القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 116
ترى هل إذا متنا تظل نفوسنا
ترى هل إذا متنا تظل نفوسنا / تعيش بهذا الجو أم نحن كالعشب
نحس بنور الشمس حيناً وبعده / نحور حطاما لا يحس إلى الترب
أفي كل يوم رحلة وتغرب
أفي كل يوم رحلة وتغرب / وسعيٌ لإدراك المعيشة متعبُ
نفوس طغت في غيّها فتسارعت / الى الشر أعمالها الهوى والتعصب
وماليَ ذنب عندهم غير أنني / ذهبت إلى ما ليس غيريَ يذهب
إذا كان نصر العلم ذنباً معاقبا / عليهِ فإني أشهد اللَه مذنب
وكم باسم منهم إذا كان حاضراً / ولكن متى ما غالب عنك يُقطّب
صفا منه لما خاف بأسك محضر / ولم يصف منه سرُّه والمغيّب
لقد نسبوني للضلال لأنني / مخالفهم فيما أقول وأكتب
ولو أنني شايعتهم في جهالةٍ / لكنت إلى الإحسان والرشد أُنسب
وقالوا أتيت الكذب قلت بل الذي / يحضّ على الأوهام للكذب أقرب
إذا كان من قد وافق الحقّ كاذباً / فإن الذي قد خالف الحقّ أكذب
أبى اللَه أن أنسى ربوعاً كريمة / قضيت بها عهد الصبا وهو طيّب
هي الدار ناطت بي حبالاً من الهوى / تجرُّ بها قلبي الشجيَّ وتجذب
رعى اللَه عهداً بالرصافة قد مضى / ولكنه عن خاطري ليس يغرب
ألا ليت شعري هل أرانيَ راجعاً / إليها وهل من ماء دجلة أشرب
وغادة زارت بلا
وغادة زارت بلا / وعد ولا مُرتَقَبِ
ثم مضت ولم أكن / قضيت منها أرَبي
ماذا برقراق السحائب
ماذا برقراق السحائب / ضمن المجرة من كواكب
ليست كمزعم بعضهم / نهراً يفيض على الجوانب
كلا ولا هي لو تعي / زبدٌ بوجه السيل ذائب
كلا ولا وادٍ على / طرفيهِ قد صفت كتائب
حيث الأسنة ثَمَّ في ال / هبوات تضحك والقواضب
أهناك جيش لا أبا / لك حذوه جيش محارب
فلننتظر حتى نرى / من ذا من الجيشين غالب
كلّا ولا سدُمٌ حوت / غازاً فهذا الظن كاذب
لكن شموس جاريا / ت ضمن هاتيك السحائب
بل إن هاتيك السحا / ئب ذات انجمها الثواقب
أجرامها يسبحن في / بحر الأثير لكل جانب
الكل يذهب في الفضا / ء على اختلافٍ في المذاهب
وعلى ارتباطٍ بينها / بقوى جواهرها الجواذب
يا أيّهذا العالم ال / نجمي كم بك من عجائب
كم زار منك نظامنا / جرمٌ يجدّ السير دائب
جرمٌ بديعٌ شكله / جرمٌ يعدّ من الغرائب
فله نواةٌ ذات نو / رٍ مشرقٍ وله ذوائب
ويضئ حتى تستضى / ء به المشارق والمغارب
ويزيد إشراقاً على / إشراقهِ مهما يقارب
حتى إذا ما دار حو / ل الشمس سافر وهو آيب
فكأنه متحملٌ / في زوره كتباً لغائب
أَمخبرٌ أحد النجو / م لشمسنا بعض المطالب
يا عالماً يحوي عوا / لم سائرات في مواكب
كم من شموس فيك أك / ثرها عن الأبصار عازب
شسعت فأسفر بعدها / عن مثل أنوار الحباحب
وهناك لولا أبعد ال / أبعاد نيران لواهب
تجلو أشعتها المني / رة ما هناك من الغياهب
وتوازنت أجرامها / فالكل مجذوب وجاذب
ولها توابغ في تن / قلها السريع لها تصاحب
تحكى توابع شمسنا / فتطوف منها في الجوانب
وعلى توابعها تدو / ر توابع أخرى صواحب
العلم هذا رأيهُ / فيها ورأُى العلم صائب
يرضى به من كان ذا / نظرٍ بعين العقل ثاقب
لكن من جهل الحقا / ئق من سماعته مغاضب
ومن المصائب أن تخا / طب جاهلاً ومن المصائب
أما الحياة فان ظن / ن العقل فيها غير خائب
أيجوز أن الأرض تُس / كن وحدها بين الكواكب
وتكون غير الأرض خا / لية كأمثال الخرائب
هذا لعمري إن يص / ح فانه لمن العجائب
إن الحياة تبين حي / ث ترى لها وسطاً يناسب
ما أوحش الأجرام لم / تمرح بها بيض كواعب
وترى كأحسنها العيو / ن النجل فيها والحواجب
يا ساكني تلك النجو / م على اختلافٍ في المراتب
إني مخاطبكم فلا / تلووا الوجوه عن المخاطب
