القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَشْجَع السُّلَمي الكل
المجموع : 142
شَجاني المَنزِلُ الدَرسُ
شَجاني المَنزِلُ الدَرسُ / وَأَطلالٌ لَهُ خُرسُ
وَعَهدي بِصُحونَ الدا / ر تَمشي بَينَها الشَمسُ
فَعادَت بَعدَها خمسُ / ظِباءٍ بَينَها خُمسُ
كَأَنَّ الطَلَلَ المُلتَف / فَ في ثَوبِ البلى طِرسُ
لَئِن جَرَّت بِها الريحُ / ذُيولاً وَشيُها دَرسُ
فَقَد كانَت تَجرّ العي / ط فيها الحوهُ اللَعسُ
ظِباءٌ بِالعراقينِ / عَلى لباتِها وَرسُ
حَشَونَ الأَزر أَردافاً / ثِقالاً وَثرُها مَلسُ
إِذا ما عُدنَ بِاللَحظِ / لِصَبٍّ عادَهُ النكسُ
فَأَصبَحتُ بِأَرضِ الشا / مِ لا عَينٌ وَلا حِسُّ
وَفَتلاءِ الذِراعَينِ / عَلَيها الكورُ وَالحِلسُ
كَأَنَّ الزَبد الجَعدي / عَلى أَشداقِها بَرسُ
مَتى أَركَب بِها اللَيلَ / تَجبهُ الحَسرَةُ الجرسُ
يا صاحِبَ العيسِ تَخدي في أَزِمَّتِها
يا صاحِبَ العيسِ تَخدي في أَزِمَّتِها / اِسمَع مَقالي وَاِسمَع صاحِبَ العيسِ
أَقرِ السَلامَ عَلى قَبرٍ بِطوس وَلا / تقَرِ السَلامَ وَلا النُعمى عَلى طوسِ
إِنَّ المَنايا أَنالَتهُ مَخالِبَها / وَدونَهُ عَسكَرٌ جَمُّ الكَراديسِ
أَوفى عَلَيهِ الَّذي أَوفى بِأَشبُلِه / وَالمَوتُ يَلقي أَبا الأَشبالِ في الخيسِ
مَن كانَ مُقتَبِساً مِن نورٍ سابِقَةٍ / إِلى النَبِيِّ ضِياءً غَيرَ مَقبوسِ
في مَنبَتٍ نَهَضَت فيهِ فُروعُهُم / بِسامِقٍ في بِطاحِ المُلكِ مَغروسِ
وَالفَرعُ لا يَلتَقي إِلّا عَلى ثِقَةٍ / مِنَ القَواعِدِ قَد شُدَّت بِتَأسيسِ
أَعرِض فَعِندي لَكَ أَعراضُ
أَعرِض فَعِندي لَكَ أَعراضُ / إِنّي لِأَمثالِكَ روّاضُ
لا خَيرَ في وُدٍّ عَلى تُهمَةٍ / وَلا جَليسٍ فيهِ إِعراضُ
إِنّي لَوَصّالٌ وَإِنّي لِمَن / يَرفُضُ مِنّي الوُدَّ رَفّاضٌ
أَنهَضُ بِصَدٍّ عَنكَ إِنّي لِما / حَمَّلَني صَدُّكَ نَهّاضُ
إِنَّ الوِلايات وَإِن أَبطَرَت / يا مُسلِمُ الكاتِبُ أَعراضُ
اِعتَض إِذا ما شِئتَ مِن خلّتي / فَإِنَّني مِنكَ لِمُعتاضُ
عِندي بِأَعراضِكَ أَعراضُ / وَبِالَّذي أَقرَضتَ إِقراضُ
قَد يَعجِزُ المُضمِرُ عَن غايَةٍ / وَيَبلُغَ الغاياتِ أنقاضُ
أَبَينَ العيسِ وَالعَرضِ
أَبَينَ العيسِ وَالعَرضِ / وَطولِ الأَرضِ وَالعَرضِ
أُقَضّي عُمُرَ الدُنيا / عَلى النَقضَةِ وَالنَقضِ
