المجموع : 161
وافي إليك بلهوه النيروزُ
وافي إليك بلهوه النيروزُ / فاستَجلِ بكرَ الدنِّ وهي عجوزُ
صفراءُ تبدو في لجين كؤوسها / بعد المزاجَ كأنها الإبريزُ
يُبدي المزاجُ لها حبَاباً طالعَّا / فأعجب لشمسٍ للنجوم تجوزُ
كم خاطرٍ أمسى يُقسِّم فكرهُ / فيها وغايةُ أمره التعجيزُ
فكأنما هي كلَّما تحتادُه / وتحيله التخييرُ والتَّمييزُ
يسعى بها ظبيٌ كأنَّ قوامَهُ / غُصنٌ بأنفاسِ الصَّبا مَهزُوزُ
ذو وجنة حمراءَ في ديباجَها / من خزِّ وشي عذارِه مَهزُوزُ
يرنُوا إليك بمقلة سَّمارةٍ / هاروتُ في أجفانِها مَركوزُ
فالوجد يفصل عنه منى مثلما / أني رأيت الصَّبر وَهو يَعُوزُ
ولكم أميل إليه وهو ممَّنعُ / ولكم أذل لديه وهو عزيزُ
واحسرتي لو أنَّ لي بوصالهِ / يوما به على رَغمِ الوشاة أفوز
أيُّها الفاضِلُ الذي قد حَباهُ
أيُّها الفاضِلُ الذي قد حَباهُ / ذهنُه من علومِه بكنُوزِ
فُقتَ أهل الآدابِ جَدّاً وهزلا / فَتميَّز عنهم بذا التمييز
كم وكم من رسالة لك قد برّ / زتَ فيها سبقاً على التبريزي
أنا واللَه من رعاياك مازِل / تُ وأنت الأَميرُ في النوروزِ
أين فعلُ المدام بالجُلاّسِ
أين فعلُ المدام بالجُلاّسِ / فاملَ لي يا نديمُ بالخمر كأسي
واسقنيها حتى أقوم ولا أع / رف سكرا عمامتي من مدَاسي
فزت بالجهل مثلما فاز بالحل / م وفعل الصنائع إلبانياسي
وغذائي المسلوقُ في كلّ يومٍ / لا من اللحم بل من القلقاسِ
لا تذكِّره بالجميل فما كا / ن لفعل الجميل يوماً بناسِ
فاق جوداً وسطوةً وذكاء / وَصف مَعن وعَنترٍ وإياس
لم يزل جودُه يساوي به العا / فين مالا ولا أقول يواسي
ذو سيوف يوم النزال كوردٍ / وجنابٍ يوم النوال كآس
من أناسٍ حازوا الثناء ببذل الج / ود مجداً أكرم بهم من أُناس
فهمُ كالغيوث في يوم مَحلِ / وهمُ كالليوث في يَوم بَاس
وهمُ في الدُّجَى نجومٌ سَوارٍ / وهمِّ في الحِجَا جبالٌ رَواسي
مولاي كم من جَلَّةٍ سَدَدتَها
مولاي كم من جَلَّةٍ سَدَدتَها / أَحسنتَ فيها والزمانُ قد أَسَا
وغيرُ بدعٍ منك يا موسى إذا / ضَرَبتَ في البحرِ طَريقاً يَبَسا
كتبتُ بها في يوم لهوٍ وهَامتي
كتبتُ بها في يوم لهوٍ وهَامتي / تمارسُ من أهوالهِ ما تُمارسُ
وعندي رجالٌ للمجون ترجَّلَت / عَمَائِمُهُم عن هامِهم والطَّيالسُ
فللراح ما زُرَّت عليه جيوبَها / وللماء ما دارت عليه القلانسُ
مساحبُ من جرّ الزقاق على القَفَا / واضغَاثُ أنطاعٍ جنِّى ويابسُ
في خدّهِ من بقايا اللثمِ تجميش
في خدّهِ من بقايا اللثمِ تجميش / وبي لِتَشويشِ ذاك الصُّدغ تَشويشُ
ظبيٌ من التُّركِ أغنته لواحظُهُ / عما حوته من النَّبل التَّراكيشُ