باللَه قولوا لي أَأَن / تم مثلنا غرض النوائب
إنا نعاتبكم إذا / لم تفصحوا إنا نعاتب
أَحَياتكم كحياتنا / لا تكتموا عنا متاعب
أم هل هناك حياتكم / صفوٌ فليس بها شوائب
إنا لنفزع من مصا / ئب لاجئين إلى مصائب
إنا بظاهر أرضنا / قسمان مغصوب وغاصب
الظلم ضيَّق في وجو / ه رجائنا طرق المكاسب
والعلم مغلوب فلا / يعلى بهِ والجهل غالب
إنا بحال لو علم / تم غير محمود العواقب
نسعى لنفع الآخري / ن من الذين لهم مناصب
ونعيش في حال التعا / سة بالأمانيِّ الكواذب
لهفي على الشبان قد / سلكوا سبيلاً للمعاطب
غيلوا بكل قساوة / فبكتهمُ حتى الأجانب
ويلي على بيضٍ نشر / ن من الأسى سود الذوائب
يخمشن حرَّ وجوههن / ن ويلتدمن عَلَى الترائب
يبكين فقد أعزة / ماتوا فهن لهم نوادب
كتاب رثاء يحمل البث من قلبي
كتاب رثاء يحمل البث من قلبي / إلى قبر ميت في طرابلس الغربِ
فيا جدثا في طيِّه نام شوكت / سقاك مُلِثٌّ ذو بعاع من السحب
تضمنت حرا يعلم اللَه أنه / إلى أن قضى قد كان والظلم في حرب
وكن إذا ما حل ساحة بلدة / يخاصم حزباً في المحاماة عن حزب
يحيط به الأحرار فيها كأنما / هو القطب والأحرار دائرة القطب
أخو عزمات ظل طول حياته / على لطفه لا يخلط الجدَّ باللعب
يخاطر في أمر الدفاع بنفسه / فيمشي مع الأحداث جنباً إلى جنب
يزور غمار الحادثات بكله / فيخرج من كرب ويدخل في كرب
ويبكي مع الباكي على ما أصابه / ويسعد بالمال الضعيف عن الكسب
من الأمراء العسكريين دأبه / صيان الحمى أكرم بذلك من دأب
له بالقضايا الفلسفية خبرة / يشاركني في البحث عنها وفي النقب
وأنظار صدق في الفنون دقيقة / وآراء علم هن أسنى من الشهب
وكان كحدِّ السيف غَربُ لسانهِ / مَضاءً ففل الموت من ذلك الغرب
تكافأ فيما بيننا ثابت الهوى / فلي حبه قد كان يحكى له حبِّي
أتتني أخبارٌ بموتك أنبأت / فغاب لها رشدي وطار لها لبي
وددت لو أني قبل منعاك ميت / ولم أتل شيئاً من نعيِّك في الكتب
ظفرت بقرب من حيناً فسرني / ولكن سريعاً ما انقضت دولة القرب
وقد قضت الأيام بالبعد بيننا / فطال على الأيام فيما قضت عتبي
وغادرتني أبكي المجالس نادبا / علاك بها لو كان ينفعني ندبي
أعاف لذيذ النوم في الليل إن دنا / وأشرق من جرَّاك بالبارد العذب
وكنتُ لعود من لقائك راجياً / فقطع آمالي قضاؤُك للنحب
وما الموت إلا منهل جامع وقد / وردتَ وإنا سائرون على الدرب
أشوكت ما ان عنَّ ذكرك خاطراً / بقلبيَ إلا واعترت رجفةٌ قلبي
دعتك المنايا بعد سقم ملازمٍ / فقلت لنفس فيك قد حشرجت لبي
هو السل ماذا يفعل الطبُّ نحوه / إذا كان يعي داؤُه حيلة الطب
تنشَّب في أحشاء صدرك ظفره / فأضعفه عن حرب مكروبه الألب
كأني بقومٍ حول جسمك خشع / لموتك من تُرك هناك ومن عُرب
قد استودعوا التابوت شخصك ثم قد / طووا ذلك التابوت في باطن الترب
فقلبٌ على ما كان ولهان آسف / وعينٌ على ما ناب دائمة السكب
وشيَّعك الجم الغفير مسافراً / إلى منزل قد ضاق من منزل رحبِ
إلى منزل داجي القرارة موحشٍ / يظل عن الأضواء والريح في حجب
فيسكن فيهِ المرء غير مخير / بعيداً عن الخلان والأهل والصحب
يقيم به كرهاً ويخضع للبلى / زماناً طويلاً لا يقاس على الحقب
وما ضرر الإنسان من طول مكثهِ / إذا كان فيه فاقد الحس واللب
أَإنا إذا متنا تظل نفوسنا / تطير بهذا الجو لآم نحن كالعشب
فنخصب أياماً تكون قليلة / ونجدب لما تنقضي مدة الخصب
فتخمد أنفاس وتيبس أوجه / لنا يبس أزهار بألوانها تسبى
وكم غادة كانت تميس بمشيها / كما تعبث الأرواح بالغصن الرطب
ففاجأها موت فراحت وخلفها / يشب ضراماً قلب عاشقها الصب