عَظيمٌ مِن بَني العَبّا / سِ يُرضى الدَهرَ ما يَقضي
نَقيَّ الثَوبِ مِن لُؤمٍ / كَريمٍ وافِرِ العرضِ
وَبَعضُ اللَومِ لا يُنقي / هِ ماءُ البَحرِ بِالرَحضِ
أَسالَتهُ يَدُ المَجدِ / فَما قَصَّرَ في النَهضِ
بِحَزمٍ يَلِدُ العَزمَ / وَبَعضُ الجِسمِ مِن بَعضِ
إِلَيهِ صَرفَ الرَغبَ / ةَ أَهلُ الحُبِّ وَالبُغضِ
إِذا مَرِضَ القاضي مَرِضنا بِأَسرِنا
إِذا مَرِضَ القاضي مَرِضنا بِأَسرِنا / وَإِن صَحَّ لَم يسمَع لَنا بِمَريضِ
فَأَصبَحتُ لَمّا اِعتَلَّ يَوماً كَطائِرٍ / سَما بِجَناحٍ لِلنُّهوضِ مَهيضِ
أَتَصبِرُ يا قَلبُ أَم تَجزَع
أَتَصبِرُ يا قَلبُ أَم تَجزَع / فَإِنَّ الدِيارَ غَداً بَلقَعُ
غَداً يَتَفَرَّقُ أَهلُ الهَوى / وَيَكثُرُ باكٍ وَمُستَرجِعُ
وَتَختَلِفُ الأَرضُ بِالظاعِنينَ / وُجوهاً تَشذُّ وَلا تُجمَعُ
وَتَفنى الطُلولُ وَيَبقى الهَوى / وَيَصنَعُ ذو الشَوقِ ما يَصنَعُ
رَأَيتُكَ تَبكي وَهُم جيرَةٌ / فَكَيفَ تَكونُ إِذا وَدَّعوا
وَراحَت بِهِم أَو غَدَت أَينقٌ / تَخُبُّ عَلى الأَينِ أَو توضعُ
لَقَد صَنَعوا بِكَ ما لا يَحِلُّ / وَلَو راقَبوا اللَهَ لَم يَصنَعوا
أَتَطمَعُ بِالعَيشِ بَعدَ الفِراقِ / فَبِئسَ لَعَمرُكَ ما تَطمَعُ
تَرَجّي هُجوعَكَ مِن بَعدِهِم / وَأَنتَ مِنَ الآنَ ما تَهجَعُ
لَعَمري لَقَد قُلتَ يَومَ الوَداعِ / وَأَعلَنتَ قَولَكَ لَو يُسمَعُ
فَما عَرَّجوا حينَ نادَيتَهُم / وَلا آذَنوكَ وَلا وَدَّعوا
أَلا إِن بِالغورِ لي حاجَةً / فَما يَستَقِرّ بِيَ المَضجَعُ
إِذا اللَيلُ أَلبَسَني ثَوبَهُ / تَقَلَّبَ فيهِ فَتىً موجعُ
فَإِن تُصبِح الأَرضُ عِريانَةً / تَهُبُّ بِها الشَمأَلُ الزَعزَعُ
فَقَد كانَ ساكِنُها ناعِماً / لَهُ مَحضَرٌ وَلَهُ مَربَعُ
وَمُغتَرِبٌ يَنقضي لَيلهُ / قنوتاً وَمُقلَتُهُ تَدمَعُ
يُبَرِّحُ بِالعاشِقينَ الهَوى / إِذا اِشتَمَلَت فَوقَهُ الأَضلُعُ
وَلا يَستَطيعُ الفَتى سَترَهُ / إِذا جَعَلت عَينهُ تَدمَعُ
لَقَد زادَني طَرَباً بِالعِرا / قِ بارِقُ عوديّةٍ يَلمَعُ
إِذا قُلتُ قَد هَدَأَت عارَضَت / بِأَبيضَ ذي رَونَقٍ يَسطَعُ
وَدَويةٍ بَينَ أَقطارِها / مَقاطِعُ أَرضَينِ لا تُقطَعُ
يَضَلُّ القَطا بَينَ أَرجائِها / إِذا ما سَرى وَالفَتى المُصقَعُ
