المجموع : 157
يا من تعرض دونه شحط النوى
يا من تعرض دونه شحط النوى / فاستشرفت لحديثه أسماعي
إني لمن يحظى بقربك حاسد / ونواظري يحسدن فيك رقاعي
لم تطوك الأيام عني إنما / نقلتك من عيني إلى أضلاعي
أغائبة عني وحاضرة معي
أغائبة عني وحاضرة معي / كأنك من عيني نقلت إلى كبدي
تالله ما شطت نوى ظاعن
تالله ما شطت نوى ظاعن / صار من العين إلى القلب
قد رآها الرسول حين رآها
قد رآها الرسول حين رآها / ليت عيني مكان عين الرسول
يا شادناً ترك الأراك بمعزل
يا شادناً ترك الأراك بمعزل / ورعى سويداء القلوب أراكا
حجبوك عن بصري فصرت برغمهم / بسجنجل الفكر الصقيل أراكا
قمر جعلت سواد قلبي برجه / وحنى أضلاعي له أفلاكا
يا غائباً بخطرات تحضره
يا غائباً بخطرات تحضره / الصبر بعدك شيء لست أذكره
ومهفهف يختال في أبراده
ومهفهف يختال في أبراده / مرج الغصون اللدن تحت البارح
أبصرت في مرآة فكري خده / فحكيت فعل جفونه بجوانحي
لا غرو أن جرح التوهم خده / فالسحر يعمل في البعيد النازح
قاسيت حبك بعد حول كامل
قاسيت حبك بعد حول كامل / وطيور آمالي عليك تحوم
فحرمت منك بلوغ ما أملته / أشقى البرية عاشق محروم
ومعذر رقت حواشي حسنه
ومعذر رقت حواشي حسنه / فقلوبنا وجداً عليه رقاق
لم يكس عارضه السواد وإنما / نفضت عليه صباغها الأحداق
يا من رمى غرضي بمقلة أشرس
يا من رمى غرضي بمقلة أشرس / وقد امتلأ صلفاً علي وريده
لا تعجبن بحسن وجهك إنه / وال بعزلته يحث بريده
كم قد رآت عيناي مثلك والياً / للحسن تنتهب القلوب جنوده
زحف العذار إليه في جيش له / ملآت أساوده الملا وأسوده
فرأيت رونق وجهه وجماله / بيد الشحوب طريفه وتليده
أكرم بجعفر اللبيب فإنه
أكرم بجعفر اللبيب فإنه / ما زال يوضح مشكل الإيضاح
ماء الجمال بخده مترقرق / فالشمس منه تعوم في ضحضاح
ما خده جرحته عيناي إنما / صبغت غلالته دماء جراحي
رشأ له خد البرى ولحظه / أبداً شريك الموت في الأرواح
ذو طرة سبجية ذو غرة / عاجية كالليل والإصباح
لله راء زبرجد في عسجد / في جوهر في كوثر في راح
أتراه يعلم أن قلبي عنده / رهن الهوى يهفو بغير جناح
مازحته ولم أدر ما جد الهوى / حتى قدحت زناده بمزاح
لولا العيون لكان من دون الهوى / وقلوبنا قفل بلا مفتاح
قامت علي شواهد من حبه / فأرى الكناية فيه كالإفصاح
وبي عروضي سريع الجفا
وبي عروضي سريع الجفا / وجدي به مثل جفاء طويل
قلت له قطعت قلبي أسى / فقال لي التقطيع دأب الخليل
يا من يصيخ إلى داعي السقاة وقد
يا من يصيخ إلى داعي السقاة وقد / نادى به الناعيان الشيب والكبر
أيا تاجاً بهام المعلوات
أيا تاجاً بهام المعلوات / ووسطى في نظام المكرمات
ومن طلعت مآثره نجوماً / بأفلاك السعادة نيرات
أرى ديماً تحث إلى مدام / يشيعها النديم بخذ وهات
وعندي من بنات الكرم بكر / يخفرها ملاحظة السقاة
يطوف بكأسها ساق نبيل / مليح الوصف مقبول الصفات
يكر إليك ألحاظاً مراضاً / كأنه بها بقايا من سنات
أيا من حارت العلياء فيه
أيا من حارت العلياء فيه / فما تدري له العلياء كنها
بجيد النبل منا عقد أنس / أقام بغير واسطة فكنها
نمت زجاجتها بها فحسبتها
نمت زجاجتها بها فحسبتها / ماء يحيط بجذوة من نار
رام المدير بأن يسكن فورها / فتقاذفت جنباتها بشرار
حتى إذا ما ابن الغمامة شجها / ثار الحباب مطالباً بالثار
في درع نضناض كان أديمه / يرنو بأحداق بلا أشفار
كأثواب الأراقم مزقتها
