الخُلُقِ السّافلِ
ولمّا أنفتُ من الأعطياتِ / رميتُ الوفيَّ على الماطلِ
فأصبحتُ عُريانَ من مُنْيَةٍ / تسوق الهوانَ إلى الآملِ
أقول لقومٍ يودّون أنْ / تصوب عليهمْ يدُ الباذلِ
فما شئتَ من مَلْطَمٍ ضارعٍ / وماءِ حياءٍ لهم سائلِ
إذا كان نفعُكمُ آجلاً / فلي دونكمْ راحةُ العاجلِ
لا تقطعنّ رجاءَ العيش بالعِللِ
لا تقطعنّ رجاءَ العيش بالعِللِ / فالعمرُ أقصر أوقاتاً من الشُّغُلِ
وما السّرورُ على خَلْقٍ بمتّئدٍ / وما النّعيم على الدّنيا بمتّصلِ
قضى الزّمانُ بان يبتزّ نِحلَتَه / ما يُبرِم الصّبحُ تُعريه يدُ الطَّفَلِ
أقول إذا لامني في الحبّ جاهله / لو كنتَ لاقيتَ ما ألقاه لم تَقُلِ
خفّضْ عليك فإِنّي غيرُ منعطفٍ / على ملامٍ ولا مُصغٍ إلى عَذَلِ
إذا نزعت هوىً في ثوب غِرّتِه / فإنّ سرَّ الصِّبا في خمرةِ الغَزَلِ
وشافعُ الحبّ لا تنفكّ طاعتُه / أدنى إلى النّفس من همٍّ إِلى جَذَلِ
لا تأنسنّ بلين الصّعبِ في كَلَفٍ / فاللّيثُ يصبو ويعلو منكِبَ البَطَلِ
ولا يغرّنْك حلمٌ في مواطنه / فالدّهر يُغضِي ويقضِي أعضل العُقَلِ
وكيف يُدني منَ التّشمير في حَدَثٍ / مَن داؤه في ظهور الخيلِ والإبلِ
أدنى شعارَيْه درعٌ في تفضّلِه / وكفُّه منبتُ العَسّالةِ الذُّبُلِ
يرضى النِّجادَ بديلاً من تمائمه / وأحمرَ النَّقْعِ من مُحمرّةِ الحُلَلِ
وَلا وسادَ له إلّا جوارحُه / ولا يمُهِّد إلّا جَلْدَةَ السُّبُلِ
ما يَعجِمُ الخطبُ لِي عوداً على خَوَرٍ / ولا يكشّفُ منّي القلبُ عن وَهَلِ
وَلا اِمتطيتُ صنيعاً ذُمَّ راكبه / ولا أدار لساني القولَ في خَطَلِ
هيهاتَ أَرهب مِن هَذا الورى أَحداً / وقد رأيت شمولَ العجز والفَشَلِ
إِنَّ الرّجالَ وإنْ راعتْك كثرتُهمْ / إذا خبرتَهمُ لم تُلفِ من رجلِ
مَن لم تكن غايةَ العلياء بغيتُه / فلن أُلابِسَهُ إلّا على دَخَلِ
للَّه يومٌ أتاني وهو مبتسمٌ / لقيتُ فيه نفوسَ القومِ بالأجلِ
على حصانٍ حصينٌ مَنْ تَجلَّله / كأنّه قَد تعلّى ذروةَ الجبَلِ
رَحْبِ الجبين قصيرِ الظّهر من سَعَةٍ / كأنّ راكبه منه على الكَفَلِ
لمّا طلعتُ بصدق العزمِ مشتملاً / رأى الكماة بوجهي مالئ المُقَلِ
وغُرّةُ الشّمسِ بالقَسْطالِ في كِلَلٍ / وبالبصائر خدُّ الأرضِ في خَجَلِ
قل للنّوائب إمّا كنتَ مخبرَها / بيني وبينك قرعُ البيضِ والأَسَلِ
في فتيةٍ عشقوا الحربَ العَوانَ فما / يزورُ عشقَهمُ شيءٌ سوى المَلَلِ