تَجاوَزتُها فَوقَ عيرانَةٍ / مِنَ الريحِ في سَيرِها أَسرَعُ
إِلى جَعفَرٍ نَزَعَت رَغبَةٌ / وَأَيُّ فَتىً نَحوَهُ تَنزِعُ
إِذا وَضَعَت رَحلَها عِندَهُ / تَضَمَّنَها البَلدُ المُمرِعُ
هُوَ المَلكُ المُرتَجى للتي / تَضيقُ بِأَمثالِهِا الأَذرُعُ
فَما لِاِمرئٍ دونه مَطلبٌ / وَلا لِامرئٍ دونه مَقنَعُ
بَديهَتُهُ مِثلُ تَدبيرِهِ / مَتى رُمتَهُ فَهوَ مُستَجمَعُ
إِذا هَمَّ بِالأَمرِ لَم يُثنِهِ / هُجوعٌ وَلا شادِنٌ أَفرَعُ
شَديدُ العِقابِ عَلى عَفوِهِ / إِذا السوءُ ضَمَّنَهُ الأَخدَعُ
رَأَيتُ المُلوكَ تَغُضُّ العُيونَ / إِذا ما بَدا المَلكُ الأَتلَعُ
يَفوتُ الرِجالَ بِحُسنِ القوامِ / وَيَقصُرُ عَن شَأوِهِ المُسرِعُ
إِذا رفعت كَفُّه مَعشَراً / أَبى العِزُّ وَالفَضلُ أَن يوضَعوا
وَلا يَرفَعُ الناسُ مِن حَطّهُ / وَلا يَضَعونَ الَّذي يرفَعُ
فَفي كَفِّهِ لِلغِنى مَطلَبٌ / وَلِلسِرِّ في صَدرِهِ مَوضِعُ
يُريدُ المُلوكَ مَدى جَعفَرٍ / وَلا يَصنَعونَ كَما يَصنَعُ
وَكَيفَ ينالونَ غاياتِهِ / وَهُم يَجمَعونَ وَلا يَجمَعُ
وَلَيسَ بِأَوسَعِهِم في الغِنى / وَلكِنّ مَعروفَهُ أَوسَعُ
يَلوذُ المُلوكُ بِآرائِهِ / إِذا نالَها الحَدَثُ الأَفظَعُ
وَكَم قائِلٍ إِذ رَأى ثَروَتي / وَما في فُضولِ الغِنى أَصنَعُ
غَدا في ظلالِ نَدى جَعفَرٍ / بِجَرِّ ثِيابِ الغِنى أَشجَعُ
كانَ أَبا الفَضلِ بَدر السَماءِ / لِعَشرٍ مَضَت بَعدَها أَربَعُ
فَقُل لِخراسانَ تحيا فَقَد / أَتاها اِبنُ يَحيى الفَتى الأَروَعُ
تَغَيَّرَتِ المَنازِلُ وَالرِباعُ
تَغَيَّرَتِ المَنازِلُ وَالرِباعُ / وَقيعانُ الأَراكَةِ وَالتِلاعُ
دِيارَ الحَيِّ ما لَكِ بَعدَ سَلمى / تَعَلّاكِ اِكتِئابٌ وَاِختِشاعُ
أَجارَ بِكِ الزَمانُ وَلا اِمتِناعٌ / لِما يَجني الزَمانُ وَلا دِفاعُ
وَما لَكِ يا طُلول دِيارِ سَلمى / جَوابُ مُسَلّمينَ وَلا اِستِماعُ
أَيَنصَرِمُ الزَمانُ وَلَم تَعودي / إِلى دُنياكِ أَيَّتُها البِقاعُ
بِها بَسطُ الغُيوثُ مُتَوارِث / كَما نَسَجَت يَمانِيَةٌ صَناعُ
إِذا نامَ الخَلِيُّ فَلا مَنام / يَطيفُ بِمُقلَتَيَّ وَلا اِضطجاعُ
وَكانَ القُربُ يوصِلُ لي سُروراً / فَفَرَّقَهُ ثَناءٌ وَاِنقِطاعُ
فَلَمّا أَن رَأَيتُ الصَفوَ كَدراً / وَفي العالي مِنَ العيشِ اِتِّضاعُ