كأثواب الأراقم مزقتها / فخاطتها بأعينها الجراد
هو مفخري يوم الجدال ومنصلي
هو مفخري يوم الجدال ومنصلي / يوم النزال ورايتي في العسكر
وعدت سماؤك ساحتي بسحابها
وعدت سماؤك ساحتي بسحابها / فأنا أشيم بوارق الأنواء
فإذا مطلت مضت بشاشة منطقي / وذوى قضيب الروضة الغناء
اليوم أخمدت الضلالة نارها
اليوم أخمدت الضلالة نارها / واسترجعت دار الهدى عمارها
واستقبلت حدق الورى غرناطة / وهي الحديقة فوقت أزهارها
وكان تشريناً بها نيسان إذ / يكسو رباها وردها وبهارها
في غب سارية ترقرق أدمعاً / يحكي الجمان صغارها وكبارها
ما شئت من نهر كصدر عقيلة / شقت أناملها عليه صدارها
أو جدول كالنصل في يد ثائر / أنهى صحيفته وهز غرارها
ما بين أشجار تميد كأنها / شراب جريال يدير عقارها
مترنحون إذا لحاها عاذل / تركت سكون حلومها ووقارها
لله أروع من ذوائب حمير / راع العداة فما يقر قرارها
وافت به أرض الجزيرة عزمة / خلعت على حب الجهاد عذارها
ما هاله بيد تعسفها ولا / لجج كجنح الليل خاض غمارها
في فتية تسري إلى نصر الهدى / فتظنهم سدف الدجى أقمارها
خضبوا السواعد بالرقاق تفاؤلاً / أن سوف تخضب بالنجيع شفارها
وتلثموا صوناً لرقة أوجه / على السماح شعارها ودثارها
المنعمين على العفاة إذا شتوا / والناقضين على العدا أوتارها
غرسوا الأيادي في ثرى معروفهم / فجنوا بألسنة الثناء ثمارها
لم لا تراح شريعة التقوى بهم / وجفونها منهم ترى أنصارها
ضربوا سرادق بأسهم من دونها / وقد اشرأب الكفر يهدم دارها
فوقوا بخرصان الرماح جنابها / حموا بقضبان الصفاح ذمارها
ومسومات شرب إن أحضرت / نفضت على ثوب السماء غبارها
شهب إذا أوفت على أفق الوغى / جعلت أبا يحيى الأمير مدارها
متلثم بالصبح فوق أسرة / تهدي إلى شمس الضحى أنوارها
أورت زناد المسلمين له يد / بالنجح تقدح مرخها وعفارها
حاشى لأزند شرعنا من كبوة / ويد ابن إبراهيم توري نارها
أضفى مواردها أزاح سقامها / أحيى خواطرها أقال عثارها
أو لي أمة أحمد أبهجتها / مذ صرت من جور الحوادث جارها
حلبت لك الأنعام ضرعاً حافلاً / وأرت على أفنانها أطيارها
وأرى زناد الرأي منذ قدحتها / أوريت في مقل النجوم شرارها
فحط الرعية في مريع جنابها / وأرأب ثآها واصطنع أحرارها
ورد الأكابر من بنيها خطة / واردد كباراً بالحياء صغارها
واقذف نحو المشركين بجحفل / يمحو معالم أرضها ومنارها
لجب تظن السابغات به أضاً / زرقاً ونقع السابحات بحارها
واحلل عرى تلك الجماجم إنها / عقدت على بغض الهدى زنارها
وكأنني بك قد ثللت عروشهم / وسلبت بيضة ملكه جبارها
وقتلت بين نجادها أنجادها / وصرعت في أغوارها أغوارها
لا ترضى منهم بالنفوس تحوزها / سمر القناص حتى تحوز ديارها
وترى بها عيناك ليل ضلالها / ويد الهدى فيها تشق زرارها
صمتت سيوفك في الغمود وجردت / يوم النزال فحدثت أخبارها
لما احتست خمر الهياج نصالها / أهدت إلى هام الطغاة خمارها
زارتك في قصر الإمارة كاعب / زانت محاسن جيدها تقصارها
وضعت من الآداب محصن لبانها / وتجنبت ممذوقها وسمارها
تثني الليالي هائمات كلما / نفثت على أسحارها أسحارها
فأجل جفون رضاك في أعطافها / كرماً وشرف بالقبول مزارها
المنعمين على العفاة إذا شتوا / والناقضين على العدا أوتارها
واحلل عرى تلك الجماجم إنها / عقدت على بعض الهدى زنارها
صمتت سيوفك في الغمود وجردت / يوم النزال فحدثت أخبارها