وكم من شعوب فرقتهم بكرههم / شعوب وكانوا قبل ملتئمي الشعب
فأين مضى القوم الألى أَرهفوا الظبى / وأين تولى قائدو الضمَّر القبِّ
وأين الذي قد كان يلبس زينة / وأين الذي قد كان يخطر في عجب
وكم عض هذا الموت من واسعى المنى / وكم غالَ هذا الموت من آمني السرب
سرى الركب ليلا ثم ما آب مخبر / فينبئُ أهل الحي عن ذلك الركب
ألم يبرحوا سارين أم تركوا السرى / وحلوا بسهل بعد ذلك أم صعبِ
ناشدت شيخاً قد تقو
ناشدت شيخاً قد تقو / وس ما تفتش في الترابِ
فأجاب يا ولدي لقد / ضيعتُ أيام الشباب
بغداد أمست وقد أزرى بها النوب
بغداد أمست وقد أزرى بها النوب / تبكي على عزها الماضي وتنتحبُ
أيامَ كانت تَهادى في شبيبتها / كأنها البان مافي ظهرها حدب
كيف القرار على الأرزاء في بلدي / إن السفينة في الأمواج تضطرب
أحاطت بليل اليأس مني غياهب
أحاطت بليل اليأس مني غياهب / تضيء من الآمال فيها كواكبُ
وجاءت أخيراً من همومي سحائب / فحجَّبت الآمالَ تلك السحائب
فما بان لي إلا شجاً متكاثف / ولا لاح لي إلا دجى متراكب
فيا لك من ليلٍ هنالك حالكٍ / بأهواله ضاقت عليَّ المذاهب
وطال إلى أن لاح لي في سمائه / على الأفق فجرٌ من رجائي كاذب
أقول لعيني حين جفَّت دموعها / أأمسكتِ لما أفجعتنا النوائب
لقد غاب من تهوين مرأى وجوهِهم / كأنهم زهر النجوم الغوارب
وما كان ظني أنه بعد ساعة / تجف كذا منك الدموع السواكب
جمودك يا عيني وقد وقع النوى / علىغير ما وعدٍ لهم لا يناسب
وإني على هذا الجمود وطوله / ألومك يا عيني وإني أعاتب
فلست براضٍ عنك يا عينُ بعدهم / لأنك ما أديت ما هو واجب
وللقلب مني بعد أن كرَّ راجعاً / وقد رحلت أظعانهم والركائب
عهدتكَ تمشي أيها القلب خلفهم / فقل لي لماذا أنت يا قلب آيب
سألتكيا قلبي عن السبب الذي / رجعت له إني لعودك عاجب
فما لك تجثو راجفاً متغيراً / وما لك ترنو ساكتاً لا تجاوب
أجئت تعزِّيني لأني آسف / وأني مفجوع وأني خائب
فقال بصوت هزَّ أوتاره الأسى / فرَّنت رنيناً أكبرته المصائب
تبعتهمُ حتى ثَوَوا في حفائرٍ / وحجَّبهم عني من الترب حاجب
وقفت على الأجداث حيث تغيبوا / أنادي فما ردَّ الجوابَ مجاوب
فجئتكَ كيما أخبر الحال إنها / شجتني فمرني بالذي أنت طالبُ
ورأييَ أن نسعى معاً لقبورهم / فقلت له يا قلب رأيُك صائب
أصبتَ نعم يا قلب فيما ارتأيتَه / فلي بين هاتيك القبور مآرب
تقدَّم أمامي ماشياً لتدلَّني / عليهم فسرنا والحنين مصاحب
فلما وصلنا ساء عينيَ أن ترى / هنالك أجداثاً عفاهن حاصب
سطور قبورٍ في العراء تناسقت / كما نمّق لعنوان في الطرس كاتب
قبورٌ بها نامت أَوانس خرّد / ونامت بها في جنبهن الذوائب
فجاشت هناك النفس من لاعج الجوى / وقلت لهاتيك القبور أخاطب
هنا فيك قد غابت حسان كواعب / فما فعلت تلك الحسان الكواعب
وما فعلت تلك السوالف في الثرى / وما فعلت في الترب تلك الترائب
إلى من تشيرُ اليوم فيك عيونها / وفق العيون النجل تلك الحواجب
وكانت مشيدات القصور بروجها / فمن أين جاءتها تصيب المعاطب
وفي كل يومٍ كان للزي مطلب / لهن تجلى منه فيما يناسب
ولكنما اليوم انتهت لتعاستي / بثوب من الأكفان تلك المطالب
وكن كأزهار الربيع مبادياً / أهذي لهاتيك المبادي عواقب
قد انتزعتها من حياتي يدُ الردى / كما ينهب العقد المفصل ناهب
هنالك جادت أعيني بدموعها / فهن على الخدين مني سوارب
هنالك من نفسي وصدق طويتي / تمنيتُ لو أن المنون تقاربُ
نظرت إلى قلبي وكان بجانبي / إذا هو من فرط الكآبة ذائبُ
فلعمت ذوب القلب ثم سكبته / على جدث فيهِ حبيبي غائب