بَعَثتُ العيسَ تُسرِعُ بِالفَيافي / قَوائِمُها المُقَوَّمَةُ السِراعُ
إِلى مَلكٍ يَدينُ المالُ مِنهُ / سَماحٌ لا يَطيفُ بِهِ اِمتِناعُ
لَهُ القدمُ الَّتي سَبَقَت سِواهُ / إِلى العَلياءِ وَالشَرَفِ اليَفاعُ
مُقَدّمُ كُلِّ ذي قُدمٍ وَمَجدٍ / وَطالَ لَهُ عَلى الأَبواعِ باعُ
مُجيرٍ حينَ لا يُرجى مُجيرٌ / وَمسطيعٍ لِما لا يُستَطاعُ
كَريمٍ في مَواقِعِ راحَتَيهِ / يَنالُ الريَّ وَالشَبعَ الجِياعُ
يَحوطُ وَدائِعَ الأَسرارِ مِنهُ / بِصَدرٍ فيهِ إِن ضاقوا اِتِّساعُ
إِذا اِلتَفَّت أَضالِعُهُ عَلَيهِ / فَلَيسَ عَلَيهِ لِلأُذنِ اِطِّلاعُ
وَمُضطَرِبِ الوِشاحِ لِمُقلَتَيهِ / عَلائِقُ ما لِوَصلَتِها اِنقِطاعُ
يُعَرِّضُ لي بِنَظرَة ذي دَلالٍ / يُريعُ بِمُقلَتَيهِ وَلا يُراعُ
لِحاظٌ لَيسَ تحجَبُ عَن قُلوبٍ / وَأَمرٌ في الَّذي يَهوى مُطاعُ
وَوُسعي ضَيِّقٌ عَنهُ وَمالي / وَضيقُ الأَمرِ يَتبَعُهُ اِتِّساعُ
وَتَعويلي عَلى مالِ اِبنِ يَحيى / إِلَيهِ حَنَّ شَوقي وِالنِزاعُ
وَثِقتُ بِجَعفَرٍ في كُلِّ خَطب / فَلا هلكٌ يُخافُ وَلا ضَياعُ
وَيَومٍ يَغمُرُ الأَيّامَ فَضلاً / لِأَفواهِ الحُروبِ بِهِ اِبتِلاعُ
حَلَبتُ بِهِ الحلوقَ دَماً نَجيعاً / بِحَيثُ يَدرُّ لِلحَلبِ النُخاعُ
نَزَعتَ مَلابِسَ العينِ السَوافي / وَقَد أَعيا المُلوكَ لَها اِنتِزاعُ
بِسَيفِكَ نَجعَة مِن كُلِّ عاصٍ / وَلِلفُقَراءِ مِن يَدِكَ اِنتِجاعُ
فَأَرضُ الشامِ خِصبٌ بَعدَ جَدبٍ / لَها مِن بَعدِ فُرقَتِها اِجتِماعُ
أَرى بارِقاً نَحوَ الحِجازِ تَطَلَّعا
أَرى بارِقاً نَحوَ الحِجازِ تَطَلَّعا / تَحَدَّر في شَرقِيّها وَتَرَفَّعا
أَماتَ وَأَحيا أَنفُساً بِوَميضَهِ / سَقى اللَهُ مَغناهُ وَإِن كانَ بَلقَعا
أَلا أَيُّها الربعُ الَّذي قَسمَ البِلى / بَقِيَّة مَغناهُ رُسوماً وَأَربُعا
لَئِن سَلَبَتكَ الريحُ فينانَ عيشَةٍ / لَقَد كُنتَ مَنشورَ الذَوائِبِ أَرفَعا
لَقَد هَلهَلَتكَ الريحُ حَتّى كَأَنَّما / كَسَتكَ مِنَ الإِبهاجِ ثَوباً مُضَلَّعا
فَنادَت بِكَ الأَيّامُ أَن لَستَ راجِعاً / وَصاحَ البلى في جانِبَيكَ فَأَسمَعا
وَيا حَسرَةً أَدَّت إِلى القَلبِ لَوعَةً / فَلَم أَستَطِع لِلهَمِّ إِذ جاشَ مَدفَعا
حَبيبٌ دَنا حَتّى إِذا ما تَطَلَّعَت / إِلى قُربِهِ الأَعناقُ بانَ فَوَدَّعا
