المجموع : 110
قل للزمان الذي أبدى عجائبه
قل للزمان الذي أبدى عجائبه / اللهُ منكَ ومن تصريِفكَ الكافي
اجهد بجهدكَ فيما قد قَصدتَ له / فَفرجَةُ الله بين النُّونِ والكافِ
ما لي وما لَكَ يا فراق
ما لي وما لَكَ يا فراق / أبداً رحيلٌ وانطلاق
يا نفسُ مُوتي بَعدَهُم / فكذا يكونُ الاشتياق
تبيتُ تَحلجُ طُولَ الليل مُنكَمشَاً
تبيتُ تَحلجُ طُولَ الليل مُنكَمشَاً / وبختيارُ يُنَادي أدركوا الغرقا
وقام عمرو فأمَّته أَكُفُّ يدٍ / لما انثنى أو تَحسَّى منهمُ المرقا
إذا هوى منه مِثلُ الرُّمح واتسعت / كالتُّرسِ وافقَ شنُّ عندها طبقا
تَنَبَّه الغيثُ بعد النومِ فاندفقا
تَنَبَّه الغيثُ بعد النومِ فاندفقا / وأرَّق الأرضَ حتى مَلَّتِ الأرقا
وأصبح الزَّهرُ منثوراً ومؤتلقاً / وأصبح الروضُ مَصبوحاً ومغتبقا
وماجت الغُدر حتى ملت ناحيةٌ / من السماء دَنَت للأرض فاعتنقا
وكادت الأُكمُ منه تستحيل ثرى / وصفحةُ الأرض فيه تكتسى وَرَقا
ولازم الأفق حتى كان أكثرنا / ينسى الكواكب أو لا تنبتُ الفلقا
أرضى وأوسع حتى قال أرغبنا / لسنا نذمُّ سوى إسرافه خُلُقا
ما زال يُوضع وجهُ الأرض درَّته / حتى ظنَنتُ الرُّبى مغتصَّة شَرِقا
وغُنجِ عَينك وما أودَعَت
وغُنجِ عَينك وما أودَعَت / أجفانُها قلبَ شَجٍ وامقِ
ما خَلَقَ الرحمنُ تُفَّاحتَي / خَدَّيكَ إلا لفَمِ العاشقِ
لَكِنَّني أُمنَعُ منها فما / حظِّيَ إلا خِلسَةُ السَّارِقِ
وقالوا اضطرب في الأرض فالرزقُ واسعٌ
وقالوا اضطرب في الأرض فالرزقُ واسعٌ / فقلتُ ولكن مَطلبُ الرزقِ ضيِّقُ
إذا لم يكُن في الأرض حُرٌّ يُعينُني / ولم يكُ لي كَسبٌ فمن أين أُرزقُ
وتركي مواساة الأخلاءِ بالذي
وتركي مواساة الأخلاءِ بالذي / تَنال يَدَي ظُلمٍ لهم وعقوقُ
وإني لأستحي من الله أن أُرى / مجال اتِّساعٍ والصديق مضيقُ
أُنُثر على خَدَّيَّ من وَردِك
أُنُثر على خَدَّيَّ من وَردِك / أو دَع فَمي يَقطُفُ من خدِّك
ارحم قضيبَ البانِ وارفُق به / قد خفتُ أن يَنقَدَّ من قَدِّك
وقل لِعَينَيكَ بِنفسي هُمَا / يُخفِّفان السُّقمَ عن عَبدِك
قد بَرَّح الشوقُ بمشتاقك
قد بَرَّح الشوقُ بمشتاقك / فأَولِهِ أحسنَ اخلاقك
لا تَجفُهُ وارعَ له حقَّهُ / فإنه خاتِمُ عُشَّاقِك
يا ليتَ عيني تَحمَّلت ألمكَ
يا ليتَ عيني تَحمَّلت ألمكَ / بل ليتَ نَفسي تَقسَّمت سَقمَك
وليت كفَّ الطبيب إذ فَصَدَت / عرقَكَ أَجرَت مِن ناظِرَيَّ دَمَك
أَعَرتهَ صبغَ وَجنَتَيك كما / تُعيرُه إن لثمتَ مَن لَثَمَك
طَرفُك أمضَى من حَدٍّ مبِضَعه / فالَحظ به العِرقَ وارتجز ألمك
أنجزَ الدهرُ في فنَائك عهدي
أنجزَ الدهرُ في فنَائك عهدي / ولَعَهدي به يُطيلُ المطالا
فأنثنت عني الخطوبُ سجالاً / واغتدت نحوي الخطوبُ عِجَالا
ورأيتُ المريخَ عندك سعداً / ورأيتُ شهري لديك ملالا
أوَما انثنيتَ عن الوداعِ بلوعةٍ
أوَما انثنيتَ عن الوداعِ بلوعةٍ / ملأت حشَاك صبابةً وغليلا
ومدامعٍ تجري فيحسبُ أن في / آماقِهنَّ بَنَانَ إسماعيلا
يا أيها القرمُ الذي بعلوِّهِ / نال العَلاءُ من الزمانِ السُّولا
قَسَمت يداك على الوَرَى أرزاقها / فَكنوكَ قاسمَ رزقها المسئُولا