وألفيت في نفسي العزاء كمعبدٍ / قد انهد منه جانب ثم جانب
وفارقتي لبى لهيبة مصرعي / فأبعد عني في الفلا وهو هارب
وَجِدتُ على الايام والطبِّ والغنى / وقلت لهم إني عليكم لعاتب
وأوحشت الدنيا كأن بيوتها / بعيني وإن كانت قصوراً خرائب
مكثت إلى أن أقبل الليل زاحفاً / وأظلم منه في عيوني الجوانب
فأبت إلى داري وفي باطن الحشا / لهيب من الحزن المبرح لاهب
وليس معي في لآوبتي لا نُهى ولا / عزاءٌ ولا قلب لشخصي يصاحب
سوى نَفسٍ في الصدر مني مردّد / فذلك طول الليل آت وذاهب
ستبسم في وجهي المنون كأنها / محب يُسلِي أو صديق يراقب
وتدركني قبل الصباح ونهضه / فأنجو من الهمِّ الذي هو ناصب
رقدت ههنا فتاة لبيبه
رقدت ههنا فتاة لبيبه / ذات حسن في عنفوان الشبيبه
قصفت غصنها المنايا رطيباً / فأَطالت بكاء أمٍّ كئيبه
ودعت أهلها وقالت بحزن / رحلتي عن دنياي هذي قريبه
هي والشمس غابتا في زمانٍ / واحدٍ آه آه يا للمصيبه
فابك ما شئت يا يراعي وأرخ / في شباب الحياة أودت نجيبه
ذريني ألاقي الموت يا نفس واذهبي
ذريني ألاقي الموت يا نفس واذهبي / فما أنا من جدي أعز ومن أبي
ذريني بموتي وهو آخر ملجئ / أخفف من عبء المعيشة منكبي
ذريني أنجو من حياة عذابُها / شديد ومن لم يحىَ لم يتعذبِ
ذريني ذريني أستنيم إلى الردى / فإن الردى يا نفس سؤلي ومطلبي
لقد كبرت يا نفس أيام شقوتي / وطال على جمر الحياة تقلبي
سلام على عهد الرقي المحبب
سلام على عهد الرقي المحبب / سلام على حزب الشباب المهذب
واني محيّ للعروبة انها / قد استيقظت من نومها بعد احقب
وقد اخذت تعدو لتبلغ غليها / برغم الرزايا والشقاء المخيب
وان لابناء العراق تأهباً / ولا تكذب الآمال في المتأهب
لهم مأرب ان يدركوا شأو غيرهم / وان شط عنهم وهو افضل مأرب
فساره على فجر من الحق صادق / وليس على برق من الوعد خلب
ولا ادّعي انا بلغنا مرادنا / ولكننا فوق الطريق المقرب
فيا عين قري بالذي تشهدينه / ويا نفس قد ولى شقاؤك فاطربي
واني لارجو للعراق تقدماً / يضاهي هبوب العاصف المتوثب
ويحسب قوم في التعصب رشدهم / وما اخر الاقوام غير التعصب
وكنت ركبت الصعب ابلوه جاهداً / فما قل مجهودي ولا ذل مركبي
عشية ما في الرافدين سلامة / ولا العيش في كل العراق بطيب
عشية لا عبد الحميد بسامع / دعائي ولا مني فروق بمقرب
وما كان ما تأتي الشعوب بثروة / ولكنه حمى الدم المتلهب
ولم ننتفع بالعلم الا صبابة / تجرعها مثر بمشهد مترب
ويطرق سمعي اسم السعيد ولا ارى / بعيني سعيداً فهو عنقاء مغرب
وما ذل قوم ابرموا وحدة لهم / وان لم يكونوا ينتمون الى اب
ولا اوجسوا ممن تهدد خيفة / وان جاءهم في جمعه المتألب
ولا عار في زيغ الفتى رشذوذه / ولكنما في كذبه والتذبذب
ولس ابالي ما به يشتمونني / وان كان في قلبي كلسعة عقرب
ترهب يرعى العلم خمسين حجة / فاكبر به من عالم مترهب
تلقى بما ابقى ثناءاً معطراً / وهل يتلقى طيب غير طيب
نقدت نزيها ما نقدت فلا تخف / وعيداً واتمم ما بدأت وعقب
وانك انت اليوم خير مثقف / وانك انت اليوم خير مهذب
وقل باسلا ما ينبغي ان تقوله / ولا تلتفت للجاهل المتعصب
شدا الشعر بعد الصمت يطرب امة / فيا شعر قد احسنت فاشدو أطرب
وليس بعقل المرء يكبر شعره / ولكن بما في روحه من تكهرب
وللشعر عين ماؤها متدفق / متى يأت من صيابة القلب يعذب
وكنت له جددت بين مخطئ / يعنفني في قرضه ومصوب
يؤنب في تجديدي الشعر صاحبي / فيا صاحبي بعد التفكر أنب
وقال أتلقي في الفسيل نظير ما / تراه على النخل الرفيع المشذب
أليس الجديد ابن القديم الذي شدا / به القوم بعد القوم من عهد يعرب