فَكانَ كَلَمعِ البَرقِ أَومَضَ ضوؤُهُ / فَلَمّا خَفا الأَلحاظَ سارَ فَأَسرَعا
وَلَم أَرَ مِثلَينا غَداةَ فِراقِنا / مودعَ أَلفٍ لَم يَمُت وَمُودَّعا
وَما زالَتِ الأَيّامُ تَدخُلُ بَينَنا / وَتَجذِبُ حَبلَ الوَصلِ حَتّى تَقَطَّعا
سَأَرتادُ لِلحاجاتِ عيساً شَمِلَّةً / تَغولُ حِبالاً عِندَ شَدٍّ وَأَنسعا
وَلَيسَ لَها مِن مَقصَدٍ دونَ جَعفَرٍ / وَإِن لَقيت عَذباً رِواءً وَمَربَعا
هُوَ الغَيثُ مِن أَيِّ الوُجوهِ اِنتَجَعتَهُ / وَجَدتَ جَناباً مُستَطاباً وَمَشرَعا
فَلا سِعَةُ الأَموالِ تَبلُغُ جودَه / وَلا ضيقُها يَنهاهُ أَن يَتَوَسَّعا
يَعِزُّ عَلَينا أَن رَكنى مُحَمَّدٍ
يَعِزُّ عَلَينا أَن رَكنى مُحَمَّدٍ / أَصابَها ريبُ الرَدى فَتَصَدَّعا
تَداعى لَهُ الرُكنُ الَّذي كانُ يُرتَجى / وَأَتبَعهُ المِقدارُ رُكناً فَضَعضَعا
كَأَنَّ المَنايا تَبتَغي عِندَهُ لَها / تُراثاً فَما يَنفَكّ مِنها مُرَوّعا
أَبٌ مُشفِقٌ بَرٌّ وَأُمٌّ حَفِيَّةٌ / سَطَت بِهِما الأَيّامُ سَطوَة أَروَعا
وَفي الدَهرِ أَسواتٌ وَلكِن تَقارَبَت / لَياليهِما فَاِستَنفَذَ الصَبرُ أَجمَعا
تَناوبُ إِتيانِ الجَديدَينِ لَم يَدَع / مِنَ الناسِ إِلّا آلِمَ القَلبِ موجَعا
وَمَن ذا الَّذي يَبقى عَلى سوقِ لَيلَةٍ / وَيَومٍ إِذا اِحتَنا مَطيَّتهُ مَعا
وَغَريبَةٍ تَبكي غَريبَ مَحلَّةٍ
وَغَريبَةٍ تَبكي غَريبَ مَحلَّةٍ / وَقَفَت بِجانِبِ قَبرِهِ تَتفَجّعُ
وَتَقولُ وا ضرَّ الحَياةِ مَضى الَّذي / كُنّا نَضُرُّ بِهِ وَكُنّا نَنفَعُ
وَتَقولُ كَيفَ وَجَدتَ مَضجَعَكَ الَّذي / أَمسَيتَ فيهِ فَقَد نَبا بي المَضجَعُ
ما لي أَنيسٌ غَيرَ ذِكرِكَ ما خَلا / قَلباً يَئِنُّ وَشَأنُ عَينٍ تَدمَعُ
وَكَثيرَةُ العَبراتِ جلُّ بُكائِها / خطبٌ إِلَيهِ نَفسُها تَتَطَلَّعُ
وَتَرى شَواهِدها إِذا ما اِستَعبَرَت / تَصِفُ البُكاءَ وَعَينُها لا تَدمَعُ
ثَكلى ثَلاثاً ثُمَّ تَظهَرُ بَعدَها / عَينٌ مُكحَّلَةٌ وَجيدٌ أَتلَعُ
وَمَحاسِنٌ تَدعو إِلى اِستِطرافِها / مِنها السَوالِفُ وَالأَثيثُ الأَفرَعُ
فَإِذا نَظَرتَ إِلى اِستَجاعَةِ وُدِّها / أَيقَنتَ أَنَّ لَها هَوىً لا يَشبَعُ
تِلكَ الَّتي إِن أخرَت لا تُرتَجى / أَو أَقدَمَت فَلِمِثلِها لا يُفزَعُ