أهدت لمجدكَ حُلة موشيةً / تكسو الحسودَ كآبةً وذبولا
أحيَت حبيباً والوليدَ ففصَّلا / منها وشائعَ نسجها تفصيلا
فأفادها الطائيُّ دقةَ فكرهِ / والبُحتُري دماثةً وقَبُولا
ليلة للعيونِ فيها وللأس
ليلة للعيونِ فيها وللأس / ماعِ ما للقلوبِ والآمالِ
نُظِمَت للنِّدامِ فيها الأماني / مثل نَظمِ الأميرِ شمسِ المعالي
أغرُّ أروعُ تلهينا وقائعُهُ
أغرُّ أروعُ تلهينا وقائعُهُ / في المالِ والقرن عن صفينَ والجملِ
مُسترضعٌ بيُديِّ المجد مُفترشٌ / حجرَ المكارم مفطومٌ عن البخلِ
أمضى من السف لفظاً غيرَ لجلجةٍ / تغشَاه إن مال مُضطرُّ إلى العلَل
وسائلس لي عن نُعماك قلت له / تفصيلُها مستحيل فَارضَ بالُجملِ
هذي صُبابة ما أَبقَت يدايَ وقد / عرفتُ حرفهُما فانظر ولا تسل
كلُّ الزمانِ إذا أفضَى تَصرفهُ / إليك وقتَ نزولِ الشمس في الحملِ
كريمٌ يرى أن الرجاءَ موَاعدُ
كريمٌ يرى أن الرجاءَ موَاعدُ / وأنَّ انتظار السائلين منَ المطلِ
وَخيرُ الموالي من إذا ما مدحُته / مَدَحتُ به نفسي وأخبرتُ عن فضلي
قل للأمير الذي فَخرُ الزمان بهِ
قل للأمير الذي فَخرُ الزمان بهِ / ما الدَّهرُ لولاك إلا مَنطقٌ خَطلُ
كفتكَ آثارُ كَفَّيكَ التي ابتدعت / في المجد شاده آباؤك الأُولُ
ما زال في الناس اشباهٌ وأمثلةٌ / حتى ظهرتَ فغاب الشكلُ والمثلُ
سقى الغيثُ أو دَمعي وَقَلَّ كِلاهُما
سقى الغيثُ أو دَمعي وَقَلَّ كِلاهُما / لها أربُعاً جَورُ الهوى بينها عَدلُ
بحيث استرقَّ الدِّعصُ وانبسطَ النَّقى / وحيثُ تناهَى الحِقفُ وانقطعَ الرَّملُ
أُكَثِّرُ من أوصافها وهي واحدٌ / ولكن أَرى أسماءَها في فَميِ تحلُو
وفي ذلك الخِدرِ المُكلَّلِ ظَبيَةٌ / لكلِّ فؤاد عندَ أجفانها ذَحْلُ
إذا خَطَراتُ الريحِ بين سُجُوفِها / أباحت لطَرف العين ماحَظرَ البُخلُ
تلقَّت بأثناءِ النَّصيفِ لحاظنَا / وقالت لأُخرى ما لُمستهترٍ عقلُ
أفي مثلِ هذا اليوم يَمرَحُ طرفُهُ / وأعداؤنا حُولٌ وحُسادُنا قُبْلُ
ومدَّت لإسبالِ السُّجُوفِ بنَانَها / فَغازَلَنا عنها الشمائلُ والشكل
ولو تراني وقد ظَفرتُ به
ولو تراني وقد ظَفرتُ به / ليلاً وسترُ الظَّلام مُنسدِلُ
وللكَرىَ في الجفونِ داعيةٌ / وقد حَدَاها حادٍ له عَجِلُ
وحَوِصَت أعينُ الوُشاةِ كما / جَمَّشَ مَعشُوقَه الفتى الغَزلُ
فذاك مُغفٍ وذاك مُختَلط / يَهذي وهذا كأنه ثَمِلُ
وقلت يا سيدي بَدَا عَلَمُ الصب / ح وكاد الظلامُ يَرتحلُ
ثم انثنى يَبتَغي وُسادي إذ / أيقنَ أنَّ الوُشاةَ قد غَفَلُوا
فبات يشكو وبِتُّ أعذرُهُ / وليس إلا العتابُ والِعلَلُ
لَخلتَنَا ثمّةَ شَعبتي غُصُنٍ / يَومَ صباً نَلتَوي ونَعتَدِلُ
يا طِيبَهَا ليلةً نَعِمتُ بها / غرَّاء أدنى نَعِيمِها القُبَلُ
بقيتَ بقاء الدهر يا كَهفَ أهِله
بقيتَ بقاء الدهر يا كَهفَ أهِله / وهذا دعاءٌ للَبرِيَّة شاملُ
وما أُقيمُ بدارٍ لا أعزُّ بها
وما أُقيمُ بدارٍ لا أعزُّ بها / ولا يقرُّ قراري حيثُ أُبتذَلُ
وقد كفاني انتجاعَ الغيث مَعرِفتي / بأنَّ دَلِّير لي من سَيِبه بَدَلُ
تَجَنَّبَت نشوات الخمر هِمَّتهُ / وأَعلمَتنَا العطايا أنه ثَملُ