إذا تثنَّى فقلبُ الغُصنِ مُنكَسرٌ / وإن تبدَّى فطرفُ البدرِ مَدهُوشُ
يا عاذلي إن تكُن عن حُسنِ صُورَتِهِ / أعمى فإني عما قُلتَ أطرُوشُ
واخجلةَ العُربِ إن كانتَ عمائمَهُم / لم تَحوِ ما قد حوتٌ منه الشرَّابيش
كم ليلةٍ باتَ يسقيني المدامَ على / روض له بنبات الغَيم تَرقيشُ
والغيث كالملك ترتجُّ الجيوشُ لهُ / والبرقُ راياتُه والرَّعدُ جاويشُ
في مجلسٍ ضَحِكت أرجاؤُه طرباً / لأنه ببديع الزَّهر مَفروُشُ
أَبُرُوقٌ يلوح منها وَميضُ
أَبُرُوقٌ يلوح منها وَميضُ / أم ثغورٌ كأنها الإِغريضُ
شامَ طَرفي من المباسم بَرقاً / عَلِمَ الدمعُ منه كيف يَفيضُ
بأبي من به شفائي وإن أَم / رَض منه الفؤادَ جَفنٌ مريضُ
فَمُهُ كأسُهُ وريقَتُهُ الخم / رُ ومن وجنَتَيهِ رَوضٌ أريضُ
راق طرفي من خدِّه الأحمر والأبيَ / ضِ ذاك التذهيبُ والتَّفضيضُ
يا عذولي دعني من العَذلِ إن النُّ / صحَ في مذهب الهوى تحريضُ
مِتُّ لما نأَى فها أنا مندو / بُ فراقٍ وحبُّه مَفرُوضُ
يا رسولَ الحبيب باللضه عَرِّض / بحديثي إِن أمكنَ التَّعريضُ
بانَ مثلَ الصِّبَا وإنَّ كلا الإِل / فَينِ لا يُرتَجَى له تَعويضُ
ولقد كنتُ بالشباب جَمُوحاً / غير أن المَشِيبَ ممَّا يَرُوضُ
أَقعَدتني الأيامُ عن لذَّة العَي / ش بشَيب له بفودى نُهُوضُ
وتعجبتُ إذ رأيتُ الثلاثي / ن وخَتمُ الصبِّا بها مَفضُوضُ
شَيَّبتني بالهمِّ أحداث دهرٍ / ضعتُ في أهلها وضاع القريض
صيرَ الدهرُ شعرَ رأسي شَعراً / يضعتريهِ التَّسويدُ والتبييضُ
فلهذا سمعي يُصيخ إلى العذ / ل وطَرفي عن كل حُسنٍ غَضيضُ
ولقد قلتُ للزمان وإن كا / ن إليهِ في أمري التَّفويضُ
لستُ ممن يَخشيى إذا اسودَّ خَطبٌ / ولموسى عندي أيادٍ بيضُ
رَفعَ اللَه لي بمدح ابن يَغمُو / رٍ عُلاً قَدرُ غَيرها مَخفوضُ
رَبُّ بأس لنارِهِ أيُّ إضرا / مٍ وجودٍ على العُفاة يَفيضُ
ثابتُ الجأشِ باسمُ الثَّغرِ / والأبطالُ في لُجَّةِ الدماءِ تَخُوضُ
كاملُ الفضل ذو نوالٍ سريعٍ / يَتَحَلَّى بالوصف منه العَرُوضُ
لم يَشِن بَيتَهُ زحافٌ ولا بَس / طُ يديهِ يومَ النَّدى مَقبُوضُ
قل لعبد العظيم عني مقالا
قل لعبد العظيم عني مقالا / فيه عَتبٌ أضحى طويلا عريضا
أحرامٌ لو زُرتَ في طلب الأج / رب حبيباً مصافياً أو بَغيضاً
غير أني رأيتُ عُذرك مبسو / طاً إذا كنت نائياً مقبوضا
أوضحت عُذرَك المعيشةُ عندي / حين أصبحتَ لا تعودُ مريضَا
أثقلت ظهرَك اللوالكُ حتى / صِرتَ لا تستطيع منها نهوضا
لم يَبقَ غَيث سحابةٍ إلا وقد
لم يَبقَ غَيث سحابةٍ إلا وقد / فُرِضَت عليه زيارةُ ابن الفارضِ
لا غَروَ أن يُروى ثَرَاهُ وقبرهُ / باقٍ ليوم العَرضِ تحت العارضِ