لا يَرهبونَ المَنايا أنْ تلمّ بهمْ / ولا يخافون يوماً جرعةَ الثُكُلِ
إليكِ عنِّيَ أخلاقَ اللّئامِ فما / يُجيد سمعي إلى نجواكِ من مَيَلِ
مَن شاءَ أَن يتحامَى الهُونُ حوزتَه / يكنْ بوفدِ الأماني غيرَ محتفلِ
لا يقنُصُ الدّهرُ قلبي في حبائله / ولا يَميل اِعتِزامي في صِبا أملِ
لا زلتِ يا أعينَ الحسَّاد مُطرَفةً / دوني ويا قلبَهمْ لا زلتَ في خَزَلِ
من يحسدِ المجدَ غَصّانٌ بحسرتِهِ / وعاشقُ المجد لا يُلفى على مَلَلِ
لا تنظرنّ اِمرءاً من غير حاسده / فليس يُدرك صدقاً ناظرُ الحُوَلِ
متى أنَا ناجٍ من سهام الغوائلِ
متى أنَا ناجٍ من سهام الغوائلِ / يصبن فما يرضين غير المقاتلِ
وحتّى متى تبري النّوائبُ صَعْدَتي / وتقرع بابي طارقاتُ النّوازلِ
أروح وأغدو في إسار غرورها / تخادعني في كلّ يومٍ بباطلِ
إذا لم يُصبني سهمُ عامي تخاطئاً / أصاب كما شاء الرّدى سهمُ قابلِ
رهينُ رزايا ما يُمَلُّ طروقُها / ومُلّ طروقي في مدىً متطاولِ
تُخالسني قومي وغُرَّ أصادقي / وتُعرِي بناني من نفيس عقائلي
فإنْ لم يَرِدْ صبحي عليَّ مع الرّدى / فيا ويلُ أُمّي ويلُها من أصائلي
أصاب الرّدى أبناء لَخْمٍ وحِمْيَرٍ / وساق إلى الأجداثِ شُوسَ القبائلِ
وأفنى نِزاراً واليمانين قبلهمْ / وحطّهمُ من شاهقاتِ المعاقلِ
وزارهمُ صبحاً وكلَّ عشيّةٍ / فلم يسبقوه بالجياد الصّواهلِ
ولم تغنِهمْ بيضٌ رقاقٌ قواطعٌ / ولم تُنجهمْ زُرقٌ لسمر الذّوابلِ
وَما اِنتَصروا من بأسه وهو واحدٌ / بِما اِحتَشدوا أو جمّعوا من قَنابِلِ
ولا مُضمَراتٍ للطّرادِ كأنّها / تجوب الفَلا بعضُ الذّئابِ العواسلِ
يُقَدْن إلى أرضِ العدوّ عوارياً / فتدخل في نسج الثّرى في غلائلِ
عَليهنّ ولّاجون كلَّ عظيمةٍ / ومحتقرون في عُلىً كلَّ هائلِ
إذا ظمئتْ أحشاؤهمْ من حفيظةٍ / فلم تروهمْ غيرُ الدّماءِ السّوائلِ
فكم في الثّرى مَن كان عِبئاً به الثّرى / وكم في التّرابِ من مليكٍ حُلاحِلِ
ومن مغرمٍ بالجود لم يَثنِ عنده / بلا ملئها من رِفْدِه كفّ سائلِ
إذا زاره يوماً فقيرٌ فإنّما / يروح غنيّاً من جيادٍ وجاملِ
أقول لناعي المكرُماتِ وقد ثوى / أبوها بملتفِّ الظّبا في القساطلِ
بَمدرَجةٍ للعاصفات تلاحفتْ / معارفُها مطموسةٌ بالمجاهلِ
ألا قلتَ ما يا ليتَ ما كنتَ قلتَه / فكم ضَرَمٍ في القلب من قول قائلِ
نعيتَ إلى قلبي ولم تدرِ مثلَه / وعرّفتَ ما بيني وبين البلابلِ