إِذا غَمَّضَت فَوقي جُفونُ حَفيرَةٍ
إِذا غَمَّضَت فَوقي جُفونُ حَفيرَةٍ / مِنَ الأَرضِ فَاِبكيني بِما كُنتُ أَصنَعُ
يُعَزّيكِ عَنّي بَعدَ ذلِكَ سَلوَةٌ / وَأَن لَيسَ فيمَن وارَتِ الأَرضُ مَطمَعُ
إِذا لَم تَري شَخصي وَتُغنيكِ ثَروَتي / وَلَم تَسمَعي مِنّي وَلا مِنكِ أَسمَعُ
فَحينَئِذٍ تَسلينَ عَنّي وَإِن يَكُن / بُكاءٌ فَأَقصى ما تَبكينَ أَربَعُ
قَليلٌ وَرَبِّ البَيتِ يا ريمُ ما أَرى / فَتاةً بِمَن وَلّى بِهِ المَوتُ تَقنَعُ
بِمَن تَدفَعينَ الحادِثاتِ إِذا رَمى / عَلَيكِ بِها عامٌ مِنَ الجَدبِ يَطلعُ
فَيَومَئِذٍ تَدرينَ مَن قَد رُزئته / إِذا جَعَلَت أَركانُ بَيتِكِ تُنزَعُ
رَأَيتُ بغاةَ الخبرِ في كُلّ وُجهَةٍ
رَأَيتُ بغاةَ الخبرِ في كُلّ وُجهَةٍ / لغيبَةِ يَحيى مُستَكينَينَ خُضّعا
فَإِن يُمسِ مَن في الرَقّتينِ مُؤَمِّلاً / لِأَوبَةِ يَحيى نَحوَها مُتَطَلِّعا
فَما وَجهُ يَحيى وَحدَهُ غابَ عَنهُمُ / وَلكِنَّ يَحيى غابَ بِالخَيرِ أَجمَعا
أَشكو إِلى اللَهِ أَنّي لا أَرى أَحَداً
أَشكو إِلى اللَهِ أَنّي لا أَرى أَحَداً / يَلُمُّ قَيساً إِذا ما شَعبها اِنصَدَعا
قَد رَبَّضَت بَينَها الأَضغانَ سادَتُها / فَأَصبَحَت فِرقاً في أَمرِها شِيَعا
عَلامَ تُصبِحُ قَيسٌ وَهيَ واحِدَةٌ / شَتّى وَيُصبِحُ أَمرُ الناسِ مُجتَمِعا
في صَدرِ كُلِّ اِمرئٍ مِنهُم لِصاحِبِهِ / حُبٌّ مِنَ الضِغنِ لَو يَسطيعُ لا طَلعا
لَيسَ الشَريفُ الَّذي يَخشى غَوائِلهُ / بَنو أَبيهِ إِذا ما لَيلُهُم هَجَعا
الفَضلُ عِندَ الَّذي يَعفو ذُنوبَهُم / فَإِن رَأى مَذهَباً في عُصبَةٍ رَجعا
إِن عَزَّ صاحِبهُ ذَلَّت خَلائِقُهُ / لِغَيرِ ذُلٍّ وَإِن ضاقوا لَهُ اِتَّسَعا
اِذكُروا حُرمَةَ العَواتِكِ مِنّا
اِذكُروا حُرمَةَ العَواتِكِ مِنّا / يا بَني هاشِم بن عَبدِ مَنافِ
قَد وَلَدناكُم ثَلاثَ وِلادا / تٍ خَلَطنَ الأَشرافَ بِالأَشرافِ
مَهَّدَت هاشِماً نُجومُ قُصيٍّ / مِن بَني فالِج حجورُ عَفافِ
إِن أَرماحَ بَهثَةَ بنَ سُلَيمٍ / لَعِجافُ الأَطرافِ غَيرُ عِجافِ
وَلِأَسيافِهِم قِرىً غَيرُ لَذٍّ / راجِعٌ في مَواجِعِ الأَكتافِ
مُرهفاتٌ إِذا طَفَت أَعمَلوها / في مَناطِ الأَعناقِ وَالأَجوافِ
عَزَّ جارٌ لِبُهثَة بنِ سُليمٍ / بَينَ عَوفٍ مَحلُّهُ وَحِقافِ
