المجموع : 116
ترى هل إذا متنا تظل نفوسنا
ترى هل إذا متنا تظل نفوسنا / تعيش بهذا الجو أم نحن كالعشب
نحس بنور الشمس حيناً وبعده / نحور حطاما لا يحس إلى الترب
أفي كل يوم رحلة وتغرب
أفي كل يوم رحلة وتغرب / وسعيٌ لإدراك المعيشة متعبُ
نفوس طغت في غيّها فتسارعت / الى الشر أعمالها الهوى والتعصب
وماليَ ذنب عندهم غير أنني / ذهبت إلى ما ليس غيريَ يذهب
إذا كان نصر العلم ذنباً معاقبا / عليهِ فإني أشهد اللَه مذنب
وكم باسم منهم إذا كان حاضراً / ولكن متى ما غالب عنك يُقطّب
صفا منه لما خاف بأسك محضر / ولم يصف منه سرُّه والمغيّب
لقد نسبوني للضلال لأنني / مخالفهم فيما أقول وأكتب
ولو أنني شايعتهم في جهالةٍ / لكنت إلى الإحسان والرشد أُنسب
وقالوا أتيت الكذب قلت بل الذي / يحضّ على الأوهام للكذب أقرب
إذا كان من قد وافق الحقّ كاذباً / فإن الذي قد خالف الحقّ أكذب
أبى اللَه أن أنسى ربوعاً كريمة / قضيت بها عهد الصبا وهو طيّب
هي الدار ناطت بي حبالاً من الهوى / تجرُّ بها قلبي الشجيَّ وتجذب
رعى اللَه عهداً بالرصافة قد مضى / ولكنه عن خاطري ليس يغرب
ألا ليت شعري هل أرانيَ راجعاً / إليها وهل من ماء دجلة أشرب
وغادة زارت بلا
وغادة زارت بلا / وعد ولا مُرتَقَبِ
ثم مضت ولم أكن / قضيت منها أرَبي
ماذا برقراق السحائب
ماذا برقراق السحائب / ضمن المجرة من كواكب
ليست كمزعم بعضهم / نهراً يفيض على الجوانب
كلا ولا هي لو تعي / زبدٌ بوجه السيل ذائب
كلا ولا وادٍ على / طرفيهِ قد صفت كتائب
حيث الأسنة ثَمَّ في ال / هبوات تضحك والقواضب
أهناك جيش لا أبا / لك حذوه جيش محارب
فلننتظر حتى نرى / من ذا من الجيشين غالب
كلّا ولا سدُمٌ حوت / غازاً فهذا الظن كاذب
لكن شموس جاريا / ت ضمن هاتيك السحائب
بل إن هاتيك السحا / ئب ذات انجمها الثواقب
أجرامها يسبحن في / بحر الأثير لكل جانب
الكل يذهب في الفضا / ء على اختلافٍ في المذاهب
وعلى ارتباطٍ بينها / بقوى جواهرها الجواذب
يا أيّهذا العالم ال / نجمي كم بك من عجائب
كم زار منك نظامنا / جرمٌ يجدّ السير دائب
جرمٌ بديعٌ شكله / جرمٌ يعدّ من الغرائب
فله نواةٌ ذات نو / رٍ مشرقٍ وله ذوائب
ويضئ حتى تستضى / ء به المشارق والمغارب
ويزيد إشراقاً على / إشراقهِ مهما يقارب
حتى إذا ما دار حو / ل الشمس سافر وهو آيب
فكأنه متحملٌ / في زوره كتباً لغائب
أَمخبرٌ أحد النجو / م لشمسنا بعض المطالب
يا عالماً يحوي عوا / لم سائرات في مواكب
كم من شموس فيك أك / ثرها عن الأبصار عازب
شسعت فأسفر بعدها / عن مثل أنوار الحباحب
وهناك لولا أبعد ال / أبعاد نيران لواهب
تجلو أشعتها المني / رة ما هناك من الغياهب
وتوازنت أجرامها / فالكل مجذوب وجاذب
ولها توابغ في تن / قلها السريع لها تصاحب
تحكى توابع شمسنا / فتطوف منها في الجوانب
وعلى توابعها تدو / ر توابع أخرى صواحب
العلم هذا رأيهُ / فيها ورأُى العلم صائب
يرضى به من كان ذا / نظرٍ بعين العقل ثاقب
لكن من جهل الحقا / ئق من سماعته مغاضب
ومن المصائب أن تخا / طب جاهلاً ومن المصائب
أما الحياة فان ظن / ن العقل فيها غير خائب
أيجوز أن الأرض تُس / كن وحدها بين الكواكب
وتكون غير الأرض خا / لية كأمثال الخرائب
هذا لعمري إن يص / ح فانه لمن العجائب
إن الحياة تبين حي / ث ترى لها وسطاً يناسب
ما أوحش الأجرام لم / تمرح بها بيض كواعب
وترى كأحسنها العيو / ن النجل فيها والحواجب
يا ساكني تلك النجو / م على اختلافٍ في المراتب
إني مخاطبكم فلا / تلووا الوجوه عن المخاطب
باللَه قولوا لي أَأَن / تم مثلنا غرض النوائب
