المجموع : 117
نسب الرياض إلى الغمام شريف
نسب الرياض إلى الغمام شريف / ومحلها عند النسيم لطيفُ
فاشرب وثقل وزن جامك انه / يوم على قلب الزمان خفيف
أو ما ترى طرز البروق توسطت / أفقا كأن المزن فيه شفوف
واليوم من خجل الشقيق مضرج / خجل ومن مرض النسيم ضعيف
والارض طرس والرياض سطوره / والزهر شكل بينها وحروف
وكأنما الدولاب ضل طريقه / فتراه ليس يزول وهو يطوف
اشرب على الشعب واحلل روضه انفا
اشرب على الشعب واحلل روضه انفا / قد زاد في حسنه فازدد به شغفا
إذ ألبس الهيف من اغصانه حللا / ولقن للعجم من اطياره نتفا
ونمرت حسنه الأغصان مثمرة / من نازع قرطا اولابس شنفا
والماء يثني على اعطافه أزراً / والريح تعقد في أطرافها شرفا
والشمس تخرق من أشجارها طرفا / بنورها فترينا تحتها طرفا
من قائل نسجت درعاً مفضضة / وقائل ذهبت أو فضضت صحفا
ظلت تزف له الدنيا محاسنها / وتستعيد له الالطاف والتحفا
من عارض وكفا أو طائر هتفا / أو بارق خطفا او سائر وقفا
ولست أحصى حصى الياقوت فيه ولا / دراً اصادفه في مائه صدفاً
يظن من وقفت فيه الشجون به / أن الصبابة شابت والهوى خرفا
تعسف الشوق فيه كل ذي شجن / والشوق ألطفه ما كان معتسفا
فاحلل عرى الهم واشربها مشعشعه / رق النسيم مباراة لها وصفا
ماذا يقول لك المداح قد نفدت / فيك المعاني وبحر اللفظ قد نزفا
لم تبق لي حيلة إلا الدعاء فإن / يسمع ظللت عليه الدهر معتكفا
سلام على زمزم والصفا
سلام على زمزم والصفا /
يا مرهفاً في لحاظه مرهف
يا مرهفاً في لحاظه مرهف / ومخطف القد سهمه مخطف
من اودع الورد وجنتيك ومن / نقش طرز العذار أو غلف
وما لهذا الصدغ المشوش قد / عارض طرق التقبيل واستهدف
أطلع أفق العجاج لي قمراً / بين نجوم تجول أو تزحف
يقطر ماء الجمال منه وير / تج اذا ارتج ردفه المردف
ومسرف الحسن لا يلام اذا / جار على عاشقيه أو أسرف
عقف كلابه وأرهفه / فقلت يكفيك صدغك الاعقف
تغنيك عن سهمك اللحاظ وعن / صارمك العضب قدك الاهيف
ومال كفي على سوالفه / والموت من دون لمسها يسلف
فمر مر السحاب يسحب فض / ل الكم عجباً وفاضل المطرف
وقال والورد قد تعصفر في / خديه غيظاً وآن أن يقطف
مثلك يلقي يداً علي أما / يخاف من ناظري أن يتلف
لو مر بي الليث مات خوفاً ولو / أبصرت طيفي في النوم لم يطرف
أنا العذاب المذاب والأسد ال / أسود بأساً والمقرف المقرف
أشطر مني فتى إذا وقعت / عليه عيني في الوقت لم يتلف
إذا شربنا بنت الكروم فبال / بيض نحيا وبالقنا نتحف
لولا توقي أو مراقبتي / أني عزيز وأنت مستضعف
نحرت حتى السماء واقعة / فوقي والارض تحتنا تخسف
فقلت مهلا فلست أول من / أخطأ جهلا من قبل ان يعرف
البدر لا ينسخ الظلام على / ديباجتيه والبحر لا ينزف
عزمت أن أدعي عليك فلا / تصغ إلى من لحا ومن عنف
ولا تكلني الى اليمين فلو / شئت اكلت الزبور والمصحف