وباعدتَ عن عيني قِراها من الكرى / وأغريتَ جَفني بالدّموع الهواطلِ
فتىً كان محجاماً عن العار راكباً / وقِدرُ الوغى تغلي صدورَ العوامِلِ
إذا قال لم يترك مقالاً لقائلٍ / وإن صال لم يترك مصالاً لصائلِ
وَدلَّ على أَحسابهِ بِفعاله / ونمّ عل أعراقه بالشّمائلِ
ولا كانَ إلّا ناجياً من عَضِيهَةٍ / ولا ساعِياً إلّا بطرق الفضائلِ
تَعادل منه الأصلُ والفرعُ واِرتَوتْ / أواخرُه من شبه ماء الأوائلِ
كأنِّيَ لمّا أن شَنَنتُ حديثه / شَننتُ ذكيَّ المسك بين المحافلِ
فإنْ عقمتْ فيه ليالٍ قصيرةٌ / فقد أنجبت فيه بطونُ الحواملِ
وَإِنْ نزل القاع القفار فَكم له / بحبِّ قلوبٍ بيننا من منازلِ
وَإِنّكَ مِن قومٍ كأنّ وجوههمْ / سيوفٌ ولكنْ ما جُلين بصاقلِ
إِذا اِفتَخروا حازوا الفخارَ وطأطأوا / بأيديهمُ طولَ الفتى المتطاولِ
وَلَم تُلفِهمْ إلّا بعيدين بالعلا / وطيب السّجايا من يد المتناولِ
فكم فرجتْ ألفاظُك الغُرُّ ضيّقاً / وما فرجوه بالقنا والمناصلِ
وما زالتِ الآراءُ منك صوائباً / يقطّعن في الأعداء كلَّ الوصائلِ
ولمّا اِستُلبتَ اليومَ وحدَك من يدي / رجعتُ وما لي غيرُ عضّ الأناملِ
فبِنْ غيرَ مذمومٍ فكم بان بيننا / بلومٍ وتعنيفٍ جريحُ المفاصلِ
أقمتَ مقامَ الأمن فينا أو الغنى / وأقلعتَ إِقلاع الغيوث الهواطلِ
وما كنتُ أخشى أنّ أيّامك التي / طردنا بهنّ الهمَّ غيرُ أطاولِ
ولا أنّني أدعوك حزناً ولوعةً / وأنت بشغلٍ عن جوابِيَ شاغلِ
ولو أنّني وفّيتُ رُزْءَك حقَّه / لأصبحتُ أو أمسيتُ رُزؤك قاتلي
كأنِّيَ مرمِيّاً بفقدك كارعاً / كؤوس الشّجايا من رميِّ الشّواكِلِ
وما ضرّ من أدعوه أوفى أصادِقي / إذا لم يكن من معشري وقبائلي
ألا فاِسقنِي من دمع عيني وغنّنِي / بنوح النّساءِ المُعولاتِ الثّواكلِ
وإن كان حزني عندك اليوم مسرفاً / فلا تُدنِ سمعي من مقال العواذلِ
فَقُل للّذي عالاه فوق سريره / يريد به البيداء فوق الكواهلِ
هُبِلتَ أتدري من حملتَ إلى الثّرى / صريعاً وقد واريتَ خلفَ الجنادلِ
وأيُّ لِزازٍ للخصومِ دفنتَهُ / وأَنزلتَه في منزلٍ غير آهلِ
فلا مَطَلتْك الرّاهماتُ برحمةٍ / فما كنت يوماً في ندىً بمماطلِ
ولا زال قبرٌ أنت فيه تجوده / كما شاء أنواء الضّحى والأصائلِ
وإنْ حالتِ الهيئاتُ منك على البِلى / ففضلك ما بين الورى غيرُ حائلِ
وإنْ زال شجوٌ عن قلوبٍ شجيّةٍ / فحزني عليك الدّهرَ ليس بزائلِ
يا صاحبيَّ تنجّزا عِدَةً
