المجموع : 232
برقُ مدامٍ في عارضِ النَّدِّ
برقُ مدامٍ في عارضِ النَّدِّ / ورعدُ قصفٍ وقَطْرُ ماءِ وردِ
والشمسُ مَعْ كلِّ هذِه طَلَعَتْ / من جيبِ ساقٍ مُمَشَّقِ القَدِّ
في فلكٍ دارَ قُطْبُ مركزِهِ / على نجومِ السرورِ والسَّعْدِ
لو تَمَّ أنسي بالقربِ منكَ لما / حَصَلْتُ إلاّ في جنَّةِ الخُلْدِ
يا زماناً نعيمُهُ
يا زماناً نعيمُهُ / لم يُعَرِّجْ على يَدي
كنسيمٍ مُعَقَّدٍ / وشعاعٍ مُجَسَّدِ
طيبُهُ كالكَرَى يُلِ / مُّ بجَفْنِ المُسَهَّدِ
أو كخلق المؤمل ب / نِ الخليلِ بن أحمدِ
يا ليلةً هي طولاً
يا ليلةً هي طولاً / كمثلِ شوقي وَوَجْدي
مدت سرادق وشيٍ / على الورى أيّ مد
نجومها الزهر تحكي / من حسنها نثر عقد
والأنجم الحمر منها / كالورد في اللازورد
انظروا كيف تخمد الأنوار
انظروا كيف تخمد الأنوار / انظروا كيف تسقط الأقمار
انظروا هكذا تزول الرواسي / هكذا في الثرى تغيض البحار
فديتُ مسافِراً ركِبَ الفيافي
فديتُ مسافِراً ركِبَ الفيافي / وأَثَّرَ في محاسِنِهِ السِّفارُ
فمسَّكَ وردَ خدَّيهِ السَّوافي / وعَنْبَر مِسْكَ صدغَيْهِ الغبارُ
إنِّي أحاجي منك فرداً في الحجى
إنِّي أحاجي منك فرداً في الحجى / تزهو به الدنيا ونيسابور
فأقولُ ما شجرٌ بديعٌ وصفُهُ / لكنَّهُ ببلادِهِ مقصورُ
أوراقُهُ ورق وعودٌ عودُهُ / والنَّورُ تبرٌ قد علاهُ نورُ
ونشارُهُ الياقوتُ فيه الجزع مَطْ / ويٌّ وبينَهما يُرى الكافورُ
يا ليلةً كالمسكِ منظرُها
يا ليلةً كالمسكِ منظرُها / وكذاكَ في التشبيهِ مخبرُها
أحييتُها والبدرُ يخدِمُني / والشمسُ أنهاها وآمُرُها
دعوتُ بماءٍ في إناءٍ فجاءَني ال
دعوتُ بماءٍ في إناءٍ فجاءَني ال / حبيبُ بهِ خَمْراً فأوْسَعْتُهُ زَجْرا
فقالَ هو الماءُ القراحُ وإنَّما / تجلَّى لهُ وجهي فأوهمَكَ الخَمْرا
أظنُّ الربيعَ العامَ قد جاءَ تاجِراً
أظنُّ الربيعَ العامَ قد جاءَ تاجِراً / ففي الشمسِ بزَّازاً وفي الريحِ عَطَّارا
وما العيشُ إلاّ أن تواجِهَ وجهَهُ / وتقضي بين الوشي والمسك أوطارا
قُلْ للمليكِ الأجَلِّ قَدْرا
قُلْ للمليكِ الأجَلِّ قَدْرا / لا زِلْتَ بَدْراً تحلُّ صَدْرا
إنِّي أُعزِّيكَ عن عزيزٍ / كانَ لريبِ الزمانِ عُذْرا
وكانَ طُهْراً فصارَ أَجْرا / وكانَ ظَهْراً فصارَ ذُخْرا
أيا يا مَنْ مجدُهُ للدهرِ غُرَّه
أيا يا مَنْ مجدُهُ للدهرِ غُرَّه / وطلعتُهُ لعينِ المُلْكِ قُرَّهْ
وخدمتُهُ لنارِ العِزِّ زَنْدٌ / وحضرتُهُ لشخصِ المجدِ سُرَّهْ
ويا من ذكرُهُ مثلُ اسمِهِ لا / يزالُ مسافِراً في خيرِ سَفْرَهْ
حويتَ محاسنَ الدُّنيا كما قَدْ / سَبَكْتَ محاسنَ الآداب نُقْرَهْ
وحُزْتَ خصائصَ الرؤساءِ طُرًّا / وحَصَّلْتَ السعودَ لديكَ صَبْرَهْ
ولما لم يسَعْكَ الدهرُ ثَوْباً / قطعتَ لشخصِ مجدِكَ منهُ صُدْرَهْ
وكم لكَ عند عبدِكَ من صنيعٍ / رفيعٍ لا يؤدِّي العبدُ شُكْرَهْ
وذَنْبُ الدهرِ جَلَّ فإن أراني / محيَّاهُ الجميلَ قبلتُ عُذْرَهْ
ظفِرتَ بما تشاءُ من الأماني / فأغمدَ عنكَ صَرْفُ الدهر ظُفْرَهْ
لرأسِكَ خضرةٌ في كلِّ يومٍ / وللكاساتِ فوقَ يديكَ حُمْرَهْ
واهاً لغزنةَ إذ غَدَتْ
واهاً لغزنةَ إذ غَدَتْ / للمُلْكِ والإسلامِ دارا
من كعبةٍ قد أصبحَتْ / للمجدِ والعليا مدارا
في صدرِها الملكُ الذي / قطبُ السعودِ عليهِ دارا