زمنُ الغضَا في القلبِ بعدكَ لوعةُ
زمنُ الغضَا في القلبِ بعدكَ لوعةُ / تذكرى بنارِ الشَّوق لا نار الغَضَا
ما كانت اللذاتُ فيك ولا الهوى / إلا كبرقٍ في الدجنَّةِ أومضَا
وإذا صَبَوتُ لدارساتِ رُسومه / قال المعيد لدرسهِ هذا مَضَى
بانَت وقد كلَّفتُها تَوديعي
بانَت وقد كلَّفتُها تَوديعي / ما بين قَيظ جَوى وفَيضِ دُمُوعِ
وتجلَّدَت للبَينِ مثل تَجُلدي / والنارُ حَشَوُ ضلوعها وضلوعي
ولكم تُعَلَّلُها مواعيدُ المُنى / منى على المرئيِّ والمسموعِ
قالت ذَمَمت البَينَ قلتُ لها عَسَى / أن تشكري عُقبَاهُ عند رجوعي
يا هذه لولا وثوقي بالغنى / لغدا هُلُوعُك وهوَ دونَ هلوعي
تاللَه ما أمَّلت غيرَ مُؤَمَّلٍ / سَمح ولا ناديتُ غيرُ سميعِ
حَسبي رجاءٌ ابنِ الزُّبَيرِ فإنَّ لي / قَصداً أراهُ لديه خَيرَ شَفيعٍ
لأهاجرنَّ إلى نَدا من كفَّهِ / هامٍ وَرَوضٍ بالنَّوال مَريعٍ
ولأرفعنَّ بقصدِهِ النفسَ التي / هانت عليَّ بقصدٍ كلِّ وضيعِ
تاللَه ما اخترتُ الخمولَ وإنما / لله حكمٌ ليس بالمدفوع
مالي قَنِعتُ فصرتُ أُدعَى عاجزا / والعَجزُ منسوبٌ لكلِّ قَنُوعٍ
ما بين آمالي وبين بلوغها / بِرَجاء يعقوب سوى أُسبُوعٍ
نَدبٌ يحجُّ القاصدون لنائلٍ / يوم الرجاء ببشرِهِ مَشفُوع
سَل عنه وأرحَل نحوه تُنجِح ولا / تَسأل عن التَثليث والتربيعِ
هُوَ ناظرٌ هَجر الهجوعَ لعلمه / أنَّ المعالي لم تُنَل بهجُوعِ
قد قلتُ حين تَصَنَّعَت سُحُبُ الحَيَا / معناه في سَح وحُسن صَنيع
ياغيثُ حسبك ليسَ تحي جُودَهُ / فَضَحَ التَطبّثعَ شِيمَةُ المَطبُوعَ
يا من يهونُ ماله تفريقه / بخلاف مكرم ماله المجموعِ
بلغت بكل النفس التي شَرُفَت إلى / شأوٍ بعيدٍ في الفخار بديعِ
فغدوتَ ذا فضل بسيط كامل / يُلقى وجود وافر وسريع
وقفوت آثار العدا بمصارعٍ / فجمعت تقفيةً إلى تصريعِ
مولاي زين الدين دعوة من رجا / بنَدَاك جَبر فُؤاده المَصدُوع
ما إن تَغَيَّرَ بعد بينك وُدُّهُ / لكن تغيَّرَ دَمعُهُ بنجيعِ
يشكو لفضلك من يسلم عرضَهُ / للذمِّ رغبة ماله المجموعِ
ولقد كسوتكَ من قريضٍ حُلَّةً / جَلَّت عن التلفيقِ والترقيعِ
حَسنت برقمٍ من خلالك فاغتدت / كالروض في التسهيم والتوشيع
وِثقَت بخفضِ العيشِ عندك فاغتدت / تسمُو بقصد محلَّك المرفوعِ
تَلذُّ لي الآمالُ عجزاً وإنما
تَلذُّ لي الآمالُ عجزاً وإنما / أَلذُّ من الآمال عندي بلوغُها
ودَارِ خَرابٍ قَد تَرَلتُ
ودَارِ خَرابٍ قَد تَرَلتُ / ولكن ترلتُ إلى السَّابِعَه
طريقٌ من الطرق مَسلُوكَةٌ / محجَّتُها للورى شاسِعَه
فلا فَرّقَ ما بين أني أكو / نُ بها أو أكون على القارِعَه