يا صاحبيَّ تنجّزا عِدَةً / من صائد الألباب والمُقَلِ
عِدةُ النّوى غيرُ الوفاءِ بها / والقولُ مُطَّرَحٌ بلا عملِ
قولا له والقولُ مطعمةٌ / للعتْب في أسماحِ ذي بُخُلِ
يا فارغاً لا وَجْدَ يَسكنه / حتّى متى أنَا منك في شُغُلِ
يا منْ يَضِنّ بكلّ نافعةٍ / حتّى يَضِنَّ عليَّ بالأملِ
لو شئتَ عدتَ إلى مواصلةٍ / وزيارةٍ حالتْ ولم أحُلِ
لمّا اِعتَنقنا ليلةَ الرّمل
لمّا اِعتَنقنا ليلةَ الرّمل / ومُضاجِعِي ما بيننا نَصْلِي
قالت أما ترضى ضجيعك مِنْ / جسمي الرّطيب ومِعْصَمي الطَّفْلِ
ألّا اِحتَملتَ فراقَ نصلك ذا / في هذهِ الظّلماء مِن أجلي
اِنظرْ إِلى ضيق العناقِ بنا / تنظرْ إلى عقدٍ بلا حَلِّ
لا بيننا يجري العُقارُ ولا / فضلٌ به لمَدبَّةِ النَّمْلِ
فأَجَبتُها إنّي أَخافُ إذا / فطنوا بنا أهلوكِ أوْ أهلي
عدّيهِ مثلَ تميمةٍ نصبتْ / كي لا نُصابَ بأعينٍ نُجْلِ
إنّي أخاف العارَ يلصق بِي / يوماً ولا أَخشى من القتلِ
وقالوا نراها خُطّةً مُدْلَهِمّةً
وقالوا نراها خُطّةً مُدْلَهِمّةً / فَفُتْها وإلّا أنتَ رهنُ حبالها
فقلتُ وهل أخشى ودرعي كفايةٌ / من اللَّه ما ترمي العِدا من نبالها
فكم وَرْطَةٍ ضاقتْ عليّ فلم يزلْ / بِيَ اللَّه حتّى اِنتاشني من خلالها
وكم نكبةٍ طالتْ يداً لتنالني / فباعد ما بيني وبين مَنالها
أرسلها ترعى أَلاءً ونَفَلْ
أرسلها ترعى أَلاءً ونَفَلْ / تامكةً بين الجبالِ كالجبلْ
حنّ لها نبتُ الخُزامى باللّوى / وشبّ حَوْذانُ العميم واِكتَهلْ
مِن يَعْمَلاتٍ ما وردن عن هوىً / ولم تَبِتْ مِن شلّها على وَجَلْ
كرائمٌ يبذلن للضّيف قِرىً / ودونهنّ البيضُ تدمى والأَسَلْ
يوسعْنَنَا الرَّسْلَ مقيمين وإنْ / سرنا فيوسعن الرّسيمَ والرَّمَلْ
كَمَلْن حتّى ما يُعَيَّرْن إذا / جدّ فخارٌ بسوى قربِ الأجلْ
قد قلتُ للسّارين يبغون العُلا / وربّ سارٍ عَمِيَتْ عنه السُّبُلْ
في مَهْمَهٍ مُلتَبسٍ أقطارُه / لو نَسَلَ الذّئب به صبحاً لَضلْ
يسترجف الطِّرْفَ إذا خبّ به / غبَّ السُّرى ريح النّعامى والشَّمَلْ
أمّوا بها مالكَ أملاكِ الورى / عمادَ هذا الدّين سلطانَ الدُّوَلْ
حيث تُرى الهامُ إليه سجّداً / وأرضُه معمورةٌ من القُبَلْ
والسُّؤْدُدُ الرَّغْدُ وأموالُ الغنى / تُهان في عِراصِهِ وتُبتَذَلْ
وَمَنبتُ الجود الّذي نُوّارُه / يُمطَرُ في كلّ صباحٍ ويُطَلْ
الثّابتُ العزمِ إذا طيشٌ هفا / والواجدُ الرّأي إذا الرّأي بَطَلْ
