المجموع : 1702
إِذا هَبَّت جَنوبٌ أَو شَمالٌ
إِذا هَبَّت جَنوبٌ أَو شَمالٌ / فَأَنتَ لِكُلِّ مُقتادٍ جَنيبُ
رُوَيدَكَ إِن ثَلاثونَ اِستَقَلَّت / وَلَم يُنِبِ الفَتى فَمَتى يُنيبُ
لِسانُكَ عَقرَبٌ فَإِذا أَصابَت
لِسانُكَ عَقرَبٌ فَإِذا أَصابَت / سِواكَ فَأَنتَ أَوَّلُ مَن تُصيبُ
أَثِمتَ بِما جَنَتهُ فَمَن شَكاها / وَفى لَكَ مِن شَكِيَّتِهِ نَصيبُ
أَتى الرَجُلَينِ عَنها الشَرُّ مَثنى / كلا يَومَيكُما شَئِزٌ عَصيبُ
تَنادَوا ظَاعِنينَ غَداةَ قالوا
تَنادَوا ظَاعِنينَ غَداةَ قالوا / أَصابَ الأَرضَ مِن مَطَرٍ مُصيبُ
لَعَلَّ شَوائِماً رَمَقَت وَميضاً / تَبيدُ وَما لَها فيهِ نَصيبُ
وَقَد تَنجو النُفوسُ بِأَرضِ جَدبٍ / وَيُهلِكُ أَهلَهُ المَغنى الخَصيبُ
رَغِبنا في الحَياةِ لِفِرطِ جَهلٍ
رَغِبنا في الحَياةِ لِفِرطِ جَهلٍ / وَفَقدُ حَياتِنا حَظٌّ رَغيبُ
شَكا خُزَرٌ حَوادِثَها وَلَيثٌ / فَما رُحِمَ الزَئيرُ وَلا الضَغيبُ
شَهِدتُ فَلَم أُشاهِد غَيرَ نُكرٍ / وَغَيَّبَني المُنى فَمَتى أَغِبُ
عُيوبي إِن سَأَلتَ بِها كَثيرٌ
عُيوبي إِن سَأَلتَ بِها كَثيرٌ / وَأَيُّ الناسِ لَيسَ لَهُ عُيوبُ
وَلِلإِنسانِ ظاهِرُ ما يَراهُ / وَلَيسَ عَلَيهِ ما تُخفي الغُيوبُ
يَجُرّونَ الذُيولَ عَلى المَخازي / وَقَد مُلِئَت مِنَ الغِشِّ الجُيوبُ
وَكَيفَ يَصولُ في الأَيّامِ لَيثٌ / إِذا وَهَتِ المَخالِبُ وَالنُيوبُ
لَذّاتُنا إِبلُ الزَمانِ يَنالُها
لَذّاتُنا إِبلُ الزَمانِ يَنالُها / مِنّا أَخو الفَتكِ الَّذي هُوَ خارِبُ
وَأَرى عَناءً قيدَ يَغشى المَرءَ مِن / بِنتِ العَناقيدِ الَّذي هُوَ شارِبُ
وَلِسَيِّدِ الأَقوامِ عِندَ حِجابِهِ / طَبعٌ يُقاتِلُهُ الحِجى وَيُحارِبُ
وَالشَرُّ في الجَدِّ القَديمِ غَريزَةٌ / في كُلِّ نَفسٍ مِنهُ عِرقٌ ضاربُ
عَلِمَ الإِمامُ وَلا أَقولُ بِظَنِّهِ
عَلِمَ الإِمامُ وَلا أَقولُ بِظَنِّهِ / إِنَّ الدُعاةَ بِسَعيِها تَتَكَسَّبُ
هَذا الهَواءُ يَلوحُ فيهِ لِناظِرٍ / صُوَرٌ وَلَكِن عَن قَريبٍ تَرسُبُ
وَالناسُ جِنسٌ ما تَمَيَّزَ واحِدٌ / كُلُّ الجُسومِ إِلى التُرابِ تَنَسَّبُ
وَالأَريُ باطِنَهُ مَتى ماذُقتَهُ / شَريٌ فَماذا لا أَبا لَكَ تَلسَبُ
وَسَيُقفَرُ المَصرُ الحَريجُ بِأَهلِهِ / وَيَغُصُّ بِالإِنسِ الفَضاءُ السَبسَبُ
سَمّى اِبنَهُ أَسَداً وَلَيسَ بِآمِنٍ