فافتر عن لؤلؤ وأسفر عن / ورد وقبلته فما استنكف
وقال ما تشتهي فقلت له / نقصف حسادنا بأن نقصف
فمال بي والظلام شملته / وفجره في يمينه مرهف
إلى رياضٍ يغازل القطر ما / دبج من زهرها وما فوف
ما بين فتيان لذة عرفوا ال / عيش فنالوا نعيمه الالطف
هذا يحيي وذا يغار وذا / يلثم كرهاً وذاك يستعطف
برد الثرى بردنا وقد زرر ال / بدر علينا دواجه المحصف
وبيننا خمرتان من ريقة ال / كرم وريق أشهى من القرقف
ولطف الله لي بمدرجة / مثالها عند مثلي تلطف
أنشدته شعر مكشف فأنى / يلثم تلكش السطر والأحرف
ومات سكراً فمت من فرح / وكاد ستر الغرام أن يكشف
يزور نائلك العافي وصارمك ال
يزور نائلك العافي وصارمك ال / عاصي فتحويهما أيدٍ وأعناق
في كل يوم لبيت المجد منك غنى / وثروة ولبيت المال إملاق
كم خضت في لجة كالبحر زاخرة / ماء المنون بهما حاشاك دفاق
في فتية من ليوث الحرب قد حفظت / بالمرهفات لهم في الروع ارماق
من كل بعل حياة لا يعاقدها / إلا على أنه في الحرب مطلاق
أمام كل خميس كل يوم وغن / كأنه في صدور الخيل الحاق
رم أين شئت من الدنيا تنله فما / للجو عرض ولا البحر أعماق
من شلث أنك مخلوق لتملكه / كمثل من شك أن الله خلاق
فللسماء سماء من علاك وللآ / فاق من ذكرك المحمود آفاقد
ما تنشدون وقلبي في رحالكم
ما تنشدون وقلبي في رحالكم / هو الصواع وبعض العير سراقُ
ألست ترى الأوضاح في دهمة الدجى
ألست ترى الأوضاح في دهمة الدجى / ومنشؤها بالناظرين رفيقُ
دخاناً سخامي الصفات شراره / بروق وعقد الربح فيه وثيق
وليلا كيوم الوصل أما رياضه / فزهر وأما مسكه ففتيق
وبغداد بحر ساحلاه جواهر / ودجلة روض طرتاه شقيق
وقد صار ياقوتاً حصاها وعنبراً / ثراها وأمسى الماء وهو رحيق
أرسلت أشكو إليكم غداة ظمئي
أرسلت أشكو إليكم غداة ظمئي / وما شككت بأني سوف أغتبقُ
فقد كتبت إلى أن خانني قلمي / وقد ترددت حتى ملني الطرق
أنت امرؤ جوده غمر ونائله / همر ووبل نداه مسبل غدق
فابعث إليّ بصفو الراح يشبهه / مني قريض ومنك العرف والخلق
وقد زعمت رواة الشعر أني
وقد زعمت رواة الشعر أني / ملكت عنان أبلقه العقوقِ
ظبي إذا لاح في عشيرته
ظبي إذا لاح في عشيرته / يطرق بالهم قلب من طرقه
بدائع الحسن فيه مفترقه / وأعين الناس فيه متفقه
سهام ألحاظه مفوقة / فكل من رام لحظة رشقه
قد كتب الحسن فوق عارضه / هذا مليح وحق من خلقه
أتنشط للصبوح أبا علي
أتنشط للصبوح أبا علي / على حكم المنى ورضى الصديقِ
بنهر للرياح عليه درع / تذهب بالغروب وبالشروق
إذا اصفرت عليه الشمس صبت / على أمواجه ماء الخلوق
وقفت به فكم خد رفيق / يغازلني على قد رشيق
وجمر شب في الاغصان حتى / أضاع الماء في وهج الحريق
فدهم الخيل في ميدان تبر / يصاغ لها كرات من عقيق
فهل لك في ختام المسك فضت / نوافجه ومختوم الرحيق