إنا نعاتبكم إذا / لم تفصحوا إنا نعاتب
أَحَياتكم كحياتنا / لا تكتموا عنا متاعب
أم هل هناك حياتكم / صفوٌ فليس بها شوائب
إنا لنفزع من مصا / ئب لاجئين إلى مصائب
إنا بظاهر أرضنا / قسمان مغصوب وغاصب
الظلم ضيَّق في وجو / ه رجائنا طرق المكاسب
والعلم مغلوب فلا / يعلى بهِ والجهل غالب
إنا بحال لو علم / تم غير محمود العواقب
نسعى لنفع الآخري / ن من الذين لهم مناصب
ونعيش في حال التعا / سة بالأمانيِّ الكواذب
لهفي على الشبان قد / سلكوا سبيلاً للمعاطب
غيلوا بكل قساوة / فبكتهمُ حتى الأجانب
ويلي على بيضٍ نشر / ن من الأسى سود الذوائب
يخمشن حرَّ وجوههن / ن ويلتدمن عَلَى الترائب
يبكين فقد أعزة / ماتوا فهن لهم نوادب
كتاب رثاء يحمل البث من قلبي
كتاب رثاء يحمل البث من قلبي / إلى قبر ميت في طرابلس الغربِ
فيا جدثا في طيِّه نام شوكت / سقاك مُلِثٌّ ذو بعاع من السحب
تضمنت حرا يعلم اللَه أنه / إلى أن قضى قد كان والظلم في حرب
وكن إذا ما حل ساحة بلدة / يخاصم حزباً في المحاماة عن حزب
يحيط به الأحرار فيها كأنما / هو القطب والأحرار دائرة القطب
أخو عزمات ظل طول حياته / على لطفه لا يخلط الجدَّ باللعب
يخاطر في أمر الدفاع بنفسه / فيمشي مع الأحداث جنباً إلى جنب
يزور غمار الحادثات بكله / فيخرج من كرب ويدخل في كرب
ويبكي مع الباكي على ما أصابه / ويسعد بالمال الضعيف عن الكسب
من الأمراء العسكريين دأبه / صيان الحمى أكرم بذلك من دأب
له بالقضايا الفلسفية خبرة / يشاركني في البحث عنها وفي النقب
وأنظار صدق في الفنون دقيقة / وآراء علم هن أسنى من الشهب
وكان كحدِّ السيف غَربُ لسانهِ / مَضاءً ففل الموت من ذلك الغرب
تكافأ فيما بيننا ثابت الهوى / فلي حبه قد كان يحكى له حبِّي
أتتني أخبارٌ بموتك أنبأت / فغاب لها رشدي وطار لها لبي
وددت لو أني قبل منعاك ميت / ولم أتل شيئاً من نعيِّك في الكتب
ظفرت بقرب من حيناً فسرني / ولكن سريعاً ما انقضت دولة القرب
وقد قضت الأيام بالبعد بيننا / فطال على الأيام فيما قضت عتبي
وغادرتني أبكي المجالس نادبا / علاك بها لو كان ينفعني ندبي
أعاف لذيذ النوم في الليل إن دنا / وأشرق من جرَّاك بالبارد العذب
وكنتُ لعود من لقائك راجياً / فقطع آمالي قضاؤُك للنحب
وما الموت إلا منهل جامع وقد / وردتَ وإنا سائرون على الدرب
أشوكت ما ان عنَّ ذكرك خاطراً / بقلبيَ إلا واعترت رجفةٌ قلبي
دعتك المنايا بعد سقم ملازمٍ / فقلت لنفس فيك قد حشرجت لبي
هو السل ماذا يفعل الطبُّ نحوه / إذا كان يعي داؤُه حيلة الطب
تنشَّب في أحشاء صدرك ظفره / فأضعفه عن حرب مكروبه الألب
كأني بقومٍ حول جسمك خشع / لموتك من تُرك هناك ومن عُرب
قد استودعوا التابوت شخصك ثم قد / طووا ذلك التابوت في باطن الترب
فقلبٌ على ما كان ولهان آسف / وعينٌ على ما ناب دائمة السكب
وشيَّعك الجم الغفير مسافراً / إلى منزل قد ضاق من منزل رحبِ
إلى منزل داجي القرارة موحشٍ / يظل عن الأضواء والريح في حجب
فيسكن فيهِ المرء غير مخير / بعيداً عن الخلان والأهل والصحب
يقيم به كرهاً ويخضع للبلى / زماناً طويلاً لا يقاس على الحقب
وما ضرر الإنسان من طول مكثهِ / إذا كان فيه فاقد الحس واللب
أَإنا إذا متنا تظل نفوسنا / تطير بهذا الجو لآم نحن كالعشب
فنخصب أياماً تكون قليلة / ونجدب لما تنقضي مدة الخصب
فتخمد أنفاس وتيبس أوجه / لنا يبس أزهار بألوانها تسبى
وكم غادة كانت تميس بمشيها / كما تعبث الأرواح بالغصن الرطب
ففاجأها موت فراحت وخلفها / يشب ضراماً قلب عاشقها الصب
