القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 1702
إِذا هَبَّت جَنوبٌ أَو شَمالٌ
إِذا هَبَّت جَنوبٌ أَو شَمالٌ / فَأَنتَ لِكُلِّ مُقتادٍ جَنيبُ
رُوَيدَكَ إِن ثَلاثونَ اِستَقَلَّت / وَلَم يُنِبِ الفَتى فَمَتى يُنيبُ
لِسانُكَ عَقرَبٌ فَإِذا أَصابَت
لِسانُكَ عَقرَبٌ فَإِذا أَصابَت / سِواكَ فَأَنتَ أَوَّلُ مَن تُصيبُ
أَثِمتَ بِما جَنَتهُ فَمَن شَكاها / وَفى لَكَ مِن شَكِيَّتِهِ نَصيبُ
أَتى الرَجُلَينِ عَنها الشَرُّ مَثنى / كلا يَومَيكُما شَئِزٌ عَصيبُ
تَنادَوا ظَاعِنينَ غَداةَ قالوا
تَنادَوا ظَاعِنينَ غَداةَ قالوا / أَصابَ الأَرضَ مِن مَطَرٍ مُصيبُ
لَعَلَّ شَوائِماً رَمَقَت وَميضاً / تَبيدُ وَما لَها فيهِ نَصيبُ
وَقَد تَنجو النُفوسُ بِأَرضِ جَدبٍ / وَيُهلِكُ أَهلَهُ المَغنى الخَصيبُ
رَغِبنا في الحَياةِ لِفِرطِ جَهلٍ
رَغِبنا في الحَياةِ لِفِرطِ جَهلٍ / وَفَقدُ حَياتِنا حَظٌّ رَغيبُ
شَكا خُزَرٌ حَوادِثَها وَلَيثٌ / فَما رُحِمَ الزَئيرُ وَلا الضَغيبُ
شَهِدتُ فَلَم أُشاهِد غَيرَ نُكرٍ / وَغَيَّبَني المُنى فَمَتى أَغِبُ
عُيوبي إِن سَأَلتَ بِها كَثيرٌ
عُيوبي إِن سَأَلتَ بِها كَثيرٌ / وَأَيُّ الناسِ لَيسَ لَهُ عُيوبُ
وَلِلإِنسانِ ظاهِرُ ما يَراهُ / وَلَيسَ عَلَيهِ ما تُخفي الغُيوبُ
يَجُرّونَ الذُيولَ عَلى المَخازي / وَقَد مُلِئَت مِنَ الغِشِّ الجُيوبُ
وَكَيفَ يَصولُ في الأَيّامِ لَيثٌ / إِذا وَهَتِ المَخالِبُ وَالنُيوبُ
لَذّاتُنا إِبلُ الزَمانِ يَنالُها
لَذّاتُنا إِبلُ الزَمانِ يَنالُها / مِنّا أَخو الفَتكِ الَّذي هُوَ خارِبُ
وَأَرى عَناءً قيدَ يَغشى المَرءَ مِن / بِنتِ العَناقيدِ الَّذي هُوَ شارِبُ
وَلِسَيِّدِ الأَقوامِ عِندَ حِجابِهِ / طَبعٌ يُقاتِلُهُ الحِجى وَيُحارِبُ
وَالشَرُّ في الجَدِّ القَديمِ غَريزَةٌ / في كُلِّ نَفسٍ مِنهُ عِرقٌ ضاربُ
عَلِمَ الإِمامُ وَلا أَقولُ بِظَنِّهِ
عَلِمَ الإِمامُ وَلا أَقولُ بِظَنِّهِ / إِنَّ الدُعاةَ بِسَعيِها تَتَكَسَّبُ
هَذا الهَواءُ يَلوحُ فيهِ لِناظِرٍ / صُوَرٌ وَلَكِن عَن قَريبٍ تَرسُبُ
وَالناسُ جِنسٌ ما تَمَيَّزَ واحِدٌ / كُلُّ الجُسومِ إِلى التُرابِ تَنَسَّبُ
وَالأَريُ باطِنَهُ مَتى ماذُقتَهُ / شَريٌ فَماذا لا أَبا لَكَ تَلسَبُ
وَسَيُقفَرُ المَصرُ الحَريجُ بِأَهلِهِ / وَيَغُصُّ بِالإِنسِ الفَضاءُ السَبسَبُ
سَمّى اِبنَهُ أَسَداً وَلَيسَ بِآمِنٍ