سَمّى اِبنَهُ أَسَداً وَلَيسَ بِآمِنٍ / ذيباً عَلَيهِ إِذا أَطَلَّ الذيبُ
وَاللَهُ حَقٌّ وَاِبنُ آدَمَ جاهِلٌ / مِن شَأنِهِ التَفريطُ وَالتَكذيبُ
وَاللُبُّ حاوَلَ أَن يُهَذِّبَ أَهلَهُ / فَإِذا البَرِيَّةُ ما لَها تَهذيبُ
مَن رامَ إِنقاءَ الغُرابِ لِكَي يَرى / وَضَحَ الجَناحِ أَصابَهُ تَعذيبُ
وَالدَهرُ يَقدُمُ وَالمَليكُ مُخالِفٌ / دُوَلاً فَمِنها مُجمِدٌ وَمُذيبُ
إِن عَذُبَ المَينُ بِأَفواهِكُم
إِن عَذُبَ المَينُ بِأَفواهِكُم / فَإِنَّ صِدقي بِفَمي أَعذَبُ
طَلَبتُ لِلعالَمِ تَهذيبَهُم / وَالناسُ ما صُفّوا وَلا هُذِّبوا
سَأَلتُ مَن خالَفَ عَن دينِهِ / فَأَعوَزَ المُخبِرُ لا يَكذِبُ
وَأَكثَروا الدَعوى بِلا حُجَّةٍ / كُلٌّ إِلى حَيِّزِهِ يَجذبُ
يَحسُنُ مَرأى لِبَني آدَمٍ
يَحسُنُ مَرأى لِبَني آدَمٍ / وَكُلُّهُم في الذَوقِ لا يَعذُبُ
ما فيهُمُ بَرٌّ وَلا ناسِكٌ / إِلّا إِلى نَفعٍ لَهُ يَجذِبُ
أَفضَلُ مِن أَفضَلِهِم صَخَرَةٌ / لا تَظلِمُ الناسَ وَلا تَكذِبُ
هَذا طَريقٌ لِلهُدى لا حِبُ
هَذا طَريقٌ لِلهُدى لا حِبُ / يَرضى بِهِ المَصحوبُ وَالصاحِبُ
أَهرُب مِنَ الناسِ فَإِن جِئتُهُم / فَمِثلَ سَأبٍ جَرَّهُ الساحِبُ
يَنتَفِعُ الناسُ بِما عِندَهُ / وَهوَ لَقىً بَينَهُم شاحِبُ
إِصفَح وَجاهِر بِالمُرادِ الفَتى
إِصفَح وَجاهِر بِالمُرادِ الفَتى / وَلا يَقولوا هُوَ مُغتابُ
إِن رابَنا الدَهرُ بِأَفعالِهِ / فَكُلُّنا بِالدَهرِ مُرتابُ
فَاِعفُ وَلا تَعتَب عَليهِ فَكَم / أَودى بِهِ عَوفٌ وَعَتّابُ
لَو ضُرِبَ الغاوُونَ بِالسَيفِ لا / بِالسَوطِ حَدَّ الخَمرِ ما تابوا
تِلكَ مَن اِجتابَت لَهُ صورَةٌ / فَهوَ لِسُخطِ اللَهِ مُجتابُ
نِمنا عَلى الشَيبِ فَهَل زارَنا / طَيفٌ لِأَصلِ الشَرخِ مُنتابُ
هَيهاتَ لا تَحمِلُهُ نَحوَنا / سُروجُ أَفراسٍ وَأَقتابُ
إِيّاكَ وَالخَمرَ فَهيَ خالِبَةٌ
إِيّاكَ وَالخَمرَ فَهيَ خالِبَةٌ / غالِبَةٌ خابَ ذَلِكَ الغَلَبُ
خابِيَةُ الراحِ ناقَةٌ حَفَلَت / لَيسَ لَها غَيرَ باطِلٍ حَلَبُ
أَشأَمُ مِن ناقَةِ البَسوسِ عَلى النا / سِ وَإِن يُنَل عِندَها الطَلَبُ
يا صالِ خَف إِن حَلَبت دِرَّتَها / أَن يَتَرامى بِدائِها حَلَبُ
أَفضَلُ مِمّا تَضُمُّ أَكؤُسُها / ما ضُمَّنَتهُ العِساسُ وَالعُلَبُ
مَن لِيَ أَن أُقيمَ في بَلَدٍ
مَن لِيَ أَن أُقيمَ في بَلَدٍ / أُذكَرُ فيهِ بِغَيرِ ما يَجِبُ
يُظَنُّ بِيَ اليُسرُ وَالدِيانَةُ وَالعِل / مُ وَبَيني وَبَينَها حُجُبُ