ذو فكرةٍ تُنير كلَّ ظلمةٍ / كأنّها جَذوة نارٍ تشتعلْ
ظَلْتَ بحرّ الحرب في عصابةٍ / يُحرّمون الطّعنَ إلّا في المُقَلْ
من كلّ سيّارٍ إلى الذّكرِ وإنْ / شتّتَ ذاك الذّكرُ شملاً أو قُبَلْ
كأنّه أَقنى على مَرْقَبةً / يُدمِي إذا ضمَّ وإنْ أُدْمِي نَشَلْ
حتّى حميتَ جانبَ الملكِ وقد / خِيف عليه ثَلَلٌ بعد ثَلَلْ
لَولا مداواتُك مِن أمراضهِ / بالضّربِ والطّعنِ جميعاً ما أبَلْ
كم صعبةٍ ركبتها معضلةٍ / تُطعمها الريثَ إذا أكدَى العَجَلْ
وطامحٍ بغير حقٍّ للعُلا / زحزحتَه عن التّراقي فنزَلْ
وجامحٍ إلى الهوى ومائلٍ / عن النُّهى رددتهَ عن المَيَلْ
أيُّ فتىً من قبل أنْ أرشدتَه / قعقع أبوابَ المعالي فدخَلْ
وأيُّ خرقٍ عَبَقَ الجود به / لم يُسألِ المعروفَ يوماً فبذَلْ
وَأَيُّ ماشٍ في مزلّاتِ الرّدى / جاز ولم يُخش عليه مِن زَلَلْ
وأين ما حُمّل ما حُمّلتَه / بين عظيمٍ وجسيمٍ فحملْ
مِن معشرٍ ما خُلقتْ إلّا لهمْ / أَسِرَّةُ الملكِ وتيجانُ الدُّوَلْ
ما وُلدوا إلّا وفي أيديهمُ / أزمّةُ الدَّوْلاتِ مِن عَقْدٍ وَحلْ
في حُلَلِ الملك لهمْ كاسيةً / أجسادَهمْ مَنْدوحةٌ عن الحُلَلْ
قد جاءني ما كنتَ تهديه على / شَحْطِ النّوى طوراً وفي قربِ النَّزَلْ
قولٌ وفعلٌ ألحقاني بالعُلا / والماءُ قَد يلحق غصّاً بالطُّوَلْ
فضّلتني على الورى وكلُّ مَنْ / فضّلته على الورى كلّاً فَضَلْ
وقلتَ ما حَلَّيْتَنِي الدّهَر به / وكم ثويتُ موسعاً من العَطَلْ
كَم لكَ عِندي نِعَمٌ فُتن المُنى / ولم تنهلنّ بُنيّاتُ الأَسَلْ
أرفلُ منهنّ وكم ماشٍ أرى / على الثّرى في مثلهنّ ما رَفَلْ
يا أيّها المالك منّي رِبْقَةً / أعيتْ على الشُّمِّ العرانين الأُوَلْ
كَم رامَ منّي بعضَ ما أجرَرْتُه / مَن مدّ ضَبْعَيه له فما وَصَلْ
أَيقَظتني على القريض بعدما / نكّب غاويه طريقي وعَدَلْ
وقال في مجدك إنْ كنتَ تفي / عقدتَ أنْ لا تقرضَ الشّعرَ فَحَلْ
فخذ كما أثَرْتَها قافيةً / كأنّما شيءٌ سواها لم يُقَلْ
نزّهتُها لمّا أردتُ سَوْقَها / إلى علاك من نسيبٍ وغَزَلْ
كأنّما هشّتْ وقد صِيغتْ بها / حَبُّ القلوب من سرورٍ وجَذَلْ
لا ملّك اللّهُ لنا غيرَكمُ / ولا نأى عزّكُمُ ولا اِنتقلْ
ودارُ ملكٍ أنتَ فيها لم تزلْ / مأهولةً من الوفود والخَوَلْ
ودرّتِ النُّعمى عليكمْ ثَرَّةً / ونلتموها عَلَلاً بعد نَهَلْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025