سَمّى اِبنَهُ أَسَداً وَلَيسَ بِآمِنٍ / ذيباً عَلَيهِ إِذا أَطَلَّ الذيبُ
وَاللَهُ حَقٌّ وَاِبنُ آدَمَ جاهِلٌ / مِن شَأنِهِ التَفريطُ وَالتَكذيبُ
وَاللُبُّ حاوَلَ أَن يُهَذِّبَ أَهلَهُ / فَإِذا البَرِيَّةُ ما لَها تَهذيبُ
مَن رامَ إِنقاءَ الغُرابِ لِكَي يَرى / وَضَحَ الجَناحِ أَصابَهُ تَعذيبُ
وَالدَهرُ يَقدُمُ وَالمَليكُ مُخالِفٌ / دُوَلاً فَمِنها مُجمِدٌ وَمُذيبُ
إِن عَذُبَ المَينُ بِأَفواهِكُم
إِن عَذُبَ المَينُ بِأَفواهِكُم / فَإِنَّ صِدقي بِفَمي أَعذَبُ
طَلَبتُ لِلعالَمِ تَهذيبَهُم / وَالناسُ ما صُفّوا وَلا هُذِّبوا
سَأَلتُ مَن خالَفَ عَن دينِهِ / فَأَعوَزَ المُخبِرُ لا يَكذِبُ
وَأَكثَروا الدَعوى بِلا حُجَّةٍ / كُلٌّ إِلى حَيِّزِهِ يَجذبُ
يَحسُنُ مَرأى لِبَني آدَمٍ
يَحسُنُ مَرأى لِبَني آدَمٍ / وَكُلُّهُم في الذَوقِ لا يَعذُبُ
ما فيهُمُ بَرٌّ وَلا ناسِكٌ / إِلّا إِلى نَفعٍ لَهُ يَجذِبُ
أَفضَلُ مِن أَفضَلِهِم صَخَرَةٌ / لا تَظلِمُ الناسَ وَلا تَكذِبُ
هَذا طَريقٌ لِلهُدى لا حِبُ
هَذا طَريقٌ لِلهُدى لا حِبُ / يَرضى بِهِ المَصحوبُ وَالصاحِبُ
أَهرُب مِنَ الناسِ فَإِن جِئتُهُم / فَمِثلَ سَأبٍ جَرَّهُ الساحِبُ
يَنتَفِعُ الناسُ بِما عِندَهُ / وَهوَ لَقىً بَينَهُم شاحِبُ
إِصفَح وَجاهِر بِالمُرادِ الفَتى
إِصفَح وَجاهِر بِالمُرادِ الفَتى / وَلا يَقولوا هُوَ مُغتابُ
إِن رابَنا الدَهرُ بِأَفعالِهِ / فَكُلُّنا بِالدَهرِ مُرتابُ
فَاِعفُ وَلا تَعتَب عَليهِ فَكَم / أَودى بِهِ عَوفٌ وَعَتّابُ
لَو ضُرِبَ الغاوُونَ بِالسَيفِ لا / بِالسَوطِ حَدَّ الخَمرِ ما تابوا
تِلكَ مَن اِجتابَت لَهُ صورَةٌ / فَهوَ لِسُخطِ اللَهِ مُجتابُ
نِمنا عَلى الشَيبِ فَهَل زارَنا / طَيفٌ لِأَصلِ الشَرخِ مُنتابُ
هَيهاتَ لا تَحمِلُهُ نَحوَنا / سُروجُ أَفراسٍ وَأَقتابُ
إِيّاكَ وَالخَمرَ فَهيَ خالِبَةٌ
إِيّاكَ وَالخَمرَ فَهيَ خالِبَةٌ / غالِبَةٌ خابَ ذَلِكَ الغَلَبُ
خابِيَةُ الراحِ ناقَةٌ حَفَلَت / لَيسَ لَها غَيرَ باطِلٍ حَلَبُ
أَشأَمُ مِن ناقَةِ البَسوسِ عَلى النا / سِ وَإِن يُنَل عِندَها الطَلَبُ
يا صالِ خَف إِن حَلَبت دِرَّتَها / أَن يَتَرامى بِدائِها حَلَبُ
أَفضَلُ مِمّا تَضُمُّ أَكؤُسُها / ما ضُمَّنَتهُ العِساسُ وَالعُلَبُ
مَن لِيَ أَن أُقيمَ في بَلَدٍ
مَن لِيَ أَن أُقيمَ في بَلَدٍ / أُذكَرُ فيهِ بِغَيرِ ما يَجِبُ
يُظَنُّ بِيَ اليُسرُ وَالدِيانَةُ وَالعِل / مُ وَبَيني وَبَينَها حُجُبُ