وكم من شعوب فرقتهم بكرههم / شعوب وكانوا قبل ملتئمي الشعب
فأين مضى القوم الألى أَرهفوا الظبى / وأين تولى قائدو الضمَّر القبِّ
وأين الذي قد كان يلبس زينة / وأين الذي قد كان يخطر في عجب
وكم عض هذا الموت من واسعى المنى / وكم غالَ هذا الموت من آمني السرب
سرى الركب ليلا ثم ما آب مخبر / فينبئُ أهل الحي عن ذلك الركب
ألم يبرحوا سارين أم تركوا السرى / وحلوا بسهل بعد ذلك أم صعبِ
ناشدت شيخاً قد تقو
ناشدت شيخاً قد تقو / وس ما تفتش في الترابِ
فأجاب يا ولدي لقد / ضيعتُ أيام الشباب
بغداد أمست وقد أزرى بها النوب
بغداد أمست وقد أزرى بها النوب / تبكي على عزها الماضي وتنتحبُ
أيامَ كانت تَهادى في شبيبتها / كأنها البان مافي ظهرها حدب
كيف القرار على الأرزاء في بلدي / إن السفينة في الأمواج تضطرب
أحاطت بليل اليأس مني غياهب
أحاطت بليل اليأس مني غياهب / تضيء من الآمال فيها كواكبُ
وجاءت أخيراً من همومي سحائب / فحجَّبت الآمالَ تلك السحائب
فما بان لي إلا شجاً متكاثف / ولا لاح لي إلا دجى متراكب
فيا لك من ليلٍ هنالك حالكٍ / بأهواله ضاقت عليَّ المذاهب
وطال إلى أن لاح لي في سمائه / على الأفق فجرٌ من رجائي كاذب
أقول لعيني حين جفَّت دموعها / أأمسكتِ لما أفجعتنا النوائب
لقد غاب من تهوين مرأى وجوهِهم / كأنهم زهر النجوم الغوارب
وما كان ظني أنه بعد ساعة / تجف كذا منك الدموع السواكب
جمودك يا عيني وقد وقع النوى / علىغير ما وعدٍ لهم لا يناسب
وإني على هذا الجمود وطوله / ألومك يا عيني وإني أعاتب
فلست براضٍ عنك يا عينُ بعدهم / لأنك ما أديت ما هو واجب
وللقلب مني بعد أن كرَّ راجعاً / وقد رحلت أظعانهم والركائب
عهدتكَ تمشي أيها القلب خلفهم / فقل لي لماذا أنت يا قلب آيب
سألتكيا قلبي عن السبب الذي / رجعت له إني لعودك عاجب
فما لك تجثو راجفاً متغيراً / وما لك ترنو ساكتاً لا تجاوب
أجئت تعزِّيني لأني آسف / وأني مفجوع وأني خائب
فقال بصوت هزَّ أوتاره الأسى / فرَّنت رنيناً أكبرته المصائب
تبعتهمُ حتى ثَوَوا في حفائرٍ / وحجَّبهم عني من الترب حاجب
وقفت على الأجداث حيث تغيبوا / أنادي فما ردَّ الجوابَ مجاوب
فجئتكَ كيما أخبر الحال إنها / شجتني فمرني بالذي أنت طالبُ
ورأييَ أن نسعى معاً لقبورهم / فقلت له يا قلب رأيُك صائب
أصبتَ نعم يا قلب فيما ارتأيتَه / فلي بين هاتيك القبور مآرب
تقدَّم أمامي ماشياً لتدلَّني / عليهم فسرنا والحنين مصاحب
فلما وصلنا ساء عينيَ أن ترى / هنالك أجداثاً عفاهن حاصب
سطور قبورٍ في العراء تناسقت / كما نمّق لعنوان في الطرس كاتب
قبورٌ بها نامت أَوانس خرّد / ونامت بها في جنبهن الذوائب
فجاشت هناك النفس من لاعج الجوى / وقلت لهاتيك القبور أخاطب
هنا فيك قد غابت حسان كواعب / فما فعلت تلك الحسان الكواعب
وما فعلت تلك السوالف في الثرى / وما فعلت في الترب تلك الترائب
إلى من تشيرُ اليوم فيك عيونها / وفق العيون النجل تلك الحواجب
وكانت مشيدات القصور بروجها / فمن أين جاءتها تصيب المعاطب
وفي كل يومٍ كان للزي مطلب / لهن تجلى منه فيما يناسب
ولكنما اليوم انتهت لتعاستي / بثوب من الأكفان تلك المطالب
وكن كأزهار الربيع مبادياً / أهذي لهاتيك المبادي عواقب
قد انتزعتها من حياتي يدُ الردى / كما ينهب العقد المفصل ناهب
هنالك جادت أعيني بدموعها / فهن على الخدين مني سوارب
هنالك من نفسي وصدق طويتي / تمنيتُ لو أن المنون تقاربُ
نظرت إلى قلبي وكان بجانبي / إذا هو من فرط الكآبة ذائبُ
فلعمت ذوب القلب ثم سكبته / على جدث فيهِ حبيبي غائب