فقلت له ما انت للحق خاضع / واني لما تدلي به في تعجب
شعرنا بما لم يشعر القوم قبلنا / شعور السليل الناهض المتهذب
وان الجديد الغض في غفوانه / كبكر كعاب والقديم كثيب
ولست على العلات اجحد فضلهم / ولكنما تقليدهم غير معجبي
فكذبني للجهل فيما صدقته / واي صريح ماله من مكذب
وماذا عليّ اليوم والحق غايتي / اذا كان لا يرضى الجماهير مذهبي
ولا خير في شعر اريد انتقاصه / ولم يتحفز للدفاع ويغضب
انا اليوم من كر الحوادث اشيب / ولكن شعري لم يزل غير اشيب
ويا شعر انت اليوم اكبر مرشد / لمن ضل عن قصد الطريق الملحب
ويا شعر حرر ما تشاء من النهى / جزيئاً وبعد من تشاء وقرب
أبث شعوري فيك غيرمقلد / واعرض آمالي ورأيي ومذهبي
قد طغى يطفح الفرات وعبا
قد طغى يطفح الفرات وعبا / يملأ الانفس الجريئة رعبا
ساعة ثم طبق الارض ماءاً / فكأن الاتي قد جاء وثبا
ان ذاك الذي حسبناه نهراً ضيقاً / امسى اليوم كالبحر رحبا
غمر الجانبين منه وانحجى / يتسامى الى التلاع فاربى
اغرق الزرع والمساكن والشا / ء مطافيل والبساتين غلبا
كذبتنا الحياة في كل شيء / ولعل الآمال اكثر كذبا
انت ما ان تخففين مصابي
انت ما ان تخففين مصابي / دمعتي فارجعي على الاعقاب
انت لا تدرئين عني دائي / انت لا تصلحين منه خرابي
انت لا تنجديني في شقائي / انت لا تنقذينني من عذابي
انت لا تدفعين وطأة شيبي / انت لا ترجعين عهد شبابي
انت لا تقدرين ان تهبيني / راحة او تسكني اعصابي
انما انت قطرة ستبلين اذا / سلت بقعة من ثيابي
او تضيعين بين لحيتي ال / بيضاء او تنضبين فوق التراب
وسيمتصك الرغام لدى او / ول مس كظامئ ذي لهاب
ولقد تسقطين من حرف عيني / كالندى فوق كالئٍ معشاب
ارجعي فالحياة ليست تساوي / ان تخري من حالق كالشهاب
لا تخري وان قضى ان تخري / سبب قاهر من الاسباب
ان نفسي لا ترتضي ان تهوني / لشجوني وان ملأن اهابي
ليس محمودا ان تقيمي طويلا / بين حملاق العين والاهداب
يا ابنة الهم ان غرفتك القل / ب فلا تخرجي الى الابواب
دمعتي لا تعولي في رزايا / ك على وعد دهرك الكذّاب
فارجعي في مهل الى القلب مني / انت لا تخلقين بالتسكاب
اتريدين من مقرك في نف / سي راراً ينجيك من حرّ مابي
انا لم أسأل العيون بكاء / لتكوني عن السؤال جوابي
ليس من عار في الرجوع على من / ضلّ في سيره طريق الصواب
واذا ما هبطت بالرغم عني / طال يا دمعتي عليك عتابي
انني ان بكيت ابكي شعري / ولقد أهديه الى الاحقاب
كل بيت منه اذا عصروه / دمعة ثرّة على الاداب
بين شعري وما يجيش بصدري / من شعور وشائج الانساب
انا عنه محدّث وهو عني / وكلانا في القول غير محاب
وعسى ان بث شعري شعوري / وعسى ان ينوب شعري منابي
وقفة ثم عتاب
وقفة ثم عتاب / وسؤال وجواب
ما لليلى اليوم غصبي / قارص منها الخطاب
ألها عندي دين / ام لها عندي حساب
سبل العيش امامي / اينما سرت رحاب
زوديني قبلة مِن / كِ فقد حان الذهاب
انا مالي بعد ان اذ / هب يا ليلى اياب
عند عصفورك يا / ليلى اغاريد عذاب
وصف الدنيا كثيرو
وصف الدنيا كثيرو / ن ولكن ما أصابوا
إنما عندي في تص / ويرها القول الصواب
هي حسناء ولكن / صبها ليس يثاب
وهي شوهاء ولكن / عن هواها لا يتاب
قبحها يُطرى وام / ما حسنها فهو يعاب
هي في العين عجوز / وهي في القلب كعاب
انها شمطاء في نظر / تها يزهو الشباب
حلوها في الفم عِن / دَ البذل بالمر يشاب
قد سقتني الخمر مِن / فيها فاغراني الشراب
وطلبت الوصل ملحا / حاً فاعياني الطلاب
اعرضت دنياي عني / ما على الدنيا عتاب
وكأن الحب ذنب / وكأن الصدق عاب
وكأن الشيب لي مِن / ها على ذنبي عقاب