إنِّي أرى ألفاظَكَ الغرَّا
إنِّي أرى ألفاظَكَ الغرَّا / عطَّلَتِ الياقوت والدُّرَّا
لكَ الكلامُ الحرُّ يا من غدا / معروفُهُ يستعبِدُ الحُرَّا
وصولجانٍ بيدَيْ شادنٍ
وصولجانٍ بيدَيْ شادنٍ / لا يحسنُ العاشقُ أن يذكرَهْ
وصولجانُ المسكِ في صدغِهِ / متَّخذٌ حبةَ قلبي كُرَهْ
سقى الله أياماً أُشبِّهُ حُسنها
سقى الله أياماً أُشبِّهُ حُسنها / وقد كنتُ في روض من العيش ناضرِ
بشعرِ ابن معتزٍّ وخطِّ ابن مقلةٍ / ودولةِ مسعودٍ وخلقِ مسافرِ
خليليَّ إنِّي من محبَّتي العلى
خليليَّ إنِّي من محبَّتي العلى / بُليتُ بعلوي الصفات أخي البدرِ
فعقد الثريَّا مستكنٌّ بثغره / ومنطقهُ الجوزاء في خصره تجري
ووجدي به وجد المكارم والعلى / بسيِّدنا الشيخ العميد أبي نصرِ
سماءٌ كصدرِ البازِ والأرضُ تحتَهُ
سماءٌ كصدرِ البازِ والأرضُ تحتَهُ / كأجنحةِ الطاووسِ فاشربْ أبا نصرِ
عقاراً كعينِ الديكِ تحلُو بمسمَعٍ / يؤدِّي غناءَ العندليبِ على قَدْرِ
تبلَّجَتِ الأيامُ عن غُرَّةِ الدَّهْرِ
تبلَّجَتِ الأيامُ عن غُرَّةِ الدَّهْرِ / وسُبَّ بأهلِ البغيِ قاصمةُ الظهرِ
وولَّى بنو الإدبارِ أدبارَهُم وقَدْ / تحكَّمَ فيهم صاحبُ الدهرِ بالقهرِ
وقد جاءَ نصرُ اللهِ والفتحُ مقبلٌ / إلى الملكِ المنصورِ سيِّدِنا نصرِ
غياثِ الورى شمسِ الزمانِ وبدرِهِ / ومَن هُوَ بالعلياءِ أولى أولي الأمرِ
فيا لكَ من فتحٍ غدا زينةَ العُلى / وواسِطةَ الدُّنيا وفائدةَ العَصْرِ
أبى اللهُ إلاّ نصرَ نصرٍ ورفعَهُ / على قِمَّةِ العيُّوقِ أو هامةِ البدرِ
وملَّكَهُ صدرَ السريرِ كأنَّهُ / لنا فلكٌ بالخيرِ أو ضدِّهِ يجري
وخَوَّلهُ دونَ الملوكِ محاسناً / تبرُّ على الشمسِ المنيرةِ والقطرِ
إذا ذُكِرَتْ فاحَ النديُّ بذكرِها / كما فاحَ أذكى النِّدِّ في وهجِ الجمْرِ
فتى السِّنِّ كهلِ الحلم والرأي والحِجا / يعمُّ بني الآمال بالنائلِ الغَمْرِ
له همَّةٌ لما حَسَبْتُ عُلُوَّها / حَسِبتُ الثُّريَّا في الثرى أبداً تسري
غدا راعياً للمسلمينَ وناصراً / لهُ اللهُ راعٍ قد تكفَّل بالنَّصْرِ
ألا أيُّها المَلكُ الذي تَرَكَ العِدَى / عباديدَ بين القتلِ والكَسْرِ والأَسْرِ
قدمتَ قدومَ الغيثِ أيمنَ مَقْدَمٍ / فحلَّيْتَ وجهَ الدهرِ بالحُسْنِ والبِشْرِ
ألستَ ترى كُتْبَ الربيعِ ورُسْلَهُ / يقولونَ ها ذاكَ الربيعُ على الإثْرِ
نسيمٌ نسيبٌ للحياةِ بلطفِهِ / يجرُّ فويقَ الأرضِ أرديةَ العِطْرِ
وتربٌ بأنفاسِ الربيعِ معنبرٌ / فيا لكَ من طيبٍ ويا لكَ من نشْرِ
وغيمٌ يحاكي راحتيكَ كأنَّهُ / على المسكِ والكافورِ يهطِلُ بالخمْرِ
فروِّحْ بشربِ الراحِ روحَكَ إنَّها / لفي تعبٍ من وقعةِ البيضِ والسمْرِ
ودُمْ لاقتناءِ الملكِ في أكملِ المنى / وفي أَرفعِ العليا وفي أطولِ العمْرِ
فديتُ غزالاً راقني دُرُّ شعرِهِ
فديتُ غزالاً راقني دُرُّ شعرِهِ / كما شاقَني في نطقِهِ دُرُّ ثغرِهِ
إذا ما غدا للشعرِ يُغري بنظمِهِ / غدوتُ لعقدِ الدمعِ أغري بنثرِهِ
وواللهِ ما أدري أسِحْرُ جفونِهِ / تملَّكَ قلبَ الصبِّ أم سحرُ شعرِهِ
ودونكَ بيتاً قد تحلَّت به النُّهى
ودونكَ بيتاً قد تحلَّت به النُّهى / كما يتحلَّى معصم بسوارِهِ
إذا لم يكنْ في منزلِ المرءِ حُرَّةٌ / تدبِّرُهُ ضاعت مصالحُ دارِهِ