وألفيت في نفسي العزاء كمعبدٍ / قد انهد منه جانب ثم جانب
وفارقتي لبى لهيبة مصرعي / فأبعد عني في الفلا وهو هارب
وَجِدتُ على الايام والطبِّ والغنى / وقلت لهم إني عليكم لعاتب
وأوحشت الدنيا كأن بيوتها / بعيني وإن كانت قصوراً خرائب
مكثت إلى أن أقبل الليل زاحفاً / وأظلم منه في عيوني الجوانب
فأبت إلى داري وفي باطن الحشا / لهيب من الحزن المبرح لاهب
وليس معي في لآوبتي لا نُهى ولا / عزاءٌ ولا قلب لشخصي يصاحب
سوى نَفسٍ في الصدر مني مردّد / فذلك طول الليل آت وذاهب
ستبسم في وجهي المنون كأنها / محب يُسلِي أو صديق يراقب
وتدركني قبل الصباح ونهضه / فأنجو من الهمِّ الذي هو ناصب
رقدت ههنا فتاة لبيبه
رقدت ههنا فتاة لبيبه / ذات حسن في عنفوان الشبيبه
قصفت غصنها المنايا رطيباً / فأَطالت بكاء أمٍّ كئيبه
ودعت أهلها وقالت بحزن / رحلتي عن دنياي هذي قريبه
هي والشمس غابتا في زمانٍ / واحدٍ آه آه يا للمصيبه
فابك ما شئت يا يراعي وأرخ / في شباب الحياة أودت نجيبه
ذريني ألاقي الموت يا نفس واذهبي
ذريني ألاقي الموت يا نفس واذهبي / فما أنا من جدي أعز ومن أبي
ذريني بموتي وهو آخر ملجئ / أخفف من عبء المعيشة منكبي
ذريني أنجو من حياة عذابُها / شديد ومن لم يحىَ لم يتعذبِ
ذريني ذريني أستنيم إلى الردى / فإن الردى يا نفس سؤلي ومطلبي
لقد كبرت يا نفس أيام شقوتي / وطال على جمر الحياة تقلبي
سلام على عهد الرقي المحبب
سلام على عهد الرقي المحبب / سلام على حزب الشباب المهذب
واني محيّ للعروبة انها / قد استيقظت من نومها بعد احقب
وقد اخذت تعدو لتبلغ غليها / برغم الرزايا والشقاء المخيب
وان لابناء العراق تأهباً / ولا تكذب الآمال في المتأهب
لهم مأرب ان يدركوا شأو غيرهم / وان شط عنهم وهو افضل مأرب
فساره على فجر من الحق صادق / وليس على برق من الوعد خلب
ولا ادّعي انا بلغنا مرادنا / ولكننا فوق الطريق المقرب
فيا عين قري بالذي تشهدينه / ويا نفس قد ولى شقاؤك فاطربي
واني لارجو للعراق تقدماً / يضاهي هبوب العاصف المتوثب
ويحسب قوم في التعصب رشدهم / وما اخر الاقوام غير التعصب
وكنت ركبت الصعب ابلوه جاهداً / فما قل مجهودي ولا ذل مركبي
عشية ما في الرافدين سلامة / ولا العيش في كل العراق بطيب
عشية لا عبد الحميد بسامع / دعائي ولا مني فروق بمقرب
وما كان ما تأتي الشعوب بثروة / ولكنه حمى الدم المتلهب
ولم ننتفع بالعلم الا صبابة / تجرعها مثر بمشهد مترب
ويطرق سمعي اسم السعيد ولا ارى / بعيني سعيداً فهو عنقاء مغرب
وما ذل قوم ابرموا وحدة لهم / وان لم يكونوا ينتمون الى اب
ولا اوجسوا ممن تهدد خيفة / وان جاءهم في جمعه المتألب
ولا عار في زيغ الفتى رشذوذه / ولكنما في كذبه والتذبذب
ولس ابالي ما به يشتمونني / وان كان في قلبي كلسعة عقرب
ترهب يرعى العلم خمسين حجة / فاكبر به من عالم مترهب
تلقى بما ابقى ثناءاً معطراً / وهل يتلقى طيب غير طيب
نقدت نزيها ما نقدت فلا تخف / وعيداً واتمم ما بدأت وعقب
وانك انت اليوم خير مثقف / وانك انت اليوم خير مهذب
وقل باسلا ما ينبغي ان تقوله / ولا تلتفت للجاهل المتعصب
شدا الشعر بعد الصمت يطرب امة / فيا شعر قد احسنت فاشدو أطرب
وليس بعقل المرء يكبر شعره / ولكن بما في روحه من تكهرب
وللشعر عين ماؤها متدفق / متى يأت من صيابة القلب يعذب
وكنت له جددت بين مخطئ / يعنفني في قرضه ومصوب
يؤنب في تجديدي الشعر صاحبي / فيا صاحبي بعد التفكر أنب
وقال أتلقي في الفسيل نظير ما / تراه على النخل الرفيع المشذب
أليس الجديد ابن القديم الذي شدا / به القوم بعد القوم من عهد يعرب