كُلُّ شُهوري عَلَيَّ واحِدَةٌ / لا صَفَرٌ يُتَّقى وَلا رَجَبُ
أَقرَرتُ بِالجَهلِ وَاِدَّعى فَهَمي / قَومٌ فَأَمري وَأَمرُهُم عَجَبُ
وَالحَقُّ أَنّي وَأَنَّهُم هَدرٌ / لَستُ نَجيباً وَلا هُمُ نُجُبُ
وَالحالُ ضاقَت عَن ضَمِّها جَسَدي / فَكَيفَ لي أَن يَضُمَّهُ الشَجَبُ
ما أَوسَعَ المَوتَ يَستَريحُ بِهِ الجِس / مُ المُعَنّى وَيَخفُتُ اللَجَبُ
ما الثُرَيّا عُنقودُ كَرمٍ مُلاحِ
ما الثُرَيّا عُنقودُ كَرمٍ مُلاحِ / يٌّ وَلا اللَيلُ يانِعٌ غِريبُ
وَنَأى عَن مُدامَةٍ شَفَقَ التَغ / ريبِ فَلِيَتَّقِ المَليكَ اللَبيبُ
طالَ لَيلٌ كَأَنَّما قَتَلَ العَق / رَبَ ساطٍ فَغابَ عَنها الدَبيبُ
سَلَكَ النَجدَ في قِطارِ المَنايا / قَطَرِيٌّ وَنَجدَةٌ وَشَبيبُ
شَبَّ فِكرُ الحَصيفِ ناراً فَما يَح / سُنُ يَوماً بِعاقِلٍ تَشبيبُ
أَينَ بِقراطُ وَالمُقَلِّدُ جالي / نوسَ هَيهاتَ أَن يَعيشَ طَبيبُ
سُبِّبَ الرِزقُ لِلأَنامِ فَما يَق / طَعُ بِالعَجزِ ذَلِكَ التَسبيبُ
وَجَرى الحَتفُ بِالقَضاءِ فَما يَس / لَمُ لَيثٌ وَلا غَزالٌ رَبيبُ
يَطلَعُ الوافِدُ المُبَغَّضُ وَالعَي / شُ إِلى هَذِهِ النُفوسِ حَبيبُ
خَبَّبَتها عَلَيهِ نُكدُ الرَزايا / فَنَبا عَن قُلوبِها التَخبيبُ
أَطَلَّ صَليبُ الدَلوِ بَينَ نُجومِهِ
أَطَلَّ صَليبُ الدَلوِ بَينَ نُجومِهِ / يَكُفُّ رِجالاً عَن عِبادَتِها الصُلبا
فَرَبُّكُمُ اللَهُ الَّذي خَلَقَ السُهى / وَأَبدى الثُرَيّا وَالسِماكَينِ وَالقَلبا
وَأَنحَلَ بَدرَ التَمِّ بَعدَ كَمالِهِ / كَأَنَّ بِهِ الظَلماءَ قاصِمَةٌ قُلبا
وَأَدنى رِشاءً لِلعِراقي وَلمَ يَكُن / شَريعاً إِذا نَصَّ البَيانُ وَلا خِلبا
وَصَوَّرَ لَيثَ الشُهبِ في مُستَقَرِّهِ / وَلَو شاءَ أَمسى فَوقَ غَبرائِهِ كَلبا
وَأَلقى عَلى الأَرضِ الفَراقِدَ فَاِرتَعَت / مَعَ الفَرقَدِ الوَحشيِّ تَرتَقِبُ الأَلبا
وَأَهبَطَ مِنها الثَورَ يَكرُبُ جاهِداً / فَتَعلَق ظَلفَيهِ الشَوابِكُ وَالهُلبا
وَأَضحَت نَعامُ الجَوِّ بَعدَ سُموِّها / سُدىً في نَعامِ الدَوِّ لا تَأمَنَ الغُلبا
وَأَنزَلَ حوتاً في السَماءِ فَضَمَّهُ / إِلى النونِ في خَضراءَ فَاِعتَرَفَ السُلبا
وَأَسكَنَ في سُكٍّ مِنَ التُربِ ضَيِّقٍ / نُجومَ دُجىً في شَبوَةٍ أَبَت الثَلبا
رَأَيتُ قَضاءَ اللَهِ أَوجَبَ خَلقَهُ