ليس عيشي اليوم في / بغداد عيشاً يستطاب
ولقد كادت بها ترني / لي الصم الصلاب
كبر ثم نكايات / واعداء صعاب
قد طلبت الماء اع / دو واذا الماء سراب
ذهب الماء وفي القل / بِ الى الماء لهاب
انا قد ولى شبابي / آه لو عاد الشباب
واذا ولّى شباب / المرء فالدنيا خراب
انتظر فهي حياة / تنقضي ثم تباب
كل من يمشي برجليه / على الارض تراب
سر ان اسطعت فخل / ف الواطئ السهل هضاب
انما ابناء دن / ياك خراف وذئاب
انما يحمد في الحر / بِ من السيف الذباب
حبذا لو شحذت ذودا / عن الحق الحراب
النا القشر من الأَم / رِ وللغير اللباب
ما على الارض بِغَي / رِ الدم والنار غلاب
اذكري إذ كنا صغيرين نلعب
اذكري إذ كنا صغيرين نلعب / وعلى انغام الطبيعة نطرب
او نغني معا اناشيد قد طا / بت بلحن مشج وصوت مكهرب
او على ناعم الثرى نتنزى / والثرى للصبيان اقرب ملعب
تارة نعدو مبعدين واخرى / فوق ميثاء رملة نتقلب
وعلى نشز فوق دجلة نستلقي / ابتغاء لراحة حين نتعب
ثم نمضي إلى الحدائق نجني / ما نلاقي من كل زهر محبب
الازاهير تحتنا تتلوى / والعصافير فوقنا تتوثب
واذا ما طار الفراش ركضنا / خلفه في لباقة نتعقب
واذا ما جاء المراقب يرغو / ويداه على الهراوة نهرب
واذا آذت شوكة احداً من / ا اخذنا معاً نصيح وننحب
ولقد كنا في وفاق معاً نر / ضى عن الشيء او معاً نتغضب
واذا ما اردت ان تقرضيني / قبلة في براءة اتجنب
واذا ما بعد الخلاف اجتمعنا / في غد ضحوة فلا نتعتب
واذا ما آباؤنا سألونا / كيف نقضي ساعاتنا نتكذب
ولقد آثرت التأخير يوما / غير دار عليه ما يترتب
واذا عينك الجميلة شكرى / واذا الدمع دافق يتصبب
فتعانقنا مقسمين على انا / على الحفظ للمواعيد ندأب
ثم انا معا شببنا وشب / الحب فينا حتى طغى وتغلب
كلما مستني يداك لداع / او تلاقت لحاظنا اتكهرب
يوم كنا نسير جنباً لجنب / في طريق الهوى ولا نتنكب
واخذنا نصيبنا من دروس / لا غنى عنها للذي يتهذب
وتحدثنا في مواضيع شتى / وتقلدنا مذهباً بعد مذهب
نقرأ الآراء الجريئة في الدين / فلا نلحوها ولا نتحزب
ولقد راعني باخر عهد / منك في زورتي الجبين المقطب
كنت مخدوعا بالاماني حتى / كان ما لم اكن له اترقب
لم اكن اذ بنيتها اتظنى / انها بعد ساعة تتخرب
بقيت لي مما مضى ذكريات / وستبقى حتى بي الموت ينشب
لست ادري ماذا جرى فافترقنا / انني من هذا الفراق لا عجب
انما هذه القطيعة آذتنا / فمن ذا سعى بنا وتسبب
اينا في جنانه كان يدري / اننا بعد برهة نتشعب
ويطول الفراق والحزن حتى / يصبح الموت وحده كل مأرب
ارحميني فانني لست اسطيع / على برح البين ان اتغلب
ايها الحب انت لي كل شيء / بك احيا وفي سبيلك اعطب
وهو الدهر قد تعسف لكن / ما على الدهر ان تعسف معتب
شتت الدهر شملنا لشقائي / بعد جمع له ودهري قلب
منشبا في قساوة بفؤادي / مخلبا من صروفه اثر مخلب
انا لا ادري ما يحس به قل / بك اما قلبي فقد كان يلهب
فاذا كان القلب منك كقلبي / فتعالى نذل ما قد تصعب
وتعالي نجدد العهد فيما / بيننا فهو كالربيع المذهب
فكلانا من البعاد شقي / وكلانا من الجفاء معذب
اننا يا ليلى بغير ترو / قد ركبنا من النوى شر مركب
واذا كنت لي ترين جناحا / فاذكريه يغسله دمعي فيذهب
واذات صح وعدهم لك بالما / ل فما المال كل ما هو يطلب
لا يغرنك العيشة برق / وامضُ في سحابه فهو خلب
احذري الدهر حين يبدي سلاما / فهو نشال السعادة ينهب
انني شاعر وغيري مثر / فانظري اينا الى المجد اقرب
انني شاعر ولكنني في / كل عمري بالشعر لم اتكسب
حسب شعري ان قد اضاء بمصر / في ظلام من الشكوك ككوكب
خذوا تراثي بلا حساب