فقلت له ما انت للحق خاضع / واني لما تدلي به في تعجب
شعرنا بما لم يشعر القوم قبلنا / شعور السليل الناهض المتهذب
وان الجديد الغض في غفوانه / كبكر كعاب والقديم كثيب
ولست على العلات اجحد فضلهم / ولكنما تقليدهم غير معجبي
فكذبني للجهل فيما صدقته / واي صريح ماله من مكذب
وماذا عليّ اليوم والحق غايتي / اذا كان لا يرضى الجماهير مذهبي
ولا خير في شعر اريد انتقاصه / ولم يتحفز للدفاع ويغضب
انا اليوم من كر الحوادث اشيب / ولكن شعري لم يزل غير اشيب
ويا شعر انت اليوم اكبر مرشد / لمن ضل عن قصد الطريق الملحب
ويا شعر حرر ما تشاء من النهى / جزيئاً وبعد من تشاء وقرب
أبث شعوري فيك غيرمقلد / واعرض آمالي ورأيي ومذهبي
قد طغى يطفح الفرات وعبا
قد طغى يطفح الفرات وعبا / يملأ الانفس الجريئة رعبا
ساعة ثم طبق الارض ماءاً / فكأن الاتي قد جاء وثبا
ان ذاك الذي حسبناه نهراً ضيقاً / امسى اليوم كالبحر رحبا
غمر الجانبين منه وانحجى / يتسامى الى التلاع فاربى
اغرق الزرع والمساكن والشا / ء مطافيل والبساتين غلبا
كذبتنا الحياة في كل شيء / ولعل الآمال اكثر كذبا
انت ما ان تخففين مصابي
انت ما ان تخففين مصابي / دمعتي فارجعي على الاعقاب
انت لا تدرئين عني دائي / انت لا تصلحين منه خرابي
انت لا تنجديني في شقائي / انت لا تنقذينني من عذابي
انت لا تدفعين وطأة شيبي / انت لا ترجعين عهد شبابي
انت لا تقدرين ان تهبيني / راحة او تسكني اعصابي
انما انت قطرة ستبلين اذا / سلت بقعة من ثيابي
او تضيعين بين لحيتي ال / بيضاء او تنضبين فوق التراب
وسيمتصك الرغام لدى او / ول مس كظامئ ذي لهاب
ولقد تسقطين من حرف عيني / كالندى فوق كالئٍ معشاب
ارجعي فالحياة ليست تساوي / ان تخري من حالق كالشهاب
لا تخري وان قضى ان تخري / سبب قاهر من الاسباب
ان نفسي لا ترتضي ان تهوني / لشجوني وان ملأن اهابي
ليس محمودا ان تقيمي طويلا / بين حملاق العين والاهداب
يا ابنة الهم ان غرفتك القل / ب فلا تخرجي الى الابواب
دمعتي لا تعولي في رزايا / ك على وعد دهرك الكذّاب
فارجعي في مهل الى القلب مني / انت لا تخلقين بالتسكاب
اتريدين من مقرك في نف / سي راراً ينجيك من حرّ مابي
انا لم أسأل العيون بكاء / لتكوني عن السؤال جوابي
ليس من عار في الرجوع على من / ضلّ في سيره طريق الصواب
واذا ما هبطت بالرغم عني / طال يا دمعتي عليك عتابي
انني ان بكيت ابكي شعري / ولقد أهديه الى الاحقاب
كل بيت منه اذا عصروه / دمعة ثرّة على الاداب
بين شعري وما يجيش بصدري / من شعور وشائج الانساب
انا عنه محدّث وهو عني / وكلانا في القول غير محاب
وعسى ان بث شعري شعوري / وعسى ان ينوب شعري منابي
وقفة ثم عتاب
وقفة ثم عتاب / وسؤال وجواب
ما لليلى اليوم غصبي / قارص منها الخطاب
ألها عندي دين / ام لها عندي حساب
سبل العيش امامي / اينما سرت رحاب
زوديني قبلة مِن / كِ فقد حان الذهاب
انا مالي بعد ان اذ / هب يا ليلى اياب
عند عصفورك يا / ليلى اغاريد عذاب
وصف الدنيا كثيرو
وصف الدنيا كثيرو / ن ولكن ما أصابوا
إنما عندي في تص / ويرها القول الصواب
هي حسناء ولكن / صبها ليس يثاب
وهي شوهاء ولكن / عن هواها لا يتاب
قبحها يُطرى وام / ما حسنها فهو يعاب
هي في العين عجوز / وهي في القلب كعاب
انها شمطاء في نظر / تها يزهو الشباب
حلوها في الفم عِن / دَ البذل بالمر يشاب
قد سقتني الخمر مِن / فيها فاغراني الشراب
وطلبت الوصل ملحا / حاً فاعياني الطلاب
اعرضت دنياي عني / ما على الدنيا عتاب
وكأن الحب ذنب / وكأن الصدق عاب
وكأن الشيب لي مِن / ها على ذنبي عقاب