مَعشَرٌ يُطعمونَ مِن ذُروَةِ الشو / لِ وَيُسقونَ خَمرَةَ الأَقحافِ
يَضرِبونَ الجبّارَ في أَخدَعَيهِ / وَيُسقونَهُ نَقيعَ الزعافِ
بِسُيوفٍ ورثنَ عَن قيسِ عَيلا / نَ ثِقالٍ عَلى العَدُوِّ خِفافِ
وَلِعوفِ بنِ أَحمَدَ بنِ يَزيدٍ / شَرَفٌ مُشرِفٌ عَلى الأَشرافِ
إِنَّ عوفاً وَأَحمَداً وَيَزيداً / أَسَّسوا المَجدَ في أَشَمَّ نِيافِ
مَن يُسَوّى بِأَحمَدَ بن يَزيدٍ / وَبِأَسلافِهِ مِن الأَسلافِ
وَلَهُ جانِبٌ يُخشَن في لي / نٍ وَفَتكٌ يَشوبُهُ بِعَفافِ
لِبَني زافِرٍ سَحائِبُ أَشجا / نٍ وَظِلٌّ عَلى العَشيرَةِ ضافي
كَفَرت نِعمَة بَنو الجَحافِ / وَتَوَلَّت مَنيعَةَ الأَعطافِ
بَعدَ فَكِّ الأَغلالِ عَن عَبدِ رَبٍّ / وَمَساميرُ قَيدِهِ العِزافِ
يَسكُنُ الطَيرُ في الشِباكِ وَلا تَس / كُنُ رَوعاتُ قَلبِهِ الرِجافِ
مِعصَمٌ بِالفرارِ تَحمِلُهُ الرَه / بَةُ بَينَ الإِيضاعِ وَالإيجافِ
أَرى الدَهرَ يُعطي مَرَّةً وَيُسَوّفُ
أَرى الدَهرَ يُعطي مَرَّةً وَيُسَوّفُ / وَيُتلِفُ أَموالاً مِراراً وَيُخلِفُ
وَيَخشُنُ مَسّاً حينَ يَمضي مولِياً / وَيَسمَحُ في الإِقبالِ ليناً وَيَعطِفُ
نَحِنُّ إِلى الدُنيا وَنَأمَنُ غِشَّها / وَفيها لَنا يَومٌ مِنَ الشَرِّ مُتلِفُ
إِذا اِكتَحَلَت عَينُ اِمرئٍ بِجَمالِها / أَضاءَ لَها مِنهُ جَمالٌ مُزيّفُ
عَلى أَنَّها مَشغوفَةٌ وَهيَ فارِكٌ / لِعُشّاقِها ظَلّامَةٌ لَيسَ تُنصِفُ
إِذا اِفتَخَرَت قَيسٌ عَلى الناسِ أَشرَقَت / بِأَيّامِها هاماتُ مَن يَتَشَرَّفُ
سُيوفٌ لَها في يَومِ بَدرٍ وَقائِعٌ / وَيَومَ حُنينٍ وَالقَنا يَتَقَصَّفُ
لِقَيسٍ حلومٌ تُمطِرُ البرَّ غَيمَها / تَعودُ عَلى مَن عَقَّ مِنها وَتُخلِفُ
لَأَحمَدُ يَومَ الحَربِ عِندَ عَدُوِّهِ / مِنَ المَوتِ أَدنى بِالحُتوفِ وَأَخوَفُ
هُوَ البَدرُ في قيسٍ يُضيءُ ظَلامُها / لِحادِثِ مَجدٍ بِالقَديمِ يُؤلِّفُ
وَقوفٌ عَلى طرقِ المَنايا بِسَيفِهِ / مَواقِفَ لا يَسطيعُها المُتَكَلِّفُ
ظَهرُ الحُسَينِيَّةِ مَوصوفُ
ظَهرُ الحُسَينِيَّةِ مَوصوفُ / وَنَهرُها بِالريفِ مَحفوفُ
إِنَّ الحُسَينِيَّة في مَربَعٍ / بِهِ نَسيمُ الرَبعِ مَشغوفُ
بَرِّيَّةٌ بَحرِيَّةٌ يَلتَقي / في جانِبَيها البَدوُ وَالريفُ
يَطيبُ قُطراها وَيَصفو لَها / جُوٌّ صَفاهُ الماءُ مَكشوفُ