خذوا تراثي بلا حساب / وكل ما قد حوت حقابي
خذوا تليدي خذوا طريفي / خذوا صميمي خذوا لبابي
خذوا اباريق خندريسي / خذوا كأوسي خذوا شرابي
خذوا قريضي خذوا يراعي / خذوا علومي خذوا كتابي
خذوا فنوني خذوا نبوغي / خذوا رشادي خذوا صوابي
خذوا خذوا في البلاد صيتي / وما يلي الصيت من غلاب
وفي عياض عن كل هذا / ردوا شبابي ردوا شبابي
الشعر ديوان العرب
الشعر ديوان العرب / والشعر عنوان الادب
هو الذي قامت به / في الشرق نهضة العرب
وهو الذي كان يخف / ذائداً عن الحسب
ويكشف الحق ان / الحق عن العين احتجب
ويشعل النار التي / في اول الحرب تشب
ويحفظ الاخلاق ان / تمسها يد العطب
يصور الاحساس منهم في / الرضى وفي الغضب
يروع من يسمعه / اذا اهاب او عتب
يذم من بماله / ضن ويطرى من وهب
اذا سمت قبيلة / فانما هو السبب
قد شب يغذوه الشعو / ر فاستوى منه القصب
ثم رنا ثم دنا / ثم جثا ثم وثب
الشعر زهر عطر / انبته أرض العرب
والزهر في اشواكه / كالعين حولها الهدب
ما انقلبوا انقلابهم / من قبل ان يرقى الادب
وهو الذي اذكى الشعو / ر بالظهور والغلب
وهو الى الوحي يمت / من قديم بالنسب
لقد روى وما افترى / ولا غلا ولا كذب
طوبى لمن ما رسه / ومن رواه او كتب
الشعر اما سله / حر فسيف ذو شطب
وانه لكاشف / الغمات فراج الكرب
جوابة الآفاق يطوي الارض / من غير تعب
اذا مشى يمشي العرضنى / او مضى يمضي الحبب
وسابق اذا عدا / ولا حق اذا طلب
وهو سرور للذي / فيه السرور قد نضب
ريحان من يرتشف الرضاب / من بنت العنب
وانه لرحمة / للناس ان امر حزب
ونقمة لمن عن الحق المبين / قد نكب
كم خاض في حرب وكم / غالب جمعا فغلب
كم مرة افضى الى / انقلاب شعب فانقلب
فياله من بطجل / لم ينتكص على العقب
السيف في يمينه / ما ان نبا لما ضرب
والشمس في جبينه / يرسل عقيان اللهب
وهو حديث في نهو / ضه قديم في النسب
كأنه لم يك بالمولود / من ام وأب
لا يعرف الانسان كم / مرت عليه من حقب
ان يكن النثر من الفضة / فالشعر ذهب
قال الذي قال فهل / قضى جميع ما وجب
كلا فان الشعر يرجى منه / فوق ما وهب
ولا يزال الشعر يأ / تي كل يوم بالعجب
يا ناقدي القريض بالباطل / ما هذا الصخب
ثوبوا إلى أنفسكم / فقد أسأتم للادب
لا يحسن النقد جهو / ل باساليب العرب
ما ان يضير بلبلا / شدا غراب قد نعب
لا يعرف الشعر سوى / من راضه حتى تعب
ليس الذي يرى من / البعد كراء من كثب
ما انت نبع منه يا / ناقده ولا غرب
يا حبذا النقد النزيه / من اساليب الكذب
نعوذ باللَه معاً / من غاسق اذا وقب
ما الحقد في النقد السفيه / غير نار في حطب
محرقة من شبها / كأنه لها حصب
قل ايها الشعر معي / تبت يدا ابي لهب
لم يغن عنه ماله / في هلكه وما كسب
يا ايها الشعر ودا / عا فرحيلي اقترب
ان فراقي لك يا / شعر فراق من احب
يا شعر انت خالد / اليك لا يرقى العطب
اما انا فذاهب / عنك كما غيري ذهب
الموت خير من حيا / ة كل ما فيها نصب
ذهب الشباب وكل شيء طيب
ذهب الشباب وكل شيء طيب / وأتى المشيب وكل شيء متعب
ذهب الشباب وما تريث غاربا / في ليلي الداجي غروب الكوكب
ذهب الشباب ولم يودعني اجل / ذهب الشباب وليته لم يذهب
اجمل به لما استقل مغادرا / اياي من لذاته في موكب
ولقد تحلب دمع عيني بعده / ما خير دمع ليس بالمتحلب
واتى المشيب ولم اكن لما اتى / متبوء رأسي له بمرحب
الدهر قطب يوم شابت لمتي / وجهاً له قد كان غير مقطب
يوم الحياة من المشيب عصبصب / ولعل يوم الموت غير عصبصب
اني لاطلب في حياتي راحة / ويعز الا في المنية مطلبي
ويكاد نسر الموت وهو محلق / ينقض مندفعا علي بمخلب