كُلُّ شُهوري عَلَيَّ واحِدَةٌ / لا صَفَرٌ يُتَّقى وَلا رَجَبُ
أَقرَرتُ بِالجَهلِ وَاِدَّعى فَهَمي / قَومٌ فَأَمري وَأَمرُهُم عَجَبُ
وَالحَقُّ أَنّي وَأَنَّهُم هَدرٌ / لَستُ نَجيباً وَلا هُمُ نُجُبُ
وَالحالُ ضاقَت عَن ضَمِّها جَسَدي / فَكَيفَ لي أَن يَضُمَّهُ الشَجَبُ
ما أَوسَعَ المَوتَ يَستَريحُ بِهِ الجِس / مُ المُعَنّى وَيَخفُتُ اللَجَبُ
ما الثُرَيّا عُنقودُ كَرمٍ مُلاحِ
ما الثُرَيّا عُنقودُ كَرمٍ مُلاحِ / يٌّ وَلا اللَيلُ يانِعٌ غِريبُ
وَنَأى عَن مُدامَةٍ شَفَقَ التَغ / ريبِ فَلِيَتَّقِ المَليكَ اللَبيبُ
طالَ لَيلٌ كَأَنَّما قَتَلَ العَق / رَبَ ساطٍ فَغابَ عَنها الدَبيبُ
سَلَكَ النَجدَ في قِطارِ المَنايا / قَطَرِيٌّ وَنَجدَةٌ وَشَبيبُ
شَبَّ فِكرُ الحَصيفِ ناراً فَما يَح / سُنُ يَوماً بِعاقِلٍ تَشبيبُ
أَينَ بِقراطُ وَالمُقَلِّدُ جالي / نوسَ هَيهاتَ أَن يَعيشَ طَبيبُ
سُبِّبَ الرِزقُ لِلأَنامِ فَما يَق / طَعُ بِالعَجزِ ذَلِكَ التَسبيبُ
وَجَرى الحَتفُ بِالقَضاءِ فَما يَس / لَمُ لَيثٌ وَلا غَزالٌ رَبيبُ
يَطلَعُ الوافِدُ المُبَغَّضُ وَالعَي / شُ إِلى هَذِهِ النُفوسِ حَبيبُ
خَبَّبَتها عَلَيهِ نُكدُ الرَزايا / فَنَبا عَن قُلوبِها التَخبيبُ
أَطَلَّ صَليبُ الدَلوِ بَينَ نُجومِهِ
أَطَلَّ صَليبُ الدَلوِ بَينَ نُجومِهِ / يَكُفُّ رِجالاً عَن عِبادَتِها الصُلبا
فَرَبُّكُمُ اللَهُ الَّذي خَلَقَ السُهى / وَأَبدى الثُرَيّا وَالسِماكَينِ وَالقَلبا
وَأَنحَلَ بَدرَ التَمِّ بَعدَ كَمالِهِ / كَأَنَّ بِهِ الظَلماءَ قاصِمَةٌ قُلبا
وَأَدنى رِشاءً لِلعِراقي وَلمَ يَكُن / شَريعاً إِذا نَصَّ البَيانُ وَلا خِلبا
وَصَوَّرَ لَيثَ الشُهبِ في مُستَقَرِّهِ / وَلَو شاءَ أَمسى فَوقَ غَبرائِهِ كَلبا
وَأَلقى عَلى الأَرضِ الفَراقِدَ فَاِرتَعَت / مَعَ الفَرقَدِ الوَحشيِّ تَرتَقِبُ الأَلبا
وَأَهبَطَ مِنها الثَورَ يَكرُبُ جاهِداً / فَتَعلَق ظَلفَيهِ الشَوابِكُ وَالهُلبا
وَأَضحَت نَعامُ الجَوِّ بَعدَ سُموِّها / سُدىً في نَعامِ الدَوِّ لا تَأمَنَ الغُلبا
وَأَنزَلَ حوتاً في السَماءِ فَضَمَّهُ / إِلى النونِ في خَضراءَ فَاِعتَرَفَ السُلبا
وَأَسكَنَ في سُكٍّ مِنَ التُربِ ضَيِّقٍ / نُجومَ دُجىً في شَبوَةٍ أَبَت الثَلبا
رَأَيتُ قَضاءَ اللَهِ أَوجَبَ خَلقَهُ
رَأَيتُ قَضاءَ اللَهِ أَوجَبَ خَلقَهُ / وَعادَ عَلَيهِم في تَصَرُّفِهِ سَلبا