ليس عيشي اليوم في / بغداد عيشاً يستطاب
ولقد كادت بها ترني / لي الصم الصلاب
كبر ثم نكايات / واعداء صعاب
قد طلبت الماء اع / دو واذا الماء سراب
ذهب الماء وفي القل / بِ الى الماء لهاب
انا قد ولى شبابي / آه لو عاد الشباب
واذا ولّى شباب / المرء فالدنيا خراب
انتظر فهي حياة / تنقضي ثم تباب
كل من يمشي برجليه / على الارض تراب
سر ان اسطعت فخل / ف الواطئ السهل هضاب
انما ابناء دن / ياك خراف وذئاب
انما يحمد في الحر / بِ من السيف الذباب
حبذا لو شحذت ذودا / عن الحق الحراب
النا القشر من الأَم / رِ وللغير اللباب
ما على الارض بِغَي / رِ الدم والنار غلاب
اذكري إذ كنا صغيرين نلعب
اذكري إذ كنا صغيرين نلعب / وعلى انغام الطبيعة نطرب
او نغني معا اناشيد قد طا / بت بلحن مشج وصوت مكهرب
او على ناعم الثرى نتنزى / والثرى للصبيان اقرب ملعب
تارة نعدو مبعدين واخرى / فوق ميثاء رملة نتقلب
وعلى نشز فوق دجلة نستلقي / ابتغاء لراحة حين نتعب
ثم نمضي إلى الحدائق نجني / ما نلاقي من كل زهر محبب
الازاهير تحتنا تتلوى / والعصافير فوقنا تتوثب
واذا ما طار الفراش ركضنا / خلفه في لباقة نتعقب
واذا ما جاء المراقب يرغو / ويداه على الهراوة نهرب
واذا آذت شوكة احداً من / ا اخذنا معاً نصيح وننحب
ولقد كنا في وفاق معاً نر / ضى عن الشيء او معاً نتغضب
واذا ما اردت ان تقرضيني / قبلة في براءة اتجنب
واذا ما بعد الخلاف اجتمعنا / في غد ضحوة فلا نتعتب
واذا ما آباؤنا سألونا / كيف نقضي ساعاتنا نتكذب
ولقد آثرت التأخير يوما / غير دار عليه ما يترتب
واذا عينك الجميلة شكرى / واذا الدمع دافق يتصبب
فتعانقنا مقسمين على انا / على الحفظ للمواعيد ندأب
ثم انا معا شببنا وشب / الحب فينا حتى طغى وتغلب
كلما مستني يداك لداع / او تلاقت لحاظنا اتكهرب
يوم كنا نسير جنباً لجنب / في طريق الهوى ولا نتنكب
واخذنا نصيبنا من دروس / لا غنى عنها للذي يتهذب
وتحدثنا في مواضيع شتى / وتقلدنا مذهباً بعد مذهب
نقرأ الآراء الجريئة في الدين / فلا نلحوها ولا نتحزب
ولقد راعني باخر عهد / منك في زورتي الجبين المقطب
كنت مخدوعا بالاماني حتى / كان ما لم اكن له اترقب
لم اكن اذ بنيتها اتظنى / انها بعد ساعة تتخرب
بقيت لي مما مضى ذكريات / وستبقى حتى بي الموت ينشب
لست ادري ماذا جرى فافترقنا / انني من هذا الفراق لا عجب
انما هذه القطيعة آذتنا / فمن ذا سعى بنا وتسبب
اينا في جنانه كان يدري / اننا بعد برهة نتشعب
ويطول الفراق والحزن حتى / يصبح الموت وحده كل مأرب
ارحميني فانني لست اسطيع / على برح البين ان اتغلب
ايها الحب انت لي كل شيء / بك احيا وفي سبيلك اعطب
وهو الدهر قد تعسف لكن / ما على الدهر ان تعسف معتب
شتت الدهر شملنا لشقائي / بعد جمع له ودهري قلب
منشبا في قساوة بفؤادي / مخلبا من صروفه اثر مخلب
انا لا ادري ما يحس به قل / بك اما قلبي فقد كان يلهب
فاذا كان القلب منك كقلبي / فتعالى نذل ما قد تصعب
وتعالي نجدد العهد فيما / بيننا فهو كالربيع المذهب
فكلانا من البعاد شقي / وكلانا من الجفاء معذب
اننا يا ليلى بغير ترو / قد ركبنا من النوى شر مركب
واذا كنت لي ترين جناحا / فاذكريه يغسله دمعي فيذهب
واذات صح وعدهم لك بالما / ل فما المال كل ما هو يطلب
لا يغرنك العيشة برق / وامضُ في سحابه فهو خلب
احذري الدهر حين يبدي سلاما / فهو نشال السعادة ينهب
انني شاعر وغيري مثر / فانظري اينا الى المجد اقرب
انني شاعر ولكنني في / كل عمري بالشعر لم اتكسب
حسب شعري ان قد اضاء بمصر / في ظلام من الشكوك ككوكب