رَأَيتُ قَضاءَ اللَهِ أَوجَبَ خَلقَهُ / وَعادَ عَلَيهِم في تَصَرُّفِهِ سَلبا
وَقَد غَلَبَ الأَحياءَ في كُلِّ وُجهَةٍ / هَواهُم وَإِن كانوا غَطارِفَةً غُلبا
كِلابٌ تَغاوَت أَو تَعاوَت لِجيفَةٍ / وَأَحسَبُني أَصبَحتُ أَلأَمَها كَلبا
أَبَينا سِوى غِشِّ الصُدورِ وَإِنَّما / يَنالُ ثَوابَ اللَهِ أَسلَمُنا قَلبا
وَأَيَّ بَني الأَيّامِ يَحمَدُ قائِلٌ / وَمَن جَرَّبَ الأَقوامَ أَوسَعَهُم ثَلبا
إِذا كُفَّ صِلٌّ أُفعُوانٌ فَما لَهُ
إِذا كُفَّ صِلٌّ أُفعُوانٌ فَما لَهُ / سِوى بَيتِهِ يَقتاتُ ما عَمَرَ التُربا
وَلَو ذَهَبَت عَينا هِزَبرٍ مُساوِرٍ / لَما راعَ ضَأناً في المَراتِعِ أَو سِربا
أَو اِلتُمِعَت أَنوارُ عَمرٍ وَعامِرٍ / لَما حَمَلا رُمحاً وَلا شَهِدا حَربا
يَقولونَ هَلّا تَشهَدُ الجُمَعَ الَّتي / رَجونا بِها عَفواً مِنَ اللَهِ أَو قُربا
وهَل لِيَ خَيرٌ في الحُضورِ وَإِنَّما / أُزاحِمُ مِن أَخيارِهِم إِبلاً جُربا
لَعَمري لَقَد شاهَدتُ عُجماً كَثيرَةً / وَعُرباً فَلا عُجُماً حَمَدتُ وَلا عُربا
وَلِلمَوتِ كَأسٌ تَكرَهُ النَفسُ شُربَها / وَلابُدَّ يَوماً أَن نَكونَ لَها شَربا
مِنَ السَعدِ في دُنياكَ أَن يَهلَكَ الفَتى / بِهَيجاءَ يَغشى أَهلُها الطَعنَ وَالضَربا
فَإِنَّ قَبيحاً بِالمُسَوَّدِ ضِجعَةٌ / عَلى فَرشِهِ يَشكو إِلى النَفَرِ الكَربا
وَلي شَرقٌ بِالحَتفِ ما هُوَ مُغرَبٌ / أَيَمَّمتُ شَرقاً في المَسالِكِ أَم غربا
تَقَنَّصَ في الإيوانِ أَملاكَ فارِسٍ / وَكَم جازَ بَحراً دونَ قَيصَرَ أَو دَربا
إِذا كانَ رُعبي يورِثُ الأَمنَ فَهوَ لي
إِذا كانَ رُعبي يورِثُ الأَمنَ فَهوَ لي / أَسَرُّ مِنَ الأَمنِ الَّذي يورِثُ الرُعبا
أَلَم تَرَ أَنَّ الهاشِمِيِّينَ بُلِّغوا / عِظامَ المَساعي بَعدَما سَكَنوا الشِعبا
وَكانَ الفَتى كَعبٌ تَخَيَّرَ لِلسُرى / أَخا النِمرِ فَاِستَدنى إِلى أَجَلٍ كَعبا
وَإِنّي رَأَيتُ الصَعبَ يَركَبُ دائِماً / مِنَ الناسِ مَن لَم يَركَبِ الغَرَضَ الصَعبا
إِذا شِئتَ أَن يَرضى سَجاياكَ رَبُّها
إِذا شِئتَ أَن يَرضى سَجاياكَ رَبُّها / فَلا تُمسِ مِن فِعلِ المَقاديرِ مُغضَبا
فَإِنَّ قُرونَ الخَيلِ أَولَتكَ ناطِحاً / وَإِنَّ الحُسامَ العَضبَ لَقّاكَ أَعضَبا
خَضَبتَ بَياضاً بِالصَبيبِ صَبابَةً / بَيضاءَ عَدَّتكَ البَنانَ المُخَضَّبا
وَما كانَ حَبلُ العَيشِ إِلّا مُعَلَّقاً / بِعُروَةِ أَيّامِ الصِبا فَتَقَضَّبا