المجموع : 104
يا قلبُ ليسَ بما تقاسي الصابرُ
يا قلبُ ليسَ بما تقاسي الصابرُ / فأخو الهوى إذ أنتَ فيهِ طائِرُ
يا طولَ بينكَ كيفَ ضاقَ بكَ الحَشَا / ذَرعاً وأنت على اكتئابِكَ ذاكِرُ
ترجو الخلاص من البليةِ بعدَما / ذقتَ الهوى وحواكَ أحورُ قاصِرُ
مَن ليسَ تمتنِعُ القلوبُ على الهوى / ما دامَ يدعوها إليهِ ناظِر
هواكَ وكّلَ بالعينينِ متصلاً
هواكَ وكّلَ بالعينينِ متصلاً / من الدموعِ يُباريَ جريهُ المَطرا
إذا ترفَّقَ بالأجفانِ أسبَلها / وجَد شدّاً على خديَّ فانحدَرا
أبكي وأبُقِي فؤاداً مُوجعاً دَنِفا / وكانَ يُوقِدُ أحشائي إذا زَفرا
فَقد نفى الوجدُ صبري عن مواطنهِ / حتى كأن ليسَ مِني مفصِلٌ صَبرا
لأخرجن من الدنيا بحسرةِ من
لأخرجن من الدنيا بحسرةِ من / أقضي ولم تقضِ منهُ مُهجتي وطَرا
فقد نظرتُ إلى نفسي معلقةً / بينَ الحَشا يتمنَّى طرُفها النَّظرا
بدوتُ في بدنٍ ضاقَت مفاصلُهُ / بالوَجدِ ذَرعاً وأخفى ذاكَ ما قدرا
فاستنطقَ الشوقُ طرفاً لا يرى فرجاً / سوى الحبيبِ فأذرَى الدمعَ واعتذرا
حملتني ما لا أُطي
حملتني ما لا أُطي / قُ من الهَوى فعدمت صبري
وكتمتُ ما ألقاه حتى / ضاقَ بالكِتمانِ صدري
هذا ونمت عبرةٌ / بدمي على خدِّي تجري
وإذا نأيت فإنَّ لي / إلفينِ من شوقٍ وذكرِ
ما في البقاءِ له خيرٌ من الخير
ما في البقاءِ له خيرٌ من الخير / وكيفَ يبقى بلا قلبٍ ولا صبرِ
من الكرى جامدٌ مِن جَفنِ مقلتهِ / وماءُ مقلتهِ فوقَ الكرى يجرِي
يا عصبةً لم تزل بالنفسِ تدفعُها / حتى أقامت بعومٍ لجةَ البحرِ
وودَّعَتهُ لتمضي والعزاءَ معاً / شوقاً فقال لعاً هذا مع الدهرِ
سلوتُ وفي قلبي على الهجرِ خطرةً
سلوتُ وفي قلبي على الهجرِ خطرةً / من الوَجدِ لم يدخُل مداخلها الصبرُ
أصدُّ فيدعوني فلطَّفتُ راجِعاً / إليها على نأيٍ فَيمنَعُني الهجرُ
فأصبحتُ لا أدري لأيتةِ وجهةٍ / أسيرُ ولا في أيِّ حالٍ له عذرُ
ولما رأيتُ الدهرَ يَهوى فِراقنا / ويَحسدُنا صِرنا إلى ما يرى الدَّهرِ
كُن كيفَ شِئتَ فإنَّني لا أقصرُ
كُن كيفَ شِئتَ فإنَّني لا أقصرُ / لا قلبَ لي فبأيِّ شيٍ أصبرُ
أنا مَن تراهُ لغيرِ حسنِكَ خاضعا / يا أيُّها المتكبرُ المُتبخترُ
وبهاءُ وجهكَ أيُّها القمرُ الذي / بدرُ الدجى منه يغارُ ويُقمرُ
إنِّي لتشهدُ لي بحبكَ زفرةٌ / بَينَ الضلوعِ وعبرةٌ تتحدَّرُ
أَصابَ فُؤادِي منكَ ما كنتُ أحذرُ
أَصابَ فُؤادِي منكَ ما كنتُ أحذرُ / وما ذاكَ إلا أنه ليسَ يقصرُ
وعينٍ كعينِ الماءِ من كثرةِ البُكا / يُرى نومها شوقاً معَ الدَّمعِ ينظرُ
إِذا استتبَع الدَّمعُ الكَرى مَر مُسرعاً / إِلى الوردِ جيران له عنهُ يصدرُ
ولو كانَ صَبرِي مثلَ شَوقي تقاوما / ولكنَّ شَوقي من عزائيَ أكبرُ
وسنٌ بطرفِكَ أم فتورُ
وسنٌ بطرفِكَ أم فتورُ / يا أيُّها الرشأ الغريرُ
يا من ينيرُ بنورِ بَه / جَةِ وجههِ القَمَر المُنيرُ
وبِحسنهِ وبديعِ حُس / نِ قوامهِ الغُصن النضيرُ