تُساوِرُها هَفوات النَّسيمِ / فتُصغى بلا أذُن سَامِعَه
إذا ما قرأت إذا زلزلت / حَشيتُ بأن تقرا الواقِعه
تاللَه ما لَثمُ المَراشِف
تاللَه ما لَثمُ المَراشِف / كلا ولا ضَمُّ المعاطف
بألذَّ وَقعا في حَشا / ي من الكنافة والقَطَائف
بالصوم والإفلاس بِن / تُ عن السُّلافَةِ والسوالف
لم يَبقَ إلا الاعتكا / فُ فقد كَفَى ما كَنتُ عاكف
حَتَّامَ أمشى في طلا / ب معيشتي والرزقُ واقف
من منصفي من حَيفِ ده / رٍ لم يَزَل في الحُكم حائف
كم قد جَرَت بيني وَبي / نَ صروفه قدماً مَوَاقَف
وأجارَني موسى بما / أسدَاهُ من تِلكَ العَوارِف
حسنُ التأتي مما يعين على
حسنُ التأتي مما يعين على / رِزقِ الفتى والحظوظُ تَختلفُ
والعبدُ مذ كان في جَزارتِهِ / يَعرفُ من أين تؤكَلُ الكَتِفُ
بذاك الفُتُورِ وهذَا الهَيَف
بذاك الفُتُورِ وهذَا الهَيَف / يَهُونُ على عاشقيك التَّلَف
أَطَرتَ القلوبَ بهذا الجمالِ / وأوقَعتَهَا في الأسى والأَسف
تكَلَّفَ بَدرُ الدُّجى أن حكى / مُحَيَّاك لو لم يَشنهُ الكَلف
وقام بُعذري فيك العذارُ / وأَجرى دموعي لما وَقَف
وكم عاذلٍ أنكَرَ الوجدَ فيك / عليَّ فلمَّا رآك اعتَرَف
وقالوا به صَلَفٌ زائدُ / فقلتُ رضيتُ بذاك الصَّلَف
لئن ضاع عمري فيمن سواك / غراماً فإن عليك الخَلَف
فهاك يدي إنني تائبٌ / فقل لي عَفَا اللَه عما سَلَف
بجوهر ثغرِك ماءُ الحياة / فماذا يَضُرُّك لو يُرتَشَف
ولم أرَ من قبله جوهراً / من البهرَمانِ عليه صَدَف
أكاتم وجدي حتى أراك / فَيَعرفُ بالحالِ من لا عرف
وهيهات يَخفى غرامك عليك / بطَرفٍ همي وبقلبٍ رَجَف
كم من جهولٍ رآني
كم من جهولٍ رآني / أمشي لأطلبَ رزقا
فقال لي صرتَ تمشي / وكلُّ شيءٍ مُلقى
فقلت ماتَ حماري / تعيش أنت وتبقى
إني لمن معشرٍ سفكُ الدماءِ لهم
إني لمن معشرٍ سفكُ الدماءِ لهم / دأبٌ وسل عنهم إن رمتَ تصديقي
تزدادُ بالدم إشراقاً بمراصُهُم / فكلُّ أيامهم أيامُ تشريقِ
لا تقطعن عادةَ برّ ولا
لا تقطعن عادةَ برّ ولا / تجعل عقابَ المريدِ في رِزقِهِ
واصفح عن الجاني فإنَّ الذي / ترجوه عفو اللَه عن خلقهِ
وإن بدت من صاحب زلةٌ / فاستُرهُ بالإغضاء واستبقه
فإن إثم الإفك من مسطح / يحطَّ قدرَ النجم عن أفقِهِ
وقد جرى منه الذي قد جرى / وعوتب الصديق في حقهِ
طالما كنتَ قبلها تحفظ الخُب
طالما كنتَ قبلها تحفظ الخُب / زَ ولكن بالبخل في الصندوق
ليتَ شعري ماذا تقول إذا ما / رُمتَ شقي قل لي بأي طريقِ
علم اللَه ما مضيتُ رَسولا / قطُّ من عند ابنتي لعشيق
لا ولا بتُّ في مكان طُفيلي / يا كغيري في طاعةٍ وفسُوقٍ
لا ولا جئتُ بالرجالِ إلى بيت / ي وكاسَرتُ عنهُمُ في السُّوقِ