خذوا تراثي بلا حساب
خذوا تراثي بلا حساب / وكل ما قد حوت حقابي
خذوا تليدي خذوا طريفي / خذوا صميمي خذوا لبابي
خذوا اباريق خندريسي / خذوا كأوسي خذوا شرابي
خذوا قريضي خذوا يراعي / خذوا علومي خذوا كتابي
خذوا فنوني خذوا نبوغي / خذوا رشادي خذوا صوابي
خذوا خذوا في البلاد صيتي / وما يلي الصيت من غلاب
وفي عياض عن كل هذا / ردوا شبابي ردوا شبابي
الشعر ديوان العرب
الشعر ديوان العرب / والشعر عنوان الادب
هو الذي قامت به / في الشرق نهضة العرب
وهو الذي كان يخف / ذائداً عن الحسب
ويكشف الحق ان / الحق عن العين احتجب
ويشعل النار التي / في اول الحرب تشب
ويحفظ الاخلاق ان / تمسها يد العطب
يصور الاحساس منهم في / الرضى وفي الغضب
يروع من يسمعه / اذا اهاب او عتب
يذم من بماله / ضن ويطرى من وهب
اذا سمت قبيلة / فانما هو السبب
قد شب يغذوه الشعو / ر فاستوى منه القصب
ثم رنا ثم دنا / ثم جثا ثم وثب
الشعر زهر عطر / انبته أرض العرب
والزهر في اشواكه / كالعين حولها الهدب
ما انقلبوا انقلابهم / من قبل ان يرقى الادب
وهو الذي اذكى الشعو / ر بالظهور والغلب
وهو الى الوحي يمت / من قديم بالنسب
لقد روى وما افترى / ولا غلا ولا كذب
طوبى لمن ما رسه / ومن رواه او كتب
الشعر اما سله / حر فسيف ذو شطب
وانه لكاشف / الغمات فراج الكرب
جوابة الآفاق يطوي الارض / من غير تعب
اذا مشى يمشي العرضنى / او مضى يمضي الحبب
وسابق اذا عدا / ولا حق اذا طلب
وهو سرور للذي / فيه السرور قد نضب
ريحان من يرتشف الرضاب / من بنت العنب
وانه لرحمة / للناس ان امر حزب
ونقمة لمن عن الحق المبين / قد نكب
كم خاض في حرب وكم / غالب جمعا فغلب
كم مرة افضى الى / انقلاب شعب فانقلب
فياله من بطجل / لم ينتكص على العقب
السيف في يمينه / ما ان نبا لما ضرب
والشمس في جبينه / يرسل عقيان اللهب
وهو حديث في نهو / ضه قديم في النسب
كأنه لم يك بالمولود / من ام وأب
لا يعرف الانسان كم / مرت عليه من حقب
ان يكن النثر من الفضة / فالشعر ذهب
قال الذي قال فهل / قضى جميع ما وجب
كلا فان الشعر يرجى منه / فوق ما وهب
ولا يزال الشعر يأ / تي كل يوم بالعجب
يا ناقدي القريض بالباطل / ما هذا الصخب
ثوبوا إلى أنفسكم / فقد أسأتم للادب
لا يحسن النقد جهو / ل باساليب العرب
ما ان يضير بلبلا / شدا غراب قد نعب
لا يعرف الشعر سوى / من راضه حتى تعب
ليس الذي يرى من / البعد كراء من كثب
ما انت نبع منه يا / ناقده ولا غرب
يا حبذا النقد النزيه / من اساليب الكذب
نعوذ باللَه معاً / من غاسق اذا وقب
ما الحقد في النقد السفيه / غير نار في حطب
محرقة من شبها / كأنه لها حصب
قل ايها الشعر معي / تبت يدا ابي لهب
لم يغن عنه ماله / في هلكه وما كسب
يا ايها الشعر ودا / عا فرحيلي اقترب
ان فراقي لك يا / شعر فراق من احب
يا شعر انت خالد / اليك لا يرقى العطب
اما انا فذاهب / عنك كما غيري ذهب
الموت خير من حيا / ة كل ما فيها نصب
ذهب الشباب وكل شيء طيب
ذهب الشباب وكل شيء طيب / وأتى المشيب وكل شيء متعب
ذهب الشباب وما تريث غاربا / في ليلي الداجي غروب الكوكب
ذهب الشباب ولم يودعني اجل / ذهب الشباب وليته لم يذهب
اجمل به لما استقل مغادرا / اياي من لذاته في موكب
ولقد تحلب دمع عيني بعده / ما خير دمع ليس بالمتحلب
واتى المشيب ولم اكن لما اتى / متبوء رأسي له بمرحب
الدهر قطب يوم شابت لمتي / وجهاً له قد كان غير مقطب
يوم الحياة من المشيب عصبصب / ولعل يوم الموت غير عصبصب
اني لاطلب في حياتي راحة / ويعز الا في المنية مطلبي