إنِّي بحسنكَ من جفا / ئِكَ أستعيذ وأستجيرُ
وعينٍ قذاها الدمعُ والنومُ دمعُها
وعينٍ قذاها الدمعُ والنومُ دمعُها / ترى نومها في أيٍّ عينٍ بها يجري
خبَت ما خنَت من شدةِ الشوقِ والبُكا / على نفسِها والنفسِ والقلب والصدرِ
بكت عبرةً ثم امترت جَفنها دماً / جرى طاعةً للوجدِ والنومِ والصبرِ
عدمتُكِ عيناً طال عتبي بما جَنَت / على نفسِها ما دُمتُ حياً على الدهرِ
نامَ الخليُّ وليلُ طَرفِي ساهرُ
نامَ الخليُّ وليلُ طَرفِي ساهرُ / يا مُقلَتي أما لليلي آخِرُ
يا مَن نأى فنأى العزاءُ لفقدهِ / إن غِبتَ عَن عَيني فذكركَ حاضِرُ
مِن أين لي شمسٌ أعيشُ بنورِها / في الناس أو قمرٌ منيرٌ زاهِرُ
مِن أينَ في الأرضِ الأريضةِ روضةٌ / إن لم يكن أو غصنُ بانٍ ناضِرُ
لمَّا وقَفت بدأت بالهجرِ
لمَّا وقَفت بدأت بالهجرِ / ورَمَيتني من حيثُ لا أدري
ما كنتَ تدري كيفَ تقتلني / فهجرتَني وفطنتَ بالهجرِ
بشرٌ وليسَ كمثله بشر
بشرٌ وليسَ كمثله بشر / لدنٌ يكادُ يحلهُ النظرُ
إن يمش قلتُ الشمس طالعةٌ / لما بدا للعين أو قمرُ
تقفُ العيونُ على محاسنهِ / بجميعِ ما فيها لهُ وَطَرُ
فلهُ الهَوى مِنها وعلَّ له / ولهن منه الدمع والسهرُ
نورٌ تجسمَ لا شمسٌ ولا قمرٌ
نورٌ تجسمَ لا شمسٌ ولا قمرٌ / لكنَّه بشرٌ ما مثلهُ بشَرُ
لَو كانَ كالشمسِ مبذولاً للاحظه / لتحلهُ بالنقا للأعين النظرُ
للمعه نظرٌ ما زال يطلبُهُ / منّي فإن لم يعُد لم يرجعِ البصرُ
له مِن العينِ حسنٌ ليسَ يشبهُهُ / شيءٌ وللعينِ منه الدمعُ والسَّهرُ
بفترةِ أجفانِكَ الفاتِرَه
بفترةِ أجفانِكَ الفاتِرَه / ولحظةِ مقلتكَ الساحرَه
وحُسنِ سوالفِكَ المشرقاتِ / نوراً ووجنتِكَ الناضِرَه
خَفِ اللَه في دنفٍ هائمٍ / على قلبهِ دارتِ الدائِرَه
فأنتَ الذِّي رُعتهُ بالنوى / وأبكيتَ مقلتَهُ الساهِرَه
رَقدتَ ولم تَرثِ لِلساهرِ
رَقدتَ ولم تَرثِ لِلساهرِ / وليلُ المُحبِّ بِلا آخِرِ
ولم تَدرِ بَعدَ ذهابِ الرُّقا / دِ ما فعلَ الدمعُ بالناظرِ
فيا من تملَّكني حبُّهُ / أجِرني من طرفكَ الساحرِ
وخُذ للفؤادِ فداكَ الفؤادُ / من طرفِكَ الفاتنِ الفاترِ
تملكتَ يا مُهجَتي مُهجتي
تملكتَ يا مُهجَتي مُهجتي / وأسهرتَ يا ناظِري ناظِري
وفيكَ تعلَّمتُ نظمَ القريضِ / فلقَّبني الناسُ بالشاعرِ
ولامسَهُ قلبي فآلمَ كفَّهُ
ولامسَهُ قلبي فآلمَ كفَّهُ / فمِن لَمسِ قلبي في أنامِلهِ عقرُ
وَمرَّ بِفكرِي خاطِراً فَجرحتُهُ / وَلم أرَ خلقاً قطُّ يجرحُهُ الفِكرُ
زارَني في موردّ مثل خدَّي
زارَني في موردّ مثل خدَّي / هِ وعقدٍ فصولُهُ الكافورُ
ليلةٌ لم يكن سِوى قِصَرِ ال / لَذةِ فيها عيبٌ ولا تَقصيرُ
تاهَ على ربهِ فأفقرهُ
تاهَ على ربهِ فأفقرهُ / حتَّى رآه الغنى فأنكرَهُ
فصارَ من طولِ حرفةٍ عَلما / يقذفهُ الرِّزقُ حيثُ أبصرَهُ
يا حَلبياً قضى الإلهُ لهُ / بالتيهِ والفقرِ حينَ صَوَّرَهُ
لو خَلطوهُ بالمِسكِ وسخَّهُ / أو طَرحوه في البحرِ كدَّرَهُ