وَقَد غَلَبَ الأَحياءَ في كُلِّ وُجهَةٍ / هَواهُم وَإِن كانوا غَطارِفَةً غُلبا
كِلابٌ تَغاوَت أَو تَعاوَت لِجيفَةٍ / وَأَحسَبُني أَصبَحتُ أَلأَمَها كَلبا
أَبَينا سِوى غِشِّ الصُدورِ وَإِنَّما / يَنالُ ثَوابَ اللَهِ أَسلَمُنا قَلبا
وَأَيَّ بَني الأَيّامِ يَحمَدُ قائِلٌ / وَمَن جَرَّبَ الأَقوامَ أَوسَعَهُم ثَلبا
إِذا كُفَّ صِلٌّ أُفعُوانٌ فَما لَهُ
إِذا كُفَّ صِلٌّ أُفعُوانٌ فَما لَهُ / سِوى بَيتِهِ يَقتاتُ ما عَمَرَ التُربا
وَلَو ذَهَبَت عَينا هِزَبرٍ مُساوِرٍ / لَما راعَ ضَأناً في المَراتِعِ أَو سِربا
أَو اِلتُمِعَت أَنوارُ عَمرٍ وَعامِرٍ / لَما حَمَلا رُمحاً وَلا شَهِدا حَربا
يَقولونَ هَلّا تَشهَدُ الجُمَعَ الَّتي / رَجونا بِها عَفواً مِنَ اللَهِ أَو قُربا
وهَل لِيَ خَيرٌ في الحُضورِ وَإِنَّما / أُزاحِمُ مِن أَخيارِهِم إِبلاً جُربا
لَعَمري لَقَد شاهَدتُ عُجماً كَثيرَةً / وَعُرباً فَلا عُجُماً حَمَدتُ وَلا عُربا
وَلِلمَوتِ كَأسٌ تَكرَهُ النَفسُ شُربَها / وَلابُدَّ يَوماً أَن نَكونَ لَها شَربا
مِنَ السَعدِ في دُنياكَ أَن يَهلَكَ الفَتى / بِهَيجاءَ يَغشى أَهلُها الطَعنَ وَالضَربا
فَإِنَّ قَبيحاً بِالمُسَوَّدِ ضِجعَةٌ / عَلى فَرشِهِ يَشكو إِلى النَفَرِ الكَربا
وَلي شَرقٌ بِالحَتفِ ما هُوَ مُغرَبٌ / أَيَمَّمتُ شَرقاً في المَسالِكِ أَم غربا
تَقَنَّصَ في الإيوانِ أَملاكَ فارِسٍ / وَكَم جازَ بَحراً دونَ قَيصَرَ أَو دَربا
إِذا كانَ رُعبي يورِثُ الأَمنَ فَهوَ لي
إِذا كانَ رُعبي يورِثُ الأَمنَ فَهوَ لي / أَسَرُّ مِنَ الأَمنِ الَّذي يورِثُ الرُعبا
أَلَم تَرَ أَنَّ الهاشِمِيِّينَ بُلِّغوا / عِظامَ المَساعي بَعدَما سَكَنوا الشِعبا
وَكانَ الفَتى كَعبٌ تَخَيَّرَ لِلسُرى / أَخا النِمرِ فَاِستَدنى إِلى أَجَلٍ كَعبا
وَإِنّي رَأَيتُ الصَعبَ يَركَبُ دائِماً / مِنَ الناسِ مَن لَم يَركَبِ الغَرَضَ الصَعبا
إِذا شِئتَ أَن يَرضى سَجاياكَ رَبُّها
إِذا شِئتَ أَن يَرضى سَجاياكَ رَبُّها / فَلا تُمسِ مِن فِعلِ المَقاديرِ مُغضَبا
فَإِنَّ قُرونَ الخَيلِ أَولَتكَ ناطِحاً / وَإِنَّ الحُسامَ العَضبَ لَقّاكَ أَعضَبا
خَضَبتَ بَياضاً بِالصَبيبِ صَبابَةً / بَيضاءَ عَدَّتكَ البَنانَ المُخَضَّبا
وَما كانَ حَبلُ العَيشِ إِلّا مُعَلَّقاً / بِعُروَةِ أَيّامِ الصِبا فَتَقَضَّبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025