ويكاد نسر الموت وهو محلق / ينقض مندفعا علي بمخلب
انا لا اود ركوب نعش سابق / هيهات ان النعش اخشن مركب
يا عين انك بالدموع غنية / ما تصنعين بها اذا لم تسكن
كان الهوى في مهد قلبي خافيا / فشدوت اوقظه بلحن مطرب
وذكرت اذ انا قد نبت بجنبه / نبت الحمام بكالئ معشوشب
حتى اذا اشتعل المشيب رأيته / يلقى رمادا فوق رأسي الاشيب
عقلي يؤنبني على شططي به / اما ضميري فهو غير مؤنبي
بعد الشباب اليك مالي حاجة / يا شمس احلامي الجميلة فاغربي
لم يبق غير الشعر لي من صاحب / يرعى العهود وليس بالمتقلب
ابكي به افراح عهد ذاهب / في عهدي الباقي الذي لم يذهب
الشعر مبدئي الذي استصفيته / والشعر ديني في الحياة ومذهبي
والشعر مصباح ازيل بضوئه / ما في ليالي محنتي من غيهب
وانا لم اعاشر في حياتي كلها / ناساً مشاربهم تخالف مشربي
يا حق اني في جميع مواقفي / متحزب لك لو يفيد تحزبي
من بعد ما انتظرت حقابا
من بعد ما انتظرت حقابا / ثارت فمزقت الحجابا
عربية عرفت اخيراً / كيف تنبذ ما ارابا
كان الحجاب يسومها / خسفاً ويرهقها عذابا
وسيطلب التاريخ من / ناس لها ظلموا حسابا
سألت لها حرية / منهم فما لقيت جوابا
حتى اذا ما استيأست / خرقت بايديها النقابا
فرأت امام سفورها / للمجد افنية رحابا
ذهبت كزوبعة لها / صخب فاحمدت الذهابا
احسنت يا ابنة يعرب / صنعاً واتبعت الصوابا
فلقد كفاك غضاضة / ذاك الشقاء بما اصابا
ليس الجمود سوى خنو / ع قد يجر لك التبابا
ان الحياة لتبتغي / في عصرنا هذا انقلابا
ظهرت تباشير له / تبني المنى منها قبابا
خوضي الى المجد الاثيل / مع الألى خاضوا الصعابا
وتنكبي الوهد الذي / يخفيك واطلبي الهضابا
اما العباب فانه / ان حال فاقتحمي العبابا
الحق حقك فانشديه / في محاولة طلابا
واذا ابوا فخذيه / منهم في مكافحة غلابا
لا تعبئي ابدا بغر / بان يواصلن النعابا
وذرى من الدين القشو / ر جميعها وخذي اللبابا
لا خير في ناس اذا / افحمتهم ولوا غضابا
عزوا الحجاب الى الكتا / ب فليتهم قرأوا الكتابا
ان التعصب مانع / ان تبصر العين الصوابا
ما عاش شعب نصفه / قد شل من داء اصابا
ما كان خدرك غير سجن / مظلم يولي اكتئابا
اني لارجو ان ارى / التوقير في الفتيان دابا
والوم من مردوا فلم / يبغوا عن السفه اجتنابا
كم من خراف حين ادجى / ليلها انقلبت ذئابا
لما رأت لحما طريا / ابرزت ظفراً ونابا
ولرب فاتنة العيو / ب لحاظها تحكي الحرابا
وترى خصائل شعرها / فتخالها تبراً مذابا
زفت الى وحش فسلت / في حيازته اكتئابا
واجاعها شحاً ولم / يحسب لجوعتها حسابا
هل ظن ان المرهق / الغرثان يلتهم الترابا
ولقد إلى منها الأسى / فتفجرت تبكي المصابا
ان الأسى اما إلى / ليفجر الصم الصلابا
وتعاتب الاقدار لو / يسمعن من احد عتابا
ذم الجهالة انها / ما اورثت الا خرابا
يا ماء اهلي اين انت / فانني اشكوا اللهابا
يا قبر ليلى انت تحوي / فيك زنبقة كعابا
حيتك واكفة الحيا / تهمي فتنسكب انسكابا
كم مثلها من نسوة / يرجون في الصبر الثوابا
يلوين من جور الرجا / ل وقد تبرمن الرقابا
مالي رجاء في الشيو / خ وانما ارجو الشبابا
من كل وثاب اذا / اغريته اقتحم الصعابا
الناس في الآراء يختلفون / بعدا واقترابا
بسم المنى لاقلهم / خطأ واكثرهم صوابا
اني ارحب بالالى / بلد لرشيد بهن طابا
اوليننا النعم الرغا / ب وما توخين الثوابا
بل خدمة الوطن العزيز / بهن عن بعد اهابا
نعم سأشكرها ومن / لا يشكر النعم الرغابا
وكذاك تشكر كل ار / ض عضها الجدب السحابا
يا نور هذا الحفل قد / بلغت بطولتك النصابا
لا تحسبي للمرجفين / ومن روى عنهم حسابا