انا لا اود ركوب نعش سابق / هيهات ان النعش اخشن مركب
يا عين انك بالدموع غنية / ما تصنعين بها اذا لم تسكن
كان الهوى في مهد قلبي خافيا / فشدوت اوقظه بلحن مطرب
وذكرت اذ انا قد نبت بجنبه / نبت الحمام بكالئ معشوشب
حتى اذا اشتعل المشيب رأيته / يلقى رمادا فوق رأسي الاشيب
عقلي يؤنبني على شططي به / اما ضميري فهو غير مؤنبي
بعد الشباب اليك مالي حاجة / يا شمس احلامي الجميلة فاغربي
لم يبق غير الشعر لي من صاحب / يرعى العهود وليس بالمتقلب
ابكي به افراح عهد ذاهب / في عهدي الباقي الذي لم يذهب
الشعر مبدئي الذي استصفيته / والشعر ديني في الحياة ومذهبي
والشعر مصباح ازيل بضوئه / ما في ليالي محنتي من غيهب
وانا لم اعاشر في حياتي كلها / ناساً مشاربهم تخالف مشربي
يا حق اني في جميع مواقفي / متحزب لك لو يفيد تحزبي
من بعد ما انتظرت حقابا
من بعد ما انتظرت حقابا / ثارت فمزقت الحجابا
عربية عرفت اخيراً / كيف تنبذ ما ارابا
كان الحجاب يسومها / خسفاً ويرهقها عذابا
وسيطلب التاريخ من / ناس لها ظلموا حسابا
سألت لها حرية / منهم فما لقيت جوابا
حتى اذا ما استيأست / خرقت بايديها النقابا
فرأت امام سفورها / للمجد افنية رحابا
ذهبت كزوبعة لها / صخب فاحمدت الذهابا
احسنت يا ابنة يعرب / صنعاً واتبعت الصوابا
فلقد كفاك غضاضة / ذاك الشقاء بما اصابا
ليس الجمود سوى خنو / ع قد يجر لك التبابا
ان الحياة لتبتغي / في عصرنا هذا انقلابا
ظهرت تباشير له / تبني المنى منها قبابا
خوضي الى المجد الاثيل / مع الألى خاضوا الصعابا
وتنكبي الوهد الذي / يخفيك واطلبي الهضابا
اما العباب فانه / ان حال فاقتحمي العبابا
الحق حقك فانشديه / في محاولة طلابا
واذا ابوا فخذيه / منهم في مكافحة غلابا
لا تعبئي ابدا بغر / بان يواصلن النعابا
وذرى من الدين القشو / ر جميعها وخذي اللبابا
لا خير في ناس اذا / افحمتهم ولوا غضابا
عزوا الحجاب الى الكتا / ب فليتهم قرأوا الكتابا
ان التعصب مانع / ان تبصر العين الصوابا
ما عاش شعب نصفه / قد شل من داء اصابا
ما كان خدرك غير سجن / مظلم يولي اكتئابا
اني لارجو ان ارى / التوقير في الفتيان دابا
والوم من مردوا فلم / يبغوا عن السفه اجتنابا
كم من خراف حين ادجى / ليلها انقلبت ذئابا
لما رأت لحما طريا / ابرزت ظفراً ونابا
ولرب فاتنة العيو / ب لحاظها تحكي الحرابا
وترى خصائل شعرها / فتخالها تبراً مذابا
زفت الى وحش فسلت / في حيازته اكتئابا
واجاعها شحاً ولم / يحسب لجوعتها حسابا
هل ظن ان المرهق / الغرثان يلتهم الترابا
ولقد إلى منها الأسى / فتفجرت تبكي المصابا
ان الأسى اما إلى / ليفجر الصم الصلابا
وتعاتب الاقدار لو / يسمعن من احد عتابا
ذم الجهالة انها / ما اورثت الا خرابا
يا ماء اهلي اين انت / فانني اشكوا اللهابا
يا قبر ليلى انت تحوي / فيك زنبقة كعابا
حيتك واكفة الحيا / تهمي فتنسكب انسكابا
كم مثلها من نسوة / يرجون في الصبر الثوابا
يلوين من جور الرجا / ل وقد تبرمن الرقابا
مالي رجاء في الشيو / خ وانما ارجو الشبابا
من كل وثاب اذا / اغريته اقتحم الصعابا
الناس في الآراء يختلفون / بعدا واقترابا
بسم المنى لاقلهم / خطأ واكثرهم صوابا
اني ارحب بالالى / بلد لرشيد بهن طابا
اوليننا النعم الرغا / ب وما توخين الثوابا
بل خدمة الوطن العزيز / بهن عن بعد اهابا
نعم سأشكرها ومن / لا يشكر النعم الرغابا
وكذاك تشكر كل ار / ض عضها الجدب السحابا
يا نور هذا الحفل قد / بلغت بطولتك النصابا
لا تحسبي للمرجفين / ومن روى عنهم حسابا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025