لبست العدم حتى صار ذيلي
لبست العدم حتى صار ذيلي / يضيق تقلبي فيه كزيقي
وكادحت المطالب بعد ضر / ودرأت المعيشة بعد ضيق
فقد أوقدت صندوق ثيابي / وصب الماء في حب الدقيق
فهل للناس يا للناس حر / يبيض وجه ممتحن مضيق
أريد أخي إذا ما ثل عرشي / وصرت الى المعيشة في مضيق
فأما حين يصلح بعض حالي / فان الناس كلهم صديقي
عذارك جادت عليه الريا
عذارك جادت عليه الريا / ض بأجفانها وبآماقها
وطال غرام الغواني به / فقد طرزته بأحداقها
رأيته والمرآة في يده
رأيته والمرآة في يده / كأنها شمسة على ملكِ
فقلت للصورة التي احتجبت / من غير زهد فينا ولا نسك
يا أشبه الناس بالحبوب ألا / تخبرنا عنك غير مؤتفك
قال أنا البدر زرت بدركم / وهذه قطعة من الفلك
قلت فإني أرى بها صدأ / فقال هذه بقية الحبك
لما التحى أصبحت عمامته ال
لما التحى أصبحت عمامته ال / سوداء تجلى مخضرة الحبكِ
وصار يختال أن يلين بخلق ال / خز عن ردفه أو الفنك
في كل يوم تراه مؤتزراً / بالروض بين الحياض والبرك
وما علمنا بأنه قمر / حتى اكتسى قطعة من الفلك
رسولي إذا لم يغشهن رسول
رسولي إذا لم يغشهن رسول / صباً وقبول بل صباً وقبولُ
وقلب سوى قلب الكتيبة باسل / وحد سوى حد الحسام صقيل
وما حسن صبر ما ترين ولا رضى / بنأي ولكن المحب حمول
يا سيف دين الله ما رضي العدى
يا سيف دين الله ما رضي العدى / لو أن سيفك مثل عدلك يعدلُ
ما إن سننت لهم سناناً في الوغى / إلا أطل عليه منهم أيطل
فالروض من زهر النجوم مضرج / والماء من ماء الترائب أشكل
والنقع ثوب بالنسور مطير / والارض فرش بالجياد مخيل
يهفو العقاب على العقاب ويلتقي / بين الفوارس أجدل ومجدل
وسطور خيلك انما ألفاتها / سمر تنقط بالدماء وتشكل
لولا اشتياق الماء كفك لم يكن
لولا اشتياق الماء كفك لم يكن / قلب الندى وحشي السحائب تنزلُ
ولقد نثرت على الهوا أمثاله / ذا سجسج صاف وهذا سلسل
وكأنما ذهبى زرافاتنا / ترمى بأسهم فضة تتسلسل
من فوق كل ذؤابتبن سحابة / أو بين كل اثنين منا جدول
فأرقت حتى ماء وجهي إنه / مع غير ماء الورد لا يتبدل
فاترك لنا ماء الشباب ولا ترق / ماء الصوارم فهو فيها أجمل
وصل الخيال ومنك رمت وصالا
وصل الخيال ومنك رمت وصالا / هذي الزيارة لا تعد نوالا
زار الخيال فلا تزربي في الكرى / حاشا لحسنك أن يكون خيالا
قد كنت فيك شككت يا بدر الدجى / حتى رأيتك في اللثام هلالا
وهواك علمني القريض فزاد في / حبيك أني منه أكسب مالا
هو منهضي نحو الامير وهمة / حملت إليه صلاته آمالا
ووتيرة الشعراء في مدح وفي / منح فتجمع مفخراً ونوالا
ضربوا لك الأمثال في أشعارهم / لكنني بك أضرب الأمثالا
ما ضن عنك بموجود ولا بخلا
ما ضن عنك بموجود ولا بخلا / أعز ما عنده النفس التي بذلا
يحكي المطايا حنيناً والهجير جوى / والمزن دمعاً وأطلال الديار بلى