أَكرَمُ عِرقٍ مَصَّ ماءَ الثَرى / عِرقٌ عَلى هارونَ مَعطوفُ
إِرثُ النَبِيّينَ إِلَيهِ اِنتَهى / مِن آدَمٍ أَبلَجُ مَعروفُ
وَلَستُ بِخائِفٍ لِأَبي عَلي
وَلَستُ بِخائِفٍ لِأَبي عَلي / وَمَن خافَ الإِله فَلَن يَخافا
أَسعِد فُؤاداً دائِمَ الخَفقِ
أَسعِد فُؤاداً دائِمَ الخَفقِ / وَكَفاكَ ما أَلقى مِنَ العِشقِ
لا تَندُبَنَّ طُلولَ مَنزِلَةٍ / أَنحى عَلَيها الدَهرُ بِالمَحقِ
ضَحِكَت سُلَيمى عَن لَمى بَردٍ / مُتَهَلِّلٍ كَتَهَلُّلِ البَرقِ
يا مَن تُقَدِّمهُ المُلوكُ إِذا / رُفِعَت أَسِنَّتُها إِلى السَبقِ
كَم مِن يَدٍ لَكَ فَضلُ نِعمَتِها / مُتَقَسِّمٌ جارٍ عَلى الخَلقِ
لَم يَعرَ مِن مَعروفِها أَحَدٌ / يَبغي النَدى في الغَربِ وَالشَرقِ
أَصلَحتَ أَمرَ الشامَ مُحتَسِباً / وَرَتَقتَ ما فيها مِنَ الفَتقِ
ما كانَ يُدرَكُ بِالقِتالِ وَلا / بِالمالِ ما أَدرَكتَ بِالرِفقِ
ما زِلتَ تَدحَضُ كُلَّ باطِلَةٍ / حَتّى أَقَمتَهُم عَلى الحَقِّ
أَدرَكتَ ما فاتَ المُلوكَ فَما / بَلَغوكَ في فَتقٍ وَلا رَتقِ
كانوا أَرقّاءَ الطُغاةِ فَقَد / أَعتَقتَهُم مِن ذلِكَ الرِقِّ
يَغدو عَلَيهِم كُلَّ شارِقَةٍ / شَؤبوبُ مَوتٍ مُسبِلُ الوَدقِ
كَذبَت وِلايَتُهُم لِجِنسِهِم / وَفَضلتَ بِالأَقدامِ وَالصِدقِ
أَطفَأتَ نيرانَ الطُغاةِ وَقَد / ذَلَّ التَقِيُّ وَعَزَّ ذو الفِسقِ
مَنّى اِبنُ أَيلولٍ نَفيسَتَهُ / بَعدَ الأَمانِ أَماني الحُمقِ
جَعَلَ الظَلامَ دَليلَ غُدرَتِهِ / وَاِنتابَ فَوقَ مُوَثَّقِ الخَلقِ
فَخَرَقتَ رَأياً سدَّ مَذهَبُهُ / عَزمُ اِمرِئٍ ذي حِنكَةٍ خَرقِ
فَفَرى ذُبابَ السَيفِ مِن دَمِهِ / شَخباً يَجودُ بِهِ مِنَ الحَلقِ
ما بَينَ رَأيكَ إِذ تُقَسِّمُهُ / فَرقاً وَبَينَ المَوتِ مِن فَرقِ
بيعَةُ المَأمونِ آخِذَةٌ
بيعَةُ المَأمونِ آخِذَةٌ / بِعَنانِ الحَقِّ في أُفقِه
أَحكَمَت مِرآتَها عُقَداً / تَمنَعُ المُحتالَ في نَفقِه
لَن يَفكَّ المَرءُ رِبقَتَها / أَو يَفُكَّ الدينَ مِن عُنُقِه
وَلَهُ مِن وَجهِ والِدِهِ / صورَةٌ تَمَّت وَمِن خَلقِه
لَهُ نَظَرٌ ما يَغمِضُ الأَمرَ دونَهُ
لَهُ نَظَرٌ ما يَغمِضُ الأَمرَ دونَهُ / تَكادُ سُتورُ الغَيبِ عَنهُ تُمزِقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025